قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثمانون

وقفت سيارة الاجري أمام احدي الفنادق الفاخرة القريبة من المطار نزل زيدان اولا يعطي للسائق نقوده لتلحق به انجليكا سريعا، وقفت جواره تشبك أصابع كفها تحتضن أصابع كفه ليزفر يآسا من تلك العلكة التي تلتصق به كاسمه، توجه معها للداخل الي حيث موظف الاستقبال يحجز لها غرفة، أخذ الورقة من موظفة الإستقبال يملئ ما فيها من بيانات فارغة من خلال جواز سفرها الذي بيده، أعطاها الورقة ليخرج من حافطته الجلدية بطاقته الإئتمان الخاص به دفع أعطاها للموظفة لتناولها له بعد لحظات ومعها مفتاح الغرفة، التفت لانجليكا يتمتم بفتور:.

- أنا حجزلتك أوضة في الفندق هنا، مفتاحها اهو، عن إذنك
وضع المفتاح في كف يدها تجاوزها ليغادر لتشهق هي سريعا هرولت خلفه سريعا تتعلق بذراعه تسأله مذعورة:
- أنت روح فين زيدان...
تأفف حانقا من تلك الكماشة التي احكمت حصارها حول حياته بأكملها ليبعد يدها عن ذراعه ابتسم دون مرح يغمغم في جفاء:.

- عندي مشواير مهمة يا انجليكا ومش هينفع اخدك معايا، وعشان تكوني عارفة، العلاقة الغريبة اللي بينا دي هتنتهي مجرد ما نرجع الغردقة، عن إذنك
دون كلمة أخري استدار وغادر دون أن يعطيها حتي فرصة للحديث، وقفت تنظر في اثره لحظات تكسو مقلتيها الألم، هبطت دمعة صغيرة من عينيها تتحرك إلي غرفتها يدوي في رأسها صوت حبيبها السابق وهو يصيح فيها.

« stop doing that angelica you re sticking to me like a gum I can t even breathe away from you، i m really bored of it، i finally want ang»
-توقفي عن فعل ذلك انجليكا أنتي تلتصقين بي كالعلكة لا أستطيع حتي التنفس بعيدا عنك، لقد مللت حقا من ذلك، أنا أرغب في النهاية انج-.

فتحت باب غرفتها بمفتاحها الخاص دخلت الي الغرفة تجر قدميها ارتمت بجسدها إلي الفراش تنظر إلي سقف الحجرة لتتساقط قطرات دموعها تغرق وجهها اشتاقت حقا لحبيبها الأول «ماكس» حنانه الذي كان يغرقها به، ضحكاته، كلامه، علاقتهم الرائعة، كانوا اسعد حبيبن إلي أن بدأ الأخير يمل منها بسبب شدة تعلقها به، وهجرها!، كمن طعن بخنجر في قلبها ظلت تبكي أيام عدة علي فراقه، إلي أن قررت الهروب من طيف عشقها له وجاءت لزيارة صديقتها، ربما هذا ما جعلها تتعلق بزيدان، معاملته الرقيقة، عينيه الزرقاء تشبه عيني ماكس لحد كبير، ولكنه هو الآخر بدأ اختضنت كفيها إلي صدرها تهمس باكية:.

-l miss you max!

علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي، في غرفة مكتبه يجلس يستند برأسه إلي ظهر مقعده يغمض عينيه، الأجواء في البيت تلك الأيام صعبة بشكل لا يُحتمل، الجميع حزين كئيب، لا يتذكر أنهم تناولوا الطعام سويا منذ أكثر من أسبوع، لينا ابنته وعنادها الذي لا ينتهي تذهب صباحا إلي العمل في شركته وتعود لتغلق علي حالها باب غرفتها باقي اليوم، حمزة لم يعد يراه، أغلب الوقت في المشفي عند أدهم ومعه مايا، وبدور كعادتها لا تخرج من غرفتها الا قليلا، والأهم من ذاك كله لينا زوجته الغاضبة، ترفض اي محاولة منه للصلح خرجت من بين شفتيه ضحكة يآسه في أحدي محاولاته البائسة لنيل سامحها أحضر لها دمية صغيرة ظريفة الشكل علي شكل دب صغير، فما كان منها الا أن القته من النافذة جوارها دون أن تنظر إليه حتي، الدب المسكين سقط في قاع المسبح، تنهد تعبا ليتحرك من مكانه يأخذ طريقه إلي غرفتهم، هو لن يتوقف عن المحاولة ابدا حتي تستلم هي وتسامحه، دخل إلي الغرفة ليجدها تجلس علي الفراش كعادتها توجه أنظارها للشرفة الكبيرة في غرفتهم سمع صوتها الحانق ما أن دخل إلي الغرفة:.

- مش في باب المفروض تخبط عليه قبل ما تدخل
ابتسم عبثا ليقترب في خطواته جلس جوارها علي الفراش مد يده يقربها من رأسها يتمتم مشاكسا:
- ايوة اخبط الباب ليه يعني وأنا داخل اوضتي اللي فيها مراتي
ما إن لامس كفه خصلات شعرها التفتت له بعنف تشهر سبابتها أمام وجهه تطالعه بأعين قاتمة غاضبة تصرخ بشراسة:
- اسمع بقي يا خالد يا سويسي ايدك ما تتحطش عليا خالص، والافضل ما تتكلمش معايا اصلا، كفاية اوي انك حابسني هنا.

توسعت عينيه قليلا في ذهول نظر خلفه للحظات كأنه يبحث عن شخص آخر ليعاود النظر إليها أشار الي نفسه مدهوشا ليتمتم ببراءة:
- أنا حابسك؟!، ما حصلش انتي اللي حابسة نفسك، انتي ممكن تنزلي الجنينة، تروحي شغلك، تروحي النادي، بس معاكي الحراسة، وترجعي علي هنا تاني، فين بقي الحبس دا.

طحنت أسنانها بشراسة تنظر له بضراوة وهو يتصرف بتل البراءة وكأنها هي الشريرة هنا اشاحت بوجهها بعيدا عنه تعتصر قبضتيها تتنفس بعنف، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها وهي تقول:
- ايه خايف مني أحسن أهرب.

لحظات من الصمت لم تسمع فيها اي صوت غاضب حتي أنفاسه كانت هادئة للغاية، ارتجف جسدها بعنف حين شعرت بأنامله تمسك بذقنها الصغير، لتشتم نفسها في سرها سحقا لجسدها الخائن الذي يشتاق حتي لعناقه، أدار وجهها ناحيته برفق شديد، حطت عينيها علي وجهه لتراه يبتسم مسح علي وجنتها بأصابعه يتمتم مبتسما:
- خايف عليكي أحسن حد يأذيكي، أنا عندي أموت ولا يمسك اذي.

تنهدت رغما عنها من وقع صوته الخشن العميق، ابتلعت لعابها تخفض عينيها أرضا تبتعد بنافذة قلبها عن وجهه، ولكنه لم يكن ليستسلم وخاصة وهو يشعر بسكونها، رفع وجهها من جديد يحتضنه بين كفيه يتمتم متنهدا في آسي:.

- وبعدين يا لينا، انتي بتنطفي يوم بعد يوم، أنا مش هقدر اشوفك في الحال دا، اطلبي اي حاجة في الدنيا احققهالك أن كانت هتسعدك، إلا أني اطلقك، اقولك تعالي نسافر، نسيب كل المشاكل دي ونسافر بعيد أنا وانتي بس، حتي لو مش عايزة تفضلي معايا في نفس الأوضة او نفس الفندق كله حتي، أعمل إيه طيب عشان تسامحيني..

حركت رأسها نفيا تغمض جفنيها تشد عليهما بعنف لتنهمر دموعها تسقي وجنتيها بسيول دموعها، فما كان منه إلا أن ضم رأسها لصدره يحاوطها بذراعيه يهدهدها كما كان يفعل وهو صغيرة، شعر بزيادة نشيج بكائها الحارق ويتناهي الي أسماعه صوت صراخها المكتوم داخل صدره جسدها الذي يرتجف بعنف بين خلجات صدره، نشبت اظافرها تشد علي ملابسه بعنف، لتهبط دمعة يتيمة من بين جفنيه المغلقين يده علي رأسها والاخري تربت علي ظهرها برفق ولين، سمعت همسه النادم بعد لحظات طويلة:.

- أنا آسف، حقك عليا
نطقهم وسكت تماما بينما هي لم تهدأ ظلت تبكي وترتجف بين ذراعيه ابعدها عنه برفق يمسك ذراعيها بين كفيه ينظر لعينيها الحمراء المنتفخة من أثر البكاء، شفتيها المرتجفة، وجهها الشاحب، كانت كوردة تبذل حتي الموت، اغمض عينيه بعنف عدة لحظات قبل أن يفتحها ينظر لمقلتيها ترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه حين همس:.

- لو قربي منك هو اللي بيعذبك بالشكل دا، فأنا هبعد، ولو عايزاني، اا، اا، ااطلقلك، حاضر، بس أنت ما توصليش للحالة دي، مش هستحمل اشوف وردتي الصغيرة بتدبل بسببي.

توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة، تسارعت دقات قلبها تشق قصفها الصدري ألم خالص ينخر روحها، يشطرها نصفين، لما وقع الكلمة صعب مرير لتلك الدرجة، يعصر قلبها كقبضة من نار، نظرت له للحظات نظراتها مزيج جمع جميع المشاعر ما بين الألم والعشق، النفور والهيام، مشاعره عدة عصفت في مقلتيها.

ليميل هو قبل قمة رأسها قبلة طووووويلة وكأنه يودعها بها، تحرك من مكانه ناحية دولاب الملابس أخذ العديد من ملابسه، ليتحرك للخارج التفت لها قبل أن يخرج يتمتم بابتسامة صغيرة:
- هبعت فتحية تاخد باقي حاجتي من الأوضة عشان ما اضايقكيش تاني، عن إذنك.

فتح الباب ورحل، وقف بضع لحظات خلف الباب المغلق يستند برأسه عليه، يحاول سماعها ليتذكر بعد لحظات أن الباب عازل للصوت، تنهد حانقا من نفسه لما فعل ذلك، أحمق ياله من أحمق كبير، التفت ليغادر في اللحظة التي انفتح بها باب الحجرة من الداخل بعنف ورآها وهي تنظر حولهر بهلع كأنها تبحث عن أحد ما، تراجعت نظراتها المتلهفة المذعورة حين رأته يقف أمامها، كانت تظن أنه سيغادر المنزل بأكمله، تنهدت حائرة تشعر بأنها الشئ ونقيضه في آن واحد تكرهه بعد ما فعل ولا ترغب سوي في قربه، لا ترغب في أن تراه من جديد، وتخشي حد الذعر أن يبتعد، حمحمت في ارتباك تشد بأصابعها علي كفها رفعت رأسها قليلا تتمتم بإيباء:.

- كنت فاكرة فتحية بتخبط، عن إذنك
قالتها لتستدير تغلق الباب سريعا كأنها لص ضبط بجرم الحب المشهود، خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة ليتحرك إلي الغرفة الملاصقة لغرفتهم تماما يلقي بملابسه على الفراش بإهمال...

هناك علي صعيد بعيد عنهم، كان يقود سيارته بعد أن اطمئن علي صحة والدته، أكد له الطبيب أن صحتها في تقدم مستمر والوضع الآن علي خير ما يرام، أخذ سيارته متجها إليها، يشتاقها صورتها لم تغب عن باله طوال فترة سفره وطيفها يلازمه في كل حين، ابتسم حين توقف بالسيارة بالقرب من منزلها، جلست يراقب شرفة غرفتها من سيارته يتمني أن تظهر أن يلمح حتي طيفها من بعيد، تنهد حانقا منذ نصف ساعة وهو يقف هنا دون جديد، قرر بتهور أن يذهب إليها سينزل من سيارته يعبر الشارع، يصعد إلي الطابق الثالث، يدق الباب يعرفهم بنفسه، وهم في الأساس يعرفونه جيدا، والآن باتت صلته يقرب والجميع بات يعلم من هو، ما إن مد يده لمقبض الباب ليفتحه توسعت عينيه حين رآها هي تنزل من مدخل منزلهم، تأوه ينظر لها بشوق ينهش قلبه، ها هي تتحرك كعصفور صغير يلحق للخارج بنعومة ساحرة تجذبه لها، ضاحكا ساخرا من حاله الطبيب الناضج يقع في عشق مراهقة صغيرة، الفرق في العمر بينهما ليس بهين علي الإطلاق، ابتلع لعابه مرتبكا خائفا، من أن يكون عشقه لها ما هو الا مرض خبيث يتسلل إلي قلبه ليهدم حياته وحياة تلك الصغيرة، لا عقل ولا منطق يقول بأن رجل تجاوز الثلاثين يحب مراهقة في التاسعة عشر، تنهد حائرا، انتفض قلبه، حين رآها تبتعد عند نهاية الشارع علي وشك أن تختفي من أمام عينيه سحقا للعقل والمنطق في تلك اللحظات، أدار محرك السيارة سريعا يلحق بها يتحرك بعينيه متلهفا، ليراها هناك تقف عند محل لبيع الحلوي والمثلجات، علي وشك أن تخطو لداخله، اوقف السيارة جواره لينزل منها سريعا التف حول السيارة وقف أمامها يمنعها من التحرك، نظرت غاضبة مقطبة الجبين لذلك الوغد الذي سد طريقها توا لتتوسع مقلتي عينيها حين رأته يقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة التي لا يعرف كيف يمكن أن يكن بها كل ذلك القدر من السحر تسارعت مضخة قلبها تكاد تنفجر خاصة حين سمعته يتمتم مبتسما:.

- ازيك يا سارة
علقت الكلمات داخل جوفها تنظر له مدهوشة ترفرف بجفنيها بلا توقف، هل هو حقا يقف أمامها بعد ما قاله لها في الهاتف لا زالت تتذكر همسه لها بتلك الكلمة التي لن تنساها، يحبها هو يحبها، انفرجت شفتيها عن شبة ابتسامة صغيرة دقت ناقوس السعادة في قلبه، لتتوسع ابتسامته هو كالابلة، صوت حمحمة غاضبة أتت من خلفهم مباشرة يتبعها صوت أحد المارة:
- يا استاذ لو سمحت عايز اعدي.

تنحنح حرجا ليقترب منها سريعا التقط كف يدها في غمر موجه استسلامها ليتوجه بها إلي سيارته فتح لها الباب لتصعد، التفت ليجلس جوارها حين سمع ذلك الرجل يتمتم ساخرا:
- بنات آخر زمن فين أهلها دي.

نظر سريعا ناحية سارة لتنظر له متعجبة، تنهد فئ ارتياح من الجيد أن سارة لم تسمع ما قال ذلك الأحمق، ابتسم هو ليعود لذلك الرجل، اقترب منه يحجب ما يحدث بظهره العريض عن رؤيته سارة قبض علي تلابيب ملابس الرجل يهمس له بشراسة قاتلة:
- اللي كنت بتجيب في سيرتها دي مراتي، أنا اقدر اخليك تزحف علي رجليك تبوس الأرض تحت رجليها عشان تسامحك
نظر الرجل بهلع لحسام ليحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم نادما معتذرا راجيا:.

- أنا آسف يا بيه، وأسف للمدام والله ما كنت اعرف
دفعه حسام بعيدا عنه ينظر له باشمئزاز ليبصق ناحيته ويتركه ويغادر إلي سيارته، استقل المقعد جوار سارة يبتعد قليلا عن الشارع، لتتوسع هي عينيها هلعا وقد ادركت ما فعلت توا، حمحمت تهمس مرتعشة:
- هو احنا رايحين فين، أنا لازم ارجع، بابا عارف اني نازلة اجيب حاجة من المحل، ارجوك يا حسام.

لحظة واحدة سمع اسمه أكثر من مئة مليون مرة من قبل ولكنه بتلك النغمة الرنانة الدافئة التي اخترقت قلبه مباشرة لم يحدث قبلا، اوقف السيارة بعيدا قليلا يبتسم في توسع كالابلة، ابتلعت هي لعابها تنظر له مرتبكة لتهمس:
- ما ينفعش صدقني ما ينفعش، أنا غلطت مرة ما ينفعش اكررها تاني، أنا آسفة، عن إذنك.

وضعت يدها علي المقبض تود فتحه ليسرع هو بإغلاق السيارة من الزر المقابل له يمنعها من فتح الباب، تسارعت دقات قلبها في هلع تنظر له مذعورة دقاتها تتصارع بعنف حين التفتت له أشهر سبابته أمام وجهها برفق حازما:
- أولا ما تشبهيش علاقتنا بالحيوان اللي كنتي تعرفيه دا
ثانيا، أنا مش خاطفك فما تبصليش بالرعب دا
ثالثا، أنا بس كنت عايز اديكي هدية نجاحك
تبدلت نبرته الحازمة إلي أخري لينة هادئة واتسعت ابتسامته يخرج علبة.

علي شكل مكعب متوسطة الحجم من علي الأريكة الخلفية للسيارة، يمد يده لها بتلك العلبة، نظرت لها للحظات مرتبكة لتحرك رأسها نفيا تهمس مرتجفة:
- ما ينفعش اخدها صدقني ما ينفعش، بأي صفة اخدها منك
- ابن عمك وخطيبك وقربب جوزك.

نطق سلسلة كاملة من القرابة في أقل من ثانيتين بهدوء تام كأنه يخبرها بعنوان أحدي المحال، توسعت حدقتيها تنظر له مصعوقة مما قال، تدلي فمها تنظر له في صدمة ممتزجة بالفزع، تنهد هو يبتسم ساخرا علي حالة الصدمة التي أصابتها ليمسك بيدها يضع داخلها الهدية يردف مبتسما:.

- أنا حسام خالد محمود السويسي ابن عمك وتقدري تسألي باباكي لو مش مصدقاني، وتقوليله أن أنا اللي جايبلك الهدية دي بمناسبة نجاحك وتقوليله تاني، إني هجيلكوا في أقرب وقت عشان نشرب الشربات، مع اني ما بحبوش بس اشربه عشان خاطر عيونك
التفت تنظر حولها، كم كبير من الصدمات ألقاه في هدوء تام علي عقلها الصغير الذي بعث لها بعدة رسائل أنه يعجز عن فهم ما يحدث، رفعت سبابتها المرتجفة تشير له مصعوقة:.

- ااانت، ابن عمي إزاي، أنا مش فاهمة حاجة
ضحك بصوته كله علي مشهدها وهي مصعوقة تشير له بتلك الطريقة ليحرك رأسه إيجابا، كتف ذراعيه أمام صدره يلاعب حاجبيه عبثا يقول في خيلاء:
- ايوة يا ستي أنا ابن عمو خالد اللي كنتي بتتصلي بيه تشتكيله مني، مش واخدة بالك من الشبة بينا، إسألي باباكي وهو هيقولك الحكاية كلها، المهم انتي كنتي نازلة ليه.

برزت في يدها ورقة نقدية من فئة العشرين جنية، نظر للورقة في يدها متعجبا لتبرز ضحكة لم يتسطع إخفائها حين سمعها تهمس متوترة:
- كنت رايجة اجيب شيبسي وعصير
تصاعدت ضحكاته تملئ السيارة، خفضت ضحكاته شيئا فشئ تبقت بقايا علي شفتيه سعل في نهايتها وهو يدير محرك السيارة يتمتم مبتسما:
- تعالي نجيب عصير وشيبسي.

اوقف السيارة أمام ذلك المحل من جديد ليخبرها بأن تنتظره في السيارة وهو سيأتي بعد دقائق، جلست بمفردها صدمة ما قال تعصف برأسها بعنف توسعت حدقتيها تحاول إعادة ما قاله أمامها من جديد « ابن عمها، خطيب، زوج » العديد من الكلمات ذات الوقع الغريب والجديد علي نفسها، شهقت بعنف حين فتح باب السيارة فجاءة عاد يجلس جوارها لتتوسع عينيها في ذهول حين مد لها حقيبة كبيرة منتفخة بما تحوي نظرت للحقيبة لتعاود النظر إليه تتمتم ذاهلة:.

- ايه دا كله، لا طبعا ما ينفعش اخدها
تنهد حسام في ملل يقلب عينيه عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- ما هو حل من اتنين يا تاخدي الحاجة يا هتنزلي من غيرها وساعتها أنا هطلع وراكي واديكي الحاجة.

مجنون هي تعرف جيدا أنه مجنون يكفي تصرفاته الغريبة التي تخيفيها تارة وتحبها تارة اخري تنهدت محتارة تلتقط منه الحقيبة، تمد يده لها بالنقود ليرفع حاجبه الأيسر ساخرا يشيح بوجهه إلي الطريق، تحرك من السيارة يقف بالقرب من منزلها، تحركت تود الهروب من قلبها الذي لا يتوقف عن الخفقان، التفتت تفتح الباب فتحته بالفعل كادت أن تنزل حين سمعته يهمس باسمها التفتت لها لينظر لها للحظات قبل أن يهمس بصوت منخفض شغوف:.

- أنا بحبك!

تخضبت وجنتيها بالدماء سرت قشعريرة باردة في أنحاء قلبها تلف روحها، لم تجد ما تفعله سوي أنها هرولت من خارج السيارة تحمل في يدها علبة الهدية وحقيبة المشتريات الكبيرة والعشرون جنيها، أسرعت في خطاها تشعر به يتحرك خلفها بسيارته حانت منها التفاته خاطفة نحوه حين وصلت لمدخل منزلها لتراه يبتسم يلوح لها وداعا، ابتسمت له خجلا لتهرول إلي اعلي سريعا، بينما خرجت تنهيدة طويلة حارة من بين شفتيه يعبث في خصلات شعره كمراهق طائش يختلس النظر لمعشوقته الصغيرة.

هرولت سارة سريعا إلي أعلي حيث منزلها ما أن دق الباب فتح لها عمر نظر لها محتدا غاضبا للحظات ابتلعت لعابها وقلبها ينتفض هل يا تري رآها بصحبة حسام، افسح عمر لها الطريق لتدخل، دخلت ليصفع عمر الباب بعنف جعل جسدها يرتجف بعنف خاصة حين أتاها صوته الغاضب:
- كنتي فين يا سارة، أنا نزلت اشوفك عند المحل اللي قولتي هتجيبي من عنده لما اتأخرتي كل دا ومالقتكيش، وايه كل اللي انتي مسكاه دا.

التفتت لوالدها تبلع لعابها خائفة ذكري عنفه وضربه لها تجسدت أمام عينيها الآن خاصة وهي تري نظراته الغاضبة المتجهمة نحوها، التقطت أنفاسها بصعوبة تحاول إيجاد خيوط من الشجاعة الواهية لتتمسك بها:
- أنا ممكن اقول لحضرتك اني روحت محل تاني، بس هبقي بكذب، أنا قابلت دكتور حسام تحت، شوفته صدفة والله.

توسعت عيني عمر في غضب حسام لن يتوقف ذلك الفتي عن التسلل إلي حياة ابنته كلما حاول إبعاده يعود من جديد، اقترب من ابنته وقف علي بعد خطوتين منها رأي خوفها منه يصرخ جليا في حدقتيها عليه أن يهدئ صارحته سارين أنها تحب عثمان من قبل، سارة أكثر حساسية هشة أكثر من سارين بمراحل يكفي تلك الذكري السيئة بينهما لا يرغب في أن يزيد الأمر سوءا، ابتسم اجبر شفتيه علي الابتسام حتي لا تخافه، توجه إلي الأريكة يجلس عليها يسير إلي الجزء الفارغ جواره ارتجفت سارة خائفة تحتضن الأشياء في يدها وكأنها ستحميها تحركت بخطي مرتجفة تجلس بعيدة عن والدها الذي ابتسم ربت علي رأسها برفق يسألها:.

- كان عايزك في إيه في حبيبتي
هدأت دقاتها المرتجفة شيئا فشئ تحاول التقاط أنفاسها لتمد يدها بالعلبة ناحية والدها تتلعثم خائفة:
- اداني دي وقالي هدية نجاحك، رفضت اخدها بس هو قالي أنه ابن عمي وحضرتك عارف الحكاية كلها، وكمان قالي اني أبلغ حضرتك أنه يعني هيجي لحضرتك عشان يطلب أيدي.

حافظ عمر علي ابتسامته بمعجزة بينما اييضت مفاصله من شدة ضغطه علي كفه يطحن أسنانه يتوعد لذلك الاحمق، سيتصل بأخيه ويخبره بأفعال ولده المشينة، تنهد حانقا التقط العلبة من سارة يفتحها ليجد كرة من الزجاج داخله لعبتين لعريس وعروس يتحركان حين تدير المقبض كأنهم يرقصان لها قاعدة من الخشب نُحت عليه بالإنجليزية اسم حسام واسم سارة، نظر عمر للهدية حانقا كم أراد أن يدفعها ارضا لتتهشم إلي قطع صغيرة ولكن نظرة الانبهار التي لمعت في عيني ابنته منعته من فعل ذلك أعاد لها الهدية من جديد، ابتسم لايجد ما يقوله هو بالكاد يمسك زمام غضبه حين حمحمت سارة تسأله متوترة:.

- هو صحيح دكتور حسام يبقي ابن عمو خالد
شردت عيني عمر في الفراغ يحرك رأسه إيجابا شاردا تنهد يغمغم في إيجاز:
- عمك خالد كان متجوز واحدة قبل طنط لينا مراته، وحصل بينهم مشاكل وكنا فاكرين انها سقطت الجنين بس عمك خالد عرف من قريب أنه عايش، حسام ابن عمك خالد
شهقة مدهوشة جاءت من خلفهم مباشرة نظرا معا ليجدا تالا تقف هناك تنظر لهما في دهشة، لا تصدق ما سمعته اذنيها توا.

عودة لمنزل خالد السويسي، طرقات علي باب المنزل جعلت الخادمة تتجه سريعا لتفتحه ابتسمت ما أن رأت ذلك الواقف أمام الباب افسحت له المجال تتمتم مبتسمة:
- اهلا اهلا يا زيدان باشا.

أعطاها زيدان ابتسامة جافة ليتحرك للداخل في نفس توقيت نزول خالد من أعلي، ابتسم مبتهجا ما أن رأي زيدان، سعيد لرؤيته من جديد وقلبه اعتصر ألما في لحظة خوفا من أن زيدان علم بزواج لينا اليوم، التقت عينيه بعيني زيدان يبتسم له ليتقدم الأخير منه وقف بالقرب منه ينظر له مبتسما بأعين مجهدة حزينة، قطع خالد المسافة التي تفصلهم يضم ولده بين ذراعيه يهمس له بحنو:
- حمد لله علي السلامة.

ابتسم زيدان في هدوء يبتعد عن خالد قليلا تنهد يتمتم:
- الله يسلمك أنا قولت اجي اشوفك واسلم علي ماما قبل ما ارجع الغردقة، أنا عارف لولاك كان زماني متحول للتحقيق بسبب الغياب دا كله، بس أنا لازم ارجع وجودي هنا ما بقاش ليه لازمة، ماما فين عايز اسلم عليها.

هو حقا يريده أن يرحل الآن قبل أن يتفتت الباقي من قلبه، ابتسم له متوترا يربت علي كتفه امسك بيده يأخذه معه لأعلي حيث غرفتهم، دق الباب يدخل اولا حمحم يجذب انتباهها:
- زيدان برة وعايز يشوفك قبل ما يسافر، البسي حاجة طويلة.

اشرقت عينيها وتوسعت ابتسامتها وقلبها يدق شوقا لرؤية طفلها الصغير قامت سريعا تهرول ترتدي أحد فستاينها فوق ملابس نومها التي باتت لا تبدلها تقريبا، انتهت تنظر لخالد متلهفة تحرك رأسها إيجابا سريعا، ليفسح المجال، ما إن خطي زيدان إلي الغرفة ادمعت عينيه ينظر لوالدته لتنهمر دموعها هي هرول ناحيتها لتجذب رأسه سريعا تعانقه تغمغم متلهفة مشتاقة:
- زيدان يا حبيبي وحشتني، وحشتني أوي.

حمحمة غاضبة صدرت من خالد ينظر لزيدان يرميه بنظرة نارية قاتلة، لتنظر له لينا حانقة مما يفعل، رفعت كفيها تبسطهما علي وجه زيدان تسأله بلوعة:
- وحشتني كل دا ما تسألش عني هو أنا ما وحشتكش
انسابت دموعه ليقبل جبينها وكف يدها يعتذر لها:
- حقك عليا، كنت ضايع مش عارف أنا بعمل إيه
تنهد خالد حزينا علي حالهم لينسحب من الغرفة تاركا الباب مفتوحا خلفه.

بالقرب منهم وقفت سيارة معاذ وخلفها سيارة الحرس الخاصة بوالد لينا في حديقة المنزل، التفتت لينا تنظر لمعاذ تنهدت تغمغم في فتور:
- ما كنش ليه لزوم خالص يا معاذ تيجي تاخدني من الشغل، مش عاجبك كل الحراسة دي
ابتسمت في عشق يلتفت برأسه ناحيتها يغمغم في هيام:
- وحشتيني يا لينا ما قدرتش ما اجيش اشوفك ...
تبدلت نبرته الي أخري مرحة حين مال يفتح لها باب السيارة يقول:.

- وبعدين انزلي ما تعطلنيش أنا النهاردة عريس وورايا حاجات قد كدة
ابتسمت دون حياة في ابتسامتها، لتنزل من السيارة ودعته، تتجه لداخل البيت فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها، لتجد فتحية تهرول إليها تحمل هاتف لينا في يدها تبتسم ابتسامة واسعة تغمغم في زهو:
- لينا هانم الواد دقدق اللي عندنا عرف يصلحلك الموبايل مش أنا قولتلك أنه أشطر من الجن، دا كان طاير كدة طير بال200 جنية ما ردتش اديله الفلوس كلها أحسن يطمع.

التقطت لينا الهاتف سريعا من فتحية تفتحه بتلهف تبحث بين المكالمات الأخيرة الواردة لها لتتنهد مرتاحة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، حين وجدت الرقم هو توسعت ابتسامتها تنظر لفتحية بفرحة تتمتم:
- خلي الباقي عشانك يا فتحية
قالتها لتهرول سريعا ناحية مكتب والدها دقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول، ولجت للداخل تمسك الهاتف في يدها اقتربت من مكتب والدها تغمغم سريعا بتلهف:.

- بابا أنت عارف إن جاسر بيدور علي سهيلة صح
حرك خالد رأسه إيجابا في هدوء اعتدل يميل بجسده قليلا ناحية سطح مكتبه يطرق بسن قلمه علي سطح المكتب يردف:
- ايوة عارف رشيد حكالي الموضوع كله، وأنا مش ساكت بس لسه لحد دلوقتي ما فيش أثر ليها، وخصوصا أنها وقفت في موقف عربيات وقطارات كمان، يعني الوضع صعب
حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تمد هاتفها ناحية والدها تغمغم سريعا بتلهف:.

- ايوة عارفة، سهيلة كانت اتصلت بيا بعد ما هربت من الرقم دا، حضرتك تقدر تعرف فين الرقم دا مش كدة
التقط الهاتف من يدها ينظر لذلك الرقم ليلتقط ورقة وقلم يدونه علي الورقة أمامه رفع وجهه لابنته يتمتم مبتسما:
- سهلة دي، اديني ساعتين واجبلك تاريخ حياة الرقم.

ضحكت بخفة لتأخذ الهاتف من والدها تشكره مبتسمة التفتت لتغادر لتسمعه ينادي باسمها عادت تنظر إليه مرة أخري لتري في عينيه نظرة حنان ممتزجة برجاء حين همس يخبرها:
- لينا فكري تاني يا بنتي، بلاش عِند وخلاص، أنا مش عايزك تندمي بعد كدة.

احتفظت بابتسامة صغيرة علي شفتيها حركت رأسها إيجابا تنظر لوالدها في هدوء، تحركت للخارج، تأخذ طريقها لأعلي، في تلك الأوقات كان زيدان خرج من غرفة والدته مبتسما كم كان في أشد حالاته شوقا إليها قربها منه يعيد إنعاش روحه من جديد، يشعره بأنه ذلك الطفل الصغير المدلل، اخذ طريقه إلي أسفل حان وقت الرحيل، هو يتجه لأسفل وهي تصعد لأعلي تقابلت نظراتهم فجاءة كل منهم ينظر للآخر يجذبه إليه وينفر منه في الوقت ذاته، تسارعت دقات قلبه بينما علت أنفاسها، جف لعابها تنظر له دون كلام لتتذكر في تلك اللحظات تلك الصور التي كان تُرسل لها طوال الفترة الماضية الشقراء تلازمه فئ كل مكان، يبدو أنه سريع الاستبدال، قلبه يتداوي سريعا، شدت علي أسنانها تتحرك لأعلي وقفت بالقرب منه ترسم إبتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم ساخرة:.

- واضح أنك بتحب الأشقر اوي
قالت لتفلت منها ضحكة ساخرة تتألم تحركت لتصعد لتشعر به يقبض علي رسغ يدها توسعت عينيها في ذهول حين جذبها لتعود إليه تنظر له في ذهول ودقاتها تتصارع حرفيا حين التوت شفتيه بابتسامة قاسية سلط زرقاء عينيه علي بندق عينيها ذو اللون البني الغامق وسمعت صوته يتمتم:
- طول عمري بحب البندق البُني!

ومن ثم ترك يدها وتركها وغادر ينزل إلي أسفل بخفة كفهد يهرب من الصياد، ابتسمت ساخرة تنظر في أثره بمن يخدع بكلماته تلك، وهي قد رأت الحقيقة كاملة.

انها الثالثة ظهرا موعد انتهاء درسها، خرجت منه تحتضن حقيبتها الصغيرة تبتسم في إشراق ستقابله اليوم، اليوم هو يوم مقابلتهم الخاص، صحيح أنها كذبت علي والدتها واخبرتها أن المدرس سيُجري امتحان لهم بعد الدرس وأنها ستنتهي في الرابعة ولكن لما فعلت ذلك هي فقط تريد أن تراه، تحركت خارج المركز تبحث عنه بعينيها لمحته يقف بعيدا يبتسم تلك الابتسامة التي أسرت قلبها الصغير البرئ، تحركت ناحيته بخطي سريعة تنظر حولها متوترة خوفا من أن يراهم أحد، إلي أن وصلت إليه وقفت أمامه تبتسم كطفلة بريئة لا يصور لها عقلها الصغير العاشق اي نوايا دنيئة يحملها ذلك الرجل تجاهها ارتجف قلبها حين سمعته يهمس في عشق:.

- وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي
نيران من الخجل ألهبت وجنتيها نظرت لأسفل تحرك رأسها إيجابا بخفة تهمس بصوت خفيض خجول:
- وأنت كمان يا مراد
انتفضت حين شعرت بيده تمسك بكف يدها نظرت له سريعا في توتر ليبتسم رفع كتفيه لأعلي يغمغم في مرح باهت:
- ايه يا بنتي مالك ما تخافيش مش هاكلك، تعالي معايا ما ينفعش نقف في الشارع كدة.

بالرغم من أن شروق والدتها حذرتها مرارا وتكرارا مع الرحيل مع الغرباء إلا أن البلهاء انصاعت وراء قلبها الأحمق وتحركت تمشي بصحبة ذلك الحمل البرئي ذو الانياب المدنسة، تنظر حولها كل لحظة وأخري خوفا من ان يراها أحد ويخبر والدها او أخيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأت مراد يصطحبها الي مدخل أحدي العمارات القديمة، وقفت عن الحركة تقطب جبينها قلقة خائفة لينظر لها في براءة متعجبا رمش بعينيه يسألها:.

- في أيه يا صبا وقفتي ليه
ابتلعت لعابها في ارتباك تنظر له قلقة تهمس بخفوت خائف:
- هو احنا رايحين فين
ضحك مراد في مرح يحاول تبديد خوفها حرك يديه بحركة مسرحية درامية يتمتم في مرح:
- يعني بذمتك بلدكوا مفتحة علي بعض، لو روحنا قعدنا في حتة اكيد حد هيعرف، حتي لو اتمشينا في الشوارع بردوا هيعرفوكي، ما تخافيش أنا ما باكلش البنات الصغيرين
ارتسم الحزن جليا علي قسمات وجهه ينظر لها حزينا يائسا:.

- وبعدين يا صبا انتي مش واثقة فيا، أنتي بس وحشاني اوي وعايز أقعد اتكلم معاكي ونمشي علي طول، لو مش واثقة فيا يا صبا خلاص، يبقي بتنهي علاقتنا، وأنا مش همنعك، يلا روحي عشان ما تتأخريش.

وقفت في حيرة للحظات لا تعلم ما تفعل، لا يمكنها إنهاء علاقتها به هي تحيه بقلبها الساذج تنهدت تبعد الافكال السيئة عن رأسها مراد لن يؤذيها بالطبع، اقتربت منه تبتسم متوترة تحرك رأسها إيجابا ليبتسم لها في ولة، امسك بيدها يصعد بها إلي الشقة التي استأجرها في الطابق الثاني، ادخلها اولا وهو بعدها ينظر حوله جيدا خوفا من أن يراهم أحد.

دخل يوصد الباب بالمفتاح، ليراها تقف في منتصف الصالة الصغيرة تبتسم مرتبكة سمعت صوته يهتف من خلفها بمرح:
- ايه رأيك في الشقة، تعالي اقعدي واقفة ليه
ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتتقدم منه جلست علي الاريكة بعيدة عنه ليقم هو من مكانه اعطاها كوب عصير ليجلس علي الأريكة المقابلة لها يغمغم ضاحكا:
- أنا قاعد بعيد اهو، عشان ما تفتكرنيش هاكلك ولا حاجة، اشربي يا حبيبتي العصير.

ابتسمت خجلة علي كلمة حبيبتى لترفع الكوب لفمها، ترتشف منه وهو بدأ يتحدث معها يضحك عاليا يسألها عن ما مضي في فترة غيابه، وهي انسجمت معه في الحديث ونسيت خوفها، لتشعر فجاءة بدوار عنيف يجتاح رأسها، بدأت الدنيا تلتف بعنف، والرؤية تهتز أمام عينيها، لتلمح ابتسامة مراد التي تبدلت بأخري مخيفة يتحرك من مكانه يقترب منها ببطئ، يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا او ربما ضل الطريق؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة