قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

توسعت عينيها تنظر له تفتح عينيها وتغقلها عدة مرات علها فقط تحلم او يهيئ لها ولكنه كان هناك يقف، لم تره منذ أشهر تقريبا بعد أن أخبرها بكل بساطة أن علاقتهم ليست سوي صداقة بعد أن تركها تواجه غضب والدها بمفردها واختفي هو، لما عاد الآن وهنا تحديدا هل يراقبها، لما ينظر لها بذلك الغضب المشتعل في عينيه، وقفت تود التحرك ناحيته خطوة اثنتين ثلاثة في طريقها إليه، لتسمع صوت زيدان ينادي من خلفها متعجبا:.

- لينا رايحة فين
التفت لزيدان تنظر له نظرة خاطفة لتعاود النظر لمعاذ لتراه يختفي وسط جموع الناس كأنه يذوب بينهم، كانت تراه والآن لاء، اختفي تماما من امام عينيها لفت رأسها بسرعة هنا وهناك تبحث عنه بذهول، انتفضت حين شعرت بيد توضع على كتفها برفق نظرت جوارها سريعا لتجد زيدان يبتسم لها كعادته يردف في رفق:
- ايه يا لوليا بتدوري على مين يا حبيبتي
توجهت بعينيها له ابتسمت متوترة تحرك رأسها نفيا تردف متعلثمة:.

هااا لا ابدا انا اتهيئلي اني شوفت واحدة شبه سهيلة.

ابتسم لها برفق ليأخذ يدها عادا إلى الطاولة ليلاحظ أنها تنظر حولها هنا وهناك كأنها تبحث عن أحد ما، انتفضت حين شعرت بيد زيدان توضع على يدها بمعني آخر أصابعه امسكت بأصابع يسراها يلبسها في بنصرها خاتم، حين وجهت انظارها للخاتم توسعت مقلتيها تنظر له ذاهلة، هي حقا لم ترى في جماله والدها اغرقها طوال حياتها بالكثير والكثير من الحلي باهظة الثمن، هي ووالدتها لم يبخل عليهم يوما، ولكن حقا ذلك الحجر الازرق المستدير الذي يتوسط الخاتم سلب لبها، ابتسمت ابتسامة صغيرة متوترة رفعت وجهها تنظر لعينيه لتراه ينظر لها كعاشق متيم كعادته مردفا بوله:.

- خاتم خطوبتنا كانت ذكراه مش كويسة ما احبش تفتكريها، وكويس أنك قلعتيه، اتمني دا يعجبك.

ابتسمت تحرك رأسها ايجابا تخبرها أنه حقا اعجبها، إفطار خفيف تناولته بصحبته عقلها شارد تفكر هل حقا رأت معاذ أم فقط يهيئ لها، ربما فقط هلاوس ولكن لاء رأته وهو يتحرك كأنه تعمد أن يراها ثم يختفي من أمامها، ولكن لما أليس هو من انهي علاقتهم بملئ إرادته هو من جعلها تتجعل كأس الخزلان بمفردها، لما يظهر الآن، اجفلت على يد زيدان تتحرك أمام وجهها انتبهت له سريعا ليبتسم يردف:.

- يا اما نفسي ابقئ أنا اللي واخد عقلك، ايه يا لوليا السرحان دا من الصبح وانتي على الحال دا
حاولت الابتسام تحرك رأسها نفيا بخفة، قطبت جبينها فجاءة رفعت وجهها اليه تنظر في عينيه تسأله مستفهمة:
- لوليا؟!، دلع غريب اول مرة اسمعه
رفع كتفيه بلامبلاة ركل حصي صغيرة امامه يردف مبتسما:
- ابدا حاسه لايق عليكي، مش اكتر
هل يخبرها بمعني الاسم الحقيقي ربما لا ليس الآن على اقل تقدير.

انتبهت لينا انهم يسيران على الشاطئ وخاصة أن اعداد الناس بدأت تتزايد من حولها بشكل أصابها بالذعر، لتقبض على يد زيدان التصقت به تهمس له بصوت متوتر مرتعش:
- زززيدان ككفاية كدة يلا نرجع السويت
حرك رأسه نفيا بعنف، ليتركها وقف امامها امسك بذراعيها بين كفيه يغمغم في حزم:.

- لاء طبعا، احنا في شهر العسل، هنخرج ونتفسح ونروح في كل حتة، شيلي من مخك هاجس أن الناس هتأذيكي، أنا وبابا وسهيلة وجاسر وماما من ضمن الناس عمرنا فكرنا حتى نأذيكي
حركت رأسها نفيا تضطرب حدقتيها بشدة ليرفع وجهها يجعل مقلتيها تواجه عينيه يهمس لها بحنو:
- كل إنسان فينا يا لينا فيه جانب كويس وجانب وحش بس في ناس جانبهم الوحش اكتر، دا مش معناه أن كل الناس وحشين..

حركت رأسها نفيا بعنف لتنساب دموعها رغما عنها تغرق وجهها تهمس بصوت خفيض مضطرب:
- اذوني يا كلهم اذوني اوي أنت مش عارف هما دمروني ازاي، كلامهم عمري ما نسيته، ولا عمري هنساه...
أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد سريع لما حدث قديما، لتنزل دموعها بغزارة لتشعر بيده تمتد تمسح دموعها بترفق ومن ثم سمعت صوته يهمس بهدوء:
- طب افتحي عينيكي بصي على المشهد دا كدة.

فتحت عينيها بتردد تنظر لما يشير بيده لتجد رجل وامرأة يسيران بينهما طفلة صغيرة تتعلق بايديهم تقفز، تضحك مشهد متناغم سعيد جعل ابتسامة صغيرة تتسلل لشفتيها مشهد ذكرها بوالديها في طفولتها ادمعت عينيها تتمني لو أنها لم تكبر يوما، اجفلت حين رأت يده تشير إلى ناحية اخري يردف بنفس الابتسامة:
- طب بصي دا.

تلك المرة كان شاب وفتاة يسيران متجهين ناحية رجل عجوز، عانقت الفتاة الرجل ليساعده الشاب على القيام ومن ثم تعلق كل منهما بأحد ذراعي الرجل يرحلون بعيدا، ومن هنا لهنا تنظر عائلات صغيرة، ضحكات سعيدة، لأشخاص يشبهونها وهي تشبههم، قلبا وقالبا
شعرت بيد زيدان تجذبها يتحرك بها ناحية الشاطئ جلسا بالقرب من البحر على الرمال ربع ساقيه أمامها يردف مبتسما:.

- تيجي نتكلم بالعقل، افترضي معايا كدة انك فضلتي حابسة نفسك في وهم خوفك، تبصي على الناس من ورا ازاز عامله عقلك عشان يبعدك عنهم، ايه هيحصل بعد كدة
صمت للحظات يراقب ردة فعلها ليري حدقتيها تضطرب كعادتها تقطب جبينها كأنها تفكر فيما يقول، اخذ نفسا قويا يتنهد يهمس في ترفق:.

- يا لينا مع ذعري بس مش بس خوفي من الفكرة، بس خالي مش هيعيشلنا العمر كله، مش هيعيشلك عمرك كله، وأنا، أنا حياتي متعلقة وارد جدا في عملية من العمليات اخد رصاصة في دماغي ولا في صدري خلاص الموضوع خلص، هتعملي ايه بعد كدة، عشان خاطري وأنا معاكي هاتي ايدك نحاول نخرج من حاجز الازاز اللي حابسة نفسك وراه دا.

كالعادة اضطربت حدقتيها ولكنها تلك المرة، نظرت له رفعت وجهها تنظر له حائرة قلقة شاردة فابتسم له ابتسامة هادئة يحاول طمئنتها ولو قليلا، لحظات ورآها تحرك رأسها إيجابا لتتوسع ابتسامته، لتشهق متفاجئه حين رأته في لحظة يخفيها بين ذراعيه يشدد على عناقها قبل جبينها يعدها بابتسامة واسعة:
- اوعدك بحياتي يا اغلي من حياتي إني هعمل كل اللي اقدر عليه عشان تعيشي بس حياتك.

كلماته آه منها مسكن قوي ناسف للألم والخوف لفت ذراعيها تبادله عناقه تخبئ رأسها في صدره تهمس له ممتنة:
- شكرا يا زيدان
ابعدها عنه يلثم جبينها بقبلة طويلة حانية ابتعد عنها ينظر له يبتسم في اتساع، لتبتسم له خجلة، لتراه ينظر حوله يمينا ويسارا ليعاود النظر له يغمغم:
- انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد..

لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها، تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا إلى تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء، عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة:
- أنت بتعمل ايه يا مجنون
تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها إلى الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا:
- بعملك وجبة لل Hungary fish.

قالها ليلقيها بخفة إلى الماء، هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها، عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها، رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث، ليقذفها هو الآخر بالماء وهكذا ظل الحال بينهما تتعالي ضحكاتهم على شط الماء الفارغ، بينما هناك من يراقب من بعيد الغضب يأكل قلبه هي من حقه هو، هو من يجب أن يكن مكانه، سيريه كيف يسلبه ما هو حقه.

على صعيد آخر، في سيارة خالد استقل حسام مقعد السائق وخالد جواره يشق الطريق لمنزل على يسير كما يخبره خالد بالعنوان، عينيه مرتكزتين على الطريق وعيني الجالس جواره ترتكز عليه، يبتسم رغما عنه رغم قلقه الشديد وخوفه من أن يكون أصاب اخيه او ابنه مكروها، ولكن جلوس طفله جواره نسخته وهو في شبابه سعادة لها مذاق لا يوصف، ما يشغل باله حقا في تلك اللحظات لينا ماذا سيكون رد فعلها حين تعلم أنه بات لديه إبن ظهر فجاءة، وابنته بالطبع ستسعد لوجود شقيق لها، في تلك اللحظات صدح صوت حسام بنغمة أشعار من رسائله التقط هاتفه يفتح الرسالة لتتوسع ابتسامته حين رأي صورة لزيدان وهو يعانق لينا يقفان جوار الحر يبتسمان من السعادة ملابسهم تكاد تغرق في الماء، وأسفل الصورة من زيدان يغيظ فيها صديقه.

« أنا وأختك »
تعالت ضحكات حسام على تصرفات صديقه، ليمد يده بالهاتف تلقائيا ناحية خالد يردف ضاحكا:
- مجنون والله زيزو
التقط خالد الهاتف من حسام ينظر للصورة ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة على شفتيه للحظات، لتشتعل عينيه غضبا شد قبضته على الهاتف يتمتم حانقا:
- الحيوات لافف ايده عليها ازاي وكمان واقفة في الهواء وهدومها مبلولة عشان صاحبك المجنون، لما تتعب افرح بيه دا أنا هولع فيه.

نظر حسام لوالده للحظات عينيه تتسع بذهول ليتمتم متعجبا:
- ايه يا عمنا في ايه بس دا جوزها، دا بنتك نشفت ريقه على ما وافقت يتجوزها، أنت مش عارف زيدان بيحبها ازاي
في اللحظة التالية كان حسام يتأوه من الألم حين صدمه خالد في رأسه يردف حانقا:
- في واد محترم يقول لابوه يا عمنا يا حيوان ما تقولي يا اسطا أحسن، كاتكوا الارف عيال تعر...

تعالت ضحكات حسام مرة أخري يعاود النظر للطريق امامه، صمت للحظات ليتنهد يهمس حائرا:
- تفتكر هيكون شعور لينا ايه لما تعرف اني أخوها
ابتسم خالد في هدوء ليعقد ذراعيه امام صدره يسأله مبتسما:
- أنت كان شعورك ايه لما عرفت انها أختك
ارتسمت ابتسامة صغيرة حانية على شفتي حسام تلاها تنهيدة حارة يردف بتلقائية:.

- مش عارف، أنا من ساعة ما عرفت زيدان وأنا عارف أنه بيموت فيها، وكنت بتضايق منها ومن دلعها، وكنت بردوا بديها العذر الحب مش بإيدينا، لما جيت عندكوا يوم ما كانت تعبانة لما شوفت حالتها قلبي اتنفض في مكانه، مش عارف ليه بس اتفزعت عليها، أنا صحيح متلغبط بس مبسوط اني عندي أخت، صحيح إنت ليه ضربتها يومها زيدان ما حكليش الموضوع دا خالص.

غص قلب خالد ألما كلما يتذكر أنه رفع يده على ابنته بذلك الشكل المروع يحتقر نفسه زفر بمرارة يهمس نادما:
- عرفت أن لينا كانت بتحب واحد من ورانا، كانت على علاقة بيه صداقة، حب أنا مش عارف
في اللحظة التالية كان حسام يدعس مكابح السيارة تحت قدمه اوقفها فجاءة يصيح فجاءة:
- نعم! يعني ايه والحيوان دا فين، دا أنا أقتله، اوعي تكون سيبته
ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه نفيا يتمتم ساخرا:.

- خلاص يا حبيبي دا أنت شبهي جدا، ما تقلقش زيدان قام معاه بالواجب، اتفضل بقي اطلع يا ابن خالد
زفر حسام انفاسه اللاهبة يحرك رأسه إيجابا ليعيد إدارة محرك السيارة، تنهد يبلع لعابه متوترا نظر لابيه بجانب عينيه حمحم يهمس في هدوء:
- بقولك ايه يا حج، أنت عارف طبعا أن لكل عاشق وطن ولكل طير مرساه ولكل قلب حبيب مكتوب عليه يلقاه
وعارف بردوا أن جحي اولي بلحم طوره، وإن الزيت لازم يتحط في الدقيق.

وزمان من زمان يعني معروفة أن البنت مصيرها لابن عمها والواد مصيره لبنت عمه، يعني يرضيك اسم العيلة يروح لحد غريب، املاك العيلة تتقسم ويجي عيل صايع يضيع اللي ورانا واللي قدامنا، طب هل يرضيك أنك تكسر قلب عاشق على بابك غني وبيحلم يرجع للجنة هل يرضيك يعني
انتظر خالد إلى أنهي حسام كلامه بأكمله ليرميه بنظرة ساخرة يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما يقول ليتمتم في برود:
- آه يرضيني، وما فيش جواز، واخرس بقي خالص.

شد حسام على أسنانه غاضبا ينظر لابيه مغتاظا يتمتم في نفسه متوعدا:
- والله لاتجوزها يا اما هغتصبها واتجوزها بردوا، يا أنا يا أنت يا خالد يا سويسي
على بعد عشرة امتار نظر حسام للصف المرتص أمامه يهتف فجأة:
- اوووبا دا في لجنة وعطلة
نظر خالد له مستهجنا من جديد ما يقوله يسأله ساخرا:
- أنت معاك حشيش، لو معاك حشيش قولي عادي أنا زي ابوك.

صمت حسام مغتاظا بدأت السيارات في التحرك وقفت امام الكمين الصغير، ابتسم حسام يمد يده يلتقط الرخص يعطيها للضابط لتتوسع عيني الأخير نظر للجالس جوار حسام يؤدي التحية يقول سريعا باحترام:
- باشا، ازيك يا باشا اخبارك، افتح يا ابني الكمين...

أعاد الرخص لحسام ليدير الاخير محرك السيارة يكمل طريقه بينما ينظر حسام لوالده في إعجاب، يتذكر مختار والده حين كان يقترب من اي كمين للشرطة يرتجف ذعرا وكأنه يحمل جثة في حقيبة سيارته، وهو حقا كان يكره ذلك...
على صعيد آخر بالقرب من منزل على في سيارة عمر يستقل مقعد السائق جواره سارين ابنته تنهد يغمغم مغتاظا من نفسه:.

- أنا مش مصدق اني طاوعتك، قعدتي تعيطي طول الليل ورافضة الاكل مش عايزة الماية تشربيها عشان اجيبك تشوفي عثمان وأنا زي الاهبل وافقت...
التفت برأسه لابنته يحذرها بحدة:
- بس قسما بالله يا سارين لو قعدتي تعيطي وتعملي اللي عملتيه المرة اللي فاتت لهرجعك لأمك ومش هخليكي تشوفيه تاني لو حاولتي حتى تنتحري.

وجهت لابيها نظرة ممتنة تحرك رأسها إيجابا بتلهف، فقط تراه لن تنطق بحرف، تطمئن أنه بخير وهي ستصبح بخير، لا يهم انها حقا تشعر بالوهن والدوار لانها لم تأكل منذ أمس لتضغط على والدها ليوافق وهو اخيرا وافق، اقتربت سيارة والدها من منزل على ما أن وقفت وجدت سيارة عمها تقف هي الاخري نزل خالد منها ومعه ذلك الشاب، قطب جبينها متعجبة أليس هو الطبيب صديق زيدان ماذا يفعل بصحبة عمها هنا والآن، نزل عمر يصافح أخيه ليسأله خالد متعجبا:.

- هي لبني اتصلت بيك انت كمان
حرك عمر رأسه نفيا يوجه انظاره للواقق خلف خالد بالقرب منه في اول مرة رآه فيها في خضم ما كان يحدث لم يهتم للشبه بينه وبين أخيه فما كان فيه كان يكفيه وي ويزيد ليتمتم مستفهما:
- لاء دا أنا جاي اطمن على عثمان، خالد مين الواد دا، مش دا الدكتور بردوا، اللي ما يعرفش يقول أنه ابنك، شبهك اوي بصراحة.

ابتسم حسام ساخرا بالطبع خالد لن يقول أنه ولده سيجد اي حجة يقنع بها اخيه لتتوسع عينيه حين هتف خالد بهدوء تام:
- وهو فعلا كدة حسام ابني يا عمر
توسعت عيني عمر فزعا، ذهول، صدمة، ابن أخيه كيف ومتي نظر لسارين يبحث عنها ليجدها تقف بعيدا عن المصعد تنظر لوالدها برجاء أن يسرع ليرميها بنظرة حادة بأن تنتظر، عاود النظر لأخيه يسأله مذهولا:
- ابنك ازاي وامتي وفين قصدي من مين، أنت اتجوزت.

بعد لينا بس دا شكله اصلا اكبر من بنتك، فهمني يا خالد
تنهد خالد حائرا لا يعرف ما يقول رفع يده يدفع أخيه امامه برفق يغمغم متعجلا:
- مش وقته يا عمر، المهم نطلع نطمن عليهم لبني كلمتني وهي بتصرخ.

حرك عمر رأسه إيجابا يتوجه مع أخيه إلى اعلي في المصعد يقف حسام بالقرب من سارين يكاد يحترق ويسألها عن حال سارة بصعوبة الجم لسانه حتى لا يقتله والده داخل المصعد، وصلا إلى الطابق ليتقدمهم خالد دق الباب ليجده ينتفح سريعا بعنف ظهرت لبني تنظر له كالغريق الذي وجد طوق نجاته تصيح متلهفة:
- الحقني يا خالد، عثمان عايز يسيب البيت وعلى موافقه على الجنان دا، وحياة لينا عندك اقنعه أنه يقعد ما تخليهوش يمشي.

توسعت عينيها سريعا حين وجدت سارين تقف بالخلف لتهرول إليها تعانقها بقوة تغمغم راجية:
- سارين عشان خاطري يا بنتي قوليله يقعد مش هستحمل يبعد عني
حركت سارين رأسها إيجابا لا تجد ما تقوله تنهد خالد يآسا من تصرف لبني هل كل هذا الصراخ لأجل ذلك السبب فقط، تقدم إلى الداخل ليجد على يجلس على أحد الارائك ولا أثر لعثمان، رفع على وجهه ينظر لهم ليغمغم حانقا:
- بردوا اتصلت بيك اللي في دماغها في دماغها...

اقترب خالد يجلس على الأريكة جواره يشير له بالجلوس يتمتم في هدوء:
- اقعد يا على فهمني بس حصل ايه
جلس على جواره وأخذ كل مقعده سارين تبحث بعينيها عنه في كل مكان، حسام يجلس هادئا تماما، عمر يجلس متوترا خائف من ردة فعل ابنته وان تنهار كالمرة السابقة، كاد على أن يتحدث حين سمعوا صوت عثمان يهتف في هدوء شديد:
- أنا هفهمك يا عمي، أنا عايز اسيب البيت، هروح شقتي اللي بابا كان شريهالي عشان لما اتجوز...

توجهت أنظار الجميع إلى عثمان الذي يجلس على كرسيه المتحرك بالقرب من غرفته ليغص قلب سارين ألما بمعجزة منعت دموعها من الهطول تنظر له قلبها يشتعل حزنا عليه، بينما توجه خالد بعينيه إلى عثمان يسأله متعجبا:
- ليه يا عثمان، ايه السبب
حرك عثمان إطارات مقعده يقترب منهم ينظر لهم نظرات فارغة من اي مشاعر يردف ببرود:.

- هشتغل على مشروع التخرج بتاعي، وأبدأ في جلسات العلاج الطبيعي، مش هقعد اندب حظي كتير، انا لازم أخد حقي ومش هعرف اخده طول ما أنا مرمي على الكرسي دا
لأول مرة يقتنع بكلام عثمان ولكن يبقي حلقة مفقودة لما لا يفعل ما يرغب فيه هنا في بيته لما يريد الانفراد بحاله، لم يدع السؤال يشغل عقله أكثر بل اردف كلامه يسأله مستفهما:
- عظيم جدا اللي أنت بتفكر فيه دا، بس ليه ما تعملوش هنا في بيتك ليه عايز تقعد لوحدك.

التفت عثمان برأسه ناحية والدته التي تبكي بلا توقف تنظر له برجاء الا يتركها ليعاود النظر لخالد يغمغم متهكما:
- مش هقدل صدقني، شايف ماما ما بتبطلش عياط، شايف عجزي في عينيها، في كلامها اللي بتقوله من خوفها، دي بتسألني كل خمس دقائق تقريبا عثمان يا حبيبي مش عايز تروح الحمام اناديلك باباك لو مكسوف مني، بشوفه في نظرة الكسرة في عين بابا اللي بيحاول يداريها، صدقني يا عمي أنا محتاج ابعد...

اقتنع ويري أن كلام عثمان منطقي مئة بالمئة قبل أن ينطق بحرف سمع سارين تهتف سريعا بفزع:
- ازاي تقعد لوحدك مين هياخد باله منك افرض تعبت ولا حصلك حاجة، لالالا افرض تعبت ولا وقعت من على الكرسي ولا عوزت حاجة بليل ولا بالنهار لا يا عثمان ما ينفعش.

رفع حاجبه الايسر ينظر لابنه أخيه متعجبا من ردة فعلها المبالغ فيه من وجه نظره هو، بينما احتقنت الدماء في عيني عمر ينظر لابنته متوعدا، ليتحرك عثمان بمقعده ناحية سارين يبتسم لها ساخرا يتشدق متهكما:
- سارين انتي تستاهلي واحد طبيعي نضيف مش أنا، ابعدي يا سارين صدقيني طرقنا عمرها ما هتتقابل، انتي انضف وابرء من أنك تعلقي حياتك بواحد زيي...

حسنا، حسنا باتت الصورة واضحة امام عينيه الآن سارين تحب عثمان وابنه الاحمق يحب شقيقتها، قبل أن ينطق بحرف وجد عمر اخيه الذي على وشك أن يشتعل من غضبه يهب واقفا يجذب رسغ ابنته ينظر لها متوعدا، عمر يبدو مشتعلا مما حدث نظر لهم يبتسم في اقتضاب:
- طب يا جماعة عن اذنكوا احنا لازم نستأذن يلا يا سارين.

نظرت سارين لعثمان للمرة الاخيرة فوالدها لن يسمح لها برؤيته مرة أخري بعدما قالت، نظرة طويلة حزينة عاشقة معاتبة لتشعر بيد والدها تجذبها خلفه إلى باب المنزل، ما كاد يقترب بها من الباب سمعت صوت عمها يصدح من خلفهم بقوة:
- استني يا عمر ما تمشيش.

التفتت سريعا تنظر لعمها لتشعر بدوار حاد يهاجم رأسها والأرض تميد من تحتها كان هو آخر من وقعت عينيها عليه قبل أن تسقط ارضا فاقدة صرخ عمر باسمها فزعا، ليعلو فوق صوت صرخاتها، صوت صرخات عثمان الذي يحاول أن يدفع بجسده يحاول التحرك بأي شكل ليذهب دون فائدة لا مجيب، نظر لها بضعف عاجزا يشعر بألم بشع يقتل جسده، حمل عمر ابنته الغائبة عن الوعي يضعها على الأريكة، نظر خالد لحسام ليتنهد الأخير يآسا، متي سيقنعهم أنه فقط طبيب في قسم ( النساء والولادة ) فقط!

اقترب من سارين يفحص نبضها، يفتح حدقتيها بأصابعه ينظر لبؤبؤ عينيها نظر لعمر يسأله متعجبا:
- هي ما كلتش بقالها قد ايه، واضح جدا انها اغمي عليها من التعب وقلة الأكل...

لحظات وبدأت سارين تستيقظ من جديد جلبت لها لبني كوب كبير من العصير، ساعدها عمر على الجلوس يسند جسدها بذراعه يساعدها على شرب ما في الكوب، ليقف خالد متجه ناحية عمر اخذ كوب العصير من يده، نظر عمر له مستفهما مما فعل ليبتسم الأخير يغمغم في حزم:
- أنا عايز اتكلم مع سارين كلمتين لوحدنا خدوا بعضكوا كدة وروحوا الصالون التاني، السفرة، الشقة واسعة قدامكوا.

نظر الجميع إلى بعضهم في عجب لينسحبوا من الغرفة واحدا تلو الآخر عدا عمر الذي ظل جوار ابنته ينظر لأخيه مستنكرا ما يقول ليتنهد خالد يآسا يرمي عمر بنظرة حادة غاضبة، تعب حقا من كثرة مشاكل تلك العائلة، ترك عمر ابنته وخرج من الغرفة ليقترب خالد منها جلس جوارها يمد يده بكوب العصير لتأخذه منه ترتشف منه على مهل متوترة توقف العصير في فمها تجحظ عينيها في صدمة حين سمعت عمها يتمتم بهدوء:.

- انتي بتحبي عثمان يا سارين مش كدة
بصعوبة شاقة ابتلعت ما فمها، حركت رأسها نفيا اول الامر ليرفع خالد حاجبه الايسر مستهجنا ما تقول، ابتسم لها برفق يمسح على شعرها برفق مردفا:
- ما تخافيش يا حبيبتي، اوعدك اني هساعدك بس احكيلي
بلعت لعابها متوترة تنظر ارضا تهمس بصوت خفيض مضطرب:.

- أنا دايما كنت مقررة اني عمري ما هتجوز بعد اللي شوفت بابا وماما بيعملوه، قررت مع نفسي اني عمري ما هحب ولا هتجوز في يوم، بس غصب عني أنا حبيت عثمان، حبيته أوي، عثمان إنسان كويس مش وحش زي ما بيقول على نفسه، هو بس محتاج يخرج من اللي هو فيه، يقف على رجليه، أنا كنت هموت من الخوف لما عرفت أنه وقع واتشل...
ابتسم لها بخفة يربت على رأسها بحنو ليقم من مكانه متجها لخارج الغرفة وقف أمام الجميع يتمتم في رزانة:.

- طيب نمسك العصاية من النص، عثمان يتجوز سارين ويعيشوا سوا في شقته
احتدت عيني عمر غضبا ليصيح في أخيه بحدة:
- أنت بتقول ايه يا خالد أنت اتجننت أنا مستحيل اوافق على العك دا، سارين لسه صغيرة، مشاعرها ناحية عثمان مشاعر مراهقة، أنا هاخد بنتي وامشي، سلام
قالها ليتجه ناحية الغرفة حمل ابنته بين ذراعيه يخرج بها من المنزل غاضبا لينظر خالد لحسام يتنهد تعبا:
- عيلة متعبة...

وجه نظرة لعثمان ليجده يرحل إلى غرفته القي نظرة أخيرة على باب شقتهم المغلق ليكسو الألم حدقتيه دخل إلى غرفته يصفع الباب خلفه ليقطب خالد جبينه يعقد النية في نفسه تلك الزيجة ستتم رغما عن انف الجميع كل منهما يحتاج وهذا بالظبط ما سيفعله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة