قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والثلاثون

في غرفة عثمان يجلس على مقعده المتحرك بالقرب من النافذة يشاهد بألم، واعين دامعة يديه يشدان على مقبض المقعد بعنف، عمر يضع سارين في سيارته ويغادر، اغمض عينيه يشد عليها سارين تستحق شخص مثلها تكن هي أول فتاة في حياته يحبها بكل قلبه، شعوره ناحيتها في تلك اللحظات هو فقط احتياج نعم هو حقا اناني لا يحب سوي يرغب في أن تظل جواره الآن تحديدا لتساعده على تجاوز حالته، منذ حدث له ما حدث وهو يحلم بها تجذب يده فيقم بسهولة من على مقعده المتحرك يتحرك يمشي على قدميه، ربما هي فقط هواجس سببتها صدمته مما حدث له ولكنه حقا في حاجة إليها أكثر مما تتخيل.

بعد قليل نزل خالد بصحبة حسام اتجها إلى سيارته ما أن جلسا التفت حسام لخالد يسأله في غيظ ظاهر:
- حضرتك تحب تروح فين
التفت خالد لحسام يرفع حاجبه الايسر مستهجنا نبرة صوته ليتمتم في تعالي:
- أطلع على بيت عمك عمر، اكيد فاكر العنوان
ضيق حسام عينيه يركز للحظات ليحرك رأسه إيجابا حين تذكر ذلك العنوان ادار محرك السيارة ينطلق بها يشد بقبضته على المقبض يتنفس بعنف ليصيح فجاءة حانقا:.

- لاء بقي ما أنا مش قادر ما اعترضش اشمعني موافق على جواز عثمان من سارين ومش موافق على جوازي من سارة...
اكتسح الجمود قسمات وجه خالد ينظر لولده للحظات بنظرات فارغة ليرفع يده فجاءة يصفعه على رقبته من الخلف يتمتم في برود:
- عشان عثمان اكبر من سارين ب3 سنين بس، أنت اكبر من سارة ب13 سنة وزيادة، هتعمل بيها ايه هتوديها الحضانة، سوق وأنت ساكت يا حيوان
مسد حسام رقبته من الخلف برفق يغمغم بصوت خفيض حانق:.

- ايه الظلم دا، راجل ظالم مقتدر مفتري
صمت تماما حين سمع صوت خالد يهتف متوعدا:
-بتبرطم تقول ايه
نظر حسام له يبتسم ابتسامة كبيرة صفراء يتمتم من بين أسنانه في غيظ:
- بدعيلك يا بابا يا حبيبي
ابتسم خالد ساخرا ينظر لابنه متهكما ليغمغم باستفزاز:
- طب ادعي من قلبك عشان الدعوة تتقبل، وشد شوية مش هنقضي اليوم كله في الطريق
دقائق ووصلت السيارة إلى بيت عمر...

في الاعلي ما أن دخل عمر التفت لابنته يقبض على رسغ يدها يصيح فيها غاضبا:
- عجبك اللي عملتيه هناك دا فضحتيني وخليتي رقبتي قد السمسمسة قدام الناس بكلامك وافعالك، دا اللي اتفقنا عليه يا هانم، اعملي حسابك أنا هرجعك لأمك، أنا اللي غلطان قولت نبقي اصحاب واحاول اعوضك عن تقصيري في حقكوا قبل كدة بس ما توصلش للدرجة دي يا سارين.

اطرقت رأسها ارضا تتساقط دموعها الصامتة للحظات فقط، لترفع وجهها تنظر لوالدها خرجت من بين شفتيها شهقة قوية لتهمس نادمة في رجاء:
- أنا آسفة يا بابا عارفة اني غلطت كتير واني اللي عملته النهاردة غلط كبير اوي، بس غصب عني أنا بحبه اوي يا بابا وأنت عارف، عشان خاطري سامحني أنا خلاص مش هشوفه تاني ولا هقولك عايزة اروحله خالص، بس عشان خاطري ما تزعلش مني.

كان يود حقا أن يقسو قلبه أكثر ولكن أمام عينيها الباكية ونظرات الرجاء الصارخة فيها، تنهد حانقا من نفسه وقلبه الضعيف، ليحاوطها بذراعيه يضمها لصدره يربط على رأسها برفق، لثم قمة رأسها بقبلة صغيرة يغمغم بصوت خفيض حنون مرح:.

- وبعدين في قلب الخصاية اللي عند ابوكي دا، مش عارف اقفش عليكي خالص، خلاص يا ستي مش زعلان منك، بس اعملي حسابك لو وقفتي فوق راسك مش هتروحي تاني عند عثمان ولا هتشوفيه ولا حتى أسمعك بتجيبي اسمه، مفهوم
بلعت غصتها القاسية، قلبها يعتصر ألما لتحرك رأسها إيجابا تتساقط دموعها من جديد، ابعدها عمر عنه ابتسم في هدوء يمسح وجهه بكفيه من الدموع يردف مبتسما:.

- روحي يلا اعملي لي كوباية شاي من غير صابون يا سارين بالله عليكي
خرجت منها ضحكة صغيرة خفيفة تسمح ما ينزل من دموعها تحرك رأسها إيجابا تركت والدها تتجه إلى المطبخ لينظر عمر في اثرها يتنهد حزينا على حالها يهمس في نفسه متحسرا على حالها:
- صغيرة اوي على أنك تحبي وتتجرحي، بس صدقيني يا بنتي أنا بعمل كدة لمصلحتك عثمان ما ينفعكيش.

اجفل من شروده على صوت دقات على باب المنزل، اتجه ناحية الباب يفتحه ليجد خالد وخلفه ذلك الشاب الذي حقا لا يتذكر ما هو اسمه، ابتسم عمر ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما:
- اهلا بالكبير اللي صغرني بين الناس، بتقرر جواز بنتي وأنا قاعد قفص جوافة
نظر لخالد لعمر غاضبا ليبعده جانبا ويدخل إلى المنزل هو وحسام ليغلق عمر الباب بعنف متجها إلى اخيه جلس على احد المقاعد امامه يهتف حانقا:.

- اوعي تكون جاي تقتنعني اني اوافق على الكلام اللي حضرتك قولته واحنا في بيت على، خارج تقول بكل بساطة عثمان وسارين يتجوزوا، طب خد رأيي قولي، مش تقعدني زيي زي الكرسي اللي قاعد عليه، عايز تجوز بنتي العيلة الصغيرة لواحد كل ليلة في علاقة مع واحدة شكل...
ابتسم خالد ساخرا ينظر لعمر في استخفاف كأنه يقول له انظر من يتحدث عقد ذراعيه أمام صدره يردف متهكما:.

- شوف مين بيتكلم، ايه يا موري أنت ناسي أنا جايبك منين قبل كدة ولا ايه ولولا بس خاطري أنا كان زمانك محبوس في قضية محترمة في بوليس الآداب فاكر ولا ناسي
اصفر وجه عمر يحمحم بحرج حين مرت امام عينيه سريعا تلك الذكري البعيدة حين جلبه خالد من احدي دور الدعارة من فراش احدي العاهرات، بينما توسعت عيني حسام في صدمة ينظر لعمر في دهشة يتمتم مع نفسه:
- دا انت قديم بقي يا عمي.

بلع عمر لعابه الذي جف فجاءة حمحم بحدة يتمتم في حرج:
- كان طيش شباب يا خالد وكلنا غلطنا واحنا صغيرين
رماه خالد بنظرة حادة غاضبة يصدح صوته الغاضب:
- يبقي ما تحللش الحاجة لنفسك وتحرمها على غيرك، هي حرام عليك وعلى غيرك، وبعدين عثمان بعد اللي حصله مستحيل يرجع للقرف دا تاني
هب عمر واقفا ينظر لأخيه مغتاظا حانقا نفرت عروقه حين صدح صوته الغاضب:.

- دا مشلول يا خالد عايزني اجوز بنتي لواحد عاجز مشلول، ويا عالم هيرجع يمشي تاني ولا لاء أنا مش هحكم على بنتي بجوازه زي دي ابدا..
قام خالد من مكانه وقف امام أخيه يدس يديه في جيبي سرواله، ليلمح بطرف عينيه سارين تقف بعيدا تنظر لوالدها تبكي في صمت، تنهد يقترب من أخيه يهمس له بحدة متوعدا:.

- بنتك محتاجله زي ما هو محتجلها دي بنت أخويا اخاف عليها زي لينا بنتي، عمري ما افكر ارميها ابدا، بنتك بعد اللي شافته منك إنت وامها كرهت الرجالة والجواز، كون أن قلبها اتعلق بعثمان دا في صالحك، بكرة تشوف عثمان هيبقي ايه، الخيل لما بيقع بيقوم اقوي من الأول، صدقني بنتك محتاجله زي ما هو محتاجلها، فكر كويس عشان في الآخر كلامي أنا بردوا اللي همشي...

انهي كلامه ليوجه لسارين ابتسامه صغيرة حانية، التفت لحسام يحادثه:
- يلا يا حسام، مستني ردك يا عمر
اتجه مع ابنه إلى أسفل يستقل سيارته من جديد، الآن فقط بقي لديه مكان واحد يذهب إليه شهد عليه اقناعها بأن تتخلي عن فكرة الزواج بأي شكل كان، التفت برأسه ناحية حسام حمحم يغمغم في هدوء:.

- حسام بقولك ايه، دلوقتي والدته شارطة عشان تسامحني على اللي عملته في حقها اني لازم اتجوزها، وأنا مش هقدر يا حسام بعد السنين دي كلها اتجوز على لينا، لو تقدر تقنعها تغير رأيها.

قطب حسام جبينه متعجبا، لم يكن يعلم أن والدته اشترطت ذلك الشرط الغريب لما ترغب في أن يتجوزها والده من جديد، من المفترض أن تكره النظر في وجهه بعد ما فعل لا أن تطلب منه إن يتزوجها هناك حلقة مفقودة تجعله عاجزا عن الفهم تنهد يحرك رأسه إيجابا يردف متعجبا:
- أنا ما اعرفش أنها اشترطت الشرط الغريب دا، ومش فاهم ليه بصراحة، بس حاضر هحاول اقنعها.

ابتسم خالد ابتسامة صغيرة ليصدح صوت هاتفه في تلك اللحظة التقطته لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لاسمها الذي يزين الشاشة فتح الخط سريعا يضع الهاتف على اذنه ليسمعها تصيح حانقة:
- أنت فين يا خالد من بدري بتصل بيك، جاسر ورؤي ورعد على وصول
توسعت عينيه يصدم جبينه براحة يده يتمتم بصوت خفيض:
- اوووبا دا أنا كنت ناسي انهم جايين النهاردة
حمحم يهتف سريعا على عجل:.

- معلش يا حبيبتي كان في مشكلة عند على ولبني أنا جاي حالا مسافة السكة
ودعها يغلق الخط ليلتفت إلى حسام يهتف سريعا:
- حسام، لف وارجع الفيلا وابقي خد العربية وروح بيها، كنت ناسي حكاية خطوبة مايا بنت عمك خالص...
هنا انفجر حسام غاضبا ضعط على مكابح السيارة بعنف يصيح مغتاظا:.

- نعممممم يعني أنت موافق على جوازة عثمان وسارين، وجوازة مش عارف بنت عمي مين ومين وجاي على جوازتي أنا و لاء يعني لاء هو أنا ابن البطة السودا، طب ايه رأيك بقي هتجوزها يا هخطفها واتجوزها...
انتظر خالد أن انهي حسام كلامه ليصفق له ببطئ يتمتم ساخرا:
- خلصت خلاص، افتح باب العربية وانزل لافتح دماغك...

رماه حسام بنظرة غاضبة مغتاظة ليفتح باب السيارة وينزل منها صافعا الباب خلفه، اتجه خالد إلى مقعد السائق فتح نافذة السيارة المجاورة له يلوح لحسام بحافظة النقود التي تخص الأخير ابتسم يغمغم متهكما:
- ابقي روح مشي بقي يا دكتور يا حليوة وحاسب على نفسك من التحرش.

توسعت عيني حسام في صدمة يمد يديه سريعا يبحث عن حافظته الجلدية لتتوسع عينيه في دهشة ليلوح خالد له وداعا، ضغط على مكباح السيارة تاركا حسام يقف مكانه متصمنا ينظر في اثره ذاهلا.

في فيلا السويسي
كانت لينا في غرفة مايا لم ترد أن تتركها ولو دقيقة حتى لا تشعرها بألم فقدان والدتها في تلك اللحظات تحديدا، جلست على الفراش خلف مايا تنظر لها وهي تقف أمام المرآه تلتف بفستانها الطويل المميز لذلك اليوم، ابتسمت تقترب منها تلبسها قلادة تلائم لون الفستان قبلت جبينها تهمس لها بحنو:
- زي القمر يا ميوش، رعد شاب ممتاز وبإذن الله يحصل بينكوا قبول ونفرح بيكوا في اقرب وقت.

ابتسمت متألمة تمنع دموعها بصعوبة لا تعرف ما تقول هل تخبرها بأنها احب اخاها!، من يملك سيصدق ما تقول سيظنها الجميع جنت، ابتسمت لزوجة عمها تحرك رأسها إيجابا، لتتوسع ابتسامة لينا تهتف سريعا:
- أنا هروح ابص بصة اخيرة على المطبخ وأشوف عمك اتأخر ليه وجاية على طول.

تركتها لينا ونزلت سريعا إلى أسفل تتأكد من كل شئ يسير على ما يرام بينما جلست مايا على الفراش تضم يديها تخفض رأسها ارضا تتساقط دموعها في صمت، هي حقا لا تعرف، رفعت رأسها سريعا حين اخترق أنفها رائحة عطره المميز لتجده يقف امامها بحلته السوداء القاتمة اطال النظر لها لتري مقلتيه تحترق بالكاد يحكم زمام غضبه ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متعجبا:.

- ايه يا عروسة بتعيطي ليه، في عروسة تعيط بردوا، الناس تقول غاصبينك على العريس
ابتلعت لعابها تنظر له ترجوه بنظراتها أن ينطق فقط قولها، قامت تقف امامه لا يفصلهم فاصلة تذكر بسطت يديها صدره تنظر لعينيه لتشعر بنابضه يكاد ينفجر تحت كفها، إن لم ينطق ستخبره هي لم يعد هناك مجال للتراجع ركزت مقلتيها على سوداء عينيه بلعت لعابها تهمس بتلجلج:
- ااا، أدهم اانا، اانا.

ولم تكمل بل صدح صوت قريب منه صوت والدها وهو يقول:
- أدهم أنت هنا أنا بدور عليك، انزل استقبل الضيوف على ما اكمل لبسي وعمك خالد يجي
نظر لوالده للحظات يبتعد عن مايا يحرك رأسه إيجابا، ليتركها ويخرج من الغرفة دون أن يوجه لها ولو نظرة واحدة لتقف تنظر في أثره غاضبة متألمة حزينة...

نزل أدهم إلى اسفل ليجد احدي الخادمات تفتح الباب للضيوف الاعزاء، دخل جاسر مهران ومعه زوجته وخلفه اولاده رعد وجوري، كل منهم يحمل هدية مغلفة ابتسم أدهم ساخرا ليقترب منهم سريعا يرحب بهم بحرارة ترغب في حرق ذلك الواقف في الخلف:
- اهلا اهلا نورتوا، اتفضلوا، اتفضلوا الصالون من هنا
اصطحبهم أدهم إلى غرفة الصالون، جاءت احدي الخادمات تضع الضيافة اتجه جاسر بالسؤال إلى أدهم:
- اومال خالد ولا استاذ حمزة فين.

أنا هنا اهو، اهلا اهلا بشيطان الاقتصاد في منزلنا من جديد، هتف بها خالد بمرح وهو يدخل من باب غرفة الصالون ليقترب يصافح جاسر بحرارة، تلاه رعد الذي ربت على كتفه بحزم يغمغم في مرح:
- اهلا بعريسنا، اقعدوا يا جماعة واقفين ليه، أدهم اطلع شوف ابو العروسة فين...

جلس خالد يتحدث مع جاسر في امور العمل المختلفة إلى أن نزل حمزة صافحهم يأخذ مقعده جوار أخيه، ليحمحم جاسر بهدوء ابتسم يوجه حديثه الهادئ الرزين إلى حمزة:.

- شوف يا استاذ حمزة، يسعدني طبعا ويشرفني اني اطلب ايد بنتك مايا لابني رعد، رعد خريج كلية تجارة انجلش ماسك شغلي كله، شاب مستقيم من البيت للشغل مالوش في اي سرمحة ولا لف ولا دوران حتى السجاير ما بيشربهاش الحمد لله، مش بشهدله عشان ابني والله، وطبعا هتلاقي خالد جابلك تاريخ حياته من يوم ما اتولد
ابتسم خالد في ثقة يرفع تلابيب ملابسه في زهو ليضحك الرجلين ويقول حمزة:.

- جاسر مهران رجل اعمال سمعته الطيبة سبقاه واكيد ابنه زيه، أنا عن نفسي ما عنديش اي مانع، المهم رأي العروسة لو وافقت يتجوزوها بكرة لو عاوزين
وادي العروسة جت اهي، هتفت بها لينا وهي تدخل بصحبة مايا إلى الغرفة تبتسم في سعادة بينما ابتسامة شاخبة تعلو ثغر مايا، اتجهت مايا تجلس جوار والدها بينما جلست لينا على احد المقاعد جوار رؤي، التفت حمزة إلى مايا ربت على رأسها يسألها في رفق:.

- مايا حبيبتي، رعد طالب ايدك، واخدة قرارك ولا محتاجة وقت تفكري
بلعت لعابها الجاف لترفع وجهها تبحث عنه بين الحضور أين هو، لا اثر له عادت تخفض رأسها تفرك يديها بعنف تهمس بصوت خفيض مضطرب:
- أنا محتاجة وقت افكر
ساد الصمت لحظات ليقطعه جملة رعد انتي نطقها باريحية:
- ومالوا خدي الوقت اللي تحبيه، بس لو ينفع يعني بعد اذنكوا نقعد انا ومايا نتكلم، نتعرف على بعض اكتر.

نظر خالد وحمزة كل منهما للأخر للحظات كأن كل منهما يسأل الآخر ليحركا رأسيهما سويا بالإيجاب، قام خالد يتمتم مبتسما:
- ومالوا يا عريس، تعالوا نطلع الجنينة اللي جنبنا دي، قومي يا مايا
اتجه رعد خلف خالد وخلفهم تتحرك بخطي بطيئة متلكئة تتحرك مايا بالكاد تجر ساقيها تبحث بعينيها عنه طوال الطريق لتصل في الأخير إلى أحدي الطاولات جذب لها خالد المقعد مال على اذنها يتمتم بصوت خفيض:
- ادي فرصة لرعد يا مايا.

لم تفهم مقصد كلام عمها قطبت جبينها تنظر له متعجبة لتراه يرحل بعيدا بعد أن قال ما قال، جلست مقابل رعد صامتة لا تتحدث لا تنظر له حتى تفكيرها بأكمله يذهب إليه رغما عنها، اين هو لما يختفي فجاءة، مقابلها كان يجلس رعد يراقب حركاتها المضطربة لتتأكد شكوكه، حمحم يهتف فجأة بهدوء افزعها:
- أدهم مش اخوكي، مش كدة
توسعت عينيها فزعا تنظر له مذهولة ليبتسم يتمتم في هدوء:.

- على فكرة باين جدا، من نظراته ليكي ونظراتك ليه، أنا صحيح مش عارف ايه الحكاية، بس يمكن لو عرفت اقدر أساعدك
نظرت له بحذر قلقة مما يقول لتجده يبتسم ابتسامة لطيفة طمئنتها يردف في هدوء:
- ما تخافيش، والله أنا مش في نيتي آذيكي أنا بس عايز أساعدك، لو حابة تحكيلي واساعدك تمام مش حابة مش هضغط عليكي.

للحظات شعرت بالاطمئنان لذلك الغريب بلعت لعابها تقص عليه معرفتها بأن أدهم ليس اخاها وشعورها بالحب ناحيتها وشعورها أيضا أن أدهم يبادلها المشاعر ولكنه فقط خائف من الافصاح بالأمر، رفعت وجهها إليها ما أن انتهت تردف باضطراب:
- رعد أنا مش عايزة استغلك، بس أنا حقيقي بحبه هو، بحبه اوي
اتسعت ابتاسمة رعد يري بطرف عينيه ذلك الشاب يقف في احدي الشرفات يراقبهم ليوجه نظراته إلى مايا يتمتم في خفوت:.

- أدهم واقف يراقبنا شكله بيغلي يبقي بيحبك وأنا هعرف اخليه ينطق، اضحكي بصوت عالي
توسعت عيني مايا في ذهول للحظات لتتعالي ضحكاتها الرقيقة تهتف بصوت تحاول جعله مرتفعا:
- مش ممكن يا رعد دمك خفيف جدا.

دمه خفيف!، سيريها أن دمه اسود قاتم اثقل من الطين حين يجز رقبته امام عينيها، يقف في شرفه غرفته يراقبها بأعين حادة غاضبة كالصقر، تجلس تضحك تبتسم تخجل، ماذا يقول لها بما يتهامسان، لما تتعالي ضحكاتها، تعالت انفاسه الثائرة يقبض على سور الشرفة يرغب في القفز منها وتهشيم وجهه الوسيم وتشويه ابتاسمته الواسعة، وخطف تلك الصغيرة والزواج منها رغما عن انف الجميع، اتجه إلى مرحاضه يصفع وجهه بالماء بعنف، عدل من وضع حلته ينزل إلى أسفل ليجد مايا تدخل من باب الفيلا تسير جوار ذلك الرعد تضحك معه بتناغم افقده صوابه، صوب نظراته النارية نحوهم لترتجف مايا خائفة منه بينما ابتسم رعد في ثقة يتحداه بنظراته أن يفعل شيئا، تركهم أدهم متجها إلى الغرفة جلس على أحد المقاعد ينظر للجميع غاضبا، نظر لمايا التي تجلس جوار ادهم متوعدا، ليعاود النظر لجاسر يتمتم بصوت هادئ رزين:.

- احم لو سمحت يا عمي...
نظر جاسر له مبتسما في هدوء مردفا:
- خير يا ابني، أدهم مش كدة
ابتسم أدهم في أدب أجاد تصنعه حرك رأسه ايجابا يردف مبتسما:
- أنا طالب ايد جوري بنت حضرتك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة