قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والأربعون

وقف بسيارته أسفل البرج السكني الفاخر الذي يسكن فيه بصحبة والده وشقيقته، أليس هو والده الذي انتشله من مستقبل موحش في دار الأيتام، يكن له بالفضل والجميل منذ أن كان طفلا هو من تولي تربيته وتعليمه إلى ان صار ما هو عليه اليوم أدهم السويسي مهندس البرمجيات الأول في شركة والده!
قبض على المقود بعنف تسود حدقتيه غاضبا يكاد ينفجر كلمات ذلك المحقق تدوي كالرصاص في رأسه.

« والد حضرتك كان شغال عامل في شركة حمزة باشا السويسي، حصل ملابسات كتير في قضية موته واتقفلت من كل حتة وخرج حمزة براءة من القضية عشان علاقاته الكتير، واللي عرفته أن والدة حضرتك اتوفت لما اتولدت، فالناس ودتك دار ايتام وحمزة اتبناك من هناك ».

توسعت ابتسامته السوداء قتل والده كان السبب في البداية في تدمير حياته ليوهمه بعدها أنه الحمل البرئ الذي انتشله من ضياع صبه هو نفسه فوق رأسه، تهدجت انفاسه يشد على قبضته سيأخذ بثأره, على حمزة أن يدفع الثمن غاليا، وهل يملك اغلي من مايا طفلته الحبيبة، للحظات اضطربت دقات قلبه مايا عشقه الاول، نبتة حبه البريئة كيف يؤذيها لتعد روح الانتقام تسيطر على عقله، سيأخذ مايا ويجعل حمزة يعاني، نزل من سيارته متجها إلى منزله بالاعلي وقف أمام الباب المغلق ليأخذ نفسا قويا يسيطر به على سيل مشاعره الغاضبة وضع مفتاحه يفتح الباب دخل ليري حمزة يجلس على مقعد في الصالة الواسعة أمامه الكثير من الأوراق، رفع حمزة وجهه له ما أن رآه لترتسم إبتسامة حانية على شفتيه:.

- اخيرا قررت تيجي البيت بقالك اسبوع بتبات برة
غصبا رسم ابتسامة باهتة على شفتيه تنهد يردف في هدوء:
- ابدا أنا بس كنت مخنوق قولت ابعد شوية
قطب حمزة جبينه قلقا قام من مكانه متجها ناحيته ربت على كتفه يردف في حنو:
- من ايه يا ابني، لو متضايق عشان البنت اللي اسمها جوري طلعت مخطوبة حبيبي في ألف بنت تتمناك، دا أنت أدهم السويسي مش اي حد.

تهدجت أنفاس أدهم غضبا ينظر لقاتل والده يقف أمامه يتباهي به للحظة تمني ان ينقض عليه يمزق عنقه، دمائه اشتعلت تغلي فوق مرجل الانتقام لا يعرف كيف ابتسم هو فقط رسم جاسر لا حياة فيها فوق ثغره يحرك رأسه إيجابا، ليترك حمزة ويصعد إلى الطابق العلوي اخذ طريقه إلي غرفته، دخلها يغلق الباب وقف في منتصف الغرفة التي تربي فيها حياته كذبة، تربي بين أحضان القاتل، وضع يده على فمه يصرخ بلا صوت، قلبه يتمزق شعور قاتل بالألم ينهش كل ذرة فيه سقط على ركبيته أرضا يبكي بعنف جسده يحترق من الألم، التفت ناحية باب الغرفة حين سمع صوت دقات خافتة تلاها صوت مايا الهامس:.

- أدهم إنت جوا، أدهم إنت صاحي
توسعت ابتسامته ليمحي بعنف تلك الدموع التي سقطت من عينيه ليهب سريعا فتح باب الغرفة يجذبها للداخل، دفعها بعنف على باب الغرفة المغلق ينظر لها يبتسم ابتسامة مختلة واسعة، بلعت هي لعابها تقطب جبينها متألمة من تلك الدفعة العنيفة نظرت له لتبتسم تهمس خجلة:
- أنا فرحت أوي لما سمعت صوتك، انت جيت...

حرك رأسه إيجابا ينظر لها يقيمها بنظراته دون أن يعطيها اي فرصة لتكمل ما تقول كان يستبيح حرمة ثغرها تلك المرة وهي واعية في كامل وعيها، تصمنت هي مكانها تنظر له في صدمة عينيها متسعتين في ذهول لا تصدق أن أدهم يفعل ذلك، ابتعد هو عنها يلهث بعنف يشعر بالغضب منها ومن نفسه ومن حمزة قبل الجميع احتضن وجهها بين كفيه ليراها تنظر له حزينة مصدومة لما فعل ذلك، انسابت دموع عينيها تنظر له في ألم، بكل ما كانت تفعل قبلا كانت على اتم ثقة أن أدهم لن يؤديها لن يقترب منها أبدا، مسح هو دموعها بيديه ليهمس بصوت اجش:.

- بحبك يا مايا، بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس فيا
حركت رأسها ايجابا لتشعر به يضمها بين أحضانه تشبثت بقميصه بقوة تهمس بصوت باكي ضعيف:
- أنا بحبك اوي يا أدهم، عشان خاطري ما تسبينش تاني ابدا
ابعدها عنه يكوب وجهها من جديد لتلمح في عيني أدهم نظرة خبيثة اخافتها كثيرا أقترب من أذنيها يهمس بصوت خفيض نبرة بها من الوعيد ما بها:
- اسيبك، أنا عمري ما هسيبك ابدا يا مايا ما تقلقيش يا حبيبتي، لا انتي ولا ابوكي.

لينااااااا، صرخت بها لينا الشريف لتهب فزعة من نومها تصرخ باسم ابنتها بعلو صوتها انتفض خالد على صوت صراخها ليهب جالسا جوارها يسألها فزعا:
- في ايه يا لينا مالك يا حبيبتي
حركت رأسها نفيا بعنف تبكي تتساقط دموعها بعنف امسكت بتلابيب ملابسه تصيح بتلهف باكية:
- لينا يا خالد، لينا بنتي مش كويسة، لينا فيها حاجة، صدقني يا خالد لينا مش كويسة.

تنهد يسكت تلك الغصة التي طرقت في قلبه من صراخ زوجتها الفزع، ليضمها لصدره يطوقها بذراعيه اسند رأسه بذقنه يهمس بحنو:
- حبيبتي اهدي، لينا كويسة، مع زيدان هتلاقيهم نايمين اصلا، اهدي انتي بس
حركت رأسها نفيا بعنف لتنتفض من بين ذراعيه امسكت ذراعيه تغرز أظافرها في ثنايا ملابسه تصيح باكية:
- بقولك بنتي مش كويسة، أنا حاسة بيها، اتصلي بيها، يا اما نسافرلها دلوقتي بنتي فيها حاجة.

توسعت عيني خالد في ذهول من شراسة لينا الغير معتادة بالمرة بالنسبة له، حرك رأسه إيجابا يلتقط هاتفه يحاول طلب رقم زيدان مرة واثنين وثلاثة، لتمسك هي هاتفها تحاول الاتصال بابنتها ولا رد، تنهد هو ينظر لها يهتف فئ نزق:
- ما بيردوش يا لينا، الساعة 3 الفجر اكيد نايمين، اهدي يا حبيبتي دا اكيد كابوس، أنا جاي قبل العشا كنتي انتي نايمة واكيد ما صلتيش فأكيد دا كابوس.

بدأت تهدئ قليلا حركت رأسها ايجابا لتضطرب حدقتيها تشعر بغصة مؤلمة تخنق قلبها، ابنتها ليست على ما يرام، رفعت رأسها تنظر لخالد حين شعرت به يسمح بيده على شعرها لتسأله:
- أنت جيت أمتي
ابتسم لها يبعد خصلات شعرها عن وجهها اسند رأسه على صدره يغمغم برفق:
- ما أنا لسه قايلك قبل العشا بنص ساعة لقيتك نايمة على غير عادتك، شكلك كان مجهد جدا فمارضتش اصحيكي...

حركت رأسها ايجابا لتنتفض من بين ذراعيه فجاءة بعنف تنظر له في شك تسأله دون مقدمات:
- أنت جيت النهاردة المستشفي
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا طريقتها العنيفة، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه، يتذكر رسالة حسام التي ارسلها له
« بابا صحيح، دكتورة لينا جت مكتبي سألت عليك، أنا قولتلها أنك جاي ليها بس لما مالقيتهاش قولت تستناها عندي وجالك تليفون مستعجل فمشيت، محسوبك حسام في الخدمة دايما ».

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه، ليعاود النظر للينا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يردف:
- ايوة جيت، كنت جاي اشوفك، بس مالقتكيش، قولت استناكي في مكتب الواد اللي اسمه حسام، صاحب زيدان، بس محمد كلمني كان في اجتماع مهم في الإدارة فكان لازم امشي على طول...

كلامه لم يطمئنها بالعكس زادها شكا، فهو يقول نفس الكلمات التي قالها حسام لدرجة أنها شعرت أن الاثنين حفظا نفس الكلام ليقولاه لها، او أن ذلك ما حدث فعلا وهي فقط تتوهم الشك، نظرت لعيني خالد لتراه يبتسم نظرات هادئة ابتسامته الواثقة لا تغادر ثغره، تنهدت يآسه تحرك رأسها إيجابا لتعاود إسناد رأسها على صدره ليربت على ظهرها برفق كالطفلة الصغيرة:
- نامي يا حبيتي...

أغمضت عينيها دقائق وبدأ عقلها ينسحب من الواقع من جديد ابتسم هو حين رآها قد غطت في النوم ليمسح بيده على وجهها قبل جبينها، جذب الغطاء يدثرها به جيدا ليذهب عقله لتلك المشادة التي حدثت بينه وبين صديقه كلمات وجمل تتضارب داخل رأسه قبل أذنيه، بدأت بصراخ صديقه الغاضب حين علم أنه تزوج بشهد توسعت عيني محمد في دهشة ليهب واقفا يصيح فيه غاضبا:
- نهارك اسود، اتجوزتها طب ولينا، لينا عرفت.

تنهد في ألم يحرك رأسه نفيا يردف بنبرة حزينة مثقلة:
- لا يا محمد ما عرفتش، أنا متجوزها في السر، وجوازنا على ورق بس
ضحك محمد ساخرا ليعقد ساعديه أمام صدره يردف متهكما:
- يا سلام صدقت أنا كدة وشهد بقي موافقة على كدة، شهد بنتنقم منك بجوازها منك، مستحيل توافق على الكلام دا
ابتلع هو لعابه الجاف نظر لصديقه تنهد يردف حائرا:.

- شهد موافقة على أن الجواز يكون في السر، أنا يعني ضحكت عليها وفهمتها اني لمستها، بس دا ما حصلش
شد محمد على اسنانه يتنهد حانقا من أفعال صديقه ليقترب من مكتبه يصيح فيه بحدة:
- ما شاء الله عليك جيت تكحلها عميتها خالص، طالما اتجوزتها يا بيه يبقي لازم تعدل بينهم، ما ينفعش تدي لواحدة حقها والتانية لاء، طلقها يا خالد أنت بستنزف نفسك يا ابني، شهد بس عايزة تنتقم منك على اللي حصل زمان.

عاد من شروده على حركة لينا بين ذراعيها تنادي بصوت خائف على ابنتها وهي نائمة، ظل يمسح على شعرها إلى أن نامت مرة اخري بينما هو يفكر في كلمات محمد لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لأول مرة يشعر بذلك العجز...

في صباح اليوم التالي، باكرا قرابة الساعة السادسة، في أحدي غرف الضيوف، فتح مراد عينيه فجاءة متأففا من ذلك البعوض الذي تغذي على دمه طوال الليل، انتفض من فراشه يصيح حانقا:
- ايه القرف دا أنا عارف بيناموا في الناموس دا إزاي، ناموس وحر وقرف.

قالها ليتوجه إلى شرفة غرفته يفتحها على مصرعيها بعنف، وقعت عينيه عليها صبا الصغيرة تقف في حديقة البيت تطعم الدجاج توسعت ابتسامته كذئب وجد حمل وديع كوجبة غداء شهية، سريعا اتجه إلى المرحاض الملحق بغرفته اغتسل وبدل ملابسه وقف أمام المرآة في غرفته ينظر لانعاكس صورته يبتسم في زهو شاب بمثل وسامته سيكون فخ رائع لمثل تلك الصغيرة التقط زجاجة عطره يضع منها بغزارة، خرج من غرفته ينظر هنا وهناك الممر فارغ هادئ، ابتسم لينزل بخفة إلى أسفل ينظر هنا وهناك، سمع اصوات قادمة من ناحية المطبخ، ليسرع إلي الخارج أغلق باب المنزل خلفه سريعا توجه إلى ذلك الجانب البعيد في الحديقة وقف خلف صبا يردف بصوت هادئ:.

- صباح الخير
شهقت الفتاة فزعة ما أن سمعت صوته قادما من خلفها فجاءة التفت سريعا تضع يدها على قلبها تتنفس بعنف تهمس في ارتباك:
- صصباح النور حضرتك
ضحك بخفة ليجلب مقعد صغير من الخشب رآه ملقي في احد الجوانب جلس عليه ابتسم يغمغم في مرح:
- حضرتك، بذمتك دا منظر حضرتك، مراد اسمي مراد يا آنسة صبا، احنا نتفق تقوليلي مراد من غير حضرتك وأنا اقولك آنسة من غير صبا.

ضحكت صبا خفية لتضع يدها على فمها تتجنل النظر لذلك الغريب المرح، حركت رأسها ايجابا تعدل من وضع حجاب رأسها بارتباك، لتكمل وضع الطعام للدجاج والافراخ الصغيرة، سمعته يهتف من خلفها بهدوء:
- قوليلي يا صبا انتي في سنة كام...
التفت له ابتسمت مرتبكة لتحمر وجنتيها كعادتها حين ترتبك او تخجل حمحمت تهمس بصوت خفيض:
- أنا خلصت 3 اعدادي ورايحة اولي ثانوي.

توسعت ابتسامة مراد يخترزها بعينيه شبر بشر بينما هي تنظر ناحية الدجاج خجلة منه، تنهد في حرارة يزدرد ريقه يراقبها إلى أن انتهت لتستأذن منه وترحل وقف هو يراقبها وهي تغادر ليهمس بصوت خفيض ولكنه مسموع:
- تحل من على حبل المشنقة بنت الايه...
مش صغيرة اوي يا مراد انك تبصلها، جاء صوت شاهي الساخر من خلفه مباشرة لتختفي ابتسامته التفت لها يبتسم في خبث مردفا بتهكم:.

- ايه يا شاهي اللي مصحيكي بدري قايمة تحلبي الجاموسة
ضحكت شاهي بخفوت ساخرة مما يقول لتجذب يده في ركن بعيد عن الأنظار، لفت ذراعيها حول رقبته تهمس بغنج:
- وحشتني يا روميو، وحشتني أوي، ابنك ما بيبطلش خبط ليل ونهار عايز بابا
توسعت ابتسامة مراد يلف ذراعيه حول خصرها يهمس في خبث:.

- حبيب ابوه اللي هيأكلنا الشهد، أنا جبت معايا ورق التنازل عن المطعم، في سهرة حلوة مع جاسر تخليه يمضي عليها ونخلع ولا من شاف ولا من دري
عقدت شاهيناز ذراعيها أمام صدره تنظر له حانقة لتهمس في غيظ:
- وست صبا اللي بتلف وراها مش هتخلع معانا
ضحك مراد ساخرا ليقبض على رسغ شاهيناز يغمغم في مكر:.

- يا حمارة افهمي صبا كتكوت صغير سهل يتلعب في دماغها، ونقضي ليلة حلوة اصورها تبقي كارت إرهاب لو جاسر فكر يغدر بعد حوار المطعم نبقي ماسكينوا من ايده اللي بتوجعه
توسعت عيني شاهي في ذهول لتهمس في إعجاب:
- شيطان يا روميو إبليس يتعلم منك.

تعالت ضحكاته الشيطانية الساخرة، بينما في الأعلي، في غرفة سهيلة تحديدا، بين أحضانها تنام براحة تتوسد صدره ما مر بالأمس لم يكن سوي حلم سعيد بالطبع حلم، صوته هو أخرجها بعنف من فقاعة المشاعر التي اغرقتها فيها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ قطبت جبينها للحظات طويلة تحاول استيعاب أنها تنام بين أحضان جاسر، توسعت عينيها على آخرهما حين اقترب منها قبل جبينها يهمس لها بشغف:.

- صباحية مباركة يا عروسة، مبروك يا حرم جاشر رشيد الشريف!

حين بدأ يفتح عينيه من جديد، ألم شديد ينهش عقله، كأن مطارق من حديد تدق في رأسه، تقرع طبول الألم تنهش جسده ولكن رنين هاتفه المتواصل يرغمه على الاستيقاظ، مد يده يبحث عن هاتفه إلى أن التقط، رؤيته المشوشة رأي اسم خاله يضئ علس سطح الشاشة فتح الخط يلقي الهاتف على اذنه يهمس بنبرة ضعيفة متعبة:
- أيوة يا خالي
ضحك خالد ساخرا يردف متهكما:.

- ايوة يا خالي، أنت لسه نايم يا بيه، احنا داخلين على الضهر، ما شبعتش من دور العريس، فين لينا
مسح وجهه بكف يده عقله لا يزال مشوش لا يتذكر ما يحدث تنهد يهمس بنزق:
- اكيد نايمة يا خالي، هفوق واكلمك، سلام.

اغلق الخط مع خالد ليتأوه بألم حين حاول القيام ألم بشع ينهش رأسه استند بكفيه على سطح الفراش يستند جالسا، لتتوسع عينيه في صدمة حين رأي صدره العاري، ماذا حدث هو حقا لا يتذكر قطب جبينه يحاول تذكر آخر ما يطرق رأسه أنه كان يرتشف كآس عصيره وبدأ يشعر برأسه تثقل، بعد ذلك لا شئ ذاكرته بيضاء، كيف وصل لهنا وأين لينا، بحث عنها جواره على الفراش لا احد، قام سريعا يترنح في مشيته يهتف باسمها قلقا:.

- لينا انتي فين يا لينا، لينا.

اخذ طريقه لخارج الغرفة ما كاد يتحرك خطوتين تجمدت ساقيه كأنها التصقت بالأرض توسعت عينيه تكاد تخرج من مكانها كانت أمامه ملقاه ارضا جوار فراشها اشبه بجثة مليئة بالكدمات تغرق في دمائها، للحظات ظن أنه يحلم اغمض عينيه يعاود فتحها سريعا يدعو فقط أن يكن حلما، فتح عينيه ليجد الحقيقة القاسية تتجسد أمام عينيه صرخ باسمها ليركض اليها يخبئها داخل صدره يصيح باسمها فزعا انهمرت دموعه يصرخ:.

- لينا، لينا، لينا ردي عليا يا حبيبتي لا يا لينا مش حقيقي، لاء انا ما عملتش فيكي كدة ردي عليا يا حبيبتي، لا يا لينا دا انتي الحاجة الوحيده الحلوة اللي في حياتي مستحيل اكون وسختك اااااااااااه ياااااارب، ردي عليا يا لينا.

منظر دمائها افزعه قام يبحث عن اي شئ يستر بها جسدها ملابسها الممزقة لا نفع منها، احضر فستان ابيض اللون كان اول ما وقعت يده عليه يبكي يكاد يراها بصعوبة من عنف بكائه، يحاول ستر جسدها به إلى أن انتهي حملها يركض من الغرفة ومن الفندق بأكمله وضعها في سيارته، يشق غبار الطريق وجد هاتفه الآخر يدق مرة تليها أخري برقم حسام، صديقه، شقيق لينا، فتح الخط يريده فقط بجانبه في تلك اللحظات ما أن كاد يرد سمع صوت صديقه يهتف في مرح كعادته:.

ايه يا عم موبايلك التاني ما بتردش ليه اسكت أنا جايلك في الطريق قدامي ربع ساعة وابقي عندك جاي ارخم على...
قاطعه يصرخ بحرقة:
- لينا بتموت يا حسام، لينا بتموت
صرخ حسام فزعا:
- يعني ايه بتموت، أنت فين وأنا اجيلك
انهمرت دموع زيدان في عنف اختنقت نبرته يحاول اخبار صديقه باسم المستشفى:
- أنا طالع على مستشفي (، )
صاح حسام فيه بحدة:
- هسبقك على هناك، ما تتأخرش.

اغلق كل منهما الخط نظرة اخيرة القاها زيدان على لينا قبل أن يدهس مكابح السيارة بعنف وصل امام المستشفى ليجد حسام ينتظره في الباحة هرول الأخير إلى سيارته فتح باب السيارة المجاور لشقيقته لتتوسع عينيه في فزع حين رأي فستانها الابيض الملوث بالدماء نظر لزيدان يصرخ فيه:
- أنت عملت فيها ايه هقتلك يا زيدان لو كنت اذيتها.

حمل شقيقته بين ذراعيه ليركض بها إلى داخل المستشفى لتقابله أحدي الممرضات التي ابتسمت بغنج ما أن رأته تردف بترحاب حار:
- ايه دا دكتور حسام دي المستشفي نورت عاش من شافك يا دكتور
صاح حسام فيها وهو يركض ومعه زيدان:
- افتحيلي أوضة الطوارئ بسرعة
هرولت الممرضة تفتح له الغرفة بينما انهار زيدان ارضا يخفي وجهه بين كفيه، اقترب احدي الممرضات تسأل زميلتها:
- هو مين دكتور حسام يا بت
ابتسمت الممرضة بولة تردف بحالمية:.

- دكتور حسام دا احسن دكتور اتعين في المستشفى، كان عايش في السعودية ولما جه اشتغل هنا سنة ونص تقريبا بس ساب الشغل لما والده مات، ورجع القاهرة بس دكتور سكر، يا نهار اسوح احنا واقفين نرغي ادخلي بسرعة ساعديه وأنا هروح ابلغ المدير.

دخلت أحدي الممرضات إلى غرفة الطوارئ لتهرول الاخري إلى مكتب المدير وزيدان حاله كما هو يجلس جوار الغرفة يستند برأسه إلى الحائط حائر ضائع مشتت خائف، في كابوس نهاية له يتمني فقط أن يكن يحلم، صدم رأسه في الحائط خلفه بعنف لتنهمر دموعه تغرق وجهه رأي رجل يهرول إلى غرفة الطوارئ ومعه فتاة اخري والممرضة، دخلا إلى غرفة الطوارئ، لحظات وخرج الرجل فقط، مرت دقائق طويلة ثقيلة قبل ان يخرج حسام يبحث عن زيدان عينيه حمراء قانية يبحث عن زيدان ما أن رآه جالسا انقض عليه يقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه غاضبا:.

- بتغتصب اختي يا حيوان أنا هموتك، على اللي عملتوا فيها
حرك زيدان رأسه نفيا بعنف يحاول أن يراها من زجاج الغرفة صرخت دموعه يكبح صرخات قلبه نظر لحسام يهمس بضياع:
- أنا مش فاكر حاجة، موتني حقك، بس طمني عليها الأول
ضحك حسام في سخرية مريرة نفض زيدان من يده يهتف متهكما:.

- اطمنك عليها ابدا يا سيدي شوية برد، عندها نزيف، اصلها بعيد عنك جوزها الحيوان اغتصبها، عايزين نقل دم جسمها شبه اتصفي، لولا اننا لحقنا النزيف كانت ماتت
نظر حسام لزيدان في حسام يتوعده بالويلات ليتوجه إلى بنك الدم في المستشفى، كيس واحد لن يكفي يحتاج للمزيد، توجه سريعا لغرفة الطوارئ، وقف أمام زيدان يحادثه بغلظة:
- فصيلة دم لينا O وأنا فصيلتي B ما اقدرش اديها دم، التور بقي المرمي قدامي فصيلته ايه.

استند زيدان على الحائط وقف أمام حسام يهتف سريعا بتلهف:
- خد دمي كلوا أنا ينفع اتبرعها
ابتسم حسام ساخرا يقبض على يده يجذبه خلفه بعنف يردد متهكما:
- كتر خيرك والله هنتعبك.

جلس زيدان على مقعد في معمل التحاليل عقله يسرح في مدي بعيد يراها وهي تضحك تركض تعانقه تغني، ابتسم في حرقة ليحترق فؤاده ألما يكوي جسده حين صفعته صورتها الأخيرة غارقة في الدماء، تشنج جسده بألم يغزو اوصاله لم يشعر بحسام وهو يأخذ منه الدماء، هو وهي في عقله اجفل من شروده على مجموعة من الأوراق ارتمت على وجهه ليجد حسام يقف امام يصيح محتدا:.

- دم البيه في منشطات وحبوب هلوسة، ماشاء الله واخد كمية حبوب محترمة كانت كفيلة انها تجيب اجلك، مش كانت موتتك أحسن، لولا اننا لقينا ممرضة تتبرعلها بالدم بدل دمك ال، كان زمانها ماتت.

التفت زيدان برأسه ينظر لصديقه، رأي حسام الألم والحسرة ينهشان عيني زيدان لتتسارع أمام عينيه مشاهد قديمة سريعة كل مشهد فيهم زيدان وهو يقر له بعشقه الذي لا ينتهي للينا، كيف يؤذيها كيف هو أكثر من يعرف كم يعشقها، ابتلع حسام لعابه الجاف ليجذب مقعد يجلس أمام صديقه مد يده يمسك بكتفه يهمس له متعجبا:
- أنت ما تآذيهاش يا زيدان، أنا اكتر واحد إنت بتحبها قد إيه، ايه اللي حصل.

التفت زيدان لحسام ينظر له كطفل شريد ضائع رفع كتفيه يهتف فئ خواء نبرة خالية من اي حياة:
- مش فاكر، مش عارف، الحاجة الوحيدة اللي عارفها أن ابوك هياخدها مني، لاء مش هسمحله ياخدها مني ابدا، أنا ما أذيتهاش والله ما اذيتها...
ادمعت عيني حسام على حالة صديقه وشقيقته جذب زيدان يعانقه لينفجر الأخير في البكاء شد على جسد صديقه، يصيح من بين شهقاتها:
- مش اذيتهاش أنا مستحيل أاذيها يا حسام، دي روحي حد يأذي روحه...

ابعده حسام عنه قبض على ذراعيه يهتف فيه بحزم:
- زيدان اهدي واحكيلي اللي حصل
حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا ليحكي لصديقه أخر ما يتذكره اخفي وجهه بين كفيه يردف في ألم:
- دا اللي حصل مش فاكر اي حاجة تانية، لاء استني
رفع زيدان رأسه سريعا يقطب جبينه يعيد ما حدث بالأمس في رأسه هب واقفا يهتف سريعا:
- أنا بدأت اتعب بعد ما شربت العصير، أنا فاكر شكل الواد اللي جابلي العصير كويس، ورحمة ابويا ما هرحمه.

قالها ليندفع خارج المستشفى يركض وحسام خلفه يحاول اللحاق به، قفز في سيارته نظر لصديقه يصيح فيه:
- خليك مع لينا
استقل حسام المقعد جوار زيدان يهتف محتدا:
- لينا معاها ناس هياخدوا بالهم منها، ويلا اطلع
ادار زيدان محرك السيارة يقود بجنون عائدا إلى الفندق، مقسما أن يهده فوق رؤوسهم جميعا، اندفع إلى غرفة المدير ما أن وصل توجه ناحيته يقبض على عنقه يريد قتله، توسعت عيني المدير فزعا ليصيح زيدان فيه:.

- أنا هطلع روحك في ايدي، خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها، هاتلي كل الكلاب اللي كانوا بيخدموا في الحفلة إمبارح
حرك المدير رأسه إيجابا سريعا يحاول تخليص نفسه من يد زيدان لينفضه الاخير بعنف، طلب المدير جميع العاملين في الفندق دقائق وكانوا كلهم يقفون صفا أمامه في غرفة المدير، وقف زيدان يبحث بينهم عن ذلك الشاب لا اثر له، احتقنت عينيه عاود النظر للمدير تلك المرة قبض على تلابيب ملابسه يجذبه يصرخ فيه:.

- أنت هتصيع عليا يلا، الواد اللي جابلي العصير امبارح فين، شعره أسود اكرت وبشرته سودا
دا حامد، هتف بها أحد العمال لينفض زيدان المدير توجه إلى ذلك العامل، ليهتف الأخير بتلجلج:
- في عامل جديد بقاله أسبوع بس في الفندق اسمه حامد، كان موجود لحد امبارح بليل وبعدين فجاءة اختفي فص ملح وداب.

في تلك اللحظة تحديدا دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي، توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف:
- يا ادي المصيبة أنا جاي حالا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة