قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والأربعون

دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي، توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف:
- يا ادي المصيبة أنا جاي حالا
التفت لزيدان يصيح فزعا قبل أن يركض خارج الغرفة:
- لينا وعندها انهيار وعمالة تصرخ بسرعة حصلني
انخلع قلب زيدان مما فعل سمع خوفا عليها في اللحظة التالية كان يقبض على رقبة مدير الفندق يغرز أصابعه في رقبته يصرخ فيه كليث جريح:.

- قسما بعزه جلالة الله، لو رجعت وما لقيتش الواد لهخليلك تبوس رجلي عشان ماموتكش
صرخ بها ليلقيه ارضا ليركض هو خلف حسام سريعا، خرج إلى سيارته ليجد حسام يستقل مقعد السائق على وشك الرحيل، قفز جواره يصيح في الجالس جواره كل لحظة:
- بسسسرعة يا حسام.

كل منهما خائف كلمة قليلة عن ذلك الشعور القاتل الذي ينهش قلب زيدان تحديدا، يكاد يموت ذعرا عليها عينيها حمراء آثار الدموع لم تجف من فوق صفحة وجهه قميصه ملطخ بدمائها، قلبه يدوي كالرصاص داخل صدره بوقع مؤلم عنيف، أما حسام، الغضب كلمة قليلة عما يشعر به، شقيقته مغتصبة ومن من، من صديقه، زوجها الذي هو ادري الناس بعشقه لها ولكن شعور الغضب الذي يتآجج داخله يحثه بشدة على قتل زيدان للأخذ بثأر شقيقته، والخوف على والده حين يعلم، يعرف من زيدان أن والده حياته بأكملها متعلقة بابنته، ترى ما سيكون رد فعله حين يعلم، بالطبع لن يكون هين هو حقا خائف على زيدان من غضب والده، بعد لحظات مخيفة صامتة وصلت السيارة إلى المستشفي، حرفيا كان يتسابق الاثنين للركض إلى غرفتها، وضع زيدان يده على مقبض الباب كاد أن يفتحه ليجد حسام يمسك بيده، نظر زيدان له غاضبا ليرميه حسام بنظرة حادة يهمس حانقا:.

- أنت رايح فين ما ينفعش تشوفك إنت خالص، ما تدخلش يا زيدان حتى بعد ما أنا ادخل
تنحي قصرا عن الباب يستمع بقلب يتفتت إلى صراخها المدوي من داخل الغرفة، نظر حسام لزيدان في ألم، تنهد يلتقط أنفاسه يتسعيد هدوءه، فتح مقبض الباب ودخل يغلق الباب خلفه، التفت يبحث عنها ليراها هناك تجلس تلتصق بظهرها إلى الحائط خلف الفراش تضم ركبتيها تحاوطهم بذراعيها، الطبيبة تحاول بحذر الاقتراب منها لتصرخ بحرقة تصاحبها دموعها:.

- ابعدي عننننني، ابعدوا عنننني، يا باااااباااا
ادمعت عيني حسام ألما ليقترب من الطبيبة يحادثها بصوت خفيض هامس:
- لو سمحتي اخرجي
نظرت الطبيبة بشفقة للينا لتعاود النظر لحسام حركت رأسها ايجابا تلقي على تلك المسكينة نظرة أخيرة ومن ثم خرجت، تقدم حسام خطوة واحدة فقط تجاهها يرفع كفيه لأعلي يهتف بترفق:
- لينا، اهدي، كل حاجة هتبقي كويسة، انتي بس اهدي.

حركت رأسها نفيا بعنف تنكمش على نفسها تزيد من ضم ذراعيها لساقيها تصرخ بحرقة:
- ابعددد عني، ابعدوا عني ما فيش حاجة هتبقي كويسة، أنت ما تعرفش، هو، هو دبحني، أنا عايزة بابا، بالله عليك، كلمه خليه يجي، أنا عايزة بابا.

ظلت تصرخ بأنها فقط تريد والدها كأنها طفلة صغيرة في يومها الدراسي الأول، في تلك اللحظات كان زيدان يصارع قلبه الذي يصرخ معذبا حين يتناهي إليه صوت صراخها لم يعد يتحمل كل صرخة منها كسوط يجلد روحه، اندفع في لحظة يأس إلى داخل غرفتها، سقط قلبه صريعا ما أن رأي تلك الحالة التي وصلت لها بسببه دون أن يدري، شبح شبه جثة
انتشله من دوامته الحزينة صوتها تصرخ بهستريا مذعورة منه:.

- ابعد عني، ابعد عني، لا لا ما تلمسنيش لا لا ابعد عني
التفت حسام له في تلك اللحظة يصيح فيه غاضبا:
- أنت ايه اللي دخلك أنا مش قولتلك خليك برة، اطلع برة، برة يا زيدان
تحركت قدميه للأمام بدلا من الخلف اقترب من فراشها خطوتين تنهمر دموعه على وجهه يهمس بصوت حزين معذب:
- لينا، أنا آسف، أنا والله ما كنت في وعيي، هما حطولي حاجة في العصير، ما اعرفش مين، بس هعرفه وربي هاخدلك حقك منهم، أنا عمري ما آذيكي صدقيني.

حركت رأسها نفيا بعنف نزلت عن الفراش تحاول الابتعاد عن مسرح جريمة يشبه مسرح جريمة اغتال روحها عليها تعود بظهرها للخلف وقفت في أحد اركان الغرفة بعيدا عنه تضم يديها أمام صدرها خرجت صرخاتها الذبيحة المقهورة:.

- أنت حيوااااااان، ما عرفتش تنفذ جريمتك، ضحكت عليا عشان تنفذها دلوقتي، طب ليه دا أنا سلمتك قلبي قبل نفسي، ليه ترجعني للدنيا تحسسني اني انسانة مش مجرد لعبة مقفول في علبة ازاز، تديني الحياة والأمان وترجع تدفني تاني، لييييييييه، أنا اذيتك في ايييييه، أنا بس كنت عايزة اعملك مفاجأة، كنت عايزة اقولك اني بح...

وسكتت قطمت شفتيها قبل أن تنطق ولو بحرف آخر انهارت على ركبتيها ارضا تنظر له بكره ممتزج بذعر لتكمل في حرقة:
- أنا بكرهك يا زيدان وهفضل أكرهك لآخر يوم في عمري.

أخفت وجهها بين كفيها تنوح في بكاء مرير وهو يقف كالصنم القتيل تنساب دمائه تختلط بدموعه، هو قتلها ولم يفعل اذاها بذنب ليس له فيه يد، ود أن يتحرك ناحيتها فقط يريد أن يخفيها داخل قلبه يربت على قلبها بروحه، يخبرها أنه كان مغيب سلبوا عقله العاشق قتلوا روحه المحبة والا ما كان فعل بها ذلك ابدا، تحرك فقط خطوة واحدة ليجد حسام يقبض على ذراعه يهمس له في حدة من بين أسنانه:
- اخرج يا زيدان كفاية كدة، اخرج.

دون كلمة أخري دفعه حسام حرفيا ناحية باب الغرفة يخرجه منها اغلق الباب في وجهه ليعاود النظر إلى شقيقته يكاد يبكي، لا يعرف حتى ما يفعل أليس هو طبيب النساء الماهر الذي يتعامل مع جميع الحالات وصل إليها ونسي كل ما تعلمه يقف أمامها عاجزا عن التفكير، يخشي أن يقترب ولو خطوة واحدة ولا يستطيع الابتعاد، حمحم يهمس بصوت خفيض:
- لينا.

لحظات وهي على حالتها رفعت وجهها له عينيها حمراء تكاد الدماء تنفجر منها تحتضن جسدها بذراعيها ترتجف بعنف توسلته بصوت ضعيف:
- ممكن تتصل ببابا او ماما او حتى جاسر ارجوك أنا محتاجهم اوي، عايزة استخبي في حضن بابا، ارجوك وحياة ولادك، أنا هموت من الوجع!
انتفض في وقفته يسألها سريعا بتلهف خائف:
- ايه اللي واجعك وأنا اجيبلك علاجه
ضربت على قلبها بعنف لتصيح بحرقة باكية:.

- قلبي واجعني أوي، روحي بتصرخ من الوجع، هاتلي ليهم علاج، مش أنت دكتور هاتلي ليهم علاج، ارجوك كلم بابا أرجوك.

حسنا إلى هنا ويكفي خرجت زمام مشاعره عن السيطرة هرول إليها ارتمى على ركبتيه على الارض امامها يجذبها لصدره بعنف يطوقها بذراعيه يشد عليها، لتصرخ هي خائفة تحاول إبعاده عنها، هذا لم يدرسه تماما في التعامل مع مثل تلك الحالات، ولكنه شقيقته طغت مشاعره رغما عنه على قواعد مهنته اخفي رأسها في صدره يسنده بذقنه ليهمس لها بصوت خفيض ممزق:.

- حسام خالد محمود السويسي، انا وانتي أخوات يا لينا ما تخافيش وانتي في حضن اخوكي
توسعت عينيها في صدمة الا يكفيها ما تلاقي من صدمات وألم ليكمل هو عليها انتفضت من بين ذراعيه تسأله فزعة:
- اخخخويا ازاي، أنت كذاب، مش كدة.

مد يده في جيب سرواله يخرج بطاقته الشخصية وضعها في يدها لتشخص عينيها فزعا وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها الفزعة، رفعت وجهها تنظر له مذهولة لتجده يمسك بهاتفه صورة تعرض على سطح الشاشة له هو ووالدها يعانقه بعنف ووالدها يضحك، تركت البطاقة من يدها تمسك بالهاتف تنظر للصورة تنساب دموعها في حرقة، لحظات ورفعت عينيها له تنهمر دموعها بقسوة، تغرق وجهها، كانت تحتاج أن تسكن فراغ روحها المؤلم، قسمات وجهه التي تشبهه والدها اشعرتها ببعض الامان تجاهه خاصة مع الصورة البطاقة، فلم تعترض حين عاد يضمها بين ذراعيها بل اختبئت فيه تحتمي به تخرج صرخاتها في صدره، ظلت تبكي تهذي بالكثير إلى أن انسحب عقلها عن الواقع، شعر هو باسكانتها بعد طول صراخ مسح دموعه يبعدها عنه في حذر تنهد يشعر بالقليل من الراحة حين نامت، حملها في رفق يضعها على فراش المشفي، غرز برفق سن إبرة محلول به مهدئ في يدها جذب الغطاء يدثرها به ليسمعها تتمتم فزعة:.

- لا يا زيدان عشان خاطري ابعد عني.

اغمض عينيه في ألم يشد على قبضة، دثرها بالغطاء يقبل جبينها قبلة طويلة، ليخرج من الغرفة يغلق الباب عليها، بحث بعينيه عن زيدان ليجده كما هو يجلس ارضا جوار غرفتها يستند برأسه على الحائط الدموع حرفت طريقها على وجهه، نهش الألم قلبه اطفئ روحه، تنهد يتحسر على حاله هو الآخر كل منهما ضحية والجاني مجهول إلى الآن، تهاوي يجلس ارضا جوار صديقه ليفتح زيدان عينيه رأي حسام نظرة عينيه الخاوية وكأن الحياة انُتزعت منه سأله بصوت ضعيف:.

- هي عاملة إيه دلوقتي
تنهد حسام في آسي مد يده يربط على كتف صديقه يحاول طمئنته ولو قليلا:
- كويسة هتبقي أحسن، هي نايمة دلوقتي
حرك زيدان رأسه إيجابا يبتعد بعينيه عن صديقه ينظر إلى الفراغ الموحش يتمتم في خواء:
- تفتكر هتسامحني
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه حين سمع صديقه يحاول مواساته:
- هتسامحك يا زيدان، أنت ضحية زيك زيها، لما تهدئ شوية هحاول افهمها اللي حصل وأكيد هتسامحك.

عاد زيدان يحرك رأسه إيجابا من جديد استند على الحائط ليقف التفت يغادر يحادث صديقه قبلا:
- أنا راجع الفندق
فقط جملة واحدة تحمل خلفها الكثير قالها ليرجل يجر قدميه يغادر المستشفى بينما ظل حسام ينظر في اثره حزينا متألما إلى أن اختفي من أمامه.

في أسيوط، في منزل عائلة الشريف...
في غرفة سهيلة تحديدا
كيف حدث ذلك اعتدلت جالسة على فراشها تنظر للأمام في ذهول لا تصدق ان ما حدث قد حدث فعلا كانت تظنه حلما وسينتهي...
Flash back.

كانت في غرفتها تتكاد تتميز من الغيظ منذ أن أتت تلك الشاهي تتدلل على حبيبها هي حقها هي، هي من أحبته اولا، عشق مراهقاتها حبيب شبابها، زوجها هي ليس لها الحق لتتدلل عليه بتلك الطريقة سمعته وهو يحادث والده بأنه تزوجها فقط تصحيح لخطأ فعله وهو مخمور، إذا هو لا يحبها ولكنه تحمل منه كيف لا يحبها وهي تحمل بطفله، تكاد تجن قضت ساعات في غرفتها تتحرك هنا وهناك، رفضت تماما أن تشاركهم في الطعام، خرجت من طفوان أفكارها الغاضبة على صوت الباب يدق فردت تلقائيا:.

- تعالي يا ماما شروق
فُتح الباب ليطل هو برأسه يردف في مرح كعادته:
- طب ما ينفعش ابن ماما شروق.

اخفت ابتسامتها تشيح بوجهها بعيدا عنه هي غاضبا، حقا غاضبة لن يراضيها بطريقته المضحكة ولا ابتسامته الرائعة ولا غمازتيه التي تتوهم فيهم، ولا لمعة عينيه التي تسلب لبها، او بشرته الحنطية التي تطير بجوي قلبها، لالالا هي لن تتأثر بكل ذلك، هي غاضبة وستظل غاضبة، ابتسم جاسر في هدوء ليدخل الغرفة يغلق الباب عليهم بالمفتاح ليضمن عدم اقتحام شاهيناز لغرفتها مرة أخري، ابتسم ينظر لتلك الغاضبة ليخطو خطاه إلى داخل الغرفة، جلس أمامها على الأريكة، نظر للشرفة جوارها تنهد يردف في حالمية:.

- المنظر من الشباك يجنن، بتبصي على ايه بقي، على الجاموسة دي...
نظرت له بطرف عينيه لتمتم ساخرة:
- لاء على الحمار دا
رفع حاجبه يتوعدها هو يعرف انها تقصده بكلامها ليمد يده يصفعها على ذراعه نظرت به غاضبة ليتمتم ببراءة:
- ناموسة.

ضيقت عينيها تنظر له في غيظ تشد على اسنانها غاضبة منه لتتركه وتتوجه ناحية فراشها شدت الغطاء الوثير تختبئ تحته لا ترغب في رؤيته، اعتلت شفتيه ابتسامة ماكرة ليتجه ناحيتها ابعد طرف الغطاء عن وجهه يستند بمرفقه الأيمن على الوسادة بجانبها لتصيح فيه غاضبة:
- لو سمحت يا جاسر اتفضل روح لمراتك وسيبني في حالي
مسح على وجنتها بكفه يهمس لها بحنو:
- طب ما أنا عندها اهو، بس هي واخدة السرير كله ومش عارف أنام فين.

ادمعت عينيها قلبها حزين منه لن تسامحه ابدا كيف يحطم حبها له بتلك البساطة، اشاحت بوجهها بعيدا لتسمع يكمل ضاحكا:
- أنتِ عارفة بتفكريني بمسلسل الوتد لما عبد العزيز الغلبان يا عيني كل ما يدخل قاعته يلاقي زينب مستغطية باللحاف الأحمر لما جالوا فوبيا من اللون الأحمر يا عيني.

لم تستطع أن تمنع ضحكة خافتة تسللت في خبث إلى شفتيها فطريقة جاسر المرحة لا تقاوم امتزجت ضحكتها مع دموعها المناسبة اعتدلت تجلس على فراشها تبتعد برأسها بعيدا عنه لتسمعه يهتف ضاحكا:
- ايوة كدة اضحكي يا شيخة يخربيت اللي يزعلك.

التفت برأسها لها لتختفي ابتسامته ينظر لعينيها الباكية، غص قلبه ألما وهو يراها تنظر له بتلك الطريقة، دائما ما كانت تنظر له على أنه طوق نجاتها، أما الآن فعتابها الصامت له يصرخ في عينيها، مدت يدها تسمح دموعها ليسمعها تتحدث بصوت خفيض مختنق:
- جاسر وحياة اغلي حاجة عندك طلقني، أنا بترجاك أهو
توسعت عينيه ينظر لها في صدمة لتتقابل حدقيتها مع عينيه امسكت بكفي يده تترجاه باكية:.

- جاسر أنا حبيتك والله حبيتك أوي، كنت طوق النجاة بتاعي، كنت بشوف حنيتك على لينا ونفسي احس بيها، انت عارف انا ماما ماتت وأنا صغيرة وبابا لما اتجوز بعدها، مراته لا كانت بتحبني ولا بتكرهني ما كنتش بتتكلم معايا خالص، لحد ما بابا طلقها، بس ربنا عوضني، عوضني بلينا وعمو خالد ومامتها، وأنت، بس أنت مش من حقي يا جاسر، أنت من حق مراتك وابنك، طلقني جاسر عشان خاطري، أنا مش هستحمل واحدة تانية تشاركني فيك، ولا هقدر اخدك من مراتك وابنك...

قبض على ذراعيها بكفيه يجبرها على النظر رفعت حدقتيها الباكية اللي عينيه تترجاه بنظراتها الصامتة أن يفعل ولا يفعل معا، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يهمس بشغف:.

- أنا بحبك، بحبك يا قلقاسة، أنا بس ما كنتش حابب اظلمك معايا لحد ما اعرف حقيقة مشاعري ناحيتك، بس اتأكدت اني بحبك، في الكام اللي بعدتي فيهم عني، كنت حاسس بقلبي بيتحرق وأنا عارف أنك زعلانة وانتي بعداني عنك وأنا مش شايفك قدامي وانتي بتضحكي، وبتجننيني بشقاوتك، طلع هو دا الحب يا قلقاسة، يا احلي قلقاسة شافتها عيني في يوم.

انفجرت دقات قلبها كالمضخات تطرق بعنف داخل صدي روحها جاسر يصارحها بحبه ولكن بعد فوات الأوان، لا فائدة من اعترافه الآن هي لن تتقاسمه مع زوجة أخري ابدا، أرادت التحدث ليبادرها هو قائلا:.

- أنا عمري ما حبيت شاهيناز يا سهيلة وجودها في حياتنا مؤقت، أنا لولا عارفك مجنونة وممكن في لحظة عصبية تبهدلي كل حاجة كنت قولتلك الحكاية كلها، أنا عايزك تتأكدي بس من حاجة واحدة اني بحبك وعمري ما عرفت يعني ايه حب غير معاكي أنتِ بس يا قلقاستي
ارتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها ليمسح دموعها يقبل جبينها يهمس لها:
- والله بحبك
ابتعدت برأسها عنه بلعت لعابها تسأله في غيظ:
- طب ومراتك.

تنهد يآسا كان محقا حين قرر بعدم اخباره بخطته سهيلة سريعة الغضب ولسانها لا يمكن التحكم فيه بسهولة، ابتسم لها يقرص وجنتها برفق:
- ما قولتلك، وجودها في حياتنا مؤقت، وما تسأليش على اللي في بطنها خالص، لاني حاسس أنه انتفاخ اصلا
ضحكت سهيلة رغما عنها لتتوسع ابتسامته يلاعب حاجبيه في مكر يردف مشاكسا:
- فاكرة لما قولتيلي، اقول لابويا ايه يا سي خضر، أنا اجولك تقولي لابوكي ايه يا بنت المستخبي...

تعالت ضحكاتها تنظر له في ذهول آخر ما عرفته أن جاسر مد يده واغلق إنارة الغرفة، وحينذ ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح، مولااااااااي
Back
عادت من بحر ذكرياتها لتتنهد حائرة لا تنكر انها سعيدة لاعتراف جاسر لها بحبه ولكنها حقا قلقة ماذا سيحدث بعد ذلك، اجفلت على يد جاسر تقرص وجنتها برفق كعادته يسألها:
- سرحانة في ايه يا قلقاسة.

ابتسمت في حيرة تحرك رأسها نفيا تهندم خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم ليطبع قبلة على جبينها يردف:
- يلا ننزل نفطر
حركت رأسها ايجابا تتمتم بخفوت:
- هغير هدومي الأول
قام يتجه لخارج الغرفة يقصد غرفته ليغتسل ويبدل ثيابه ما أن دخلها قطب جبينه متعجبا حين وجد شاهيناز تقف امامه اسرعت إليه تعانقه تهمس باشتياق:.

- وحشتني اوي يا جاسر، ما جاتش امبارح ليه، على فكرة امبارح كانت ليلتي أنا، وبعدين ابنك ما نيمنيش طول الليل نازل خبط خبط، عايز بابا، وبابا مطنشنا خالص
فك ذراعيها من حول عنقه يبعدها عنه اتجه إلى دولاب ملابسه يخرج ثيابه يتمتم فئ برود:
- أنا حر يا شاهيناز، ما تطلعيش هرمونات الحمل عليا، وامبارح كانت ليلة سهيلة مش ليلتك واتفضلي بقئ عشان عايز اخد دش.

اقتربت منه تعانقه من الخلف تلف ذراعيها حول صدره تهمس بنعومة سامة:
- جاسر أنت زعلت مني أنا آسفة، أنت بس بتوحشني اوي وعيزاك على طول جنبي، ما تزعلش مني يا حبيبي أنا ما اقدرش على زعلك ابدا
تأفف حانقا بالكاد يمنع نفسه من دق عنقها وها هي هنا تتمايل كالحية، ابعدها عنه يلقي بملابسه على الفراش وقف أمامه يعقد ذراعيه أمام صدره يردف في حدة:
- شاهيناز أنا مش فايق لدلعك على الصبح..

امتعضت ملامحها في حزن كالهرة الصغيرة اقتربت منه تتمسح برأسها على صدره بطريقة مقززة أثارت اشمئزازاه ليسمعها تهمس بنبرة باكية:
- أنا آسفة ما تزعلش مني، أنا بس بحبك، بحبك أوي.

قالتها لتندفع ناحيته تقبله، توسعت عينيه يدفعها عنه بعنف خاصة مع تلك الشهقة الفزعة التي سمعها تأتي من خلفه رأي سهيلة تقف عند باب الغرفة تنظر له في صدمة، تمسك هاتفه يبدو أنه كان يدق وهي احضرته له لتري ذلك المشهد الرائع، دفع شاهيناز بعيدا عنها يركض خلفها يصيح باسمها لتدخل إلى غرفتها تصفع الباب في وجهه تغلقه بالمفتاح عليها من الداخل ليشد على أسنانها يهمس في غيظ:.

- يخربيت الأفلام العربي كان لازم يعني تيجي فئ آخر مشهد ما أنا بقالي ساعة بزق في الزفتة.

وصل إلى الفندق ليتوجه مباشرة إلى غرفة المدير الذي هوي قلبه ما أن رآها توجه اليه يكاد يخر صريعا من الخوف ارتجف يتلجلج قائلا:
- والله يا باشا قلبنا عليه الدنيا كلها، ما لقيناش غير صورة بطاقة ليه، بس الولد عنده حاجة عايز يقولها لحضرتك
توجه زيدان بعينيه إلى ذلك الشاب ليري شاب نحيف قصير اقصر منه إلى حد ما نحيف للغاية عرف أنه احد عمال الفندق اقترب منه الشاب يهمس بصوت متلجلج خائف:.

- حضرتك هنا كل مجموعة بيباتوا في أوضة وأنا كنت بايت أنا وحامد في أوضة واحدة، قرب الفجر النهاردة صحيت على صوت حد بيتكلم بصوت براحة كدة فتحت عينيا نص فتحة لقيت حامد بيلبس هدومه وبيكلم واحدة في التليفون بيقولها:
-أنا نفذت المطلوب، حطتله اللي قولتيلي عليه، فلوسي كاملة، طيب انا هرجع
القاهرة دلوقتي، سلام.

بعدها بدأ يلم هدومه بسرعة وهو بيلم هدومه وقع منه الموبايل وخرج من باب الفندق اللي ورا وكان في عربية مستنياه بس وهو بيلم حاجته وقع منه الموبايل، اهو يا باشا
مدت الشاب يده بالهاتف إلى زيدان ليأخذه الأخير منه قبض عليه بعنف يتوعد لها بأن يسلخ روحه حيا ما أن يضع يده عليه، عليه أن يتحرك بسرعة قبل أن يختفي او يُقتل!

تحرك إلى غرفته ما أن فتح بابها غصة عنيفة خنقت قلبه، دخل بخطي بطيئة يشعر بالألم يحرق اوصاله مع كل خطوة، مائدة العشاء عليها ورقة مطوية، مد يده يفتحها ليجد فيها ما فتت شظايا روحه المنهكة
« من لوليا لزيدان، تعرف اني حبيت الدلع دا.

منك اوي، شكرا لكل حاجة حلوة عملتها عشاني، شكرا عشان رجعتني انسانة تعيش من جديد، شكرا عشان استحملت من اللي ما حدش يستحمله بصراحة وكنت صابر عليا، لو فضلت اقولك شكرا مش هتكفي من هنا لسنة جاية، زيدان أنا بحبك، بحبك أوي
لوليا ».

صرخ قلبه حين ضم تلك الورقة لصدره يقبض عليها بعنف آخر ما تبقي له منها، خطي لداخل غرفة نومهم، الغرفة التي جمعت عشقهم، المنظر كان مروعا الغرفة وكأن اعصار ضربها، الكثير من الفوضى ودمائها هناك على الأرض لمح بطرف عينيه شئ يلمع مد يده يلتقطه، يرفعه بين أصابعه، القلادة التي جلبها خالد لابنته تحمل اسمها، كلمة لينا كانت تلطخها الدماء، وضع القلادة في جيبه ليجفل على صوت رنين هاتفه بحث عنه ليراه ملقي أسفل الفراش واكثر من تسعين مكالمة من رقم خاله، التقطه ليجده يدق. من جديد خاله مرة أخري، ابتسم ساخرا يسخر من حاله قبل الجميع فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليهاجمه اعصار غاضب يصيح فيه:.

- أنت فين يا زفت، دا أنا هطلع عينك اربع ساعات يا حيوان بتصل بيك وبلينا وبنمرتك الزفت الفندق ما بتردش، دا أنا لو ميت مش نايم كنت صحيت، لينا فين عايز اكلمها
ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه يكاد يقسم أن خالد أن طاله الآن سيدق عنقه لأنه فقط لم يرد على الهاتف، ترى ما سيفعل حين يعلم ما حدث بابنته هو على اتم استعداد أن يتحمل منه اي شئ إلا أن يأخذها منه لن يسمح له من الأساس، اجفل على صوت خالد يصيح فيه:.

- روحت فين يا زفت، ما تنطق لينا فين
تنهد يهتف في هدوء خاوي من اي مشاعر:
- لينا نايمة يا خالي، بكرة الصبح بدري هنكون عندكوا، سلام
قالها ليغلق معه الخط توجه يضب ملابسه وملابسها مقسما أن يذيق ذلك الفتي الويلات هو ومن خلفه.

في مكتب خالد السويسي، اغلق الخط مع زيدان ليعتصر القلق قلبه شئ ما خاطئ يحدث، نبرة زيدان اختفائهم الغير مبرر، تهرب مدير الفندق من أن يخبره أين ذهبوا يؤكد له ذلك، شئ سئ حدث لابنته أن صدق حدسه سيقيم الدنيا فوق رأس زيدان، اجفل على صوت الباب فتح بعنف لتدخل لينا تصيح بلوعة تكاد تبكي من خوفها على ابنتها:
- ردوا عليك يا خالد لينا ما بتردش عليا أنا خايفة على البنت أوي.

رسم ابتسامة واسعة على شفتيه ليقترب منها لف ذراعه حول كتفها يغمغم ضاحكا ليطمئنها:
- آه يا ستي ردوا عليا الجزم، كانوا بايتين في كامب وموبايا لينا ضاع لسه مكلمني دلوقتي خارجين يتعذوا برة...
تنفست الصعداء صحيح أنها لا تزال تشعر بالقلق ينهش قلبها ولكن كلام خالد طمئنها على الأقل، رفعت رأسها إليه تسأله قلقة:
- طب زيدان ما قالش ليك هيجوا أمتي
ابتسم في توسع يردف مبتهجا:.

- بعد بكرة الصبح بدري هيكونوا عندنا يعني كلها بكرة بس وهتشوفي لوليتا
اتسعت ابتسامة لينا تصفق في حماس هي حقا مشتاقة لرؤية ابنتها على اقل تقدير لتسكت ذلك الصوت القلق الذي ينهش قلبها بلا رحمة، خرجت من الغرفة لتعد الغداء لتختفي ابتسامة خالد، هناك شئ سئ حدث لذلك هو لم يخبر لينا بموعد وصولهم حتى يطمئن بنفسه.

على صعيد آخر وصل زيدان إلى المستشفى، توجه إلى غرفتها ينظر لها من خلال زجاج الغرفة لم يري شيئا بفعل ذلك الستار الذي يحجبها عنه رأي احدي الممرضات تمر ليوقفها سريعا دس في يده 200 جنية يهمس لها:
- ادخلي الاوضة وشدي بس الستارة جزء صغير، دي مراتي اللي جوا والله
حركت الممرضة رأسها إيجابا لتدخل إلى الغرفة وجدت حسام يجلس جوار تلك المريضة ابتسمت تقول في احترام:
- حضرتك محتاج حاجة يا دكتور.

حرك حسام رأسه نفيا لتقترب الممرضة من الستار شدت جزء صغير يسمح لزيدان برؤية ما يحدث في الغرفة لتأخذ علبة دواء فارغة وترحل، ابتسمت لزيدان ما أن خرجت من الغرفة لم يعرها الأخير انتباها فقط توجه ينظر لها يشتاق حقا لرؤيتها، وكانت هناك تضع رأسها على كتف حسام تنساب دموعها في صمت وجهها النضر بات هزيل شاحب متعب، شفتيها شبه زرقاء، حسام يتحدث هو لا يسمع ما يقول ولا يهم هو فقط يريد رؤيتها.

في الداخل ما أن استفاقت من غفلتها القصيرة تمنت أن يكن ما حدث حلم ليس سوي حلم وستصحو منه ولكنه حقيقة واقع انهمرت دموعها تشد بيديها على الفراش جوارها تتذكر أحداث ما مر بها بالأمس فيما اخطئت ليفعل بها ذلك، هي أحبته أهذا هو خطئها أنها أحبته وهو ماذا فعل قتلها هي وحبها معا، صوت باب الغرفة جعلها تنظر بذعر للفاعل كان هو حسام، شقيقها كما قال وتلك صدمة أخري لديها شقيق! كيف لا تعرف، ابتسم حسام لها ليقترب يجلس جوارها على الفراس اسندها تجلس على الفراش ليشعر بجسدها يميل اسند رأسها على كتفه يهمس لها بحنو:.

- لينا أنت جسمك ضعيف ولازم تاكلي اي حاجة
شعر بحركة رأسها البسيطة ترفض ما يقول ليسمع نبرة صوتها الخافتة:
- مش هقدر، صدقني، أنا عايزة امشي ارجوك ما تخليهوش ياخدني رجعني لبابا
مد يده يمسح بكفه على شعرها يهمس لها بحنو:
- حبيبتي زيدان ما كنش
قاطعته تصيح بنبرة ضعيفة منهارة:
- مش عايزة اسمع اسمه أرجوك لاء.

تنهد حزينا ليضمها لصدره ظل يربت على رأسها إلى أن نامت، وضعها على الفراش من جديد ليخرج إلى زيدان وقف يناظره بنظرات احباط يآسه ليمد يده يربط على كتفه قبل أن ينطق بأي حرف سمع زيدان يهتف في هدوء مُقلقِ:
- احنا لازم نكون الصبح في القاهرة ما اقدرش اسافر واسيبها هنا، اديها مهدئ عشان تفضل نايمة لحد ما نوصل
تنهد قلقا يحرك رأسه إيجابا ليعاود الدخول إلى غرفة لينا، ينفذ ما قاله زيدان.

بعد أن انتصف الليل بساعات قرابة الثالثة فجرا كانت سيارة زيدان تشق طريقها عائدا إلى القاهرة يتذكر ملامح ذلك الفتي جيدا ملامحه مطبوعة أمام وجهه، سيفتك به فقط يجده، معه صورة له وهاتفه وصورة من بطاقته، ماذا يريد أكثر ليجده ويدق عنقه حتى الموت، بين لحظة واخري يوجه نظرة إلى تلك النائمة على الأريكة الخلفية شتان ما ذهبوا عليه وما جائوا به، بينما حسام كان نائما من شعوره بالارهاق بعد مجهود ذلك اليوم.

بعد الفجر بساعتين وصلت السيارة، وقفت في حديقة منزل زيدان ايقظ حسام لينظر له الأخير تعبا يردف قلقا:
- هتعمل ايه يا زيدان
ابتسم زيدان في خواء يحرك رأسه نفيا:
- مش عارف زي ما تيجي تيجي بقي، أنا اهم حاجة عندي دلوقتي أن لينا تبقي كويسة، غير كدة مش مهم، انا عارف حظي من زمان مش جديدة يعني
نظر حسام لصديقه في شفقة ليربط على كتفه يحاول مواساته بأي شئ تنهد يقول تعبا:
- أنا هروح اطمن على والدتي وارجعلك على طول...

تحرك زيدان ينزل من السيارة حمل لينا بين ذراعيه ليترك السيارة لحسام بعد أن ترك الأخير سيارته في المشفي، حمل زيدان لينا يتوجه بها إلى غرفتهم وضعها فيها ليجلس جوارها يمسح على وجهها برفق يحادثها بتعب مؤلم:.

- ما تمشيش، ما تبعديش عني تاني دا أنا ما صدقت!، كان حلم واتحقق، كتير عليا انه يكمل، لازم يبقي الحلم قصير اوي كدة، اوعي تكرهيني يا لينا، أنا عيشت عمري كله عشان أحبك، صدقيني لما الاقي اللي كان السبب في اللي حصل هطلعلك روحه هجيبه تحت رجلك يبوس رجلك عشان ارحمه...

ابتعد عن الفراش بحذر حين رآها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ بدأت تطل على الدنيا من جديد لتتوسع عينيها فزعا حين رأته يقف أمامها تجمد جسدها لتزحف للخلف تضم ركبتيها لصدرها تنهمر دموعها تحرك رأسها نفيا بعنف كالمجانين ليتحدث هو:
- ما تعمليش كدة أنا همشي بس ارجوكي ما ترجعيش زي الأول، عشانك مش عشان اي حد في الدنيا...
قاطعهم صوت دقات عالية على باب المنزل نظر لها يبتسم فئ ألم:
- بابا جه.

اتجه إلى خارج الغرفة ليلقي عليها نظرة اخيرة طويلة، توجه إلى أسفل يفتح الباب ليندفع خالد إلى الداخل ينادي على ابنته بصوت عالي، حارسه الذي يقف خارجا اخبره انهم وصلوا فجاء هو راكضا، قاطع صياحه باسم ابنته صوت زيدان يهتف:
- لينا فوق في اوضتها.

نظر خالد لزيدان ليشعر بالقلق يتسرب لقلبه، زيدان مجهد متعب نظرة عينيه منطفئة، قسمات وجهه تصرخ من الألم أراد أن يسأله عما حدث ولكن لسانه رفض قلبه ينتفض على ابنته، أخذ طريقه إلى غرفة ابنته يركض، وصل إلى الغرفة فتح بابها بعنف لتشخص عينيه فزعا حين رآها بحالتها تلك، نهش الخوف عينيه ليقترب دخل إلى الغرفة يصيح فزعا:
- مالك في ايه، أنتِ عاملة كدة ليه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة