قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

توجهت مع والدها إلى غرفة مكتبه تنظر حولها بإنبهار شديد، والدها شخصية مهمة وهي تعرف ذلك الجميع يحيه بمنتهي الاحترام، يشمي بهيبة تطغي على المكان تشعر بهالة من القوة تحيط به تشعر بها تحميها وهي بجانبه لذلك تحرص دوما على أن تبقي جانبه خاصة خارج المنزل...
دخلت خلفه إلى غرفة مكتبه، ليجلس والدها على كرسي مكتبه وهي تجلس على الكرسي المقابل له تفرك يديها بتوتر تنظر أرضا لتسمعه يضحك بصخب:.

- ايه يا لوليتا مالك انتي متهمة يا حبيبتي
ابتسمت ابتسامة خافتة هادئة، لحظات وفُتح باب المكتب وسمعت ذلك الصوت يهتف بترحاب:
- يا اهلا يا اهلا لوليتا عندنا دي الإدارة كلها نورت
رفعت وجهها تبتسم باتساع لتقم من مكانها تعانق ذلك القادم، عانقها برفق ابعدها عنه يقرص خدها برفق:
- عاملة ايه يا زئردة
قطبت جبينها مغتاظطة لتنفخ خدها رفعت سبابتها أمام وجهه تهتف بثقة:
- على فكرة بقي أنا طويلة أطول من ماما حتى.

التفتا معا إلى خالد حينما هتف ساخرا:
- شكلي حلو وأنا قاعد كيس رز كدة صح
ضحك محمد بصخب ليلف ذراعه حول كتف لينا يتقدم بها ناحية المكتب:
- جري ايه يا عم أنا عمها، يعني محرم ما تقلقش
جلست لينا على مقعدها ليشد محمد مقعدا يجلس جوارها...
ابتسم خالد ابتسامة صفراء سخيفة يهتف بتهكم:
- طول عمري بقول عليك عسل أسود، هستني ايه من واحد مسمي ابنه فراس يعني.

تنهد محمد بسأم متذكرا افعال ابنه التي على وشك أن تطيح بالجزء المتبقي من عقله ليزفر بحنق:
- اسكت دا هيجنني لا بيذاكر ولا بينيل، كل ما اشوفه الاقيه بيلعب، تخيل تقوم مفزوع بليل على صوت ابنك بيصرخ، الحقوني هموت، قومت اجري زي المجنون الاقيه بيلعب pubge ولا مش عارف اسمها ايه، لاء وبيقولي بكل براءة مساء الخير يا بابا ايه اللي صحي حضرتك
لتتدخل لينا في الحوار تهتف بضيق:.

- على فكرة يا عمو ابنك استغلالي عشان أنا قولتله يعلمني العبها ازاي، قالي هاتي ميت ناقة حمرا وأنا اعلمك
انفجر خالد في الضحك ينظر لصديقه ليشاركه هو الآخر في الضحك، هدأ قليلا ليهتف من بين ضحكاته المتقطعة:
- عايزة ايه من واحد اسمه فراس يعني، دا جاي من الجاهلية عدل
ليهتف محمد هو الآخر ضاحكا:
- الله يسامحها امه هي اللي اختارت الاسم دا
تجهم وجهه خالد يرفع حاجبه الايسر يناظر صديقه نظرات متهكمة ساخرة:.

- واحنا من امتي بنمشي كلام الستات والله عيب علينا
اغلق الملف الموضوع امامه يمد يده به إلى صديقه يستعيد جديته في الحديث:
- خد الملف دا خلاص خلص وابعتلي زيدان عشان عايزه
حرك محمد رأسه إيجابا أخذ منه الملف ليودع لينا قام ليغادر ما أن فتح الباب حتى وجد أحد العساكر يندفع لداخل الغرفة يلهث بعنف يهتف بذعر:
- الحقنا يا باشا زيدان باشا نازل طحن في واحد من زمايله وما حدش قادر يحوشه لا ظباط ولا عساكر.

هب خالد واقفا يتوعد لزيدان في نفسه ليصيح في ابنته وهو يهرول لخارج الغرفة:
- خليكي هنا ما تتحركيش.

خرج خالد يركض وخلفه محمد وذلك الرجل لتقف هي وحيدة تنظر للغرفة الفارغة بقلق وحيدة بمفردها، ما إن طرأت الفكرة في رأسها تسارعت دقات قلبها بعنف تشعر برعشة مخيفة تسري في اوصالها، حركت رأسها نفيا بعنف تبلع لعابها بذعر لتفر لخارج الغرفة تنظر خلفها بذعر كأنها تهرب من وحش مخيف وقفت تنظر حولها يمينا ويسارا تبحث عن والدها وجدت مجموعة من الرجال يركضون في اتجاه واحد، ركضت خلفهم علها تجد والدها بينهم وصلت لباب غرفة سمعت صوت والدها قادما من الداخل، اقتربت سريعا من الغرفة لتجد والدها يحاول بعنف جذب زيدان من فوق ذلك الشاب، والأخير يرفض تماما يضربه بعنف مخيف...

ليصرخ خالد بقوة افزعت الجميع:
- زيدااااان
ترك زيدان ذلك الفتي على مضض استقام واقفا لتفآجئه لكمة خالد العنيفة التي جعلته يترنح خطوتين للخلف، قبض خالد على تلابيب ملابسه من الامام يزمجر فيه:
- إنت مش في سوق، ولا أنت بلطجي يا بيه، واللي عملته دا هتتحاسب عليه
لفظه من يده بعنف ليهتف في الواقفين بحزم:
- أنا مش عايز حد من الأوضة يلا كله على شغله، اللي كانوا في المكتب بس يفضلوا والباقي على شغلهم.

سريعا بدأ الجميع بالانسحاب واخدوا معهم بقايا ذلك الشاب إلى عيادة الطبيب، وهي تقف مكانها تنظر لهم بذعر تحديدا لزيدان التي ما أن التقت عينيه بعينيها اخفض عينيه سريعا حتى لا يري نظرة الذعر التي نهشت فؤاده، خلي المكتب الا من اقل القليل، كانت تقف خلف الرجال تشاهد بذعر، والآن باتت ظاهرة بعد رحليهم، اقترب خالد منها يهمس لها بحدة:
- هو أنا مش قولتلك خليكي في المكتب ما بتسمعيش الكلام ليه.

لم يعطيها فرصة للرد جذب احد المقاعد يضعه جوارها، اشار للمقعد بعينيه يهمس بضيق:
- اقعدي وما تتحركيش من مكانك
حركت رأسها إيجابا سريعا تجلس على الكرسي تضم قدميها تقبض بيديها على اطراف الكرسي لا يهم، لا يهم اي شئ حتى لو غضب والدها منها المهم الآن انها بجانبه لن يؤذيها أحد...
لن يحدث ما حدث لها قدميا مرة أخري
اقترب خالد من مجموعة الرجال في الغرفة يقفون امامه مصطفين في خط واحد ليتحرك هو امامها يهتف بقوة:.

- أنا عايز اعرف ايه اللي حصل من غير كذب، ما تنسوش إن في كاميرات اقدر اعرف ايه اللي حصل بس أنا عايز اعرف منكوا
تقدم أحد الشباب خطوة واحدة حمحم بحرج يهتف بارتباك:
- بصراحة يا باشا، حازم دخل المكتب، ويعني اااا، اصله يعني، اتكلم عن بنت حضرتك بطريقة مش كويسة
بلع الشاب لعابه بذعر أمام تلك النظرة المرعبة التي احتلت عيني خالد، اقترب خالد منه يكاد ينفث نيران من أنفه:
- عن بنتي!، قال ايه بقي.

اختفت أنفاس الشاب من الخوف لينظر ارضا يحاول تجنب نظرات خالد المرعبة يهمس سريعا بارتباك:
- بصراحة يعني هو قال عليها صاروخ وحلوة اوي وكلام كتير من النوعية دي زيدان سمعه ولقيناها مرة واحدة راح ماسكة من هدومه وقاله دي بنت خالي ونزل فيه ضرب.

عاد خطوة يقف جوار زملائه بينما اشتعلت عيني خالد كجمر النار، كور قبضته يشد عليها بعنف حتى برزت عروقه النافرة تكاد تُسمع صوت فوران دمائه من الغضب، اقترب من زيدان، رفع يده يربط على وجهه بعنف:
- اللي حصل دا لو اتكرر تاني هتبقي برة خالص، فاهمني طبعا، ومخصوملك شهر عشان تبقي تمد ايدك على زميلك تاني، مش انت اللي بتحاسب هنا يا بيه، خد ولينا واسبقوني على المكتب
حرك رأسه ايجابا بهدوء ليرفع يده يؤدي التحية:.

- حاضر يا افندم
اتجه ناحية لينا لتنكمش في كرسيها تنظر له بذعر، ليقترب خالد منها يربط على كتفها برفق:
- روحي معاه وأنا جاي وراكوا
تركهم وغادر، لتقف من مكانها تمشي خلفه تحاول أن تكون بعيدة عنه قدر الامكان تنظر لظهره العريض وهو يتحرك أمامها يمشي بثبات
لتقطب جبينها بتعجب ولمحة من الماضي تضئ امام عينيها، حركت رأسها نفيا تنفي من البداية دخولها في تلك الدوامة المخيفة من الأفكار التي لا تنتهي.

اتجه خالد إلي عيادة الطبيب، ليجد ذلك الشاب المدعو حازم ممدا على السرير الطبي والطبيب يعمل بجد على مدواة جروحه
، بلع الشاب لعابه بتوتر حينما رأي خالد يقترب منه وقف جوار فراشه يدس يده اليسرى في جيب بنطاله بينما قبض بيده الاخري على فك ذلك الشاب يهتف ساخرا:
- بتفكرني بالفيلم اللي كان بيقوله اضربك فين وشك ما فيهوش مكان يتضرب.

ترك فكه ليقبض على تلابيب ملابسه ينظر له بتجهم يهتف بنبرة مخيفة متوعدة فقط كلمتين:
- صدقني هزعلك
تركه بعنف وغادر، ليبلع الفتي لعابه بذعر يفكر في اسوء الاحتمالات.

اتجه خالد إلى غرفة مكتبه، ليجد لينا تجلس على احد المقاعد وزيدان يقف عند باب الغرفة من الخارج يدخن أحد السجائر التي القاها سريعا ما أن رآه قادما، اتجه لداخل الغرفة يهتف ساخرا:
- طلع يا حبيبي النفس اللي خدته ليكتم على نفسك يموتك
نفث زيدان ذلك الدخان الذي حبسه داخل رئتيه، يتمتم مع نفسه ساخطا:
- محسسني إني مراهق اتقفش بيشرب سجاير دا أنا معدي ال 30، ديكتاتوري.

اتجه لداخل الغرفة يغلق الباب خلفه ليجلس على المقعد المقابل للينا لينظر لها يبتسم خلسة
يتنهد بحرارة انتفض على يد خالد تصفع سطح المكتب بقوة:
- ايه يا خالي في ايه
ابتسم خالد ساخرا يهتف بحدة:
- اللي حصل دا لو اتكرر تاني هزعلك يا زيدان وأنت عارف أنا هعمل ايه.

اضطربت دقات قلبه بعنف يعرف ماذا يقصد خالد بكلامه اسوء ما قد يؤذيه فعلا أن يبعدها عنه، النقود العمل المنصب كل ذلك لا يهمه فقط هي لا تبتعد عنه، يكفي رؤيتها حتى ولو من بعيد، حرك رأسه ايجابا بهدوء يتمتم:
- حاضر يا خالي
اتجه برأسه ناحية ابنته قائلا بنبرة ذات مغزي تحمل خلفها الكثير:
- لينا كنتي عايزة تقولي حاجة مش كدة.

حركت رأسها إيجابا اخفضت رأسها لا تريد أن تراه وهي تعتذر له لا ترغب في رؤية نظرة الانتصار في عينيه بلعت لعابها بتوتر تهمس بنبرة خافتة متلعثمة:
- اااا، أنا آسفة يا زيدان على اللي قولته إمبارح، أنا حقيقي بعتذر منك، ما كنش قصدي اقول كدة
صمتت تلتقط أنفاسها المبعثرة، تجز على أسنانها بغيظ آخر ما كنت تتخيله انها تعتذر منه...
رفعت وجهها متفآجاءة تنظر له بذهول حينما سمعته يهتف ببرود:
- وأنا مش مسامحك.

قبضت على يدها بغيظ تحاول ان تتحكم في زمام نفسها قبل ان تصرخ فيه، ان يصدم رأسه في الحائط فهي حقا لا يهمها أمره
لتسمعه يكمل بنبرة مرح لم تحبها:
- ايوة مش مسامحك ومش هسامحك غير لما توافقي على عزومتي على الغدا، انتي وخالي طبعا بدل ما اتعلق
زفرت بحنق تود لو تصرخ في وجهه بأنها جاءت إلى هنا مرغمة، بأنها لا تطيق أن تجلس معه ولو لدقيقة، وهو يريد دعوتها إلى الغداء، وطبعا تولي والدها مهمة الرد مرحبا بدعوته:.

- ماشي يا سيدي أنا موافق، روح هات عربيتك، وخلي الحرس يمشوا ورانا بعربيتي عشان هنوصل لينا ونرجع تاني
هز رأسه إيجابا بحماس طفل صغير تلقي هدية اسعدته للتو، قام سريعا متجها للخارج، لتهتف لينا سريعا تتذمر على ما يحدث دون إرادتها:
- يا بابا، أنا مش عايزة اروح، أنت قولتلي اعتذري واعتذرت، مش فرض هو نسمع كلامه ونروح نتغدي معاه.

التقط خالد علبة سجائره ومفاتيحه ليقم من مكانه ممسكا بيدها، يجذبها معه دون أن ينطق بحرف، تعلقت بيده تقبض على يدها بعنف، جيناته الثائرة التي ورثتها منه تصرخ فيها أن ترفض ما يحدث ولكنها لم تجرؤ أن تفعل ذلك
وقفت في الباحة تنتظره بجوار والدها لتجد سيارة دفع رباعية عالية سوداء تشبه سيارة والدها تقف أمامهم نزل منها يفتح بابها الخلفي، يمد يده لها لتعقد حاجبيها باستنكار
ليبتسم برفق قائلا:.

- هاتي ايدك، هساعدك تطلعي العربية عالية.

قلبت عينيها ساخرة لتتجاوزه ببرود وكأنه غير موجود من الأساس وضعت احد قدميها تحاول الصعود بالفعل سيارة عالية بشكل سخيف، حاولت أن تتمسك بالباب لتصعد فسقطت على وجهها، ضم زيدان شفتيه يكبح ضحكاته حتى أن وجهه أحمر بالكامل يحاول ان يلجم زمام ضحكاته، بينما انفجر خالد في الضحك اقترب منها مد يده يساعدها للقيام، وقفت تنظر لزيدان شرزا تنفض الغبار عن ملابسه تنظر لأعلي بغرور لتستند على يد خالد تصعد للسيارة تنفخ خديها بغيظ تكتف ذراعيها أمام صدرها تشيح بوجهها بعيدا.

استقل زيدان مقعد السائق وخالد جواره متجهين إلى أحد المطاعم لتناول الغداء.

جلس على طاولته المخصوصة له في ذلك النادي تشرد عينيه في اللاشئ جبينه منعقد بغيظ يقبض على يده بشدة تلك الخرقاء تعامله هو بتلك الطريقة يتذكر طريقتها معه أمس حينما اخبرته بكل غرور:
- سوري يا عثمان بس أنا عندي حاجات كتير أهم من اني اضيع وقتي مع الخيل، باي يا عثمان.

قالتها بكل غرور وثقة تنظر له بخيلاء لترحل مهرة جامحة أسرته وهربت، قبض على يده بعنف متوعدا لها أن يسقطها في شباك الصياد يلهو بها كما يريد ومن ثم يتركها كما فعل مع غيرها...
اجفل من شروده على يد النادل تضع فنجان القهوة الخاص به لينظر له بحدة مقررا إفراغ غضبه من تلك الفتاة في ذلك المسكين ليصيح فيه بحدة:
- مش تحط القهوة بأدب يا حيوان أنت
نظر النادل له بثبات يهتف باحترام:.

- حضرتك أنا مش حيوان، وأنا حطيت القهوة بأدب
قبض عثمان على تلابيب يصيح فيه:
- انت كمان بترد عليا مش عارف أنا مين بإشارة من صباعي الصغير تبقي برة...
في هذه الاثناء كانت تالا تقف بسيارتها امام مدخل النادي، نادي العائلة الجميع مشترك فيه، نظرت لابنتيها من خلال مرآه السيارة تبتسم برفق:
- هنتغدي ونغير جو من مود المذاكرة ونرجع تاني عشان وراكوا مذاكرة، ساعتين بس تمام.

حركت سارين رأسها إيجابا لتلكز اختها الشاردة في ذراعها انتبهت سارة لتجفل تهتف سريعا:
- هااا، ايوة ماشي حاضر
نزلوا جميعا من السيارة، متوجهين إلى داخل النادي لفت أنظارهم اصوات شجار عالية، لتهتف تالا بحنق:
- دا عثمان ابن عمكوا على ما حدش ليه دعوة بيه دا شاب أخلاقه مش كويسة، سارين خدي هنا يا سارين.

هتفت بها في ابنتها بحدة ولكن سارين لم تستمع لها ظلت تتقدم بخطي واسعة ناحية تلك المشاجرة بين عثمان والنادل، دون سابق إنذار قبضت على يد عثمان التي يقبض بها على ملابس النادل، نظر عثمان للفاعل بحدة ليقلب عينيه بتهكم يهتف في نفسه:
- ست سارين هانم طبعا لو كلمتها ربع كلمة بابا هيقوم الدنيا فوق راسي
نظر لها بتهكم يرفع حاجبه بتحدي ساخر حينما سمعها تأمره بحده:.

- سيبه يا عثمان، أنت مالكش الحق تمسكه بالشكل دا، هو مش شغال عندك
أفلت عثمان النادل من قبضته ينظر لسارين يبتسم باصفرار، شكر النادل سارين ليرحل من امامها بينما اقتربت تالا منهم تنظر لابنتها شرزا، لتوجه نظراتها لعثمان تبتسم بمجاملة:
- اهلا ازيك يا عثمان وازاي مامتك
رد عثمان لها نفس الابتسامة المجاملة مغمغا:
- بخير يا طنط بتسلم على حضرتك.

ودعته تالا بعد ما اوصته إن يوصل سلامها لوالدته، اتجهت مع ابنتيها إلى أحدي الطاولات ما ان جلسوا نظرت لسارين بغيظ تهمس لها بحدة:
- اللي انتي عملتيه دا قلة أدب عشان أنا قولتلك ما تروحيش وما سمعتيش الكلام
هتفت سارين سريعا تدافع عن موقفها:
- يا مامي انتي شوفيته كان ماسك الويتر وبيزعقله ازاي والناس كلها واقفة وما حدش بيتدخل وبعدين انتي علمتينا ما نسكتش على الظلم، مش كدة ولا إيه.

تنهد تالا حقا تعبت منهم جميعا يكفي عمر وما باتت تلاقي منه خاصة في الآونة الأخيرة، بينما سارة شاردة في عالم آخر، تتذكر ما حدث بالأمس
Flash back
هي فقط كلمة واحدة كتبتها، وسمعت صوت والدتها تهتف بحزم:
- يلا النص ساعة بتاعة الموبايل خلصت، يلا على المذاكرة.

تركت الهاتف من يدها متجهه إلى مكتبها الصغير تنظر لأحرف الكتاب شاردة حزينة ضميرها يصرخ بعنف القلق ينهش قلبها بعنف، ما فعلته خطأ، خطأ كبير ويجب عليها تصحيحه، ستحذف ذلك الفتي لن تحادثه، لن تفتح بابها لعلاقة رخيصة تحت مسمي الصداقة، حاولت تصفية ذهنها قدر المستطاع، لتبدأ في المذاكرة ساعة، اثنتين، ثلاثة، سارين كالعادة تحججت انها تعبت وذهبت للنوم وبقيت هي بمفردها، سمعت صوت باب المنزل ابتسمت بهدوء، متجهه للخارج ما أن اقتربت من غرفة المعيشة سمعت أصوات الشجار تعلو من داخلها، وقفت خلف الباب الشبه مغلق تختلس النظر إلى ما يحدث في الداخل، لتجد كالعادة مشاجرة عنيفة بين والديها، والدتها تصرخ ووالدها يصيح وهي تقف تقرابهم تدمع عينيها على ما تري، تشعر بقلبها ينزف قهرا، لم تشعر يوما أنها تحيي كفتاة عادية في حتى لو بسيطة ولكن سعيدة، رآها عمر من مكانه ليشيح بوجهها وغصة قوية تعتصر قلبه، فرت إلى غرفتها، تغلق بابها عليها بالمفتاح، بينما اتجهت تالا إلى أحدي غرف الضيوف تغلق الباب عليها، ارتمت على فراشها تبكي قهرا تتمني لو تهرب من تلك الحياة إلى الأبد وجدت نفسها دون سابق إنذار، تلتقط هاتفها تبعث رسالة لذلك الشخص ( ممكن تسمعني، أنا محتاجة اتكلم ).

لحظات ووجدت رسالة برقم هاتفه
ومن بعدها رسالة محتواها ( دا رقم تليفوني أنا تحت أمرك في اي وقت )
ضغطت على الرقم بأصابع مرتجفة، تسمع رنات الطرف الآخر تتمني الا يجيب لحظات وسمعت صوت دافئ هادي مريح يهمس برفق:
- أنا سامعك يا سارة، اتكلمي
دون سابق إنذار انفجرت في البكاء تهمس له بكل شئ دون توقف
فاقت من شرودها على يد سارين تلكزها في ذراعها مرة اخري، انتبهت لها لتهتف سارين بضيق:.

- مالك يا سارة مش مركزة ليه النهاردة بقولك هتاكلي ايه...
رسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها تهمس بصوت خفيض:
- هاتيلي زيك يا سارين وخلاص.

حركت سارين رأسها ايجابا تملي للنادل ما يريدون ليجذب انتباههم اصوات ضحكات عالية لعثمان مع أحدي الفتيات، قبضت سارين على كفها بغيظ تشد على اسنانها بقوة تتمني لو تذهب وتقتلع شعر تلك الفتاة من مكانها، او أسهل تخلع قلبها هي من مكانه، فنبض فؤادها الاحمق يعشق ذلك المتعجرف المغرور، وهو طبعا لا يبالي، كيف سينظر لطفلة وحوله كم من الفاتنات.

نظرت سارة لأختها بحزن فهي الوحيدة التي تعلم بعشقها لعثمان وحقا تتعجب كيف أحبت ذلك الفتي، العيلة بأكملها لا تطيقه بسبب غروره وعجرفته، وأختها غارقة حتى اذنيها في عشقه.

طوال الطريق وهي تلتزم الصمت، والدها وزيدان يتحدثون عن أحوال العمل وهي صامتة تماما تعبث في هاتفها، سألها زيدان أكثر من مرة:
- مش عطشانة اجبلك ماية او عصير على ما نوصل
لم تكن حتى ترفع وجهها عن شاشة هاتفها فقط تحرك رأسها نفيا دون مبلاة به، وقفت السيارة أمام أحد المطاعم، لينزل خالد وزيدان معا، فتح لها الأخير الباب يمد يده يود مساعدتها لم ترد أن تعاند بعدما جري لها.

وضعت كف يدها برفق داخل كف يده ليشعر هو في تلك اللحظة بكهرباء تصعق جسده، دقات قلبه تتصارع بعنف، انزلها بحرص شديد، ليتجه خالد ناحيتها يمسك بيدها مشت في المنتصف بين والدها وزيدان كانت تظن أنها ذات قامة طويلة ولكن حينما أصبحت بينهما شعرت بأنها قزمة بين جبلين، التصقت في والدها حتى تبتعد عن زيدان قدر الامكان.

دخلوا إلى المطعم ليشد لها خالد احد المقاعد جلس جوارها ليجلس زيدان مقابلا لها جاء النادل يأخذ طلباتهم، املاه خالد وزيدان ما يريدان، جاء دور لينا لتهتف هي وزيدان معا:
- باستا بالوايت صوص واستيك
قطبت حاجبيها تنظر له بتعجب كيف عرف، بينما ابتسم هو بتوتر يحك رقبته بارتباك، وكانت ابتسامة الثقة من نصيب خالد يردد في نفسه:
- هذا الشبل خليفة هذا الأسد.

ذهب النادل يحضر لهم الطلبات ليدق هاتف خالد في تلك اللحظة، قام يرد على هاتفه بعيدا عن الزحام واصوات المطعم المزعجة، اتجه لخارج المطعم، لتتسع عيني لينا بفزع، تنظر حولها، أناس الكثير منهم، على الرغم من كونه مطعم راقي ولكنه مزدحم للغاية، تشعر بالجميع ينظر لها برودة قارصة غزت أطرافها تتذكر تلك الأحاديث التي طالما رافقتها قدميا.

( ابعدوا عنها، ماما قالتلي ما نلعبش معاكي تاني، بقولك ايه ما تقربيش من بنتي ولا تلعبي معاها تاني، انتي عايزة تمويها زي ما كانوا عايزين يموتوكي، )
بدأ جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها على اذنيها تنتفض بعنف كطائر جريح على وشك التقاط أنفاسه الأخيرة، انتقض زيدان سريعا يعرف تلك الحالة، ليقترب منها بحذر يهتف بهدوء:
- لينا اهدي، اهدي يا حبيبتي، ما حدش هيأذيكي، ما حدش يقدر يجي جنبك، اهدددي.

حركت رأسها نفيا بعنف تحرك رأسها بسرعة في جميع الاتجاهات، قامت من مكانها تركض في اتجاه باب المطعم وزيدان خلفها، اصطدمت بأحدهم دون قصد ليهتف الرجل سريعا:
- أنا آسف ما كنش قصدي
ولكن ما حدث أنها بدأت تصرخ بعنف، اتسعت عيني الراجل ينظر لها بذهول:
- والله العظيم ما جيت جنبها
دخل خالد على صوت صرخات ابنته، لتسرع بالارتماء في صدره تبكي بعنف تتشبث في سترته بقوة:.

- أنا عايزة اروح بيتنا، ما تخليهمش يقولوا كدة، أنا ماموتش حد
رفعها بين ذراعيه متجها بها ناحية سيارة زيدان
ليخرج شريط أقراص مهدئ من جيب سترته أخرج قرص منه يعطيه لها سريعا زيدان زجاجة مياة صغيرة بلعت القرص بيد مرتعشة، بدأت تهدئ شيئا فشئ ودون سابق إنذار سقطت رأسها على صدر والدها نائمة رغما عنها بفعل ذلك الدواء.

تنهد خالد بحزن على حالها، ليريح جسدها على الاريكة، ومن ثم قام متجها لمقدمة السيارة يجلس جوار زيدان، يمسح وجهه بكفيه بعنف نظر لزيدان يتنهد بتعب:
- ما فيش فايدة مرت سنين وهي ما بتنساش، اطلع على المستشفئ نجيب لينا، نروحهم ونطلع على قاسم
حرك رأسه ايجابا ود لو يقول اي شئ ليخفف به عنه ولكنه حقا لا يعرف ماذا يقول، طغي الصمت عليهم إلى ان وصلوا إلى وجهتهم، مد خالد يده لمقبض الباب يفتحه:.

- خلي بالك من لينا على ما اجي مش هتأخر
دون ان يلتفت له حتى نزل خالد من السيارة متجها إلى المستشفى ليلتف زيدان بجزعه العلوي يحملق في حسنائه النائمة يهمس بكلمات تقطر عشقا:.

- يا أما نفسي تنسي اللي حصل، تعرفي أنك احلي حاجة في الدنيا دي كلها، بس لما ببص في وشك بحس اني أسعد راجل في الدنيا، الناس جم عليا كتير اوي يا لينا اتعذبت في حياتي كتير، هحكيلك كل حاجة، انا عايز احكيلك، عايز ارمي نفسي فئ حضنك وتطبطي عليا، أنا مش وحش يا لوليا والله هما السبب، هما إلى خلوني كدة، اديني فرصة تعرفي فيها انا بحبك قد ايه، عارفة أنا هموت وتيجي اللحظة إلى هتكوني فيها مراتي واعرفك اخدك في حضني، يااااه دا انا هبقي ولأول مرة في حياتي فرحان بجد.

قطع كلامه حينما وجد خالد يخرج بصحبه لينا من المستشفي فتح خالد لها الباب الخلفي لتجلس جوار ابنتها بينما عاد هو إلى مكانه
اتسعت عيني لينا بقلق تربط على وجه ابنتها برفق:
- مالها لينا لوليتا، لوليتا حبيبتي ردي عليا
هتف زيدان سريعا ليطمئنها:
- ما تقلقيش يا ماما دي نايمة من المهدئ
وضعت يدها على فمها تشهق بذعر على حال ابنتها تتمتم بفزع:
- مهدئ ليه، ايه إلى حصل
تنهد خالد بسأم هاتفا:.

- روحنا مطعم حاولت اسمع كلام قاسم واسيبها لوحدها ولو دقايق وكنت سايب معاها زيدان، الموضوع خرج عن السيطرة وبدأت تصرخ وكان هجيهالها انهيار عصبي
تجمعت الدموع في عينيها لتمد يدها تسمد على رأس ابنتها برفق انسابت دموعها تمتم بحرقة:
- منهم لله اللي كانوا السبب!

اتجهت السيارة إلى منزل خالد لينا تحتضن ابنتها النائمة طوال الطريق وخالد ينظر لهم من خلال مرآه السيارة الامامية يشعر بقلبه يصرخ من الألم عليهم، ونيران الانتقام تشتعل بين ثناياه، اوقف زيدان السيارة ليهتف كاسرا حاجز الصمت:
- وصلنا
حمل خالد ابنته متجها بها إلى المنزل ووضعها في فراشها، وترك لينا بجانبها ثم عاد إلى زيدان متجهين إلى عيادة الطبيب النفسي.

لاحظ خالد أن زيدان ينظر له خلسة كأنه يود قول شئيا ما، ليتنهد هاتفا بضيق:
- اخلص عايز تقول ايه
بلع لعابه يهتف بقلق:
- إنت ناوي تعمل حفلة عيد ميلاد لينا بكرة
حرك خالد رأسه إيجابا، ليهتف زيدان سريعا معبرا عن قلقه:
- ما بلاش أنت عارف أنها تعبانة دلوقتي، وبعدين افرض عرفت تدخل تاني، دي كانت هتموتها آخر منها
نظر له خالد بتهكم يهتف ساخرا:
- روحت أنت بدل ما تموتها هي ضربت على لينا رصاص!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة