قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين إلى داخل العيادة، استقبلهم قاسم مرحبا بهم، جلس خالد على احد المقاعد بجواره زيدان، نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه:
- تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف
جلس قاسم بارتخاء على مقعده الخاص يسند ظهره إلى ظهر الكرسي يتمتم ساخرا:.

- وهتفضل كدة، طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي، لينا لازم تبعد عنك، لازم تخرج برة دايرة حمايتك، افهم بقي يا أخي، أنت مش هتعيش ليها عمرها كله
تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها، أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه، ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء:
- يا خالي أنا عارف أنه صعب، بس صدقني هي هتبقي معايا في امان، احميها بعمري، هحاول معاها خطوة بخطوة، مش هبعدها عنك ابدا.

كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة:
- إنت ما تنفعش يا زيدان، ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها
التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة على وشك إخراج النيران من عينيه، هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف:
- دا ليه بقي أن شاء الله شايفني اكتع قدامك، انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملتلها حاجة.

هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر:
- ما فيش طفلة صغيرة هتكدب، أنت حاولت تعتدي على لينا يا زيدان، كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك، بس أنت حاولت تغتصب طفلة صغيرة.

ما حصلش يا قاسم، هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير إلى كرسيه يجلس صامتا، عاد قاسم إلى كرسيه يتنفس بعنف على الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته، هناك حلقة مفقودة، هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص، وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا، اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب:.

- إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا، لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة، بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح
بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه:
- عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر..
خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي
وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء:
- زيدان الوحيد اللي اقدر آمن على بنتي معاه، عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك، يلا يا زيدان.

خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة إلى أن خرج من الغرفة، ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه:
- مش تعود يا خالد، في حد خد مكانك هناك، اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي، خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي.

جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه على فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق، هو يثق في زيدان ثقة عمياء، ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه على رؤيتها حزينة بذلك الشكل، رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء:.

- أنا بحبها والله بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها، أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني، كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف، بس أنا ابقي عارف أنه خايف
ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا:
- أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده، بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره.

أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة:
- لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم، امسح ياض دموعك دي على الله تنزل...
ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق:
- صحيح أنا عمري ما قولتهالك، بس أنا دايما بعتبرك ابني، سندي في الدنيا، أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير، مستني اتعكز عليك لما أكبر، لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي، وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط..

والله عيب علينا، مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي، انشف كدة لاصقف على وشك بإيديا
ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا، عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير، نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله:
- وقف هنا ليه
التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف:
- فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك، عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة.

حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا:
- وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا، وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي، فاكر شكل الدبدوب دا
حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض:
- أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش، يلا يلا نروح نجيب البتاع دا، ولا نشوف نوصي على غيره..

ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب:
- يا ابن المجنونة، الواد اتهبل
اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله، جلس جوار خالد في السيارة يتفقان على ما سيحدث غدا حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.

اوصل زيدان خالد إلى منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد إلى زيدان قائلا:
- ادخل اتعشي معانا
ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب: معلش يا خالي، بلاش تشوفني تاني النهاردة، وعلى فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس، خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها
ربط خالد على كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:.

ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها، سلام يا عريس
تفرقا أحدهم دخل إلى منزله والآخر اخذ طريقه إلى منفاه، دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس على أحد المقاعد تشاهد التلفاز، ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح:
- الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك
لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها على وجنته تبتسم بعشق:
- ما تقلتش عليك.

ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق:
- إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا، عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا
لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه، ليسمعها تهمس بشغف:
- أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك، أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك، نفسي لما اموت، اكون في حضنك.

زفر بغيظ يشد على اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا:
- هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي، ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا على لسانك، قدامي يلا على فوق
ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه إلى أعلي، ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر:
- الحمشنة حلوة ما فيش كلام.

اتجه خلف زوجته إلى غرفتهم، مغلقا الباب خلفه، لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس:
- بابا دخل اوضته اكيد هينام، الحق اكلم معاذ
دخلت إلى غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح، لتتجه إلى دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها، لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف.

في غرفة خالد ولينا
خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق:
- هي لينا لسه نايمة من ساعتها
ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء:
- لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية
تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق:
- لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة.

قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا، ابتسم يهتف فجاءة:
- لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه
اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها:
- لوليتا جالها عريس بجد، لوليتا موافقة عليه طيب، اسمه إيه وبيتشغل ايه، وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول.

توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر:
- العريس يبقي زيدان يا لينا
توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال:
- زيدان مين، أخوها!
كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- وهو زيدان أخوها؟!
اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح، لتقترب منه تهتف بذهول:
- ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض، أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات.

ابتسم بهدوء يربط على وجنتها برفق قائلا:
- طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض، ومع ذلك مش أخوات، زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت، أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين
تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة:.

- لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل، ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق، أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه، أنا مش هوافق على تعاسة بنتي لاء
تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء:
- على فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم، هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد على نفسها ما تعتمدش عليه، لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم
ليكمل مع نفسه:.

- حلو الكلام دا والله أنفع دكتور نفسي
شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها:
- لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه، وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة، لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها، ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها.

نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها، ربط على وجنتها برفق يبتسم بمكر:
- أنا هروح اشوف البت لوليتا، أجي الاقي العشا الجاهز...
غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث:
- واوعي تنامي
ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل.

خرج خالد من غرفته متجها إلى غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق
دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب، حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق، ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض:
- تصبحي على خير يا لوليتا.

وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا، استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته، صوت رنين هاتف قادم من دولابها...
اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب، لم يكد يقترب خطوتين حتى صدح صوت لينا تنادي على خالد بصوت عالي:
- خااااالد يا خااااالد، تعالا بسرعة حمزة على التليفون.

ابتسم بشوق، ليترك غرفة ابنته متجها إلى أسفل بخطي سريعة متلهفة، لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك عقاربه على ساعة معينة لتتجه إلى الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه، أغلقت الدولاب جيدا، لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية، لتعود سريعا إلى الفراش.

تكمل تمثيلتها النائمة تحمد الله في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف
في الأسفل، امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا:
- ما اتصلتش على الموبايل ليه يا عم القديم
صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح:
- على أساس أنك شغال في الخليج يعني، ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون
ابتسم يستمع إلى ضحكات الطرف الآخر، ليهتف سريعا بحزم:.

- ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك، مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب، تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي، انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش، أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا، تجيب مايا وادهم وتجيوا.

على صعيد آخر وصل زيدان إلى منزله، الفارغ المهجور، دخل إلى المنزل فصعد إلى غرفته سريعا ملقيا بثقله على الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول:
- أيوة يا زيدان
ضحك ساخرا يسأله بتهكم:
- أنت نايم من دلوقتي
تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا:.

- يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي، وبعدين اطلع على ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم، الله يسهله إلى وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني على قلبه ملايين قد كدة
اعتدل زيدان يستند على مرفق يده اليمني يهتف بغيظ:
- قل أعوذ برب الفلق، الله أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض
ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته:.

- عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس، اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام
هتجوز، نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة
ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام:
- هتتجوز، هتتجوز مين
رد زيدان ضاحكا بسخرية:
- هيكون مين يعني يا حمار انت
هتف حسام سريعا بدهشة:
- البومة قصدي لينا، طب وهي وافقت بسهولة كدة
ارتمي زيدان بجسده على الفراش يضغط على عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم:
- لاء طبعا، هقولك.

بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب، ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب:
- أنا افتكرتك هتفرحلي
رد حسام بهدوء، إجابة صادمة:
- لا يا زيدان مش هفرحلك، عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي
انتفض زيدان جالسا يقبض على الهاتف بعنف يصيح بحدة:.

- إنت اللي بتقول كدة، أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها، ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام، على العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك على الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر
ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه، ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه على شاشة هاتفه بألم، ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد، فتح الخط ليجده يهتف بغيظ:.

- إنت يا دكتور على ما تفرج أنت، أنا هعدي عليك الساعة سبعة، وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام
ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه.

في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط على كتفه تبتسم بنعومة:
- العشا جاهز
حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي، تحرط متجها إلى اعلي يهتف للينا:
- هعمل حاجة دقيقة وجاي
اتجه إلى غرفة ابنته سريعا، فتح بابها بهدوء متجها إلى دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتى لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض:.

حاطة المنبة في الدولاب، طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح
حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ:
- شوفت، المنبة بطل افكارك المهببة دي، دي لوليتا بنتك، ما فيش برائتها، مش عايز هبل، لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط.

في صباح اليوم التالي
استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب إلى الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين، بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض على سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما، اتجهت ناحية والدها تقبله على وجنته وبالمثل مع والدتها، لتتسمر مكانها مع جملة والدها:
- لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل
التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر:.

- لالالا، أنا كويسة جدا
رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:
- ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط
أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتى لا يشك في امرها لتهتف سريعا:
- هااا، اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها على عيد ميلادي
حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:
- ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش.

حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه إلى أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة
لوليتا: حاضر يا بابي
ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها
«في الجامعة.

وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي
لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث: أنا بردوا إلى وحشتك اوي، يا ست جوليت
قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم: آه يا مفترية
، صحيح عملتي ايه مع المز امبارح.

اختفت ابتسامتها، اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن: هحكيلك في المدرج، لسه شوية على بداية المحاضرة
ذهبت الفتاتان إلى قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول:
- ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل
تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث.

رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله، تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له، لتشعر فجاءة بيد تربط على كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:
- معاذ!
ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق:
- ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها، وإن كان على اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه.

عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة:
- بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم، أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ، طب، طب انت هتعمل ايه
همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!، النهاردة في حفلة عيد ميلادك، هطلب إيدك من باباكي قدام الكل، هحط حد للي اسمه زيدان دا
وضعت يدها على فمها تبتسم بفرح قلبها على وشك أن يفر راكضا من مكانه.

وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات، حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط، رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح:
- النهاردة، هطلب إيدك قدام الكل، هتبقي ملكي وملكيتي، ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني.

أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها، أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى، هى ملكتى وملكيتى، هى غنيمة حربى، وانتصار عشقى، اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ، اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ...
اعشق من تكرهنى، اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها، اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة