قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والستون

صاحب الموبايل عمل حادثة العربية اتقلبت بيه.

كلمات تر ت بسرعة البرق في قلبه قبل أذنيه، وقف صامتا عاجزا عن الإتيان بأي حركة شلت صدمة ما سمع جسده بات كالتمثال أصم لا حياة فيه، وعقله يستعيد مشهد حزين مخيف، زيدان صديق عمره وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة، يرحل بلا عودة، والآن زيدان الصغير ابنه الذي تولي رعايته قلبا وقالبا، قلبه تمزق من مجرد فكرة أنه تأذي، أو أصابه مكروه، لحظات وبدأ يستعيد جزء من ثباته الزائف، تدلت يده جواره يقبض على الهاتف، التقت عينيه بعيني ابنته التي تقف هناك ليري في عينيها نظرة ذعر، قسماته وجهها الخائفة تصرخ تسأله عما حدث، اندفع يركض للخارج حين مر جوارها شعر بها تقبض على ذراعه التفت له للحظة رأي دموعها تتمرد تنهمر على وجهها تسأله جزعة خائفة:.

- زيدان ماله يا بابا، هو كويس
شبح ابتسامة رسمها على شفتيه ربت برفق على وجنتها يحاول طمئنتها:
- هيبقي كويس
توسعت عينيها فزعة من جملة والدها وقبل أن تنطق بحرف آخر، خرج والدها يركض إلي سيارته، تهاوت هي أرضا على ركبتيها تشعر بجسدها بأكمله يرتجف من الذعر، خائفة من أن تفقده!

على صعيد فزع مرتعد خائف يدهس خالد مكابح سيارته بعنف قلبه يسابق الرياح ليصل إليه يطمئن فقط أنه بخير، تفادي الاصطدام عدة مرات بأعجوبة، لم يقف الا أمام تلك المستشفي التي أخبره الرجل بأسمها، ليندفع من السيارة يركض الي داخل المستشفى، وقف أمام مكتب الإستقبال يصيح في الموظف:
- زيدان الحديدي، في حد كلمني وقالي أنه جه هنا في حادثة.

حرك الموظف رأسه يبحث بين الأوراق امامه ليصل لتلك الصفحة التي تحمل البيانات اللي اخذها من بطاقة التعريف الشخصية ليهتف سريعا:
- خالد زيدان الحديدي، ايوة يا افندم جه من ساعتين في حادثة، في الأوضة رقم 349 في الدور الثالث.

يهرول هنا وهناك ينظر لأرقام الغرف يبحث عن الرقم الذي أخبره به الموظف، إلي أن وصل إلى الرقم، فتح الباب بسرعة قلبه الخائف، لتتسارع أنفاسه تباطأت دقاته، هناك زيدان مسطح على الفراش العديد من الأجهزة متصلة به شاش أبيض طبي يلتف حول رأسه قناع الأكسجين يغطي فمه وأنفه، اقترب بخطى ثقيلة يجر قدميه يقترب من فراشه.

في مكان آخر، مكان فارغ يقف هو في المنتصف ينظر حوله يشعر بما حوله يلتف بسرعة كبيرة، غرفة بيضاء فارغة لا شئ لا أحد ضوء ساطع يسطع من جميع الجهات، وهو ينظر حوله هنا وهناك كطفل صغير ضائع خائف بدأ يصيح بصوت عالي:
- أنا فين، حد هنا، حد سااامعني...
زيدان، زيدان، صوت يتردد من جميع أرجاء الغرفة مع كل مرة ينطق فيها الصوت يتلفت فيها حوله ينظر هنا وهناك يصيح محتدا:
- ميين، ميين بينادي.

زيدان، تلك المرة آتي الصوت من خلفه مباشرة التفت خلفه سريعا ليتجمد عن الحركة حين رآه ذلك الرجل يعرفه عينيه الزرقاء شعره الأصفر الغامق المائل للون البني، ملامح وجهه التي أخذ معظمها منه، التهمت عينيه ملامح وجه الرجل يروي عطش سنوات فراق، انهمرت دموعه يهمس بصوت خفيض مختنق:
- بابا...

قالها ليندفع إليه يركض ناحيته القي بنفسه بين أحضانه يبكي كأنه فقط طفل صغير، يغرق وجهه في صدر والده ارتفعت شهقاته يصيح من بينها بنشيج حار:
- سبتني ليه، ليه، الدنيا اذتني أوي، حتى هي، هي مش عايزة تسامحني، كان غصب عني، أنا تعبت اوي يا بابا خدني معاك عشان خاطري
شعر بيد والده تربت على رأسه برفق ليبعده عنه بعد لحظات قصيرة مد يده يمسح دموعه ليبتسم زيدان ينظر لوالدته مشتاقا بينما ابتسم والده يهمس له بحنو:.

- بس أنت قوي يا خالد عديت وهتعدي اللي جاي، أنا واثق فيك يا إبني
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي زيدان ينظر لوالده للحظات طويلة يتمتم مبتسما:
- خالد، أنا كنت نسيت اسمي، زي ما نسيت كل حاجة حلوة في حياتي، بقيت متأكد ان الفرحة مش ليا.

مرة أخري عاد زيدان يربت على وجه ابنه يمسح بيده على شعره بينما ينظر زيدان لأسفل، رفع وجهه ينظر لوالده لتتوسع عينيه في دهشة حين رآها يحمل لفافة بيضاء كبيرة يصدر منها صوت رضيع يبكي، انقبض قلبه خوفا حين سمع بكاء الطفل، التفت لوالده يسأله قلقا:
- مين دا يا بابا
تحرك زيدان عدة خطوات وهو يحمل الرضيع بعيدا عن ابنه، التفت يغادر لينظر له قبلا يقول مبتسما:.

- دا حفيدي، مش عايزك تزعل ربنا هيعوضك، خليك قوي يا إبني، خلي بالك من نفسك
قالها ليختفي من أمام عينيه ليركض هو تجاه ما ذهب والده يصيح باسمه، ليقاطع صرخاته صوت، صوت يعرف صاحبه صوت يترجاه أن يستيقظ:
- زيدان، زيدان، قوم يا ابني، قوم يا حبيبي ما تحرقش قلبي عليك...

بدأت الصورة تتلاشي من أمام عينيه وصورة أخري تحتل المشهد، شعر وكأن روحه كانت تطفو عاليا وارتطمت فجاءة بجسده، عاد للحياة من جديد، وبدأ يفتح عينيه شيئا فشيء ببطئ شديد، كان أول ما وقعت عينيه عليه، خاله يجلس جوار فراشه يمسك بيده، رأي عينيي خالد تدمع وابتسامة واسعة تشق شفتيه، اقترب منه سريعا يقبل جبينه يغمغم متلهفا:
- الحمد لله يا رب اللهم لك الحمد، زيدان أنت كويس يا إبني...

ارتسمت ابتسامة شاحبة مجهدة على شفتي زيدان يحرك رأسه إيجابا ببطئ شديد فقط إماءة صغيرة، دخل في تلك اللحظات الطبيب ومعه ممرضة شابة، اقترب الطبيب من فراش زيدان يبتسم في هدوء، امسك رسغ يده يقيس نبضاته يردف في هدوء مبتسما:
- حمد لله على سلامتك يا زيدان باشا، كنا متوقعين بصراحة أنك تخش في غيبوبة، بس الحمد لله ربنا قدر ولطف...
في تلك اللحظات التفت خالد للطبيب يبادر بتلهف قلق:.

- يعني بجد هو كويس، يعني مش محتاج يسافر برة، أنا مستعد...
قاطعه الطبيب يقول مبتسما:
- مش محتاج والله، هي صحيح الحادثة كانت جامدة، بس نطره جسمه برة العربية قبل ما تتقلب، أنقذه، هي ردود وكدمات، احنا كنا بس خايفين ليدخل في غيبوبة من صدمة دماغه القوية بس الحمد لله زيدان باشا قوي، وفاق اهو حمد لله على سلامته.

فحص الطبيب زيدان ليتأكد من سير مؤشراته الحيوية وأنها تسير بشكل طبيعي بلا أي معوقات، ومرة أخري طمأنهم الطبيب على حالته ليتركه ويخرج بصحبة الممرضة...
تنهد خالد بارتياح ليتهاوي على المقعد يتمتم قلقا:
- وقعت قلبي...

توجه بعينيه ناحية زيدان ليتحرك من مكانه جلس جواره على طرف الفراش، ينظر لملامح زيدان المجهدة الحزينة، عينيه شاردة تائهة، طرقع بأصبعيه أمام وجه زيدان عله يجذب انتباهه، ولكن بقى الأخير كما هو عينيه ثابتة تنظر للفراغ يتذكر ما مر به قبل أن يستيقظ، أبيه يحمل طفل صغير، هل هو حقا ابنه أم أنها فقط هلاوس اثر الحادث، ربما هو فقط قلق خائف من أن يفقد طفله، لذلك تجسدت له تلك الهلوسات لتخيفه، تؤرق مضجعه، اجفل من شروده على يد خالد تربت على وجهه ببعض العنف يصيح قلقا:.

- زيدان، زيدان، إنت سامعني، أنت كويس
حرك رأسه إيجابا بوهن يلتفت برأسه ناحية خاله رسم ابتسامة شاحبة على شفتيه يهمس بخفوت مُتعب:
- أنا كويس يا خالي، ما تخافش.

تنهد خالد بارتياح ينظر لزيدان للحظات طويلة حزينا على حال طفله الصغير، ود أن يخبره أنه كاد يوما خوفا عليه، أنه اغلي عنده مما يمكن أن يتخيل، فتح فمه واغلقه عدة مرات يود قول الكثير، ولكن لسانه عجز عن النطق بحرف، نظر زيدان ناحيته يبتسم ليمد يده المغروز فيه سن إبرة المحلول الوريدي، امسك بكف يده يضغط عليه كأنه يخبره أنا اعرف لا عليك، ابتسم يحرك رأسه إيجابا بهدوء يطمئنه، في تلك اللحظات فُتح باب الغرفة فجاءة بعنف دخل حسام الي الغرفة ومعه صوته الخائف الفزع:.

- زيدان أنت كويس، يعني إيه اتصل بيك ترد عليا المستشفى تقولي أنك عملت حادثة
اندفع حسام ناحية يعانقه بقوة ابتسم زيدان مرهقا يصدم كتف صديقه من الخلف يغمغم بصوت خفيض تعب:
- يا إبني حرام عليك، ما موتش من الحادثة هموت مخنوق بسببك
ابتعد حسام عن زيدان سريعا يردف خائفا:
- أنا آسف والله ما خدتش بالي.

تحرك حسام من جوار زيدان متجها الي نهاية الفراش يلتقط تلك الأوراق المعلقة عند نهاية الفراش التي يخط فيها الطبيب آخر مستجدات الحالة، التقطه يقرأ الأوراق بقلق شديد ارتخت قسماته يتنهد بارتياح يهمس متمتا:
- الحمد لله يا رب
اخذت الأوراق ليتوجه الي خارج الغرفة فتح الباب وخرج سريعا، لينظر خالد في أثره يتمتم غاضبا:
- شوف ابن الكلب ولا أكني قاعد.

دق هاتف خالد برقم زوجته ليلتقطه ما أن فتح الخط سمع وابل من الصياح الخائف:
- خالد أنت فين، لينا منهارة وعمالة تعيط وبتقولي زيدان، ماله زيدان يا خالد طمني عليه، حصله ايه، ابني جراله ايه، ما ترد عليا أنت ساكت ليييه
باااااااس، صاح بها بنزق لتصمت تلك الخائفة على الجانب الآخر تنهد هو يردف في ضيق:
- اديني فرصة ارد عليكي، زيدان كويس كانت حادثة بسيطة وهو الحمد لله بخير.

سمع شهقتها الفزعة لتغمغم بعدها متلهفة قلقة:
- طب أنا عايزة اشوفه يا خالد، عشان خاطري عايزة اطمن عليه
تنهد حائرا يعرف أنها قلقة خائفة يكفي أنها تعتبر زيدان ابنها الذي لم تلده لترتعد ذعرا حين تعرف أن أصابه مكروه، القي نظرة خاطفة على زيدان ليحرك رأسه إيجابا يتمتم:
- ماشي يا لينا، احنا في مستشفي (، ) تيجي مع السواق يا لينا ما تسوقيش أنتي.

أغلق معها الخط، ليدخل حسام في تلك اللحظات إلي الغرفة يبتسم في توسع يغمغم ضاحكا:
صاحبي الجدع اللي ما يغلبوش وجع، حمد لله على سلامتك يا زميلي، الدكتور طمني وقالي أنك زي الفل...

اندثرت ابتسامة حسام شيئا فشئ هو ينظر لعيني زيدان الشاردة ملامح وجهه منقبضة وكأنه يتألم حزين خائف، ابتلع لعابه قلقا ينظر ناحية خالد يسأله بنظراته عما به ليرفع خالد كتفيه لأعلي كأنه يخبره أنه لا يعرف، ابتسم حسام يحاول الحفاظ على روحه المرحة، اقترب منه جلس جواره على الفراش من الاتجاه الآخر، مال يقرص خدي زيدان يردف ضاحكا:.

- ايه يا زيزو مين اللي واخد عقلك، بتفكر في حد غيري اخس عليك يا سونا يا خاين، دا احنا بينا عيش وملح وبطيخ
التفت زيدان برأسه ناحية حسام يبتسم ابتسامة صغيرة مرهقة، لتعود عينيه للشرود من جديد، يتذكر الحادث كيف نجي من الموت بأعجوبة ذلك الحلم الغريب، الطفل الصغير الذي كان يحمله أبيه
Flash back.

رماها بنظرة اخيرة نظرة غاضبة مقلتيه تحترق ألما، غضبا، عشقا، تركها بعد أن قال ما قال واندفع الي سيارته يديرها رحل يسابق الريح، يشعر بتيار هواء عنيف يصدم جسده، يزيد نيرانه اشتعالا، عينيه كالجمر حمراء ملتهبة، عروقه تصيح غاضبة، مشاهد واحد فقط أمام عينيه، زوجته تجلس جوار ذلك الفتي تبتسم له، يمد يده يود الإمساك بيديها، كيف يسمح يرضي ويوافق، إن كان يتغاضي عن كثير من تصرفاتها فهو يقدر يعذرها، ولكنه يبقي أولا وأخيرا رجل شرقي دمائه كالجمر سريعة الاشتعال، إن يسمح لرجل أن يقترب من زوجته هذا لم ولن يكون ابدااا.

توسعت عينيه حين رأي شاحنة ضخمة في طريقها إليه مباشرة يبدو أن سائقها فقد سيطرته وهو يعجز عن إبطاء سرعة سيارته لم يجد حلا آخر، فتح باب السيارة يدفع بجسده خارجها ألم مبرح كسر عظامه إثر تلك الدفعة العنيفة كان أبشع ألم رأسه التي اصطدمت بصخرة كبيرة ثقلت عينيه يرى الظلام يزحف سريعا يحتل المكان حوله، آخر ما رأي كان سيارته التي طارت بعيدا إثر اصطدام الشاحنة بها لتنقلب بعيدا وبعدها لم يرى شيئا...
Back.

ساد صمت طويل كل منهم لديه مئات الجمل ليقلها وكل منهم يعجز حتى عن النطق بحرف واحد...
اجفل الجميع على فتح باب الغرفة لتدخل لينا زوجة خالد إليهم، شهقت فزعة تنظر لحالة زيدان المزرية وضعت يدها تنساب دموعها تغرق وجهها، اقتر خالد منهم يحاول تهدئتها:
- لينا اهدي زيدان كويس، حادثة بسيطة بالعربية والدكاترة الحمد لله طمنوني عليه.

نظر لعيني خالد للحظات تبحث عن الحقيقة، تعرفه بات يكذب كثيرا الفترة الأخيرة ولكنها لم تجد هنا الا الحقيقة، تجاوزته متجهة ناحية فراش زيدان ودون سابق إنذار بدأت تصيح فيه وهي تبكي وترتجف:
- أنا قولتلك ميت مرة ما تسوقش بسرعة، أنت مش في سبق هيحصلك حاجة، لكن طبعا كلامي ما بيتسمعش، افرض كان جرالك حاجة، عاجبك اللي أنت فيه دا يا رب يكون عجبك.

نظر حسام لها مندهشا من هجومها الغير مناسب للموقف تماما بينما ابتسم زيدان بخفة جذب كف يدها يقبله يهمس بخفوت:
- حقك عليا يا ست الكل
فاضت دموعها لتجذب رأسه برفق تحتضنه تجهش في البكاء تهمس من بين شهقاتها:
- ما تحرقش قلبي كدا تاني، أنا كنت هموت من الخوف لما عرفت انك في المستشفي.

ابعدته عنها برفق تضع رأسه بخفة على الوسادة خوفا من أن يتأذي كأنه فقط طفل صغير، ليمد هو يده يمسح دموعها المتساقطة فما كان من خالد الا أن حمحم يردف مغتاظا:
- يا عم النحنوح أبعد ايدك ياض
نظر لينا لزوجها مغتاظة للحظات لتلتفت حولها هنا وهناك توسعت عينيها قلقا هبت تردف خائفة:
- اومال لينا فين كانت لسه معايا قبل ما ادخل الأوضة.

هرولت للخارج تلتف برأسها هنا وهناك لتجد ابنتها تجلس على أحد المقاعد جوار الغرفة تنظر لأسفل، همست باسمها:
- لينا
رفعت تلك الجالسة وجهها لتري والدتها وجهها الشاحب قلقا، عينيها الخائفة نظرت لوالدتها للحظات لتعاود النظر أرضا حمحمت تحاول إخفاء اللهفة من نبرة صوتها:
- هو كويس.

ابتسمت لينا حزينة على حال ابنتها، لتتوجه تجلس على المقعد المجاور لها مدت يدها تربت على كتف ابنتها بحنو تحاول تخلصيها من ذلك الصراع الذي يحتدم الآن داخلها:
- ادخلي شوفيه يا لينا، أنا ما بقولكيش سامحيه دلوقتي، بس انتي عايزة تشوفيه...

اغمضت عينيها تشد عليهما لتحرك رأسها نفيا بقوة، لن تذهب لن تضعف قلبها يرتجف خوفا عليه، كلمات مثل مشفي، حادث، كفيلة بعصر روحها خوفا ولكن عقلها يرفض كبريائها يقف لقلبها بالمرصاد يمنعه يكفي ما قاله لها قبل الحادث لن تفعل، فتحت عينيها فجاءة حين شعرت بيد والدتها تجذبها بغتة الي غرفته قبل أن تأخذ اي رد فعل كانت داخل الغرفة، نظرت لوالدتها غاضبة مما فعلت، بينما ابتسم حسام سعيدا لرؤيتها منذ مدة لم يراها، يكفي أنها هنا وجودها محفز جيد لشفاء زيدان، نظرت لينا لخالد تخبره بعينيها أن ينسحب، تنهد خالد قلقا، كل مرة يتركهما معا يتنهي الأمر بمشاجرة حادة بينهما، توجهت لينا ناحية خالد تجذبه لخارج الغرفة، وقفت لينا مكانها متجمدة تحاول اختلاس النظرات تود أن تطمن عليها دون أن يراها، تنهدت مرتبكة حائرة تفرك يديها بعنف، تحركت بخطوات بطيئة متجهه ناحية فراشه وقفت جوار فراشه للحظات طويلة تنظر أرضا صامتة لا تنطق بحرف، لتسمعه يهمس بخواء:.

- اقعدي عشان اللي في بطنك.

زفرت أنفاسها المختنقة لتجلس على طرف الفراش بعيدا عنه، تشجعت اخيرا ورفعت عينيها لتمتزج في تلك اللحظة بمقلتيه التي تناظرها بشغف عاشق، للحظات طويلة تجسدت الكثير من المشاعر عزف الألم، العشق، المعاناة، ألحان طويلة على اوتار قلب كل منهم، رأي في عينيها حيرتها، ألمها، خوفها، ونور ضعيف لعشقه مختبئ خلفهم، ورأت في عينيه العذاب المختبئ خلف شمس عشقه المنطفئة، كل منهم قال الكثير ولم ينطق لسانه بحرف واحد، اجفلا معا على صوت تنهيدة حااارة طويلة تلاها صوت حسام يقول متحسرا:.

- هيييح شكلكوا حلو اوي، أبا أنا عايز ادوز
اشاحت لينا بوجهها بعيدا عنهم تكتم ضحكاتها رغما عنها، بينما نظر زيدان لحسام مغتاظا يشد على أسنانه، ابتسم يردف بخفوت:
- بقولك ايه يا حسام أنا عطشان روح هاتلي ماية
هب حسام واقفا رفع حاجبه الأيسر ينظر لهما مستهجنا ليردف ساخرا:
- اااه دا فيلم هوينا في سينما طرقنا ماشي يا زيزو، بس افتكر أنا اللي هشيل خشبتك يا صاحبي.

التقط زيدان علبة المحارم الصغيرة الموضوعة جواره يليها على حسام لتصتدم بوجهه التقطها حسام يقول مبتسما:
- معطرة دي، يلا اللي يجي منك أحسن منك...
قالها لتتعالي ضحكاته تركهم وخرج من الغرفة يغلق الباب خلفه، وغرقت الغرفة في الصمت من جديد، صمت قطعته حين قررت أن تنطق اخيرا بنبرة خافتة مرتبكة:
- اا، أنت كويس
حرك رأسه إيجابا بإمائه صغيرة لتتنهد هي متوترة، رفعت وجهها له تردف مرة أخري:
- حمد لله على سلامتك.

كان يضع رأسه على الوسادة ينظر للجانب الأخير بعيدا عنها تمتم بنبرة هادئة خاوية:
- شكرا، معلش بقى ما عرفتش احقق امنيتك في موتي، يمكن المرة الجاية
نظرت له حانقة ماذا يقول هذا، أكانت السقطة عنيفة على رأسه لتلك الدرجة ظلت تنظر له للحظات قبل أن يدير رأسه وجه انظاره لبطنها التي لم تبرز بعد بلع لعابه الجاف وصوت الرضيع وهو يبكي لم يغب عن أذنيه تمتم حزينا خاويا:.

- خدي بالك منه، أنا مستعد استغني عن عمري اللي راح ويفضلي عمره اللي جاي...
مد يده يبسطها على بطنها انتفض جسدها إثر ما فعل تغمض عينيها تحاول السيطرة على ارتجافتها الخائفة، يبنما أغمض هو عينيه يهمس في نفسه راجيا:
- هتكبر وهتعيش وهاخدك في حضني، هحققلك كل اللي تتمناه بس أنت أوصل بالسلامة.

في الخارج، توجه حسام لمكتب الطبيب ما أن خرج من الغرفة وذهبت لينا لمطعم المشفي الصغير ( كافتيريا )، تحضر بعض المشروبات، بينما توجه خالد يرد على هاتفه كان حمزة يطمئن على زيدان، وقف ينهي مكالمته مع أخيه، حين لمح حسام يأتي من بعيد، أغلق الخط يقف بعيدا ما أن اقترب حسام منه جذبه بعيدا عن غرفة زيدان حتى لا تراهم لينا، توسعت عيني حسام فزعا يتمتم خائفا:
- ايه يا حج شغل عصابات المافيا دا...

وضع خالد اصبعه أمام شفتيه يهمس من بين أسنانه غاضبا:
- هششش، ما تعليش صوتك يا حيوان، طمني هو فعلا زيدان كويس ولا الدكتور دا متخلف ما بيفهمش
ابتسم حسام يحرك رأسه إيجابا يقول مؤكدا:
- كويس الحمد لله أنا شوفت الاشعة والتحاليل وصورتها حتى بموبايلي وبعتها لواحد صاحبي دكتور مخ واعصاب، طمني الحمد لله أن ما فيش اي تجمعات دموية ولا نزيف داخلي...

تنهد خالد بارتياح يشعر بأن سطل من الماء البارد القي على جسده المشتعل قلقا زفر أنفاسه يتمتم بصوت خفيض:
- الحمد لله يا رب
عاد ينظر لذلك الواقف حين ابتسم يغمغم ببلاهة:
- يا حج إنت زانقني في الحيطة، لو حد عدي شافنا هيرجمنا ويبقي حقه
رفع خالد حاجبه الأيسر يغمغم مستهجنا:
- ايه هيفتكرني ببوسك.

شهقة مصدومة جاءت من جواره مباشرة نظرت خالد جواره سريعا ليري لينا التي أتت توا يبدو أنها استعمت اللي الكلمة الأخيرة فقط، قطبت جبينها تنظر لهما باشمئزاز متقززة، لينتفض خالد بعيدا عن حسام توجه ناحيتها يتمتم سريعا:
- أنتي فهمتي ايه، أنا كنت بسأله عن حالة زيدان
نظرت له بشك تكاد تتقئ، بينما تحرك حسام يغادر مر من جوار لينا يهمس لها بصوت خفيض مسموع:
- على فكرة كان بيقولي هات بوسة.

توسعت عينيها فزعا بينما نظر خالد لحسام يتوعده بأن يفتت عظام وجهه ابتسم حسام في خبث يلوح لأبيه وداعا ليتوجه الي غرفة صديقه، بينما نظرت لينا لخالد متقززة فصاح فيها:
- ايييه يا بنتي انتي هبلة، صدقتي الأهبل دا، أنا خالد السويسي مش عيل سيكي ميكي.

انهي دوامه في العمل، ليخرج من الشركة وقف خارجها يبحث عنها يريد فقط أن يراها قبل أن تغادر حتى ولو من بعيد، رآها تخرج تحمل الكثير من أوراق التصميمات الكبيرة تحتضنهم تبتسم سعيدة كأنها تحمل أحدي الدمي التي كان يبتاعها لها، توجهت إلي سيارتها مباشرة ليفتح لها السائق الباب دخلت السيارة لتمر من أمامه رآها داخل السيارة وهي تغادر، ليكوي قلبه شعور مؤلم، دون كلمة أخري توجه يبحث عن سيارة اجري كبيرة ( ميكروباص )، وجد واحدا بعد عناء ليأخذ طريقه عائدا الي منزل جدته البسيط، تنهد حزينا يستند برأسه الي الزجاج المغلق جواره، يمر شريط حياته بسرعة كبيرة مخيفة أمام عينيه، اخذته أفكاره الي ذكريات كثيرة قضاها سعيدا يملك كل شئ أما الآن فهو يملك اللاشئ حتى حب مايا له خسره، اجفل على صوت السائق يصدح عاليا أنهم وصلوا الي محطته الأخيرة، نزل يعبر الإشارة يتوجه إلي منزله، توجه ناحية الدكان الصغير ليري ذلك الفتئ الصغير حمادة يقف فيه فعرف أن جدته في الأعلي، صعد الي اعلي يضع مفتاحه في قفل الباب دخل يبحث عن جدته ليسمع صوتها يأتي من المرحاض:.

- أنا في الحمام يا أدهم بتوضي
ابتسم يتوجه إلي غرفته، فتح بابها ليقطب جبينه مندهشا حين رأي شاب يكبره تقريبا ببضع أعوام يقف عند نافذة غرفته يدخن أحد سجائر التبغ بنهم، قطب جبينه يصيح فيه محتدا:
- أنت مين ودخلت هنا ازاي
التفت ذلك الشاب له لينثنء جانب فمه بابتسامة ساخرة ابعد السيجارة عن فمه يزفر دخانها الملوث يملئ الغرفة يتمتم ساخرا:
- أنت بقى أدهم.

نظر أدهم له غاضبا، خلع سترة حلته يلقيها على الفراش ليشمر عن ساعديه يردف غاضبا:
- ايوة أنا أدهم، لو ما نطقتش ايه اللي جابك هنا هخرجك على ضهرك
تعالت ضحكات مراد الساخرة ليلقي بالسيجارة ارضا يدعسها بحذائه يردف متهكما:
- تصدق خفت يا شبح، هقولك أنا مين، أنا سيدي مراد، مراد وحيد مختار أخوك الكبير.

اتسعت حدقتيه في دهشة أخيه، هذا هو أخيه إذا الذي حادثته عنه جدته، عجبا لا يتشابها في أي ملامح على الاطلاق، توجه أدهم ناحية الفراش جلس يخلع حذائه يتمتم ساخرا:
- طب يا أستاذ مراد يا اخويا بتعمل ايه في أوضتي
ضحك مراد متهكما لم يتوقع أن يكن رد فعله بسيطا لتلك الدرجة كان يتوقع أن يُصدم بشكل أكبر من ذلك بكثير، خلع مراد حذائه يتهاوي بجسده يتسطح على الفراش يغمغم ساخرا:.

- أوضة مين يا أبو أوضة دي اوضتي وبيتي وأنت ضيف غريب غير مرغوب فيك، فخد بعضك كدة زي الشاطر وانفد بعمرك احسنلك
ضحك أدهم عاليا هل يظن ذلك المراد أنه حقا سيخاف من تهديداته ليكمل مراد محتدا:
- أنت بتضحك، بضحك أنا اوي كدة، اسمعيني بقى يا أمور يا حليوة أنت تاخد بعضك وترجع قصرك العاجي، أنت مالكش مكان هنا.

حل أدهم رابطة عنقه يجذبها ليخلع جواربه نظر للجالس على الفراش ليبتسم ساخرا توجه ناحية دولاب ملابسه يلتقط بعض الثياب يتمتم متهكما:
- كان نفسي والله بس أنا مطرود من كل حتة، ماليش مكان غير دا، فأنت مضطر تستحمل وجودي، زي ما أنت مضطر تخرج من أوضتي حالا...
انتفخت اوداج مراد غضبا ليهب واقفا توجه ناحية ادهم يقبض على تلابيب ملابسه يصيح فيه غاضبا:.

- بقولك ايه يا حلو يا متدلع أنت، اوعي تكون فاكرني زيك مولود وفي بوقي معلقة دهب، أنا عيشت على أرصفة الشوارع، فما تستفزنيش عشان ما اشرحش وشك الحليوة دا
ما إن انهي مراد كلامه فجاءه أدهم بلكمة عنيفة جعلته يترنح للخلف توسعت عيني مراد احمرت غضبا ليصيح عاليا يسبه بلفظ بذئ اندفع ناحيته يسدد له لكمة عنيفة في بطنه، لينحني أدهم يمسك ببطنه متألما في تلك اللحظة دخلت منيرة تصيح فيهم:
- بس أنت وهو، هتموتوا بعض...

دفع مراد أدهم بعيدا بعنف لتشهق منيرة خائفة على حال حفيدها، نظرت ناحية مراد تصيح فيه:
- مراد أدهم مش هيخرج من هنا غير على جثتي، دا أخوك يا حيوان
ابتسم مراد ساخرا ينظر لأدهم توجه لخارج الغرفة يتمتم متهكما:
- اشبعي بيه يا منيرة على الأقل تلاقئ حد يقعد جنبك في أواخر أيامك، أنا نازل اقعد على القهوة ساعة وطالع، الاقي البيه رامي كركيبه برة أوضتي، مش ناقصة قرف هي.

قالها ليتركهم ويغادر صافعا الباب خلفه بعنف توجهت منيرة ناحية ادهم تربت على ذراعه تحادثه برفق:
معلش يا حبيبي هو مراد طبعه كدة، بس هو كان طيب جدا والله مش عارفة ايه اللي صابه، غير يلا يا حبيبي هدومك على ما احطلك الأكل.

هز رأسه بالإيجاب، خرجت منيرة ليتوجه هو الي شرفة غرفته فتحها على مصرعيها لتقع عينيه على مراد الجالس على ذلك المقهي الصغير يشرب الارجيلة، وقعت عيني مراد على أدهم ليبتسم له ساخرا يبصق على الأرض نظر أدهم له مشمئزا ليصفع زجاج الشرفة في وجهه يتمتم متقززا:
- تربية شوارع صحيح، كاتك الارف.

يعني ايه يا زيدان هتقعد في بيتك لوحدك وأنت بحالتك دي أنت اتجننت، صاح بها خالد غاضبا حين أخبره أنه يود أن يخرج من المستشفي ويعود لمنزله وحيدا
في تلك اللحظات كان زيدان يجلس على الفراش يستند برأسه على وسادة كبيرة موضوعه خلف ظهره نظر لخاله يردف في هدوء:
- يعني أنا هخرج من هنا وهرجع بيتي مش هقعد عندك أنا مش عيل صغير، هعرف اخد بالي من نفسي كويس.

الكلام اللي أنت بتقوله دا تخاريف بنج اكيد، أنت هترجع معانا البيت، تلك المرة لينا هي من صاحت تحاول إثناء أبنها ذو الرأس الصلب عن رأيه
حرك زيدان رأسه نفيا ينهي ذلك الأمر:
- ماما ارجوكي أنا كدة هبقي مرتاح اكتر، مش عايزة ابقي مصدر إزعاج أو خوف
قال جملته الأخيرة وهو يسلط عينيه على تلك الجالسة في الزاوية على أحد المقاعد، لتبلع لعابها متوترة تحاول الا تنظر له، صدح صوت خالد يخرس كل ما قيل:.

- كل الهبل اللي اتقال دا ترمي في الزبالة، أنت هتيجي تقعد معانا في بيتك ورجلك فوق راقبتك مش بمزاجك أصله، ما بخدش رأيك اجبلك ايه معايا على الغدا...
ابتسمت لينا في انتصار تنظر لزيدان الذي أحمر وجهه غضبا صحيح أنها تكره تسلط خالد وتحكمه في بعض، ولكنها تعشقه في مثل الأوقات، فهي على الأقل ستضمن ان زيدان سيبقي تحت رعايتها...

وقد كان مع اصرار زيدان ان يخرج من المستشفي اليوم تم تجهيز سيارة إسعاف لنقله الي منزل خالد، مع نزول الليل كان زيدان يتسطح على فراشه في غرفته، يغمض عينيه نائما.

في صباح اليوم التالي باكرا للغاية، سارين في منزل على بعد أن اخذت إذن عمر أو بمعني آخر ظلت تترجاه وتصيح أنها تريد أن تنتقي فستان زفافها بصحبة زوجها الي أن صرخ فيها:
- روووووحي، عيشي عندهم أنا مش عايزك
لتبتسم منتصرة، بدلت ثيابها سريعا تذهب الي منزل على، وقفت أمام الباب تدق الجرس لتفتح لبني لها تبتسم سعيدة جذبتها تحتضنها تتمتم سعيدة:
- كويس أنك جيتي على طول يا سيرو، تعالي ادخلي.

توجهت ناحية لبني إلي داخل المطبخ، يجلسان على الطاولة المستديرة فيه تنهدت لبني تتمتم يآسه:
- الدكتور بيقول أن عثمان لازم يخرج من العزلة اللي فيها دي، هيحسن حالته النفسية ويساعده في العلاج بس عثمان رافض رفض تام أنه يخرج من البيت، عشان كدة اتصلت بيكي يمكن تقدري تقنعيه.

ابتسمت سارين في حماس تحرك رأسها إيجابا توجهت الي غرفة عثمان تدق بابها سمعته يأذن بالدخول دخلت تبحث عنه لتجده يجلس قرب النافذة كعادته يتطلع للخارج ابتسمت تتمتم في حماس:
- صباح الخير
صوتها هي، التفت بمقعده لها يبتسم للحظة فقط لحظة واختفت ابتسامته ينظر لها غاضبا وكأن نيرانا تتأجج في مقلتيه:
- انتي خرجتي ومشيتي بالبلوزة دي في الشارع يا سارين.

اخفضت رأسها تنظر لما ترتدي لتعقد جبينها متعجبة ما بها ملابسها عادت ترفع وجهها له تقول متعجبة:
- ايوة يا عثمان مالها البلوزة
ضيقة وقصيرة ولونها فاقع، صاح بتلك الجملة مرة واحدة لتتسع عينيها مندهشة منذ متي وعثمان يعقب على الملابس، رفعت كتفيها تبتسم متعجبة:
- في ايه يا عثمان من امتي يعني وأنت بتعقب على اللبس
تحرك بمقعده ليصل أمامها مباشرة يقطب جبينه محتدا:.

- من دلوقتي يا سارين، عثمان بتاع زمان، مش هو اللي قاعد قدامك دلوقتي، البلوزة دي ما تتلبسش تاني...
قالها ليستدير يوليها ظهره لتنظر له حانقة
حقا اغضبتها نبرته الساخرة لتقطب ما بين حاجبيها تصيح مغتاظة:
- يا سلام اشمعني أنا، ما ليلا كانت بتلبس من غير هدوم وأنت ما كنتش بتعترض.

التفت لها فجاءة بعنف ليصدم ساقها بمقعده صرخت متألمة تسقط أرضا تبكي من الألم، لم يتردد وهو يدفع بجسده ويسقط من فوق المقعد بصعوبة شاقة زحف بجسده يقترب منها يحاول امساك ساقها المكدومة يغمغم سريعا متلهفا:
- سارين أنا آسف، آسف والله ما كنش قصدي اخبطك...
مسحت دموعها بكفي يدها الصدمة لم تكن عنيفة كما يتصور هو همست بصوت خفيض حزين:
- عايزني اسامحك
حرك رأسه إيجابا لتبتسم هي تردف في حماس:
- نخرج!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة