قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والثمانون

- مبروك يا صاحبي العملية نجحت.

ابتسامة واسعة سعيدة شقت شفتي حسام تدافعت دقات قلبه كأنها دفوف تزف إليه الفرح، انسابت دموعه تسقي روحه فرحا، ترك صديقه ليكمل طريقه راكضا الي حيث غرفة الجراحة وجد الطبيب يقف هناك جواره أحدي الممرضات، ابتسم له الطبيب ما أن رآه يحرك رأسه بالإيجاب بأن والدته بخير والعملية تمت علي خير ما يرام، هرول حسام ناحية الطبيب يعانقه بقوة كأنه ابيه انسابت دموعه يتمتم بصوت لاهث ممتن:.

- أشكرك، حقا أشكرك، لا أعرف كيف يمكنني شكرك
ضحك الطبيب العجوز بخفة يبعد حسام عنه ربت بكفهه علي وجهه يقول مبتسما:.

- أتعلم تذكرني برجل رأيته منذ سنوات طوال، كنت في بداية حياتي المهنية، وكنت اعمل كطبيب للنساء، جاء بزوجته المسكينة كانت حالتها متدهورة، اضطررنا لإزالة الرحم لتحيا، كنت أراه دائما يقف أمام غرفتها يبكي، يقول لي دائما، انقذها لا اريد اطفال هي طفلتي ولا ارغب في سواها، مازلت أتذكر لمعة عينيه حين تحسنت وباتت علي ما يرام عانقني بقوة وظل يصرخ أن زوجته باتت بخير، ولكني أصبت بالاكتئاب بعدها، وعزمت علي تغيير تخصصي، حين أتذكر ذلك الرجل ادعو الله، إن يحفظ عشقه لزوجته.

ابتسم حسام ينظر للطبيب يبتسم في سعادة، ليربت الاخير علي كتفه يتمتم برفق:
- العملية نجحت ولكن يجب أن تبقي والدتك تحت الملاحظة حتي نطمأن عليها خوفا من حدوث مضاعفات، لا تقلق ستصبح علي ما يرام، والدتك تم نقلها الي غرفة (980).

قالها ليترك حسام ويغادر متوجها الي عمله وقف حسام في مكانه للحظات يبتسم تتسارع أنفاسه في سعادة تحي قلبه، تحرك يبحث بين أرقام الغرف سريعا الي أن وصل لغرفة والدته وقف خارجا ينظر لها يبسط كفيه علي سطح الزجاج ادمعت عينيه كطفل صغير يتمتم مع نفسه:
- هتبقي كويسة يا ماما، خلاص العملية نجحت كلها كام يوم وهتبقي أحسن من الأول، أنا عارف أنك خبيتي عليا عشان ما تزعلنيش، بس لو كنتي.

قطم شفتيه لم يستطع أن يذكر كلمة موت واسمها في جملة واحدة حرك رأسه نفيا بعنف يتمتم:
- بعد الشر عليكي، أنا مش هستحمل يجرالك حاجة، دا انتي دنيتي كلها، ياااارب.

نظر لوالدته نظرة أخيرة يودعها مؤقتا، التفت برأسه يقطب جبينه متعجبا أين زيدان كان معه قبل قليل، مسح دموعه بكفه يخرج هاتفه حاول الاتصال به ليجد هاتفه مشغول، تحرك يبحث عنه يسأل الممرضات أن كانوا رأوه لتخبره أحدي الممرضات أنه توجه لحديقة المستشفي شكرها ليتحرك يبحث عن صديقه.

في الحديقة تحرك زيدان يجلس علي مقعد جوار شجرة كبيرة يحتمي بظلها، يستنشق الهواء بعنف يحاول أن يرخي أعصابه المتوترة علي اوتار مشدودة بعنف، الأيام الماضية كان القلق يقتله خوفا علي صديقه، والآن انتهي كل شئ، ابتسم يستند برأسه لظهر المقعد يبتسم في ألم يغمض عينيه، مر طيفها أمامه ليتنهد بحرقة، لما لا تترك رأسه، لعنة عشق شربها كأسا لتقيده عمرا...

شعر بحركة جواره وقبل أن يفتح عينيه سمع صوت صديقه يتمتم متعجبا:
- ايه يا ابني اللي جابك هنا، قلقتني عليك لما اختفيت فجاءة، مالك يا زيدان، أنت كويس
تنهد الاخير بحرقة يخرج أنفاسه المشتعلة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تحرك يستند برأسه علي كتف حسام فتح عينيه قليلا يتمتم ساخرا:.

- وأنا من امتي كنت كويس، من ساعة ما وقعت في عشق اختك، وأنا ما بقتش كويس، مش عايزة تخرج من دماغي بشوفها في كل حتة، حتي وأنا نايم بشوفها في كل أحلامي
أراد حسام أن يخفف عن صديقه ولو قليلا، فأبعده عنه بعنف يقبض علي تلابيب ملابسه بعنف قطب ما بين حاجيه يتمتم محتدا:
- يا ليلة اللي خلفوك مش فايته، بتحلم بأختي ازاي يعني، بتحلم بيها ازااااااي، العااااار ولا التاااار.

ضحك زيدان رغما عنها يحرك رأسه نفيا ينظر لصديقه يآسا، حمحم بخجل مصطنع يجاري صديقه يتمتم في حرج:
- ما اقدرش اقولك اصلها احلام للكبار فقط
توسعت حدقتي حسام في حدة قاتمة افلت صديقه ينظر حوله ليجد حجر متوسط الحجم جوار أحدي الاشجار مال سريعا ينظر لزيدان متوعدا في شر:
- دا أنا هفتح دماغك عشان ما تحلمش بيها تاني.

اندفع حسام ناحية صديقه، ليدفعه زيدان بعيدا عنه، يركض في ارجاء الحديقة وحسام خلفه كأنهم أطفال وحسام يصيح فيه:
- ولااا والله لاضربك، وأنت اللي كنت فاكرك صاحبي طلعت تعرفني عشان خاطر اختي...
صاح زيدان من بين ضحكاته العالية وهو يركض بعيدا:
- يا ابني اهمد الله يخربيتك، الناس تقول علينا مجانين، هتفتح دماغي هقول لسارة بنت خالي عمر أنك كنت بتعاكس بنت طنط منال اللي في الرابع.

وقف حسام للحظات ينظر للحجر في يده بينما زيدان يقف علي مقربة ينحني للامام قليلا يلهث بعنف، ليصيح من الألم حين اصطدم الحجر فئ ساقه بعنف طفيف مسد ساقه بكف يده ينظر لحسام مغتاظا ليبتسم الأخير في فخر، ارتمي كل منهما جوار الآخر علي أحد مقاعد الإستراحة يلهثان وبقايا ضحكات خافتة تخرج من بين شفتي كل منهم، نظر حسام لصديقه للحظات قبل أن تتغير نبرته إلي الجدية حين اردف:.

- طالما لسه بتحبها اوي كدة حاول تاني يا زيدان، ما تسيبهاش تضيع من إيدك، ما تخليهاش تتجوز اللي اسمه معاذ دا
ارتسمت ابتسامة ألم مريرة علي شفتي زيدان، يحرك رأسه بالنفي، زفر أنفاسه الحارقة تشرد عينيه في الفراغ ليتمتم بنبرة عذاب تتألم:.

- أختك ما حبتنيش يا حسام، هي ممكن تكون اتعودت علي وجودي، شالت لي جميل اني رجعتها تعيش حياتها تاني، بس ما حبتنيش، ما قدرتش تشوف الحب اللي في قلبي ناحيتها، فكرك أنا مش بتعذب كل لحظة وأنا بفكر انها بتشوفه بتكلمه، بتضحكله، نار بتكوي قلبي، بس واضح انها بتحبه هو، وأنا اللي كنت عايش في وهم كبير، أنا اللي عارف إن اللي حصلها مني مش سهل تنساه بس
ادمعت عينيه ليحرك كفيه بانفعال يكمل بحرقة:.

- بس أنا يا اما قولتلها شوفي ايه يرضيكي وأنا اعمله، أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، حاولت وحاولت وحاولت، بس هي رفضت ما لانش قلبها ولو دقيقة واحدة، اعمل إيه تاني يا حسام، أنا تعبت حبي لأختك استنزفني، وياريتني عارف اخلص منه
مسح وجهه بكف يده مرة تليها أخري وأخري وأخري رفع وجهه ينظر لحسام يبتسم في ألم يحاول تغير دفة الحوار:.

- ماما وحشتني أوي، نفسي اروح احط رأسي علي رجليها زي ما كنت بعمل وأنا عيل صغير وتفضل تلعب في شعري لحد ما أنام، كان بيبقي اعمق نوم أنا بنامه في حياتي
قطب حسام جبينه متعجبا ظنا منه أن زيدان يشتاق لوالدته الحقيقة، قرأ زيدان في عيني صديقه تعجبه مما قال لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يتمتم:
- لاء أنت فهمت غلط، مرات خالي هي اللي وحشتني، مش حد تاني.

ابتلع حسام لعابه مرتكبا، يريد أن يسأله سؤالا ولكن بداخله شعور قوي يمنعه من أن يفعل ذلك زفر أنفاسه الحارقة يحسم قراره، فغمغم يسأله متوترا:
- طب ومامتك اللي ولدتك ما بتوحشكش، ما بتفكرهاش خالص، أنا آسف لو سؤالي هيضايقك، مش عاوز تجاوب عليه بلاش
ارتفعت شفتي زيدان بابتسامة قاتمة مزيج من السخرية والألم انحني بجسده قليلا للأمام يستند بمرفقيه علي فخذيه يتمتم متهكما:.

- طب قولي افتكرلها ايه حلو، او حتي توحشني ليه، يا جدع دا ما كنتش بتسأل فيا اصلا، من ساعة ما اتجوزت، بس ربنا عوضني بجد والله، بمرات خالي، في الدنيا كلها ما فيش ست بحنتيها وطيبة قلبها، عارف زمان أوي من الحاجات اللي مش ناسيها ابدا، لما كان عندي 12 سنة تقريبا كان في المدرسة، مدرسة بتضايقني ما كنتش بحب اروح المدرسة بسببها وطبعا لو كنت قولت لخالي كان راح هد المدرسة علي دماغ الكل فما رضتش بصراحة، قولتلها هي، مرات خالي شخصية كيوت جداا، بس فجاءة لقيتها اتحولت والله أنا نفسي خوفت منها، خدتني من ايدي وراحت علي مكتب المدير بتاع المدرسة.

Flash back
وقفت لينا أمام المدير المرتجف خوفها ينظر لها قلقلا حين علم هويتها او بالادق هوية زوجها صفعت لينا سطح المكتب امامه بعنف تصيح بشراسة:
- أنت عارف أنا لو قولت لخالد هيعمل فيكوا اييييه، أنا جايبة ابني يتعلم ولا يتعقد، يعني ايه المدرسة بتضربه وبتسلط زمايله يضايقوه، أنا عايزة المدرسة دي قدامي حالا.

حرك المدير رأسه إيجابا سريعا امسك هاتفه يطلب من السكرتيرة استعداء المدرسة لحظات ودخلت فتاة طويلة القامة ترتدي حذاء ذو كعب رفيع جعلها أطول ترتدي جيبة سوداء تصل لمنتصف فخذيها وقميص من اللون الأحمر، تلطخ وجهها بمساحيق بكثيرة مبالغ فيها وقفت في منتصف الحجرة تعقد ذراعيها تردف متشدقة في تعالي:
- خير يا سيادة المدير حضرتك عايزني وأنا عندي حصة ليه.

كاد المدير أن يتحدث حين قاطعته لينا توجه حديثها لتلك الواقفة أمامها:
- أنا اللي عيزاكي يا أستاذة، اقدر أعرف الهانم بتضرب ابني ليه
ابتسمت المدرسة ساخرة تنظر للينا باستخفاف تتمتم في براءة:
- أنا ضربته لا طبعا ما حصلش، ابنك اللي انطوائي وعصبي وبيكلمش حد خالص والاولاد بتخاف منه.

ابتسمت لينا في شر ابتسامة هادئة اكتسبتها من خالد، ان تهدي تماما قبل أن تمزق لحم فريستها، اقتربت لينا من الواقفة بعيدا عنها بخطوات هادئة منتظمة، علي حين غفلة صفعتها بعزم ما تملك من قوة شهقت الفتاة بعنف من ألم الصفعة لتقبض لينا علي تلابيب ملابس الواقفة امامها تصيح بشراسة:.

- أنا ابني مش كداب، أنا ما ربيتهوش علي الكدب لو عمل مصيبة بيجي يقولئ عليها، انتي بتضربيه وبتخلي زمايله يتنمروا عليه، يا دي عقدة نقص عندك يا حد مسلطك عليه
نفضتها لينا بعيدا عنها تنفض يدها بإيباء كأنها كانت تمسك بقمامة ابتسمت تتمتم في هدوء:
- علي العموم أنا كلمت جوزي وهو قدامه دقايق ويبقي هنا وهو هيعرف دي عقدة نقص ولا حد مسلطك عليه.

جوزك جه يا حبيبتي خلاص، اردف بها خالد بهدوء يبتسم في توعد قاسي، دخل إلي الغرفة ينظر لزيدان الصغير يبتسم له يطمئنه، ليعاود النظر لزوجته يقول مبتسما:
- حبيبتي خدي زيدان واستنوني برة شوية
نظرت لينا للفتاة تبتسم، لتسمك بيد زيدان تأخذه معها للخارج تغلق الباب عليهم
Back
خرجت ضحكات عالية من بين شفتي زيدان يحرك رأسه نفيا يبتسم فئ حنين:.

- طلع معتز هو اللي مسلطها واداها فلوس عشان تعمل كدة، بس لو تشوف شكلها وهي خارجة من المكتب، ماسكة جزمتها في ايدها مسخرة، لسه فاكر منظر مرات خالي وهي واقفة تزعق وتقولهم أنا ابني ما بيكذبش...
ابتسم حسام ذكرياته مع والده كانت سعيدة ولكنها مسالمة أكثر من اللازم، اجفل الإثنين معا علي صوت يعرفه زيدان جيدا وسمعه حسام قبلا يصيح فرحا:
- زيداااان.

رفع الاثنين وجهيهما معا ينظران لتلك القادمة تركض ناحية زيدان في دهشة ليصيحا معا في ذهول:
- انجليكا!

في مصر، في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة نومه بالأعلي، بعد ليلة نوم عميييقة رغم كل ما حدث الا أنه غط في سبات عميق، يكفي أنه بين أحضانها ذلك أكثر من كافي، فتح عينيه قليلا يتثأب ناعسا ليبصر وجهها أمام تنظر له ترميه بنظرات حانقة مغتاظة، زفرت تتمتم ساخرة:
- اخيرا صحيت، اوعي بقي سيبني مش كفاية ما عرفتش أنام بسببك امبارح ودلوقتي مش عارفة اتحرك.

نظر لوضعهم ليجد الحال كما هو عليه ذراعيه تلتفان حولها بعنف ينام علي كتفها، فك وثاق ذراعيه لتعتدل في جلستها تتأوه متألمة تتمتم حانقة:
- مش معقول كنت حاسة أن عضمي هيتكسر، أنت فاكر نفسك خفيف، وطول الليل تحلم وعمال تتكلم وتترعش وتحضن فيا زيادة...
انتصف جالسا يمسح وجهه بكفيه من أثر النوم يحرك رأسه عله يستفيق، قطب جبينه من جملتها الأخيرة نظر لها يسألها متعجبا:.

- أنا ما بتكلمش ولا نايم ولا بترعش، امتي حصل الكلام دا، وكنت بقول إيه
رفعت كتفيها لأعلي بلامبلاة تتمتم ساخرة:
- ما اعرفش ما كنتش مركزة، كنت عايزة أنام ومش عارفة.

ابتسم في شحوب مد يده يمسك بكف يدها الموضوع جوارها، رفعت وجهها إليه حين فعل التحمت مقلتيها في مقلتيه، يبحث عن عشقها له في عينيه ابتسم حين رآه، صحيح أنه كان يختبئ خلف أمواج غضبها منه ولكنه هناك لم يمت، تسارعت أنفاسها تنظر له تعاتبه، ليفيض الندم موجا من حدقتيه، ابتسم ابتسامة صغيرة يتمتم:.

- زعلك وحش اوي يا لينا، زمان مش زمان اوي يعني لما كنت بتزعلي مني، فين الاخطبوط بتاعك صحيح، اللي بتروح قالبة وشه فيبان شكله زعلان وأنا افضل اراضي فيكي لحد ما تقلبي شكله ويرجع مبسوط تاني...
ادمعت عينيها تتذكر كم كانت ساذجة حتي في غضبها منه كانت تسامحه ببساطة، ببضع قطع حلوي، ولعبتها الغاضبة، مسحت دموعها سريعا بيدها الاخري قبل أن يراها اختنق صوتها وهي تتمتم:.

- عشان كنت عبيطة، وكانت خناقتنا بتبقي تافهة علي حاجات بسيطة، كنت فاكرة أنك مش هتجرحني تاني يا خالد خلاص، بس كالعادة كنت غلطانة، المرة دي انت قهرتني مش بس جرحتني، اتجوزت عليا كتبت واحدة تانية علي اسمك، رميت نفسك في حضنها
حرك رأسه نفيا سريعا يغمغم متلهفا:
- والله يا لينا ما لمستها، اقسملك اني جوزنا بس علي ورق
نزعت يدها من يده بعنف تضع كفيها علي اذنيها انهمرت دموعها بحرقة تتمتم بقهر:.

- بس، بس، ما تكملش، مش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة، ارجوك اخرج، سبني أنا عايزة أنام.

نظر لها للحظات تنهد عاجزا عن فعل اي شئ، تحرك من جوارها، لترتمي علي الفراش توليه ظهرها تضم ركبيتها لصدرها تبكي بعنف لم تعرفه في الأيام الفائتة، لم يحتمل تركها في حالتها تلك التف سريعا حول الفراش يجلس علي ركبتيه امامها، افزعه وجهها الشاحب عينيها الحمراء دموعها المهراقة بلا توقف، تحتضن ركبتيها بذراعيها بعنف، حاول احتضانها لتدفعه بعنف ابتعدت تنظر له كارهة أمسك بذراعيها يشد عليهما برفق يهمس راجيا:.

- عشان خاطري كفاية يا لينا، ما تعمليش في نفسك كدة، أنا هو قدامك، خدي حقك مني، زي ما أنتي عاوزة، وحياة اغلي حاجة عندك كفاية، أنا مش هستحمل اشوفك في حالتك دي، طب قومي صرخي اعملي اللي انتي عيزاه، كفاية بالله عليكي يا لينا
مدت يدها تجذب الغطاء بعنف تختبئ أسفله يسمع صوت بكائها العنيف أسفله، لحظات صمت قبل أن تصيح فيه بقهر:
- اخرج، اخرج مش عايزة احس بوجودك معايا حتي، امشي.

ابتلع لعابه قلبه تتدافق دقاته بعنف خوفا عليها من حالها الغريب تلك، تحرك رغما عنه يجر ساقيه لخارج الغرفة القي عليها نظرة اخيرة تنهد بحرقة قبل أن يخرج يغلق الباب خلفه، التفت خلفه ليجد لينا ابنته تهرول ناحيته تمسك هاتفها في يده مدته له ما أن رأته تتمتم مبتسمة:
- بابا معاذ علي الموبايل عايز يكلم حضرتك..
زفر أنفاسه حانقا، التقط الهاتف من يدها يضعه علي اذنه زفر حانقا يتمتم بتعالي:
- نعم، خير.

حمحم الأخير حرجا تلعثم قليلا يحاول تجميع جملة مفيدة:
- اااا، ااا حضرتك أنا ككنت ععايز اخد من حضرتك ممم، ميعاد كتب الكتاب، بما أن لينا مش حابة فكرة الفرح، ففف ايه رأي حضرتك نعمل حفلة بسيطة في اي مكان يعجب حضرتك، ونكتب الكتاب واخد لينا
- تاخد مين يا روح امك
صاح بها خالد فجاءة بشراسة مفزعة، لتشهق لينا في صدمة مما قال والدها توا، نظرت له غاضبة لتصيح محتدة تدافع عن قرارها:.

- في ايه يا بابا، ازاي تشتمه كدة، أنا موافقة علي اللي معاذ بيقوله، ويا ريت حضرتك تحدد ميعاد كتب الكتاب
رمي ابنته بنظرة حارقة غاضبة شد يده التي تمسك الهاتف بعنف يجز على أسنانه يطحنها بضراوة قبل أن يزمجر غاضبا:
- طالما الهانم واخدة قرارها جاية تقولي ليييه، عايزة تتجوزيه، اتجوزيه، بكرة تعرفي أن الندم مش هينفعك
وجه حديثه للطرف الآخر يصيح محتدا:
- أنت يا إبني آخر الاسبوع تجيب معاك المأذون...

دون كلمة أخري أغلق في وجهه الخط ابعد الهاتف عن أذنه ينظر لابنته نظرات حادة قاتمة لتقابله بنظرات تحدي ثابتة، أعطاها ذلك الهاتف الاسود الصغير مرة أخري، ليتركها ويغادر نظرت في اثره تتنفس بعنف للحظات لتهرول عائدة لغرفتها، ارتمت علي فراشها تلهث بعنف لتقع عينيها علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها « اللاب توب » تلك الصورة التي بعثها لها ايميل مجهول صورة لزيدان وهو في لندن، وتلك الانجليكا ترتمي بين ذراعيها وهو بالطبع يحتضنها، والدها يريدها أن تحيي علي اطلاله تبكي والاخير في شهر عسل مع الشقراء لا يهتم بها من الاساس، شدت علي أسنانها بعنف تنظر للصورة نظرات حارقة غاضبة تتمتم متوعدة:.

- زي ما نسيتني أنا كمان هنساك...

علي صعيد آخر، انتظرت بفارغ الصبر الطريق الفاصل بين منزل عمها والمستشفي المحتجز فيها قلبها، طوال الطريق في السيارة مع والدها وهي تدعو له أن يكون بخير علي ما يرام، تتمني فقط تتمني أن يكن استفاق من ثباته المخيف، كم اشتاقت له، نظرة عينيه ابتسامته، كلاماته، صمته يقتلها، وقفت سيارة ابيها اخيرا هي وسيارات الحراسة المكثفة التي تلحقهم، نزلت سريعا من السيارة تتحرك بتلهف تسبق والدها الي غرفته كل خطوة يزيد الأمل في قلبها أن تراه مستيقظا، تبدد أملها بالكامل ادمعت عينيها حين رأته من خلال زجاج غرفته كما هو نائم في ثباته الخاص، جواره طبيب وممرضة، تحركا للخارج في لحظة قدوم والدها الذي هرول ناحية الطبيب يسأله قلقا:.

- طمني يا دكتور أدهم حالته ايه دلوقتي
نظر له الطبيب مشفقا حرك رأسه نفيا كأنه يخبره أن لا جديد كما هو اغمض حمزة عينيه متألما يدعو داخل قلبه يصيح راجيا:
- ياااارب
تجاوز الطبيب يدخل الي الغرفة لتتبعه مايا سريعا جلس جوار فراش إبنه يمسك بكف يده ينظر له للحظات طويلة لم يجد ما يقوله فبدأ يحادثه غاضبا:.

- أدهم إنت يا ولد، فتح عينيك بقي وبطل رخامة، خلاص يا سيدي عرفت أنك غالي عندنا كلنا، قوم يا أدهم بقي كفاية دلع
انسابت دموع مايا تنظر لوالدها مشفقة قلبها يتمزق بين حالة والدها الحزينة البائسة، وحالة قسيم روحها الحرجة، تقدمت من الفراش تجلس من الناحية الأخرى تمسح علي خصلات شعره بخفة تهمس له بصوت خفيض ينزف ألما:.

- قوم يا أدهم، عشان خاطري، طب عشان خاطر بابا يا أدهم، صعبان عليا أوي، أنت مش عارف حالته عاملة إزاي، قوم يا أدهم...
ابعد حمزة يده عن يد أدهم يمسح بها دموعه التي تساقطت رغما عنه لتتوسع عيني مايا في دهشة شهقت من الفرحة لتتمتم سريعا بتلهف:
- الحق يا بابا أدهم بيحرك صوابعه
نظر حمزة سريعا ناحية ادهم وقلبه يدق فرحا ليجد يده كما هي ساكنة لا تتحرك قطب جبينه ينظر لابنته متعجبا لتغمغم سريعا بتلهف:.

- والله العظيم لما حضرتك كنت ماسك ايده وسيبتها كان بيحرك صوابعه كأنه بيدور علي ايدك
نظر لابنته مشفقا ربما هي فقط تتوهم ولكن لا مانع من التجربة عاد يمسك بيد أدهم من جديد يحادثه بحنو كأنه طفل صغير:.

- أدهم إنت سامعني يا حبيبي مش كدة، أدهم، أدهم فاكر لما خدت عربيتي وأنت في ثانوي ودمرتها خالص، وعملت فيها ناصح ورحت فاكك جزء من السقف الحديد بتاع الجراش وقعته عليها كأنه هو اللي وقع قضاء وقدر مش أنت اللي كسرتها
ابعد يده من جديد يتابع بتلهف عن كثب لحظة اثنتين ثلاثة، الي أن بدأت أصابع الأخير تتحرك من جديد حركات خفيفة للأمام وللخلف كأنه يبحث عن يد والده، صاحت مايا فرحة:
- مش قولتلك بيحرك صوابعه.

انسابت دموع حمزة فرحا ليهب سريعا من مكانه يتمتم متلهفا وهو يهرول للخارج:
- أنا هنادي الدكتور.

أما علي اتجاه آخر لم نزره منذ وقت طويل في منزل عمر وتالا، فتح عمر الباب باب المنزل بعنف لتدخل تالا وخلفها عمر الذي صاح فيها حانقا:
- خشي يا تالا هانم عجبك الفضايح اللي عملتيها في الاجتماع دي
اسبلت تالا عينيها في براءة تشير لنفسها متفاجائة تتمتم مدهوشة:
- أنا؟!، هو أنا يعني عشان شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير ابقي عملت فضايح، كانت بتتلزق فيك ولا لاء.

خرجت سارة علي صوت شجارهم من الخارج تدعو في نفسها الا يعودا لما كانا عليه قبلا فسارين ليست هنا الآن لتؤازرها، حمحمت ما أن دخلت الي الغرفة تسألهم متوترة:
- انتوا بتتخانقوا ليه
قرأ عمر خوف ابنته من نظرات عينيها القلقة المضطربة، فتقدم ناحيتها سريعا امسك بيدها برفق يجذبها إلي اقرب مقعد جلست وجلس جوارها يشير ناحية تالا التي تجلس على المقعد لهم بإريحية شديدة وكأنها لم تفعل شيئا ليغمغم عمر مغتاظا:.

-اشهدي يا سارة مامتك ضربت العملية في الاجتماع النهاردة
صاحت تالا معترضة تدافع عن نفسها:
- أنا ما ضربتهاش أنا شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير
شهقت سارة في فزع، تنظر لوالدتها مدهوشة ليصفع عمر جبينه براحة يده ابتسم يتمتم ساخرا:
- اتفضلي يا ستي، وكدة ما ضربتهاش، خلت الشركة خسرت الصفقة، لأن عندها اعتقاد أن الست كانت بتحاول تعاكسني
أحمر وجه تالا في غيظ لتهب واقفة تصيح بشراسة:.

- لا يا حبيبي دي كانت بتتحرش بيك وأنت عامل عبيط، كل شوية تخبط فيك وكأنها مش قاصدة وعمالة تنعملي في صوتها، وعمالة فيك ومسيو عمر، مسيو عمر، ما أنا بعرف اتكلم فرنساوي أنا كمان
ضحك عمر ساخرا يشير لوقفتها يتمتم متهكما:
- دا مش منظر واحدة بتتكلم فرنساوي دا منظر واحدة خارجة من تهمة قتل مع سبق الإصرار.

ضحكت سارة رغما عنها وضعت يدها علي فمها سريعا تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها، ليغمز لها عمر بطرف عينيه يشاكسها، انتفخت ادواج تالا غضبا اقتربت تود الإنتقام حين شعرت فجاءة بدوار يعصف برأسها دون سابق إنذار ترنح جسدها بعنف قبل أن تسقط أرضا في لحظة غائبة عن الوعي؟!

ومن هنا لهناك وقفت احدي الطائرات في مطار القاهرة الدولي، لينزل ثلاثتهم رجلين وامراءة، تحركا للخارج انهي أحد الرجلين كافة الإجراءات ليتوجها الي اول سيارة اجري تقابلهم جلس رجل وامراءة علي الاريكة الخلفية والشاب جوار السائق، تحركت السيارة بهم الي حيث عنوان محدد، التفت الشاب ينظر للجالسين يتمتم مبتسما:
- هو جدو جاسم هنا صح
ابتسمت السيدة بخفة تحرك رأسها إيجابا تضيف مبتسمة:.

- ايوة يا حبيبي أنا لما كلمته امبارح قالي أنه في بيتك خالتك
نظرت بعدها لذلك الجالس جوارها شارد عينيه يصرخ فيهم القلق تعجبت من قلقه تسأله:
- مالك يا إسلام
تنهد يزفر انفاسه القلقة يتمتم شاردا:
- قلقان علي بدور، كل ما أما اكلمها تقولي أنا كويسة وبخير ما تقلقش، وجوزها بقالي مدة طويلة بحاول اكلمه موبايله دايما مقفول، أنا هوصلك عند اختك واطلع علي بيتها علي طول
ابتسمت تحاول طمئنته ربتت علي يده تردف تطمئنه:.

- ما تقلقش بإذن الله هي بخير وكويسة أنت بس بتقلق عليها زيادة
التفت لها يحاول الابتسام يتمني فقط ان تكن حقا بخير، دقائق اخري ووصلت السيارة الي منزل خالد، تعجب إسلام من حالة التفتيش المكثفة التي قام بها الحراس لسيارة التاكسي، قبل دخولها، ما إن دخلا صاح السائق حانقا:
- بقولك ايه يا عم عايز تكمل مشوارك شوفلك سواق غيري، هو دا بيت وزير ولا ايه، دا ناقص يخلعوا عجل العربية ودي عليها أقساط.

زفر إسلام حانقا اعطي للسائق نقوده، ليتركهم الأخير ويرحل تقدمت شمس سريعا من باب المنزل وخلفها إسلام وجاسم الشاب علي اسم جده، دقت شمس الباب عدة مرات ليُفتح الباب بعد دقائق، وظهرت بدور من خلف الباب توسعت عينيها في صدمة ما أن رأت أخيها، بينما شقت هو الابتسامة شفتيه هرول ناحيتها يعانقها بقوة يتمتم متلهفا فرحا:.

- بدور حبيبتي طب كويس إني لقيتك هنا، أنا كنت لسه هروحلك البيت وحشاني يا قلبي، اومال يا أسامة جوزك الرخم وخالد وسيلا الصغيرين
تجمدت بدور بين ذراعي اخيها تنظر للفراغ في فزع لا تعرف حقا ما يجب عليها أن تقوله.

بعد بحث مضني في شوارع القاهرة حل الليل دون ان يصل لشئ، فقرر العودة إلي منزله ليضع حدا فاصلا لكل شئ، ليأخذ بثأره، لينتقم مما فعلت به، وقفت سيارة الاجري امام منزله نزل حاسب السائق ليتجه بخطي سريعة غاضبة الي داخل المنزل دق الباب بعنف لتفتح له الخادمة سريعا، صدح صوته الغاضب الحاد ما أن وطأ بقدميه إلي المنزل:
- شاهيناااااااااز.

خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برأيكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة