قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثمانون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثمانون

- شاهينااااااااااز
صدح صوته الحاد الغاضب يرج ارجاء البيت رجا يقف في منتصف صالة منزلهم الواسعة الفارغة، كليث غاضب ينتظر فريسته ليفتك بها، تدافع جميع من في البيت علي صوت صياحه والدته التي خرجت من المطبخ شقيقه التي نزلت تهرول إلي أسفل، لحظات وظهر والده من عند باب المنزل الغربي، اندفعت شروق ناحية ولدها تقبض علي تلابيب ملابسه تصيح فيه بقهر:.

- سهيلة فين عملت فيها ايييه، حرام عليك ذنب البنت دي في رقبتك علي اللي قولته عليها إنت وأبوك منكوا لله
نظر لجاسر لوالده متعجبا كأنه يسأله بعينيه ألم تخبرها، ليحرك رشيد رأسه نفيا، في تلك اللحظات نزلت شاهيناز من اعلي تمشي الهوينة تبسط يدها خلف ظهرها والأخري تضعها علي بطنها المنتفخ اسبلت عينيها بنعومة ما لم رأته لتقترب منه تتمتم:
- ايه يا حبيبي بتزعق ليه، مين ضايقك بس.

لحظة اثنتين ثلاثة، هو يقف صامت تماما يشتعل قبس من شرار غاضب في قلبه شيئا فشئ ليتأجج يفور ويغلي، توسعت حدقتيه تنصهر ببركان غضبه في لحظة كان كفه يهوي بعزم ما فيه من قوة علي وجهها شهقة متألمة خرجت من بين شفتيها كادت أن تسقط أرضا ولكن قبضته التي احكمها حول رسغ يدها، جذبها بعنف لتنظر ناحيته بأعين شاخصة مصدومة، اندفعت والدته ناحيته من جديد تصرخ فيه:.

- أنت خلاص اتجننت، طفشت سهيلة ودلوقتي بتضرب الحامل، اوعي سيبها، يا حيوان، سيبها يا جاسر لا هتبقي ابني ولا اعرفك
جذب جاسر يد شاهيناز يجذبها خلفه بعنف لأعلى حيث غرفتهم حاولت شروق اللحاق به ليمنعها رشيد سريعا حين وقف أمامها يمنعها من التحرك صاحت شروق بحرقة تبكي:
- في ايه مالكوا، جرالكوا إيه، ازاي سايبه يبهدل من بنات الناس كدة، سهيلة اللي يا حبة عيني هربت، وشاهيناز حامل دا ممكن يموتها...

ابتسم رشيد في هدوء ساخر يحرك رأسه نفيا بتروي يردف:
- ما تصعبش عليكي اوي كدة ما تقلقيش ابنك مش هيموتها، مرات ابنك اللي بتعيطي عشانها دي، هي السبب في اللي حصله كله، كانت عملاله سحر عشان تفرق بينه وبين مراته وتخليه خاتم في صباعها.

شهقت شروق بهلع تنظر لرشيد مرتعدة تحرك رأسها نفيا تنفي تلك الكلمات الغريبة التي خرجت من فم زوجها توا، ليحرك رشيد رأسه بالإيجاب يؤكد علي كل كلمة قالها، امسك بيدها يجذبها خلفه إلي اقرب مقعد يتمتم في تروي:
- أنا ما رضتش اتكلم وجاسر مش موجود احسن هي تسمع، بس طالما جاسر جه اقعدي وهحكيلك، وغيث اهو واقف يشهد علي كلمة بقولها.

في الأعلي جذب جاسر شاهيناز إلي غرفتها دفعها للداخل بعنف لتسقط علي فراشها تأوهت متألمة من أثر الدفعة رفعت وجهها تصرخ فيه متألمة:
- أنت اتجننت يا جاسر، حرام عليك أنا حامل
أوصد الباب جيدا بالمفتاح نزعه من قفله يدسه في جيب سرواله التفت لها يرسم ابتسامة قاتمة علي شفتيه يتمتم ضاحكا:
- حامل؟!، بجد، من مين بقي.

شخصت عيني شاهيناز في هلع تنظر لجاسر مذعورة للحظات تسارعت أنفاسها يأكل القلق قلبها هل انتهي مفعول العمل بتلك السرعة، ابتلعت لعابها تستعيد ثباتها تتمتم محتدة:
- لاء دا أنت اتجننت فعلا يعني ايه من مين، منك أنت طبعا، ما يوصلش بيك الحال أنك تتهمني إتهام زي دا يا جاسر، أنا أشرف من الشرف نفسه.

انهت كلامها لتصدح ضحكات جاسر العالية تهز ارجاء الغرفة، ظل يضحك حتي ادمعت اقترب منها قليلا ليدني بجسده حرك كفه علي وجهه يتمتم ساخرا:
- ايه يا روحي كنتي بترقصي بشرفك
سطل ماء بارد كالثلج سقط فوق رأسها في يوم اشد بروده منه، شحب لون وجهها فجاءة، لتصرخ متألمة حين قبض علي خصلات شعرها بكفه بعنف رفع رأسها قليلا ينظر لوجهها يصرخ بشراسة:.

- أنا هدفنك زيك زي اي كلبة لما بتموت بنحفر في الجنينة برة ونرمي جثتها وانتي اصلا مالكيش أهل يسألوا عليكي، ولا ايه يا شوشو مش دا لقبك في الكبارية بردوا
انخلع قلبها فزعا وهي تري وجه آخر لجاسر لم تره قبلا وجه مخيف قاسي مرعب حاولت تقبيل كف بيده التي تقبض علي خصلات شعرها تصيح بحرقة:
- ابوس ايدك سامحني، مراد السبب صدقني هو السبب، هو اللي اتفق معايا أعمل كدة، عشان اخد منك فلوس وادهاله.

كان يعلم ولكن ما أن خرج اسم صديقه الوحيد من بين شفتيها شعر بنصل مسموم يخترق قلبه، صديقه الوحيد مأمن أسراره الأول خائن، التفت بعينيه ناحية شاهيناز ليدفعها بعنف لترتد إلي الفراش استند بأحد ساقيه علي أحد الفراش يتمتم ساخرا:
- أنا بحب الحكايات اوي احكيلي بقي كل اللي حصل
حركت رأسها إيجابا بهلع تقص عليه ما حدث قديما
Flash back.

في أحدي الملاهي الليلية الرخيصة علي خشبة مسرح يعج أمامها السكاري والمخمورين ومغيبي العقل، يصفقون بحرارة لتلك التي تتمايل ببراعة في حلة رقص شرقية تستر سنتيمترات معدودة من جسدها والباقي تلتهمه أعين الرجال، صيحات باسمها من جميع الانحاء ضاحكات ماجنة من هنا وهناك، التفت هي حول نفسها مرة واثنتين وثلاثة لتنهي رقصتها مع صياح وتهليل حاد عالي، رفع وجهه ترسل للجميع قبلاتها لتتجه بخطي رشيقة خفيفة إلي غرفة ملابسها جلست أمام مرأه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تتمتم بزهو:.

- يا سلام عليكي يا بت يا شوشو كنتي مولعة الصالة النهاردة
دقات منتظمة علي باب الغرفة، دقات تعرف صاحبها جيدا قامت سريعا تفتح الباب لترتمي بين أحضان الطارق تغمغم بخلاعة:
- مررراد، وحشتني يا مارو ايه كل الغيبة دي، شوشو ما وحشتكش.

ادخلها الي الغرفة ليدخل خلفها سريعا يد تغلق الباب عليهم والأخري تفتح ازرار قميصه سريعا، بعد ما فعلوا ما فعلوا، استند مراد بظهره إلي ظهر فراش الغرفة الصغيرة يدس سيجارة بين شفتيه اخرج قدحاته يشعلها بها، نفث دخانها الابيض السام ليلتفت برأسه لتلك الجالسة جواره غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث:
- بقولك ايه يا شوشو، نيجي نلعب لعبة حلوة.

ضحكت ضحكة عالية رقيعة لتأخذ السيجارة منه تدسها بين شفتيها تمصها هي الاخري بشراهة تتمتم ضاحكة:
- نلعب بس لعبة ايه بقي
عاد يأخذ سيجارته منها ليقترب لف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يغمغم في هدوء خبيث:.

- بصي يا ستي جاسر رشيد الشريف، صاحبي أنا وهو أصدقاء من الجامعة، ابوه غني جداا، عنده مطعم سمك هنا في اسكندرية فاتحه من ورا أبوه، المطعم من ساعة ما اتفتح والزباين فيه ما بتخلصش، كلها سنة ولا اتنين بالكثير ويبقي اكبر مطعم في إسكندرية كلها، جاسر نقطه ضعفه ابوه دايما في مشاكل بينهم، مخليه كل يوم والتاني هنا في اسكندرية...

التقطت شاهيناز علبة السجائر بأكملها من جوار مراد تشعلها بالقداحة بعد أنفاس طويلة نظرت لمراد تردف ساخرة:
- ايه يا عم حيلك حيلك وأنا مالي ومال الحدوتة دي كلها، هو أنا قريبته
صدمها مراد علي رأسها برفق يتمتم ساخرا:.

- افهمي يا غبية، جاسر جاي بكرة وواضح أنه متخانق خناقة كبيرة اوي مع ابوه، أنا بقي هكيفله دماغه، لحد ما يتعمي وبعدين نلعب، هنعمل قال إيه أن جاسر اغتصبك يا زينة البنات انتي، وطبعا جاسر ابو قلب طيب، لازم هيصلح غلطته، ويتجوزك
شهقت شاهيناز بحدة بحركة سوقية مقززة لتردف محتدة:
- نعععم يا اخويا أنت عايزني اتجوزه واسيب الرقص، لاء طبعا مش موافقة
قبض مراد علي ذراع شاهيناز انتصف جالسا يصيح فيها محتدا:.

- ما تتظبطي يا شاهيناز هو انتي بتاخدي يعني كام من المخروبة دي، جاسر دا بنك فلوس هتسحبي منه زي ما انتي عايزة مقابل سكوتك يا حمارة افهمي، ويوم والتاني هخليه تمضيه علي بيع المطعم بتاعه من غير ما ياخد باله والارباح بالنص قولتي إيه
لانت قسمات وجهها قليلا لتستند برأسها علي صدره تبسط كفيها عليه تغمغم بنبلة لعوب:
- طب افرض أنا وافقتك، كدة إحنا مش هنعرف نتقابل تاني خالص يا مارو...

قتمت عينيه بشهوة سوداء يقربه إليه يهمس يهمس بصوت قاتم:
- مين قال كدة جاسر بيقعد يوم بالكتير، اسمعني كلامي يا شاهيناز وهتعيشي ملكة، قولتي ايه
Back
نظرت له مذعورة ما أن أنهت كلامها، لتراه اشتعال حدقتيه بلهيب من نار الغضب والانتقام اندفع ناحيتها يصفعها بكفيه علي وجهها يصيح بحرقة نار قلبه:
- يا بنت ال، يا زبالة، أنا تلعبوا بيا، أنا هموتك
تعالت صرخاتها من الألم لتصيح باكية تتوسله:.

- ابوس ايدك يا جاسر ارحمني أنا آسفة، والله أنا كنت هقولك صدقني كنت هقولك
قبض علي خصلات شعرها من جديد يجذبها بعنف لتقف من مكانها تكاد تتهاوي أرضا من الألم الذي يطحن عظام وجهها، رفع وجهها له بثق عليها يصرخ غاضبا:
- كنتي هتقوليلي، قبل العمل ولا بعده
شهقت مرتعدة تنظر له مذعورة يبدو أنه علم جرائمها أجمع، صرخت متألمة حين هوي علي وجهها بصعفة تليها أخري:.

- أنا تمشيني وراكي زي الكلب تخليني اشك في مراتي، وجاية في الآخر تخوضي في شرفها، مين ساعدك تعملي الزفت دا
زاعت عينيها من الألم خرجت نبرتها خافتة مرتعشة تتوسله باكية:
- سنية الخدامة والله هي اللي قعدت تقنعني بحكاية العمل دي، ابوس ايدك ارحمني، أنا حامل
ضحكت بقتامة ضحكة سوداء قاسية اشار الي بطنها ليرفع حدقتيه لها يتمتم متوعدا:
- دا إبن مراد مش كدة، اوعي تكدبي لادفنك بيه.

حركت رأسها إيجابا حركة خفيفة سريعة مذعورة تنظر له برهبة تقتلها خوفا، شد هو يده حول شعرها متجها ناحية باب الغرفة اخرج المفتاح يفتح به قفل الباب، تحرك بها ناحية للخارج للتوسله هي تصيح باكية:
- حرام عليك يا جاسر ارحمني، ااااااه
صرخت من الألم لتنحني للأمام قليلا تمسك ببطنها جذبها بعنف يكمل طريقه لأسفل دفعها
ناحية باب المنزل امامهم جميعا يصرخ:.

- انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة
نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة!

وقف أمام باب غرفته بالخارج يتحرك مضطربا ذهابا وإيابا قلبه يأكله قلقا، يفكر في أسوء الاحتمالات لسقطوها المفاجئ ذاك يدعو في نفسه أن تكن فقط بخير، التفت سريعا حين انفتح باب الغرفة ليظهر الطبيب ومن خلفه سارة، اقترب عمر من الطبيب يسأله عجزا
- طمني يا دكتور تالا عاملة إيه هي كويسة
ابتسم الطبيب في هدءو يحرك رأسه إيجابا ربت علي كتف عمر يتمتم مبتسما:.

- مبروك بنسبة كبيرة المدام حامل، بس بردوا نتأكد خليها تعمل الاختبار دا، ولو طلع مظبوط أنا كاتبلك فيتامينات وادوية مناسبة ليها والافضل تتباعوا مع دكتور متخصص
شخصت عينيه في ذهول يقف مكانه متجمدا وكلمة حامل! تتردد في قلبه قبل أذنيه تالا تحمل طفله بعد كل تلك السنوات، لا يصدق حقا، قلبه ينتفض يرتجف فرحا، جسده بالكامل يرتعش، اجفل من شروده علي يد الطبيب تتحرك أمام وجهه يسأله متعجبا:
- أستاذ عمر أنت كويس.

حرك رأسه إيجابا سريعا يحاول عقله ترجمة جملة واحدة مفيدة لا يجد، بدأ يتعلثم قائلا:
- اااه، ااه اننننا كووويس، اتفضل يا بشهمندس، يا دكتور آسف، قصدي حامد أنا آسف، اتفضل اتفضل
ضحك الطبيب بخفوت يتحرك بصحبة عمر للخارج نزل معه الي أسفل التفت له قبل أن يغادر يسأله قلقا:
- أنت متأكد فعلا انها حامل
ابتسم الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم بتروي:
- بنسبة كبيرة آه، بس بردوا نتأكد بالتحاليل...

ابتهج قلب عمر فرحا حاسب الطبيب يعطيه نقوده ليهرع إلي أقرب صيدلية قريبة من البيت، يشتري الدوا، عاد الي البيت يكاد يركض في الشارع، اسرع في خطواته، يتجه سريعا لأعلي، فتح الباب يدخل مهرولا الي غرفته وجد تالا استعادت وعيها تجلس جوارها سارة تعطيها لها كوب عصير، نظرت تالا لزوجها ما أن دخل تسأله بصوت خفيض متعب:.

- في ايه يا عمر، حصل أيه، سارة بتقولي اني اغمي عليا، وعمالة تقولي مفاجأة مفاجأة بابا هيقولك عليها
نظر عمر لابنته يبتسم في ابتهاج يغمز لها بطرف عينيه حركت رأسها تحمحم تردف:
- طيب أنا هروح اسخن الغدا في ناس لازم تتغدي كويس...
ضحك عمر عاليا قبل أن تخرج سارة من الغرفة تجذب الباب خلفها توجه عمر يجلس مكان ابنته جوار زوجته التفتت تالا له برأسها تسأله متعجبة:.

- في ايه يا عمر، ومين دا اللي لازم يتغذي كويس، ومفاجاءة ايه ما تفهمني
عبث في محتويات الحقيبة الصغيرة في يده ليخرج لها علبة صغيرة مد يده لها به يتمتم مبتسما:
- دا هيفهمك
مدت يدها تأخذه من يده لتشهق مدهوشة التفتت له سريعا تتمتم في ذهول:
- أنا حامل!
رفع كتفيه لأعلي كأنه لا يعلم تنهد يقرص مقدمه انفها باصبعيه برفق يتمتم مبتسما:.

- الدكتور بيقول شاكك، وقالي الاختبار هيأكد، فأنا هروح اجيبلك الغدا، وانتي ادري طبعا بالحاجات دي.

تركها وغادر خرج من الغرفة لتنظر لما في يدها للحظات طويلة مذهولة، كيف بعد سنوات كانت فقدت الأمل تماما بعد انجابها لسارين وسارة أن تحمل من جديد، ادمعت عينيها تتحرك سريعا ناحية المرحاض مرت عدة دقائق قبل أن يدخل عمر الي الغرفة يحمل صينية طعام صغيرة نظر حوله ليجد الغرفة فارغة، دفع الباب بقدمه ليغلقه خلفه، وضع الصينية علي طاولة صغيرة، جلس علي حافة الفراش يحرك ساقه اليسري بسرعة متوترا يخفي وجهه بين كفيه، لحظات طوووووويلة قبل ان يسمع صوت باب المرحاض يفتح هب سريعا ينظر لتالا التي خرجت توا من باب المرحاض تمسك جهاز التحليل الصغير بين يديها تنظر له مصدومة، اقترب منها سريعا يغمغم متلهفا:.

- ها طمنيني
اغرقت الدموع عينيها حين رفعت وجهها له تشق ابتسامة مرتعشة شفتيها تغمغم برعشة احتلت نبرتها:
- أنا حامل يا عمر، أنا مش مصدقة، أنا حامل
انهمرت الدموع من مقلتيه ليندفع يحتضنها بعنف يخبئها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتتشبث هي بقميصه تشهق في بكاء عنيف سعيد سمع صوتها المبعثر بين موجة بكائها:.

- أنا مش مصدقة يا عمر سنين بعد ما خلفنا سارة وسارين، ما كنش بيحصل حمل ابداا حتي العمليات فشلت، مش مصدقة أنا حامل يا عمر، حامل بجد
أبعد وجهها عنه يحتضنه بين كفيه يمسح ما يسقط من دموعها بإبهاميه، تنهمر دموعه هو الآخر يغمغم بصوت خفيض حاني:.

- يمكن لو كان الطفل دا جه زمان كان هيبعدنا مش هيقربنا، إنما دلوقتي أنا مستنية بفارغ الصبر عشان أعيش معاه اللي ما عرفتش اعيشه زمان، يا رب يطلعوا تؤام زي سارة وسارين، حقك عليا لو في يوم زعلتك يا تالا
شقت ابتسامة واسعة شفتيها تنظر له بحب ليميل هو يقبل جبينها، يشدد علي عناقها.

علي صعيد قريب منهم في غرفة سارة وقفت في شرفة غرفتها تبتسم سعيدة الفكرة نفسها غريبة أن يصبح لها شقيق أو شقيقة بعد كل تلك السنوات، ابتسمت شاردة باتت وحيدة بعد زواج سارين، كم اشتاقت لشقيقتها توجهت ناحية هاتفها تريد الاتصال بها حين وجدته يدق برقم غريب، ظلت تنظر له للحظات قبل أن تنتهي دقاته، تنهد بارتياح ليعاود الدق من جديد من نفس الرقم ابتلعت لعابها قلقة ربما هو فقط رقم خاطئ، وضعت الهاتف علي أذنيها تهمس مرتبكة:.

- ممين، مين معايا
لحظات صمت لا تسمع سوي صوت أنفاس ليدق قلبها بعنف حين استمعت إلي صوت حاول قلبها إنكار انها حقا اشتاقت له:
- أنا حسام يا سارة، آسف لو كنت ازعجتك، أنا بس عرفت ان نتجيتك هتطلع النهاردة، فحبيت اتصل اطمن عليكي، النتيجة ظهرت ولا لسه
تسارعت دقات قلبها تطرق في قفصها الصدري بعنف مخيف، جسدها ارتجف بعنف بلعت لعابها تحاول أن تُخرج صوتها:
- لسسسه
لحظات صمت لتسمعه يردف مبتهجا يحفزها:.

- بإذن الله خير أنا متفائل أنك هتجيبي المجموع اللي نفسك فيه، أنا قولت اطمن عليكي وأنا آسف لو ازعجتك...
صمت للحظات طويلة قبل أن تسمعه يغمغم بنبرة خافتة رخيمة مترددة:
- سارة، أنا، أنا، أنا بحبك
توسعت عينيها في ذهول لتجده أغلق ابعدت هاتفها عن اذنها تنظر لسطح شاشته في ذهول، هل قال أنه يحبها توا، أم انها فقط كانت تتوهم، لحظة فقط لما يطرق قلبها بذلك العنف، لما تشعر بتلك السعادة الغريبة.

اجفلت علي صوت رسالة تأتي من نفس الرقم فتحتها سريعا لتجده كتب لها
«تعرفي أن في بنوتة اتولدت علي ايدي النهاردة وسميتها سارة، انتي احلي صدفة سارة قابلتها يا سارة »
اختفت أنفاسها تقرأ ما أرسل مرة وأخري وأخري، بقلب صغير يرتجف فرحا.

في منزل خالد السويسي، جلس إسلام أمام شقيقته في غرفة الصالون بينما صعدت شمس لشقيقتها، وخالد يجلس قريبا منهم يعمل علي حاسبهم المحمول، أمسك إسلام يدي بدور متلهفا:
- عاملة ايه يا بدور طمنيني عليكي، اومال جوزك فين، كل ما أسألك عليه تتهربي من الإجابة.

نظرت بدور ناحية خالد، لمحة خاطفة تستجديه بعينيها أن ينقذها من ذلك الموقف، لاحظ خالد نظرات بدور المتوسلة ليتحرك من مكانه توجه إليهم جلس جوار بدور علي الأريكة تنهد يحادث إسلام بهدوء:
- بدور اتطلقت يا إسلام من حوالي خمس شهور
توسعت عيني إسلام فزعا ينظر لشقيقته ليعاود النظر لخالد يقطب ما بين حاجبيه يصيح محتدا:.

- اتطلقت ازاي ولييييه وازاي ما حدش يقولي، هي مش اختي دي، وطالما اتطلقتي ما اتصلتيش بيا لييه وأنا كنت هاجي اخدك تعيشي معانا ايه اللي مقعدك هنا
ارتجف جسد بدور خوفا من صياح أخيها الغاضب، لا تعرف ما تقوله أنها متزوجة الآن مدت يدها تقبض علي كف يد خالد الجالس جوارها ليعطيها شبح ابتسامة مجهدة عاود النظر لاسلام يتمتم ساخرا:.

- وفيها ايه لما تفضل هنا هو دا مش بيتها بردوا، وبعدين بدور ما ينفعش تسافر في سبب قوي يمنعها من السفر
ازداد شعور إسلام بالغضب وهو يشعر أنه مُهمش في حياة شقيقته لتلك الدرجة لا قيمة لوجوده هب واقفا يصيح غاضبا:
-سبب ايه دا ما تفهموني، هي دي مش أختي
زفر خالد حانقا رأسه سينفجر من الصداع والاحمق لا يتوقف عن الصراخ، رفع وجهه ينظر لاسلام الواقف يغلي من الغضب ابتسم يتمتم في هدوء:
- لانها اتجوزت.

جملة بسيطة وقعت فوق رأس إسلام كصاعقة صاخبة مخيفة ارتج جسده بعنف ينظر لشقيقه نظرات قاتلة سوداء، يتمني فقط أن تكن مزحة، ولكنها حقيقة رآها في عيني بدور التي خافت أن ترفع وجهها وتنظر إليه، اندفع يقبض علي رسغ يد بدور بعنف جذبها لتقف أمامه رفع يده يود صفعها ليهب خالد سريعا يدفعه بعيدا عنها يزمجر بصوت حاد عالي:
- لو ايدك اترفعت تاني يا إسلام هكسرهالك، انت بأي حق تمد ايدك عليها.

طفح الكيل بإسلام ليصرخ بجنون يعبر عن غضبه:
- بأنهي حق، بحق أنها أختي، أختي اللي اتطلقت من غير ما أعرف واتجوزت بردوا من غير ما أعرف، للدرجة دي أنا هوا ماليش اي لازمة في حياتها
- مين دا اللي بيزعق يا خالد
تمتم بها حمزة بهدوء تام وهو يدخل من باب المنزل تقدم خالد ناحيته يسأله:
- طمني الأول أدهم عامل إيه
ابتسم حمزة يحرك رأسه إيجابا يتمتم مبتهجا:.

- حرك ايده الدكتور بيقول دي إشارة كويسة وأنه مخه بيستجيب، مايا اصرت تفضل معاه شوية كمان، المهم
أشار لاسلام الواقف بعيدا هناك يرميهم بنظرات قاتلة لينظر له حمزة ساخرا يردف:
- مين دا وبيزعق له...
اقترب حمزة متجها للداخل ليري وجه بدور القاني دموعها المراقة بلا توقف، توجه ناحيتها سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها جزعا:
- درة مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه
مين اللي زعلك في ايه يا خالد.

صفع خالد جبينه براحة يده ينظر لاخيه ساخطا يتمتم في نفسه حانقا:
- مش وقت نحنحة أنت كمان
التهب وجه إسلام غضبا ليقترب منهم سريعا قبض علي تلابيب ملابس حمزة يصيح فيه:
- أنت مالك ومال اختي أبعد عنها
رفع حمزة حاجبه الأيسر ينظر ليد ذلك الرجل التي تقبض علي ملابسه ليلتفت لبدور يتمتم مبتسما:
- دا اخوكي
حركت رأسها إيجابا تتحاشي النظر تماما ناحية إسلام، ليرفع حمزة يده يزيح يد أسامة عن قميصه يتمتم مبتسما في توعد:.

- طب عشان خاطر درة بس أنا مش هحاسبك علي المسكة دي، صدقني اي حد تاني كنت قطعت ايده
التفت بجسده ناحيته بدور يمسح علي وجهها برفق يقول مبتسما:
- حبيبتي حضريلي الحمام وقوليلي لحد من الخدامين يحضرولي الأكل احسن واقع من الجوع
- اييييه اييييه حيلك ما تاخدها وتطلع أوضة النوم بالمرة
زمجر بها إسلام بغضب يكاد يحرق ذلك الواقف أمامه
ليلتفت حمزة له ابتسم يتمتم في هدوء ساخر:.

- أنت مالك متضايق ليه واحد ومراته دا بدل ما تباركلنا
توسعت عيني إسلام في صدمة يشير بسباته ناحية حمزة اقترب من بدور يمسك ذراعيها بعنف يصيح فيها:
- انتي اتجوزتي الراجل دا ما تنطقي...
شهقت باكية تحرك رأسها إيجابا دون أن ترفع وجهها تنظر لأخيها، ليهزها إسلام بعنف يصرخ فيها:
- دا قد ابوكي ازاي تعملي كدة، ومين وافقك علي الجنان دا، ااااااه.

صرخ إسلام متألما حين امسك حمزة إصبعه السبابة التي يشير بها ثناه بعنف حتي كسره في يده، توسعت عيني بدور فزعا تنظر لأخيها بهلع، ليقترب حمزة من إسلام قبض علي تلابيب ملابسه بينماه فقط يشد خناقه حور رقبته ابتسم يتمتم في هدوء تام:
- دا اللي مش عاجبك إسمه حمزة بيه السويسي.، إياك عارف إياك كدة ترفع إيدك او تعلي صوتك علي مراتي لو مش عايزنا نعزي فيك...

وقف خالد للحظات يراقبهم بصمت والوضع خرج عن السيطرة للأسف اقترب من أخيه يغمغم محتدا:
- حمزة ابعد عنه وبطل جنان
نظر حمزة ناحية خالد يبتسم في براءة يتمتم:
- يا ابني ما أنا كنت بعيد وهو اللي جر شكلي، وعمال يزعق لمراتي ويقول اني قد أبوها، أنا بربيه بس عشان يتعلم يحترم الكبير.

- عشان خاطري سيبه: همست بها بدور بصوت خفيض باكي مرتجف نظر حمزة ناحيتها حزينا علي حالها، ليلفظه حمزة بعيدا عنه يلقيه أرضا توجه ناحية بدور يحضتنها يتمتم بحنو:
- بس يا حبيبتي اهدي لا عاش ولا كان اللي يزعلك
وقف أسلام يتحامل علي ما به من ألم نظر ناحية شقيقته ينظر لها باشمئزاز يحادثها بقرف:
- من اللحظة دي تنسي خالص أن ليكي أخ اسمه إسلام اعتقد الموضوع مش هيفرق معاكي كتير، سلام.

قالها ليندفع لخارج المنزل، انهمرت دموع بدور بعنف تنظر لشقيقها بألم تحرك رأسها نفيا بعنف تستجديه بعينيها قبل أن تشعر بدوار بشع يقتحم رأسها تلتف بعنف لتتهاوي فجاءة فاقدة للوعي بين ذراعي حمزة.

في الاعلي جلست شمس جوار لينا، تتنهد حزينة علي حالها منذ أن دخلت الي غرفتها وهي علي ذلك الحال شاردة عينيها تسبح في الفراغ عينيها حمراء كالجمر، تنهدت حزينة على حالها تسألها قلقة:
- مالك بس يا لينا ايه اللي حصل
شردت عينيها في الفراغ تغوص فيه تحرك رأسها نفيا بشرود تتمتم بخواء:
- أنا كويسة، بس عندي برد وتعبانة
لم تقتنع شمس بإجابتها تماما ولكن ماذا تفعل، ابتسمت تقول في مرح علها تخرجها من تلك الحالة:.

- انتي عارفة أنا كنت مرعوبة احسن إسلام وبدور يتخانقوا اصلهم كل مرة بيتخانقوا بسبب أسامة جوزها، بس الحمد لله مش سامعة صوت خناق
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تتمتم بنبرة باهتة:
- حتي لو الحرب قامت تحت مش هتسمعي حاجة، خالد من كام يوم غير باب الأوضة خلاه عازل للصوت، مستحيل هتسمعي، هو بيعمل كدة عشان يخليني وعامية يعمل كل اللي هو عايزه من غير لا اشوف ولا أسمع.

نظرت شمس لاختها حزينة لتمد ذراعيها تجذبها لأحضانها لحظات وشعرت بها تنفجر باكية بين ذراعيها تشهق في بكاء عنيف...

في الأسفل تحديدا وقف خالد في منتصف البيت يبتسم ساخرا، بدور وحمزة اخذها وصعد يركض إلي غرفتهم، وإسلام رحل غاضبا، بدور دائما ماتفقد الوعي حين تحزن اعتاد هو علي ذلك ليس بالأمر الجديد عليه، الآن عليه أن يجد إسلام ويشرح له الوضع كاملا، تحرك ناحية باب المنزل ما أن فتحه وجد موظف من محكمة يقف أمامه حمحم الرجل يتمتم في رتابة:
- دا بيت خالد السويسي
حرك خالد رأسه إيجابا ينظر للرجل في شك يردف:
- أنا خالد السويسي.

أخرج الموظف ورقة من بين الدفتر الكبير في يده يردف بنفس النبرة الرتيبة:
- طب كويس امضيلي هنا، دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف!

بلاش الظن السوء بلينا افتكروا أن جاسم مختفي الفصل دا
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برأيكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة