قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والأربعون

- ايه يا زيزو مش تيجي في حضن بابا معتز!

شرارات من سعير نار حارقة التهمت حدقتي زيدان ما أن نطق ذلك الرجل تلك الجملة، مر سريعا أمام عينيه مقاطع سريعة لما كان بعينيه معه، صوت صرخات وبكاء ذلك الطفل الصغير لم تغب عن عقله يوما ولو لحظة واحدة، نفرت عروقه تصرخ بالانتقام، في لحظة كان ينفض عليه كليث جريح قبض على عنقه يشد خناقه يرغب فقط في قتله، اسرع رجلين من الأمن يجذبان زيدان بعنف بعيدا عن معتز من الصدمة بدأت هي تصرخ خوفا عليه ومنه، اندفعت ناحيته امسكت بذراعه من الخلف تصرخ خائفة:.

- زيداااان، زيداااان، عشان خاطري يا زيدان سيبه، سيبه يا زيدان هيموت في ايدك، زيدان أنا خايفة
همست بها بصوت ضعيف مرتجف خائف ليلتفت لها سريعا برأسه، انتفض قلبها حين رآها تنظر له مذعورة تتساقط الدموع من عينيها ليلقي معتز بعنف ارضا توجه ناحيتها يحتضنها يخفيها بين أحضانه يشدد على عناقها، بينما يجلس معتز ارضا يلهث بعنف ينظر لزيدان في حدة غاضبا يري صورة ابيه مكانه، زيدان بعنفوانه وشموخه وكبريائه...

يتجسد أمام عينيه من جديد عمل جاهدا بكل السبل الخبيثة على أن يقتل روح ذلك الصغير، ولكن يبدو أن محاولاته بائت بالفشل، خالد عمل جيدا على ترميم ما حطمه هو، استند بكفيه على الرمال وقف ينظر لزيدان يبتسم متهكما، ليصدح صوت أفراد شرطة السياحة:
- زيدان باشا اللي حصل دا اعتداء وشروع في قتل سايح في مكان عام وفي شهود ولازم نعمل محضر بالواقعة، استاذ معتز بقي حابب يتنازل او لاء هو حر.

حرك زيدان رأسه إيجابا يرمي معتز بنظرات حادة قاتلة لف ذراعه حول كتف لينا قبل جبينها يهمس لها بحنو:
- حبيبتي اطلعي الاوضة وأنا شوية وجاي
حركت رأسها نفيا بعنف تتعلق في ذراعه خائفة عليه من أن يفعل ما فعل قبل قليل امسكت بذراعه تهمس بصوت خفيض خائف:
- لاء أنا هاجي معاك مش هقعد لوحدى...

تنهد يحرك رأسه إيجابا توجه بصحبة افراد الامن ومعتز الذي يستند على بعض العمال من الفندق إلى مكتب رئيس شرطة السياحة القريب منهم، وقف مدير الفندق ينظر في أثرهم ليخرج هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم بلع لعابه يهتف سريعا بتلجلج:
- خخالد بااااشا، في مشكلة حصلت يا باشا.

على صعيد قريب بعد دقائق وصل الجميع إلى المكتب، لينا تختلس النظرات إلى ذلك الرجل بين حين وآخر، تشعر بالغضب بمجرد النظر إليه كأن دمائها تفور، رغبة ملحة تطرق عقلها في أن تخلع قلبه من مكانه...

إلى داخل المكتب توجهوا جلس زيدان على أحد المقاعد يضع ساقا فوق اخري، جذب لينا تجلس جواره، يجلس هادئا مسترخيا وكأنه لم يكن سيقتل رجلا قبل قليل، جلس معتز امام زيدان ينظر له غاضبا يتوعد له الا يتنازل عن المحضر، سيريه لحظات ودخل الضابط ما أن جلس، دق هاتفه الشخصي، فتح الخط يرد برتابة:
- مين معايا
هب واقفا بعد لحظة يردف باحترام:
- باشا، اوامر معاليك طبعا، ثواني اديله التليفون.

نظر الضابط لمعتز يمد يده له بالهاتف قطب الأخير جبينه متعجبا امسك الهاتف يضعه على اذنه يردف متسائلا:
- مين معايا
لحظات صمت سمع بعدها ضحكة ساخرة قوية تأتي من الطرف الآخر:
- نفس الصوت القذر...
أصفر وجه معتز بلع لعابه الجاف ما أن ميز نبرة صاحب الصوت، رسم البرود على قسماته يردف ساخرا:
- اهلا خالد باشا السويسي بنفسه عاش من سمع صوتك، معقول يا راجل لا سلام ولا كلام دا أنا حتى جوز أختك.

نفرت عروق زيدان ينظر لمعتز عينيه تصرخ غضبا كاد أن يقوم لتقبض لينا على كفه تنظر لع متوسلة الا يفعل...
تعالت ضحكات خالد الساخرة يتشدق في تهكم:
- هنقول ايه ما هو الدبان ما بيتلمش الا على الزبالة، أنا بقي ما احبش اوسخ نفسي، اسمعي يا زوز، عشان انا كلامي بيتقال مرة واحدة، ساعة زمن وما المحش طيفك في البلد كلها تاخد اول طيارة رايحة اي داهية وتغور
توسعت ابتاسمة معتز يتشدق متستمعا:.

- تؤتؤتؤ بتطردني يا ابو الخلد دا أنا حتى في مقام ابو جوز بنتك يعني حماها، في مقام بنتي زيها زي زيزو بالظبط
في تلك اللحظات تحديدا اشتغل الغضب يسري في أورده خالد كم رغب في أن يكن ذلك الرجل امامه ليخرج قلبه من مكانه يدهسه بحذائه، بصعوبة سيطر على غضبه، يرسم ابتسامة ساخرة على شفتيه، يغمغم متهكما:.

- ما هو في مثل قديم بيقولك الجعان يحلم بسوق العيش، وأنت هتعيش وتموت جعان اصلك يا حرام عقيم ما بتخلفش ولا عمرك هتخلف ولا ايه يا زوز
أصفر وجه معتز فرت الدماء من عروقه من أثر تلك الصدمة العنيفة تهدجت انفاسه غضبا هب واقفا يبتعد عن الجمع متجها ناحية النافذة يقبض على الهاتف يهمس بحرقة مغتاظا:.

- هي بقت كدة يا ابن السويسي طب ايه رأيك مش هتنازل عن المحضر وابقي شوف زيزو حبيبك، الغالي ابن الغالي وهو مرمي ورا القضبان
ظن أنه بتلك الكلمات ربما يخيف خالد او حتى يضايقه على ما قاله يكفي انه ذكره بجرحه الحي الذي لم يندمل ولكن على العكس تماما صدحت ضحكات خالد الساخرة كأنه يتهكم منه ومما يقول ليردف قائلا:.

- بص يا زوز، زي ما قولتلك قدامك ساعة واحدة وتغور برة البلد كلها، وهتتنازل عن المحضر غصب عنك مش بمزاجك والا هتحصل فابيو، فاكر فابيو يا زوز
انتفض معتز ذعرا ما أن ذلك الاسم بلع لعابه يتمتم بصوت خفيض متوتر:
- ماشي يا خالد أنا ماشي بس صدقني الجولات بينا لسه ما خلصتش
كان فقط تهديد فهو أجبن من ان يعد الكرة آخر ما سمعه كان صوت خالد وهو يتشدق مستمتعا:.

- لاء خلصت اصل المرة الجاية اللي هعرف أن رجلك النجسة دي خطت هنا، هروحك لمراتك في صندوق مش في طيارة، من غير سلام
قالها ليغلق الخط في وجهه احتدت عيني معتز ينظر للهاتف، اتجه ناحية الضابط يتمتم سريعا باقتضاب:
- أنا متنازل عن المحضر اللي حصل مجرد سوء تفاهم مش أكتر، أرجوك لو في اي اوراق محتاجة توقيع لاني عندي طيارة كمان ساعة.

وسريعا انتهي الأمر وقع معتز على اوراق تنازله عن المحضر، وقف يوجه لزيدان نظرة اخيرة حاقدة كارهة، ليخرج من الغرفة ومن المكان بأكمله فارا بنفسه
قام زيدان يصافح الضابط، اخذ لينا عائدين إلى غرفتهم ما أن دخلاها تركها متجها إلى غرفة النوم يوصد الباب عليه بالمفتاح من الداخل، اقترب هي سريعا من الباب تدق عليه تحادثه من خلف الباب المغلق برفق:.

- زيدان، زيدان عشان خاطري رد عليا، زيدان أنت كويس، وحياتي عندك طيب رد عليا
لحظات صمت وسمعت صوته بالكاد سمعته يهمس متحشرجا:
- سيبني يا لينا دلوقتي
تنهدت متحسرة تنظر للباب المغلق في ألم لتتوجه إلى أحد المقاعد المقابلة له تجلس تنتظره إلى أن يخرج...

على صعيد آخر على بعد مئات الأميال تحديدا في منزل عائلة الشريف، استيقظ جاسر في غرفته المنفصلة، قام اغتسل بدل ملابسه ليتجه إلى غرفة والديه، دق الباب ليسمع صوت والده يأذن بدخول الطارق، دخل إلى الغرفة يقترب من فراش ابيه المسطح فوقه، مال يقبل يده يغمغم في هدوء:
- صباح الخير يا بابا، اخبار صحتك ايه
سحب رشيد يده من يد ابنه يشيح بوجهه بعيدا عنه يغمغم:
- كويس، جاي ليه يا ابن رشيد.

تنهد جاسر ينظر لابيه نادما يتمني فقط لو يسامحه بلع لعابه يغمغم في توتر:
- أنا بس كنت جاي اطمن على حضرتك، أنا عايز اعرف ليه بس حضرتك ما فضلتش في المستشفي لحد ما صحتك تتحسن
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي رشيد يغمغم متهكما:
- عايز اموت في بيتي عندك مانع يا جاسر بيه
بعد الشر عليك يا بابا، نطقها جاسر سريعا ليقترب من والده متلهفا، يقبل جبينه امسك كف يده يقبله يغمغم:.

- بعد الشر عليك يا بابا ربنا يخليك لينا وما يحرمنا منك ابداا
نظر رشيد لوالده لترتسم شبح ابتسامة باهتة حزينة على شفتيه، حمحم يهتف بجد:
- في مشكلة كبيرة بين عيلتين والمفروض أنهم بيحكموا دكتور رشيد في مشاكلهم هتعرف تسد مكاني ولا يروحوا لشيخ البلد
وقف جاسر جوار فراش والده ينفخ صدره في حماس، رفع يده يؤدي التحية العسكرية يتمتم في حماس:
- تمام اوامر معاليك يا افندم، أنا عايزك تتطمن وتثق فيا.

قالها ليغادر الغرفة، يغلق الباب خلفه لترتسم ابتسامة واسعة على شفتي رشيد سرعان ما اختفت اتسعت عينيه يتمتم ذاهلا:
- يا نهار اسود دا قال ثق فيا.

على صعيد آخر نزل جاسر بخطي هادئة رزينة على سلم البيت الخشبي الكبير، يعدل من وضع تلابيب جلبابه، رأي شقيقته تجلس بالأسفل بصحبة سهيلة، اااه منها سهيلة منذ أن جاءوا وهي تتجاهله تماما كأنه غير موجود من الأساس، نزل اليهم يجلس جوار صبا لتعانقه الأخيرة بقوة تردف مبتسمة:
- صباح الفل يا جوجو
قرص وجنتها بخفة يتمتم ضاحكا:
- يا ادي جوجو انتي ولينا جوجو كرهتوني في اسمي.

اقتربت صبا منه لكزته بمرفقها في ذراعه مالت عليه تهمس بصوت خفيض:
- على فكرة سهيلة بتحبك اوي، والبت اللي اسمها شاهيناز دي غتتة اوي...
ابتسم لها يربط على شعرها بحنو حاول اختلاس النظر لسهيلة ليراها تنظر بعيدا تحاول الا تنظر اليه للحظات تقابلت عينيها مع عينيه ليري في نظراتها، ألم رهيب فتت قلبه، بلع لعابه قام يسأل شقيقته:
- اومال ماما فين.

اشارت له ناحية مطبخ منزلهم الكبير ليتركهم متجها اليه وجد والدته تجلس على مقعد صغير من الخشب بيدها صحن كبير به حبات الارز تقوم بإخراج الحصي الصغير منه، اقترب منها يجلس ارضا على ركبتيه امامه جذب كف يدها يقبله يتمتم بحنو:
- صباح الفل يا ست الكل
نظرت له شروق حزينة تعاتبه بنظراتها، حزينة مما فعل، مشفقة عليه أفعال رشيد هي من اوصلته إلى ما هو عليه اليوم اشاحت بوجهها تهمس بنبرة حزينة خافتة:
- صباح الخير.

ابتسم في حزن، يضع رأسه على قدميها كطفل صغير يهمس له نادما:
- أنا عارف اني غلطت وأنك زعلانة مني، أنا آسف كنت هتخنق من تحكماته هموت، طب انتي عارفة أنا عندي مطعم سمك كبير في اسكندرية مطعم مشهور حققت حلمي اللي طول عمري كان نفسي فيه، أنا عارف اني غلطت لما اتجوزت من وراكوا، والله كنت ناوي اطلقها بس طلعت حامل يرضيكي يعني ارمي ابني
حركت شروق رأسها نفيا مدت يدها تمسد على شعره بحنو تعاتبه:.

- بس أنت كدة ظلمت سهيلة كان لازم تعرفها قبل ما تتجوزوا، البت شكلها بتحبك اوي ومقهورة أوي
رفع جاسر رأسه ينظر لوالدته يتمتم متهكما:
- اقولها امتي بس دا أنا فجاءة لقيت نفسي مجبر اني اتجوز ولا صبا الصغيرة هي اللي هتتجوز وأنا مستعد ارمي نفسي في النار ولا صبا تتأذي.

نظر لوالدته ما أن انهي كلامه ليراها تنظر خلفه بشفقة ممتزجة بحسرة قطب جبينه متعجبا لتتوسع عينيه حين بدأ يعي ما يحدث، التفت خلفه سريعا يدعو الا ما يكن يفكر فيه صحيحا اخفض رأسه يسب نفسه بصوت خفيض حين رآها تقف خلفه عند باب المطبخ وجهها شاحب عينيها حمراء تحبس دموعها فيها بصعوبة قاسية، وقف متجها ناحيتها يرغب في تبرير ما قال لتفر من امامه راكضة إلى غرفتها، تنهد في حيرة يخلل أصابعه في خصلان شعره بعنف لحظات ودق هاتفه، ليبتعد عن والدته قليلا اخرج هاتفه من جيب جلبابه، لتحتد عينيه ما أن رأي اسم مراد فتح الخط يضع الهاتف على أذنه يردف في ود:.

- حبيبي واخويا واحشني يا ابو الأمراض
صمت للحظات يستمع إلى الطرف الآخر ليبتسم متوعدا يردف:
- طبعا بيتك ومطرحك يا جدع بيت اخوك خلاص اللي وراك وفي انتظارك في اي وقت
اغلق معه الخط ليدس الهاتف في جيبه من جديد، يأخذ طريقه إلى غرفة سهيلة!

في منزل شهد تقف أمام مرآه زينتها تتأكد من زينتها، ابتسمت تشجع نفسها تلتف حول نفسها اليوم سيآتي، اليوم ستصبح زوجته قولا وفعلا اليوم سيتغير كل شئ، ابتسمت متحمسة، نظرت إلى رداء نومها لتبتسم خجلة ارتدت جلباب منزلي واسع فوق ملابسها لتخرج من غرفتها حسام يجلس أمام التلفاز يشاهد أحد الأفلام الأجنبية باندماج، اتجهت تجلس على اريكة قريبة منه تغمغم مبتسمة:
- على فكرة ابوك جاي.

توسعت عيني حسام في خوف مضحك ليقفز من مكانه يهدر سريعا فزعا:
- هاراحوس، تبقي بنت الجزمة قالتله اني روحلتلها عند الدرس، اما وريتها، بقولك ايه لو سأل عليا قوليله أنا في الشغل
قالها ليفر إلى غرفته، اقترب منها يصيح جزعا:
- ما اجهضتنيش ليييييه، لييييييه...
قالها ليدخل غرفته يصفع بابها يوصدها عليه بالمفتاح لتتوسع عيني شهد في دهشة تضرب كفا فوق آخر تغمغم في صدمة:
- لا حول ولا قوة الا بالله الواد اتهبل، خالد جه.

تمتمت بها بسعادة حين سمعت صوت دقاته المميزة على باب المنزل، اتجهت سريعا إلى باب المنزل وقفت تنظر لنفسها في المراءة تتأكد من حسن منظرها، لتفتح باب المنزل ارتمت في صدره ما أن رأته تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بنعومة:
- وحشتني وحشتني اوي اوي اوي
رسم ابتسامة صغيرة باهتة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا يغمغم في ضيق:
- شهد احنا يعتبر على السلم ما ينفعش كدة.

جذبته للداخل تغلق الباب عليهم وضعت رأسها على صدره تلف ذراعيها حول ظهره تغمغم في حالمية:
- وحشتني، كل دي غيبة، هو أنا ما وحشتكش
تنهد يزفر أنفاسه المختنقة ابعدها عنه يحاول فقط رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يغمغم يغير دفة الحديث:
- اومال الواد حسام فين
ضحكت بخفة ما أن ذكر اسم ابنها لتشير إلى غرفته تردف في مرح:
- لما عرف أنك جاي هرب راح اوضته وقفل الباب.

ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي خالد ينظر لباب الغرفة المغلق سرعان ما اخفاها سريعا حين نظر لشهد غمغم في هدوء:
- طب ادخلي اوضتك على ما اشوفه
ابتسمت خجلة تحرك رأسها إيجابا تحركت إلى غرفتهم تغلق الباب خلفها، ليتقدم هو إلى غرفة حسام دق الباب مرة تليها اخري ليسمع صوت حسام يصدح من الداخل:
- أنا مش هنا
ضحك بخفة يدق الباب مرة اخري يردف ساخرا:
- افتح يا حوسو بابا جاب موز.

لحظات وانفتح الباب خرج حسام ينظر حوله يهتف سريعا:
- ايه دا موز فين الموز
حبيب ابوك، هتف بها خالد متوعدا وهو يجذب حسام من تلابيب ملابسه من الخلف متجها به إلى الصالة ليبتعد حسام عنه يعدل من تلابيب ملابسه يردف بإيباء:
- على فكرة أنا دكتور محترم ليا اسمي وسمعتي وكرامتي وكبريائي، ايه دا فين الموز
ضحك خالد بخفة يدس يده في جيب بنطاله يخرج ورقة نفدية من فئة المئتين جنية يمد يده لها به يردف ساخرا:.

- خد يا حبيب بابا ال 200 جنية دول وانزل صيع مع اصحابك مش عايز اشوف خلقتك الساعتين الجاييين
نظر حسام للنقود في استخفاف ليرفع وجهه لوالده يردف ساخرا:
- 200 جنية، الاسم خالد بيه باشا السويسي وتديني 200 جنية دا ما ادهمش للواد اللي بينقي العتس
رفع خالد حاجبه الايسر مستهجنا ليأخذ النقود من يد حسام يدسها في جيب سرواله امسك بكتف حسام يدفعه امامه ناحية باب الشقة يغمغم ساخرا:.

- تصدق فعلا أنا اللي غلطان ولا مليم يا كلب ويلا ياض برة يلا
فتح باب المنزل يلقي حسام خارجا يغلق الباب لتتوسع عيني الأخير اتجه ناحية الباب يدق عليه يردف سريعا بتلهف:
- يا حج ما ينفعش كدة يا حج، طب هات ال 200 جنية، طب هاخد الكوتشي بتاعي، والله لاخد جزمتك
نظر لحذاء ابيه الموضوع خارجا للتوسع ابتسامته يردف مع نفسه:
- عظمة اوي الجزمة دي، حاجة فخيمة يلا حلال عليا.

بينما في الداخل تنهد خالد يمسح وجهه بكف يده الخطوة القادمة اخرج زجاجة عطر صغيرة من جيبه يرش منها على كف يده، اتجه إلى غرفة شهد يجر ساقيه حرفيا إلى داخل الغرفة فتح بابها ليراها كعروس في ليلة زفافها تنهد يبعد انظاره عنها دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه ابتسم لها يقترب منها بسط كفه على وجنتها لتميل بوجهها تقبل كفه تتنفس بعنف لحظات وهو يضمها له يهمس له بشغف:
- اوعدك اني الليلة دي هعوضك عن كل اللي فات.

ابتسمت تشعر بخدر مفاجئ يسري في أوردتها لحظات وهي بين يديه رأسها يثقل ليرتخي جسدها تماما بين ذراعيه ابعدها عنه نظر لها يبتسم في حزن، حملها بين ذراعيه يتجه بها إلى فراشها وضعها إليه جلس بالقرب منها يهمس لها بخفوت:
- سامحيني يا شهد بس أنا ما اقدرش اخونها، أنا قلبي بيتحرق مرعوب لتعرف اني متجوزك عليها، أنا مش هستحمل اخسرها تاني...

قبل ساعات من الآن في غرفة زيدان، التقط هاتفه يتصل بخاله يصيح فيه غاضبا:
- لازم تثبتلي اني ضعيف، لازم تثبتلي أنك أنت اللي بتحل كل حاجة، دا حقي أنا، أنا هقتله...
سمع صوت خالد يردف في هدوء:.

- طب اهدي بس معتز دا قذر، صدقني هو جاي بس عشان يضايقك يفكرك بالماضي من تاني، لو اديتله الفرصة دي يبقي خليته ينتصر عليك يا غبي، اهدي يا زيدان انت محتاج تنام، افتح الباب للينا اتصلت بيا وقلقانة عليك، خليها جنبك، نام يا زيدان أنت محتاج تفصل شوية يا ابني
حاضر يا خالي، همس بها بخواء ليغلق معه الخط، اتجه إلى باب غرفته ما أن فتح الباب اندفعت لينا تعانقه بقوة تسأله قلقة:
- أنت كويس يا زيدان.

حرك رأسه نفيا بعنف، حملها بين ذراعيه يتجه بها الفراش يخبئ رأسه بين أحضانها طوقته بذراعيها كالطفل الصغير لتشعر بجسده يهتز، زيدان يبكي بعنف كطفل صغير خائف، شددت على عناقه تحاول تهدئته تهمس له بحنو:
- زيدان عشان خاطري لو بتحبني اهدي، زيدان قلبي بيوجعني عليك وأنت في حالتك دي، وحياة لوليا عندك اهدي
سمعت صوته المتألم الذبيح يصرخ بين احضانها:.

- أنا تعبت يا لينا من وأنا عيل صغير والدنيا نازلة تلطيش فيا، كفاية بقي، رجع عشان يثبتلي اني لسه ضعيف، اني لسه العيل الصغير اللي كان بيضربه وينامه في على الأرض في البرد...
قالها لينهار باكيا بين أحضانها دقائق ساعات وهي على نفس الوضع فقط تحاول تهدئته ما أن شعرت به يهدئ قليلا مدت يدها تمسد على شعره تردف برفق:.

- اقولك حاجة، وانا صغيرة إنت اكيد بعد ما اتخطفت من اتوبيس المدرسة وموتوا المشرف اللي في الاتوبيس، الناس كلها بقت بتخاف مني، وعارف البنات صحابي في النادي كانوا بيبعدوا عني واماتهم يزعقولي وساعتها ماما كانت مسافرة فما كنتش عارفة استخبي في حضنها زي ما هما بيستخبوا في حضن اماتهم، لولاك أنت لما جيت وزعقتلهم، أنت دايما كنت واقف في ضهري في زيدان رغم كلامي وطريقتي، أنت عمرك ما كنت ضعيف، من زمان وأنا بتحامي فيك، اقولك على حاجة تانية، أنا حاسة اني بحبك!

توسعت عينيه في صدمة ما أن نطقت تلك الكلمة لينتفض من بين ذراعيها ينظر لها في دهشة يردف:
- انتي بتتكلمي بجد
مدت يدها تمسح ما بقي على وجهه من دموع تبتسم في رقة تحرك رأسها إيجابا تردف:
- واقولك على حاجة كمان، أنا مش خايفة منك، أنا ما كنتش خايفة منك اصلا بس كنت بدلع بصراحة
قالتها لتضحك ضحكة خفيفة ليضيق عينيه ينظر لها بغيظ يردف حانقا متوعدا:
- بتشتغليني ما انتي بنت خالد السويسي...

انتفضت سريعا من الفراش تتوجه إلى باب الغرفة تردف ضاحكة:
- زمزوم اهدي يا قلبي
لحقها سريعا قبل أن تصل إلى باب الغرفة التقطها بين ذراعيه ابتسم فئ خبث يردف:
- زمزوم مين والناس نايمين..
اتجه بها إلى الفراش عند ذلك الحد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة