قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والأربعون

مد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها نظر لقسمات وجهها للحظات معدودة لتتبدل الصورة امامه رآها هي لينا بدلا عنها، اشتاق لها يرغب في تلك اللحظات فقط في أن يهرب إلى أحضانها كطفل صغير خائف، عاود النظر لتلك النائمة ليتنهد حائرا مشفقا عليها، ولكن ليس للقلب حيلة هو لم ولن يحبها أبدا، أخطأ هو يعلم، ليت الندم إفادة بعد تلك السنوات، تنهد مد يده يحاول إيقاظها بخفة حمحم يهتف باسمها:.

- شهد، شهد، شهد فوقي يا شهد، شهد
لحظات وبدأت تحرك رأسها للجانبين تقطب جبينها تحاول فتح جفنيها تطلب الأمر دقائق إلى أن بدأت تفتح عينيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأته يضطجع جوارها، يستند على ذراعه، لحظات وبدأت المشاهد تتوالي امام عينيها آخر ما تتذكره انه احتضنها يهمس في أذنيها
« اوعدك اني الليلة دي هعوضك عن كل اللي فات ».

وبعد ذلك لا شئ لا تتذكر شيئا ذاكرتها صفحة بيضاء، حاولت الاعتدال في جلستها لتشهق فجاءة حين رأت وضعها تشبث بالغطاء تختفي تحته عينيها متسعتين في صدمة، لفت رأسها سريعا نحوهه لتراه يتحرك يلتقط قميصه يرتديه، بلعت لعابها تهمس بصوت خفيض مضطرب:
- هو ايه اللي حصل
التف لها يغلق ازرار قميصه بخفة اعطاها شبح ابتسامة باهتة يردف في هدوء:
- اللي كان المفروض يحصل انتي مراتي ودا حقك عليا.

اعتدلت في جلستها تلف الغطاء حولها تخفي جسدها، لملمت خصلات شعرها تهمس بخفوت خجل:
- اااا، اانا بس مش فاكرة حاجة خالص
ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة التقط رابطة عنقه يعقدها كما تفعل لينا، توجه ناحيتها يربط على وجنتها برفق قطب جبينه يردف متسائلا:
- انتي بتنسي دايما كدة، لو الموضوع بيتكرر كتير قوليلي عشان نلحق نكشف او اجيبلك دكتور.

بلعت لعابها لتضطرب حدقتيها، تنسي! هي تنسي لا لا لا هي لا تنسي، ربما تنسي، أدوية القلب الخاصة بها تؤثر على ذاكرتها هل من الممكن ذلك، بلعت لعابها رفعت وجهها له تحاول الابتسام حركت رأسها ايجابا تسأله:
- أنت رايح فين؟
اعطاها ابتسامة صغيرة ليلتقط سترة حلته يرتديها يغمغم على عجل:
- عندي شغل كتير ما ينفعش اتأخر اكتر من كدة، آه أنا سيبلك فلوس كتير في درج الكوميندو، مش عايزة حاجة.

رفعت وجهها تنظر له للمرة الاخيرة قبل أن يغادر حمحمت تهمس بصوت خفيض:
- عايزة اسافر، معاك، ممكن
أولاها ظهره كور قبضته يشد عليها يشد على اسنانه بعنف تعالت أنفاسه الحادة للحظات، ليردف بخواء:
- هشوف ظروفي لو ينفع، عن إذنك
قالها ليخرج من باب الغرفة ومن الشقة بأكملها فتح بابها يبحث عن حذائه ليقطب جبينه متعجبا اين ذهب حذائه، احتدت عينيه يهمس متوعدا:
- اما وريتك يا حسام الكلب.

اخرج هاتفه يطلب رقم حسام، لحظات واتاه صوت ابنه وهو يحاول تقليد صوت انثوي:
- الهاتف الذي تحاول الاتصال به بيصيع حاليا، برجاء عدم الاتصال مرة اخري
قاطعه خالد يهمس بنبرة خائفة مفزوعة:
- حسام مش وقت هزار امك تعبانة جداا تعالا بسرعة
قاطعه حسام يصيح مفزوعا:
- ماما، أنا جاي حالا...

قالها ليغلق الخط سريعا بينما ابتسم خالد في مكر يتوعد له بالاسوء، لم تمر سوي دقائق وسمع خالد صوت خطوات حسام وهو يركض متجها إلى أعلي، لحظات وفتح حسام الباب بالمفتاح الخاص به دخل يهرول إلى الداخل ينادي على والدته ليجد خالد يجلس على مقعد امام الباب يضع ساقا فوق اخري يعقد ذراعيه أمام صدره، ازدرد ريقه يبتسم قلقا مردفا:
- هي ماما كويسة
ابتسم خالد، ابتسامة سوداء غاضبة اشار بيده إلى غرفة شهد يردف ساخرا:.

- ماما نايمة يا حبيب ماما، البيه بقي واخد جزمتي ليه
نظر حسام سريعا إلى الحذاء ليعاود النظر لوالده ابتسم في اتساع يردف في دهشة:
- هي دي جزمتك بجد يا سبحان الله شبه الجزمة اللي كان نفسي اجيبها الخالق الناطق، نفس اللون...
ابتسم خالد ساخرا يحرك سبابته وابهامه على ذقنه الملتحي يردف متهكما:
- أنت عارف الجزمة اللي في رجلك دي بكام، ب400 دولار
توسعت عيني حسام في دهشة ليبدأ بصوت خفيض يجري تلك العملية الحسابية:.

- 400 دولار والدولار النهاردة ب 15,66
يعني 400 × 15,66 هار احوس 6,264، هاراحوس الجزمة دي اغلي مني أنا شخصيا
رفع حسام وجهه ينظر لابيه في ضيق خلع الحذاء من قدميه ضرب كف فوق آخر يتمتم مغتاظا:.

- ناس أغنية غني فاحش ليه يعني 6,264 جنية ليييه بتمشي لوحدها، دي لو هتروح مشواريري بدالي مش هتبقي بالمبلغ دا كله، جايب جزمة ب6 تلاف جنية وبتديني أنا 200 جنية دا أنا ما حصلتش رباط الجزمة، على رأي الأستاذ تامر حسني إن كنت مفلس خالص خالص وما حلتكش جنية قول على الجزمة الباتا اللي أنت لابساها انها سينية.

ظل حسام يعبر عن غيظه إلى ان دخل غرفته بمعني أصح فر إلى غرفته يوصد الباب عليه لينظر خالد في اثره بدهشة يضرب كفا فوق آخر يتمتم متحسرا:
- يا خيبتك في خلفتك الهطلة يا خالد يا سويسي.

في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف، وقف جاسر أمام غرفة سهيلة أخذ نفسا قويا يستعد لاخبارها كل شئ كور قبضته يدق الباب، لا مجيب فقط يسمع صوت بكائها العالي تنهد يحرك المقبض ليدخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه كانت ترتمي بجسدها على الفراش كجنين حزين خائف تبكي بحرقة، اقترب منها حتى بات جوارها تماما نزل على ركبتيه جوار رأسها يمسح بيده على شعرها بحنان لترفع وجهها في تلك اللحظة رأي في عينيها الحمراء الباكية نظرة عتاب خذلان ألم، كأنها تخبره أنا اعترفت بحبي آمنتك على قلبي لما فعلت بي ذلك، مد يده يمسح المتساقط من دموعها ابتسم لها يردف في مرح باهت:.

- وحشتني سهيلة الشقية قلقاستي اللي ما بتبطلش شقاوة وحركة ومقالب
أغمضت عينيها لتنهمر سيول دموعها تضغط على شفتيها بعنف لتكبح صوت بكائها ليردف هو:
- أنا عارف أنك مصدومة فيا، إنت آسف أول حاجة اني شديت شعرك بالغباء دا، تتقطع ايدي قبل ما افكر اعملها تاني، أنا ما بحبش شهيناز يا سهيلة.

فتحت عينيها سريعا ما أن نطق تلك الجملة لتقطب ما بين حاجبيها تنظر له متعجبة، حرك هو رأسه إيجابا فتح فمه ليخبرها بكل شئ حين انفتح باب الغرفة فجاءة دون سابق إنذار وظهرت شاهيناز تقف عند الباب تبسط يسارها خلف ظهرها، ابتسمت باتساع ما أن رأته وكأن سهيلة غير موجودة من الأساس:.

- جاسر أنت هنا أنا دورت عليك في البيت كله، حبيبي انا نفسي في كيوي اوي وماما شروق بتقول أنا بتوحم، ممكن تجبلي كيوي عشان خاطر ابنك حبيبك
انتفضت سهيلة تقف فوق فراشها تنظر لشاهيناز تكاد تحرقها بنظراتها لتصرخ فيها بشراسة:
- امشي اطلعي برة، برة اياكي تدخلي اوضتي تاني، يلا برة.

نظرت شاهيناز لجاسر في صدمة مما تقول تلك الفتاة بينما نظر جاسر لسهيلة في حزن يعلم أنها تتألم تحترق، اتجه ناحية شاهيناز يجذب يدها يخرجها من الغرفة يغلق الباب لتصرخ سهيلة بحرقة تلقي الوسادة بعنف على الباب المغلق...
في الخارج كتف جاسر ذراعيه أمام صدره رمي شاهيناز بنظرة باردة يردف في ضيق:.

- اللي انتي عملتيه دا قمة قلة الأدب والذوق يا شاهيناز، كان ممكن تتصلي بيا مش تدخلي اوضتها بالشكل دا، هي مراتي زيها زيك، اتفضلي روحي اوضتك وأنا هبعتلك اللي انتي عايزاه
نظرت له ببراءة القطط لتدمع عينيها تنظر له نادمة نكست رأسها أرضا، لتتوجه إلي غرفتها
دخلتها لتغلق الباب خلفها، تنهد جاسر تعبا كاد أن يدخل لغرفة سهيلة مرة أخري حين وجد احدي الخادمات تأتي نحوه مسرعة وقفت امامه تقول في احترام:.

- سي جاسر بيه، في ناس مستنينك في المندرة
حرك رأسه إيجابا بالتأكيد أصحاب تلك المشكلة التي أخبره والده عنها، تحرك يتجه إلى تلك الغرفة الخارجية المنفصلة عن البيت حمحم بهدوء ما أن دخل يردف في رزانة:
- السلام عليكم.

اتجه إلى داخل الغرفة يجلس على احد الوسائد الكبيرة على الأرض بين رجلين فالغرفة لم يكن فيها مقاعد فقط وسائد كبيرة مصفوفة بشكل خاص فيما يسمي ( قعدة العرب )، جلس جاسر ليقطب احد الرجال جبينه نظر لجاسر يسأله:
- اومال فين الداكتور رشيد
ابتسم جاسر في هدوء نظر للرجال حوله اربع رجال تحديدا كل اثنان يجلسان على كل جانب، اردف في هدوء تام:.

- دكتور رشيد تعبان شوية، وأنا ابنه الكبير ودراعه اليمين واسد مكانه ولا نا انفعش يا عم حامد
ابتسم الرجل في حرج ليردف سريعا:
- لا ازاي طبعا يا باشمهندس دا أنت زينة الشباب والله
ربت جاسر بكفه على صدره ابتسم يردف برحابة:
- تعيش يا عم حامد، خير ايه اللي حصل
حمحم حامد الجالس جواره بخفة ليردف قائلا:.

- صلي على النبي يا باشمهندس أنا والحج حسين اتفقنا اننا نشتري حتة أرض ونأجرها ودفعت التلت وهو دفع التلتين واتفقنا أن المكسب يكون أنا التلت وهو التلتين والخساير علينا بالنص تمام
حرك جاسر رأسه إيجابا يستمع إلى ما يقول حامد باهتمام ليكمل الأخير:
- واتفقنا على كدة بالبوق يا باشمهندس من غير ما نكتب عقود، جاي دلوقتي الحج حسين عايز يشلني تلتين الخساير وهو التلت، دا يرضيك يا باشمهندس.

تحرك جاسر برأسه متجها ناحية الرجل الذي يجلس على يساره ابتسم له يردف في رزانة:.

- يا حج حسين العقد شريعة المتعاقدين أنت كتبت عقد بلسانك ومضيت عليه بايدك اللي سلمت على ايد عم حامد، ايدك اللي هتشد عليك يوم ما تقف قدام ربك، ترضي بحكمي أنت كدة بتظلم الراجل اللي آمنك وبعدين تحسبها أنت بتاخد التلتين يعني خسارتك اقل ومكسبك انما عم حامد بياخد التلت يعني مكسبه أقل وخسارته اكتر، لما تشيله التلتين يبقي مش هيكسب خالص ولا ايه يا حج حسين...

اضطربت حدقتي الاخير يكسو الندم قسمات وجهه ليحرك رأسه إيجابا يردف:
- عداك العيب يا باشمهندس، حقك على رأسي يا عم حامد، وهيمشي اتفاقنا زي ما كنا متفقين عليه من الأول، ما تزعلش مني يا حامد احنا صحاب وعشرة عمر بس الشيطان شاطر
ابتسم الرجل الآخر ليتصافح الرجلان تعلو البسمة ثغر كل منهما بينما ابتسم جاسر، نظر حامد لجاسر يردف ممتنا:
- الداكتور رشيد ربي زينة الرجال ربنا يباركلك يا ابني.

عند باب الغرفة تتخفي خلف الستائر صبا الصغيرة تمسك بهاتفها تسجل فيديو لكل ما حدث في الجلسة، ابتسمت ما ان انتهت لتركض سريعا إلى داخل البيت قبل أن يخرج الرجال تتوجه سريعا إلى غرفة والدها، دقت الباب تدخل سريعا قفزت جواره على الفراش تصيح في حماس:
- بابا بابا عايزة اوريك حاجة بص شوف.

نظر رشيد لها غاضبا على افعالها الطفولية تلك ليلتقط بيده السليمة الهاتف منه يشاهد بالطبع فيديو سخيف كما ظن، توسعت عينيه يشاهد الفيديو باهتمام وابتسامة واسعة تلوح على ثغره، ها هو ابنه يثبت له أنه قادر على حل تلك المشاكل برزانة لم يعهدها منه قبلا، ارتسمت ابتسامة فخورة على شفتيه، يعيد تشغيل ذلك الفيديو مرة اخري.

بينما في الأسفل وقف جاسر في الحديقة ينظر إلى نافذة غرفة سهيلة المغلقة، لا يعرف متي ستسنح له الفرصة لاخبارها بما يريد، ما كاد يتحرك لداخل البيت سمع صوت يردد خلفه:
- ابو الاجسار
التفت خلفه ليجد مراد صديقه كما ظن يوما أنه صديقه يقف خلفه يحمل حقيبة سفر صغيرة، رسم جاسر ابتسامة واسعة على شفتيه اقترب من مراد يعانقه بود يردف في سعادة:
- ابو الأمراض حمد لله على سلامتك يا جدع اوعي تكون جاي تعدينا.

ضحك مراد بخفة ليلف جاسر ذراعه حول كتف مراد يتجه به إلى داخل المنزل، كل منهما يفكر، في لحظة تجمدت عيني مراد على تلك الصغيرة التي تنزل سلم البيت، بلع لعابه بإشتهاء ينظر لجسد الصغيرة صبا برغبة اشتعلت بين اوصاله!

في فيلا خالد السويسي، اوقف خالد سيارته في حديقة المنزل كما اعتاد أن يفعل نزل منها ليتجه إلى منزله، بينما كانت تقف هي تراقبه من شرفة غرفتها، تشعر بقلق غير مبرر لا تعرف سببه قلبها يؤلمها، في الساعات الفائتة كانت تشعر بألم بشع يخترق قلبها، ألم لا سبب له، خالد يرحل من بين أحضانها، تشعر به مشتت حائر يخفي عنها شيئا، ولكن ترى ما يخفي ولماذا يخفيه من الأساس، خرجت من أمواج أفكارها العاتية حين شعرت بيده تلتف حول خصرها يدفن رأسه في خصلات شعرها يستنشق عبيرها المسكر، ابتسمت هي تهمس له برفق:.

- اتأخرت
شعرت به يزيد من عصرها بين أحضانه كأنه يزرعها في قلبه تسمع همس نبرته المثقلة:
- أنا ما اقدرش اتأخر عليكي، انتي عارفة أنا بحبك قد ايه
قطبت جبينها متعجبة من نبرة صوته الغريبة المتعبة حاولت أن تتحرر من بين يديه لتلتف له ولكن شدد على عناقها بلعت لعابها تسأله قلقة:
- مالك يا خالد أنت كويس
شعر به يحرك رأسه نفيا يهمس لها بشغف:.

- أنا ما ببقاش كويس طول ما أنا بعيد عنك، لما ببقي في حضنك ساعتها بس ببقي كويس، انتي وحشاني اوي يا لينا، حاسس اني بقالي سنين ما شوفتكيش
تلك المرة خرجت من بين ذراعيه رغما عنه التفت له تقف على اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها ابتسمت تتمتم في حنو:
- حبيبي، أنا دايما جنبك، مالك يا خالد حساك تعبان
حرك رأسه نفيا يبتسم لها لتشهق حين حملها بين ذراعيها يعود بها إلى داخل الغرفة يردف في اشتياق:.

- انتي بس وحشاني، وحشاني اوي عايز أحس بيكي جوا حضني، اتدفي بيكي، أنا بحبك اوي يا لينا
قطبت جبينها تنظر له متعجبة هي اعتادت على كلمات العشق والغزل من خالد ولكن تلك المرة الأمر مختلف خالد به شئ لا تفهمه، خالد يزرعها بين احضانه بعنف كانت قد نسته قبل سنوات وحقا الليلة كانت الليلة الاسوء التي جمعتهم سويا.

بالقرب من غرفتهم تحديدا في غرفة بدور نظرت لصغيرها النائم جوارها على الفراش وصغيرتها النائمة في مهدها الصغير لتدمع عينيها ألما تتحسر على حالها صحيح أن خالد لم يبخل عليها بشئ قط ولكن يبقي شعورها بأنها غير مرغوب فيها بسببه هو، فتحت ( البوم ) الصور الخاص بها معه، ادمعت عينيها وهي تنظر للصور التي جمعتها بزوجها السابق، تشعر بألم قوي ينخر في قلبها كيف دق قلبها لمن لا قلب له، رفعت عينيها عن الصور أمامها لتتذكر في تلك اللحظة مقابلة حمزة الاخيرة معها.

Flash back.

كانت في الحديقة تجلس على العشب الأخضر في الليل تستند بظهرها على أحدي الاشجار الكبيرة تنظر للنجوم شاردة حين شعرت فجاءة بأحد ما يجلس أمامها نظرت أمامها سريعا لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت حمزة يجلس أمامها يعقد ساقيه، بلعت لعابها متوترة، ذلك الرجل غريب تصرفاته ناحيتها غير مفهومة ابداا ماذا يريد منها لماذا يستمر في الظهور أمامها بتلك الطريقة الغريبة بلعت لعابها مرة تليها اخري لتسمع صوته ذو البحة الخاصة يقول:.

- بدور أنا حابب اتكلم معاكي كلمتين ينفع
رفعت وجهه له سريعا تحرك رأسها إيجابا بخفة ليبتسم هو يردف:
- بصي يا بدور أنا عارف إن التجربة اللي مريتي بيها صعبة وعارف كمان أنك مش سهل تنسيها، بس لو تبصي للموضوع من زاوية تانية هتلاقي نفسك كسبانة، كنتي هتنطفي يا بدور لو فضلتي عايشة مع واحد يستنزف روحك، هيكرهك فئ نفسك وفي ولادك.

اخفضت رأسها لتتجمع دموع حارقة تغزو مقلتيها قبضت على كفها ليصمت هو للحظات اخذ نفسا قويا يستعد لتفجير القنبلة:
- تتجوزيني يا بدور
رفعت وجهها ناحيته عينيها متسعتين حتى آخرهما تنظر له في صدمة لا تصدق ما يتفوه به، جمدت الصدمة دمائها لتراه يبتسم في هدوء حمحم يكمل كلامه:.

- أنا عارف طبعا أنك اتصدمتي من كلامي، وعارف أنك ممكن تقولي عليا مجنون فرق السن بينا كبير، دا غير انك بتقولي لاخويا يا بابا، انا مش هقولك اني بحبك وواقع في غرامك، أنا بس هقولك اني محتاجلك، محتاج احس ان في واحدة بتشاركني حياتي أنا كان ممكن اتجوز من زمان بعد موت مراتي بس ما حستش اني انجذبت لاي واحدة، غيرك، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس بحاجة غريبة بتجذبني ناحيتك، عارف اني كلامي مش منطقي ولا يمت للعقل بصلة، بس كان لازم اقوله، صدقيني أنا هخلي بالي كويس اوي من خالد وسيلا هكون ليهم الأب، انا مش بضغط عليكي ليكي كامل الحق أنك توافقي او ترفضي، هستني ردك.

قالها ليقم من مكانه ينفض الغبار عن ملابسه تركها ورحل بينما تجلس هي كالصنم عقلها يرفض استيعاب حرف واحد مما قيل
Back
خرجت من طوفان أفكارها العاتية على صوت رنين هاتفها اتجهت ناحيته تلتقطته لتجد رقم غريب، فتحت الخط تضع الهاتف على اذنها تهمس بخفوت:
- السلام عليكم مين معايا
لحظات صمت قصيرة وسمعت حمحمة تعرفها تلاها صوته الزرين الهادئ:
- وعليكم السلام يا درة، أنا حمزة.

توسعت عينيها اختفت أنفاسها لتقبض على مفرش الفراش الجالسة عليه لا تجد ما تقوله سمعته هو يكمل:
- أنا بعتذر لو ازعجتك، أنا كنت متصل اطمن على الولاد اخبار خالد وسيلا إيه
بلعت لعابها الجاف تحاول إيجاد صوتها المبعثر لتهمس في ارتباك ظاهر:
- كوويسين الحمد لله، شكرا لسؤال حضرتك
ومرة أخري عاد الصمت يطبق عليهم، صمت طويل يعبث بقلبها انتفضت حين سمعت صوته يردف في هدوء:.

- أنا لسه مستني ردك يا درة، كنتي موافقة او رافضة، مش هزعجك اكتر من كدة، سلام يا درة
قالها ليغلق الخط لتبلع هي لعابها تنظر للهاتف هي حقا لا تعرف بما تجيب.

على جانب آخر بعيد جدا عن ذلك الجانب خلف مكتبه الفاخر يجلس ابعد هاتفه عن أذنه يعلو ثغره ابتسامة صغيرة نظر لاسمها على شاشة هاتفه تنهد يردف مع نفسه متمنيا:
- يا أما نفسي توافقي يا درة حمزة السويسي.

على صعيد قريب منه تحديدا غرفة المكتب المجاورة لمكتبه يجلس أدهم خلف مكتبه متأنقا بحلته السوداء قميصه الرمادي يعمل على جهاز الحاسب امامه على تطوير أحد برامج الحاسوب، لتتحرك يده ناحية المجلد الخاص بصورها نقر عليه لينتفتح الكثير والكثير من الصور لها ارتسم على ثغره ابتسامة حانية ينظر لصورها، ابتسامة سرعان ما اختفت، وقف من مكانه يتجه إلى تلك. النافذة الضخمة التي تحتل حائط بأكمله وقف امامها يدس يديه في جيبي سرواله يزيح رابطة عنقه قبلا، ينظر للخارج أيام منذ جاءوا منذ أن حطت الطائرة أرض دبي وهو لم يعد للبيت صباحا في العمل، ومساءا يتجه إلى أحد الفنادق ليقضي ليلته فيه، لا يرغب في رؤيتها يعرف أن قلبه الاحمق سيضعف ما أن يراها يحاول تجنبها قدر الإمكان، ولكن كيف وهو يراها في كل شئ تتجسد أمامه في لحظة بطلة أحلامه في كل ليلة، تنهد بعنف يمسح وجهه بكف يده ليجفل على صوت رنين هاتفه، التقطه من جيب سرواله ينظر للرقم ( هاشم ) الحارس الذي عينه لمراقبه مايا حتى يحميها ويخبره بما تفعل تلك المجنونة، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه يردد في هدوء:.

- ايوة يا هاشم
سمع صوت الطرف الآخر يهتف مترددا:
- أدهم باشا، في حاجة حصلت، مايا هانم راحت نايت كلاب مع واحدة صاحبتها وعمالة تشرب وترقص
اتسعت حدقتي ادهم غضبا احمرت عينيه تطلق شرر غاضب كور قبضته يشد عليها ليصيح فيه:
- وأنت كنت فين يا حيوان دا أنا هطلع عينيك، قولي العنوان بسرعة.

أخبره الحارس بعنوان الملهي، ليركض مسرعا خارج الشركة قفز في سيارته يقود بجنون متجها للملهي بعد دقائق وصل للعنوان قفز من السيارة إلى داخل الملهي اتجه، وقف يبحث عنها بعينيه هنا وهناك لتشتعل عينيه غضبا حين رآها تتمايل على ساحة الرقص بين أحضان شاب، توجه ناحيتها يحرق الأرض تحت قدميه، جذبها بعنف بعيدا عن الشاب ليلكم الأخير بعنف اسقطه أرضا يجثو فوقه يخرج شحنه غضبه فيه، بينما تقف هي شبه واعية تمكن الخمر من عقلها، قام أدهم عن الشاب قبض على مرفقها يجذبها خلفه بعنف لخارج الملهي وهي تصرخ فيه أن يتركها توجه إلى سيارته يلقيها فيها قفز جوارها خلف مقعد السائق يضعط على دواسة البنزين بعنف لتنطلق بهم تشق غبار الطريق صرخت هي فيه تحاول ضربه:.

- أنت عايز مني ايييه، إنت مش سبتني مش عايز حتى تشوفني جاي دلوقتي ليه
اوقف السيارة فجاءة لترتد بعنف في كرسيها قبض على ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها:
- جاي اشوف اختي وهي بترقص في احضان الرجالة
احتدت عينيها لتصدمه في صدره بقوة تحاول دفعه بعيدا عنها تصرخ بقهر:
- وأنت مالك مالكش دعوة بيا أنا مش اختك، فاهم مش أختك، مالكش اي دعوة بيا.

اسودت عينيه ينظر لها في حدة يتوعد لها في نفسه ابتسم ابتسامة سوداء غاضبة ليقترب من اذنيها يهمس في خبث ارعبها:
- عندك حق انتي مش اختي بس طالما انتي بقي بتحبي ترقصي في حضن الرجالة يبقئ أنا اولي ولا ايه
قالها لتنطلق ضحكاته العالية غمز لها بطرف عينيه يردف مغمغما في مكر:
- اربطي حزام الامان يا روحي عشان طريقنا طويل، وسهرتنا صباحي!

كم الوقت الآن لا يعرف ولا يهم من الأساس لا يصدق من الأساس أن ما حدث قد حدث فعلا كان فقط يعتقد أنه حلم سعيد طالما حلم به وها هو أخيرا يتحقق منذ ساعة وهو ينظر لها وهي نائمة بين أحضانه تتعلق به، مد يده يزيح خصلات شعرها التي تخفي قسمات وجهها التي تحرق قلبه عشقا ابتسم يطيل النظر لها، لن يمل لو بقي الدهر كله ينظر لها بتلك الطريقة ولكنه حقا اشتاق لها بدأ يمسح بيده برفق على وجهها يهمس باسمها بصوت خفيض لحظات وبدأ عقلها يستجيب لنداءه بتمهل بدأت تفتح عينيها ببطئ، وقعت عينيها عليه لحظات تنظر له ببلاهة عقلها لازال يترجم ما يحدث لتتوسع عينيها فجاءة شهقت بقوة تبتعد تختبئ تحت غطاء الفراش تصيح فيه حانقة:.

- يا قليل الأدب يا منحرف يا أسفل
تعالت ضحكاته الصاخبة يبعد الغطاء عن وجهها قبل جبينها قبلة طويلة يهمس بحنو:
- صباحية مباركة يا عروسة، قومي كفاية كسل الدنيا ليلت علينا، تحبي ننزل نتعشا تحت ولا نطلب الاكل هنا
غطت وجهها بالغطاء تصيح فيه من تحته:
- احبك تطلع برررررة.

تعالت ضحكاته يقرر الخروج من الغرفة يغتسل في الحمام الخارجي رفعت وجهها بعد دقائق من أسفل الغطاء تبحث عنه في الغرفة تنهدت براحة حينما لم تجده جلست على الفراش تلملم خصلات شعرها المبعثرة، تبتسم ببلاهة، قامت سريعا تغتسل وتبدل ثيابها إلى احد فستانيها الرقيقة وقفت أمام مرآتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم خجلة بحالمية، وضعت القليل من عطرها تخرج من الغرفة تبحث عن زيدان تحركت خطوتين تنظر لطاولة الطعام الشهية لتبلع لعابها باشتهاء اقتربت سريعا من الطعام تلتقط بعض لقيمات تأكلها سريعا تبحث بعينيها عنه لتنادي باسمه بصوت مختنق من كثرة ما في فمها من طعام:.

- زيدان أنت فين يا زيدان يا ابني الاكل هيبرد، دا أنت غتت انت فين يا ابني
شعرت بحركة خلفها لتصرخ فجاءة حين شعرت به يحملها خرج بها في اتجاه حمام السباحة يردد متوعدا:
- أنا غتت هنا، دا أنا هعملك وجبة لاسماك حمام السباحة
وقف بها عند حافة الحوض لتتعلق برقبته اسبلت عينيها تهمس له بنعومة:
- زيزو حبيبي أنا لوليا حبيبتك.

وكالعادة ضعف قلبه امامها لينزلها ارضا ينظر لعينيها يتوه فيها ليراها تقترب منها تعلقت برقبته، تهمس جوار اذنه بنعومة:
- زيزو غمض عينيك عايزة اوريك حاجة
حرك رأسه إيجابا يغمض عينيه يمني نفسه بالكثير ليشعر بها تبتعد عنه قليلا، لتختفس انفاسه فجاءة حين فعته تلك القصيرة من الخلف ليسقط في حمام السباحة خرج من تحت الماء ليراها تركض تجاه الغرفة تضحك شامتة:
- تعيش وتاخد غيرها يا زيزو.

ابتسم متوعدا ليستند بيده على حافة المسبح خرج من الخوض يركض خلفها يصيح ضاحكا:
- اما وريتك يا اوزعة تعالي هنا يا بت
قالها ليغلق باب الغرفة في وجوهنا بعنف، يهرول خلف سعادته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة