قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

- صحيح يا بابي احكيلك حكاية صاحب أدهم دا مجنون
توسعت عيني أدهم ذعرا ينظر لها فزعا ليس من الصعب أن يفهم حمزة مغزي الحكاية انتهي كل شئ يا أدهم، التفت حمزة برأسه لابنته يبتسم لها يردف بهدوء:
- احكيلي يا ستي حكاية صاحب أدهم.

في تلك اللحظة تحديدا توقفت دقات قلب أدهم اسودت الدنيا أمام عينيه، بينما اعتدلت مايا في جلستها تقترب من والدها ما كادت تفتح فمها تتحدث دق هاتفها بصوت اشعار مميز رسالة من احدي صديقاتها، لتلتقط هاتفها سريعا ا ابتسمت باتساع حين قرأت اسم صديقتها لتوجه انظارها إلى هاتفها تقول سريعا:
- بابي هكلم سوزي الاول
ضحك حمزة بخفة ليتنفس أدهم الصعداء لا يصدق أن الأمر على خير ما يرام بعد أن كاد يفضح أمره في ثانية.

ساعات في الطريق مايا نامت فجاءة كالارنب الصغير، رفع وجهه ينظر لها من خلال مرآه السيارة الامامية ليبتسم على شكلها المبعثر المضحك وهي نائمة، المجنونة كادت أن تكشف أمره ولكن ماذا يفعل أن كان فؤاده لا ينبض سوي لعشقها، اجفل من شروده على صوت والده يقول في هدوء افزعه:
- أنت مش ناوي تتجوز بقي يا أدهم.

توسعت عينيه للحظات بذهول تسارعت دقات قلبه يشعر بصدمة قيد يعقد لسانه بلع لعابه الجاف لا يجد ما يقوله عذرا أبي ولكني أعشق ابنتك، بصعوبة رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه يوجه انظاره للطريق كاد أن يرد ليجد حمزة يبادر قائلا بابتسامة صغيرة:
- ولو بتحب قولي ما تخبيش عليا وأنا مستعد اروح اطلبهالك النهاردة قبل بكرة أنا عايز اشوف ولادك يا أدهم.

أنا أعشق ابنتك واريد الزواج منها هل تسمح لي بذلك، جملة رددها داخل قلبه ولم يقدر لسانه على نطقها فقط ابتسم يحرك رأسه ايجابا يتمتم:
- بإذن الله يا بابا لما نرجع دبي
ابتسم حمزة ينظر لولده بفخر للحظات يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره للطريق من المرآه الجانبية رأي سيارات اخيه تتحرك خلفه لتسود خضراءه غضبا يقسم بالويلات.

ساعات مرت قبل أن تقف سيارة حمزة في حديقة عزبة كبيرة الجحم، استيقظت مايا في تلك الأثناء تنظر للنخيل والزرع ومنظر البهائم حولها، نزل حمزة اولا تليه مايا التي قفزت من السيارة تنظر حولها تبتسم كطفلة صغيرة، ومن ثم نزل ادهم يغلق زر حلته، ازاح نظراته الشمسية يضعها في جيب حلته، مد يده يتأكد من وجود مسدسه الشخصي في غمده، صحيح أن حمزة لم يخبره لما هم هنا من الأساس ولكن يشم رائحة سيئة خلف ذلك الموضوع، تأكد منها حين نظر حمزة إليهم يهتف لمايا بحزم كأنها طفلة صغيرة:.

- مايا تمسكي ايد أدهم ما تسبيش ايد اخوكي ابدااا فاهمة
نظرت مايا لوالدها بتوتر تحرك رأسها إيجابا سريعا اتجهت ناحية أدهم ما أن لمس كفها كفه شعرت به يشدد على يدها بين كفه نظرت له تبتسم ليقابل ابتسامتها بآخري قوية، إلى الداخل تقدم حمزة يتبعه أدهم يقبض على كف مايا، دق الباب ليفتح لهم ذلك الرجل الذي يعرفه حمزة جيدا « ماهر » ابن وهدان الأكبر.

افسح لهم دون أن ينطق حرف تقدم حمزة يتبعهم حمزة ومايا ارتجفت مايا تلتصق بذراع أدهم خوفا من نظرات ماهر الخبيثة...
إلى الداخل في بهو السرايا الكبير مقعد ضخم يجلس عليه كبير العائلة وهدان في شموخ لم يؤثر به سنوات عمره الثمانين، يستند بكفيه على عصاه السوداء التي تعلوها رأس افعي يسند ذقنه إلى راحه يده، ابتسم في مكر حين رأي ثلاثهم يتقدمون ناحيته، وقف حمزة بالقرب منه دس يديه في جيبي سروال حلته يغمغم ساخرا:.

- اومال ايه بموت وعايز اكفر عن غلطي في حق بنتي، ما أنت القرد اهو يا وهدان
لم لسانك احسنلك يا حمزة يا سويسي، هدر بها ماهر بحدة يتقدم جوار أبيه، ابتسم حمزة ساخرا كاد ان يرد ليصدح صوت ادهم حادا عنيفا:
- لم إنت لسانك بدل ما اقطعهولك مش حمزة السويسي اللي كلب زيك يتطاول عليه.

وجه وهدان عينيه ينظر لادهم ولتلك الصغيرة التي تتعلق بيده، نسخة عن ابنته التي لم يراها سوي مرة واحدة، ابنته التي دفعت ثمن خطيئته نذوة مع احدي الخادمات، ليتخلص منها عن طريق القائها أمام احد الملاجئ الخاصة بالأطفال، اجفل من شروده المخزي على جملة حمزة:
- اخلص يا وهدان عايز ايه مش فاضيلك
رفع رأسه عن راحة يده يرفعها لاعلي ينظر لادهم يتحداه بنظراته القاسية ليردف:.

- عايز بت بتي، تقعد معانا اهنه في بيتها وسط أهلها واعمامها
شهقت مايا من الخوف تحتضن ذراع أدهم تحرك رأسها نفيا لينزع ادهم ذراعه من يدها سقط رأسها على صدره ليلف ذراعه حول كتفيها ينظر لوهدان يحرقه بنظراته، لتصدح ضحكات حمزة الساخرة:
- بت بتك والله ضحكتني يا وهدان
تجهمت ملامح وجه حمزة اشتعلت غبات زيتونه ينظر لوهدان في حدة اقترب منه عدة خطوات إلى بات قريبا منه للغاية لتصدح زمجرته الغاضبة:.

- بنتك اللي رميتها في مجلئ، وهي عندها يوم، بنتك اللي جت ضحية نذوة وقذارة البيه مع الخدامة، يرضي مزاجه آه انما يخلف من خدامة ازاي وهدان بيه، تقوم واخد البنت راميها في ملجئ، وتعيش حياتك كأن ما فيش حاجة حصلت، يا قذر دا بنتك لما جت تشوفك رغم اللي عملته فيها طردتها، ودلوقتي عايز بنتي، زمان مايا حاشتني عنكوا، انما دلوقتي أنا على اتم استعداد اني امحيكوا من على وش الارض، أنا غلطان أن قولت راجل كبير بيموت نفسه يشوف حفيدته خمس دقائق زي ما قالي وهو بيعيط زي النسوان، يلااا يا أدهم خد اختك واتحرك.

التفت أدهم ليغادر ليجد مجموعة من الرجال يقف خلفه كسد يحول بينه وبين الباب كل منهم يحمل بندقية كبيرة الحجم، جذب ادهم مايا يخبئها خلف ظهره يجذب سلاحه من غمده يزمجر غاضبا:
- ابعدوا عن الطريق...
قاطعه صوت حمزة الذي صدح بهدوء تام:
- اهدي يا أدهم، عمك وهدان راجل عاقل مش اوي وهيسيبنا نمشي ولا ايه يا وهدان
قام وهدان من مكانه متجها ناحية حمزة يقبض عي عصاه وقف امام حمزة يبتسم ساخرا ليقول:.

- هتمشوا يا حمزة خد ولدك وامشي وسيب مايا
اتجه حمزة إلى أحد المقاعد يلقي بجسده عليه يضع ساقا فوق أخري يبتسم في ثقة:
- هنمشي كلنا وأنت بنفسك اللي هتوصلنا لباب العربية
ما كاد حمزة ينهي جملته حتى صدحت صوت صافرات عالية لسيارات الشرطة تدخل لمنزل وهدان، توترت قسمات الاخير ينظر لولده بقلق.

بينما نظر حمزة لادهم ليخفض الاخير سلاحه يضعه في غمده، دقات عنيفة على باب المنزل جعلت رجال وهدان ينسحبون للخلف تثآب حمزة ناعسا ليتحرك من مكانه بهدوء اتجه ناحية الباب يفتحه على مصرعيه ليدخل كالطوفان الكثير من العساكر خلفهم أحد الظباط، الذي وقف للحظات ينظر لما يحدث حوله ليتقدم من حمزة يصافحه مبتسما:
- حمزة باشا، خالد باشا تواصل معايا وقالي أن في حالة اختطاف بتحصل لحضرتك ووالدك...

ابتسم حمزة ينظر لوهدان يضحك ضحكة خفيفة ساخرة ليعاود النظر إلى الظابط يقول مبتسما:
- لاء ابدا واضح أن خالد فاهم الموضوع غلط، أنت عارف كرم وهدان بيه حلف طلاق تلاتة اننا لازم نقعد بالعافية كرم ضيافة بقي، دا حتى هيوصلنا بنفسه لحد العربية ولا ايه يا حمايا.

احتقن وجه وهدان غضبا ابتسم في غيظ يأكله يحرك رأسه إيجابا، ليسير خلفهم رغما عنهم بينما يسير حمزة في الأمام بصحبه ولديه والظابط الذي هو في الأصل أحد اصدقاء خالد...
وقف حمزة مع الظابط جوار سيارة الشرطة يقول مبتسما:
- احنا آسفين جدا على الازعاج كان سوء تفاهم ليس الا
ابتسم الظابط يقول في حبور:
- يا باشا ما تقولش كدة، دي واحدة من جمايل خالد باشا علينا...

ودع حمزة الظابط الذي اصر أن ترافق سيارة الشرطة سيارتهم إلى ان يخرجوا من البلد، اتجه حمزة إلى سيارته ليجد وهدان يقف جوارها يكاد يتميز من الغيظ اقترب منه يهمس ساخرا:
- مش قولتلك هتوصلنا بنفسك، نصيحة مني ما تخلنيش اشوف وشك تاني، المرة الجاية هيبقوا بيوزعوا قرص على روحك، سلام.

قالها ليبتسم متوعدا يلوح له وداعا، استقل مقعده جوار أدهم الذي يجلس على صفيح ساخن كان يريدون أخذ مايا منه بتلك البساطة، يستحقون ما فعل، اجفل من شروده على صوت حمزة يقول ضاحكا:
- بتلعب من ورايا يا أدهم
تعالت ضحكات أدهم تصدح في السيارة بقوة يحرك رأسه إيجابا يتشدق متلذذا:
- يستاهل، نفسي اشوف وشه لما يدخل يلاقي السرايا بتنور.

ما حدث حقا استغل أدهم انشغال الجميع في الحديقة مع حمزة والشرطة، ليخرج قداحته اشعلها يرميها على احد الارائك المصنوعة من القماش والقطن تاركا نور العلم يشتعل داخل قصرهم
ربت حمزة على كتف أدهم يقول مبتسما في فخر:
- من شابة اباه فما ظلم عارف لو عمك خالد كان زمانه نزل فيهم ضرب انما احنا بناخد حقنا بدماغنا.

التفت ينظر لابنته ليجدها تجلس مستكينة صامتة عينيها حزينة دامعة، طلب من أدهم أن يوقف السيارة لينزل من مقعده يجلس جوارها وضع رأسها على صدره يربط على شعرها بحنو يهمس لها:
- انتي خفتي لنسيبك بجد ولا ايه يا عبيطة، بابا كان هيسيبك بردوا
حركت رأسها نفيا ببطئ ترفع يدها تمسح دموعها المتساقطة بعنف تهمس بخفوت:
- أنا صعبان عليا ماما اوي يا بابا، ازاي باباها ما عندوش قلب ويعمل فيها كل دا.

ابتسم حمزة متألما ليشدد من احتضان ابنته يهمس لها بحنو:
- حبيبتي نامي وما تفكريش في حاجة
حركت رأسها إيجابا تغمض عينيها دقائق لتغط في نوم عميق حزين على صدر حمزة، بينما أدهم يراقبهم من الأمام يتمني لو يصبح هو مكان ابيه.

يجلس في سيارته الفخمة أسفل العمارة السكينة التي بها شقته ينتظر زوجة اخيه بين دقيقة وأخري، وجدها تخرج من العمارة متجهه ناحية سيارته فتحت بابها تستقل المقعد المجاور له تلقي عليه التحية ليدير السيارة متجها بها إلى حيث يريد بعد دقائق دون أن يلتفت إليها يغمغم في هدوء:.

- اللي انتي بتعمليه دا مش صح، كونك غضبانة من عمر ودا حقك بعد اللي حصل، ما يدكيش الحق أنك تمعنيه عن بناته ولا تمنعي البنات عنه، عمر فاق وندم وبيحاول يصلح اللي باظ
نظرت لشقيق طليقها بحدة للحظات لتقبض على حقيبتها تغزر فيها اظافرها تصيح غاضبة:
- دول بنااااتي أنا، مش بناته هو، اخوك خلاص خرج من حياتنا بلا رجعة، قوله يبعد عني وعن البنات، ينساني وينساهم.

اوقف خالد السيارة امام شركة السويسي للمقاولات، التفت لزوجة اخيه ينظر لها بحدة ارعبتها جلعت نابضها يرتجف خوفا منه لتسمع صوته يهمس بصوت حاد مخيف:
- صوتك ما يعلاش قدامي تاني، ما فيش واحد ولا واحدة فيكوا صوته يعلي على صوتي
وإياك يا تالا تمنعني عمر عن البنات والعكس، مش عايزة تشوفئ خلقته تاني حقك انما دول بناته مش بناتك انتي لوحدك، ما تخلنيش اخد صف عمر يا تالا، ساعتها مش هتشوفي بناتك تاني، مفهوم.

نظرت له فزعة ترتجف ذعرا مما قال لتحرك رأسها إيجابا سريعا تبلع لعابها الجاف، الفكرة نفسها ترعبها، فتح خالد باب سيارته ينزل منها لتتبعه تالا في صمت، إلى أين لا تعرف فقط تمشي خلفه عينيه عن وجه واحد فقط بين جموع الناس، وصلت معه إلى باب اسود كبير، فتح دفتي الباب ليدلف للداخل وهي خلفه كالعادة بلعت لعابها تشعر بالنابض ايسرها يكاد ينفجر وهي تري كل ذلك الكم الكبير من الناس فئ الغرفة وهو بينهم، ينظر لها متعجبا لا يفهم ما يحدث كل ما يعرفه أنه اجتماع عاجل، ماذا تفعل هي هنا في الاجتماع، اتجه خالد إلى رأس الطاولة يشير لتالا بعينيه إلى مقعد قريب منه لتتقدم تجلس عليه، حمحم خالد بحدة ليوجه الجميع أنظارهم اليه عدا عمر!

لحظات صمت وصدح صوت خالد يهتف في عجلة:
- اجتماع قصير، كام قرار عايزهم يتنفذوا من النهاردة
واحد مهندس الشبكات المسؤول عن كاميرات المراقبة وسيستم معاملات الشركة هيجيلك مندوب مهندس ممتاز من شركة H. A هيحدث السيستم، بواحد جديد صعب اختراقه
اتنين، مدير قسم المهندسين فئ الشركة افتح باب تدريب حديثي التخرج بمرتبات كويسة...

ثلاثة مدام نهال سكرتيرة باشمهندس على نائب رئيس مجلس الإدارة واخدة أجازة وضع طويلة، استاذة تالا هتشتغل مكانها لحد ما ربنا يكرم
عند تلك النقطة انتفض عمر ينظر لأخيه بصدمة ممتزجة بغيظ مما يفعل...
أربعة في زيادة عشرين في المية من الشهر الجاية للموظفين الصغيرين وعمال البوفية والنضافة انتوا بتاخدوا كل شهر على قلبكوا قد كدة
وبس اللي عنده اي استفسار يرفع ايده.

رفع معظم الجالسين ايديهم نظر خالد لهم يبتسم ساخرا ليلتقط سترة حلته يلقيها فوق ذراعه يغمغم متهكما:
- طيب ولا كأني شوفت اي حاجة، سلام
قالها ليترك المكان بأكمله يغادر إلى سيارته بدأ الجمع بالرحيل من غرفة الاجتماعات ليبقي هو ينظر اليها يترجاه بنظراته النادمة أن تسامحه، بينما كانت تنظر له ببرود تام لا تهتم حقا ما كسره في قلبها لا يعوض بسهولة متجهة للخارج حين سمعت صوت « على » يقول:.

- تعالي ورايا يا تالا عشان اعرفك على الشغل.

في الخارج استقل سيارته يدير محركها، التقط هاتفه من جيب حلته يطلب رقم أخيه لحظات سمع صوت اخيه ليسأله بترقب:
- كل حاجة تمام
سمع صوت حمزة يقول ببساطة:
- تمام ما تقلقش احنا في الطريق على بيتك
اتسعت ابتسامة خالد يحرك رأسه إيجابا يغمغم:
- هكون في انتظارك يا دون يلا سلام
اغلق مع اخيه الخط يبتسم في مكر يتذكر ما حدث صباح اليوم
Flash back
- جهزت اللي قولتلك عليه.

ترك خالد كوب القهوة من يده يبتسم نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجه حمزة حرك رأسه إيجابا يقول في خبث:
- جاهز يا دون ومستنيك، بس اقعد واسمعني، تعالا نلعبها في الجديد
قطب حمزة جبينه ينظر لاخيه متعجبا، ليجلس على المقعد المقابل له يسأله:
- يعني ايه!
ابتسم خالد في خبث اسود يعود بظهره إلى ظهر المقعد يضع ساقا فوق الأخري يكمل مبتسما:.

- يعني أنا اقدر اجيبلك رجالة بعدد شعر راسك يهدودها عليها واطيها، وكدة كدة هتروح ومعاك حرس، بس باختلاف بسيط، يسري صلاح، زميل قديم في كلية الشرطة ليا عنده كام جميل، هتصل بيه يروحلكوا على هناك وهو مش هيرفض واحد زي وهدان ما يخفش من الرجالة والسلاح قد ما يخاف من الحكومة، الميري بردوا ليه هيبة، أنت بس كل اللي عليك ترن عليا اول ما توصل بيت وهدان وسيب الباقي عليا.

بادله حمزة الابتسامة السوداء ذاتها، يحرك رأسه إيجابا
وهذا بالظبط ما حصل اتصل هو بصديقه القديم يخبره بما يريد
Back
خرج من شروده يبتسم باستمتاع، يرتب اولوياته، لينا تزوجت
تالا وعمر في خانة التأديب
بدور وانتهت مشكلتها
حسام، زيدان أخبره بكل شئ عنه سلفا.

في سرايا وهدان بجهد شاق استطاعوا السيطرة على الحريق بعد أن اكل اثاث الطابق الاخري كله تقريبا...
تهاوي وهدان على على أحد المقاعد قي الحديقة دمه يتشغل أكثر من اشتعال سرايته، حمزة ذلك الخبيث عرف جيدا كيف ينهي خطته قبل أن تبدأ من الأساس
جز على أسنانه يكور قبضته يشد عليها، التفط هاتفه الصغير يطلب رقم ولده الاصغر، لحظات وانفتح الخط ليبارد عز الدين هاتفا بتلهف:
- ها يا حج المشكلة اتحلت الحمد.

شد وهدان يده على الهاتف ينظر للفراغ غاضبا من الجميع، ليهمس بصوت حاد:
- المشكلة اتنيلت واتعقدت ما عدتش قدامنا غير بتك سهيلة، بكرة ولا بعده بالكتير تكون عندنا عشان نرتب فرحها على ابن دكتور رشيد، ومش عايز كلمة لاء يا عز الدين
افضي كل ما يجيش في صدره ليغلق الخط في وجه ولده دون أن يسمع منه كلمة اعتراض واحدة.

تململت في نومتها تمد يدها تبحث عنه هنا وهناك لا اثر له غادر الفراش باكرا او هي تأخرت في النوم، فتحت عينيها قليلا تتثآب ناعسة تتحسس بأصابعها موضع نومه تبتسم في حنو، رغما عنها دمعت عينيها تتذكر ما حدث قبل سنوات ولم يذهب من بالها ابدا
Flash back
بالله عليك يا خالد ما تروحش، هتفت بها تتوسله تحاول اعتراض طريقه وهي متقدم لا شئ يوفقه اقتربت منه تعانقه بقوة تهمس باكية:.

- عشان خاطري ما تروحش قلبي مقبوض اوي مش هتعدي على خير عشان بنتك مش عشاني لوليتا الصغيرة
ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده مال يقبل جبينها يغمغم بصوت دافئ حنون:
- عشان خاطر لوليتا وامها أنا لازم اروح
حركت رأسها نفيا تبكي بعنف تتعلق بعنقه تمنعه من القدم تصيح باكية:
- وحياتي عندك يا خالد ما تروحش دا في سينا يا خالد لالالا مش هسمحلك تروح
ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه يبتسم بفخر مغمغما:.

- سينا أرض الشهدا يا لينا ولو اتروي ارضها بدمي دا يبقي شرف ليا، ادعيلي، وخلي بالك من نفسك كويس
قالها ليغادر دون كلمة أخري، لتنهار هي ارضا سقطت على ركبيتها تشهق في بكاء عنيف خائف مرير، تتلمس روحه الغائبة يوم يليه الثاني والثالث عشرة ايام ولا خبر واحد عنه تكاد تموت ذعرا في كل لحظة...

إلى أن جاء ذلك اليوم المشئووم كعادتها كانت تجلس تنتظره ليدق جرس الباب ابتسمت تهرول ناحية الباب تفتحه بقوة لتتسع ابتسامتها حين رأت محمد يقف أمامها يخفض رأسه أرضا ابتسمت تسأله:
- محمد حمد الله على سلامتك خالد فين، هو عامل مقلب ومستخبي كالعادة
طال صمت الأخير لتختفي ابتسامتها شئ فشئ، انتفض فؤادها ذعرا اقتربت منه تغرز اظافرها في ذراعيه تسأله فزعة:
- بطلوا هزاركوا السخيف دا خالد فين.

في تلك اللحظة رفع محمد وجهه لتفزع من مشهده عينيه حمراء كالجمر، دموعه لا تتوقف، ملامحه مكفهره حزينة مقهورة، مد كف يده المقبوض يبسطه أمام وجهها لتتسع عينيها فزعا حين رأت دبلة خالد الفضية عرفتها رغم كونها لا تظهر تقريبا من الدماء التي تغطيها لتسمع آخر ما يمكن أن يصدقه عقلها:
- خالد مات يا لينا!

نطقها محمد بصوت خفيض باكي ليجهش بعدها في بكاء عنيف، بينما تقف هي تنظر له ذاهبة عقلها يرفض استيعاب تلك الجملة التي نطقها صديقه للتو، اتسعت ابتسامتها المصدومة تنظر له بالطبع يمزح مقلب سخيف كما اعتاد خالد أن يفعل، لن يخدعها مجددا باتت تعرف مقالبه جيداا، ضحكت ضحكة خفيفة تقول مبتسمة:
- بطل هزار يا محمد وقول لصاحبك الرخم اني قفشت المقلب بتاعه هو فين بقي، خالد فين بقي.

لم يرد عليها بلسانه بل تعالت شهقاته كان حرفيا ينتحب كطفل صغير فقد أمه، لتتلاشي ابتسامتها تتصادم دقات قلبها اقتربت منه تقبض على ذراعيه بيديها تسأله في ذهول:
- خالد فين يا محمد، رد عليا عشان خاطري هو جاي وراك طيب، اتأخر وهيجي بعد شوية، أنا مستنياه.

لم يرد من جديد بل تهاوي ارضا على أحد درجات السلم يخفي وجهه بين كفيه ينكس رأسه لأسفل يبكي بلا توقف، ليبدأ عقلها قليلا فقط بإستيعاب ما يقول تقريبا خالد ربما يتأخر قليلا إلى متي، انطفئ قلبها عن العمل يعجز حتى عن النبض تنظر لمحمد فزعة عينيها متسعتين على وشك الخروج من مكانها لتصرخ بحدة في وجه صديقه:
- خاااالد فين يا محمد رد عليا، خالد هيجي امتي أنت مش كنت معاه، هو فين عشان خاطري هو فين.

بلا وعي بدأت انهار عينيها بالفيضان تغرق صفحة وجهها الملتاع تصرخ تنوح باكية:
- خااالد فين يا محمد، عشان خاطري قولي هو فين، طب هيجي امتي، أنا هستناه أنا مستنياه، هو قالي انه راجع...
سقطت على ركبتيها أمامه تقبض على ذراعيه تصرخ تبكي تنوح:.

- أنت بتعيط ليييه بطل عياط، خالد فين، خالد فين، قوله الهزار دا وحش، قوله إنت وعدتني ترجع، لا لا يا محمد، هو جاي، هو جاي، قوله لوليتا مستنيه بابا، خالد فين يا محمد عشان خاطري وحياة بنتك قولي أنه راجع، هيتأخر شوية بس جاي، قولي اني هترمي في حضنه، قولي أنه لا لا لا يا محمد خالد عايش، خالد عايش أنت مش فاهم، هو وعدنننني اني هيرجع، قوله يرجع والنبي
ياا خااااااالد.

ظلت تصرخ تصرخ إلى أن فقدت الوعي سقطت أرضا تذهب إلى عالم خاص بها وبه هما فقط، أيام وعقلها يرفض الاستيقاظ، يرفض استيعاب تلك الحقيقة البشعة، حين بدأت تفتح عينيها من جديد، كانت على فراشها، نظرت حولها ذاهلة، ألم بشع ينخر قلبها قبل جسدها، لحظات فقط ليمر ما حدث أمام عينيها توسعت عينيها فزعا هبت جالسة لتشعر بوخزة قاسية تنخر يدها نظرت ليدها لتجد انها نزعت سن ابرة المحلول من يده ليجرح كفها بعنف وتتساقط الدماء تغمر الفراش، لم تهتم فقط تبحث عنه بعينيها هنا وهناك، حاولت التحرك لتعجز عن ذلك جسدها ثقيل متعب، انهمرت دموعها تصرخ باسمه:.

- خالد أنت فين، خاااالد يا خاااالد، خالد عشان خاطري تعالا، خاااالد ما ينفعش تسيب لوليتا، ياااااااااااارب رجعهولي ياااااااارب
دخلت فريدة سريعا على صوت صراخ ابنتها تبكي منهارة على موت خالد، ابنها الذي لم تنجبه وانهيار ابنتها بذلك الشكل، هرولت ناحيتها سريعا تعانقها تحاول تهدئتها قليلا، لتنتفض لينا عن حضنها تدفعها بعيدا عنها بعنف تصرخ فيها غاضبة:.

- انتي لابسة اسود ليه، بتعيطي ليه، خالد عايش، خالد مش هيسيبني، انتي فاهمة، ولادي فين، ولادي فين
دخل زيدان فقط على صوت لينا شاحب يبكي يرتجف طفل صغير في التاسعة من عمره، فتحت لينا له ذراعيها ليهرول ناحيتها يبكي بين احضانها يهمس من بين شهقاته:
- هو خالو مش هيرجع زي بابا يا ماما
توسعت عيني لينا فزعا تبعد زيدان عن حضنها تبتسم في اتساع مؤلم تحرك رأسها نفيا بعنف:.

- خالو عايش، خالو عايش يا حبيبي هو اتأخر شوية بس جاي، بس هو عايش ما تسمعش كلامهم
هنا صرخت فريدة محتدة خائفة على ابنتها من حالتها تلك قبضت على ذراعيها تهزها بعنف:
-فوقي يا لينا انتب كدة هتتجني خالد مات فاهمة يعني ايه مات يعني مش هيرجع
نظرت لينا لها بخواء عينيها جليد مصمت روحها ليست هنا، روحها هناك معه حركت رأسها نفيا بعنف:
- انتي كدابة، خالد عايش وهيرجع، امشي اطلعي برة، بررررررة.

غص قلب فريدة ألما على حالة ابنتها لتأخذ زيدان معها وتخرج من الغرفة، وضعت لينا يديها على أذنيها تتجاهل كل ما سمعته تتحرك للأمام وللخلف تتمتم تبكي تنوح:
- خالد عايش، خالد عايش، هما بيكذبوا، هيرجع، هيرجع، هيرجع
بدأت تصرخ وتتعالي صرخاتها بجنون ليدفع جاسم باب الغرفة يهرول للداخل وخلفه الطبيب الخاص بحالتها ما أن اقتربت جاسم منها قبضت لينا على تلابيب ملابسه تصرخ فيه:.

- والنبي يا بابا رجعلي خالد عشان خاطري مش أنت بتحبني رجعهولي والنبي مش هقدر اعيش من غيره
بكي جاسم يرثي حالة طفلته الصغيرة يحرك رأسه إيجابا لعلها فقط تهدئ، لم يكن الطبيب بحاجة لحقنها لأي مهدئ فهي ذهبت بملئ إرادتها إلى عالم احلامها الخاص.

شهر مر بعد تلك الحادثة شهر لا أحد يعلم كيف مر، اوقف محمد سيارته عند بوابة الفيلا الخارجية نزل منها يرتدي اسود في اسود ملامحه مجهدة شاحبة منطفئة عينيه كالجمر حمراء ملتهبة اتجه للداخل ليقف في الحديقة لينظر لتلك الجالسة على درجات السلم الخارجية اشبه بجثة حية، نحيفة للغاية شعرها اشعث، تبكي بلا توقف جسدها يرتجف تحتضن جسدها بذراعيها عينيها معلقتين ببوابة المنزل تبحث عنه بلهفة، خرج من شروده حين اقتربت فريدة منه ليسألها متألما:.

- هي ما بتقومش من هنا
نظرت فريدة لابنتها لتدمع عينيها ألما على حالتها عاودت النظر لمحمد تحرك رأسها نفيا تهمس بقهر:.

- لاء ما بتتحركش لا بتاكل ولا بتشرب، أنا وديت لوليتا وزيدان عند شمس من كتر ما هي في دنيا غير الدنيا، ليل نهار قاعدة زي ما انت شايف لحد ما يغمي عليها من التعب يشيلها جاسم ويطلب الدكتور يجي يعلقلها محاليل واول ما تفوق تشيل المحاليل من ايدها وترجع تقعد زي ما انت شايف، أنا خايفة عليها اوي يا محمد كدة هتموت.

حاول أن يقول اي شئ ليطمئنها ولكنه حقا لم يجد هو نفسه لم يعد كما كان انطفئت روحه للأبد بالكاد يحي يصمد، ترك فريدة ليتجه ناحية لينا جلس جوارها دون أن يتحدث بحرف فقط ينظر للطريق كما تفعل هي ليجدها تهمس في هدوء مؤلم:
- هيرجع، صدقني هيرجع.

على صعيد آخر في منطقة شمال سينا تحديدا في مستشفي صغيرة في بير العبد، فراش صغير يحوي جسده الضخم الملتف بالكثير من الضمادات الطبية جروح جسده بالغة خطيرة في غيبوبة لم يفق منها إلى الآن، اقترب طبيب شاب من فراشه يفحصه، لتقترب الممرضة منه تسأله:
- هو حالته ايه يا دكتور
ترك الطبيب رسغ يده بهدوء ينظر للممرضة يعدل من نظارته الطبية يتمتم بعملية:.

- جراحه بتشفي بسرعة، بنيان جسمه قوي استحمل وبدأ يتعافي، كويس أن في ناس لحقته وجابته على هنا والا كان مات، والمفروض في اقرب وقت يفوق من الغيبوبة...
قاطعت الممرضة كلام الطبيب تهمس سريعا في تلهف:
- دكتور دا بيتكلم
اقتربت الممرضة منه تقرب اذنها منه لتسمع فقط تمته خافضة متعبة باسم واحد:
- لينا، لينا، لينا.

ابتدي يفوق، قالها الطبيب بهدوء وعملية ليقف مترقبا ينظر لذلك وهو يبدأ بصعوبة بفتح بؤبؤ عينيه ليطل على الدنيا من جديد، حرك رأسه للجانبين ببطء ليتأوه من الألم، التفت برأسه لذلك الصوت حين سمعه يقول:
- حمد الله على السلامة
نظر لذلك الطبيب للحظات ليحرك لسانه يهمس بصوت ثقيل متحشرج:
- أنا فين، أنت مين
ابتسم الطبيب ببشاشة ليجلس على حافة الفراش جواره يفحص مؤشراته الحيوية يتمتم في عملية:.

- أنا يا سيدي دكتور طارق، الدكتور المسؤول عن حالتك، السؤال الأهم بقي انت عارف أنت مين
نظر خالد له بتعجب للحظات يقطب جبينه ليحرك رأسه إيجابا يتمتم بتعب:
- آه أنا خالد السويسي، باقي الفريق فين
ابتسم الطبيب يسأله بهدوء:
- فريق ايه انت لاعيب كورة
نظر خالد له بحدة يحرك رأسه نفيا يقول في حدة رغم صوته الضعيف:
- أنا العقيد خالد السويسي يا ظريف، أنا عايز موبايل ولا تليفون.

حرك الطبيب رأسه إيجابا سريعا ليخرج هاتفه الشخصي يعطيه له يكتب رقم محمد بصعوبة بما أنه الرقم الوحيد الذي يحفظه القي الهاتف جواره على الوسادة يفتح مكبر الصوت لحظات وأجاب صديقه ليسمعه يقول بصوت ثقيل مهموم:
- السلام عليكم مين معايا
بلع خالد لعابه الجاف يتمتم بصوت خفيض متعب:
- أنا خالد يا محمد.

خالد مين وازاي وفين أنت بتستظرف يا جدع أنت، كلمات متداخلة سريعة متلعثمة سمعها تخرج من صديقه ليقاطعه بصوت حاد متألم:
- أخرس يا حيوان ايه راديو يخربيت رغيك عيل فقر
عيل فقر يبقي خالد، انت فين يا خالد، أنا هجيلك حالا: صرخ بها محمد بتلهف ليسمع بعدها صوت شهقات بكائه وصوته يتمتم بكلمة واحدة « الحمد لله يا رب، الحمد لله ».

ابتسم بخمول متعب ليسأل الطبيب على عنوان المستشفى املاه لصديقه، ليغلق معه الخط يريح رأسه على الوسادة ليغط في النوم رغما منه متعب للغاية مما حدث...

ساعات مرت لتصل سيارة محمد إلى تلك المشفي البعيدة، نزل منها يركض كالمجنون يبحث عنه بين الغرف هنا وهناك، إلي أن وجده في أحدي الغرف، وقف للحظات متصمنا ينظر له يبكي من الفرح ليهرول ناحيته يعانقه بعنف، فتح خالد عينيه ينظر لصديقه يبتسم متعبا ليرفع يده يربط بها على رأس صديقه لينفجر الأخير في البكاء يهمس من بين شهقاته:
- الحمد لله يا رب، خالد أنت عايش، لينا كان عندها حق.

عند تلك النقطة ابتعد خالد عن محمد يسأله قلقا:
- لينا يا محمد طمني عليها، هي عاملة أنا بقالي شهر هنا، أنت قولتلها ايه طمني عليها
نكس محمد رأسه يقص عليه ما حدث، رفع رأسه حين انتهي ليجد عيني خالد تدمع حين مر بباله حالها من كلام صديقه ليهتف محمد سريعا:
- ابوس ايدك حتى لو تعبان قوم معايا، لينا هتموت أنت مش متخيل حالتها عاملة ازاي، دي بتموت بالبطئ.

حرك الأخير رأسه إيجابا ليسرع محمد باحضار الطبيب بعد مناقشات ومنواشات طويلة وافق الطبيب على خروجه احضر محمد له عصا طبية يستند عليها يتحرك ليستقل السيارة جوار صديقه قلبه ينتفض بين اضعله لا مجال لأي ألم جسدي الآن، شعوره بالذعر عليها يطغي على اي شعور آخر...
على صعيد آخر تجلس كما هي تبكي الجو بارد جسدها يرتجف فقط تحرك رأسها نفيا تبحث عنه بعينيها، سمعت صوت والدتها تتوسلها باكية:.

- يا لينا يا حبيبتي ابوس ايدك كفاية كدة هتموي يا بنتي، أرضي بالأمر الواقع خالد مات
حركت رأسها نفيا بعنف تشدد من احتضان جسدها بذراعيها، تتنفس بثقل وبطئ من بروده، اقتربت فريدة تضع شال ثقيل على جسد ابنتها لتمد لينا يدها تنزعه تلقيه بعيدا تتمتم مع نفسها:
- إن ما جاش أنا هروحله، أنا هروحله.

ساعات وهي على حالتها تلك كادت رأسها أن تسقط نائمة من شدة البرد، ليصدم عينيها ضوء سيارة عالي وقفت في الحديقة ليلا، سيارة محمد، نزل منها محمد سريعا ينظر للينا يبتسم باتساع ليهرول ناحية الباب الآخر يفتحه، لتقطب جبينها متعجبة تراقب ما يفعل، عصي طبية حذاء أسود، رفعت وجهها ببطئ تنظر للذي نزا للتو يستند على صديقه لتتوسع عينيها بذهول أن كان حلما تمنت الا تستيقظ من جديد، تلتهم عينيها وجهه تنساب دموعها تغرق وجهها المتعب المريض، تتمتم في نفسها برجاء:.

- يا رب ما يبقاش حلم زي كل مرة
اجفلت على صوت محمد وهو يقول بتلهف:
- خالد اهو، خالد عايش، كلامك كان صح يا لينا.

عصفت الصدمة بكيانها لتقف بصعوبة جسدها يرتجف قدميها كالهلام، تتحرك ناحيته تمشي كطفلة صغيرة تخطو اولي خطواتها متعثرة سقطت في طريقها اليه ليترك هو صديقه يتحرك ناحيتها يحاول ان يسرع خطواته، ليجلس على ركبتيه ارضا أمامها، يرفع جسدها الملقي ارضا لتختفي انفاسها ترفع يديها تتحسس وجهه تبتسم تبكي تعجز عن النطق، لتلقي بنفسها بين ذراعيه تصرخ بعنف داخل صدره تخرج كل ما احتبست في صدرها طوال المدة الماضية تشد يديها حول رقبته تعيد روحها لمكانها من جديد.

Back
خرجت من بحر ذكراها السوداء على يده حين التفت بعبث حول جسدها يسقط رأسه على كتفها كما يفعل دائما يقول مشاكسا:
- يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل
خرجت منها ضحكة خفيفة لتمد يدها تمسح دموعها المتساقطة، لاحظها هو ليلف جسدها ليصبح وجههر مواجها له يسألها قلقا:
- بتعيطي ليه.

حركت رأسها نفيا تضع رأسها على صدره تشد على جسده ليبتسم متألما ذكري سوداء لن تنساها ابدا، قضت سنة كاملة بعد ما حدث تستيقظ كل ليلة تصرخ باسمه ومع مرور كل تلك السنوات لم تنسي ابدااا
ابعد رأسها عن صدره يشاكسها بمرح وهو يمسح دموعها:
- يا منبع النكد يا برميل الكائبة، حد يعيط على الصبح كدة، يلا يا بسبوسة ننزل نفطر
ضحكت تحرك رأسها إيجابا تهمس بصوت متحشرج من أثر البكاء:
- اتصل بزيدان يجي يفطر معانا.

اختفت ابتسامة خالد المرحة يقلب عينيه مللا يقول ساخرا:
- جاي يا اختي من غير ما اتصل بيه، عيل سمج اقوله ما عندناش فطار يقولي هجيب فطاري وأنا جاي
ضحكت بضحب تتعالي ثتلج قلبها من أثر تلك الذكري القاسية لتقول من بين ضحكاتها:
- مش ممكن يا خالد أنت غلبت عادل إمام في عريس من جهة أمنية
ابتسم بزهو يرفع تلابيب ملابسه بغرور يقول في مرح:
- ايوة وأنا صغير كان بيقولولي يا محمود.

عادت تضحك من جديد تنظر له تشبع عينيها من قسمات وجهه لا تعرف ستظل تعشق ذلك الرجل، دفعته في صدره تغمغم ضاحكة:
- طب انزل يا عم خطاب انت على ما اغير هدومي
تراقصت ابتسامة خبيثة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا ينظر لها ببراءة الأطفال في عينيه، تحركت متجهه لغرفة الملابس، ليتحرك خلفها التفت خلفها تغلق باب غرفة الملابس لتجده يقف خلفها يود الدخول دفعته تحاول ابعاده تصيح مذهولة:
- أنت رايح فين يا عم انت.

اشار الى غرفة الملابس يسبل عينيه ببراءة مردفا:
- هي للسيدات فقط I am so sorry
حركت رأسها نفيا يآسه من أفعاله المجنونة تضحك بخفوت التفتت تغلق الباب لتجده يضع ساقه يمنعها من غلق الباب نظرت له متعجبة لتجده يغمز لها بطرف عينيه اليسري يغمغم بخبث:
- بقولك ايه ما تيجي معايا وأنا بحلق دقني، أنا مش فاهم ايه قلة الأدب في الجملة، بس تعالي معايا وأنا بحلق دقني.

حسنا كانت تبكي منذ قليل والآن تكاد تدمع من الضحك وهو كذئب ماكر استغل فرصة انها تضحك ليدخل إلى الغرفة يغلق الباب عليهم
من الداخل، لنتحرك بالكاميرا من خارج غرفة الملابس ومن خارج غرفة النوم نغلق الباب عليهم تاركين خالد مع بسبوسته.

في غرفة لينا السويسي استيقظت قبل قليل فقط تنظر من خلال من شرفة غرفتها المغلقة شاردة تفكر في ذلك الحلم الغريب ترقص بين ذراعي زيدان، ومعاذ يقف هناك ينظر لها يعاتبها بنظراته الصامتة، رغبت في التحرك والذهاب اليه تحركت خطوتين لتجد زيدان يقبض على يقبض رسغ يدها ملامحه مخيفة قاسية متوحشة، توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يقف هناك بعيدا ينظر لها يبكي في صمت، وزيدان يقف هنا مرة أخري يقبض على يدها كوحش ضاري.

اجفلت من شرودها بذلك الحلم الغريب على يدي جاسر تضع على عينيها يغمغم مرحا:
- صباحو يا لولا
ضحكت بخفة تلتفت له تطوق عنقه بذراعيها تغمغم ضاحكة:
- جوجو الرخم وحشتني أوي، اسكت عايزة احكيلك بلاوي
في الاسفل وصلت سيارة حمزة لتقفز مايا منها تصفق بحماس تهتف مبتسمة كالاطفال:
- هيييه في حضن انطي لينا، وهضايق عمو خالد.

ضحك حمزة وادهم على ما تقول ليتوجهوا معا إلى داخل الفيلا، في تلك الأثناء كانت تنزل لينا بصحبة جاسر على سلم البيت، أسرعت لينا تعانق حمزة، بينما ضحك جاسر صافح ادهم اولا ليقترب من مايا يقرص وجنتها الحمراء يغمغم ضاحكا:
- مايا باربي أم صوت مسرسع عندنا يا مرحبا
نفخت مايا خديها بغيظ طفولي ليتجهم وجه ادهم ينظر لتلك النظرات الحاليمة التي يرميها جاسر تجاه مايا، لتشتعل دماءه غضبا.

نزل خالد بصحبة لينا في هذه الاثناء لتركض مايا ناحية لينا تعانقها بقوة تصيح بسعادة:
- انطي لينا وحشاااااني كتتتتييييير اووووي هنام في حضنك بليل صح
ضحكت تقبل جبين الصغيرة تحرك رأسها إيجابا ليمسك خالد تلابيب ملابس مايا من الخلف كالارنب يرفعها عن الأرض قليلا لقصر قامتها:
- بت انتي ابعدي عن مراتي...
أخرجت مايا طرف لسانها تغيظ خالد عقدت ذراعيها أمام صدرها تبتسم في اتساع:.

- لاء بردوا أنا اللي هنام في حضن انطي، ايام كتتتتتييييير وانت لاء
ضيق خالد عينيه ينظر لها في غيظ طفولي لتبادله نفس النظرات، دفعها ناحية ابيها برفق يغمغم في حدة مصطنعة:
- خد بنتك يا حمزة بعيد عني.

توجهوا جميعا إلى غرفة الطعام عدا خالد كان يتحدث في هاتفه مع «على» يفهمه تحديدا ما عليه فعله، دخل زيدان في تلك الاثناء قميص ازرق غامق وسروال اسود رائحة عطره تفوح في الأجواء، يبدو كبطل أحد الأفلام السينمائية اغلق خالد الخط مع على ينظر لزيدان يبتسم ساخرا:
- ايش ايش ايش، توم كروز داخل علينا ايه القرف دا
ابتسم زيدان في ثقة يدس يديه في جيب سرواله يغمغم باستفزاز:.

- أنا قولت اجي أفطر مع مراتي، اصلها وحشتني أوي، مراتي بقي
تجهم وجه خالد غيظا ينظر له غاضبا يحاول إخفاء غيرته مما يقول ذلك الأحمق، ليتوجه إلى غرفة الطعام وزيدان يسير جواره، اقتربا من الغرفة لينظر خالد لزيدان يبتسم باستمتاع ينظر إلى ذلك الغيظ المتأجج في عيني زيدان، حين رأي لينا تجلس جوار جاسر يتشاكسان ليحملها جاسر على ظهره يتعاركان، تنهد خالد يهمس بتلذذ:
- شكلك حلو وأنت متغاظ.

ضحك عاليا متشفيا ليتجه للغرفة وزيدان خلفه، اتجه زيدان ناحية لينا وجاسر يجلسان متجاوران لا فراغ بينهما، يبحث عن حل فما كان منه الا أن حمل الكرسي بلينا الجالسة عليه لتشهق الاخيرة فزعا تتمسك بالمقعد جيداا، وضع كرسي بين لينا وجاسر ليجلس بينهما ينظر للاخير يبتسم باصفرار
شعرت مايا بالغيرة مما حدث لتتجه إلى باب الغرفة تشد مقعدها تجلس عليه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.

- ماليش دعوة أنا كمان عايزة حد يشلني زي لينا.

كاد جاسر أن يقوم ليوجه له أدهم نظرة جمر مشتعلة لم تخفه ولكنه حقا لم يفهم سر تلك النظرة القاسية، قام ادهم من مكانه متجها إليها حمل الكرسي لتختل توازن الجالسة عليه تعلقت سريعا بعنق أدهم تلف ذراعيها حوله، الموقف لم يكن غريبا لدي الجميع الموقف ولكن كان هناك تلك العينين التي تراقب كالصفر كل ما يحدث وحقا لم يعجبه ما حدث عازما على اخبار اخيه كل شئ قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة