قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والسبعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والسبعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والسبعون

الساعة تجاوزت الواحدة ظهرا، يلقي بجسده علي فراش صغير بالكاد يسع جسده في صراع طويل مع كوابيسه البشعة التي لا تنتهي محيط اسود يغرق فيه رغما عنه، لم يلتقط أنفاسه الا علي صوت رنين باب المنزل، الذي بدأ ولم ينتهي، انتفض فجاءة يشهق بعنف جسده يغرق في بحر من العرق الغزير، مسح وجهه ورقبته بكف يده، ينتفس بعنف، انتفض من فراشه يصيح بصوت عالي غاضب:
- ايوة طيب، ايه القرف دا علي الصبح.

توجه ناحية الباب يفتحه ليجد ذلك الشاب ماذا كان اسمه، باسل، يقف يحمل صينية طعام صغيرة يرتدي حلته الرسمية يقف أمام الباب يبتسم في اتساع، اتجه الي الداخل ما فتح زيدان الباب يغمغم ضاحكا:
- ايه يا عم زيدان ساعة ونص برن الجرس دا أنا قولت موت، صحصح كدة وتعالا كل لقمة المدام بتعمل فطار عظمة، تعالا تعالا واقف ليه.

زفر زيدان حانقا من ذلك المتطفل الذي يقتحم حياته دون إذن منه تماما، كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- مش ملاحظ أنك خدت عليا جامد أنا لسه عارفك النهاردة الصبح، وبعدين ايه عم زيدان دي، أنا اعلي منك رتبة علي فكرة
التقط باسل لقمة صغيرة من فوق سطح الصينية أكلها يبتسم في ببشاشة يتمتم:
- يا عم دا هناك لما نروح الشغل، انما احنا هنا جيران، زيدان يا جاري يا واحشنا من زمان دايما غامض ومقفل البييان.

ارتسمت ابتسامة صغيرة يائسة علي شفتي زيدان، ذلك الأحمق يذكره بحسام صديق عمره الذي يشتاق منذ الآن، حرك رأسه يآسا يتمتم ساخرا:
- أنا هروح اغير هدومي...

توجه الي غرفته بالداخل يخرج ثيابه من حقيبته يشرع في تبديل ثيابه عقله يذهب إليها في كل لحظة، تنهد يآسا يحرك رأسه نفيا بعنف عله يخرج صورتها من خياله، بداية جديدة، مكان جديد، وقلب كما هو يعشق الماضي المؤلم، شرع في تبديل ثيابه سريعا ليخرج لذلك الجالس بالخارج، توسعت عينيه في دهشة حين رأي صينية الطعام الشبه فارغة كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
- أنت جايب فطارك وجاي تاكل عندي يعني.

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي باسل، لينفض يديه يتمتم ضاحكا:
- ما انت إتأخرت وأنا جوعت، يلا يا عم نعرفك علي القسم
جذب باسل ذراع زيدان، ليخرجا من المنزل، ومن العمارة السكنية بأكملها، متوجهين إلي القسم، وباسل لا يتوقف عن الكلام ولو لحظة:
- سيبك بقي يا عم من اللي يقولك، انتقلت الغردقة يبقي مش هتشتغل، إنت عينك لازم تبقي في وسط رأسك، عشان السياحة وسمعة البلد...

تحرك زيدان جواره بعقل شارد، لمح بعينيه الموج الهائج يلاطم بعضه بعضا، وقف رفضت قدميه الحراك أمواج الهواء تصفع وجهه بعنف تعيده لذكري قديمة سعيدة تمني لو استمرت.

Flash back
- انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد..
لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها، تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء، عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة:
- أنت بتعمل ايه يا مجنون.

تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا:
- بعملك وجبة لل Hungary fish
قالها ليلقيها بخفة الي الماء، هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها، عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها، رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث، ليقذفها هو الآخر بالماء
Back.

اجفل فجاءة من شروده، علي يد باسل وضعت علي كتفه يصيح فيه متعجبا:
- هييي زيدان روحت فين يا عمنا
أغمض عينيه متألما يحرك رأسه نفيا، يتحرك بصحبة باسل في طريقهم.

في الإدارة في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف سطح مكتبه شارد قلق، يدق بسن قلمه علي سطح المكتب دقات منتظمة قلقة متسارعة، تنهد يخرج أنفاسه المثقلة، حين سمع صوت دقات علي باب الغرفة لحظات ودخل محمد يغمغم مبتسما:
- صباح الفل يا باشا
ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يشير لصديقه أن يقترب، جلس محمد علي المقعد المجاور للمكتب يغمغم مبتسما:
- خد امضي...

حرك خالد رأسه إيجابا بعملية تامة يخط توقيعه علي سطح الورقة اغلق الملف يعطيه لمحمد، أخذه الأخير منه يسأله قلقا:
- مالك يا إبني شكلك مش عاجبني
تنهد خالد قلقا، يمكنه أن يخفي ما يريد علي الجميع الا صديقه يقف أمامه وتخرج الكلمات من بين شفتيه رغما عنه تنهيدة حارة مثقلة خرجت من بين شفتيه يتمتم متعبا:.

- الدنيا بتبوظ تاني يا محمد زيدان سافر، أنا صحيح مظبط الدنيا هناك، واحد من تلاميذي اسمه باسل، هيبقي معاه دايما، بس لينا مصصمة تتجوز اللي اسمه معاذ دا، ولا لينا مش عارف مالها من إمبارح، نايمة بشكل مخيف، من إمبارح وهي نايمة والاقيها بتعيط وهي نايمة أحاول اصحيها تقوم مصرخة في وشي سيبني أنام، أنا عايزة أنام، مش عارف أعمل إيه
حرك محمد رأسه إيجابا يتمتم في هدوء يحاول تنظيم تلك البعثرة:.

- طيب زيدان ومشكلته اتحلت، إنت عارف أنه محتاج يبعد ووجود باسل جنبه كويس
أما لينا بقي فيمكن بس بتعند معاك عشان شيفاك رافض الموضوع، يمكن لو وافقت وحسستها انه عادي يعني، تسيبه، جرب
صمت للحظات ينظر لصديقه بحذر ليسأله فجاءة:
- أنت طلقت شهد ولا لسه صحيح
حرك خالد رأسه نفيا يزفر حانقا، ليبلع محمد لعابه يهمس مترددا:
- ما يمكن لينا يعني، عرررفت.

توسعت عيني خالد في فزع وعقله يعيد ترتيب ما حدث، هاتفه الآخر، الرسالة، لينا، صرخاها ضرب جبهته بكف يده يتمتم مذعورا:
- يا نهار أسود.

علي صعيد آخر مرت ساعتين تعرف فيهم زيدان علي مكتب عمله الجديد، لم يجد نا يفعله في يومه الأول لم يستلم عمله رسميا بعد فقرر المغادرة، يتمشي علي الشاطئ الرملي، يركل حبات الحصي يدس يديه في جيبي سرواله يبتسم ساخرا يشفق علي حاله، سافر بعيدا ليهرب من عشقها فتبعه طيفها يؤرق ليله يعذب نهاره، الهواء البارد الذي يلف جسده بالكامل لم يزيد نيرانه سوي اشتعالا، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان وقف مقابلا للبحر يغمض عينيه يتسمع الي تلاطم أمواجه، سمفونية حادة الإيقاع تطرب قلبه، يتخللها صوت صرخات مستغيثة فتح عينيه سريعا ليجد فتاة في المياة تكاد تغرق، لم يتردد لحظة حين خلع حذائه يركض للداخل قفز بجسده للماء يصارع الأمواج إلي أن وصل إليها أمسكها جيدا يسبح بها الي الماء، الموج العنيف يعيده للداخل وهو يصارع للخروج بعد جهد شاق ارتمي بجسده علي الشاطئ يسعل بعنف يشعر بأنه شرب نصف مياة البحر، ينظر لتلك الممدة جواره من الجيد انها تتنفس، استند بكفيه علي الرمال ينتصف في جلسته يسألها برسمية:.

- أنتي كويسة، are you ok
ابتمست الفتاة ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا مدت كف يدها له ليمسك بيدها يجذبها تجلس هي الاخري سعلت عدة مرات تتنفس بعنف تحاول الاسترخاء بعد أن كادت تغرق في لحظات، لولا مساعدته نفضت شعرها الأشقر الطويل تبتسم له تتمتم بلغة عربية مكسرة:
- ششكراا
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه وهو يستمع إلي لكنتها وقف ينفض الرمال عن ملابسه يتمتم:
- العفو، عن إذنك.

قالها ليلتفت ويغادر ما كاد يتحرك خطوتين سمعها تصيح بصوت عالي:
- أنت استني، استني، أنا آيز، اشكر أنت
خرجت من بين شفتيه ضحكة ساخرة ليجدها تهرع إليه وقفت أمامه تمد يده تود مصافحته تتمتم بابتسامة ساحرة:
- انجيلكا.

نطقتها بصوت ناعم وابتسامة ساحرة لم تحرك فيه شعرة واحدة رغم أن من تقف امامه أنثي لا تستطع العين الا أن تنظر لها تذوب في سحر جمالها الأوربي الخاطف للأنفاس، يكفي شعرها الأشقر الداكن الطويل المائل للبني ملامحها الفاتنة عينيها الزرقاء الغامقة، ذلك النمش الصغير الذي يغطي انفها واعلي وجنتيها
أما هو فقط ابتسامة صغيرة مجاملة لا حياة فيها ارتسمت علي شفتيه حرك رأسه إيجابا بخفة يردف بنبرة لبقة رسمية:.

- زيدان، ما فيش داعي للشكر دا واجبي
ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها لتمسك بكف يده بيديها تصافحه بحماس تردف مبتهجة:
No, you do not understand. I must thank you. I almost drowned and you saved my life in the last moments، I really thank you for your courage
- لا أنت لا تفهم يجب علي أن اشكرك كدت أن أموت غرقا وأنت أنقذت حياتي في اللحظات الاخيرة، أنا حقا أشكرك علي شجاعتك.

رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم بلباقة:
- Be careful، I have to go، Goodbye
قالها ليلتفت ويغادر القي سترة حلته علي كتفه يرحل بعيدا ينفض الماء عن شعره المبتل، تقف هي بالخلف تراقب ذلك الوسيم الشرقي الشجاع بابتسامة إعجاب واسعة لم تستطع إخفائها، نفضت المياه عن شعرها الطويل تهمس لنفسها بولة:
- A handsome, daring, brave man، he stole my heart at first sight.

رأته يبتعد عند نهاية الطريق نظرت لثيابها المبتلة بهلع لتعاود النظر له تصيح سريعا بتلهف:
- wait، wait
توقف هو حين سمع صياحها لتهرول هي خلفه اقتربت منه سريعا وقفت امامه تنحني قليلا تلتقط أنفاسها رفعت وجهها له تتمتم مبتسمة:
- أنت ممكن ساآد أنا، أروح اوتيل.

خرجت من بين شفتيه ضحكة لم يستطع إخفائها طريقتها المضحكة في الكلام تذكره بها حين بدأت تتحدث وهي طفلة صغيرة بكلمات مبعثرة، غزا الشوق مقلتيه ليتنهد يآسا من نفسه ألن يتوقف عن التفكير فيها أبدا، عاود النظر لتلك الواقفة أمامه حرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:
-Speak English and I will understand what you are saying
( تحدثي بالإنجليزية وأنا سأفهم ما تقولين ).

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها وهي تستمتع للكنته الانجليزية الممتازة حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم بأحرف متكسرو.
- نو، أنا بهب الاربي كتير، هو صأب، بس أنا بهبه، بهب اتكلم أربي
لا يعرف حتي لما انفجر ضاحكا بتلك الطريقة، كان حقا في حاجة ماسة لتلك الضحكات لتخرج هموم قلبه رفع يده يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، حين وجه انظاره اليها رآها تنظر له كطفلة صغيرة غاضبة تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.

- أنت تضحك آلي أنا
قطم شفتيه يحرك رأسه نفيا حمحم يستعيد ثباته ليردف بلباقة:
- تعالي هوصلك.

ابتسمت لتقترب سريعا تسير جواره أمسكت بكف يده ليقطب جبينه غاضبا التفت برأسه ناحيتها يرميها بنظرة حادة ينزع كفه من يدها، أوقف سيارة أجري ليفتح لها باب المقعد الخلفي دخلت ليغلق الباب عليها، ليجلس هو جوار السائق، لتخبره باسم الفندق، تحركت السيارة، بعد لحظات لاحظ زيدان أن السائق يحرك المراءة الأمامية كل لحظة وأخري، التفت برأسه تلقائيا ينظر خلفه هو لم يلاحظ ولم يكن ليلاحظ فعينيه لم ولن تفتن بامراءة، ولكن حقا غضب بشدة حين عرف الي ما ينظر السائق ملابس كانت تلتصق بها كجلد ثانئ، من الجيد أن سترته غير مبتلة، مد يده لها بها يغمغم في حدة:.

- البسيها
نظرت له متعجبة من غضبه حركت رأسها إيجابا ترتديها، عاد زيدان ينظر للسائق قبض علي تلابيب ملابسه بعنف يغمغم بحدة غاضبا:
- ما هي مش راكبة مع خروف عشان تبصلها كدة، عينك لو اترفعت عليها هخلعهالك
توسعت عيني السائق هلعا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم بصوت خفيض مرتعش:
- اااا، أنا آسف يا بيه، آسف.

لفظه زيدان بعنف ليرتد في مقعده، ليزفر هو حانقا يخلل أصابعه في خصلات شعره الرطبة بعنف، تلك الفتاة حقا لا تعنيه ولكنها بالفعل إهانة لرجولته أن ينظر لها أحد بتلك الطريقة الفجة وهي بصحبته، تجلس هي بالخلف تنظر له بإعجاب لم تستطع إخفائه، إلي أن حد ما فهمت لما هو غاضب وزادت به إعجابا، مرت دقائق قليلة قبل أن يصلوا الي الفندق، فتحت أنجيلكا الباب تنزل توجهت ناحية الباب المجاور لزيدان كادت أن تخلع سترته ليحرك رأسه نفيا، نزل يقف أمامها يتمتم:.

- خليكي لبساه عشان هدومك مبلولة ما ينفعش تمشي بيها كدة، عن إذنك
عاد لمقعده جوار السائق، وقفت هي تنظر في أثره بابتسامة حالمة تغزو شفتيها، توجهت لداخل الفندق، اخذت مفتاح غرفتها من الاستقبال لتتوجه سريعا إليها، فتحت باب غرفتها لتخلع سترته تنظر لها مبتسمة برقة تكرر اسمه:
- زيدان، زيدان، زيدان، زيداني!

علي صعيد آخر سريعا كان يقود سيارته متجها.

الي منزله عقله يصور له أبشع ما يمكن أن يحدث لينا عرفت بزواجه من شهد، ستنهار، بالطبع ستطلب الانفصال، الانفصال!، توسعت عينيه فزعا عند تلك النقطة لن يتحمل ابداا، تبتعد يموت قبل أن تفعل، هي روحه التي لن يتخلي عنها ابدا، وكيف يعيش بدون روحه بدونها هي، أوقف سيارته في حديقة المنزل، ليفتح بابها سريعا توجه الي الداخل يدس مفتاحه في قفل الباب، دخل يهرول إلي الداخل لتستوقفه ابنته:
- بابا أنا كنت عاوزة حضرتك.

تركها يهرول لأعلي سريعا يتمتم متلهفا قلقا:
- بعدين يا لينا مش وقته
قطبت جبينها متعجبة ما به والدها يركض وكأن كارثة قد حدثت، بينما اكمل هو طريقه لأعلي ما كاد يصل لنهاية الربع الأخير من السلم رآها تنزل درجات السلم، متأنقة للغاية، حلة نسائية زرقاء قميص أبيض، حجاب به اللونين ملامحها كالعادة صافية لم تمسها مستحضرات التجميل، حقيبة بيضاء صغيرة تمسكها في يدها...

ارتسمت ابتسامة واسعة رقيقة علي شفتيها ما أن رأته تردف بخفوت ناعس:
- صباح الخير يا حبيبي ايه اللي رجعك بدري كدة أنت كويس
توقف عقله عن العمل للحظات يقف يناظرها بنظرات مدهوشة قلقة متعجبة، لا يفهم حقا لا يفهم ما يحدث لها، ابتلع لعابه يسألها حذرا:
- أنا كنت جاي اطمن عليكي، كنتي تعبانة إمبارح والصبح، بس دلوقتي الموضوع مختلف تماما، ماشاء الله عليكي، تقولي للقمر قوم وأنا أقعد مكانك.

خرجت من بين شفتيها ضحكة عالية لتنزل الدرجتين الفاصلتين بينهما وقفت أمامه تطوق عنقه بذراعيها تهمس له بصوت خفيض ناعم:
- دي هرمونات يا حبيبي المفروض تكون اتعودت بقي، ولا نسيت، أنت بقيت بتنسي حاجات كتير اوي اليومين دول، معقول عجزت يا لودي، جري ايه يا شيخ الشباب.

نبرتها الناعمة الغريبة لم تعجبه، لينا بها شئ غريب مختلف شئ هو نفسه لا يفهمه او ربما يفهمه ولا يريد أن يعترف به لنفسه، او ربما هو فقط يتوهم ولينا ليس بها اي شئ كم يتمني ذلك حقا، رسم ابتسامة واسعة قلقة علي شفتيه مد يده يمسح علي وجنتها برفق يغمغم مبتسما:
- قلقتيني عليكي، الحمد لله انك بخير...

أنا كويسة، كويسة أوي يا حبيبي، : نطقتها بنبرة غريبة لم تعجبه إطلاقا تنظر لعينيه مباشرة بينما يحاول هو التهرب بمقلتيه بعيداا، ابتلع يحاول الابتسام لتتجاوزه هي قبلت وجنته تهمس بنعومة:
- أنا رايحة شغلي يا حبيبي مش هتأخر، خلي بالك من نفسك، بااي.

قالتها لتتحرك تجاوزته لتنزل درجات السلم، تتحرك بخفة الي الخارج توجهت، وقف هو مكانه مقطب الجبين دقاته تتسارع بشكل مخيف، لينا بها شئ خاطئ، هو اكتر من واثق من ذلك، لم يصعد للأعلي، عاد ينزل لأسفل ارتمي بجسده علي الأريكة يمسح وجهه بكفي يده، ااتت لينا ابنته في تلك اللحظات جلست جواره حمحمت تردف في هدوء:
- بابا أنا كنت عاوزة اتكلم مع حضرتك
حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد يتمتم متعبا:
- ثواني هعمل مكالمة واسمعك.

اخرج هاتفه من جيب سترته يبحث عن رقم زيدان كاد أن يتصل به فقط مكالمة صوتية يطمأن عليه، ليرسم عقله فكرة سريعة لينا تجلس جواره ربما أن رأته وهو رأئها يشعر كل منهما بالشوق للآخر، لتكن إذا مكالمة فيديو بالصوت والصورة، لحظات وظهرت في الكاميرا غرفة فندق، جعلت خالد يقطب جبينه مستفهما، زيدان يسكن في شقة هو يعرفها جيداا، هو من استأجرها له، لحظات وتوسعت عينيه في دهشة حين ظهرت أمامه فتاة شابة تبدو أجنبية تبتسم باتساع تردف في حماس:.

- Hi
نبرة الفتاة وصوتها جذبت انتباه لينا الجالسة جوار والدها نظرت خلسة لشاشة الهاتف، لتتوسع عينيها في ذهول، والدها يتصل بزيدان إذا من تلك الفتاة، في غرفة فندق، هاتف زيدان، أليست تلك سترة زيدان جوارها، لم يقل خالد عنها دهشة حمحم يسألها:
- who are you، where is zedan
ابتسمت الفتاة في توسع ما أن سمعت اسمه لتغمغم سريعا:.

- Are you Zidane s father، He s not here، He forgot his phone in his jacket that he gave me
( هل أنت والد زيدان، هو ليس هنا، لقد نسي هاتفه في سترته التي أعطاها لي)
عند تلك النقطة احمرت عيني لينا غضبا شعر بدمائها تغلي تكاد تنفجر من الغيظ دقاتها تتسابق، أنفاسها كمرجل نار متقد لم تستطع كبح زمام نفسها وهي تنظر لتلك الفاتنة، الجميلة حد إغواء الراهب، لتهتف غاضبة:
-Why did Zidane give you his jacket.

( لما اعطاكي زيدان سترته )
توجهت عيني أنجيلكا لمن تحدثت توا تشعر سمعتها نبرتها الغاضبة رأت الغيظ يتأجج في مقلتيها التي لا تنزاح عن سترة زيدان القابعة جوارها، فابتسمت، رسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها تردف برقة:
- oh zedan، He saved my life from drowning and gave me his jacket because my clothes were wet
( لقد انقذ حياتي من الغرق واعطاني سترته لأن ملابسي كان مبتلة ).

شدت لينا علي قبضتها تجز علي أسنانها بعنف ترميها بنظرات قاتلة غاضبة بينما ابتسمت انجليكا في رقة تسبل عينيها ببراءة توجهت بأنظارها ناحية خالد تحادثه:
- Please tell Zidane that his phone and wallet are in the jacket، he knows the hotel address and I am waiting for him any time he likes to take them.

(من فضلك أخبر زيدان أن هاتفه ومحفظته في السترة، هو يعرف عنوان الفندق وأنا في انتظاره في أي وقت يحبه ليأخذهم)
حرك خالد رأسه إيجابا، في هدوء تام، عليه ان يعرف كل شئ عن تلك الفتاة التي ظهرت فجاءة، رسم ابتسامة مقتضبة علي شفتيه يتمتم بخفة:
- I ll tell him، Thank you، bye.

لوحت له الفتاة وهي تبتسم باتساع ليغلق الخط يبتسم ساخرا، حين لمحت عينيه ابنته التي تكاد تنفجر غضبا، وجهها أحمر مشتعل، عروق رقبتها وصدغها تنفر من الغيظ، تقبض كفها تشد بأظافرها علي كف يدها، تكبح جماح صراخاتها الغاضبة بصعوبة، حمحم يحاول جذب انتباهها يتمتم في هدوء:
- خير يا لينا كنتي عوزاني في إيه.

اخذت نفسا قويا طويلا تحاول إطفاء تلك النيران التي اشتعلت فجاءة بين خلجات قلبها، مرة تليها أخري وأخري قبل أن تنظر لوالدها تتمتم:
- بابا، معاذ، قاطعها حين بسط كف يده أمام وجهها حرك رأسه إيجابا بخفة يتمتم في هدوء حزين:.

أنا موافق علي جوازك علي معاذ يا لينا، انتي صح، أنا مش هفرض عليكي حاجة تاني، عيشي حياتك زي ما تحبي تعيشيها، اللي أنا كنت بعمله دا من خوفي عليكي، مش تحكم زي ما انتي فاكرة، علي العموم مالوش لازمة الكلام دا دلوقتي، أنا موافق علي جوازك من معاذ، بس بجد اتمني أنك ما تندميش بعد كدة.

جحظت عينيها في صدمة امسكت لسانها، والدها يوافق بتلك البساطة، لم يكن ذلك ضمن مخططاتها ابدااا، هل حقا والدها استسلم لرغبتها أما أنها خطة جديدة من خططه التي يفاجئها بها دائما، فقط يخدعها كعادته، تحولت نظرات الدهشة الي أخري حذرة بها من الشك ما بها لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد يتمتم في هدوء:.

- ما تقلقيش دي مش خطة جديدة أنا تعبت من الخطط يا لينا وبعدين مش يمكن انتي صح وأنا غلط، يمكن فعلا معاذ بيحبك ويستاهلك، حددي الميعاد اللي انتي عيزاه وأنا موافق عليه.

حسنا صدمة أخري لم تطن تتوقعها تماما، ما ذلك الاستسلام، هل نجحت حقا في فرض رأيها وأنها صاحبة قرار بعد طول صراع، تنهدت حائرة، تشعر بأنها تعود لتلك الدوامة من الحيرة والقلق من جديد، ولكن دوامتها تلك المرة غاضبة مشتعلة، أنجيلكا من تلك الفتاة وما علاقتها بزيدان وكيف يعرف عنوان الفندق التي تقطن فيه، تكاد تموت كمدا وهي تتذكر ابتسامتها الساخرة نبرتها اللعوب، طردت تلك الفكرة عن راسها مؤقتا تنظر لوالدها:.

- أنا كنت عايزة حضرتك في حاجة تانية، لو ينفع يعني اتدرب في شركة حضرتك، لو ما ينفعش خلاص هشوف اي شركة تانية
رفعت حاجبيها مندهشة حين وقف والدها يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ابتسم لها يغمغم في ترفق:
- غيري هدومك وحصليني علي العربية
توسعت عينيها في دهشة، لتهب سريعا تركض إلي غرفتها تنزع ثيابها لترتديها علي عجل، سمعت صوته في تلك الأثناء يأتي من الفراغ يتمتم بحنو:
- براحة يا لينا عشان اللي في بطنك.

التفت حولها سريعا تضع يدها علي بطنها تلقائيا، لتسمع صوته مرة اخري يأتي من اتجاه آخر بنفس النبرة الحانية:
- تفتكري هيبقي ولد ولا بنت
ظلت تتلفت حول نفسها وصوته يأتي من كل اتجاه تقريبا
- بداية جديدة أنا وأنتي واببنا او بنتنا
- خلي بالك منه دا حياتي كلها
- هما الحوامل بيحبوا يناموا كتير
- تعالي يا حبيبي في حضني
وضعت يديها علي اذنيها سقطت علي ركبتيها ارضا ن تنهمر دموعها تصرخ بحرقة تحرك رأسها نفيا بعنف:.

- بس بس اسكت، اسكت، خلاص هو راح وأنت خلاص روحت ما بقاش ليك مكان في حياتي، أخرج من دماغي زي ما خرجت من حياتي.

أبعدت يديها عن أذنيها ببطئ تتنفس بعنف لا أحد فقط صوت مخيف يصدر من عقلها، جزء صغير لا زال يتمسك به يرفض إخراجه من جوا روحها، قامت تبدل ثيابها سريعا تركض من غرفتها تهرب من فوهة بركان نار من الذكريات يحرقها، نزلت إلي أسفل تهرول الي سيارة والدها استقلت المقعد المجاور له تضع نظاراتها الشمسية الكبيرة فوق عينيها، لتسمع والدها يسألها قلقا:
- أنتي كويسة يا حبيبتي.

رسمت شبح ابتسامة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، أدار خالد السيارة يتوجه الي شركته عقله لا يتوقف عن التفكير في كل شئ تقريبا.

مرت حوالي عشرون دقيقة قبل أن تتوقف سيارة خالد أمام شركته، فتح الباب المجاور له ينزل لتلحق به سريعا نزلت تتحرك جواره إلي الداخل، ابتسمت لنفسها مشفقة تلك المرة الأولي التي تري فيها شركة والدها، لولا مساعدة زيدان ما كانت لتراها يوما، تنهدت مستاءة لما يصر علي اقتحام عقلها كل لحظة وأخري، سمعت في طريقها أحدي الموظفات تتهامس مع صديقتها:.

- شايفة يا بنتي الفخامة، خالد باشا السويسي ما بيكبرش ابدا، دا أنا أكاد من فرط الجمال أذوب
ضحكت لينا ساخرة داخل نفسها آه لو سمعت والدتها مثل هذه الكلمات لأقامت الدنيا فوق رأسهم جميعا، والدتها لا تزال علي والدها بجنون، دخلت معه إلي المصعد الي الطابق الأخير توجها، تحركت خلفه لتجد سيدة تقريبا في منتصف الأربعينات ترتدي ثياب محتشمة فستان واسع حجاب طويل، وقفت السيدة ما أن رأته تبتسم في هدوء:.

- حمد لله علي سلامتك يا باشا، الشركة نورت
ابتسم لها في جدية يؤمأ برأسه إيجابا مردفا:
- متشكر يا مدام أشرقت...
التفت إليها يمسك بيدها لتقف جواره ابتسم لتلك السيدة يردف:
- دي لينا بنتي، عايزة تتدرب معانا في الشركة، أنا متأكد أنك أنسب واحدة تعلميها أسس الشغل لكفائتك وخبرتك معانا من سنين.

ابتسمت أشرقت ابتسامة مشرقة تحرك رأسها إيجابا ليدفع خالد ابنته برفق ناحية أشرقت ويتوجه هو إلي مكتبه، دخل يلقي بسترته علي أقرب مقعد، لحظات وسمع دقات علي باب الغرفة إذن للطارق لتدخل لينا ملامح وجهه منكشمة غاضبة حانقة وقفت أمام مكتب أبيها مباشرة تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متضايقة:
- بابا أنا قولت لحضرتك اني عايزة اتدرب في شركة حضرتك، بس ما كنش قصدي خالص، أنا ابقي السكرتيرة.

اراح ظهره الي ظهر مقعده الاسود الفخم الوثير ليرفع قدميه الي سطح المكتب ابتسم يغمغم في ثقة:
- عشان تقعدي علي المكتب اللي أنا قاعد عليه دا لازم تبدأي من عند مدام أشرقت من برة، تعرفي كل حاجة الصغيرة قبل الكبيرة، مدام أشرقت تعرف أدق التفاصيل عن شغل المقاولات عموما، وعن شعلنا علي وجه الخصوص هتساعدك جداا
انزل ساقيه من فوق سطح المكتب ليتحرك بخفة وقف جوار ابنته يضع يده علي كتفها يتمتم مبتسما:.

- هسيبك معاها عايزك تتعلمي منها كل حرف هتقوله ليكي، لأنها هتمشي قريب، جوزك جاله عقد عمل وهيسافروا برة مصر، وانتي اللي هتبقي مكانها، سلام
قالها ليلتقط سترته تركها وغادر، الي مكتب عمر توجه ليطمأن علي أخيه، اقترب من المكتب ليجد تالا، هو يعلم أنها لم تترك الوظيفة ولكن لا ضرر من بعض المشاكسة، تقدم يجلس علي المقعد المجاور لمكتبها يتمتم في مرح:
- وأنا أقول الشركة منورة ليه.

ضحكت تالا بخفة تضع يدها أمام فمها بحركة تلقائية، عادت تنظر له تتمتم مبتسمة:
- إزيك يا خالد أخبارك ايه، ولينا ولوليتا
تنهد متعبا هل يخبرها الحقيقة لااا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يتمتم تعبا:
- الحمد لله كلنا بخير، عمر جوا
حركت رأسها إيجابا سريعا تحرك هو يرغب في التوجه لغرفة أخيه لتستوقفه تالا سريعا ابتسمت تهمس له ممتنة:.

- استني يا خالد، أنا حقيقي عايزة اشكرك علي كل اللي عملته عشاني أنا والبنات، بجد كنت ولازالت ضهر لينا كلنا في أصعب الأوقات دايما بتكون موجود، شكرا بجد شكرا ليك
اعطاها ابتسامة صغيرة هادئة ليتوجه إلي مكتب أخيه دق الباب ليدخل بعدها مباشرة، ابتسم عمر ما ان رآه ليتحرك من مكانه قام يعانقه يتمتم سعيدا:
- واحشني والله يا كبير، أنت كويس دلوقتي.

حرك رأسه إيجابا دون كلام توجه ليجلس علي المقعد المجاور لمكتب عمر ليصيح عمر معترضا:
- والله ابداا، أنت تقعد علي كرسي المكتب، دي ما فيهاش نقاش
ابتسم ساخرا علي أفعال أخيه الطفولية، ليتحرك إلي المقعد خلف المكتب جلس عليه، ليجلس عمر علي المقعد المجاور لمكتبه يتحدثان في أمور شتي في العمل إلا أن قطع عمر ذلك الحديث بسؤال مباشر:.

- خالد أنت قولتلي قبل كدة أن الدكتور اللي اسمه حسام يبقي ابنك، ممكن تقولي بقي ابنك ازاي
شهد ما سقطتش الجنين، نطقتها دون مقدمات لم يعد لديه الطاقة لشرح اي شئ مهما كان بسيطا او معقدا رأي عيني أخيه تتوسع في دهشة ليتمتم مذهولا:
- معقولة، دا ولا الافلام الهندي...
ابتسم خالد متهكما ليحمحم عمر مرتبكا جملة حمقاء قالها دون قصد، حمحم مرة أخري ليردف مبتسما:.

- والله أنا فرحانلك عشان هيبقي ليك وريث وسند يكمل اسم خالد السويسي، بجد مبروك يا اخويا
لحظات واختفت ابتسامة عمر تنهد يردف متضايقا:.

- بس ابعد حسام عن سارة يا خالد، ابنك اتقدم لسارة وكل يوم يكلمني او يبعتلي رسالة أنه عايز يتجوزها، هو ابن اخويا ودكتور محترم أنا سألت عنه، بس كبير سنا عليها، وكفاية الموقف الزفت اللي أنا حطيتهم فيه، البنت مستحيل تتقبله نفسيا تبدلت نظرات خالد إلي اخري حازمة جادة ليتمتم في حزم:.

- حسام مش كبير للدرجة دي، لو سارة وافقت عليه، يبقي حسام أولي واحد بيها، دي بنت عمه، من لحمه، دورها في مخك لأن موافقة سارة هي الفيصل الوحيد بالنسبة للجوازة دي
تنهد عمر غاضبا ينظر لأخيه حانقا ها هو خالد المتحكم المتسلط يعود من جديد لا عجب فإن إبنه نسخة عنه، وهو حقا يخاف علي ابنته، صولات خالد القديمة لا تُنسي وإن كان إبنه نسخة عنه، ستتعذب ابنته كثيرا وسارة حساسة للغاية ليست كسارين.

اما خالد انسحب وغادر، القي التحية علي تالا في طريقه للخارج، استقل سيارته تلك المرة توجه إلي مستشفي الحياة حيث لينا، يفكر لينا لو عرفت بأمر زواجه لم تكن لتسكت ابداا، لما تخطط هي، او ربما هي لم تعرف وهو فقط يتوهم، لا طريقتها في الكلام تثبت له العكس، هو يعرفها أكثر مما يعرف ذاته بالطبع بها شئ غريب مختلف، وقف بالسيارة في حديقة المستشفي توجه لمكتبها مباشرة فتح بابه مباشرة بتلهف يبحث عنها بعينيه ليقطب جبينه متعجبا المكتب فارغ، حتي حقيبتها ليست هنا، وقف للحظات يحاول عقله ترجمه أين قد تكون ذهبت، لتمر ممرضة من جواره اوقفها يسألها سريعا:.

- هي دكتورة لينا فين
ابتسمت الفتاة ابتسامة صغيرة تتمتم بلباقة:
- دكتورة لينا ما جتش النهاردة يا افندم خالص
شخصت عينيه في دهشة لينا لم تأتي، أخبرته أنها ذاهبة للمشفي والآن هي ليست هنا ولم تأتي من الأساس اجفل علي جملة الممرضة:
- في حاجة يا افندم.

حرك رأسه نفيا لترحل الفتاة وقف هو مكانه لينتزع هاتفه سريعا من جيب سترته يبحث عن اسمها سريعا كان يطلب رقمها وضع الهاتف علي أذنيه يتسمع الي صوت دقات الهاتف كل دقة تتصارع معها دقات قلبه عرق غزير يغرق جسده، شهد كانت محقة أكبر عقاب ممكن أن يحصل عليه هو شعوره بالخوف من فقدانها، أخيرا أجابت سمع نبرتها الهادئة:
- ايوة يا حبيبي.

أنت فين يا لينا، صرخ بها بلوعة قلقا، ليلاقي الصمت من ناحيتها للحظات لتتحدث بعدها بهدوء تام:
- مالك يا حبيبي متعصب ليه
نفذ صبره واستبد القلق بقلبه تحرك لخارج المستشفي وقف في ركن بعيد في الحديقة يصيح فيها:
- بلا متعصب بلا زفت، انتي مش قولتيلي رايحة المستشفى، اجي المستشفى يقولولي أنك ما جتيش اصلا، انتي فين يا لينا، انتي كويسة
سمع صوت زفرتها المختنقة لتردف بعدها بنزق:.

- ايوة يا خالد كويسة أنا عند بابا، اتصل بيا قبل ما اوصل المستشفى وقالي تعاليلي فروحت اشوفه، اي أسئلة تانية
وما قولتليش ليه، ازاي تروحي من غير ما تقوليلي من أمتي يا لينا، : صاح بها يشعر بدمائه تشتعل، شعور مخيف يقتب قلبه مزيج مرعب من الغضب والخوف
سمع تهتف محتدة هي الاخري:.

- في ايه يا خالد لو أنت عايز تتخانق فأنا بقي مش عايزة، أنا عند بابا ما عملتش جريمة يعني، وبعدين أنا مش عيلة صغيرة عشان تزعقلي بالشكل دا، سلام يا خالد
قالتها وأغلقت الخط ليزفر أنفاسه قلقا غاضبا مسح وجهه بكف يده بعنف يقرر في نفسه الذهاب إليها، أخذ طريقه للخارج ليسمع صوت يعرفه جيدا ينادي باسمه:
- خالد باشا، باشا، بااااشا، بااااشا.

خرجت منه ضحكة ساخرة التفت ينظر لنسخته المصغرة، وقف حسام أمامه يبتسم كعادته يغمغم في مرح:
- ايه يا باشا ماشي كدة لا سلام ولا كلام دا احنا بينا رز وكوارع يا راجل
نظر خالد لحسام مستهجنا ليكتف ذراعيه أمام صدره تبدلت نظراته الي أخري حادة اقترب منه قليلا برأسه يهمس له في حدة:
- عمك عمر قالي أن البيه طلب منه ايد سارة، من غير ما تقولي يا حيوان، أنا ما رضتش اصغرك قدامه، بس لما تشوف حلمة ودنك ابقي اتجوزها.

توسعت ابتسامة حسام ليخرج هاتفه سريعا يفتح كاميرا هاتفه الامامية ليقطب خالد جبينه متعجبا ماذا يفعل إبنه الابلة التقط حسام صورة لنفسه بالكاميرا الامامية ( سلفي ) حفظها سريعا في هاتفه ليستخدم القلم في هاتفه يحيط شحمة أذنه بدائرة كبيرة أدار هاتفه سريعا ناحية والده يغمغم متلهفا:
- اهي حلمة ودني شوفتها، جوزهالي بقي.

نظر خالد لابنه مندهشا لا يعرف حقا أيضحك أم يتحسر علي بكره الأحمق، ضرب كف فوق آخر يتمتم متحسرا:
- عوض عليا عوض الصابرين في خلفتي الهطلة...
رمي إبنه بنظرة اشمئزاز ليتركه ويغادر ليتجهم وجه حسام مغتاظا يتمتم مع نفسه حانقا:
- ابهات مفترية، والله لاتجوزها...

علي صعيد آخر في شقة زيدان الحديدي في الغردقة، كان يتسطح علي فراشه عقله مخدر في حالة بين النوم واليقظة، حين رآها تدخل من باب غرفته تجلس جواره علي الفراش تبتسم له ابتسامة واسعة ليبتسم لها يغمغم ملتاعا:
- لوليا وحشتيني اوي، ما تبعديش عني تاني
اقتربت منه تضع رأسها علي صدره تغمغم بصوت ناعم:
- أنا بحبك اوي يا زيدان
طوقها سريعا بذراعيه قبل أن تهرب يهمس لها بشغف عاشق لن تنطفئ شعله عشقه أبدا:.

- وأنا بموت فيكي يا قلب زيدان
انتفض من حلمه السعيد علي صوت جرس الباب يقرع بعنف، لتتلاشي من أمام عينيه كأنها سراب يتبخر بعيدا، فتح عينيه سريعا يبحث عنها، هنا وهناك، حلم كالعادة هي حلم صعب المنال، انتفض علي صوت الباب يدق بعنف من جديد، ليزفر حانقا ذلك الأحمق باسل، بالطبع من غيره، قام من مكانخ يفتح الباب بعنف ليقابله وجه باسل المبتسم، غمغم بمرح ما أن رآه:.

- أنت شخص عاشق للنوم مش كدة، ايه يا عم، دا لو قام زلزال مش هتحس بيه، المهم غير هدومك بسرعة المدام عزامك علي الغدا، أنا مش عارف هو غدا ولا عشا والله الساعة عدت خمسة المهم أنت معزوم عندنا، يلا غير هدومك وحصلني
زفر زيدان حانقا يحاول التهرب من تلك العزيمة ليهتف باسل سريعا بإصرار:
- لا طبعا لازم تيجي، ما فيهاش أعذار دي، يلا يا عم، دا أنت معمولك اكل عظمة صدقني هتدعيلي.

تنهد يآسا يحرك رأسه توجه الي الداخل يبدل ثيابه بأخري ما أن خرج وجد باسل في انتظاره، تحرك بصحبته الي الشقة المقابلة، ينعي زيدان في نفسه تلك اللحظة التي أخطأ فيها وتوجه فيها إلي شقة باسل، دخل زيدان إلي شقة باسل ليسمع الأخير يغمغم ضاحكا:
- خش يا عم ما تتكسفش البيت بيتك...

تقدم يجلس علي الأريكة المقابلة لباسل، ليتحرك باسل يجلس جواره يفتح التلفاز علي أحدي مبارايات كرة القدم الأوروبية التفت باسل لزيدان يسأله مبتمسا:
- قولي بقي أنت بتشجع فريق ايه
تحرك زيدان بعينيه عن سطح الشاشة المسطحة أمامه ينظر لباسل يتمتم باقتضاب:
- ما بحبش الكورة...
توسعت عيني باسل في دهشة يتمتم متعجبا:
- هو في راجل ما بيحبش الكورة يا جدع، دي زي الماية والهوا.

ابتسم زيدان باصفرار يؤمأ برأسه إيجابا يتمتم ساخرا:
- أنا
صدم باسل كتفه بكتف زيدان نظر الأخير له حانقا ليبتسم باسل في توسع يغمغم في مرح:
- ما تفك كدة يا عم زيدان، مالك مهموم وشايل طاجن ستك ليه كدة، الحياة أبسط من كدة، اليوم اللي بنعيشه مش هيرجع تاني، مش مستاهلة نعيشها في نكد وغم..

في تلك اللحظة تغيرت نظرة زيدان تجاه باسل كان يظنه فقط رجل مزعج ثرثار كثير المزاح، الا أنه اكتشف الآن أنه شخص عقلاني يفهم الحياة كما يجب أن تكون، ما مضي لن يعود، الحياة تسير سواء كنت تبتسم او تحزن، غاضب حزين تعيس سعيد، عيشها بابتسامة سعيدة لأنها ستمر رغم أنفك، رسم زيدان شبح ابتسامة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا، في تلك اللحظات دق جرس الباب، ليسمع صوت سيدة من المطبخ تصيح بصوت عالي:.

- باسل افتح الباب اكيد جوجو جت
قطب زيدان جبينه متعجبا من تلك الجوجو ليسمع باسل يتمتم بصوت خفيض ضاحك وهو يتحرك:
- الصاروخ الأوربي جه
نظر زيدان بفضول ناحية باب المنزل في البداية كان جسد باسل الطويل يحجب الرؤية ولكنه سمع صوت مميز لم يمضِ الكثير من الوقت لينساه:
- باسل أنت آمل إيه، فين موني
ضحك باسل يفسح لها المجال يغمغم في مرح:
- أنا آمل امايل مش ايز اقولك، موني في المطبخ، مننني انجليكا جت.

افسح باسل لها المجال لتخطو الي الداخل في تلك اللحظات خرجت فتاة تقريبا في منتصف العشرينات من المطبخ ترتدي جلباب تلف رأسها بحجاب، هرعت انجليكا ناحيتها تعانقها بقوة تصيح سعيدة:
- موني، أنتي وحشتي أنا كتتتتتييير اوي
غمغمت الفتاة بضحكة خفيفة:
- وانتي كمان يا جوجو وحشتيني أوي، العربي بتاعك بيتحسن أهو.

ابتسمت انجليكا في سعادة تصفق بيديها فرحة علي ما أنجزت، ليتقدم باسل منهم يشير لزيدان الجالس بعيدا يغمغم مبتسما:
- دا يا ستي صاحبي اسمه...
زيداااان، صرخة فرحة خرجت من انجليكا ما أن وقعت عينيها علي زيدان الجالس هناك هرولت ناحيته سريعا تصافحه بحرارة تغمغم في تلهف سعيدة:
- زيداان، أنا مبسوطة كتير، آشان شوفتك تاااني، إنت نسيت your phone في jacket، بابا أنت اتصل وأنا كلمته، he s very handsome like you.

قطب جبينه متعجبا والده؟!، والده إتصل عاد ينظر لها يسألها:
- والدي أنا، اسمه ايه
هالد، نطقتها ابتسامة واسعة، ليبتسم زيدان من نطقها الغريب لاسم خاله، جاء باسل في تلك اللحظات يتمتم متعجبا:
- لاء ثواني كدة معلش انتوا تعرفوا بعض
حركت انجليكا رأسها إيجابا سريعا تقص عليهم ما حدث صباحا حين انقذها زيدان من الغرق، ليقترب باسل من زيدان صدمه بمرفقه في ذراعه يتمتم ضاحكا:
- أنقذت السياحة يا معلم...

بعد قليل كانوا يلتفوا جميعا حول مائدة الطعام التي تحوي ما لذ وطاب من أصناف عدة، الطعام كان بالفعل لذيذا، ابتسم زيدان يتذكر طعام لينا والدته، كم اشتاق إليها، معاملته الجافة لها في آخر مرة اجتمعا تقتله هي الوحيدة التي لم تؤذيه يوما، تنهد حزينا ليسمع صوت باسل يغمغم:
- ايه يا عم باسل ما بتاكلش ليه، الأكل مش عاجبك ولا ايه
رفع وجهه يبتسم شبح ابتسامة مجاملة نظر لمني زوجة باسل يتمتم بلباقة:.

- لاء بالعكس الأكل جميل جداا، تسلم ايدك يا مدام مني
هنا تحديدا قاطعت انجليكا الحديث تصيح متحمسة:
- موني بتأمل اكل هلو كتير، هي good cooker
وجه زيدان انظاره ناحية انجيلكا، فضول هو فقط فضول يدفعه لمعرفة ما العلاقة التي تربط بينها وبين زوجة باسل، ليسألها مباشرة:
- انجليكا انتي بتعملي ايه، يعني ايه سبب زيارتك لمصر
كادت أن تجيب هي لتبادر مني ترد بدلا عن صديقتها بابتسامة صفراء مقتضبة:.

- أنا فاهمة حضرتك قصدك إيه، أنا خريجة كلية آثار، بعد التخرج سافرت روسيا سياحة وهناك اتعرفت علي انجليكا وبقينا أصحاب بقالنا اكتر من 3 سنين، وهي بتيجي كل سنة مصر سياحة، عرفت سبب زيارتها حضرتك
حرك زيدان رأسه الجالس يبتسم في هدوء ينظر لتلك الفتاة شعلة حيوية تتوهج تذكره بها بطيفها السعيد، بذكريات جميلة جمعتهم يوما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة