قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والتسعون

بلهفة قلب ينبض شوقا لرؤية الحبيب الغائب، تحرك جاسر خلف حورية بين الطرقات يسير معها دقاته تتصارع بشكل جنوني كلما اقتربا، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه قلقاسته الذكية، اختئبت في آخر مكان يمكن أن يتوقع أن تكن فيه، لما يشعر أن الطريق طويل شاق لا ينتهي، اخيرا، اخيرا وصل إلي باب المنزل، دق الباب هو دقات خفيفة تتعاكس مع دقات قلبه العنيفة المتضاربة انفاسه تتلاهث شوقا لرؤيتها، لحظات وسمع صوتها يأتي من الداخل:.

- ايوة حاضر جاية.

جسده بالكامل يرتجف أمام ألحان صوتها العذبة الذي اشتاقها حد الموت، انتظر بفارغ الصبر صوت الباب وهو يُفتح لتطل هي من خلفه، اخيرا هي، انفجرت دقاته ارتجف جسده انهمرت دموع عينيه ينظر لها، ارتجفت روحه برجفة لذيذة حين رأي بطنها المنتفخ قليلا، يالله اشتاقها حد الجنون، نظرات عينيها قسمات وجهها كل شئ، اندفع متلهفا يطوقها بذراعيه يغرزها داخل صدره يتأوه من ألم شوقه لها، بينما وقفت هي جامدة كتمثال من حجر تنظر لحورية الواقفة خلف جاسر نظرات عتاب حزينة، أغمضت عينيها لتسقط دمعة واحدة منها رغم كل ما فعله به لازالت تشتاق له، سمعت صوته يغمغم بلهفة:.

- وحشتيني يا سهيلة، وحشتيني أوي أوي يا قلقاسة
ابعدت نفسها عن أحضانه رغما عنه ترميه بنظرات قاتلة كارهة تشعر بالنفور والاشتياق في الآن ذاته، في لحظة كان ترفع يدها تهبط بها علي وجهه بحرقة قلبها الحزين المحطم، توسعت حدقتيه في ذهول من فعلتها، لتتحرك هي من أمامه توجهت إلي غرفتها في منزل حورية صفعت الباب خلفها ليهرول هو خلفها، يحاول فتح باب غرفتها دون فائدة بدأ يدق بقوة علي سطح الباب يحادثها:.

- سهيلة، سهيلة اسمعيني يا حبيبتي، والله ما كنت واعي لأي حاجة بعملها، سهيلة ردي عليا، أنا عارف اني اذيتك كتير، بس والله كان غصب عني، سهيلة، سهيلة ردي عليا يا حبيبتي
تنهد ملتاعا نادما علي ذنب لم يشعر به وهو يرتكبه يصدم رأسه بعنف في باب غرفتها، شعر بيد حانية توضع علي كتفه، نظر للفاعل ليجد حورية تبتسم له في حزن، تنهد يبتعد عن الباب قليلا لتقترب هي تدق الباب برفق تحادث سهيلة:.

- سهيلة افتحي يا بنتي، صدقيني جاسر بيحبك، فاكرة لما قولتلك جاسر عمره ما يستقوي علي واحدة، جاسر طيب يا بنتي، ايه اللي يخليه يرعي واحدة ست زيي لا يعرفها ولا تعرفه ويجيبلها بيت و...
صمتت حين بسط جاسر يده أمام وجهه يمنعها من مواصلة ما تقول، علاقته بحورية ليست شفقة منه، هو يحب تلك السيدة كوالدته ولن يسمح حتي لها بأن تهين نفسها لأجله، ابتسمت حورية في شحوب تعاود دق الباب من جديد:.

- طب عشان خاطري افتحي يا بنتي...
دقائق من الصمت المخيف قبل أن يُفتح باب الغرفة وتظهر سهيلة ترتدي ثيابها تحمل في يدها حقيبة سفرها، عينيها حمراء دموعها لا تتوقف نظرت ناحية حورية تحادثها باكية:
- أنا جيتلك عشان ابعد عنه وعن اي مكان ممكن يلاقيني فيه وانتي وعدتيني وحلفتي أنك عمرك ما هتقوليله، شكرا ليكي علي المدة اللي استضفيتني فيها عندك، عن إذنك.

تحركت سريعا تود المغادر لتتوقف حين أمسك جاسر الحقيبة من يدها، التفتت له تنظر له بشراسة لا تناسب سيول دموعها تصرخ فيه:
- سيب شنطتي...

احكم قبضته علي حقيبتها يجذبها بخفة لتشهق سهيلة في ذهول حين تأرجحت مع حركة الحقيبة المباغتة لتسقط بين ذراعيه بعدما ترك الحقيبة تسقط أرضا، طوقها بذراعيه ينظر لها يبتسم سعيدا، لترفع مقلتيها إليه نظرت لعينيه في لحظة غضب كانت نسيت كم. اشتاقت لعينيه السوداء كليل ليلة خريفية حالمة دافئة، ما إن استعادت جزء قليل من ثبات نفسها دفعته بعيدا عنها تنظر له حانقة، حاولت أن تنحني بحركة عنيفة لتجذب حقيبتها لتتأوه من الألم، انتفض هو يسندها يضع ذراعه خلف ظهرها والاخري يبسطها علي انتفاخ بطنها الذي يحمل طفله يسألها مذعورا:.

- مالك فيكي ايه، انتي كويسة، حاسة بإيه
تجلدت نظراتها حين مر أمام عينيها مشهد مشابة له وهو يحتضن زوجته الاخري بتلك اللهفة، مدت يديها تزيح يديه، انحنت بحذر تجلب الحقيبة ليلتقطها هو سريعا قبل أن تفعل، نظر لها قلقا علي حالها، لتجذب الحقيبة من يده ابتسمت تتمتم ساخرة:
- كنت كويسة قبل ما اشوفك...
تحركت لتغادر من جديد ليهرول إليها وقف أمامها يمنعها من التحرك خطوة واحدة للأمام يصيح محتدا:.

- مش هتمشي يا سهيلة مش هتتحركي حركة واحدة قبل ما تسمعيني وتعرفي الحكاية كلها
وقفت مرغمة ترميه بنظرات قاتلة كارهة حانقة مشتاقة!، بينما تنهد هو تعبا يحاول أن يقص عليها ما حدث في الآونة الأخيرة وسبب تغيره البشع تجاهها يحكي ويحكي ويحكي علي أمل ان تصدقه، التقط أنفاسه في النهاية ينظر لمقلتيها يتحدث بهمس حزين لاهث:.

- والله دا اللي حصل، صدقيني يا سهيلة أنا ما كنتش واعي لأي حاجة بعملها، سامحيني والله ما كنت واعي، أنا طلقت شاهيناز لما فوقت من الكابوس دا، اللي في بطنها مش ابني يا سهيلة، هي اللي عملت فينا كدة، كانت عيزاني ابقي خاتم في صباعها عشان اتنازلها عن المطعم، عشان تفرق بينا، سامحيني يا سهيلة.

رفعت عينيها تنظر لمقلتيه مباشرة لتراه ينظر راجيا نادما مشتاقا، عقلها يحاول تكذيب تلك الكلمات التي قالها توا، وقلبها يشتاق إليه اشد الشوق، تنهد حائرة تشيح بوجهها بعيدا عنه ليقع عينيها علي حورية التي تقف هناك تنظر لها مبتسمة في حنو اقتربت منها تربت علي كتفها برفق تحادثها:.

- يا بنتي السحر مذكور في القرآن، والناس المؤذية ما فيش اكتر منهم في الزمن دا، من قريب قبل ما تيجي واحدة في المنطقة هنا عملت عمل لبنت اختها عشان بتغير من أمها، البنت كانت جميلة ما شاء الله عليها في يوم وليلة اتقلب حالها، لحد ما انتحرت يا عيني من اللي جري لها، وما عرفوش غير بعد ما ماتت وهي رايحة بكل بحاجة تشمت في أختها أن بنتها ماتت، سامحيه يا سهيلة، جاسر بيحبك، بيحبك اوي.

انهمرت دموعها بعنف تروي خديها فقط تحرك رأسها نفيا لا تستطيع مسامحته بتلك السرعة قلبها لم يندمل جراحه بعد القت الحقيبة من يدها تخفي وجهها بين كفيها تشهق في البكاء تصيح من بين شهقاتها:
- مش قادرة والله ما قادرة.

اقتربت منها حورية تعانقها لتختبئ سهيلة بين أحضانها تكمل وصلة بكائها الحزين، وجاسر يقف هناك بالقرب منهم، ينظر لها مشفقا حزينا، يتمني لو يقتل الحية بيديه علي ما فعلته بهما، اقترب بخطواته بحذر منها، رفع يده يضعه علي رأسها ابتسم ينظر لحجاب رأسها الابيض تبدو كالملاك فيه، حمحم يحادثها بتعقل:.

- ماشي يا سهيلة ما تسامحنيش علي الأقل دلوقتي، بس ارجعي معايا، باباكي هيتجنن عليكي، وانتي عارفة أنه مريض قلب والزعل غلط عليه
توسعت عينيها فزعا حين ظنت أن مكروة أصاب والدها، انتفضت من بين أحضان حورية التفتت له تمسك بذراعيه تصيح قلقة:
- بابا كويس، حصله حاجة
ابتسم يحاول طمئنتها حرك رأسه نفيا ابتسم يتمتم في مكر برئ:.

- هو لحد دلوقتي كويس، بس انتي عارفة الزعل وحش عليه قد ايه، ارجعي ليه عشان خاطره هو حتي يا سهيلة.

حركت رأسها إيجابا دون تردد هي لن تسامح جاسر ولكنها ستعود لوالدها، ففي كل الحالات جاسر بات يعلم أين هي، ودعت السيدة حورية بعناق حار، لتتوجه ناحية شقت ابتسامة واسعة شفتيه يحمل حقيبة ملابسه سار جوارها لتسبقه بخطواتها لتصبح هي بالإمام وهو بالخلف، تحركت لسيارته ليتقدم هو سريعا يفتح الباب المجاور للسائق نظرت له ساخرة لتتوجه ناحية الباب الخلفي فتحته تجلس هناك، ليتنهد في غيظ قلقاسته العنيدة، عض علي شفتيه مغتاظا يزفر بقوة، وهو يقف هناك كالاحمق يمسك بباب السيارة المفتوح، صفع الباب بعنف ليأخذ طريقه الي مقعد السائق، ما إن جلس عليه التفت له ابتسم يتمتم سعيدا:.

- صحيح نسيتي اقولك مبروك علينا، لينا كان عندها حق لما قالتلي سهيلة مستحيل تسقط الجنين
ختم كلامه بابتسامة واسعة ليعاود النظر أمامه يدير محرك السيارة بينما انكشمت ملامح سهيلة في ضيق تتوعد للينا ما أن تراها.

مرت اكثر من نصف ساعة وهو يدور حول نفسه كليث حبيس ما أن وصلت إليه تلك الرسالة، يشعر بعقله سينفجر من الخوف والقلق علي ابنته، لينا ليست في شقتها تلك المعلومة حصل عليها من زيدان، رجاله يحاولون تتبع هاتف ابنته او حتي هاتف زوجها الأحمق بلا فائدة لاشئ يعجزون عن الوصول لأي شئ، ولينا لا تتوقف عن النواح ، لحظات وجاء حسن ومعه رجل وامراءة يجرهما جرا، دفعهما ليسقطا أرضا تحت قدمي خالد الواقف هناك كليث غاضب يبحث عن اي شئ ما ليفجر به غضبه، انحني بجذعه العلوي يقبض علي فك الرجل بقوة سحقته، جذب الرجل ليقف رغما عنه أمام ذلك الغاضب ارتجفت نظرات الرجل في حين صرخ خالد غاضبا:.

- بنتي فين، بدل ما اطلع روحك في ايدي
انتفض جسد الرجل ذعرا ابنته هو حقا لا يعرف عن ماذا يتحدث، ارتجفت حدقتيه ينظر للواقف أمامه نظراته فزعة خائفة يهمس بصوت خفيض مرتعش:.

- والله يا باشا ما أعرف، أنا شغال عامل في معرض عربيات، جه واحد اسمه معاذ اشتري عربية منه، وعرض عليا، اني اجيب واحدة معرفة تركب معايا العربية والعربية هتقف عند تقاطع لما تعدي عربية نقل كبيرة اتحرك بالعربية وأفضل ألف بيها، وهو هيديني 100 آلف جنية واداني نصهم والله دا كل اللي أعرفه
اندفعت لينا ناحية السيدة جلست أمامها أرضا تمسك بيديها تتوسلها باكية:
- ابوس ايدك بنتي، حرام عليكوا...

نظرت السيدة لها مشفقة علي حالها ادمعت عينيها تحرك رأسها نفيا تحادثها:
- والله ما نعرف حاجة عنها، اللي قاله إبراهيم دا بس اللي نعرفه
دفع خالد الرجل بعنف ليسقط أرضا اقترب من زوجته يجذبها بعيدا عن تلك السيدة، صاح مزمجرا:
- حسن تاخد البهوات تتحفظ عليهم عندك، قسما بربي لو كنتوا عارفين حاجة ومخبينها ما هيطلع عليكوا صبح بكرة.

في تلك اللحظة تماما نزل حمزة من أعلي يرتدي حلة أنيقة للغاية، يتحرك مبتسما في هدوء تام، اقترب منهم يمشي برزانة، نظر للرجل والسيدة معه ليعاود النظر لخالد يحادثه مبتسما:
- واضح أن عندك مشكلة كالعادة، يلا ربنا معاك، أنا رايح لادهم، وحشني أوي، الواد دا
شخصت عيني خالد في ذهول مما يقول شقيقه لينفجر به صائحا:
- أنت ما عندكش دم، مش شايف المصيبة اللي احنا فيها وأنت بكل بساطة رايح لأدهم.

زفر حمزة حانقا نظر لخالد يتمتم ساخرا:
- أنت دايما عندك مصايب يا خالد مش جديدة يعني، أنا خلاص زهقت من المصايب، أنا رايح لابني، ومن غير سلام.

دون كلمة اخري تركهم حمزة وغادر المكان بأكمله في هدوء تام، وقف خالد ينظر في أثر أخيه مذهولا، لا يصدق أن حمزة ذهب بتلك البساطة في تلك اللحظات الحرجة، وقف يتنفس بعنف يحاول السيطرة علي دقات قلبه الهادرة، حين دق هاتفه برقم ابنته فتح الخط في لحظة يضع الهاتف علي اذنه يصيح متلهفا:
- الو، لينا، انتي سمعاني، لينا، انتي فين، ردي عليا يا بنتي.

صمت طويل من الناحية لحظات من الصمت قتلته ألف مرة وعقله يصور أبشع ما يمكن أن يسمع في اللحظات التالية، ولكن ما سمعه كان عكس ما توقع تماما صوت أنثوي ساخر:
- تؤتؤتؤ حقيقي اتأثرت قد ايه أنت بتحب بنتك وبتخاف عليها
شدد قبضته علي الهاتف صوت تلك المراءة غير مألوف بالنسبة له لا يعرفه، تسارعت أنفاسه يصيح متوعدا:
- بنتي فين، قسما بربي لو اتلمس شعرة منها، هنسفكوا من علي وش الأرض.

سمع صوت ضحكات ناقوسية ساخرة للغاية، ضحكات استمرت فترة ليست بقصيرة اطلاقا ليسمع بعدها صوت تلك السيدة يعاود الحديث من جديد:
- يعجبني فيك يا خالد، أنك دايما بتهدد حتي وأنت في موقف ضعف مش قوة، المهم عايز تشوف بنتك، روح بنتك قصاد روحك، عايز بنتك، يبقي تموت مكانها
لم يتردد لحظة واحدة حين هتف سريعا في حدة:
- أنا موافق المهم بنتي، اجيلكوا إزاي
سمعها صوتها تضحك في استمتاع حقيقي لتتشدق بعدها بسخرية قاتمة:.

- SO cute، هقولك تيجي ازاي بس لو فكرت مجرد تفكير أنك تلعب معانا بأي شكل كان رصاصة في دماغ الأمورة
حرك رأسه إيجابا سريعا يؤكد ما تقول هو لن يخاطر بابنته لو دفع حياته ثمنا لعودتها، شد علي أسنانه يتحدث في صلابة :
- اجي ازاي.

لحظات صمت سمعها تمليه عنوان طريق صحراوي أغلق معها الخط، ليتوجه ناحية زوجته يعانقها بشدة، وكأنه يعانقها للمرة الأخيرة، ابعدها عنه بعد لحظات طويلة ينظر لوجهها الشاحب عينيها الباكية، ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيه دني برأسه يقبل جبينها قبلة طويلة يهمس لها مطمئنا:
- أنا بحبك اوي يا لينا، اعرفي دا، عمري ما حبيت غيرك ولو للحظة واحدة...

تحرك سريعا يبتعد عنها ليسمعها صوتها تصيح باسمه بلوعة التفت لها يبتسم قبل أن يرفع يده يودعها، يهرول لسيارته، الي ذلك الطريق الصحراوي.

علي صعيد آخر في ذلك القصر البعيد، في الغرفة المحتجزة لينا بها، فتحت عينيها فجاءة تتمني ان يكن ما حدث لها ليس سوي حلم بشع، لا نهاية له، ليته فقط كان ولكن الحقيقة المرة حين استيقظت في تلك الغرفة وبدأت الذكريات تعصف برأسها، بدأ جسدها يرتجف بعنف مخيف، ذلك المجنون يسعي بكل الطرق لتدميرها، كيف سيجدها احدا هنا، اخذوا هاتفها، مدت يدها سريعا تبحث عن قلادتها ليست هنا، اخذوها هي الأخري، ضمت ركبتيها لصدرها ترتجف بعنف تتحرك للامام وللخلف تفكر في تلك الكلمات البشعة التي قالها لها، يمر عليها كل ذكري دمر بها حياتها وهي ساعدت كثيرا بغبائها، وزيدان كان أول من ظلمت، ام نفسها هي الأولي، توسعت عينيها فجاءة حين تذكرت، قامت سريعا من فراشها تبحث عن حقيبة يدها ها هي او المتبقي منها يبدو أنهم فتشوها أيضا، أين، أين، ها هو، أمسكت به سريعا تفتحه تضعه في فمها، ما كادت تتنهد بارتياح سمعت صوته البغيض يحادثها من خلفها:.

- انتي بتعملي ايه
شهقت بعنف حين سمعت صوته لتلتفت له تنظر له بكرة ممتزج باشمئزاز رأي في يدها شريط كبير به أقراص، جذبه من يدها يحركه أمامه عينيها ابتسم ساخرا يعاود النظر إليه يتمتم بذهول ساخر:
- ايه دا يا حبيبتي معقولة عايزة تنتحري، يرضيكي تموتي كافرة، تؤتؤتؤ اخس عليكي يا لوليا.

اشتعلت أنفاسها غضبا ترغب فقط في قتله تدميره كم دمر حياتها بالكامل، لمحت عينيها مبرد اظافرها ذلك الشئ الحاد الوحيد الذي رأته قبضت عليه في كفها ترفعه لاعلي تصرخ بشراسة:
- هقتلك، أنا هموتك زي ما دمرت حياتي
دس جيبي في جيبي سرواله لتصدح ضحكاته العالية الساخرة بقوة في أرجاء الغرفة، أخرج يمناه من جيب سرواله ينظر لاظافره يتمتم متهكما:
- ودي هتقتليني بيها ولا هتعميلي باديكر.

تسارعت أنفاسها تلهث بعنف من شدة ما يعتمر في صدرها من لهيب مستعر صرخت بشراسة تحاول أن تغرز سن المبرد في صدره ليقبض علي يديها بعنف مخيف، لف جسدها ليصطدم ظهرها ويديه تحكم وثاقها علي ذراعيها وهي تصرخ تحاول التملص من بين ذراعيه ليدني برأسه جوار اذنيها يهمس لها بشر مخيف قاسي:
- صدقيني أنا لحد دلوقتي مش عايز ازعلك، ما تخلنيش اخليكي تتمني الموت من اللي هعمله...

صمتت للحظات قبل أن تعود نبرته المرحة السامة للظهور من جديد حين عاد يقول:
- كويس أنك صحيتي يلا يا حبيبتي، الناس مستنينا...

حاولت دفعه بكل ما تستطيع الا أنه كان يقبض علي ذراعيها بعنف مخيف ألم بشع تشعر به في ذراعيها لم تتوقف عن الصراخ شتمه بكل ما تعرف من سباب، لحظات وسمعت صوت الباب يُفتح دخلت تلك الحية الملونة إلي الغرفة تتهادي في خطواتها كأنها تزحف علي بطنها بنعومة ويسر، اقتربت من لينا تقف امام وجهها، نظرت لينا لها للحظات بمقت وقرف لتبصق علي وجهها، صرخت من الألم حين جذب معاذ ذراعيها بعنف تسمعه يسبها بسباب بشع، بينما ابتسمت الحية الواقفة أمامها في هدوء رفعت يدها تمسح وجهها لتري لينا في يدها الأخير منديل صغير، علي حين غرة وضعته علي أنف لينا، حاولت أن تقاوم تحبس أنفاسها رائحة المخدر القوية تتسلل رغما عنها إلي عقلها مقاومتها بدأت تختفي شيئا فشئ، شعرت به يترك ذراعيها لتسقط أرضا آخر ما سمعته كان جملة واحدة من تلك السيدة تحادثه بها:.

- يلا بسرعة اتحرك خدها من هنا قبل ما ابوها يجي
وبعدها كسي الظلام المكان حولها لم تعد تري، سقطت في بئر اللانهاية.

وصل خالد بسيارته إلي منطقة صحراوية فارغة ليس بها اي شئ نزل سريعا من السيارة يلتفت حوله المكان فارغ لا أثر لأي أحد، رفع هاتفه يطلب رقم ابنته يحادث تلك الحية:
- أنا وصلت بس ما فيش حد
- ارمي الموبايل بتاعك في الصحرا، ما تقلقش في ناس جايلك حالا، بس بنتاكد ان ما فيش وراك حد.

شتمها في نفسه ليغلق معها الخط يلقي الهاتف بعيدا بين فيافي الصحرا ما يفعله هو الغباء بعينيه ولكنه لن يسمح لأي من كان بإيذاء صغيرته حتي لو أستحق لقب أغبي رجل في العالم، وقف للحظات يلهث بعنف، ينظر حوله دقاته تنفجر قلقا قبل أن يجد سيارة سوداء ضخمة تقف جواره نزل منها ثلاثة رجال ملثمين، تقدم احدهم يفتش جيوبه، قبل أن يضعوا علي وجهه كيس من القماش اسود يجذبونه في عتمة الليل لداخل السيارة، يغوصون بها داخل الصحراء.

كم من الوقت مر لا تعرف، عقلها يستقيظ ويعود ليغفو من جديد يري لمحات خاطفة مما يحدث، وضمات كلقطات كاميرا سريعة، تضئ وتطفئ، في السيارة، محمولة علي ذراعي معاذ او نائل كما عرفت مؤخراء، يضعها علي فراش، يضحك بملئ شدقيه، من ثم اختفي، امراءة مسنة تنظر لها مشفقة، تشعر بها تبدل ثيابها، تسمع صوتها يهمس بحرقة:
- حسبي الله ونعم الوكيل فيهم...

ومن ثم ألم بشع في خدها شعرت به ليخرج عقلها رغما عنه من كهف الخوف الذي هرب إليه خوفا مما يحدث، يبدو انها تلقت صفعة قوية، فتحت عينيها فجاءة لتري ذلك الشيطان نائل يقف امامه يبتسم ابتسامة سوداء اقترب برأسه منها يتشدق ساخرا:
- سوري يا بيبي علي القلم بس انتي نومك تقيل اوي...
استقام في وقفته يشير إلي الغرفة حولها يتمتم مستمتعا بخوفها:.

- اهو وصلنا شوفتي الموضوع بسيط ازاي، اسيبك أنا بقي يا بيبي، هتوحشيني لا حقيقي هتوحشيني
رفع يده يطبع قبلة علي كف يده يرسلها لها في الهواء يضحك عاليا التفت ناحية باب الغرفة ينظر لها للمرة الأخيرة، ليعود إليها من جديد دني برأسه جوار اذنيها يهمس لها بفحيح افعي:
- صحيح، نسيت اقولك حاجة مهمة، او مش نسيت انتي اغمي عليكي، أنا حطيتلك حبوب عشان تسقطي اللي في بطنك ساعة عصير الاناناس يا بيبي.

شخصت عينيها ذعرا، تنظر له، لما، لما كل ذلك الكرة، لما هي سلمت حياتها لشيطان دمرها، استقام هو واقفا يلوح لها بيده وداعا قبل أن يترك المكان ويغادر بلا عودة.

انسابت دموعها بعنف تنعي مأساتها، حياتها بالكامل تدمرت وهو من فعل ذلك بدم بارد كان يواسيها وهو من قتل طفلها، ارتجف جسدها من عنف بكائها تنظر حولها مذعورة تلك المرة ليس حلما هي لا تحلم ليست هلاوس من عقلها الباطن، ما يحدث حقيقة بشعة أبشع مما يتحملها عقلها، مقيدة علي فراش كبير في غرفة لا تعرفها، اضائتها خافتة مخيفة كأنها مشتعلة بجمر من الجحيم، ترتدي قميص اسود للنوم، ذلك القميص تعرفه هو ما ارتدته في ليلة زواجها هي ومعاذ او نائل، اصفاد من حديد تقيد يديها قطعة قماش كبيرة تلتف حول فمها، هي والصمت والذعر فقط يلتهم قلبها ببطئ، لحظات وسمعت صوت خطوات تقترب، صوت الباب يُفتح، ليظهر من خلف الباب ما جعل عينيها تجحظ في فزع، ذلك الواقف هناك يرميها بنظرات شيطانية مخيفة، يضحك بجنون وهو ينظر اليها دخل الي الغرفة يصفع الباب خلفه يتقدم منها ببطئ و...

وصلت السيارة بعد رحلة طويلة الي حيث هو يجهل، لم يكن خائفا سوي علي ابنته، ما يحدث بالكامل لم يخيفه، ربما لم يعد يخاف، ربما الموت في سبيل إنقاذ حياة ابنته هو السعادة بذاتها، شعر باحدهم يجذبه من السيارة بعنف، ليرفعوا الكيس القماش من علي وجهه، نظر حوله قصر كبير ذلك القصر يعرفه، يعرف صاحبه، شخصت حدقتيه مستحيل أن يكن هو، دفعه أحد الرجل بعنف ليسير أمامه كم كان يرغب في أن يلتفت ويفجر رأسه ولكن لأجل ابنته فقط لم يفعل، تحرك للداخل، لداخل القصر يري الكثير والكثير من الرجال يحوطون القصر من جميع الجوانب، خطي للداخل، اول ما وقع عينيه عليه، امراءة تجلس علي مقعد في منتصف الصالة تضع ساقا فوق اخري، ابتسامة خبيثة تعلو ثغرها، امراءة لم يرها قبلا، من هي وماذا تريد منه، اشارت بيدها للرجال خلفه ليغادروا للخارج، ويبقي هو وهي لحظات صمت يتأمل كل منهما الآخر، قبل أن تتحرك تلك المراءة من مكانها تخطو خطوات رشيقة تجاهه وقفت بالقرب منه تبتسم في لباقة شديدة مدت كف يدها تحادثه برقة:.

- أعرفك بنفسي جوليا، السيوطي، ابقي ارملة عز نائد السيوطي اللي أنت قتلته!
صدمة لم يكن يتوقعها تجمدت عينيه ينظر لها مدهوشا، كيف يمكن أن يحدث ذلك، عز، اسم قديم كان قد نسيه، ذلك المختل وابيه كانا السبب في مقتل ابنته واختطاف زوجته وقتله هو في النهاية، والآن عدت تلك الحية زوجته للانتقام لأجل قاتل مجنون، مد يده يقبض علي رقبتها بعنف يزمجر محتدا:.

- بنتتتي فييييين، انا قدامك أهو، عايوة تنتقمي لجوزك المجنون تاخدي حقك مني، مش من بنتي، بنتي فين، قبل ما اطلع روحك في ايدي
لم تهتز ابتسامة جوليا للحظة فقط حركت شفتيها يخرج صوتها ساخرا:
- لو قتلتني لوليتا حبيبة بابا هتحصلني
قتمت عينيه ليترك رقبتها رغما عنه، ابتسمت جوليا في خبث اسود تقترب هي منه تبسط كفيها علي صدره تحادثه بوعيد قاتم:.

- قتلت جوزي، حرقت قلبي عليه، يتمت ابني وهو لسه طفل، تفتكر مش من حقي انتقم، ومين أغلي حد عند خالد السويسي بنته حبيبته...
تهدجت أنفاسه غضبا تتصارع دقات قلبه يحاول بصعوبة السيطرة علي سعير نيران غضبه، لتنكمش قسمات وجهها في سخرية تحادثه بشفقة:
- تؤتؤتؤ قلبك بيدق بسرعة، دا زعل ولا ندم ولا خوف
- خالد السويسي ما بيخافش
نطقها بقوة جبارة يدفع تلك الحية بعيدا عنه، ليسمع صوت قاتم كاره يأتي من خلفه مباشرة:.

- طول عمرك جبروت، فاكر لما كنت متربط وبينك وبين الموت شعرة، وبردوا رأسك في السما، و دلوقتي بنتك في ايدينا وحياتك كمان وبردوا مش خايف
التفت خالد خلفه ينظر لذلك الجالس علي مقعد متحرك عرفه رغم ملامح وجهه التي أكلها الزمن، ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتي خالد ينظر لنائد والد عز في ثقة:.

- أنا روحي في ايد اللي خلقني، لسه زي ما إنت يا نائد جبان، خايف تواجه فبتلف زي الحية، مرة تقتلوا بنتي ومرة تخطفوا مراتي، زيكوا زي الفيران اللي بيسختبوا في جحورهم
عاد يلتفت برأسه ناحية تلك الحية ليعاود النظر لنائد فتح علي ذراعيه علي اتساعها في حركة درامية ساخرة يحادثهم محتدا:
- أنا اهو قدامكوا، خدوا انتقامكوا مني، بس بنتي لاء، فييييييين بنتتتتتتي، ليناااااا، يا لينااااااااا.

اقتربت جوليا منه من جديد تمسك في يدها جهاز تحكم صغير وقفت بالقرب منه تغمز له بطرف عينيها تهمس في عبث:
- هوريهالك
ضعطت زر التشغيل لتضئ الشاشة الكبيرة أمامه علي مشهد مرعب للغاية لينا مقيدة علي فراش، بقميص نوم، ابنته، انتفض يقبض علي عنق تلك السيدة دفعها بعنف ليصدم رأسها بعمود ضخم من الجرانيت خلفها يزمجر كليث جريح:
- بنتي فيييييييييين، قسما بالله لو اتمس منها شعرة لهدفنكوا بالحيا.

ابتسمت جوليا في شر توسعت عينيها بجنون تحادثه بشماتة:
- بنتك خلاص اتباعت لواحد حبيبك اوي، مش هتلاقيها، عايز تشوفها فعلا
حرك رأسه إيجابا بجنون يشعر بقلبه يتفتت انسلت من بين ذراعيه تقف جوار مقعد نائد المتحرك تنظر له بشماتة تحادثه بلكنة انجليزية ساخرة:.

- اركع علي ركبتيك أن كنت ترغب في رؤية ابنتك حية، هيا خالد اركع علي ركبيتك أمامنا تطلب السماح ابكي توسل، والا صدقني لن تراها مرة أخري، ستلحق بشقيقتها، سما المسكينة
زمجر بشراسة وقلبه يحترق من كلمات تلك الافعي السامة، موضع بين شقئ الرحي، ابنته وهو، وبالطبع سيختار، اغمض عينيه بعنف، يشد علي قبضته، ليمر صورة قديمة لطفلته وهي تضحك، قبل أن يأتي بحركة واحدة سمع صوت ساخر، صوت حاد قاتل يأتي من خلفه مباشرة:.

- انتهت اللعبة والدون هو من فاز، تصفيق حاد رجاءا
نظر خالد خلفه سريعا يشتم حمزة في نفسه لما تأخر الاحمق لتلك الدرجة ليجد حمزة ينزل علي سلم البيت ببطئ شديد يمسك مسدس في يده، بهت وجه جوليا تنظر لنائد، لتعاود النظر لحمزة الواقف جوار خالد تصرخ فيهم بجنون:.

- انتوا فاكرين انكوا هتخرجوا من هنا علي رجليكوا، أنا معايا رجالة وسلاح تقوم حرب، امبراطورية نائد السيوطي كلها في ايدي سنين وأنا وراك يا خالد عشان بس ادمرك، عشان انتقم لنفسي ولجوزي ولابني...
انكمشت ملامح حمزة بتأثر حقيقي لما قالت اعطي المسدس لخالد رفع يده يصفق ببطئ:
- شابو حوار هايل...

تسارعت أنفاس جوليا غضبا احمرت عينيها بجنون تضعط علي زر آخر في جهاز التحكم في يدها، لتستدعي رجالها، ولكن لا شئ، لا أحد المكان هادئ، توسعت عيني حمزة في دهشة يحادثها مذهولا:
- ايه دا اومال فين الجيش بتاعك اللي هيقوموا الحرب معقول يكون راح عليهم نومة.

توترت قسمات وجه جوليا خوفا، لتركض سريعا ناحية باب القصر فتحت الباب تنظر خارجا لتجد دخان ابيض كثيف يملئ المكان وجميع الحراس ملقون أرضا، كان عليها فئ تلك اللحظة أن تلوذ بنفسها، تحركت تركض ليلحق بها خالد قبل أن تصل لباب القصر قبض علي خصلات شعرها بعنف يجرها لداخل القصر وهي تصرخ تحاول الابتعاد عنه دفعها أرضا اقترب منها وهي تزحف للخلف تنظر له كوحش مخيف، مال برأسه يقبض علي عنقها يصرخ بشراسة:.

- سنين، سنين وأنا بدور علي اللي اذي بنتي، دمر حياتها من وهي طفلة، مالهاش ذنب في ائ حاجة، جوزك المجنون وأبوه قتلوا بنتي، جوزك المجنون كان يغتصب مراتي، لو رجع بيا الزمن هقتله ألف مرة، انما انتي مش هقتلك بسهولة كدة هخليكي تتمنئ الموت تشتهيه من اللي هعمله فيكي
حركت رأسها نفيا بذعر تنظر حولها مذعورة لتعاود النظر إليه ضحكت بجنون:.

- اقتلني، اقتلني، بس ساعتها بنتك هتموت ورايا، عارف بنتك في ايد مين دلوقتي في ايد (، ) وأنت عارف أنت غالي عنده قد ايه
صفعة قوية نزلت من يد خالد علي وجهها جعلت رأسها تصطدم بالأرض بعنف ومعها تصدح ضحكاتها المجنونة، صدح رنين هاتفه في تلك اللحظة برقم زيدان فتح الخط سريعا ليجد زيدان يصيح فيه:
- أنا عرفت لينا فين، هبعتلك العنوان...

اغلق معه الخط ليبتسم خالد في وعيد قاتل ينظر للملقااة ارضا أمام عينيه، رفع وجهه ينظر لحمزة في اللحظة التالية ليحرك الأخير رأسه بمعني فهمت، خرج خالد يركض حيث مكان ابنته تاركا حمزة يبتسم بجنون!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة