قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والخمسون

- وعايزاك تتفق مع محامي كويس، عايزة ارفع قضية خلع على زيدان
ما إن نطقت تلك الجملة ساد صمت قاتل من ناحية معاذ، لدرجة انها ابعدت الهاتف عن اذنها ظنته أغلق الخط، كادت أن تسأله لما ذلك الصمت ليبادر هو قائلا في قلق:
- بلاش يا لينا، بلاش تعدني معاه، أنا خايف عليكي صدقيني.

قطبت جبينها توسعت عينيها متفاجاءة مما يقول، لحظات تحاول إستيعاب ما يقول أول ما طرق عقلها أن زيدان اختطفه مرة أخري اشتعلت أنفاسها غضبا لتصيح محتدة:
- هو جنبك مش كدا، خطفك تاني
قاطعها معاذ حين ضحك بخفة يردف مطمئنا إياها:
- أنا في البيت والله على السرير ما تخافيش ما حدش خطفني...
صمت للحظات ليستعيد نبرته الحانية تنهد يقول قلقا:.

- أنا بس خايف عليكي، زيدان دا شكله مجنون لو رفعتي عليه قضية خلع هيعند اكتر، لازم نشوفلها حل تاني غير دا
هبت واقفة من فوق فراشها اتجهت صوب مرآة زينتها تفك عقدة شعرها تغرز أظافرها فيه غصت نبرتها تصيح بقهر:
- حل ايه يا معاذ دا بيقولي هطلبك في بيت الطاعة أنت متخيل جبروته بعد كل اللي عمله فيا، بيقولي هطلبك في بيت الطاعة
حاول الأخير التخفيف عنها قليلا ليردف بنبرة هادئة مترفقة:.

- مش هيعمل كدة يا لينا، عشان والدك مش عشانك، أنا واثق أنه مش هيعمل، هو بس عايز يخوفك عشان ترجعيله اهدي انتي بس وكل حاجة هتبقي تمام
رفعت وجهها تنظر لانعكاس صورتها في المرآه لتختفي صورتها ويظهر مشهد عرض بطئ مخيف لما فعل هو بها رغما عنها انسابت دموعها تغرق وجهها، انهارت على ركبتيها أرضا تتمسك بالهاتف بعنف تعالت شهقاتها، لتسمعه يصيح مذعورا:.

- لينا أنتي بتعيطي، لينا عشان خاطري وحياة اغلي حاجة عندك بطلي عياط
ضاع صوتها بين شهقاتها العنيفة، كورت قبضتها تضرب موضع قلبها تصيح بنبرة ذبيحة ممزقة:
- أنا بكرهه يا معاذ بكرهه أوي، كنت لعبة في أيديهم لعبوا بيا وبمشاعري، عشانه هو، ما كفهوش أنه فضل يضحك عليا المدة دي كلها، دبحني ودلوقتي بيهددني، ياااارب اموت واخلص منه ومن حياتي كلها.

اشفق معاذ على حالتها المتدنية صوتها الذبيح، بكائها المعذب، ولكن ما في يده سوي التخفيف عنها ببعض الكلمات اللطيفة:
- لينا، صدقيني ما يستاهلش دموعك دي كلها، مهما كان اللي عمله فيكي حاولي تنسيه لحد ما نتجمع أنا وأنتي وأنا اوعدك اني عمري ما هخليكي تفتكري حاجة من الماضي، اهدي يا حبيبتي.

اغمضت عينيها تشد على قبضتها تنساب دموعها في صمت لما تشعر أنها خائنة، الا يكفي ما فعل بها والآن أيضا تلوم نفسها، قلبها يصرخ جسدها يحترق، عقلها ثائر مشتت حائر، بلعت لعابها الجاف تهمس بخفوت حزين:
- اقفل يا معاذ، هكلمك تاني.

أغلقت معه الخط تلقي الهاتف بعيدا، اخفت وجهها بين كفيه لا تبكي فقط تفكر تتنفس بعنف تحاول تجميع شتات روحها الحائرة، اجفلت على صوت بابها يُفتح لتقطب جبينها متعجبه ألم توصده من الداخل وتلقي بالمفتاح من النافذة في لحظة ثائرة، لحظة ووجدت والدتها تدخل من باب الغرفة في يدها نسخة اخري من المفتاح، تقدمت لينا تنظر حولها الغرفة بأكملها مهشمة لا شئ في مكانه لا قطعة واحدة سليمة، وهناك جوار مرآه الزينة ارضا تجثو ابنتها على ركبتيها الدموع تغرق وجهها عينيها حمراء كالدماء، اقتربت منها لتجلس أمامها دون كلمة واحدة جذبتها تعانقها، تجمدت الاخيرة للحظات قبل أن تنفجر باكية بين احضان والدتها، تغرز وجهها بين ذراعيها تنتفض من عنف شهاتقها، في صمت نزلت دموع لينا تمسح بيدها على شعر ابنتها، مرت دقائق طويلة حاولت لينا فيهم أن تستعيد ثباتها لتردف بهمس خافت بين ذراعي والدتها:.

- هما ليه عملوا فيا كدة، ليه
خرجت ضحكة صغيرة حزينة من بين شفتئ لينا لتبعد ابنتها عنها مدت يدها تسمح وجهها تردف في سخرية مريرة:.

- أنتي عارفة أنا سألت نفسي قبلك السؤال دا كام مرة، هو ليه بيعمل فيا كدة، كل الحب اللي المفروض بيحبهولي، انتي عارفة ابوكي يعتبر اسوء وأحسن حاجة حصلتلي في حياتي معادلة مش مفهومة، لما بدأتي تكبري وتفهمي كان هو اتعالج، انما لما كنتي صغيرة، أنا قضيت معاه أيام كانت بتقضي عليا، حالته كل يوم كانت بتبقي اسوء عن اليوم اللي قابله، وصلت لمرحلة اني بترعب بس من صوته.

توسعت ابتسامتها المريرة لتجلس على الارض تضع رأس ابنتها على كتفها تردف في همس مؤلم:
- كان بيكسر كل حتة فيا ويرجع يعتذر يقولي أنا آسف ندمان سامحيني أنا بحبك مجنون بيكي، وانا كنت بسامحه، انتي عارفة لو حكيت حكايتي دي لأي حد هيقول اني انسانة معدومة الكرامة، ازاي ارضي على نفسي كل اللي بيعمله وارجعله تاني، ازاي ما بتصعبش
عليا نفسي...
انهمرت الدموع بعنف من عيني لينا اختنقت نبرة صوتها تكمل بهمس ضعيف:.

- أنا مش كدة والله، أنا بس فتحت عيني في الدنيا على وش ابوكي، جدك اللي هو ابويا ما كنتش بشوفه، كنت بحس بالحرمان وأنا شايفة البنات أصحابي ابهاتم بيجيوا ياخدوهم من المدرسة وأنا لاء، ما كنش بيجي خالد اللي كان بيجي، عودت نفسي من وأنا صغيرة خلاص أن دا بابا، خالد كان كل حاجة في حياتي، أنا كنت بشوف بابا مرتين في السنة، أنا لما نطقت كلمة بابا اول مرة قولتلها ليه هو، ولما بدأت أكبر ومشاعري ناحيته تتغير، خلاص بقينا أنا وهو كيان واحد، زي نبات صغير جوا تربته مربوط فيها بجذور، جه فجاءة بابا قرر ياخد النبته دي بقمة القسوة اللي في الدنيا، شوفت منه قسوة كتير لطفلة صغيرة، فبقي بالنسبة ليا الامان هو خالد، عايزة ارجعله بأي شكل، لما سافرت برة عشان أدرس، قولت خلاص هعتمد على نفسي، خصوصا بعد ما عرفت أن خالد اتجوز، وأنا كمان اتخطبت، بس زي ما بيقولوا القدر كان ليه رأي تاني...

خطيبي حاول يغتصبني، وأنا بقومه وبحاول ابعده عني، كانت صورة ابوكي اللي أنا مش فاكرة ملامحها كاملة قدامي بتشجعني اني ما استسلمش، بعد اللي حصل دا مات جوايا اي إحساس بالأمان بعيد عنه، وبعد عناء رجعت النبتة الصغيرة لتربتها القديمة، بس التربة ما كنتش هي كانت قاسية جافة بترويها دموع النبتة، كل ما تحاول تبعد عنها تفتكر اللي حصلها وهي بعيدة فتخاف وترجع تستخبي فيها تاني، عارفة انا حتى بعد ما كبرت واتخرجت وبقيت الدكتورة لينا ورجعت تاني عند جدك، كنت بخاف منه كل لحظة ليضربني او يحبسني في اوضتي في الضلمة زي زمان، أنا استحملت عشان كنت خايفة من اي حل تاني، أنتِ لاء...

قالتها لتعتدل في جلستها لتجلس لينا أمام والدتها تنظر لها بشفقة دموعها تهبط بلا توقف حزنا عليها، كانت تظن انها لاقت قسوة ما في الدنيا لتكتشف أنها لم تعرف حتى ما هي القسوة، مدت لينا يديها تسمح دموعها بعنف تنظر لابنتها في حزم لتردف:.

- أنتِ لاء يا لينا، اوعي تبقي نسخة مني ابدااا، والدتي كانت سلبية جدا في حقي ودا اللي عمل فيا كدة، وأنا هسمح لنفسي ابقي سلبية في حقك تاني، زيدان غلط اللي حصل في الفندق كان غصب عنه صحيح، لكن غلطه أكبر أنه لعب اللعبة دي هو وابوكي من الأول، خالد مش هيتغير، شايف الصح اللي هو شايفه بس صح والغلط اللي هو شايفه غلط، شوفي انتي عايزة ايه، فاهمة، ما تبقيش سلبية، ما تخليش حد يخطط حياتك اللي هتعيشيها فهماني.

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي لينا تحرك رأسها إيجابا لترتمي بين أحضان والدتها ابتسمت تهمس ممتنة:
- حاضر يا ماما
ابتسمت لينا تقبل جبين ابنتها تعاود ضمها من جديد.

على صعيد آخر في مكتب خالد السويسي، يجلس على سطح مقعده الوثير أمامه مجموعة ضخمة من الأوراق ينظر لها شاردا حزينا، لما تتعقد الامور بتلك الطريقة هو فقط يريد الصالح لابنته كيف يؤذيها وهو لم يحب أحد في حياته بقدرها، فقط لو تعلم ذلك، يعلم انها في حالة صدمة حزينة مقهورة مما حدث، ومما عرفت، ولكن ماذا يفعل يترك شاب لعوب نظراته كفيلة بأن يري فيه ذئب وضيع يتنكر في ثياب حمل برئ، تنهد متعبا ليعود بجسده للخلف يستند بظهره إلى ظهر المقعد اغمض عينيه يتنفس بعمق يحاول فقط أن يطفئ نيران جسده، من يفعل ذلك وما صالحه لا أثر لا دليل، من ولماذا، اجفل من شروده على صوت دقات على باب غرفته دقات سريعة متلهفة فتح عينيه يردف:.

- ادخل
ما إن نطق بها هرول يوسف لداخل الغرفة وقف أمام مكتب خالد يقول سريعا بتلهف:
- خالد شوفلك حل في زيدان الواد ضرب خالص، بيتحرك بعكاز ومع ذلك مصر يلعب بوكس وزمايله خايفين عليه ومنه بصراحة الواد بيضرب بغباوة طلع واحد يلاعبه رقدة على الأرض من كتر الضرب.

ابتسم خالد يآسا يحرك رأسه إيجابا اشار بيده ليوسف ليغادر الأخير، لحظات وقام هو ما أن تحرك خطوة واحدة شعر بدوار حاد اختل توازنه ليرتمي بجسده على المقعد من جديد يلتقط أنفاسه، وضع يده على صدره يشعر لأول مرة بنغز حاد في قلبه، لحظات واختفي، ليبتسم هو ساخرا، قام من جديد متجها لأسفل، يسمع صوت زيدان الساخر:
- ايه يا شباب خايفين ليه دا أنا حتى رجلي مكسورة
ابتسم خالد متوعدا توجه إلى غرفة الملابس يردد:.

- ماشي يا ابو مكسورة أما كسرتلك دماغك
دقايق وخرج من غرفة الملابس يرتدي ( تيشرت ) اسود بحملات عريضة وسروال من القطن الاسود التقط تلك الاربطة البيضاء يلفها حول قبضتيه، ليتوجه ناحية حلبة المصارعة، توسعت أعين الجميع في ذهول وهم يرون خالد يشق طريقه بينهم ليصعد بخفة إلى حلبة المصارعة ليقفز إلى هناك بخفة، بينما ارتفع حاجبي زيدان لاعلي يتمتم ساخرا:
- بتهزر صح، عشان عارف اني مش هقدر اضربك ما أنت خالي بقي.

لم تتغير تعابير وجه خالد الحادة الباردة فقط ابتسامة خفيفة طفت فوق شفتيه يتمتم ساخرا:
- ما فيش خالي في الشغل يا حضرة الظابط، أنت مش طالع تتدرب، واللوا بنفسه قرر يلاعبك، اما نشوف التلميذ حفظ الدرس ولا هيطلع فاشل
وقبل أن يبدأ اللعب التفت خالد لذلك الجمع الواقف يردف في حدة:
- كل واحد على شغله يلا
بدأ الجميع في الإنسحاب، واحدا تلو الآخر اغلق الأخير الباب خلفه لينظر خالد لزيدان يردف ساخرا:.

- مش عايز حد يشوفك وأنت بتتضرب
احتقن وجه زيدان غضبا قبل أن يصدح صوت الجرس الخاص ببدأ الجولة، اقترب خالد من زيدان سدد لكمة له تفادها زيدان بخفة حين انحني برأسه لأسفل سريعا، تحرك بصعوبة بسبب ساقه المكدومة، ينظر لخالد يبتسم بانتصار:
- التلميذ مذاكر الدرس كويس، اااه
تأوه بها متألما حين باغته لكمة عنيفة من خالد ارتد على اثرها للخلف ليردف خالد ساخرا:
- الدرس رقم 6، ما تفرحش بفوزك قبل نهاية المباراة.

التفت زيدان بوجه يمسح بعنف الدماء السائلة من فمه ينظر لخالد غاضبا انقض عليه يرغب في لكمة ليتفاده خالد بسهولة يصدم زيدان بمرفقه بعنف بعنف من ظهره يردف متهكما:
- الدرس رقم 2 خليك هادي، الغضب بيفقدك التركيز
التف زيدان لخالد يتنفس بعنف ملامحه منكشمة من الألم، لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتي خالد يردف متهكما:
- غبي وهتفضل طول عمرك غبي، بدل ما تصلح اللي هببته تقولها هطلبك في بيت الطاعة يا حمار.

فلتت ضحكة متهكمة من بين شفتي زيدان يردف ساخرا:
- خلاص ما بقاش فيه مجال لأي كلام، معاذ بيه رجع تاني وبيلف دماغها عشان ترجعله بس دا بعده دا أنا اقتله وادهن بدمه الحيطان
في اللحظة التالية كان يفترش زيدان الأرض حين سقط على ظهره بعنف بفعل ساق خالد الذي عرقتله انحني خالد ناحيته يقبض على تلابيب ملابسه يتمتم متهكما:.

- مع احترامي لروح دراكولا اللي جواك، بس أنت قدامك شهر لو ما صلحتش علاقتك بلينا، هتطلقها بمزاجك كان او غصب عنك، سلام يا حبيب خالك
قالها خالد لينزل من الحلبة يغادر الغرفة بأكملها بينما ظل زيدان ينظر لسقف الغرفة يعجز حتى عن التفكير.

خرج من غرفة التدريبات، بدل ملابسه يرحل من المكان بأكمله متوجها إلي بيته متعب يرغب فقط في النوم عل أن يصبح كل ما حدث لم يحدث من الأساس يتمني فقط لو يكن ما حدث أحد كوابيسه المفزعة وسيصحو منه قريبا، ساعة واكثر حتى وصل إلى منزله، توجه مباشرة إلى غرفة ابنته، دق الباب لا مجيب، انتفض قلبه قلقا ليدخل إلى الغرفة، قطب جبينه حين رأي ما حل في الغرفة وجد ابنته هناك جالسة على فراشها تضع سماعات في أذنيها تغمض عينيها، اقترب منها يجذب بخفة السماعات من اذنيها يهتف في هدوء:.

- أنا بقالي ساعة بخبط على الباب
اغلقت هي ما كانت تسمع لترفع وجهها تنظر لوالدها في برود رسمت ابتسامة صفراء على شفتيها تغمغم في براءة خبيثة:
- سوري ما سمعتش حضرتك، خير حضرتك
اخفي ضحكاته اليآسة على ما تفعل ليجلس على الفراش أمامها تنهد تنهيدة طوووويلة يردف في هدوء:
- لينا أنا عارف أنك زعلانة من اللي عرفتيه بس والله يا بنتي أنا...
قاطعته هي تبتسم في اتساع ابتسامة زائفة عرفها جيدا لتقول بعدها في تهكم:.

- زعلانة!، عشان كنتوا بتلعبوا بيا وعاملين مشاعري كورة بتحدفوها لبعض لاء خالص، وأنا هزعل ليه يعني، أنا زي الفل
تنهد خالد غاضبا، لم يرد أن يتحدث أكثر يعرف انها لن تتقبل اي حديث في حالتها تلك تحرك ليغادر ما أن اقترب من باب الغرفة سمعها تتمتم في حيرة عرف انها تتصنعها:.

- صحيح يا بابا، اصل أنا الأيام اللي فاتت كنت مصدومة اللي حصل بردوا مش قليل الا لو حضرتك شايف عكس كدا، هو حسام أخويا ازاي، أنا ما انكرش انه امور ودكتور وحنين، لاء حبيته...
ادمعت عينيها رغما عنها تهمس بسخرية تتألم:
- دا حتى هو اللي عالجني وخدني في حضنه في لحظة كنت بتمني فيها بس وجودك عشان اترمي في حضنك...

التفت خالد لابنته لينهار ثباته الزائف عاد ذلك الشعور بالألم يغزو قلبه بجهد شاق استقام فئ وقفته تحرك ناحيتها لتمسح هي ما سقط من دموعها تضحك في تهكم:
- اخويا ازاي بقي
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي خالد ليرفع كف يده يربت على وجنتها يحاول بمشقة ان يزن نبرته:.

- أنا كنت متجوز قبل لينا، وهي عارفة، مراتي اللي كنت متجوزها كانت حامل وما عرفتش اني عندي ابن منها غير من قريب، بس مامتك ما تعرفش حاجة، ومش لازم تعرف دلوقتي لحد ما امهدلها الموضوع
ارتسمت ابتسامة متسلية على شفتي لينا تهتف في براءة:
- من عيوني حاضر، بس أنت عارف بردوا ساعات الواحد بينسي وممكن لسانه يقع من غير ما يحس.

شد خالد على أسنانه بعنف يشعر بالالم يزداد حدة كور قبضته يشد عليها تسارعت أنفاسه يردف متهكما:
- أنتِ بتهدديني يا بنت خالد
توسعت ابتسامتها تردف في ثقة لمعت فئ عينيه التي ورثتها منه:
- اديك قولتها بنت خالد باشا السويسي، فهد الدخلية، لازم تبقي شاربة منه ولا ايه يا بابا.

لم يعد له القدرة على الصمود اكثر رماها بنظرة حادة يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ليتركها يتحرك لخارج الغرفة ما أن أغلق باب غرفتها استند على الحائط جواره ينزع رابطة عنقه وضع يده على فمه يصرخ من الالم يكتم صوته قدر الإمكان، لهث بعنف يتوجه إلى غرفته، يملك مسكن ربما سيريحه قليلا دخل إلى الغرفة ليجد لينا تجلس قرب النافذة تمسك كتاب فئ يدها وقفت سريعا ما أن رأته تهدر في حدة:.

- كويس انك جيت، ممكن افهم بقي ايه اللي حصل دا، ازاي تعمل كدة.

تركها يتجه صوب المرحاض لم تعد له القدرة على اي جدال، فتح صنبور المياة يضع رأسه اسفلها لحظات طويلة قبل أن يرفع رأسه ينظر لانعاكس صورته المجهدة، التقط منشفة صغيرة يجفف خصلات شعره، فتح صيدلية الادوية الصغيرة الموجودة في مرحاضه ليلتقط زجاجة صغيرة بها مصل شفاف، مد يده يلتقط ( سرنجة ) مغلفة، أخذهم وخرج من الغرفة ليري لينا تقف أمام المرحاض من الخارج هتفت حانقة ما أن رأته:.

- خالد على فكرة أنا بكلمك بطل تتجاهلني بالشكل دا، بطل تهمشني في حياتك وحياة بنتي، دي بنتي زي ما هي بنتك، ما ترد عليا يا خالد
التفت لها لتري عينيه الزائغة ملامحه المجهدة خرج صوته ثقيلا:
- اسكتي، مش قادر اتكلم
توجه بعدها إلى الفراش يرتمي بجسده عليه...
لتهرع خلفه سريعا تسأله فزعة:
- خالد مالك يا خالد، هطلبلك دكتور.

تحركت لتغادر لتشعر به يقبض على رسغ يدها التفت له سريعا ليمد لها ما في يده الأخري حرك شفتيه ليخرج صوته ضعيفا متعبا:
- مالوش لزوم الدكتور، خدي.

التقطت سريعا ما في يده تملئ تلك السرنجة بذلك المصل، ليعتدل هو في جلسته خلع سترة حلته يزيح كم قميصه استند برأسه إلى الوسادة خلفه يغمض عينيه ليشعر بوغزة ذلك السن في ذراعه ليبتسم ساخرا ألمه الطفيف لا يغدو ولو جزء صغير من ألم ما يحدث، لحظات وشعر بها تضع رأسها على صدره ابتسم يمسح بيده على شعرها برفق يسمعها تهمس قلقة:
- عشان خاطري قوم نروح لدكتور، أنا آسفة ما كنتش اعرف أنك تعبان.

لم يرد عليها لم يرغب في جعلها تسمع صوته بذلك الضغف من جديد حتى فقط لا تخف، مضي وقت ليس بقصير إلى ان بدأ يشعر بذلك الألم يقل تدريجيا، بات يقدر على تحمله فتح عينيه وابتسم حين رآها تنظر لصدره وهو يتنفس كأنها طفلة صغيرة تتطمأن أن والدها حي من حركة أنفاسه قرص وجنتها برفق يردف بصوت هادئ:
- أنا كويس، كنت بلعب ملاكمة وعضلاتي شدت عليا شوية ما تخافيش يا حبيبتي.

اعتدلت في جلستها تحرك رأسها إيجابا تسمح دموعها المتساقطة تتمتم بصوت خفيض:
- ابقئ خلي بالك المرة الجاية.

قالتها لتوليه ظهرها تتسطح جواره على الفراش تنساب دموعها في صمت مذعورة عليه مما حدث قبل قليل كاد قلبها أن يتوقف خوفا، تخاف أن تفقده حين أخبرت ابنتها انها لم تترك والدها لانها خافت أن تجرب اي حلا آخر، نسيت أن تخبرها بأن قلبها رفض رفضا قاطعا حتى الابتعاد عنه ولو قليلا، إن جذور قلبها ظلت متمسكة بتربته القاسية رغم كل ما حدث، لحظات وسمعته يهمس في عبث:
- طبعا ادتيني ضهرك عشان تعيطي، صح.

حركت رأسها نفيا تمسح دموعها بعنف قبل أن يراها حمحمت تجلي صوتها تردف في هدوء:
- مش بعيط أنا كويسة، عايز حاجة
عايزك تبصيلي، همس بها بصوت شغوف عاشق، لينصاع قلبها له كأنه فقط مغيب، التفتت له تنظر لعينيه لحظتين فقط قبل أن تنفجر باكية تصيح بقهر من بين دموعها:.

- ليه يا خالد، ليه تعيد مأساتي معاك تاني مع بنتنا، ضحكت عليها، زي ما ضحكت على بابا زمان، ليه تعمل كدا، مين قالك أن معاذ وحش، كفاية خطط بقي يا خالد كان نفسي اوي نعيش حياة طبيعية
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليجذب راسها يضعها على ذراعه يردف في ثقة:.

- أنا مش عيل صغير يا لينا واعرف كويس اوي أقيم اللي قدامي واللي اسمه معاذ دا بداية قصيدته معانا كفر، دا خلاها تعرفه من ورانا أنا شوفته وواثق أنه عيل زبالة لا بيحبها ولا نيلة
تنهدت يآسه منه لتعتدل في جلستها عقدت ذراعيها امام صدرها تردف حانقة:.

- أنت شايفه كدة عشان كنت عاوز زيدان للينا، وبعدين حتى لو هو كدا، كنت سيبها تكتشف دا بنفسها، خليها تعرف أنك على حق مش تضحك عليها وتعمل فيلم إنت وزيدان وتجرحوها بالشكل دا
جذبها ناحيته من جديد ليعاود رأسها يسكن فوق ذراعه قرص ذقنها بخفة ابتسم يتمتم في ثقة:.

- طالما كدة هتتجرح وكدة هتتجرح أنا قولت نلم الجرح بدري عشان يبقي سطحي ويتعالج بسرعة، بدل ما تتعلق بيه اكتر وهيطلع زبالة زي ما أنا قولت ساعتها الجرح هيبقي في العرق وممكن يموتها ولا ايه يا دكتورة
انا عارفة أن المناقشة معاك مالهاش لازمة عشان في الآخر هتعمل اللي أنت عاوزه، تقدر تقولي بقي هتعمل ايه دلوقتي، هتفت بها بنزق، ليرفع كتفيه يبتسم في خبث:.

- هعمل ايه يعني، هنشوف بنتك هتقرر ايه، المهم قوليلي دلوقتي اخبار البسبوسة ايه
ضيقيت عينيها تنظر له حانقة لتصدمه على صدره بعنف تصيح في غيظ:
- اتحرقت من عمايلك، هتشلني نبقي بنتكلم في موضوع تروح قالب على قلة أدب في ثانية
تعالت ضحكاته الخبيثة ليمد يده ناحية الانارة يردف في غبث:
- سمعوني واحدة سكتت شهرزاد عن الكلام المباح
قالها ليطفئ إنارة الغرفة عند ذلك الحد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

في منزل عمر، تحديدا في غرفة سارة وسارين، دخلت تالا تحمل صينية كبيرة عليها الكثير من الشطائر وكوبي حليب، ارتسمت على شفتيها ابتسامة حانية على شفتيها تنظر لابنتيها كل واحدة منهن تنكب على الكتاب امامها تذاكر بجد، تبقي فقط مادة واحدة وينتهيا، نظرت ناحية سارين لتبلع لعابها قلقة تبقي فقط مادة واحدة وماذا بعد هل ستتزوج ابنتها بعد ذلك، تنهدت قلقة لترسم ابتسامة زائفة على شفتيها تتقدم ناحية ابنتيها جلست على فراش سارين نظرت لهم تسألهم قلقة:.

- بجد حليتوا كويس في إمتحان النهاردة
نظرت سارة لوالدتها في دهشة لتضحك بخفة تردف:
- يا ماما دي تاسع مرة تسئيلنا نفس السؤال، ونجاوب نفس الإجابة آه والله حلينا كويس الأحياء كان سهل تافة جدااااا
اعترضت سارين تقول في ضيق:
- لاء على فكرة كان فيه كام سؤال رخمين جدا أنا مش عارفة أنا حليتهم صح ولا غلط
ابتسمت سارة في انتصار لتقف على ركبتيها على الفراش كتفت ذراعيها أمام صدرها تهتف في حدة:.

- أنا قولتلك ذاكري معايا من الملخص اللي معايا قعدتي تقوليلي لاء، ومين االي عمله ومش عارفة ايه...
التفتت تالا لابنتها ابتسمت تسألها في فضول:
- صحيح يا سارة مين عامل الملخص دا
اصفر وجه سارة للحظات جف لعابها لا تعرف ما تقول، ذلك الطبيب الذي كان يظهر دائما في حياتي وفجاءة اختفي حمحمت تردف متلعثمة:
- هااا، مدرس تاني بيدي صاحبتي، هي بعتتهملي يعني.

ابتسمت تالا تربت على شعر ابنتها، اقتربت من سارين إلى ان جلست جوارها لتهمس لها بصوت خفيض:
- عثمان لسه بيتصل بيكي
رفعت وجهها تنظر لوالدتها في توتر للحظات لتحرك رأسها ايجابا تهمس باضطراب:
- ايوة بيتصل بيا بعد كل امتحان يطمن عملت ايه، ما بيكلمنيش اكتر من دقيقة، ااا أنا آخر مرة كلمني رديت عليه وحش.

قطبت تالا جبينها متعجبة، لتجذب يد ابنتها توجهت بها إلى الشرفة الملحقة بغرفتهم حتى لا تزعج الاخري وقفت امامها تسألها باهتمام:
- يعني ايه رديتي عليه وحش مش فاهمة
ادمعت عيني سارين تتذكر ما حدث قبل ساعات فقط
Flash back.

ما إن عادت من امتحانها القت بجسدها على الفراش تشعر بالضيق عكس سارة تماما التي ظلت تمدح في مدي سهولة أسئلة الامتحان، تنهدت تغمض عينيها كلمات والدتها تدق في اذنيها لما الآن تحديدا، بقي فقط مادة واحدة وسيجتمعان، ستتزوجه كانت سعيدة تكاد تطير من الفرح ولكن بعد كلمات والدتها تتمني الا تنتهي تلك الأيام، خائفة قلقة كلمات والدتها كرياح صلصال قوية زعرعت ثبات قلبها.

« هيبقي شكلك حلو وهو قاعد جنبك على الكوشة بالكرسي ابو عجل، حبيبتي ربنا يشفيه بس دا عاجز يا سارين، هيعرف ياخدك وتتفسحوا في شهر العسل مثلا دا ابسط مثال، يا سارين صدقيني في ألف شاب أحسن من عثمان ألف مرة، عثمان ما ينفعكيش يا سارين الناس هتتريق عليكي يا بنتي ».

ادمعت عينيها يصور لها عقلها مشهد لها وهي تجلس جواره في زفافهم والناس تتضاحك عليها، اجفلت على صوت هاتفها يدق برقمه كان بها من الضيق والحيرة والغضب، ما جعلها ترد عليه بنبرة جافية:
- ايوة يا عثمان كويسة وحليت كويس في الإمتحان في اي سؤال تاني
سمعت صوته يسألها متعجبا:
- مالك يا سارين في اي، أنتي متضايقة من حاجة
تأففت بصوت عالي تهتف في نزق:
- أنا كويسة يا عثمان، لسه جاية من الإمتحان تعبانة، اي أسئلة تانية.

تهدلت نبرته لليأس ليردف بعدها في هدوء حزين:
- لاء يا سارين ما فيش، سلام
قالها ليغلق الخط لتلقي هي بهاتفها على الفراش اخفت وجهها بين كفيها تبكي، وتتعالي شهقاتها، قلبها يؤلمها نبرته صوته ذبحتها، وعقلها يعصف بكلمات والدتها وهي بين هذا وذاك لا تعرف ما تفعل
«Back»
نظرت لوالدتها تدمع عينيها لترتسم ابتسامة حائرة على شفتي تالا تنهدت تربت على رأس ابنتها، تهمس لها بحنو:.

- حبيبتي ركزي في إمتحانك دلوقتي اهم حاجة.

قالتها لترحل من الغرفة متوجهة إلى غرفة نومها التي تتشاركها مع عمر تفكر قلقة هل اخطأت، هل بما قالت دمرت سعادة ابنتها، هي فقط، أم، ام خائفة على ابنتها من ذلك الشاب، تنهدت حائرة تدير مقبض الباب تدخل إلى غرفتها، لتبصر عمر يجلس خلف مكتب صغير في غرفتهم أمامه الكثير من الأوراق يطالعهم باهتمام يضع على عينيه نظارة طبية عداساتها شفافة، رفع وجهه عن الاوراق ما أن سمع صوت الباب ليسألها مبتسما:.

- البنات بيذاكروا.

فقك حركت رأسها إيجابا دون أن تعيره انتباها لتتوجه ناحية فراشها تسطحت عليه تجذب كتاب قديم تقرأ فيه قليلا، ليقم عمر من مكانه حرك رقبته يمينا ويسارا يحرك عظام رقبته المتيبسة، يشعر بعموده الفقري يكاج يصرخ من الالم ينكب على تلك الأوراق منذ ساعات، يرغب فقط فئ أن يتسطح على الفراش، وينام، ولكن تالا ترفض تماما النوم جواره، لم يعد يقدر على النوم على الأريكة، نظر لتلك الأريكة ليعاود النظر لتالا يهمس متألما:.

- تالا أنا حرفيا جسمي مكسر ومش هقدر أنام على الكنبة النهاردة، استحميلني بس النهاردة على السرير
رفعت وجهها تنظر له تعاتبه بنظراتها الصامتة، لتتحرك قامت من الفراش تردف في برود:
- طبعا دا سريرك اولا واخرا، وأنا هنام على الكنبة
تحركت تتجه ناحية الأريكة، ليعترض طريقها وقف امامها ينظر لها حانقا ليهمس بصوت خفيض غاضب:.

- لاء طبعا مش هتنامي على الكنبة، يا تالا من ساعة ما رجعتي البيت، وانتي رافضة تتكلمي معايا، حتى النوم مرمي على الكنبة بقالي اسبوعين وزيادة عشان مش عايزة تنامي جنبي، تالا
همس بها بصوت خفيض خجول نادم ليمد يده سريعا يمسك كفي يدها، حاولت سحب يدها من يده ليشدد عليها، رفعت عينيها تنظر لها غاضبة، لتتلاقي مقلتيها بعينيه يصرخ بندمه في عينيه ليهمس بصوت خفيض نادم:.

- تالا أنا عارف اني غلطت، واتعلمت، أنا آسف، اطلبي مني اي حاجة اكفر بيها عن غلطتي في حقك وأنا مستعد اعملها، انا آسف، آسف
نزعت يديها من يده بعنف لتعود للخلف تنظر له غاضبة قلبها يصرخ ألما على ما هو آسف على شجارتهم التي لا تنتهي على إهماله لها، على كلمة طالق التي نطقها بكل برود دون أن يضع اي حساب لعشرتهم، حبهم، الأطفال، رابط الزواج المقدس بينهم، ادمعت عينيها تصيح بصوت خفيض خوفا من أن تسمعها الفتيات:.

- آسف، آسف على ايه، آسف على خناقتنا اللي ما بتخلصش، آسف على إهمالك ليا، آسف على كونك ما بتجيش البيت غير على النوم، آسف على كلمة طالق اللي قولتلهالي بكل برود ولا كأن في بينا عشرة سنين قولي آسف على إيه يا عمر
اقترب خطوتين منها لتدمع عينيه وتتسارع أنفاسه حرك رأسه نفيا بعنف يهمس منفعلا نادما:.

- أنا مش غلطان لوحدي يا تالا، أنتي كمان غلطتي، شاركتيني في الغلط دا، من زمان وانتي بتبعديني عن البنات عيزاني بعيد عنهم بأي شكل، وحاطة اهتمامك كله للبنات، طب أنا، أنا فين، ليه بعدتيني عنهم وعنك، انتي اللي طردتيني من الأول وجاية دلوقتي تلوميني، انتي عارفة إحساس أنك غريب فئ بيتك، انا كنت برتبك واتوتر لو حضنت بنت من البنات من كتر ما هم بعاد عني، انا عارف اني غلطت وندمان اعمل ايه طيب عشان تسامحيني، سامحيني يا تالا، أنا اتعذبت كتير وأنا بعيد عنكوا ما صدقت اتدفيت بيكوا.

قال ما قال ولم يعطيها فرصة للرد اندفع يجذبها لاحضانه يعانقها بعنف يرغب في إدخالها داخل صدره، جوار قلبه ليعد ضلعه الأعوج لمكانه من جديد، لحظات ليشعر بها تنفجر في البكاء بينما يهمس هو لها بكلمات إعتذاره وندمه على ما فعل، ليسكن بكلماته خروج قلبها، هي لن تنسي ولكن ربما تتناسئ ما فعل تتناسي جرحه لها وتعش وتمضي من جديد، اسنتدت رأسها إلى صدره لينجرف بها إلى عاطفته المحبة العاشقة اشتاق لها بقدر شوقها له واكثر، التحمت روحها الهشة التي تدعي القوة بعنفوان روحه النادمة المحبة، مضت وقت لم يحسبه العقل، بل انتظره القلب، قبل أن يصدح صوت هاتفه مرة تليها اخري واخري كأنه يلح أن يجيب التقطه عمر يهتف غاضبا:.

- ايوة مين، في اي يا على اهدا اهدا ماله عثمان، أنا جاي حالا..
أغلق الخط مع شقيقه ليلتقط ثيابه سريعا يرتديها على عجل، ليسمع تالا تهتف قلقة:
- في أي يا عمر
اكمل سريعا ارتداء ثيابه يغمغم بتلهف:
- مش عارف على مش مجمع كلمة عمال يقول عثمان ويعيط، أنا رايحله حالا
قالها ليخرح من غرفته راكضا ليجد سارين تقف عند باب غرفتها. يظهر الخوف جليا على قسمات وجهها لتسأله في ذعر:.

- بابا في اي أنا سمعتك بتزعق باسم عثمان ماله عثمان
ابتسم لها يربط على وجهها يحاول طمئنتها ليردف سريعا:
- خير يا حبيبتي بإذن الله هروح بسرعة اشوف في اي وجاي
حركت رأسها نفيا سريعا لتتعلق بكف يده تتوسله باكية:
- خدني معاك عشان خاطري يا بابا، عشان خاطري
تنهد عمر يآسا خاصة حين رآها تبكي وتتعالي شهقاتها ليحرك رأسه إيجابا على مضض لتهرول سارين سريعا تبدل ثيابها ترحل بصحبة والدها.

بينما في غرفة تالا جلست على فراشها ترتسم على شفتيها شبح ابتسامة صغيرة متوترة سامحته ربما قلبها لم يغفر ولكن عقلها يقبل أن يعطيه فرصة أخري، عمر بالفعل يبدو نادما، اعتدلت جالسة ترتب خصلات شعرها الثائرة تبتسم يآسه من حالها، ليصدح صوت هاتفها برسالة التقطته سريعا ظنته عمر لتقطب جبينها حين رأت رسالة من رقم غريب، فتحت لتجد فيديو، فتحته لتتوسع عينيها في صدمة عمر زوجها في أحضان أخري، توقف نابضها لا تصدق ما ترى، عمر في فراش أخري، صرخ قلبها ألما، لتصل رسالة اخري وأخري، صورة لدبلة عمر داخل راحة يد امراءة، وتحتها كتب.

« ابقي قولئ لموري انه نسي دبلته عندي في الأوضة ».

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة