قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والخمسون

في منزل على، تحديدا في غرفة عثمان، يجلس على مقعده المتحرك جوار شرفة غرفته تتساقط الدموع من عينيه بلا توقف، ادمي شفتيه من ضغطه عليها باسنانه فقط ليردع صرخاته يمنعها من الخروج، يحاول بعنف أن يجذب جسده ليتحرك مرة تليها اخري واخري فما كان الا أن سقط أرضا على وجهه يشهق في بكاء مرير، روحه تصرخ قلبه يأن من الألم زحف يشد قدميه الساكنة الرافضة لأي حركة بعنف جسيم، ارتمي بجسده على الحائط خلفه ينظر للسماء من خلال شرفة غرفته الكبيرة، وجه انظاره لساقيه ليعاود النظر للسماء تكاثرت دموعه يصيح بحرقة:.

- ياااااااااارب، غلطت أنا عارف اني غلطت كتير اووووي، ودا عقابك، عقاب صعب اوي يا رب، اوووووووي، خسرت كل حاجة، الصياد خسر وبقي فريسة للكل ينهش فيها، حتى هي، كانت الأمل الوحيد، اللي كنت متمسك بيه، حقها، حقها تتجوز واحد نضيف سليم، بس هي اللي عشمتني ادتني الأمل من الأول، أنا خلاص بقيت عاجز متكتف مش عارف حتى اقوم من مكاني، مش عارف اجيب حقي من اللي عملت فيا كدة، أنا تعبت والله يا رب تعبت.

وفي الخارج الطرقات لم تتوقف على وليني يحاولان بإستماتة جعلته حتى يفتح لهما الباب، لبني تبكي تصيح باسمه تترجاه أن يدخلها وعلى لا يقدر حتى على إيقاف دموعه يحاول محايلته كأنه فقط طفل صغير ليفتح لهم الباب، نظرت لبني لعلي لتهتف سريعا بتلهف:
- صحيح هو مش في باب بين أوضة المكتب بتاعك واوضة عثمان
توسعت عيني على في دهشة يصدم جبينه براحة يده كيف نسي ذلك الباب، حرك رأسه إيجابا سريعا يتمتم قلقا:.

- يا رب ما يكونش قفله
اندفعت لبني سريعا تركض تجاه مكتب على، كاد على أن يتحرك خلفها حين تسارعت الدقات على باب منزلهم تنهد يتحرك ناحية الباب فتحه ليدخل عمر بصحبة سارين، اندفع عمر يسأل على قلقا:
- في اي يا عمر، عثمان حصله ايه
نظر على لسارين لحظات يعاتبها بنظراته ليعاود النظر لعمر ربت على ذراعه يردف سريعا:
- هشوفه وجايلك، اقعد على ما اجيلك.

قالها ليتركهم كما هما يقفان عند الباب ليندفع يهرول إلى الداخل، بينما نظر عمر إلى سارين يضرب كفا فوق آخر يغمغم متعجبا:
- هو في اي أنا مش فاهم حاجة، تعالي يا بنتي نقعد.

امسك يد سارين يجذبها خلفه وصلا إلى غرفة الضيوف ليجلس جوارها، هو يجلس صامت حائر لا يفهم ما يحدث بينما سارين بالكاد تحبس دموعها تبحث بعينيها عنه هنا وهناك، قلبها ينفطر، أهي من فعلت به ذلك، طريقتها الجافة تأففها من كلامه، ترى ماذا حدث له، دقائق طويلة قبل أن يدخل على إلى الغرفة من جديد، توجه إلى المقعد المقابل لوالدها ليجلس عليه، رفعت عينيها تختطف النظرات له، لتري وجهه المجهد عينيه الحمراء الغائرة، حمحم عمر يكسر حاجز الصمت ذاك يسأل على قلقا:.

- خير يا على قلقتني، عثمان كويس
حرك على رأسه نفيا لا يجد ما يقوله ظل ينظر لعمر للحظات صامتا حزينا به من الهم ما به، لحظات قبل أن يحرك رأسه ينظر لسارين، قام من مكانه ليجلس جوارها يخبرها بترفق:.

- سارين، أنا كنت ولازالت رافض موضوع جوازكوا، أنتي لسه صغيرة يا سارين ومشاعرك مش مستقرة وممكن تكون مشاعرك ناحية عثمان حب مراهقة مش أكتر، بس أنا وابوكي لما لاقينا كل واحد فيكوا محتاج للتاني، قولنا يمكن احنا بنفكر غلط، وفعلا اثبتوا اننا بنفكر غلط عثمان بدأت حالته النفسية تتحسن بشكل كبير، والدكتور بعد ما كان بدأ معاه جلسة واحدة في العلاج الطبيعي، رفض يكمل لحد ما الكدمات اللي في جسمه تخف، وفعلا كان المفروض النهاردة ميعاد الجلسة التانية وعثمان كان مستنيها، ايه اللي حصل يا سارين، أنا آخر مرة دخلت عليه الأوضة ابلغه أن الدكتور قرب يوصل، قالي هكلم سارين اطمن عملت ايه في الإمتحان وهبقي جاهز.

انهي على كلامه ليغمض عينيه متألما يتذكر تلك الحالة التي وجد فيها ابنه فجاءة
Flash back
دخل على إلى غرفة عثمان ليجده كالعادة يجلس بمقعده المتحرك جوار شرفة غرفته ينظر للشارع، الزحام، المارة، اقترب على منه يضع يده على كتفه ليلتفت عثمان برأسه له أعطاه شبح ابتسامة باهتة ليدني على يقبل جبين ابنه كأنه فقط طفل صغير يحادثه برفق:.

- عثمان، الدكتور بتاع العلاج الطبيعي جاي بعد شوية، جسمك خلاص الحمد لله خف من الكدمات اللي فيه ويقدر نرجع تاني للجلسات، ولا ايه يا صياد
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي عثمان يردد كلمة صياد في نفسه بسخرية مريرة، ليحرك رأسه إيجابا تحرك بمقعده ليقترب من الشرفة أكثر يتمتم بهدوء:
- حاضر يا بابا هكلم سارين اشوفها عملت ايه في الإمتحان وهبقي جاهز.

ابتسم على يحرك رأسه إيجابا ليلتفت ويغادر الغرفة بينما ابتسم عثمان حين التقط هاتفه حديثه القصير مع سارين تعطيه دفعة قوية تجدد أمل شفائه داخله، انتظرها بتلهف لتجيب ليبتسم ما ان فتحت الخط فتح فمه يود أن يتحدث لتندثر ابتسامته يشعر بشعور جاف مؤلم يضرب قلبه حين سمعها تهتف بتلك النبرة الجافية:
- ايوة يا عثمان كويسة وحليت كويس في الإمتحان في اي سؤال تاني.

انقبض قلبه انطفئت شعلة الأمل التي تأججها فقط كلماتها الحانية اللطيفة، ترى ماذا حدث لما تغيرت ليست نبرة سارين التي يعرفها، هل زهدته لم تعد تحبه، رأته كما يراه الناس شبح رجل عاجز ملقي على مقعد متحرك لا حول له ولا قوه بلع لعابه الجاف يسألها متعجبا:
- مالك يا سارين في اي، أنتي متضايقة من حاجة
تأففت بصوت عالي تهتف في نزق تجيبه:
- أنا كويسة يا عثمان، لسه جاية من الإمتحان تعبانة، اي أسئلة تانية.

في تلك اللحظة تحديدا ادرك انها بالفعل لم تعد سارين التي يعرفها، لم تعد تلك الفتاة البريئة التي يحلم بها كل ليلة تجذب يده ليقم يعد من جديد، انطفئ فؤاده، تهدلت نبرته لليأس ليردف بعدها في هدوء حزين:
- لاء يا سارين ما فيش، سلام.

اغلق الخط ليقبض على الهاتف يعتصره داخل قبضته يبكي وتتعالي شهقاته، صدم الهاتف في الحائط بعنف ليتهشم إلى فتات، الأمل الوحيد الذي كان يشعره بوجوده تخلي عنه، يعرف من نبرة صوتها انها زهدته!، في تلك اللحظات دق باب غرفة عثمان ليدخل الطبيب يقول مبتسما:
- اهلا يا صياد أخبارك ايه، جاهز، عايز اشوف حماس المرة اللي فاتت تاني
رفع عثمان عينيه الباكية لذلك الطبيب ليصرخ فيه بحرقة قلبه الملتاع:.

- امشي اطلع بررررة، بررررة، مش هعمل جلسات، أنا هفضل عاجز هعيش واموت على الكرسي دا، بررررة
دخل على بصحبة لبني لغرفة ابنهم يهرولان مع صوت صرخاه الذي علا فجاءة، هرولت لبني تعانق طفلها ليدفعها بعيدا عنه بعنف ارتدت للخلف تنظر له في ألم على حاله ليصرخ فيها:
- امشوا اطلعوا برة كلكوا، برة مش عايز اشوف حد اطلعوا برة.

تهدجت نبرته بالبكاء، ليعتذر على للطبيب يطلب منه الرحيل، حرك الأخير رأسه إيجابا ينظر لعثمان مشفقا على حاله، رحل ليقترب على من ابنه يسأله قلقا:
- عثمان مالك يا ابني، حصل ايه، مش دا عثمان اللي سايبه من عشر دقايق
توجه عثمان بانظاره إلى والده تنهمر دموعه بلا توقف يبكي وتتعالي شهقاته كأنه فقط صغير ليصيح بحرقة قلبه الملتاع:.

- مش عيزاني سمعتها من غير ما تقولها، طب ليه، ليه يا بابا، ليه ادتني الأمل، بتردلي اللي عملته زمان، أنا كنت بصدها ببعدها عني عشان خايف عليها، مش عايز اوسخ برائتها مع واحد زيي عارف انها تستاهل حد احسن، هي تستاهل حد نضيف، بس هي اللي عشتمني ادتني أمل، وأنا اتغيرت عشان نفسي وعشانها، بس هي، هي غيرت معاملتها معايا ليه، دي كانت بتحبني وأنا مش مديها حتى وش وأنا عثمان الصايع اللي كل ليلة في حضن واحدة، زهدتني دلوقتي بعد ما اتغيرت بعد ما بقيت انسان تاني...

و لا، ولا عشان، عشان بقيت عاجز فاكره اني مش هقدر اسعدها، فاكرة أن الناس هتضحك عليها بسببي، بس لاء الصياد مش عاجز و لا عمره هيكون
قالها ليحاول أن يقف يدفع بجسده من على كرسيه المتحرك اندفع على ولبني يحاولان الامساك به قبل أن يسقط من فوق مقعده ليصرخ فيهم:
- ابعدووا عنننني سيبني يا بابا أقوم، أنا هعرف امشي، هثبتلها اني مش عاجز، امشوا اطلعوا برة، بررررررة.

قالها ليبدأ بدفعهم بعنف إلى خارج الغرفة يوصد الباب عليه بالمفتاح، يبكي يحطم كل ما تطوله يديه
Back.

انهي على حديثه الذي صاحبه دموعه لينظر لسارين رآها تبكي تتسابق دموعها في الهبوط على خديها، بينما ادمعت عيني عمر على ما سمع، مسكين عثمان، من الصعب على شاب مثله أن تتحول حياته بهذا الشكل، نظر لابنتع متعجبا يود أن يسألها ماذا حدث ماذا قالت، ليبادر على قائلا في هدوء حزين:
- سارين لو مش حابة تكملي مع عثمان دا حقك يا بنتي، بس قوليلي عشان اعرف اتصرف.

حركت رأسها نفيا سريعا تمسح دموعها بعنف قلبها يطرق بعنف كأنه يعنفها عما فعلت همست سريعا بصوتها الباكي المتحشرج:
- لالالا يا عمي، أنا مش هسيب عثمان، أنا كنت متلخبطة، واذيته من غير ما أحس، ممكن اشوفه، ارجوك يا عمي
حرك على رأسه إيجابا لتنظر سارين لوالدها تترجاه أن يوافق تنهد عمر يحرك رأسه إيجابا يتمتم مع نفسه حانقا:
- ما نكتب الكتاب بقي يا ولاد الجزمة وابقي عيشي عندهم...

قامت سارين تتحرك خلف على، يدخلا من باب الغرفة المفتوح على مصرعيه، بحثت حولها لتجد عثمان هناك يجلس على فراشه يوج انظاره للشرفة ولبني تجلس أمامه تبكي في صمت، حمحم هو يجذب انتباههم، لم يعرهم عثمان انتباها بينما نظرت لبني لسارين في شراسة كادت أن تصيح فيها ليسيطر على الموقف سريعا توجه ناحيتها يمسك بيدها يجذبها لخارج الغرفة، وجهت لبني لسارين نظرة غاضبة حارقة قبل أن تخرج بصحبة على، بينما هناك جوار باب الغرفة من الداخل وقفت سارين تنظر لعثمان لتهبط دموعها فجاءة دون سابق إنذار، تحركت قدميها بخطي بطيئة ثقيلة تتجه ناحية فراشه، جلست بالقرب منه على حافة الفراش تنظر له بينما هو ينظر بعيدا لم يوجه لها نظرة واحدة حمحمت هي في توتر لتمد يدها تضعها على كف يده تسأله قلقة:.

- ااا، أنت كويس
مد يده الأخير يزيح كف يدها يحرك رأسه إيجابا يردف في هدوء تام:
- أنا تمام، كويس جداا، عايزة حاجة
تنهدت في ألم تحرك رأسها نفيا عاودت النظر له تهمس بتلعثم متوترة:
- عثمان، ااا أنا ما كنتش اقصد، مممممم
التفت لها برأسه ينظر لها للحظات ملامحه خاوية من اي تعبير يذكر ابتسم متهكما يردف في هدوء حزين:
- ولا تقصدي يا سارين، عادي يعني، امشي يا سارين خلاص الموضوع انتهي.

توسعت عينيها في صدمة تنظر ناحيته في دهشة ماذا يقول هذا، ترحل، انتهت حكايتهم قبل أن تبدأ من الأساس، هي من انهتها كلمات والدتها لعبت لحن خاطئ دمر حياتها، ابتلعت لعابها الجاف تهمس بصوت خفيض متألم:
- انتهي!، أنت عايزني امشي يا عثمان
حرك رأسه إيجابا دون تردد لينهي تلك الحلقة الآن قبل أن تقديهم للأبد وتندم هي فيما بعد، توسعت عينيه في دهشة حين سمعها تهمس محتدة:.

- وأنا مش هشمي يا عثمان، مش هسيبك واللي بينا مش هينتهي، أنا عارفة اني كلمتك بطريقة سخيفة غبية، حسستك اني خلاص مش عيزاك، أنا بس كنت متلغبطة دا غير ضغط الامتحانات ما كنتش عارفة أنا بقول ايه، وما تقوليش انتي تستاهلي حد احسن إنت الأحسن في نظري يا عثمان...
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه يتحرك برأسه ينظر لها يتمتم ساخرا:
- كنت الصياد دلوقتي أنا
وضعت يدها سريعا على فمه تقاطعه قبل أن يردف بحرف آخر:.

- وهتفضل الصياد، اللي ما بيقبلش بالهزيمة ابداا، وهيرجع تاني يقف على رجليه، يثبت للكل أن الصياد ما بيقعش بسهولة
كلماتها ااااه منها كأسير حياة تندفع في اوردته تجدد فيه شعلة الأمل التي انطفئت، تنهد يحرك رأسه ينظر لها يبتسم في شحوب لتتنهد هي تهمس بندم:
- كنت غبية يا عثمان بفكر بسطحية...
سارين همس باسمها لتتقابل مقلتيها مع مقلتيه ابتسم شبح ابتسامة ليمسك بكفيها يردف في هدوء:.

- أنا مش الزوج المثالي، هتقعدي جنبي على الكوشة وأنا بكرسي بعجل هتتقبلي نظرات الناس ليكي، مش هعرف افسحك في شهر العسل، مش هنعرف نخرج
ابتسمت في هدوء بحركة جريئة غير محسوبة رفعت ذراعيها تطوق عنقه تهمس في حماس:
- مين قال كدة، أنت فاكر أنك هتبلط على الكرسي دا كتير، لاء يا عثعث مش هيحصل، اول ما تقوم على رجليك هطلع عينيك خروج وفسح لما تقول حقي برقبتي.

رفع حاجبه الأيسر يبتسم فئ دهشة ينظر لذراعيها التي تحاوط عنقه ليهمس لها في خبث:
- هو كلام جميل بس لو ما شلتيش ايديكي من على رقبتي، ابوكي هيجيب المأذون يستر علينا، او هيغسل عاره أيهما أقرب
توسعت عينيها لتشهق خجلة مما فعلت كانت تود التخفيف عنه فاندمجت كثيرا ولم تحسب ما تفعل، توردت وجنتيها خجلا لتقم سريعا ابتعدت عن فراشه تنظر ارضا تفرك يديها متوترة تهمس بصوت خفيض مبحوح خجل:.

- ااا، أنا ما كنش قصدي، أنا همشي بقي سلام، خلي بالك من نفسك
قالتها لتفر سريعا من غرفته تخرج إلى حيث والدها وعمها ولبني، التي تركتهم سريعا تعود إلى غرفة عثمان، لتطمئن عليه بينما حمحمت سارين تهمس مرتبكة:
- كان سوء تفاهم يا عمي، وأنا شرحته لعثمان، وهو دلوقتي كويس
خرجت لبني في تلك اللحظات من غرفة عثمان يعلو شفتيها ابتسامة كبيرة واسعة توجهت ناحية سارين تعانقها بقوة تهتف في سعادة:.

- حبيبتي يا سيرو، عثمان الضحكة هتاكل وشه، ربنا يفرحك زي فرحتيه
ابتسمت سارين في توتر تحرك رأسها إيجابا لترحل هي وعمر بعدما اصلحت ما افسدت، استقلت السيارة جوار والدها ليلتفت عمر لها يهتف في غيظ:.

- بقولك يا سارين لما نيجي نخرج المرة الجاية ابقي اختريلي قرون تمشي مع القميص، أنا كان هاين عليا ابعت اجيب المأذون واسيبك عندهم واروح، ربع ساعة بحالها بترغوا في ايييييه، وعلى قاعد ماسكني عشان ما اخشش اجيبكوا من شعوركوا، يقولي يا ابني دا تعبان ما تخافش على البنت، أنا كان هاين عليا اقوله أنا خايف على ابنك من بنتي...
وضعت سارين يدها على فمها تكبح ضحكاتها، ليهتف عمر مغتاظا:
- اضحكي يا اختي اضحكي...

اخفت سارين ضحكاتها تنظر لوالدها لتفلت منها ضحكة قصيرة متقطعة تردف:
- في اي يا بابا دا عثمان
نظر عمر بجانب عينيه إلى ابنته يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا يردف ساخرا:
- ايه يا بابا أنت اتجننت ولا ايه دا هاني!

انفجرت سارين ضاحكة على ما يقول والدها ظلت تضحك إلى أن ادمعت عينيها، ليدير عمر محرك السيارة عائدا إلى منزلهم، مضت ساعة تقريبا حتى وصلا، صعدت سارين سريعا تسبق والدها، دخلت سريعا إلى غرفتها لتكمل مراجعة المادة الأخيرة قبل الامتحان الأخير، بينما توجه عمر إلى غرفته أدار المقبض ودخل، قطب جبينه يبحث عن تالا ليراها تقف هناك في شرفة غرفتهم، ابتسم يقترب منها صار بالقرب منها ليغمغم في مرح:.

- ااااه يا اني اتهديت كانت ليلة، بنتك دي لازم نستر عليها قبل ما تفضحنا، دي فاضلها شوية وهتتحرش بعثمان
قطب جبينه متعجبا حين ظلت مكانها هناك تقف كالتمثال توليه ظهرها مد يده يضعها على ذراعها يردف:
- ايه يا تالا واقفة كدة ليه.

في اللحظة التي التفتت له دوي صوت صفعة قوية شق سكون الليل، صفعة نزلت من يدها على وجهه، توسعت عينيه في صدمة شلت عقله عن التفكير، وقفت تالا امامه تنظر له بكراهية، احتقار، بغض، دموعها تتسابق في التساقط، بينما يضع هو يده على وجنته عينيه متسعتين في صدمة لا يصدقها عقله، تالا تصفعه، أفاق عقله من خدر تلك الصدمة ليقترب منها يقبض على رسغ يدها يصيح فيها:.

- أنتي اتجننتي، لاء دا انتي لسعتي بتضربيني بالقلم يا هانم
نزعت يدها من يده بشراسة، لتفتح هاتفها التي تقبض عليه بعنف تريه ما أرسل لها من احدي عاهراته، توسعت عينيه فزعا ينظر لذلك العرض، لتتضارب دقات قلبه جف ريقه، تشوش عقله، ناردين عادت تنتقم، اخفض رأسه يشعر بالخزي والعار من نفسه حمحم يهمس في ندم:
- تالا أنا هشرحلك، الست دي
قاطعته تهمس بشراسة أنثي جُرحت كرامتها بسكين بارد:.

- ما تتكلمش ما تبررش، اي حاجة هتقولهت هتخليني اقرف منك اكتر ما أنا قرفانة، ما فيش حاجة تقدر تبرر بيها ابدا، أنك خونتني، رميت نفسك في حضن واحدة تانية، اييييه الرمرمة في دمك، عمر بيه دنجوان الجامعة بيرجع أمجاد زمان، مش كدة
حرك رأسه نفيا سريعا ليرفع وجهه لتري عينيه الدامعة تقدم ناحيتها يهتف سريعا متلهفا:.

- تالا اسمعيني، ااا، أنا كنت شارب ومش حاسس أنا بعمل ايه، صدقيني أنا قرفت من نفسي جداا لما فوقت وعرفت أنا عملت ايه...
رمته بنظرة احتقار واشمئزاز، لتتحدث متقززة منه:
- حياتك كلها قرف في قرف، شربت دا عذرك على القرف اللي عملته، أنا بكرهك يا عمر وبكره نفسي عشان سامحتك وسلمتلك نفسي من تاني، صدقت أن عمر اتغير، فاضل مادة وقبل ما البنات ترجع من الإمتحان تكون مطلقني...

قالتها لتندفع إلى خارج الغرفة، توجهت إلى غرفة الضيوف دخلتها توصد بابها بالمفتاح جلست خلف الباب المغلق تضم ركبتيها لصدرها تبكي، بينما وقف هو مكانه حرك رأسه نفيا بعنف يشد على قبضته يهمس مع نفسه:
- مش هطلقك يا تالا، وانتي يا ناردين الكلب ورحمة ابويا لهقتلك المرة دي.

مضي الليل طويلا وحين حل صباح اليوم التالي، في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفته هو شخصيا، قطب جبينه منزعجا من صوت المنبة العالي الذي يخترق عقله قبل أذنيه، فتح عينيه متأففا ليجد لينا تميل عليه تمسك بالمنبه تضعه جوار أذنه، قطب جبينه مغتاظا ليمسك بذلك المنبه المزعج القاه على الحائط بعنف ليتهشم الاخير، قطبت لينا جبينها في غيظ لتربع ذراعيها فوق صدره تهمس حانقة:.

- على فكرة بقي، انت نومك اتقل من الفيل
ابتسم باصفرار يحرك رأسه إيجابا ليدفعها برفق بعيدا عنه يجذب الغطاء يخفي رأسه تحته يتمتم ناعسا:
- وانتي تقيلة تقل الفيل، ابعدي عن صدري وسيبني أنام، لسه بدري
قامت تجلس على ركبتيها لتجذب الغطاء عنه بعنف تفرص وجنتيه بخفة تهمس في حزم:
- ما فيش نوم يا حبيب قلبي، قوم يلا عشان هنروح نكشف
فتح جزء صغير من عينيه يرفع حاجبيه مستهجنا يردف ساخرا:.

- حاضر يا ماما لما اصحي نبقي نروح نكشف، بس وعد تخلي الدكتور يكتب لي علاج بالمانجا، وما تخليهوش يديني حقن عشان بخاف منها جامد وبتوجعني
قالها ليجذب الغطاء يختفي تحته من جديد لتضيق عينيها تنظر له بغيظ فتلك كانت جملتها التي تقولها دائما وهي صغيرة حين تمرض ويأخذونها للطبيب، عادت تجذب الغطاء عنه بعنف تهتف حانقة:
- قووووم يا خالد والله ما أنت نايم وهنروح نكشف يا حبيب مامي.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليدفعها بعيدا عنه، قام من مكانه يحرك عظام جسده المتيبسة من اثر النوم يتمتم حانقا:
- اديني قومت لما نشوف آخرتها
قامت سريعا تجذب يده، ناحية المرحاض تتمتم مبتسمة:
- أنا حضرتلك الحمام، وهدومك، ويلا بسرعة عشان معانا بعد ساعة ميعاد مع دكتور أحمد كمال، دا دكتور قلب شاطر جدااا
عقد ذراعيه أمام صدره يتوقف عن الحركة يتمتم متهكما:
- ولازمتها ايه الدكاترة ما انتي موجودة.

زمت شفتيها تقلب عينيها يآسه اقتربت منه تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم مبتسمة:
- يا حبيب قلبي أنا دكتورة جراحة ما ينفعش نخلط كله على بعضه، إنت مكان كنت ماسك صدرك من ناحية قلبك، يعني محتاجين دكتور قلب متخصص ولا ايه
اعطاها ابتسامة متهكمة ليفك ذراعيها من حول عنقه يتمتم في جفاء وهو يرحل:
- خايفة عليا اوي
قالها ليدخل إلى المرحاض يغلق بابه خلفه لتقطب هي جبينها متعجبة من تصرفاته تتمتم متعجبة:
- ماله دا النهاردة.

تنهدت حائرة لتأخذ طريقها إلى غرفة ابنتها، دقت الباب لتدخل، رأت ابنتها تقف أمام مرآه زينتها تمشط شعرها ترتدي ثيابها تستعد للخروج اقتربت منها تمسح على شعرها تستاهل مبتسمة:
- أنتِ خارجة يا حبيبتي
التفت لينا للوالدتها تبتسم لها تحرك رأسها إيجابا تردف في هدوء:
- ايوة يا ماما رايحة الكلية، في حاجة مهمة لازم اعملها هناك
حركت لينا رأسها إيجابا تربت على وجنته ابنتها تهمس لها بحنو:.

- خلي بالك من نفسك يا حبيبتي و...
قطعت جملتها حين صدح صوت خالد من الغرفة يهتف متأففا:
- يا لينا فين الشرابات
ضحكت لينا بيأس لتهتف سريعا قبل أن تغادر:
- هروح اشوف ابوكي، ما تتأخريش.

ابتسمت الصغيرة لوالدتها تحرك رأسها إيجابا لتلتفت تكمل ارتداء ثيابها، تنظر لانعاكس صورتها في المرآه لتبتسم تشجع نفسها، اليوم ستخطو اولي خطواتها، ستثبت لهم انها قادرة على اختيار ما تريد بنفسها، ستسحب اوراقها من كلية الطب، وتقدمهم في كلية إدارة الأعمال، معاذ سيساعدها وهي حقا تمتن له لذلك
على صعيد قريب استقل خالد سيارته جواره زوجته ترشده إلى طريق العيادة المتوجهين إليها، التفت لها يسألها:.

- طب ما نروح عندك المستشفي ايه لزمتها الشخططة دي المكان بعيد اوي
احمر وجهها غيظا لتعقد ذراعيها أمام صدرها تهتف محتدة:
- لاء طبعا، الورديات الصبح في المستشفي بيبقي معظمها ستات وبنات صغيرين فلاء يعني لاء.

خرجت من بين شفتيه ضحكة ساخرة ولم يعقب ساد صمت غريب لم تعهده منه قبلا طوال الطريق إلي أن وصلا، فتحت الباب المجاور لها ليفعل المثل، اقتربت منه ليقفا أمام تلك العمارة السكنية الكبيرة في تلك المنطقة الراقية، قطبت جبينها تنظر له متعجبة خالد لم يمسك بيدها كما يفعل دائما، أمسكت هي بيده تأخذه الطريق معه للمصعد الطابق الثالث تحديدا، خرجا من المصعد إلى تلك العيادة الكبيرة، تركته لينا تحادث تلك الفتاة الجالسة هناك على المكتب:.

- لو سمحتي في حجز باسم خالد السويسي
وجهت الفتاة انظارها إلى شاشة جهاز الكمبيوتر المحمول ( اللاب توب ) أمامها تضغط بعض الازرار بخفة لتحرك رأسها بخفة تدفع تلك المكينة الصغيرة التي توضع بها كروت الإئتمان تتمتم بلباقة:
- ايوة يا افندم موجود 1000 جنية
نظرت لينا لخالد ليخرج حافظته يعطيها بطاقته الائتمانية يتمتم ساخرا:.

- لاب توب ومكنة atm دي مش عيادة دا بنك، و 1000 جنية يا كفرة هو أنا لاقي الفلوس دي في الشارع
تم سحب النقود للكشف لتنظر لهم تبتسم في هدوء تشير إلى باب كبير مغلق تردف برسمية:
- اتفضلوا حضراتكوا من الباب دا عشر دقايق والدكتور هيبقي هنا
ابتسمت لينا تمسك بيد خالد توجها إلى ذلك الباب ليدخلا إلى غرفة الكشف، نقل خالد انظاره في ارجاء تلك الغرفة الكبيرة المكتظة بالأجهزة الطبية ليتمتم ساخرا:.

- طبعا ما الكشف 1000 جنية، لازم تبقي مستشفي جوا العيادة، تصدقي بالله أنا لو ما خدتش العلاج بالألف جنية اللي دفعتهم دول هقفلوا العيادة
ضحكت لينا يآسه على ما يقول مرت ربع ساعة تحديدا قبل أن يُفتح باب الغرفة وتظهر من خلفه فتاة جميلة في الثلاثينات تقريبا ملامحها جميلة هادئة ترتدي مئزر طبي أبيض، ما إن دخلت إلى الغرفة هبت لينا واقفة قطبت جبينها غاضبة تهتف في حدة:
- انتي مين، وفين دكتور أحمد.

ابتسمت الطبيبة في هدوء تردف بعملية:
- دكتور أحمد عنده عملية طارئة ما عرفش يجي، ما تقلقيش أنا دكتور صفية كمال اخته دكتوراة في أمراض القلب والاوعية الدموية...
شدت لينا على أسنانها في غيظ تحرك ساقها اليسري في توتر لتهتف سريعا:
- أنا رأيي اننا نروح المستشفي عندي، مضمونة اكتر
ابتسم خالد في خبث ليخلع سترة حلته يلقيها على المقعد يتمتم في هدوء ماكر:.

- لاء بقي أنا عجباني العيادة دي، اتفضلي اكشفي يا دكتورة عشان مستعجل
ابتسمت له الطبيبة تشير له للفراش الخاص بالفحص لتشتعل عيني لينا غضبا رغبت بشدة في أن تنقض عليها تمزق تلك الابتسامة من فوق شفتيها، بينما تسطح خالد على فراش الفحص، اسرعت لينا تقف أمامه حاجزا بينه وبين الطبيبة لتهتف في غيظ لم تستطع إخفاءه:
- أنت نايم على الشط، ما تقعد عدل
حمحمت الطبيبة الواقفى خلف لينا لتهتف سريعا بعملية:.

- لو سمحتي ما ينفعش كدة في كشوفات كتير أوي، كدة هنعطل الناس
شدت لينا على أسنانها تبتعد على مضض وقفت جوار الطبيبة تنظر لخالد شرزا لتضع الطبيبة السماعات الطبيبة في أذنيها والجزء الآخر منها على صدر خالد لتشتعل عيني لينا غضبا التفتت للطبيبة تهمس في حدة:
- خلي ايدك فوق ماسكة السماعة مش حطاها عليه.

نظرت لها الطبيبة في دهشة مما تقول بينما توسعت ابتسامته ينظر لها متسليا، انتهي ذلك الفحص بعد أن كادت هي تشتعل غيظا منه ومن مزاحه مع تلك الطبيبة، ما ان انتهوا من الفحص تقدمت سريعا تغلق ازرار قميصه تلقي عليه السترة تهمس في غيظ:
- البس هدومك
اقتربت من الطبيبة تسألها حانقة:
- خير يا دكتورة، جوزي ها جوزي عنده ايه
قطبت الطبيبة جبينها متعجبة من طريقة كلام لينا ابتسمت تقول في هدوء:.

- ما عندوش حاجة خالص، جوز حضرتك صحته زي الفل، بس الأفضل أنه يبعد عن اي زعل، اوقات كتير بيبقي الزعل مضر للإنسان اكتر من الأمراض نفسها
خطت بعض الادوية على الورقة امامها تعطيها لينا تتمتم مبتسمة:
- دي فيتامينات كويسة، مكتوب في الورقة مواعيدها بالظبط
حرفيا انتزعت لينا منها الورقة بعنف تنظر لها تبتسم باصفرار لتجذب يد خالد إلى خارج الغرفة تتمتم حانقة:.

- دكتور لزجة يا اباي، بقي أنا ما ارضاش اخده عندي في المستشفى عشان الاقي ام قويق دي هنا
بينما كان يبتسم هو مستمتعا بغيظها، ما إن خرج من الغرفة تلاشت ابتسامته تماما توسعت عينيه في صدمة ارجفت كيانه، هناك تقف هناك، شهد بصحبة حسام، تنظر لهما في غيظ، ليعرف أن الآتي اسوء بكثير مما ظن!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة