قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والتسعون

في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف...

كابوس بشع رأت نفسها فيه مقيدة علي ذلك المقعد، مراد أمامها بهيئة مخيفة مفزعة أعين حمراء كالدماء أنياب طويلة وكأنه وحش هارب من احدي حكايا الرعب القديمة، يقترب منها ببطئ يديه بها مخالب طويلة حادة مدببة، هي فقط تبكي تحاول تحرير نفسها من تلك القيود التي تلفها كأفعي تعتصر جسدها، وهو يقترب اكثر وأكثر، ما كادت مخالبه الحادة تلامسها صرخت بصوت عالي وهي تنتفض من مكانها تلهث بعنف جسدها يتفصد عرقا، وضعت يدها علي قلبها تحاول تنظيم دقات قلبها السريعة المتضاربة، ليدق الباب في تلك اللحظة، خرج صوتها ضعيفا مرتجفا:.

- مممين
- أنا جاسر يا صبا، ينفع ادخل
قالها جاسر بنبرة جافة قاسية، لتؤمأ برأسها بالإيجاب وكأنه يقف حقا يراها، حاولت أن ترفع صوتها قليلا تهمس له بنبرة خافتة مرتعشة:
- ايوة ايوة
أدار جاسر مقبض الباب دخل يغلق الباب خلفه اقترب منها لتضطرب حدقتيها خائفة من أن يضربها من جديد، وقف جاسر جوار الفراش ينظر لها في جفاء قاسي حاول إخفاء نبرة القلق من صوته حين قال:
- أنا كنت معدي من جنب اوضتك سمعتك بتصرخي في ايه!

حركت رأسها بالنفي مرة تليها أخري تنظر له بهلع نظرات لم تعرفها عينيها يوما خاصة وهي تنظر له جاسر أخيها الذي كان ولا يزال يعاملها كطفلة مدللة، باتت الآن ترتعد منه بالكاد همست:
- كااابوس!
زفر جاسر أنفاسه يشعر بالأسي يقتل قلبه لم تكن صبا يوما شقيقته بل ابنته الصغيرة الذي لم يحب أحد بقدرها، نظرة الذعر التي تنظر له بها تقتله، تنهد بحرقة يلويها ظهره سريعا يغمغم بصوت جاف مختنق:.

- انزلي يلا عشان تفطري، وزي ما قولتلك اللي حصل يتنسي واياكي بابا او ماما يحسوا بحاجة
دون حتي أن يسمع لها ردا ترك الغرفة يتوجه إلي الخارج ما أن امسك مقبض الباب سمعها تهمس باسمه بنبرة حزينة راجية، شد علي المقبض بيده يزفر أنفاسه بسرعة وعنف ليمسعها تتمتم هامسة بنبرة بكاء حارقة:.

- جاسر أنا آسفة سامحني، هو ضحك عليا، كنت فكراه يبحبني، هو قالي أنك هتفرح أوي، لما تعرف وهتوافق علي اننا نتجوز، أنا آسفة يا جاسر.

طحن اسنانه بعنف يشعر بغضب عارم يجتاح جسده الوغد عرف جيدا كيف يخدع شقيقه البريئة الساذجة، يشعر بروحه تقطر دما وهو يستمع لصوت نحيبها القاسي، اغمض عينيه يحاول أن يبني جدار من الجليد حول قلبه، ولكن نيران شهقات شقيقته اذابت الجليد القاسي، ترك مقبض الباب يتجه ناحيته سريعا في لحظات كان يجذبها إليه يخفيها بين ذراعيه يغزرها داخل روحه، بكت وتعالت شهقاتها، بينما هو فقط يمسح علي رأسها سمعها تهمس من بين شهقاتها العنيفة:.

- سامحني يا جاسر، أنا آسفة، والله ما كنت أعرف، أنا غبية، أنا آسفة، آسفة أوي
ظل يحرك رأسه بالإيجاب مع كل كلمة يقولها يسكت صوت عقله الغاضب يستمع لدقات قلبه الهادرة، شقيقته ليست سوي طفلة صغيرة، وهو إيضا يحمل جزءا من الخطأ نا كان يجب أن يسمح له بأن يأتي لهنا، أبعد شقيقته عنه يمسح وجهها بكفيه يبتسم في رفق يحادثها:
- خلاص يا صبا اللي حصل دا هننساه مش هنتكلم عنه ولا حتي نفتكره تاني ابداا.

ابتسمت في ضعف، صاحب نزول قطرات دموعها بلا توقف تحرك رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما يقول، نظرت لوجهه نظرات مرتبكة بها أمل ضعيف متوتر تهمس له:
- يعني إنت خلاص سامحتني
ابتسم لها برفق ظل صامتا للحظات قبل أن يومأ برأسه إيجابا، رفع سبابته أمام وجهها يحادثها بلهجة حادة حازمة:.

- سامحتك عشان أنا عارف تربية أختي كويس، اللي حصل دا يعتبر درس ما تنهسيهوش عمرك كله، بس قسما بالله يا صبا، لو عرفت أنك بتكلمي واحد تاني من ورانا مش هيبقي في سماح، هيبقي في قتل علي طول، فاهمة
توسعت عينيها فزعا للحظات تحرك رأسها إيجابا بلا توقف هي ليست غبية لتقع في نفس الفخ مرة اخري، مد جاسر يده يمسح دموعها المراقة ابتسم يغمغم لها بترفق:.

-قومي يلا اغسلي وشك ويلا عشان نفطر، وزي ما قولتلك اللي حصل دا لا بابا ولا ماما ياخدوا خبر بيه
ابتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، ليدني برأسه يقبل جبينها ربت علي وجنتها برفق ليتركها ويغادر الغرفة، قامت هي من مكانها تجاه المرحاض دخلت توصد الباب عليها وقفت أمام المرأه تنظر لانعاكس صورتها باشمئزاز واضح تحادث نفسها بقهر:.

- قد ايه كنتي عبيطة وغبية يا صبا، صدقتي أنه فعلا حبك، لولا جاسر وغيث كنت خلاص ضعت، ما فيش حاجة إسمها، مش هسمح لنفسي إني أحب اي حد تاني، اكيد هيبقي اذي زيه، مش هضيع ثقة جاسر تاني، ما فيش حاجة اسمها حب ابداا.

قالتها في نفسها بقوة لتفتح صنبور المياة تصفع وجهها بقطرات المياة بدلت ثيابها بأخري تضع حجاب رأسها لوجود غيث معهم بالأسفل، تحركت لأسفل تفكر، غيث حقا تمتن له لكل ما فعل، عليها أن تشكره، غيث انقذها من مستقبل مظلم، ما إن اقتربت من أسفل سمعت صوت شجار حاد بين جاسر وابيها، صدح صوت جاسر يصيح حانقا:
- أنا عايز أعرف احنا هنسيب الحية دي في البيت لحد امتي، ما تغور في ستين في داهية
رد والدها بهدوء رزين حاد:.

- صوتك ما يعلاش قدامي، وشاهيناز مش هتخرج من البيت دا وهي في حالتها دي، دي حامل وحالتها خطيرة، بدل ما انت واقف تزعق كدة روح دور علي مراتك...
حين نزلت إلي أسفل رأت جاسر يقف أمام طاولة الطعام ينظر لوالدهم نظرات تملئها الغضب والألم حرك رأسه إيجابا يشير بسبابته للطابق العلوي:
- عندك حق أنا هروح أدور علي مراتي، بس لو الحية اللي فوق دي اذت حد هيبقي ذنبه في رقبتك أنت، سلام يا رشيد بيه.

قالها ليتوجه الي أعلي سريعا نظر رشيد في أثره تنهد يلقي المعلقة الفارغة يتمتم حانقا:
- غبي وهيفضل طول عمره غبي، أنا رايح المستشفى سلام
غادر رشيد نظرت صبا لوالدته لتري دمعات حزينة تقطر من مقلتيها اقتربت صبا من تحاول التخفيف عنها ربتت بيدها برفق علي يد والدتها تهمس لها في مرح باهت:
- مالك بس يا ماما يعني هي دي اول مرة بابا وجاسر يتخانقوا.

وضعت شروق صحن الطعام من يدها علي سطح الطاولة تنهدت بحرقة رفعت يدها تزيل دموعها الحزينة تهمس لابنتها:
- لاء مش اول بس جاسر عنده حق خايف من وجود البت دي وسطينا، وابوكي بردوا عنده حق دي حالتها تصعب علي الكافر، وسهيلة قلبي واكلني عليها اوي، يارب تعدي الفترة علي خير بقي
صمتت للحظات تنظر لابنتها تحاول رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيها تهمس لها بحنو:.

- قعدي يا حبيبتي افطري يلا عشان تشوفي مذاكراتك، أنا هدخل اعمل الغدا
تحركت شروق ناحية المطبخ بينما وقفت صبا للحظات تنظر للطاولة الممتلئة لم يكن لها الشهية حقا ولو للقمة واحدة زفرت أنفاسها لتتوجه الي الحديقة جلست للحظات علي أحد المقاعد تنظر للفراغ في شرود طوووويل، شرود لم يقطعه سوي حركة غيث حين خرج من المنزل يجذب خلفه حقيبة سفره يتوجه إلي سيارة جاسر، نظرت له للحظات مرتبكة لتصيح باسمه فجاءة:
- غيث!

التفت لها يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه ازاح نظراته الشمسية ينظر لها مستفهما، للتنهد هي متوترة، اقتربت منه تقف علي بعد مسافة صغيرة منه تتهرب بمقلتيها بعيدا عن عينيه تشعر بدقات قلبها تتقافز تشعر بالحرج الشديد منه، زفرت اخيرا تهمس له مرتبكة:
- شكرا يا غيث بجد شكرا لكل حاجة عملتها عشاني
طرقع غيث بأصبعيه لتنظر هي له ضحك بخفة يغمغم في مرح:
- طب اللي بيشكر حد مش بيصله علي الاقل.

صمت للحظات ليعاود الحديث من جديد بنبرة هادئة:
- مالوش داعي الشكر يا صبا انتي زي جوري بالظبط، لما سمعت كلامك مع مراد صدفة وأنا بكلمك تخيلت جوري مكانك، وقد ايه الموقف هيبقي صعب لو ما حدش اتدخل، وانقذ براءة طفلة
ابتسمت له في حرج تومأ برأسها إيجابا اخفضت رأسها أرضا تهمس له بخفوت:
- شكرا مرة تانية وأنا بجد آسفة لو كنت اتكلمت معاك بطريقة سخيفة قبل كدة، عن إذنك.

قالتها لتستدير وتغادر المكان بأكمله سريعا إلي الداخل وقف هو ينظر لمكان وقوفها الفارغ تنهد يبتسم يآسا يتمتم مع نفسه:
- صغيرة اوي يا صبا، يمكن بعد سنين نتجمع تاني!
دقائق وخرج جاسر من الداخل يحمل حقيبة سفر صغيرة هو الآخر توجه ناحية غيث يسأله:
- بردوا مصمم تسافر
حرك غيث رأسه إيجابا يبتسم في هدوء مردفا:
- ايوة، أنا خلاص خلصت مهمتي، وبعدين ماما بتتصل حوالي خمسين مرة في اليوم، بتسأل هرجع امتي...

ابتسم جاسر له ممتنا يربت علي كتفه ليتحرك الرجلين ناحية سيارة الأخير، بينما تقف صبا في شرفة غرفتها تراقب ما يحدث تبتسم في حزن لن يزول قريبا!

في شقة حسام الخاوية من اي حياة الا منه هو، حتي هو الآخر جسد خالي من الحياة نائم كالميت لا يرغب في الاستيقاظ من جديد فتح عينيه فجاءة يشهق يأخذ نفس عميق ينظم به أنفاسه الغارقة بين أمواج كوابيس لن تنتهي، نظر حوله ما أن فتح عينيه يقطب جبينه أين هو، لحظات وبدأ يعي كل شئ لم يكن حلما بشعا كما يحدث له بل حقيقة أبشع مما قد يتحملها، حبيبته تزوجت بآخر الفكرة نفسها تقتله تمزق لحمه حي، كيف تفعل به ذلك، كيف تكن بتلك القسوة، فيما أخطأ بحبه لها، شعر بحرارة جسده تلتهب، تحرك من مكانه يشعر بدوار عنيف يحطم رأسه، مشي للخارج يستند علي الحائط يهمس باسم صديقه:.

- حسام، حسام أنت فين، حسام.

خرج لصالة المنزل الفارغة، لا أحد المكان هادئ كالقبر، تحرك ينتفس بصعوبة ارتمي بجسده علي اول مقعد قريب منه يعود برأسه للخلف يغمض عينيه، الألم يأكل وجهه، غام عقله تحت غيمات الماضي البعيدة يتذكر كل شئ كل ما حدث له، حياته تمر كشريط سريع تتسابق مع أنفاسه السريعة الهاجئة، صورتها تضئ مع كل ذكري في حياته شد علي أسنانه بعنف جسده يرتجف، والألم يتحول لغضب قاسي يجلد جسده، فتح عينيه الحمراء فجاءة يلهث استند بمرفقيه إلي فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف يهذئ بجنون:.

- اتجوزته، خلاص اتجوزته، بقت مراته، لمسها، هتحمل منه، يعني خلاص بقت ليه هو، اتجوزته.

صرخة من نار خرجت من بين شفتيه تعبر عن جزء صغير من جسده المحترق، تحرك من مكانه الي المرحاض يرمي رأسه تحت صنبور المياة لمدة طويلة لم يحسبها ابدا، يود لو يصمد رأسه بالحائط، علها تخرج منه تبتعد عن رأسه ولو للحظات، تحرك للخارج من جديد بعد مدة طويلة، امسك هاتفه يود الاتصال برقم حسام ليعلم أين هو، امسكه ليجد يرن برقم انجليكا، تنهد متعبا ارتمي بجسده علي المقعد فتح الخط تنهد يهمس تعبا:
- ايوة يا انجليكا.

سمع صوتها من الاتجاه الآخر تحادثه بتلهف:
- زيدان إنت فين، أنت وهشت أنا كتير زيدان، تآلا
ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه تنهد يحادثها ساخرا:
- انجليكا ارجعي بلدك شوفي حياتك صدقيني أنا لا أصلح للحب
لم تصمت لحظة بل تلهفت تقول بشوق حالم:
- نو زيدان مش تقول كدة، - you are handsome, daring, brave man، you stole my heart at first sight, zedan.

ارتسمت ابتسامة تهكمية ساخرة علي شفتيه اعتدل في جلسته يحادثها بقسوة علها تستفيق:
قلبك دا غبي عشان حب واحد زيي قلبه ملعون بُحب واحدة تانية، حب استنزفه لحد ما بقي فاضي خاوي من اي مشاعر، أنا عارف أنك مش هتفهمي نص كلامي، بس اللي عايزك تفهيمه كويس، أنك بتحبي شخص ميت...
ظلت صامتة للحظات بينما هو ينتفس بعنف قلبه يحرقه توسعت عينيه في دهشة حينما سمعها تهمس له بنبرة رقيقة حانية:.

- but you are still alive and I will still love you forever، في يوم قلب هيدق آشاني زيدان، باي.

اغلقت معه الخط ليعود هو لحاله من جديد يبتسم ساخرا علي حاله، لينا القت به بعيدا وتزوجت بآخر بدم بارد دون أن يرتف لها جفن وهو يرفض عشق تلك الفتاة بكل السبل، كم هو أحمق مغفل كبير مثير للشفقة، يستحق ما يحدث له، تنهد يمسح وجهه بكف يده حين دق هاتفه من جديد تلك المرة برقم خالد، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه قبل أن ينطق بحرف، توسعت عينيه فزعا هب من مكانه يصيح مذعورا:
- أنا جاي حالا!

في شقة معاذ، جلست لينا علي الأريكة في غرفة المعيشة أمامها طاولة سطحها من الزجاج تضع عليها كتب الجامعة فتحت أحد الكتب لتبدأ المذاكرة ولكن بدلا من أن تقرأ الحروف اخذتها ذاكرتها لذكري بعيدة حين كانت في المرحلة الثانوية.

Flash back
نزلت من غرفتها حين سمعت صوت والدتها يصدح باسمها للعشاء وضعت الكتب من يدها زفرت قلقة غدا اولي امتحاناتها الثانوية، نزلت لأسفل ما أن جلست علي مقعدها علي الطاولة دق جرس الباب توجهت الخادمة لتفتح لحظات وظهر زيدان عند باب غرفة الطعام صاحت لينا والدتها باسمه فرحة لتهرول ناحيته تعانقه تبكي تحادثه بتلهف:.

- زيدان، يا حبيبي حمد لله علي السلامة أنا كنت هموت من الخوف عليك، الحمد لله يا رب أنك رجعت بالسلامة
رأته وهو يبتسم لوالدته يقبل يديها وجبينها، تحرك والدها ناحيتهم يجذبه بعيدا عن والدتها يحادثهم ساخرا:
- ما هو زي البغل قدامك اهو، اترزع ياض كل
جلس زيدان جوار والدتها مقابل لها، يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة ينظر لقسمات وجهها أشتاق لها حد الجنون لم يمنع لسانه من أن يسألها قلقا:.

- عاملة ايه يا لينا، بكرة اول امتحانات الثانوية مش عايزك تخافي أنا واثق أنك هتحلي كويس، لو محتاجة اي مساعدة أنا اقدر
وقفت عن مقعدها في تلك اللحظات ترميه بنظرات غاضبة حادة كارهة لتصيح بغيظ:
- مالكش دعوة أنت أنا عاملة ايه، ومش عايزة منك مساعدة في اي حاجة...
هتف خالد محتدا باسم ابنته:
- لينااااا
نظرت للجميع حانقة في غيظ، لتتحرك لأعلي، انهي الجميع عشائهم، توجه خالد لمكتبه ولينا لأعلي تجهز غرفة زيدان بينما.

تهاوي علي الاريكة يخفي وجهه بين كفيه يغمض عينيه ، يفكر فيها، هل يفكر في غيرها اصلا ليل نهار هي بطلة افكاره، رفع وجهه حينما شعر بحركة حوله ليجدها تنزل بخفة علي سلم البيت الضخم شعرها البني الطويل يتهادي خلفها برفق.

راقبها بشغف وهي تنزل ليجدها تتجه ناحية المطبخ، لم يشعر بقدميه الا وهو يتحرك ناحيتها يمشي ناحيتها، وجدها تخرج زجاجة مياه تحتسي القليل منها ومن ثم تركتها، التفتت لتخرج لتجده يقف أمامها يحاول الابتسام لتنظر له ببرود عقدت ذراعيها تهتف بضيق:
- خير عاوز ايه
نظر حوله بحيرة يحاول إيجاد شئ يخرجه من ذلك المأزق ماذا يقول لها، اريد دائما ان ارائكي هتف سريعا:
- ااا، آه أنا جعان
رفعت كتفيها بلامبلاة تتمتم ساخرة:.

- طب ما تأكل وأنا مالي
حك شعره بحرج كالمراهقين ليبتسم بهدوء: ما بحبش آكل لوحدى ممكن تاكلي معاي
تحركت لتخرج من المطبخ دون أن تعيره انتباها تتمتم في جفاء:
- لاء عن اذنك عشان عندي إمتحان الصبح
هتف سريعا يوقفها قبل أن تغادر:
- انا كنت هطلب بيتزا لو بتحبيها
اكملت طريقها ببرود دون ان تعيره انتباها ليلحق بها سريعا امسك رسغ يدها برفق لتلتفت له تنظر له في هلع ممتزج بغضب تهمس بنبرة مرتجفة:
- سيب ايدي.

أبعد يده سريعا يرفع كفيه باستسلام يغمغم سريعا بتلهف:
- اهو سيبتها، طب ايه رايك اراجعلك المادة بتاعت بكرة، أنا ذاكرتهالك قبل كدة كتير يا لينا وكنتي بتقفلي فيها
ضيقت عينيها بضيق مستغل بالفعل المادة التي ستمتحنها غدا صعبة للغاية وهو أيضا محق، طريقة شرحه سلسلة بشكل يجعل المعلومات تتقافز لعقلها دون مجهود يذكر، هزت رأسها علي مضض:
- هروح أجيب كتبي
توسعت ابتسامته يهز رأسه إيجابا.

ذهبت لينا لاحضار الكتب بينما امسك زيدان هاتفه واتصل بأحد المطاعم يطلب الطعام جلس ينتظرها علي نيران قلبه، لتنزل بعد قليل تحتضن كتبها نظرت ناحية مكتب والدها تتأكد أنه بالداخل تنهدت بارتياح لتتوجه إليه.

جلست على الأريكة التي امام التلفاز ووضعت كتبها علي المنضدة الرخامية العريضة ليجلس جوارها، نظرت له بغضب لتمسك احدي وسائد الاريكة الكبيرة تضعها فاصل بينهما، ابتسم حزينا ليلتقط احد كتبها ومن ثم بدأ يشرح لها تلك المادة بسهولة ويسر كما اعتاد أن يفعل، اجفلت علي صوت دقات علي باب المنزل بينما قام هو، غاب لدقائق ليعود ومعه علبتي من الطعام:
-الاكل
اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر تتمتم بخواء:
- مش جعانة.

، توجه يجلس جوارها قابل ابتسامتها الباردة بابتسامة دافئة يفتح علبة الطعام الخاصة به يأكل باستمتاع:
- لاء بجد لذيذة جدا
زفرت بضيق تنظر له بحنق تبلع لعابها فهي أيضا جائعة التقطت كتبها تهتف بضيق:
- انا طالعة أوضتي
اوقفها يتمتم سريعا بتلهف:
- استني بس لسه ما خلصتش شرح
زمت شفتيها بضيق تزفر حانقة:
-هتشرح ولا هتاكل
ابتسم يرفع تلابيب ملابسه بزهو يتمتم ضاحكا:
-الاتنين دا أنا زيدان الحديدي.

ابتسمت ساخرة علي غروره المبالغ فيه، بدأ يشرح قليلا ويأكل قطعة يهتف بخبث يعرف انها جائعة طبقها كان كاملا حين قامت من العشاء:
- لا حقيقي طعمها تحفة المطعم دا هايل بفكر اشتريه
نظرت له بغيظ معدتها تموء جوعا خاصة مع تلك الرائحة الشهية:
- لو سمحت ركز في الشرح
اؤمأ برأسه إيجابا يدفع اليها احدي العلب يتمتم مبتسما:
- حاضر بس بجد البيتزا تحفة وهي سخنة حرام اسيبها تبرد.

اغلق الكتاب الذي امامها يضعه جانبا ليفتح علبة الطعام الاخري يبتسم بحنان:
- يلا كلي
اشاحت بوجهها بعيدا تكتف بذراعيها أمام صدرها تتمتم ببرود:
- لاء!
امسك كف يدها برفق يتمتم بحنو:
- عشان خاطري كلي أنتي عندك امتحان بكرة
قزف قلبها هلعا ما أن لامس كفه يدها، انتفض سريعل تنزع يدها من يده بعنف لتهب واقفة امامه تصرخ بقسوة ممتزجة بذعر:
- أنت مالكش خاطر عندي يا زيدان أنت فاهم انت أكتر واحد أنا بكرهه في الدنيا دي!

Back.

عادت من شرودها الطويل علي دمعات حزينة تساقطت من مقلتيها، هل كانت حقا قاسية أم هو السبب في ذلك، في تلك الفترة كانت تخاف النوم ليلا بسبب ما كاد يفعله بها، كاد أن يغتصبها قديما، وحين فشل نجح الآن، تشعر بالحيرة تمزقها لما تشتاق إليه الآن، لما فقط ترغب في رؤيته بأي شكل، هي من أخبرته مرارا وتكرارا انها لم تحبه لن تسامحه إذا لما قلبه يطرق باسمه فكل لحظة مسحت وجهها بكفيها، لتنتفض فزعة حين شعرت بأحد ما يجلس جوارها فجاءة شهقت فجاءة حين رأته معاذ نظرت له بغيظ تتمتم حانقة:.

- جري ايه يا معاذ أنت كل شوية تخضني
ابتسم في مرح يضع صينية عليها كوب حليب بالشوكولاتة وبضع قطع كعك علي الطاولة أمامها جلس جوارها يتمتم مبتسما:
- ما كنش قصدي والله أنا بس قولت اجبلك حاجة تاكليها وانتي بتذاكري، تحبي اساعدك في حاجة
حركت رأسها نفيا تنهدت تحاول أن ترسم ابتسامة مجاملة علي شفتيها تتمتم:
- شكرا يا معاذ أنا بعرف اذاكر مع نفسي.

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا جلس جوارها يراقبها عن كثب وهي تحرك اوراق الكتاب أمامها ينظر لوجهها عينيها يتحرك بمقلتيه علي قسمات وجهها المتوترة كما يري، ارتسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيه مد يده يبسطها علي وجنتها لتنتفض كمن لدغها عقرب تنظر له فزعا لتري ابتسامته التي لم تتغير مد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي غرة وجهها الجميل ابتسم لها يغمغم بولة:
- انتي جميلة اوي يا لينا بجد جميلة بشكل مبالغ فيه.

ابتسمت ابتسامة مرتعشة دقات قلبها تتقافز مع حركة عينيه النهمة علي قسمات وجهها حاولت استجماع جزء من شجاعتها الواهية تحادثه بحدة:
- في ايه يا معاذ، أنت بتبصلي كدة
- أنت مراتي ولا ناسية
هتف بها محتدا من طريقتها لتتوسع مقلتيها في هلع، قامت سريعا من جواره تنظر له مذعورة، لالالا ليس من الممكن أن تُغتصب مرة أخري علي يد زوجها، حركت رأسها نفيا مرة بعد أخري قبل أن تصيح فيه غاضبة:
- زيدان أنت وعدتني!

توسعت عينيها هلعا حين نطقت اسم زيدان لتضع كفيها فوق فمها، زادت حدقتيها اتساعا ما الذي تفوهت به للتو، ازداد نابضها ذعرا وهي تري حدقتيه تسود من شدة غضبه، تحرك من مكانه علي الأريكة يقترب منها كوحش ضاري رأي فريسة سهلة المنال، في لمحة رأته يقف أمامها يغرز أصابعه في ذراعيها يهزها بعنف مخيف يصرخ فيها:
- زيداااان تااااني، انتي مراتي دلوقتي لا تجيبي اسمه ولا حتي تفكري فيه، انتي فاهمة.

انهمرت دموعها ارتجف جسدها بعنف تنظر به مذعورة شعورها بالخوف يقتلها ارتجفت حدقتيها بالكاد انبثقت الأحرف من بين شفتيها:
- ااا، أنت بتعمل كدة ليه..
تعالت ضحكاته المخيفة ينظر لها نظرة سوداء قاتمة لم تعهدها منه قبلا، ليحاوط جسدها بذراعيه توسعت ابتسامته المجنونة يهمس لها بجنون مخيف:.

- صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي
توسعت عينيها ذعرا أكان هو، هو الذي تحلم به، شخصت عينيها يكاد قلبها يخرج من مكانه بينما تعالت ضحكاته الشيطانية العالية!

قبل ما لاقي ألف كومنت بيقول الفصل قصير عارفة والله إن الفصل قصير، هيتعوض بإذن الله، خلاص احنا بنفنش، كل كابل هياخد حقه ما تقلقوش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة