قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والتسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والتسعون

توسعت عينيها ذعرا أكان هو، هو الذي تحلم به، شخصت عينيها يكاد قلبها يخرج من مكانه بينما تعالت ضحكاته الشيطانية العالية يقبض بأصابع كالمخالب علي علي ذراعيها عينيه مخيفة وكأنه شيطان تلبسه، تسارعت طبول قلبها تعلن حرب الخوف حين مال برأسه ناحيتها يهمس لها بفحيح شيطاني مخيف:
- اللي خده زيدان من حقي أنا، من حقي قبله.

لم تسطير علي شهقاتها الفزعة مستحيل بالطبع حلم بل كابوس بشع مخيف، ماذا يحدث ليس بحقيقي اطلاقا بل هو أبشع من خيال مريض نفسي في حجرة العزل، انهمرت دموعها تغرق وجهها تحرك رأسها نفيا بجنون هل كتب عليها أن تُغتصب مرتين، لا لا أبدا لن تتذوق تلك المرارة مرة اخري، لمحت مقلتيها المضطربة بجنون سكين كبيرة علي سطح الطاولة لا تعرف حتي من أحضرها، نظرت لمعاذ الذي يبتسم كذئب خبيث ابتسامة مرعبة مخيفة، في لمحة استجمعت ما تبقي من روحها لتدفع معاذ بعنف بعيدا عنها، وبالاحري يبتسم ساخرا يلهو بها كالقط حين يلهو بالفأر الصغير قبل أن يلتهمه، اندفعت لينا ناحية الطاولة تمسك السكين التفتت في لحظة ناحية معاذ ترفع يدها المرتجفة القابضة علي سطح السكين، تنظر لمعاذ حدقتيها تتحركان بجنون دموعها لا تتوقف جسدها يرتجف بعنف صرخت بجنون وهي تشهر السكين ناحيته:.

- هقتلك لو قربت مني هقتلك، هقتلك
تعالت ضحكات معاذ المخيفة الشرسة، اقترب ناحيتها يفتح ذراعيه علي اتساعهما يقول في شراسة ساخرة:
- اقتلني يا حبيبتي، اقتليني يلا قبل ما اقتلك أنا.

شهقت بعنف تنظر له في هلع ليس ذلك هو معاذ من أحبت وتزوجت من كان دوما يساندها في كل خطوة هو من يريد قتل روحها الآن، تحركت قدميها للخلف وهي تراه يقترب أكثر وأكثر ضحكاته تملئ المكان، نظراته المخيفة تجردها من كل شئ، اقترب أكثر ونظراته تزداد وحشية، هي تعود للخلف أكثر وأكثر الى أن سقطت علي الأريكة رغما عنها شهقت بذعر في حين ضحك هو ضحكة شرسة حين انقض عليها كفهد جائع انغرز نصل السكين في صدره لتتوسع عينيه للحظات في ألم قبل أن يغمض عينيه للأبد ويغرق دمه وجهها، صرخت وصرخت وصرخت، قاطع صرخاتها، صياح آخر، صياح قلق خائف باسمها، وملمس بارد يصفع وجهها، شهقت بعنف تسعل بقوة، في لحظات تبدلت الصورة لا تزال جالسة علي الأريكة مكانها، معاذ يجلس علي ركبتيه علي الأريكة جوارها يمسك بكوب ماء يرش منه علي وجهها سعلت بعنف هبت من مكانها تنظر حولها نظرات ضائعة منهار بالكاد تتنفس سقطت أرضا بعيدا عن الأريكة تلهث بعنف، تنظر له فزعة بينما ينظر هو لها قلقا، تحرك من مكانه سريعا ناحيتها جلس علي ركبيته أمامها يسألها فزعا:.

- لينا حرام عليكي ردي عليا ما تعمليش فيا كدة
نظرت له نظرات متوجسة ضمت ساقيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها تنظر له مذعورة، ماذا حدث لها، ألم تقتله قبل لحظات أين السكين أين الدماء ماذا حدث، ملئت الدموع مقلتيها بالكاد خرج صوتها الضعيف تسأله مذعورة:
- هو اييه اللي حصل
ظل ينظر لها للحظات نظرات حزينة متألمة تنهد حزينا قبل أن يهمس لها برفق:.

- لينا أنتي، ااانتي، بدأ يجيلك هلاوس، أنا كنت جايبلك عصير لقيتك فجاءة بتصرخي وبتتصرفي تصرفات غريبة، وعمالة تصرخي وتعيطي...
شخصت عينيها في ذهول ممتزج بفزع هل جنت، باتت تري هلاوس غير موجودة من الأساس، شردت عينيها في فراغ روحها المتعبة تسمع صوت معاذ يأتيها من بعيد يحاول التخفيف عنها:
- لينا اهدي وما تتوتريش، احنا هنروح لدكتور نفسي، انتي هتبقي كويسة، عشان خاطري اهدي.

انهمرت دموعها تغرق وجهها رفعت كفيها تغطي وجهها تبكي بحرقة، اقترب معاذ يحاول عناقها لتدفعه بعيدا عنها قامت من مكانها تهرول الي غرفتها دخلت توصد الباب عليها بالمفتاح جلست خلف الباب المغلق تضم ساقيها إليها تبكي بانهيار، تسمع طرقات معاذ السريعة المذعورة علي باب الغرفة يصيح قلقا:
- لينا، لينا، لينا افتحيلي الباب يا حبيبتي، لينا عشان خاطري ما تعمليش في نفسك كدة، لينا ردي عليا يا لينا.

اسندت رأسها إلي الباب المغلق تنساب دموعها في صمت وابتسامة ساخرة ممزقة تؤتسم علي شفتيها، جُنت، وربما هي في طريقها للجنون، باتت تري هلاوس لا وجود لها من الأساس، صوت رنين هاتفها انتشلها من حالتها تلك تحركت تجر جسدها ناحية فراشها لتبصر اسم والدتها علي سطح الشاشة، فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها، توسعت عينيها في ذهول مع كل كلمة تخرج من فم والدتها الي أن انتهت لتتمتم لينا بذهول:
- حاضر هاجي!

مرت عدة ساعات هنا في منزل خالد السويسي.

« صوان » عزاء كبير في الحديقة مقاعد كثيرة تتراص جوار بعضها البعض، وعند المقدمة يجلس شيخ وقور بجبة وقفطان يجلس علي مقعد مرتفع أمام مكبر صوت يصدح بصوته العذب بآيات القرآن الكريم، والخدم يتحركون هنا وهناك يحملوا اكواب من مشروب القهوة، يقف عند بداية « الصوان » خالد وزيدان وبينهما حسام الذي بالكاد يقف علي ساقيه، يحاول مسح دموعه التي تهرب من أسر مقلتيه قلبه يحترق، جسده لم يعد يقوي علي الصمود لا يرغب في تلك اللحظات سوي أن ينهار أرضا يبكي بلا توقف، شعر بأصابع تشد علي كتفه نظر للفاعل ليجد والده ينظر له نظرات حزينة عميقة، يحاول تشجيعه علي الصمود، وقف خالد جوار طفله قلبه يتمزق حزنا عليه، يعرف حسام كان يحب والدته للغاية، اغمض عينيه حزينا نادما، يتمني فقط لو كان ما فعله يغفر له ذنب قديم، لحظات وتوقفت سيارة عمر في حديقة منزل خالد نزل عمر ومعه سارة وتالا، أمسكت تالا يد ابنتها تتحرك لداخل المنزل بينما توجه عمر إليهم، اقترب منهم وقف أمام خالد يصافحه يهمس له بصوت خفيض حزين:.

- البقاء لله يا خالد
حرك خالد رأسه إيجابا يصافح أخيه يهمس له باختناق:
- ونعم بالله، خش يا عمر
تحرك عمر يتوجه ناحية حسام الواقف جوار اخيه مد يده يربت علي كتفه يهمس له بحنو:
- شد حيلك يا حسام
حرك الأخير رأسه إيجابا بخواء تام دون أن يوجه نظرة واحدة للواقف أمامه، تحرك عمر لداخل الصوان بعد أن صافح زيدان يجلس علي أحد المقاعد، لحظات وجاء حمزة جلس جوار عمر، مال حمزة علي أخيه يهمس له محتدا:.

- اهلا بالبيه اللي ما بنشفهوش غير في المناسبات، مكبر دماغك أنت من كل حاجة يا عمر
ابتلع عمر لعابه مرتبكا صحيح أنه يعتبر بعيد للغاية عن اخويه تقريبا لا يشاركهما في شء ولكن ذلك لم ينتج من فراغ تنهد عمر غاضبا مال علي إذن حمزة يهمس له متضايقا:.

- ما تجيش تعاتب دلوقتي يا حمزة من سنين وخالد الاول وبعدين إنت وهو شايفني الصغير كل ما كنت احاول اساعد او اشارك في اي حاجة تقولولي خليك في بيتك ومراتك احنا عارفين احنا بنعمل إيه، انتوا اللي عودتوني علي كدة
تنحنح حمزة في حرج عمر محق دائما ما كانوا يروا أن عمر شقيقهم الصغير الطائش، ربما ذلك ما جعله بعيدا عنهم الآن بذلك القدر الكبير، تنهد حمزة متعبا رفع يده يربت علي كتف شقيقه يهمس له:.

- خلاص يا سيدي ما تزعلش اوي كدة
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي عمر يحرك رأسه إيجابا تنهد يهمس لأخيه بخفوت حذر:
- مش زعلان يا حمزة، أنا بس بفهمك، المهم دلوقتي أنت فهمني، هو ازاي خالد يعمل عزا مراته التانية في بيت مراته الاولانية، لاء وكمان عرفت أنها اتدفنت في مقابر العيلة.

رفع حمزة كتفيه لأعلي دلالة منه علي أنه لا يعلم هو حقا لا يعلم كل ما تلاقه هو اتصال من خالد يخبره بأن يأتي للعزاء غير ذلك هو لا يعلم اي شئ، ولكن الارجح خالد يفعل ذلك لأجل حسام.

في داخل المنزل، القليل من السيدات بينهم لينا بالطبع يجلسون علي مقاعد متراصة في داخل المنزل يصدح صوت القرآن من أحد اجهزة الكمبيوتر الحديثة، وبعض الخادمات يتحركن باكواب القهوة، تحركت تالا زوجة عمر تجلس علي الأريكة جوار لينا مالت عليها تهمس له بذهول:
- والله كنت فاكرة عمر بيهزر لما قالي أن خالد عامل عزا مراته التانية هنا في بيته، انتي ازاي توافقي بحاجة زي دي اصلا!

تنهدت لينا متعبة اليوم حقا كان شاقا علي جميع الجوانب يكفي انهيار حسام وبكائه الذي فتت قلبها، التفتت برأسها ناحية تالا تطالعه بنظرة هادئة متعبة تهمس لها بخواء مثقل:
- خالد طلق شهد قبل ما تموت يا تالا، وبعدين دي واحدة ماتت خلاص، هتخانق وارفض نعمل عزا واحدة ماتت!، لا يا تالا أنا مستحيل اعمل كدة...

تنهدت تالا في ضيق تنظر للينا يآسة كم هي طيبة القلب بشكل مبالغ فيه، عادت مكانها من جديد في صمت جوار ابنتها سارة التي تجلس صامتة من الخارج وعقلها يصرخ من كثرة ما به من افكار حزينة مبعثرة، حسام في اللحظات القليلة التي لمحته عينيها رأت ما جعل قلبها ينفطر كم يبدو حزينا متألما يتعذب، يقف في ثبات واهي علي وشك السقوط أرضا تشعر بحزنه العميق، تنهدت حزينة علي حاله، كم تمنت في تلك اللحظة أنها كانت حقا زوجته لتخفف عنه كما تفعل سارين مع عثمان، تنهدت حزينة تدعو له بصوت خفيض هامس أن يرزقه الله الصبر علي فراق والدته...

في الخارج وقفت سيارة معاذ في حديقة المنزل، نزل منها هو أولا، ليتابع ذلك الواقف هناك علي مرمي بصره يراه وهو يتحرك لجانب السيارة الآخر يفتح الباب، تسارعت دقات قلبه ألم بشع يحرق روحه وهو يراها تنزل من سيارة زوجها!، الذي كان هو يوما، نزلت هي ليكن هو أول من وقعت عينيها عليه للحظات فقط التقطت نظراتهم ليشيح هو بوجهه بعيدا عنها رؤيتها باتت تؤلمه وقلبه لم يعد يتحمل مزيدا من الألم، تحركت لينا إلي داخل المنزل ليتقدم هو ناحية الرجال، صافح خالد ليرد الأخير مصافحته بجفاء واضح، وحسام عقله بعيدا عن هنا فقط يحرك يده بخواء، تحرك معاذ ناحية زيدان وقف امامه ينظر لعينيه مباشرة، تصادمت نظرات كل منهما، نظرة انتصار وشماتة من معاذ كأنه يخبره أنظر من انتصر في النهاية، ونظرات قاتلة نارية من ناحية زيدان، رفع معاذ يده ليصافح زيدان يحادثه بهدوء تام:.

- شد حيلك
ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتي زيدان ليمد يده هو الآخر يصافح معاذ يرد بهدوء ساخر:
- أنت ايه اللي جايبك هنا عزا الستات جوا!
احمرت عيني معاذ في غضب قاتل نزع يده بعنف من يد زيدان يرميه بنظرات حاقدة يكاد ينفجر من تلك الكلمات التي القاها زيدان توا تحرك للداخل يرتمي بجسده علي أحد المقاعد يتوعد لزيدان بالكثير.

مرت ربع ساعة تقريبا، قبل أن تقف سيارة اجري امام منزل خالد نزلت تلك الفتاة منها تعطي للسائق نقوده، تحركت للداخل رآها الحرس من قبل بصحبة زيدان فسمحوا لها بالدخول، توسعت عيني زيدان في دهشة حين رآها ها هي هناك تقف أمامه في منزل خاله، لما جائت، تركهم يتوجه ناحيته بخطي سريعة وقف أمامها يسألها محتدا:
- انتي ايه اللي جابك هنا
لمعت عينيها ببريق مشتاق لرؤيته ابتسمت تهمس له بتلهف:.

- مش أنت قولت أنك هتروح بيت هالك عشان في هد مات، أنا هوفت آليك كتير، آشان كدة جيت اشوفك
تنهد زيدان في غيظ يمسح وجهه بكفيه ليته لم يخبرها أنه هنا في بيت خاله، كان يحاول التخلص من الحاحها لمقابلته فأخبرها بأن عليه الذهاب لبيت خاله لوجود حالة وفاة لديهم، ظن بأنه كذلك تخلص منها، لتأتي هي إليه!، عاد ينظر إليها يتنهد يآسا يهمس لها:
- تعالي ورايا تدخلي عند الستات جوا وما تخرجيش غير لما اجيلك.

تحرك ناحية الداخل وهي تسير خلفه سريعا تحاول اللحاق به، وقف عند باب غرفة السيدات من الخارج حمحم بصوت عالي ليجذب انتباه لينا والدته، ولكنه جذب انتباه لينا أخري معها، تحرك لينا الشريف ناحية الخارج بينما شبت ابنتها برأسها تحاول اختلاس النظر لتعرف ما يحدث بالخارج اشتعل قلبها حين رأت تلك الشقراء تقف جوار زيدان سمعت بعض الكلمات التي يقولها لوالدتها وفهمت أنه يوصيها عليها، تحرك هو للخارج بينما ابتسمت لينا بشحوب واضح للفتاة، تحركت بصحبتها تجلسها علي أحد المقاعد، جلست انجليكا مرتبكة تنظر حولها لتلاحظ الكثير من الأعين التي ترمقها بنظرات فضولية مترقبة عدا عينين فقط كانتا ينظران لها نظرات سوداء غاضبة، نظرت انجليكا للينا تبتسم في هدوء لتقابلها الأخيرة بابتسامة شرسة لولا ما يحدث الآن لكانت انقضت عليها ترغب تمزق وجهها باظافرها.

مرت ساعة ويزيد تقريبا حين انتهي الشيخ من القراءة، وبدأ الجمع يرحل والثلاث رجال يقفون مكانهم يتلقون التعازي، عانق عمر خالد يربت علي كتفه ليبتسم الأخير بخواء، خرجت تالا بصحبة ابنتها الي الخارج حين وصلتها رسالة عمر بأن عليهم الرحيل الآن، تحركت بصحبة والدتها لسيارة أبيها عينيها تبحث عنه، تريد فقط أن تراه قبل أن تغادر وقد كان رأته، لأول مرة تراه يبكي كان هناك خطي من الدموع تمردا علي ثباته الزائف من الأساس، ادمعت عينيها حزنا علي حالته، في لحظة غير مقصودة ابدا تلاقت عينيه بعينيها، نظرت له تواسيه بعينيها بينما اغمض هو عينيه في ألم وكانت النظرة الأخيرة قبل أن تسمع صوت والدتها يصيح تطلب منها دخول السيارة، رحل الجميع ولم يبقي سوي اهل البيت، أمسك خالد بيد حسام يجذبه معه للداخل وزيدان خلفهم، جلس الجميع في صالون المنزل الكبير، في صمت مخيف لا أحد ينطق بحرف واحد، كان حسام هو اول من تكلم بالكاد خرج صوته المختنق:.

- أنا هروح، تعبان وعايز أنام عن اذنكوا
قام من مكانه يود المغادرة ليقف خالد سريعا امسك ذراعه يردف بلهجة قاطعة:
- أنت رايح فين مش هتتحرك من هنا، زيدان خد حسام وريله أوضتك ينام عليها لحد ما أوضته تجهز
لم تكن لديه القدرة علي الجدال ولو بحرف واحد تحرك زيدان سريعا يسند جسد صديقه يجذبه معه لأعلي يحادثه برفق:
- تعالي معايا يا حسام...

تحرك حسام في سكون مخيف بصحبة زيدان دون أن ينطق بحرف، وعاد الصمت من جديد معاذ ينظر للينا بعينيه كأنه يخبرها هيا لنغادر والأخيرة تتصنع عدم الفهم لن تغادر وتلك الشقراء هنا ابدا...
في تلك اللحظات صدح صوت متعجب يعرفه معظم الموجودين يأتي مباشرة من ناحية باب المنزل المفتوح:
- انتوا عندكوا عزا ولا ايه، في ايه
ابتسمت لينا رغما عنها حين رأت جاسر لتتحرك من مكانها سريعا ارتمت بين أحضانه تهمس له بصوت خفيض سعيد:.

- جاسر وحشتني اوي...
ابتسم يعانقه برفق يمسح علي رأسها قبل قمة رأسها يهمس لها:
- وانتي كمان يا حبيبتي عاملة ايه، جوزك المريب فين
ضحكت بخفة تضع يدها علي فمها سريعا تخفي ضحكاتها، هي لم تكن لتتزوج معاذ دون أن تخبره حين اتصلت به تخبره ليلة عقد قرانها اخبرها محتدا:
- والله العظيم الواد دا مريب ونظراته مش مريحة...
لتلين نبرته بعد ذلك يهمس له يآسا:
- بس هعمل ايه في دماغك المجنونة، مبروك يا حبيبتي.

رفعت وجهها تنظر لجاسر مبتسمة تهمس له بخفوت حذر:
- تعالا معايا مكتب بابا
حرك رأسه إيجابا يتحرك بصحبتها لمكتب والدها، بعد قليل كان كل يتوجه إلي غرفته لم يبقي سوي لينا وخالد ومعاذ وانجيلكا
في غرفة مكتب خالد وقف جاسر أمام لينا يسألها قلقا:
- طمنيني عليكي، انتي كويسة، جوزك المريب دا بيعاملك كويس
ابتسمت لينا يآسه تهز رأسها بالإيجاب قلبت عينيها تحادثه:.

- آه يا جاسر كويسة، وعلي فكرة هو شخص عادي جدا مش مريب ولا حاجة أنت بس عشان ما بتحبوش شايفه مريب
تنهد جاسر قلقا يحرك رأسه إيجابا، ذلك الفتي لا يثق به نظراته مخيفة مرعبة بها شئ خبيث يراه جيدا، لا يعرف كيف لا تراه شقيقته، بينما تحركت لينا فتحت حقيبة يدها تخرج ورقة صغيرة مطوية من الحقيبة، مدت يدها لها به تهمس له مبتسمة:.

- إسكندرية، دا الرقم اللي سهيلة اتصلت بيا منه، بابا عرف أن الرقم دا في إسكندرية بس فين بالظبط ما قدروش يحددوا عشان المكالمة كانت قصيرة جدا
أخذ جاسر الورقة بتلهف من لينا تسارعت دقاته الهادرة يغمغم متلهفا:
- أنا اكتر واحد يعرف إسكندرية هقلبها حتة حتة لحد ما اوصلها
دون أن ينطق بحرف آخر اندفع خارج الغرفة، تحرك ناحية باب المنزل ليستوقفه صوت خالد:
- رايح فين يا جاسر.

التفت جاسر سريعا ينظر لخالد نظرات متلهفة قلقة يتمتم علي عجل:
- رايح ادور علي مراتي يا عمي
تدخلت لينا سريعا تحادثه بعجب:
- دلوقتي يا ابني الساعة داخلة علي 12
ابتسم خالد بشحوب ربت علي كتف زوجته ينظر ناحية جاسر يحادثه مشجعا :
- سيبيه يا لينا جاسر مش صغير، روح يا جاسر.

ابتسم الأخير ابتسامة صغيرة ممتنة يحرك رأسه بالإيجاب تحرك للخارج ومنها إلي سيارته ينطلق إلي محافظة الإسكندرية، لحظات وخرجت لينا من المكتب ليهب معاذ واقف حمحم يتمتم بخفوت:
- مش يلا نمشي بقي يا لينا الوقت اتأخر
نقلت لينا انظارها بين معاذ وانجليكا، تلك الشقراء لما لم ترحل بعد، تنهدت حانقة تحرك رأسها إيجابا، توجهت ناحية والدتها لتعانقها الأخيرة للحظات طويلة تهمس لها قلقة:
- انتي كويسة يا حبيبتي.

ابتسمت تحرك رأسها بإيجاب صامت، تغمض عينيها هي حقا لا تعلم أهي بخير أم لا، تنهدت تبتعد عن والدتها تبتسم لتطمئنها تهمس لها:
- صدقيني يا ماما انا كويسة ما تخافيش عليا..

تنهدت لينا تشعر بقليل فقط القليل من الارتياح قبلت جبين ابنتها تربت علي خدها برفق، تحركت لينا من أمام والدتها لتقع عينيها علي أبيها الواقف بالقرب منهم، نظرت له للحظات نظرات ضيق معاتبة لن تنسي ما فعله خاصة بالأمس حين رفض أن يزوجها، تنهدت حانقة تعدل من حقيبة يدها فوق كتفها نظرت ناحية زوجها مباشرة تتمتم في ضيق:
- يلا يا معاذ.

تحركت للخارج تهرول في خطاها لخارج المنزل تحرك معاذ خلفها ليشعر بألم بشع يجتاح كتفه نظر خلفه سريعا ليجد خالد يقبض علي كتفه يرميه بنظرات سوداء قاتلة مال برأسه ناحيته يهمس له متوعدا:
- احسنلك ما تفكرش حتي تزعلها، مفهوم.

ابتسم معاذ في خواء ساخر ليتحرك للخارج يلحق بزوجته، لم يبقي سوي ثلاثتهم لينا وخالد وانجليكا، حمحمت لينا مرتبكة تنظر لتلك الفتاة قبل أن تتحرك تجذب يد خالد بعيد عنها قليلا، ما إن ابتعدا عن ناظري الفتاة ارتمي خالد بين أحضان زوجته يعانقها بقوة تهدلت قواه يهمس لها بخفوت متعب:
- أنا تعبان اوي يا لينا، تعبان وعايز أنام.

رفعت يديها تطوقه بهما، مسحت علي شعره برفق عدة لحظات طويلة قبل أن تبعده عنها امسكت ذراعيه تنظر لعينيه تحادثه بحزم حاني:
- خالد، لما لينا كانت بتعيط تتعب وبيبقي جنبها مايا وبدور وسهيلة كانت بتجري في حضني أو حضنك، حسام محتاجك جنبك خصوصا الليلة دي، ما تسيبهوش النهاردة.

ظل ينظر لها دون كلام مع تلك السنوات لازال يعجز عن فهم كيف يمكن أن تكون بمثل ذلك النقاء والرقي، الطيبة الخالصة، حرك رأسه إيجابا سريعا لتبتسم له برفق تكمل:
- وابعتلي الواد زيدان عيزاه في حاجة مهمة.

حرك رأسه بالإيجاب ليتركها ويصعد إلي أعلي يأخذ طريقه إلي غرفة زيدان، لحظات ووصل للغرفة ادار المقبص ودخل ليجد حسام يرتمي بجسده علي عارضة الفراش يغمض عينيه دموعه تنساب من عينيه المغلقة، زيدان جواره يحاول التخفيف عنه بقدر استطاعته دون فائدة، تنهد خالد ينظر لوالده حزينا علي حاله، اشار لزيدان أن يخرج من الغرفة، تحرك الأخير في هدوء وقف أمام خالد جوار باب الغرفة من الخارج ليبادر خالد بصوت خفيض هامس:.

- انزل للينا عايزاك وأنا هفضل مع حسام
ابتسم متألما والدته هي من تريده بالطبع لا يعرف لما ظن للحظات أن، لا لا لم يعد هناك مجال لأي ظن، اومأ برأسه لينزل لأسفل، وقف خالد للحظات يلتقط أنفاسه، يشجع نفسه دخل للغرفة يغلق الباب عليهم اقترب بتروي من فراش حسام، جلس علي جزء صغير من حافة الفراش نظر لحسام يحادثه بمرح باهت:
- يا عم خش جوا شوية.

تحرك حسام بهدوء صامت لمنتصف الفراش تاركا حافته فارغة، استند خالد بجسده الي عارضة الفراش جوار حسام نظر له للحظات طويلة لا يجد ما يقوله ليواسيه بها، حالته تلك، تذكره بيوم وفاة والده لولا وجود لينا جواره لكان جُن من حزنه في تلك الليلة، تنهد يهمس لطفله بصوت خفيض حزين حاني:.

- عارف بتفكرني بنفسي يوم ما جدك الله يرحمه مات كنت حاسس أن الدنيا اتهدت خلاص، كنت هموت يومها، كنت واقف في العزا بتاعه ثابت وأنا جوايا بنهار، ما صدقت العزا خلص وفضلت اعيط ولا كأني طفل صغير عنده خمس سنين مش راجل عدي الأربعين، حزني ساعتها كان بشع ما يتوصفش، حسيت اني ضهري اتكسر، بس رحمة ربنا بينا أن الحزن بيقل مع الأيام، وبتفضل الذكريات التي تخلي الشخص مهما بعد عايش جوا قلبك.

ما إن انهي خالد كلامه شهقة بكاء عالية خرجت من بين شفتي حسام، ليسرع خالد يشده إلي أحضانه، تمسك حسام بوالده يخبئ رأسه بين أحضانه يبكي وتتعالي شهقاته الذبيحة لف خالد يديه يربت علي رأسه ولده دون كلام يسمع نحيب حسام العنيف كلماته المبعثرة التي تخرج من بين شفتيه دون إرادة منه تصرخ بوجعه:.

- سابنتي ليييه، أنا ماليش غيرها، مش هي عملت العملية خلاص، وحشتني، وحشتني أوي، مش هقدر اعيش من غيرها، يارب، يارب خدني أنا عايز اروحلها...
لم يقدر علي الثبات أكثر انهمرت دموعه يشدد علي احتضان ولده يهمس داخل قلبه:
- بعد الشر عليك يا حبيبي، ربنا ما يحرمني منك ابدا.

علي جانب آخر وقف زيدان أمام لينا لتخبره بما تريده أن يفعل:
- بص يا زيدان هتروح شقة حسام اللي كان عايش فيها مع والدته الله يرحمها، هتجيب منها هدومه واي متعلقات ليه مهما كانت صغيرة وتقفلهل، أنا مش عايزة حسام يدخلها الفترة الجاية خالص.

ارتسمت ابتسامة حنونة حزينة علي شفتي زيدان ينظر لوالدته ليحرك رأسه بالإيجاب دون كلام، تحرك ليغادر ليسمع لينا تهمس باسمه من جديد، التفت لها ينظر ناحيتها مستفهما لتقترب هي خطوة اخري منه كتفت ذراعيها تضيق عينيها تسأله:
- مين البنت اللي قاعدة برة دي يا زيدان وايه علاقتك بيها.

ابتسم ساخرا تحركت مقلتيه ينظر للفراغ هو حقا لا يعرف ما هي علاقته بتلك الفتاة من الأساس، ولكنها مسكن بسيط ضعيف الأثر يعمل باقصي جهده لتخفيف آلام قلبه ولو قليلا، فقط قليلا، تنهد حائرا يتمتم في خواء:
- هقولك لما اجي عن إذنك يا ماما.

تركها وغادر توجه ناحية انجليكا ابتسمت برقة طفلة صغيرة ما أن رأته، ابتسامتها جعلت شعور قاسي بالذنب يهاجمه بالرغم من كل الكلمات القاسية التي يلقيها علي اسماعها الا أنها لا تزال له كطفلة صغيرة تري والدها، رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يحادثها برفق:
- يلا يا انجليكا
ابتسمت لتهب سريعا تتحرك بصحبته للخارج يذهبان...
في غرفة حمزة السويسي.

اضجع بجسده الي سطح الفراش يغمض عينيه يتنهد بارتياح، أدهم بات بخير الآن، ولده العنيد صاحب الرأس الصلب كان يود مغادرة المشفي اليوم، بعد طول جدال اقتناع بالبقاء الليلة علي شرط أن يغادر في الصباح، يكفي أنه بخير هو لا يرغب في شئ آخر غير ذلك، فتح عينيه علي صوت باب المرحاض يفتح خرجت بدور تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة ترتدي جلباب بيتي مريح للنوم، ابتسم لها لتشيح هي بوجهها بعيدا تتحرك ناحية مرأه الزينة، قطب جبينه متعجبا لما هي غاضبة، ظل يتابعها بعينيه وهي تمشط خصلات شعرها لتجدلهم في جديلة طويلة، تحركت ناحية الفراش تأخذ الجانب الآخر الفارغ اولته ظهرها تجذب الغطاء تختبئ بجسدها كاملا أسفله، ظل حمزة يتابعها بعينيه، رفع حاجبه الايسر متعجبا مما فعلت، مد يده يزيح الغطاء من فوق رأسها يسأله متعجبا:.

- مالك يا درة في ايه
نفخت في غيظ ظاهر لتمد يدها تجذب الغطاء من جديد تختفئ تحته تتمتم حانقة:
- ما فيش أنا تعبانة وعايزة أنام، تصبح علي خير
توسعت عينيه في اندهاش من طريقتها الغريبة في الحديث ليجذب الغطاء عن رأسها امسك ذراعها يجذبها لتعتدل جالسة رمته بنظرة مغتاظة تشيح بوجهها بعيدا حين سمعته يتمتم مدهوشا:
- في ايه يا درة ما تفهميني
ارتسمت ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيها تتمتم بنزق:.

- يا تري كلمة درة دي بتقولها ليا لوحدي ولا لكل واحدة حلوة قمر! بتشوفها
تلك الفتاة جُنت بالطبع ماذا حدث لها، لما تتحدث بتلك الطريقة، هو ليس بشخص سريع الغضب، لأنه حقا سئ حين يغضب، لم تري تلك الفتاة وجهه الغاضب بعد، وهو حقا لا يريدها أن تراه، تنفس بعمق يهدئ من نفسه ليعاود النظر إليها يتمتم من بين أسنانه:
- درة، انا ما بحبش شغل اللف والدوران دا، في أي.

التفتت برأسها له ترميه بنظرة معاتبة حزينة زفرت أنفاسها الحانقة، نكست رأسها لأسفل قليلا تهمس بصوت حزين ممزق:
- ما فيش حاجة، ما فيش حاجة خالص، أنا بس اللي اديت لنفسي اكتر من قيمتي، أنا اللي...
قطعت كلامها حين قبض علي ذراعيها رفعت وجهها له تلقائيا تتسع حدقتيها في هلع، حين رأت نظراته الغاضبة جبينه المنعقد، زفر محتدا يهمس لها:.

- درة أنا لحد دلوقتي بحاول افهم مالك، بدأتي تخرفي وتقولي كلام أهبل، ايه اللي حصل
انسابت دموع مقلتيها ليرفع عينيه لأعلي يتنهد يآسا لما تبكي الآن، حاولت نزع ذراعيها من كفيه تهمس له بحرقة:
- اوعي سيبني، إنت كنت بتعاكس الممرضة قولت عليها حلوة، عجبتك مش كدة، هي حلوة مش كدة اي ست احلي مني وأنا ما فييش اي أنوثة.

جحظت مقلتيه في ذهول من أين جاءت بتلك الكلمات الغريبة ضحك يآسا النساء!، جذبها يحتضنها برفق ضحك رغم عنه يتمتم في مرح:
- بقي يا عبيطة كل الفيلم دا عشان كلمة قولتلها، أنا كنت بهزر بنكش أدهم، ما قصديش اصلا اعاكسها، وبعدين ايه التخلف اللي انتي بتقوليه دا، ازاي تفكري في كدة، انتي احلي من القمر نفسه
اغمضت عينيها بمرارة تشعر بغصة قاسية تعتصر قلبها انسابت دموعها تهمس له بخزي:.

- أسامة كان دايما بيفضل يعاكس اي ست حلوة يشوفها حتي لو قدامي، ولما كنت ازعل واتخانق معاه كان يقولي بصي لنفسك اي ست أحلي منك انتي اصلا ما فكييش اي انوثة
اغمض حمزة عينيه غاضبا يكور قبضته يشد عليها، شدد ذراعيه عليها اشتعلت أنفاسه يهمس محتدا:
- أنا مش فاهم انتي ازاي ما اتطلقيش من الحيوان دا من زمان، دماغك دي فيها طبق لوبيا مش مخ علي رأي خالد.

خرجت ضحكة بائسة من فمها ليبعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه طبع قبلة صغيرة علي قمة رأسها يبتسم لها برفق يتمتم:
- شيلي الهبل دا من دماغك انتي أحلي ست في الدنيا، هو اللي كان شبه راجل، بيعوض نقصه بجرحك، أنا آسف لو اللي قولته للمرضة ضايقك بس صدقيني ما كنش قصدي خالص، لسه زعلانة
ابتسمت تحرك رأسها نفيا ليعاود ضمها من جديد ينظر للفراغ يفكر لما لا يدفن أسامة حيا فكرة جيدة راقت له كثيرا!

في صباح اليوم التالي باكراا، في غرفة زيدان فتح خالد عينيه فجاءة ليري حسام ينام علي ذراعه كما لو كان طفل صغير بقايا دموع تغرق وجهه تنهد حزينا علي حاله ليجذب ذراعه برفق شديد يضع الوسادة تحت رأس حسام، مد يده يمسح بخفة آثار تلك الدموع عن وجهه، ليتحرك علي أطراف أصابعه إلي خارج الغرفة، يشد الباب ببطئ، الي أن اغلقه، تحرك يخطو للخارج يتوجه مباشرة إلي غرفته، فتح بابها بهدوء الوقت لا يزال باكرا وبالطبع لينا نائمة اطل برأسه، للداخل ينظر لها لترتسم ابتسامة حانية علي شفتيه ها هي هنا، تحرك ناحيتها سريعا إلي أن بات جوارها جلس علي ركبيته جوار فراشها ينظر لوجهها وهي نائمة يبتسم في عشق يقيده بها، مد يده يمسح بانامله برفق علي وجهها يهمس لها بعشق يقطر من بين شفتيه:.

- أنا بحبك اوي يا لينا، بحبك لدرجة ما بقتش قادر حتي اوصفها، انتي كل حاجة في حياتي، حياتي من غيرك عذاب، ما تسبينش ابدا يا لينا، والله ما هقدر أعيش من غيرك.

مد يده يلتقط كف يدها يطبعه عليه قبلة صغيرة ليشعر بيدها الاخري تتحرك علي خصلات شعره رفع عينيه لها ليراها تنظر له تبتسم دون كلام، استندت علي كف يده الذي يمسك كفها لتنصف جالسة، تنظر له صامتة دون أن تحرك شفتيها بينما لم تكف عينيها عن الثرثرة تخبره بكلمات هو فقط من سيفهما أنها لن تعشق سواه أبدا، اندفع يحتضنها لتشدد علي عناقه تتلاحم أرواحهم كل نصف يكمل الآخر، قيد هو يملك نصفه وهي تملك، يقيد كل منهما بالآخر للأبد، تهمس له بعشق خالص:.

- أنا بحبك، بحبك اوي أوي يا خالد
تأوه يشدد علي عناقها يغزرها في صدره يهمس لها بشغف جارف:
- أنا ما اعرف من الحب غير أربع حروف
ابتسمت تبتعد عنه قليلا عنه تسأله مبتسمة:
- ايه هما بقي
جذب كفها يقبل باطنه ينظر لمقلتيها، سماء عشقه الزرقاء البلورية، تحركت شفتيه يهمس بصوت عميق اجش عاشق:
- لينا!
ادمعت عينيها ترتمي بين أحضانه من جديد، للحظات طويلة لا تعد ولا تحصى، ابتعدت عنه قليلا تمسك بكفي يده تهمس له بخفوت:.

- خالد الفترة دي حسام محتاجلك، محتاجلك اوي، خليك جنبه علي قد ما تقدر، ماشي يا حبيبي
ابتسم لها في امتنان يومأ برأسه إيجابا لتقبل هي جبينه، تحركت تدفعه للخارج تتمتم مبتسمة:
- يلا روحله وأنا هحضرلكوا الفطار
ابتسم يحرك رأسه إيجابا، تحرك لخارج الغرفة ليجد زيدان يخرج من غرفة جاسر، يبدو أنه قضي ليلته هنا بالأمس، تحرك يقف أمام خالد تنهد يحادثه مرتبكا:
- خالي لو سمحت عايزك في حاجة مهمة.

حرك رأسه بالإيجاب مرة أخري، رأسه بدأت تؤلمه تحرك خلف زيدان إلي غرفة جاسر، ليتهاوي جالسا علي الفراش بينما وقف زيدان أمامه ظل صامتا للحظات قبل أن يحمحم في توتر يقول:
- بصراحة يا خالي، أنا عايز ارجع القاهرة تاني، مش هقدر اسيب حسام في الظرف دا وبعدين خلاص اللي كنت عايز ابعد بسببها بعدت هي واتجوزت مالوش لزوم وجودي هناك
نظر خالد له حانقا عدة دقائق قبل أن يهب واقفا يصيح فيه محتدا:.

- مش لعب عيال هو، شوية عايز اتنقل، وشوية عايز ارجع، وبعدين الغلطة غلطتك أنت اللي هربت، طلعت جبان يا خسارة، سنين ما اتعلمتش مني حاجة
وقف زيدان مكانه يقبض علي كفه واسنانه يتنفس بعنف يحاول أن يهدئ، يذكر نفسها أن من يقف أمامه هو خاله، أبيه، جل ما فعله الا أنه حرك رأسه يتمتم:
- أنا مش جبان يا خالي وأنت عارف كدة كويس، حضرتك هتساعدني، ولا لاء.

عاد خالد يجلس مكانه علي الفراش يستند بمرفقيه علي فخذيه نظر لزيدان يبتسم ساخرا قبل أن يومأ برأسه بالإيجاب تنهد يتمتم متهكما:
- من عينيا يا زيدان باشا، بس دي آخر مرة، تطلب فيها نقل، مش شغالين عندك احنا، واعمل حسابك ما عندكش إجازات لآخر السنة، لو عسكري جاله برد هجيبك تقف مكانه
ابتسم زيدان ساخرا، تحرك هو للخارج ليغادر الغرفة وقف عند باب الغرفة المفتوح التفت لخالد يتمتم مبتسما بشحوب:.

- علي فكرة أنا هخطب قريب!

ليس من عادتها ابدا الاستيقاظ باكرا ولكنها لم تذق للنوم طعما تقريبا خرجت من غرفتها تنظر حولها باب غرفة معاذ مغلقة والمنزل هادئ تماما، معاذ لا يزال نائما، تحركت بحذر ناحية تلك الاريكة الوثيرة، ارتمت بجسدها عليها تحدق في سقف الغرفة، تتصارع الافكار داخل رأسها، معاذ يبدو غاضبا منذ الأمس، دخل إلي غرفته مباشرة ما أن عدا، وهي حقا لم تهتم لتعرف لما هو غاضب، ما يزعجها فعلا تلك الشقراء التي تظهر في كل مكان يظهر فيه زيدان تقريبا، تري الي مدي وصلت العلاقة بينهما لتلازمه بذلك الشكل، ولما هي تهتم من الأساس، ألم تنتهي علاقتهم، انتهي كل شئ بزواجها من معاذ، لما يرفض قلبها تصديق تلك الحقيقة، زفرت أنفاسها المختنقة في اللحظة التالية سمعت صوت جرس الباب، قامت من مكانها تتحرك ناحيته، فتحت مقبض الباب لتقطب جبينها مستفهمة حين رأت امراءة جميلة بكل ما تعنيه الكلمة من معني، عينيها سوداء، بشرة بيضاء، انف شامخ، ملابس راقية، مظهرها اشعرها وكأنها أمام سيدات المجتمع المخملي الراقي ابتسمت لينا تسألها: - مين حضرتك.

في اللحظة التالية وجدت عيني السيدة تتحركان عليها وكأنها تقيمها بنظراتها، انثني جانب فمها الصغير المطلي بشبه ابتسامة تتمتم بترفع:
- أنا مامت معاذ!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة