قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

اقتربت الساعة من الظهيرة وهي لا تزال نائمة تستند برأسها على صدره بإريحيه كطفلة صغيرة بدأت تفتح مقلتيها بخمول، تتثآب ناعسة وقعت عينيها عليه ينظر لها من اعلي يبتسم في عشق كعادته، مال يقبل جبينها يهمس لها بصوت خفيض عاشق:
- صباح الفل يا بندقتي.

ابتسمت خجلة تشتعل وجنتيها بالدماء خاصة حين ادركت انها كانت تنام بين أحضانه هبت جالسة ترتب خصلات شعرها المبعثرة تفرك عينيها من اثر النوم، نظرت له تبتسم متوترة حمحمت تهمس مرتبكة:
- صباااح الخير، زيدااان، ااااناا آسفة على اللي حصل إمبارح، أنا بس لسه محتاجة وقت أكتر.

رسم ابتسامة حانية على شفتيه وقلبه يكاد يتميز من الغيظ، ما إن تذكر ما حدث بالأمس ما كاد يدخل بها إلى الغرفة ظلت تبكي كطفلة صغيرة مختطفة، لتتنهي الليلة قبل أن تبدأ من الأساس ولكن يبقي سلواه الوحيد أنها لجئت لصدره بملئ إرادتها تختبئ بين أحضانه وتنام كالاطفال، رسم ابتسامة واسعة على شفتيه استند بكفيه على الفراش ليجلس جوارها يغمغم في حنو:.

- حبيبي ما تعتذريش، احنا مش حيوانات يا لوليا عشان اجبرك تعملي حاجة غصب عنك، يلا يا حبيبتي قومي البسي عشان نخرج.

ابتسمت تنظر له ممتنة تتمني فقط لو تستطع تجاوز حاجز الخوف الذي يقف عائقا بينها وبينه، قامت سريعا تبدل ثيابها، نظرت لقطع الملابس القصيرة بحسرة لما لا يمسح والدها والآن زيدان بأن ترتدي تلك الملابس أنها حقا تجعلها فاتنة، اخذت فستان طويل حتى كاحلها من اللون الزهري يعلوه سترة نسائية بيضاء، تغطي ذراعيها عقدت شعرها تضع قبعة كبيرة فوق رأسها، لتجد زيدان يخرج من الغرفة يرتدي ( تيشرت ) أبيض وبنطال من خامة الجينز يصل إلى ركبتيه أسود اللون، امسك يدها يبتسم لها لتبادله الإبتسامة اخذها متجها لأسفل إلى أحدي الطاولات جلسا، قام زيدان ينظر لها مبتسما ليميل على أذنيها يهمس بحنو:.

- أنا هقوم اجيبلنا الفطار، خمس دقايق مش هتأخر، اللي حواليكي ناس زيهم زيك ما حدش منهم هيأذيكي.

ابتسمت له متوترة تحرك رأسها ايجابا تبلع لعابها مرتبكة، راقبته بعينيها وهو يبتعد ويختفي عن عينيها شيئا فشئ، ابتلعت لعابها تدور برأسها بين جموع الناس، لتقع عينيها على مشهد لطفلة صغيرة بين والديها تضحك في سعادة تذكرت طفولتها لتدمع عينيها، للحظات شعرت بأنها تبتعد، تميد الأرض بها لتصبح بعيدا عن الجمع هي بمفردها في نهاية نفق تنظر لجموع الناس من بعيد خلف حاجز زجاجي صنعته بنفسها، ترى الطفلة الصغيرة تنزل من بين والديها تركض تلتف في المكان تتعالي ضحكاتها، تشعر بالحسرة تأكل قلبها، إلى متي، إلى متي ستظل حبيسة سجن عقلها، خلف قضبان خوفها الزائف، سنوات وهي تعش في صندوق من الخوف، ألم يأن الأوان بعد لتحطم صندوقها، تتعايش أن لم تستطع أن تعش، تتكيف من جديد بين جموع الناس، قامت واقفة ارتجفت ساقيها تشعر بقدميها ترتخي كالهلام انفجرت دقات قلبها، لتقف للحظات تشجع نفسها تلتقط انفاس قوية حماسية ثأئرة، تخطو خطواتها بين الجمع في اتجاه الطريق الذي ذهب منه زيدان، كل ما شعرت بالخوف يأكل قلبها تغمض عينيها للحظات تتذكر صورة الطفلة الصغيرة وهي تركض، لتعاود تشجيع حالها من جديد، كانت خطواتها الاولي صعبة كطفلة صغيرة اتمت عامها الأول وتخطو اولي خطواتها في الحياة...

بينما على صعيد آخر يحمل زيدان طبقين يقف أمام طاولة كبيرة ضخمة تتراص عليها أنواع الطعام التقط معلقة يضع القليل مما يعرف أنها تحب لها وله، يتحرك بآلية يود الانتهاء سريعا، ليشعر فجاءة بجسد يرتطم بجسده في عنف ناعم، نظر جواره يقطب جبينه تحتد مقلتيه غضبا ليجد تلك الفتاة تستند على ذراعه ترتدي ثوب، ثوب؟! بل بقايا ثوب يكاد لا تخفي شيئا، ابتسمت في غواء ما أن التقت عينيها بعينيه تهمس في نعومة:.

زيدان هو أنا، I m so sorry لأني اتخبطت فيك، بس كنت هتكعبل
ابتسم في اصفرار ينظر لها باشمئزاز ليعاود ما كان يفعل، يتمتم مع نفسه بقرف:
- ما انتي متجوزة خروف، كاتك الارف يا شيخة.

احتدت عينيه يقبض على المعلقة في يده بعنف، يشعر بها تحاول الاحتكاك بجسده وكأنها لا تقصد، رماها بنظرة حادة ليبتعد عنها، وهي لم تكن لتستلم تحركت تحاول إلصاق جسدها بجسده كأنها تأخذ أحد الاطباق القريبة منه، وكلما ابتعد اقتربت، وضع ما في يده بحدة ينظر لها في حنق شد على أسنانه يهمس متوعدا:
- انتي عايزة ايه يا بت انتي، بحركاتك (، ) دي.

ابتلعت اهانته ويا ليتها حقا إهانة هي حقيقة تصفها، هو هدفها الجديد وستحصل عليه مهما كلفها الأمر، ابتسمت في نعومة افعي تنظر حولها من الجيد أن المكان صار فارغا
ليس فيه سواهم، مدت يدها تحرك أصابعها على صدره كأنها ترسم تهمس في غنج:
- أنا مش عايزة حاجة غير سعادتك، صدقني أنا اقدر أسعدك اوي ولا ايه رأيك.

نظر لها مشمئزا شعوره بالقرف ناحيتها يزداد خاصة وهو يفهم ما ترمي إليه بكلماتها تلك لم يعقب لم ينطق ولا بكلمة واحدة انتظرها لتكمل حديثها المقزز لنهايته ليسمعها تكمل في غنج:
- يا زيدان أنت محتاج واحدة تسعدك، لينا تحسها لسه عيلة صغيرة على طول خايفة ومرعوبة من الناس، وأنا محتاجة راجل مش عجوز مكحكح، أنا محتاجاك زي ما إنت محتاجلي، لا مراتك تعرف ولا جوزي يعرف ولا من شاف ولا من دري، ها قولت ايه.

مد يديه يزيح يديه من على ملابسه بقرف ينظر لها مشمئزا طفقها بنظرات احتقار ابتعد خطوة للخلف يغمغم متهكما:
- اوعي تكوني فكراني عبيط وبريالة، هريل اول ما تقوليلي الكلمتين دول، أنا فاهمك انتي والخروف اللي محسوب علينا غلط اكتر مما تتخيلي، فما تحلميش، عشان ما اخلكيش تحلمي ورا الشمس، أنا واحد بحب مراتي، وبعدين أنا ماليش في الرمرمة والأكل المرمي على ارصفة الشوارع..

ابتسمت تقف هناك عند باب الغرفة تراقب ما يحدث من البداية، لا تنكر شعورها بنيران الغيرة تتأجج في خلجات قلبها وهي تراها تقترب منه بتلك الطريقة ظلت صامتة للبداية تكافح شعورها كأنثي أن تنقض عليها وتنزع شعرها من مكانه، فقط ترغب في أن تعرف رد فعله وكان اكثر من رائع، والآن حان دورها لتظهر في المشهد، دخلت بخطي واثقة إلى الغرفة تنظر لزيدان الذي توسعت عينيه في دهشة فرح بكونها جاءت تحركت بين الناس دون أن تخف، ليراها تقترب منه وقفت جواره تشبك يدها في يده تبتسم في نعومة تردف:.

- ايه يا حبيبي اتأخرت ليه قلقتني عليك
توسعت عينيه في دهشة سيطر عليها سريعا ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه قرص ذقنها بخفة يغمغم مبتسما:
- ابدا يا حبيبتي، يلا بينا
حركت رأسها ايجابا ليتلقط زيدان طبقي الطعام الخاص بهما، لتميل لينا في تلك اللحظة على منار تنظر لها بشراسة، جعلت بندق عينيها يشتعل نارا شدت على أسنانها تهمس متوعدة بشراسة:
- المرة الجاية اللي هتمدي ايدك فيها ناحية جوزي هكسرهالك، فهماني يا موني.

انهت كلامها لتربط على وجهها بعنف تلف ذراعها حول ذراعها حول ذراع زيدان تبتسم له ببراءة، ليأخذها ويخرج من الغرفة تحت أنظار منار المتقدة من الغيظ، توجه زيدان بصحبه لينا عائدا إلى طاولتهم ابتسم يغمغم في فخر:
- أنا بجد فخور بيكي مش مصدق، انك اتحركتي وسط الناس.

ابتسمت شاردة كلامات منار كانت الشعرة التي تكسر بها حاجز خوفها للأبد ستحتاج للكثير من التدريب لتتعامل مع الجميع دون حواجز ولكنها لن تكن مذعورة تخشي الجميع كما نعتتها تلك المنار، رفعت وجهها لزيدان ابتسمت تردف في هدوء:
- أنا مش هعيش في صندوق خوفي تاني يا زيدان، مش هسمح لأي من كان يتريق عليا، لازم اخلص من الصندوق دا، كفاية كدة سنين طويلة ضيعتها محبوسة جواه.

توسعت ابتسامته ليمد يده يقبض على كفها يردف في مرح:
- دا احنا ندشدش الصندوق دا.

توسعت ابتسامته يشعر براحة غريبة تغزو كيانه وهو السعادة تتراقص في عيني ابنتيه سارين وسارة وتالا!، صرخت سارين فرحة ما أن رأتهم يدخلوا جميعا إلى المنزل لتركض تعانق والدتها وشقيقتها بينما كان يقف هو يراقب والابتسامة لا تفارق ثغره يعقد في نفسه النية سيعوضهم عما فات، مهما بذل من الجهد، اقترب عمر من الجمع الصغير يلف ذراعه حول كتف تالا يقربها منه نظرت له اول الامر في حدة لينظر لها في ببراءة يشير بعينه إلى ابنتيه لتتنهد حانقة ترسم ابتسامة زائفة على شفتيه، نظر لابنتيه الجالستان على الأريكة ليجذب تالا يجلس جوارها على الأريكة المقابلة لهم حمحم يجذب انتباههم نظرت الفتيات إليه ليبتسم من يردف في هدوء:.

- اسمعيني يا سارة انتي وسارين، أنا عارف بشاعة اللي وصلناكوا ليه بسبب انانيتنا، كل واحد كان بيفكر ما كنش يعرف أنه كدة بيضيع الكل، عشان كدة احنا عايزين نبدأ كلنا صفحة جديدة، نرمي كل اللي فات ورا ضهرنا، أنا وماما خلاص مش هيبقي في خناق بينا تاني، هنعوضكوا عن كل اللي فات، مش كدة يا حبيبتي.

وجه جملته الاخيرة لتالا يتبعها كونه لف ذراعه حول كتفيها يجذب رأسها يقبل جبينها لتنظر له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا تؤيد كلامه، صرخات السعادة التي خرجت من طفلتيه كانت افضل سيمفونية سمعها يوما، رأي السعادة تتراقص في أعينهن كأنهن فقط اطفال صغار، نظر لتالا نادما معاتبا ليتها لم تبني حاجز بينه وبين الأطفال من البداية لما كان وصل به الحال لهنا، بعد قليل كان يأخذ تالا ويدخل بها إلى غرفتهم، ابتعدت تالا عنه تنظر له بغيظ تهمس من بين اسنانها حانقة:.

- بقولك ايه احنا اتفقنا ما يبقاش في بينا اي تعامل خالص، مش زيطة هي رايح جاي تحضن فيا، واعمل حسابك أنك مش هتبات هنا شوفلك أوضة تانية
ابتسم في هدوء يقترب منها وقف على بعد خطوتين منها يهمس بصوت خفيض:.

- احنا مش اتفقنا نمثل قدام البنات أن علاقتنا اتصلحت واننا عمرنا ما هنتخانق تاني، شوفتي الفرحة اللي في عينيهم تستحق تستحملي تباتي معايا في أوضة واحدة أنا ممكن أمام على الكنبة بس ارجوكي، ما نحسسهمش اننا بنمثل، عشان خاطر البنات يا تالا.

اضطربت حدقتيها وكلماته اصابت هدفها مباشرة تهاوت جالسة على الفراش تنظر أرضا تبلع لعايها سعيدة لاجل ابنتيها، متوترة قلقة من أن تنجرف مشاعرها نحوه من جديد، لا لا لا وألف لا لن تسمح لمشاعرها بذلك ابدا، عليها أن تذكر نفسها دائما أنه باعها بأرخص الاثمان، حركت رأسها ايجابا لتقف امامه نظرت له تتحداه بنظراتها الحادة تردف في حزم:.

- العلاقة بينا هتبقي برة بس قدام البنات انما اول ما يتقفل علينا باب واحد لا سلام ولا حتى كلام، أنا هعتبرك مش موجود معايا في الاوضة اصلا عن اذنك هروح اشوف البنات
قالتها لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها لترتسم على شفتيه ابتسامة حزينة تهاوي على الفراش يجلس مكان ما كانت جالسة يتحسس اثرها يفكر كيف يستعيد حبه في قلبها من جديد.

تجلس في غرفتها دموعها لا تتوقف عن الانهمار تبكي تنهار باكية تخفي وجهها بين كفيها تنتحب بلا توقف، لا تصدق أن جاسر يفعل ذلك، جاسر يخدعها، جاسر متزوج من اخري، بل تزوجها على أخري.

Flash back
صدح صوت الجرس هرولت تفتح الباب لتبتسم ما أن رأت جاسر سرعان ما اختفت ابتسامتها حين أبصرت فتاة تقف جواره يحمل عنها حقيبة ملابس قطبت جبينها تسأله متعجبة:
- مين دي يا جاسر
نظر جاسر للواقفة جواره ليعاود النظر لسهيلة يتمتم في هدوء تام:
- شاهيناز مراتي
ظنته يمزح جاسر كعادته يحب المزاح واحيانا تصبح مزحاته ثقيلة لا معني لها غير مضحكة بالمرة وهذه احداهم ابتسمت في اصفرار تردف متهكمة:.

- هزر، هزر، مين دي بقي بجد
ظل ينظر لها دون أن ينطق بكلمة واحدة لتلاحظ في تلك اللحظة يد تلك الفتاة التي تقبع داخل كف يده، لحظات وبدأ عقلها يترجم ببطئ من وقع الصدمة ما حدث جاسر، متزوج من اخري؟! كيف ولماذا هي اخبرته بحبها له افصحت عما جاش في قلبها سنوات لما يفعل بها ذلك، في ماذا اخطأت تعالت انفاسها تحرك رأسها نفيا عادت للخلف تنظر له مصدومة بالكاد خرج صوتها تتمتم مذهولة:.

- مراتك يعني ايه، أنت اتجوزت عليا طب ليه أنا عملتلك ايه
غصة قاسية مزقت قلبه وهو يراها بتلك الحالة سيفهما كل شئ سيفصح لها عن خطته بأكملها ما أن يختلي بها ولكن الآن عليه أن يقنع تلك الحية الواقفة جواره بما يفعل ابتسم يتمتم في هدوء:
- تصحيح، أنا متجوزك عليها، شاهيناز مراتي قبلك، انتي الزوجة التانية يا سهيلة.

شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها ارتدت على اثرها للخلف كأن كهرباء احرقت جسدها تحرك رأسها نفيا في عنف تنفي تلك الكلمات السامة التي يقولها، لتراه يتحرك بها إلى داخل الشقة إلى أحدي الغرف يدخل معها يغلق الباب عليهم وهي تقف في الخارج تنظر له في صدمة، حلم بل كابوس، من المستحيل أن يفعل جاسر بها ذلك، تهاوت على أحد المقاعد تحرك رأسها نفيا، عقلها يعجز عن استيعاب تلك الصدمة، التقطت هاتفها سريعا ستتصل بوالدها تخبرها أن يأتي يأخذها من هنا، لتتراجع والدها مريض بأحد أمراض القلب المزمنة، الانفعال سئ قد يقتله حركت رأسها نفيا، تتساقط دموعها دون توقف لتقع عينيه على رقم والده دون تردد كانت تطلبه ما ان سمعت صوته انفجرت باكية تخبره وهي تنتحب ما فعل بها جاسر، فكان رده أنه قادم إليهم في الحال، اغلق الخط تخفي وجهها بين كفيها تبكي بلا توقف لتسمع صوت باب الغرفة ينفتح لحظات وخرج هو رفعت وجهها تنظر له لتراه ينظر لها نادما فتح فمه يردف سريعا:.

- سهيلة اسمعيني بس أنا هشرحلك كل حاجة، بس تعالي ندخل أوضتك
وقفت تمسح دموعها براحتي يدها بعنف ترفع رأسها لاعلي في إيباء تردف في خواء:
- ما بقاش في حاجة تتقال، خلاص يا جاسر اللي بينا انتهي من قبل ما يبدأ من الأساس، آه على فكرة أنا كلمت باباك وهو جاي في السكة
قالتها لتدخل إلى غرفتها تصفع بابها بعنف توصده بالمفتاح من الداخل، تهاوت خلف الباب المغلق تضم ركبتيها لصدرها تبكي بلا توقف...
Back.

كانت هي تجلس في غرفتها تبكي، بينما في الخارج يقف رشيد أمام جاسر ينظر له في حدة ليصيح فيه:
- يعني ايه يا بيه، متجوز من ورانا، ازاي تعمل كدة ازززززااااااي
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي جاسر وقف أمام والده يكتف ذراعيه امام صدره يردد ساخرا:
- أنت اللي عملت كدة مش أنا، أنت اللي وصلتني لهنا، بتعاملني على اني.

عروسة خشب بتحركها بصوابعك، تعمل بس اللي أنت عايزه، مش مهم أنا عايز ايه، ولا حتى حابب ايه، ادخل كلية مش عايزها عشان أنت عايزها، اشتغل شغل مش عايزه عشان أنت عايزها، خدام تحت امرك، دا بس اللي أنا بعمله، جوازتي منها كانت غلطة أنت السبب فيها، كنت مخنوق هنفجر من تحكماتك من غير ما ادري شربت حشيش، صحيت الصبح لقيتني اغتصبت بنت مالهاش اي ذنب، كان لازم اصلح غلطتي، ولا ايه رأيك يا رشيد بيه.

تمكنت الحسرة من قلب رشيد، حلمه ضاع سدي ابنه سنده عكازه في الكبر مال عن المسار، يشرب يغتصب، لم يشعر بنفسه سوي وهو يصفعه بكل ما يملك من قهر وحسرة وقف جاسر متجمدا فقط ابتسامة ساخرة عرفت طريقها لشفتيه، تعالت أنفاس رشيد يهتف في حدة:
- قدامك حل من الإتنين، يا تطلق البت اللي أنت متجوزها دي يا تطلق سهيلة
تركه جاسر متجها إلى أحد المقاعد جلس عليه يردف مبتسما باريحيه:.

- أنا لا هطلق دي، ولا هطلق دي، طالما هعدل بينهم الشرع محللي أربعة، يعني كمان يومين ممكن تلاقيني متجوز اتنين كمان، فواز الصياد مش أحسن مني، اااه على فكرة مش تباركلي شهيناز حامل، وقريب هتبقي جدو يا جدو
اشتعلت أنفاس رشيد غضبا ينظر لابنه بحدة ليتمتم في حسرة:
- يا خسارة يا ريتك بتفهم، اعمل اللي أنت عايزه، خلاص مش هقولك اعمل ولا ما تعملش، أنت حر، سلام يا ابني.

قالها ليغادر صافعا الباب خلفه ليبلع جاسر لعابه متوترا لا يعرف لما ولكن شعور سئ ينتابه، زفر انفاسه الحارة ينظر لباب غرفة شيهناز المغلق بحدة، ستدفع الثمن غاليا اقسم على جعلها تفعل ذلك.

بينما على صعيد قريب استقل رشيد سيارته عائدا إلى بلدته كلمات ابنه تردد بوقع عنيف قاسي في قلبه قبل أذنيه، أخطأ حين حاول محي شخصيته، هو فقط كان يحاول مساعدته كما يري من وجهه نظره ابتلع غصته يغمض عينيه متألما للحظات ليفتح عينيه فجاءة وصوت زامور عالي مفزع يأتي من امامه ليجد شاحنة ضخمة تقترب منه حاول تفاديها ولكن دون فائدة انتهي الحال بالسيارة تسقط على الرصيف بعد أن انقلبت عدة مرات.

في منزل شهد، وقفت أمام مرآه زينتها تضع مساحيق التجميل ترسم عينيها ببراعة ترتدي رداء بيتي تصفف شعرها ابتسمت تنظر لانعاكسها في المراءة تبدو كسيدة ناضجة في اوائل الثلاثينات، دقائق وسيأتي سمعت صوت الباب يدق لترتدي ( روب) من القطن فوق ملابسها هرولت سريعا تفتح الباب ابتسمت بتوسع ما أن رأته لتجذب يده إلى الداخل شبت على اطراف أصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم في سعادة:.

- وحشتني، عملالك كل الاكل اللي أنت بتحبه أنا لسه فكراه كويس
ابتسم بلا حياة يحرك رأسه إيجابا، لتجذب يده خلفها إلى غرفة نومهم الآن، ابتسم ساخرا ما أن رأي الغرفة الطعام، الشموع، روائح العطور المختلفة، جذبته إلى الطاولة جلس إلي الآن لم ينطق بحرف وهي لم تتوقف عن الكلام، رمت ( الروب ) تقف امامها تلتف حول نفسها بالرداء ابتسمت تغمغم في سعادة:
- ايه رأيك، لسه جيباه جديد.

قلبه على وشك أن يتوقف من الألم حرك رأسه إيجابا يعطيها ابتسامة خالية من اي حياة، لتراه تقترب منه سريعا تجلس على المقعد المجاور له تمد يدها بالطعام تقربه من فمه ليبتعد بوجهه يردف في خواء:
- مش جعان كلي انتي، أنا جيت اطمن عليكي وماشي على طول عشان ورايا شغل مهم، محتاجة حاجة.

ابتلع غصته القاسية حين شعر بها تلف ذراعيها حول عنقه يشعر بنيران مؤلمة تحرق روحه قبل جسده التفت بوجهه لها ليراها تسبل عينيها تهمس في نعومة:
- محتاجاك انت، مش معقول تمشي بالسرعة دي، أنت مالحقتش تقعد
فك ذراعيها من حول رقبته ابتعد عنها متجها إلى باب الغرفة يغمغم سريعا يرغب فقط في الهرب:
- معلش يا شهد المرة الجاية هقعد معاكي وقت اطول، انما أنا مستعجل دلوقتي.

هرولت سريعا تقف امامه تمنعه من التقدم تحرك رأسها نفيا بعنف تهتف سريعا بتلهف:
- لا يا خالد مش هتمشي بالسرعة دي، أنا محتجالك عيزاك جنبي، في حضنك
اقتربت منه حتى بات لا يفصلهم فاصلة نظرت لعينيه تهمس في تهكم:.

- أنت عارف، بعد ما طلقتني ما جاليش عرسان خالص غير مختار ابن عمي، عشان عارف اني مستحيل ارفضه في وضعي دا، لأن اي واحدة تانية ما كانتش هتقبل بيه، عارف ليه، عشان مختار كان عاجز، عارف يعني ايه عاجز، يعني أنت الراجل الوحيد اللي لمسني يا خالد...

نظر لانعاكسه في المرآه ليبتسم ساخرا يتآنق بحلة سوداء قميص ابيض ومقعده المتحرك، سيذهب الآن لطلب يدها، من عمه العزيز، إن وافق او رفض وهو حقا يتمني ان يرفض، سيكن وضع حدا للصراع القائم في عقله بلا توقف، حرك عجلتي المقعد ليخرج من الغرفة وجد والديه في انتظاره ينظران له في حيرة، اقترب على منه يسأله:
- أنت متأكد يا ابني من اللي عايز تعمله دا.

ابتسم عثمان في ثقة يحرك رأسه إيجابا ليتنهد والده يآسا يردف متعجبا:
- طب نديهم خبر على الاقل
حرك رأسه نفيا بعنف يريدها مفاجأة، ساعده والده على استقلال السيارة يتجهوا جميعا إلى منزل عمر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة