قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثلاثون

يقف أمام مرآه الزينة في غرفته يعدل من وضع رابطة عنقه لا يعلم كيف غفي رغما عنه سريعا مشط شعره يضع عطره الخاص، خرج من الغرفة يرتدي ساعته ليشعر بشئ صغير يرتطم بقدمه صاحبه صوتها المميز تصرخ خائفة:
- واد يا خالد تعالا ما تجريش هتقع من على السلم
انحني يمسك بالصغير يحمله على ذراعه قرص وجنته بخفة يقول مبتسما:
- مش تسمع كلام ماما يا عم خالد ولا تقع وتتعور.

عقد الصغير جبينه يفكر بعمق يبتسم باتساع برئ يغمغم بحماس:
- أنا مش بقع...

ضحك حمزة يربط على وجه الصغير بخفة لمحت عينيه تلك الواقفة بعيدا تحمل صغيرتها بين ذراعيها، فستانها الفضي اللامع حجابها الذي لا يعرف لونه ولكنه يتماشي حقا مع فستانها وجهها الهادئ لا يخلو من مساحيق التجميل الخفيفة، ابتسامتها الخجلة التي تظهر غمازتيها، السوار! توسعت عينيه في دهشة فرحة حين رأي السوار الذي اشتراه لها يلف معصمها، اقترب ناحيتها بضع خطوات يبتسم لها بحنو يردف بهدوء:
- هتنزلي.

حركت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر ليجد الصغيرة سيلا كالعادة تشب ناحيته تريده أن يحملها ابعدتها بدور للخلف لتنفجر الصغيرة في البكاء ظلت تبكي إلى احمر وجهها واختقنت انفاسها لتتوسع عيني حمزة فزعا انزل خالد سريعا ليهرول يأخذ الصغيرة من والدتها يضمها لصدره يربط على رأسه الصغير برفق إلى أن بدأت تهدئ شيئا فشئ، ليجد بدور تحمحم تهمس بحرج:
- أنا والله مش عارفة سيلا اول ما بتشوف حضرتك لازم تعمل كدة، أنا آسفة.

رفع وجهه ينظر لها بعتاب يهتف بحدة طفيفة:
- وأنا يا ستي اعترضت، البنت كانت هتتخنق من العياط...
اخفضت بدور رأسها ارضا تدمع عينيها حزنا على حال صغيرتها لتهمس بصوت باكي مرتجف:
- باباها السبب لما اتولدت كان دايما بيشرب سجاير كتير في الأوضة وهي نايمة وكنت بفضل اتحايل عليه عشان يبطل يعمل كدة، لحد ما سيلا بقي نفسها ضيق وبتتخنق على طول.

نظر للصغيرة بشفقة قلبه يرق لها أكثر وأكثر ابتسم يقبل جبين الصغيرة بحنان رفع وجهه لبدور يبتسم مترفقا:
- يلا ننزل
حركت رأسها إيجابا تمسك بيد خالد الصغير بينما هو يحمل سيلا الصغيرة خرجوا جميعا من باب الفيلا اتجه حمزة بهم إلى طاولة مايا، بينما كانت تراقبهم تلك الأعين من بعيد بحدة...
على طاولة جاسر
نظر جاسر لرعد بحدة ليهمس له غاضبا:.

- وأنت يعني عايزه يلاقي البيه واقف عمال يضحك ويهزر مع اخته ويجي يطبطب عليك، إنت اللي غلطت يا بيه
قلب رعد عينيه ساخرا يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر مهما حدث سيجده والده المخطئ لا فائدة من تبرير موقفه ففضل الصمت ليسمع والدته تقول سريعا تدافع عنه:
- ما خلاص يا جاسر موقف وعدي، بقولك ايه يا رعد شايف البنوتة الحلوة اللي قاعدة هناك دي
نظر رعد لما تشير والدته لتنفرج قسمات وجهه بذهول بينما اكمل جاسر ساخرا:.

- طبعا شايفها ما هي البنت دي اللي اخوها ضرب البيه
تغاضت رؤي عما يقول جاسر لتقترب من رعد تهمس له بحماس مبتسمة:
- ايه رايك، البنت عسولة اوي كيوت وتحسها طيبة أوي، ومن عيلة، أنا عرفت انها في كلية فنون جميلة ومش متربطة، عايشة مع باباها واخوها في دبي وبينزلوا هنا إجازات، ايه رأيك وهما في هنا في الاجازة نخطبهالك.

اتجه رعد بانظاره ناحية طاولة مايا البعيدة عنهم قليلا، ينظر لها للحظات ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه رفع كتفيه يتنهد حائرا:
- مش عارف
ابتسمت رؤي باتساع تربط على ذراع طفلها برفق تردف بسعادة:
- خلي الموضوع في دماغك وفكر فيها وصلي استخارة، إن كان خير ابوك يكلم عمها وعمها يبلغ باباها ونيجي نتقدملها حصل بينكوا قبول نعمل خطوبة ما حصلش خلاص.

ابتسم رعد لوالدته يحرك رأسه إيجابا ليميل يقبل رأسها، يفكر جيدا بتلك القناة ذات الابتسامة الساحرة كقطرة ماء عذبة في بجة قلبه المالح.

اتسعت ابتسامة خالد يتجه ناحية ذلك الذي نزل توا من سيارته ليتقدم ناحيته يعانقه سريعا ليبادله الآخر العناق، يشدد كل منهما على جسد الآخر ليتنهد خالد بحرقة يهمس حائرا:
- اخيرا اجازتك السنوية خلصت في مصايب حصلت يا محمد...
ابتعد محمد عنه قليلا قطب جبينه خوفا على صديقه يهمس له قلقا:
- في ايه يا خالد حصل ايه، قلقتني، وما اتصلتش بيا ليه كنت قطعت الاجازة ونزلت.

ابتسم خالد له بتوتر ربط على ذراعه يبتسم له بخفة:
- روح أنت دلوقتي سلم على جسور وانا هجيلك...
نظر خلف صديقه يتمتم بابتسامة خفيفة:
- ازيك يا رانيا، اهلا فراس بيه
ابتسمت رانيا ترد تحيته تسأله:
- بخير يا خالد، الف مبروك، اومال لينا فين مش شيفاها
اشار إلى كوشة ابنته حيث تقف لينا جوار ابنتها عاود النظر إلى رانيا يقول مبتسما:.

- اهي هناك اهي جنب لينا، مامت العروسة بقي، عقبال فراس اللي مش عايز يرفع وشه عن الموبايل ويبصلنا دا
أصفر وجه رانيا حرجا لتلكز ابنها في ذراعها ليرفع وجهه لحظة واحدة يبتسم باصفرار مردفا:
- ازيك يا عمي.

ومن ثم عاود النظر إلى هاتفه يركز على ما كان يفعل، رفع خالد حاجبه الايسر متوعدا ليقترب ناحية ذلك الفتي يجذب الهاتف من يده فجاءة يضعه في جيب حلته لتجحظ عيني فراس بدهشة بينما ربت خالد على وجهه بعنف طفيف يبتسم له باصفرار:
- منور يا حبيب، غور ياض خش وابقي خد الموبايل من القسم، يا عم بابجي.

ضحك محمد ورانيا ينظران لابنهما بشماتة، دخل ثلاثتهم، لتقف في تلك الاثناء سيارة على ولبني خلفهما سيارة عثمان ومعه ليلا خطبيته، امتعضت ملامح خالد باشمئزاز ينظر لبقايا الفتسان التي ترتديه تلك الفتاة فستان فاضح بكل ما تعنيه الكلمة من معني، هو حقا لا يعرف كيف يرضي عثمان عن ثياب خطيبته الفاضحة، حين صافح على اخبره بكل صراحة:.

- ايه يا على القرف اللي خطيبة ابنك لابساه دا، هو احنا هنا في في كبارية في بنات صغيرين وشباب كتير ما ينفعش المنظر
تنهد على يآسا من حال ابنه ليردف بسأم:.

- أنت تعبت وقرفت منه يا خالد، كنت فاكر لما يخطب حاله يمكن ينصلح اتنيل اكتر، نبهته ألف مرة على موضوع خطيبته دا، ولا فارق معاه، ماية بتجري في عروقه مش دم، أنا لحد دلوقتي مش فاهم هو عايز يعمل ايه، دا حتى مش راضي يعمل خطوبة يقولي بعد البطولة هقولك، اهي البطولة بكرة اما نشوف عثمان بيه.

ابتسم خالد بهدوء يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره لعثمان، وعقله يترجم ما قاله على، عثمان لا يرغب في علاقة جدية هو فقط يلهو مع تلك الفتاة بضعة ايام وفي الاغلب سيتركها غدا بعد نهاية مسابقة الخيل...
دخلي على واسرته متجهين إلى أحد الطاولات
كاد ان يلتفت ليدخل ليجد سيارة اخري تقف فئ المدخل تنهد يهتف فئ نفسه حانقا:
- ما انا بقيت بواب الله يحرقك يا زيدان الزفت.

ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته حين رأي ابنتي عمر تنزلان من السيارة بصحبة والدتهم، اقترب منهز يبتسم في توسع يقول مرحبا بمرح:
- يا اهلا يا اهلا باميرات عيلة السويسي، ايه الجمال، دا الجمال عدي الكلام بجد يعني
ضحكت الفتاتين ليقتربان يعانقان عمهما طوقهما خالد بذراعيه يبتسم بحنو يسألهما مبتسما:
- عقبال ما اشوفكوا عرايس حلوين كدة وبابا يسلمكوا لعرسانكم..

قال جملته الاخيرة وهو ينظر لتالا ليراها تبتسم متهكمة تقلب عينيها متهكمة، اصطحبهم إلى احدي الطاولات يجلسهم عليها، ليبحث عن محمد، اشار له أن يأتي ليعتذر من جسور، يتجه إليه ما أن اقترب منه همس له سريعا بتلهف:
- احكيلي مصايب ايه وحصل ايه
تنهد يفتح زر قميصه الاول يحاول إبعاده عن إزاحة القميص قليلا عن جسده لتمتعض ملامحه ألما يهمس حانقا:
- القميص دا تنح قافش على الجسم مع انه لسه جديد بكيسه.

ضحك محمد يآسا خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، ضحك خالد هو الآخر عينيه لم تتوقف لحظة عن البحث عنه، ابنه حسام رآه يقف هناك بعيدا، للحظات شعر انه رآه قلقا حين امتعضت ملامحه ألما من ذلك القميص
لتطرق في رأسه وهو يعشق الخطط الخبيثة، نظر لصديقه يتمتم بصوت خفيض ماكر:
- بقولك ايه يا محمد، سد مكاني على ما الحق الفيلم من اوله
قطب محمد جبينه متعجبا ليمسك بذراع صديقه قبل ان يغادر يسأله سريعا:.

- فيلم ايه يا عم إنت في فرح بنتك
ابتسم خالد في مكر يتمتم بخبث:
- فرار ابن، عن إذنك
قالها ليغادر، بينما وقف محمد متعجبا يضرب كفا فوق آخر يتمتم ذاهلا:
- مجنون على الطلاق مجنون أنا هروح اقعد مع جسور.

على صعيد قريب ماكر خبيث، ابتعد خالد عن الفرح يقف في ركن بعيد، لتمتعض ملامحه ألما وضع يده على صدره والاخري يكورها بشد عليها بعنف يضم شفتيه يكبح صرخاته، وقف يستند بظهره على احدي الأشجار البعيدة يتنفس بصعوبة، يغمض عينيه كأنه سيفقد الوعي، ليشعر سريعا بيد تسنده فتح عينيه بقدر بسيط ينظر للفاعل، ليجد وجه حسام امام يطالعه بنظرات خائفة فزعة يتمتم مذعورا:
- أنت كويس، في إيه، حاسس بايه بيوجعك...

طال الصمت من ناحية خالد ينظر لحسام بأعين شبه مفتوحة لتدمع عيني حسام يهمس سريعا مرتجفا خائفة:
- ارجوك رد عليا، بابا! إنت كويس
بجهد شاق منع ابتسامته الواسعة من أن تشق شفتيه قلبه يدق كالمضخة حرك رأسه إيجابا بخفة يهمس بصوت خفيض:
- افتح الاوضة اللي وراك دي وقعدني فيها مش عايز حد من الفرح يقلق.

حرك حسام رأسه إيجابا ليشد بقوة على جسد خالد يسنده إلى تلك الغرفة فتحها يبحث عن الأضواء سريعا إلى أن وجدها انار الغرفة، ليذهب بخالد إلى أحد المقاعد، يجلسه عليه ينتشل هاتفه سريعا من جيبه يقول متلعثما:
- أنا هطلب الإسعاف دقايق وهيبقوا هنا
حرك خالد رأسه نفيا يشير إلي براد صغير في الغرفة يهمس بصوت خفيض متعب:
- أنا هبقي كويس، هاتلي شوية ماية اخد العلاج الظاهر اني نسيت اخده، عشان كدة تعبت.

هرول حسام سريعا ناحية البراد، ليلتقط زجاجة مياة عاد لخالد جلس على ركبتيه أمامه يفتح زجاجة المياة يناولها له سريعا بتوتر، ابتسم خالد بارهاق يلتقط قرص من شريط اقراص المعدة الخاص به دون أن يريه لحسام يضعه في فمه يرتشف بعض الماء من الزجاجة
عاد برأسه للخلف قليلا يهمس بصوت خفيض:
- شكرا يا حسام، لولا أنك شوفتي كنت مت
توسعت عيني حسام فزعا من مجرد الفكرة ليهتف سريعا دون وعي من عناده:
- بعد الشر عليك.

ابتسم خالد ابتسامة كبيرة لم يستطع إخفائها، ينظر لابنه بفخر للحظات طويلة ليتمتم اخيرا:.

- أنا عارف إن ليك حق تكرهني وما تقبلش حتى تبص في وشي، ويمكن كلامي دا ما يفرقش معاك، بس أنا حقيقي فخور بيك اكتر مما تتخيل، فخور بأن ابني دكتور ليه اسم، فخور بأنك دايما سند لصاحبك في موافقك الكتير اللي قبل كدة، بعد اللي حصل كان ممكن ما تجيش بس أنت ما سبتش صاحبك لوحده، رغم انك مش طايقني بس لما شوفتني تعبان جريت عليا، ليا الحق ابقي فخور بيك بقي ولا لاء.

تنهد حسام الما يشيح بوجهه بعيدا، يهمس بصوت خفيض باكي به نبرة تهكم واضحة:
- آه واضح انك فخور بيا من كتر فخرك بيا كنت عايز تموتني قبل ما اجي على وش الدنيا حتى ونعم الفخر بصراحة
قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا، ابتسم يتمتم متهكما:
- لأني كنت مريض نفسي يا دكتور، انا هحكيلك كل حاجة.

أتعلمون ما الغريب في الأمر أن عدستنا جابت بأكمله ولم تذهب للعروسين، اقتربت العدسة من جاسر الذي يجلس جوار سهيلة، يبتسم يلوح للحضور كأنه فنان مشهور، ابتسمت سهيلة ساخرة تتمتم بتهكم:
- أنت يا عم رشدي أباظة، بتعمل ايه، بتحيي الجمهور، دا فرح يا بسلة بيه
نظر جاسر لها باشمئزاز ليعدل من تلابيب ملابسه بزهو يقول مغترا:.

- جمهوري، فرحي، معازيمي، اخواتي، اخواتي، اخرسي خالص يا قلقاسة، عالم حقودة، اهم حاجة في الدنيا دي حب الناس
ضيقت سهيلة عينيها تنظر له بغيظ ليقابلها بابتسامة واسعة يلاعب حاجبيه مشاكسا، لتضحك بخفة على ما يفعل مجنون تعشقه!

بالقرب منهم، تجلس لينا جوار زيدان الذي لم يزح عينيه عنها ولو لحظة واحدة تلمع زرقاء عينيه بشرار عشقه لها، لا يصدق أنها الآن جواره بعد قليل ستذهب معه إلى بيته، حلم تحقق بعد أعوام، بينما كانت هي في عالم آخر، جوار زيدان بعد قليل في بيته كيف ستكون حياتها معه، سعيدة، حزينة، بعيدة عن والديها كيف ستعيش، دراستها هل ستكملها هي حقا لا تريدها لا تحبها، هل تخبره انها ترغب فئ دراسة إدارة الأعمال وهل سيوافق، بلعت لعابها تتنهد حائرة لتجفل على جملة منظم الحفل وهو يقول في مكبر الصوت:.

- نبدأ برقصة ال slow بين العروسين
التفت سريعا لزيدان لتراه يبتسم في اتساع مد يده يجذب يدها برفق يذهب بها لتلك الباحة المخصصة من قبل منظم الحفل للرقص فيها، بلعت لعابها الجاف ارتجف جسدها حين طوقها بذراعيه لتلف يديها حول عنقه تلقائيا، تبتسم له متوترة، بينما مال هو على أذنيها يهمس بصوت خفيض عاشق لذيذ:.

- بأحبك، وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري، مش مصدق انك اخيرا في حضني وهتبقئ في بيتي، لو دا حلم يا رب ما اصحاش منه ابدا
ارتجفت من همسه العاشق لتميل برأسها تلقائيا تضع رأسها على صدره لتتوسع ابتسامته يقبل قمة رأسها
جوارهم تأوه جاسر ألما المرة حين دهست سهيلة قدمه بكعب حذائها الرفيع شد على اسنانه يهمس بغيظ متأوه من الألم:
- يا بنتي بقي حرام عليكي رجلي ضاعت، هبقي ابو رجل مسلوخة بسببك.

ابتسمت سهيلة باتساع تنظر له بشماته لتسبل عينيها ببراءة تردف:
- سوري يا جاسر ما خدتش بالي
ابتسم جاسر في خبث قرب رأسه من رأسها للغاية حتى بات لا يفصلهم فاصلة نظر لحدقتيها لتختفي أنفاسها تنظر له بعشق بينما اقترب هو أكثر واكثر ليهمس له جوار اذنيها يهمس خفيض:
- سهيلة أنا كنت عايز اقولك
وصمت للحظات ليصور لها عقلها قصائد عشقا سيقولها لها لتفتح عينيها على اتساعها حين أردف بغيظ:.

- منه لله اللي جابلك جزمة كعب انتي اخرك شبشب وزحافي
قعدت جبينها تنظر له بغيظ لتدهس قدمه بعنف بحذائها
اخذ عثمان يد ليلا إلى باحة الرقص لف ذراعيه حول خضرها لتلف يديها حول عنقه تضع رأسها على صدره تغمغم بنعومة:
- عثمان، عندك بطولة بكرة لازم تنام كويس أنا عيزاك تكسب
شدد على عناقها يغرق رأسه بين رقبتها وكتفها يهمس لها بصوت عاشق مغوي:.

- ما تقلقيش أنا واثق اني هكسب السبق طالما انتي معايا، جنبي، ناقص بس تبقي في خضني لو بس تسمعي كلامي، يا حبيبتي دي شقتنا اللي هنتجوز فيها ازاي مش عايزة تيجي تشوفيها
احتدت عيني ليلا حقدا عليها يظنها بلهاء ستنخدع بتلك الخدعة القديمة ابتسمت تتمتم ببراءة:
- حاضر يا حبيبي اكسب إنت السبق بكرا وأنا اعملك اللي انت عايزه
ابعدها عنه قليلا ينظر لها بمكر يبتسم في خبث ثعلب برئ:.

- بجد با ليلا، أنا بحبك اوي يا حبيبتي، اوي اوي
عادت تعانقه من جديد اسودت عينيها حقدا تتمتم بصوت ناعم سام:
- وأنا بموت فيك يا قلب ليلا.

تلك الصغيرة تجلس على طاولتهم تنظر له وهو يعانق خطيبته بألم يصرخ في حدقتيها، شعور بشع ينهش قلبها ادمعت عينيها رغما عنها حاولت ان توقف دموعها دون فائدة بما ستبرر لهم أنها تبكي، اغرقت الدموع وجهها بعنف، لتشعر في لحظة انها تنتزع وجهها اختفي داخل صدر والدها، لا تعلم متي جاء او كيف ظهر بتلك السرعة ولكنها حقا تشكره، ابتسم عمر ربت على رأسها يهمس لها بصوت خفيض مرح:.

- وحشتيني يا سيرو، اوعي ترفعي وشك لحد ما تخلصي عياط خالص يقطع الحب وسنينه، حاسس اني اريل
ضحكت سارين بخفة تمرغ رأسها في صدر والدها، بينما وجه عمر انظاره إلى سارة التي اشاحت بوجهها لا ترغب في رؤيته وتالا التي تنظر له حاقدة غاضبة ابتسم في اتساع ينظر لها بثقة، بينما قلبه يعتصر ألما على كره ابنته الاخري له، حمحم يسألها بحنو:
- عاملة ايه يا سارة، وحشتيني مش عارف اشوفك خالص.

التفت سارة له تنظر له كارهة لتدمع عينيها مسحت دموعها بعنف تنظر له بقوة تهمس حاقدة:
- وأنا مش عايزة اشوفك اصلا، ابعد عن حياتي، أنت عمرك ما كنت جواها ولا هتكون في يوم
انتفض قلبه بين اضلعه ينظر لابنته نادما معاتبا، تنهد بحرقة ليلف ذراعيه حول كتف سارين يهمس لها بثقل:
- تعالي نرقص
اتجه معها ناحية باحة الرقص يطوقها بذراعيه يتمايل معها على انغام الموسيقي.

هي ليست شقيقته ولن تكون سيثبت لهم جميعا قريبا جداا، لن يسمح لذلك الشاب أن يقترب منها يقتله قبل أن يفعل، جلس على طاولة بعيدة يراقبها، وهي تجلس تلاعب اطفال بدور بابتسامتها الساحرة التي سرقت قلبه، رآها وهي تنظر ناحية العروسين وهم يرقصون دون تردد أخذ طريقه إليها وقف أمامها يميل ناحيتها بحركة مسرحية يقول مبتسما كأن شيئا لم يكن:
- تسمحيلي يا اختي يا حبيبتي بالرقصة دي.

رفعت حاجبها الايسر تنظر له بشك لتحرك رأسها إيجابا وضعت يدها في يده ليتجه بها هو الآخر ناحية باحة الرقص يضمها لاحضانه لم ينطق بحرف ولكن عينيه قالت الكثير، قالت أحبك، اعشقك، يا ضلعي المفقود عد إلى فأنا الميت الحي..
بينما هي تنظر له تود أن تصرخ فيه انطقها فقط قل أنك تحبني، انا اعلم لا تخف...
تنهدت جوري تبسط راحتها أسفل ذقنها تتمتم بحالمية:
- هييييح الواحد عايز يتجوز.

رماها جاسر بنظرة غاضبة، ليقرص وجنتها بعنف طفيف يهمس غاضبا:
- عايزة ايه يا حبيبة ابوكي
ابتسمت جوري ببلاهة تشير لنفسها ببراءة لتقول:
- مين أنا، عايز همبرجر بالجبنة
ضحك رعد ورؤي على ماحدث، لتتعلق عيني رعد بأدهم وهو يراقص مايا قطب جبينه متعجبا يتمتم في نفسه:
- الواد دا مستحيل يكون اخوها، اكيد في حاجة غلط.

وبدأ كل زوج يأخذ زوجته ويصعد إلى باحة الرقص، وجدت لينا نفسها فجاءة بالكثير والكثير من الناس ليرتجف جسدها لفت ذراعيها حول عنق زيدان كانت حرفيا تتعلق به كالغريق الذي وجد طوق نجاته اخيرا، تنظر حولها لجموع الناس بتوتر تبلع لعابها بين الحين والآخر تحاول أن تسيطر على دقات قلبها الهادرة من الخوف، شعر بارتجافه جسدها بين ذراعيه ليهمس لها برفق:
- مالك يا حبيبتي بتترعشي ليه كدة.

رفعت وجهها تنظر له مرتبكة خائفة تتعرق بقوة اقتربت تهمس له بتوتر:
- في ناس كتير حولينا، كلهم بيبصوا عليا
مد يده يبسطها على وجنتها برفق ركز مقلتيه على عينيها يهمس لها في عشق:
- غريبة مع إني مش شايف في الدنيا دي غيرك، ركزي معايا وانسي الناس اللي حواليكي
ابتسمت في ارتباك تحرك رأسها إيجابا لتحاول التركيز مع قسمات وجهه حتى لا تري من خلفه...

في تلك اللحظة من العدم لا أحد يعلم ما حدث في الغرفة ظهر خالد خلف زيدان يصيح بحدة جعلت لينا تنتفض بين ذراعي زيدان حين سمعت والدها يهتف من خلفهم بضيق:
- إنت يا عم النحنوح مش كفاية رقص بقي، شيل ايدك ياض من عليها
ابتسم زيدان باتساع ينظر لأخيه في مكر يلاعب حاجبيه بعبث ليشد على احتضان لينا بين ذراعيها يغمغم في مكر:
- جري ايه يا خالي ولا اقولك يا عمي بقي، مراتي يا عم الناس مش كدة.

احتقنت عيني خالد غضبا ليشد ابنته من بين ذراعي زيدان يراقصها هو ينظر لزيدان شرزا بينما يبتسم الأخير في هدوء يعرف غيرة خاله على ابنته...
نظر خالد لابنته تبتسم عينيه قبل شفتيه، سعادته وغيظه في تلك اللحظة لا وصف لهما، مال يقبل جبينها برفق، دمعت عينيه يهمس لها في مرح زائف:
- اوعي تحبي الواد دا اكتر مني، أنا حبيبك الأول.

ادمعت عينيها ليسيل خطي من الماس يغزو وجنتها ارتمت بين احضانه تعانقه بقوة تهمس له بصوت ضعيف باكي:
- والأخير، ربنا يخليك ليا يا بابا
لف ذراعيه حولها يقبل جبينها عقله وقبله يرفضان فكرة بأن صغيرته كبرت وستترك العش بعد قليل شدد على احتضانها يهمس في مرح حزين باهت:
- ويخليكي ليا يا قلب بابا، بقولك ايه خليكي هنا والواد دا يغور في داهية أنا ما بحبوش الواد دا.

ضحكت بخفة لترفع وجهها تنظر لوالدها رأت دمعة فقط دمعة واحدة تدمرت على أوامره ونزلت من مقلتيه لتمد يدها تمسحها بحنو تبتسم له في سعادة، اقتربت لينا زوجته من خالد ليترك خالد متجها اليها، ضمها لاحضانه يراقصها وضعت رأسها على صدره تهمس له بعتاب ناعم:
- من اول الفرح وأنت سايبني ينفع كدة يعني، ما وحشتكش
شدد على عناقها يلثم رأسها بقبلة عاشقة شغوفة يهمس بأحرف تقطر عشقا:.

- ما وحشتنيش دا انتي بتوحشيني وانتي جوا حضني، قال ما وحشتكش...
لفت ذراعيها حول عنقه تقبل موضع قلبه، تهمس له بعشق:
- بعشق قلبك اللي بيعشقني، بعشق لمعة عينيك اللي بتحسسني دايما كأنك اول مرة تشوفني فيها، بكل اللي مر علينا ما قدرتش غير اني احبك بدل المرة ألف...
شدد على عناقها يحاول اداخلها إلى قلبه التي هي فيه من الأساس لتحتد عينيه حين تذكر شهد لن يوافق لن يتزوجها لن يؤذي لينا مهما حدث.

بعد انتهاء الرقصة، اقترب جسور من خالد عانقه يبارك له يقول سريعا بتلهف:
- الف مبروك يا صاحبي عقبال ما تشوف ولادهم، اعذرني لازم امشي دلوقتي في أمر طارئ حصل
قطب خالد جبينه قلقا يحرك رأسه إيجابا يسأله سريعا:
- مش محتاج اي حاجة رجالتي في الخدمة، اسيب الفرح واجي معاك، في ايه طمني
ابتسم جسور يربط على ذراع خالد يقول فس ثقة:
- عيب عليك دا أنا الكبير كله تحت السيطرة، يلا سلام مؤقت.

ودع خالد جسور، ليجد الجميع منضم لالتقاط الصور، اقترب من أحد المصورين، لفت نظره ذلك الفتي صاحب الشعر الاشقر والاعين الزرقاء الفاتحة، اقترب منه يضع يده على كتفه يغمغم بلهجة آمره:
- كارنيهك
ابتسم الفتي في هدوء حذر يضع يخرج بطاقته التعريفية من جيب سرواله يعطيها لخالد، رفعها الأخير امام عينيه يقطب جبينه يقرأ الاسم:
- تميم مختار!، صحفي، وأنت بتعمل ايه هنا يا عم الصفحي.

ابتسم تميم في هدوء بها من الثقة ما به ليردف بهدوء تام:
- حضرتك دا فرح بنت خالد السويسي، أشهر من النار على العلم فلازم الفرح وصوره ينزلوا عندنا في الجرنان، كان المفروض مصور يجي بس تعب، فأنا معايا دورة في التصوير الفوتوغرافي فجيت مكانه.

حرك خالد رأسه إيجابا ليعطي البطاقة التعريفية للصحفي ويعود ليكمل ما يفعل، بعد ساعات انتهي الزفاف، اخذ جاسر سهيلة إلى أحد الفنادق بينما في سيارة ركب خالد بصحبة زوجته ولينا وزيدان في الخلف متجهين إلى منزل زيدان، طوال الطريق لم تنزح عيني خالد عن ابنته يحفر ملامحها في وجهه كأنه لن يراها من جديد لا يصدق أن صغيرته كبرت بتلك السرعة، وترحل من عرينه وهو بيده من يخرجها، تنهد حائرا متألما، بينما لينا لا تتوقف عن الكلام مع ابنتها وزيدان يتحدثان عن كل ما حدث في الزفاف، وصلوا اخيرا إلى المنزل، نزلوا جميعا وهو آخرهم يحاول إقناع نفسه أنه بعد دقائق سيترك ابنته ويرحل شد على يده يلحق بهم إلى الداخل، ليجد لينا تعانق ابنتها تودعها تبكي من فرحتها تتمتم بسعادة:.

- مبروك يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك لما تسافرو أنا عارفة أن زيدان هياخد باله منك كويس
اشتعلت أنفاس خالد غضبا لالالا لن يترك ابنته ويرحل بتلك البساطة، أنها طفلته الوحيدة
اقترب منهم يحاول رسم ابتسامة زائفة على شفتيه يقول بمرح:
- لاء أنا رأيي اننا نبات كلنا هنا، أنا ولوليتا ولينا
توسعت عيني زيدان بذهول ليتمتم سريعا بصدمة:
- الله طب وأنا هنام فين يا خالي...

قبض على يد ابنته يرفض بشدة أن تبتعد عنه نظر لزيدان يقول ساخرا:
- ما تنام في اي داهية إن شاء الله في البانيو
فغر زيدان فاهه في دهشة ينتقل بانظاره بين لينا وابيها، ضبط انفعالاته بصعوبة ليقول مبتسما في سخرية:
- البانيو صغير مش هياخدني
اااه، قول كدة بقي، صاح بها خالد منفعلا ليترك كف ابنته وقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يقول محتدا:.

- بسترخص وجايب اي كلام طيب إيه رأيك بقي الجوازة دي مش هتم غير لما تجبلي بانيو 2 متر...
خفض صوته حتى بات هامسا يتمتم مع نفسه في حيرة:
-يكون لونه اسود لا الاسود سهل يجيبه، هي البت اللي كانت بتشتري في المحل قالت لون غريب كدة، اااه افتكرت
رفع وجهه لزيدان يقول في حدة:
- ما يقلش عن اتنين متر ويكون فحلقي مسخسخ...
اتجه ناحية ابنتع يقبض على كف يدها يجرها خلفه بفستان زفافها إلى خارج فيلا زيدان يقول في حدة:.

- ولحد ما تجيبه واجي اشوفه بنفسي أنا هاخد بنتي معايا، أنا مش هجوز بنتي لواحد بيستخسر، سلام
اتجه بابنته ناحية باب المنزل كاد ان يفتحه ليسمع صوت لينا يصدح من خلفه بحزم:
- خالد سيب البنت، وبطل حركاتك دي
شد على اسنانه ينظر للينا كأنه طفل صغير غاضب لتقترب لينا منه تجذب ابنتها من يده تدفعها ناحية زوجها برفق تقول مبتسمة:
- يلا يا حبايبي تصبحوا على خير.

اتجهت للخارج تجذب كف خالد معها حرفيا تشده للخارج بينما تعلقت عينيه بابنته يرفض ابتعاده عنه او ابتعادها عنه، توجه إلى سيارته خلف المقود يجلس ينظر للباب المغلق ليجد يد لينا تربط على يده برفق تبتسم له بحنو:
- يلا يا حبيبي نروح أنا تعبانة وعايزة انام
تنهد يزفر انفاسه المعذبة بلع لعابه الجاف يحرك رأسه إيجابا ليدير محرك السيارة، ليغادر!

بينما في الداخل، ابتسمت لينا متوترة الموقف بأكمله مربك لاعاصابها المرتبكة من الأساس، رفعت وجهها تنظر لزيدان لتجده يقترب منها يبتسم كما عهدته طوقها بذراعيه يحتضنها بقوة يهمس لها بصوت خفيض عاشق:
- بحبك، بعشقك، اخيرا يا لينا أخيرا في حضني.

ابتسمت خجلة تحاول الابتعاد عنه قليلا ليحدث العكس شدد على عناقها لتبدأ تشعر بشئ غريب، زيدان يحاول نزع فستانها برفق اولا ثم بعنف، انتفضت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه، لتسمعه يهمس بحدة متنصلا عن عقل وعاطفة زيدان التي تعرفهم:.

- لا يا لينا مش هتبعدي تاني، كفاية بقي أنا صبرت كتير اوووووي، زيدان طيب وبيستحمل، كل إهانة قولتيلهالي لسه فاكرة عمري ما نسيت كل كلمة قولتيلها حبك للي اسمه معاذ، كل دا ما نستوش بس كنت مستني اللحظة واهي جت، دوري اخد حقي من كل اللي عملتيه...
توسعت عينيها ذعرا تبكي تحاول الابتعاد عنه بعنف لا تصدق انها انخدعت فيه للمرة الثانية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة