قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والستون

ضحكات بشعة عالية، ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف ذلك الرجل امامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا:
- أنا.

ولم ترى من هو استيقظت من ذلك الكابوس البشع تصرخ، تمتزج صرخاتها ببكاء حار عنيف، تنظر حولها في ذعر وهي لا تتوقف عن الصراخ، عينيها متسعتين دموعها تهبط انهارا، لحظات وبدأت تعي أنه فقط كابوس وانها هنا في غرفتها وصوت والدها يصدح من الخارج يصرخ فزعا باسمها، ووالدتها تبكي تترجاها أن تفتح الباب، ساقيها كالهلام لم تقدر حتي علي الحركة، لتصرخ مرة أخري حين سمعت صوت طلق ناري، وبعدها انكسر قفل الباب، واندفع والديها الي الغرفة، انتلشتها والدتها سريعا تخفيها بين ذراعيها تربت علي ظهرها تسألها فزعة، بينما تحرك والدها في أنحاء الغرفة يمسك بسلاحه يبحث عن ذلك الخطر الذي جعلها تصرخ بذلك الشكل المروع، لحظات من الهرج تسمع أصوات كتيرة متداخلة من هنا وهناك، ابتعدت عن أحضان والدتها، مدت لينا يدها تمسح وجهه ابنتها برفق تسألها بلوعة:.

- مالك يا حبيبتي حصل إيه
وقبل أن تفتح فمها رأت والدها يقف أمامها يصيح:
- حد كان هنا، دخل اوضتك حاول يأذيكي، ما تخافيش قوليلي، حتي لو زيدان هطلع روحه في ايدي
اخفضت رأسها أرضا تحركها نفيا بخفة خرج صوتها ضعيفا خائفا:
- كان كابوس وحش أوي، أوي.

تنهد خالد بارتياح، ليجلس جوارها لتختبئ بين أحضانه ترتجف بعنف يمر أمامها مشاهد مما رأت في ذلك الحلم البشع، الرجل السوط في يده، يديها المقيدة، ابتسامته الخبيثة المرعبة، لتقبض بيديها علي ملابس والدها تغمض عينيها تشد عليها بعنف، مد خالد يده يمسح علي شعرها برفق يهمس لها يحاول تهدئتها قليلا:.

- خلاص يا حبيبتي اهدي دا كابوس، هتلاقيكي بس عشان تقلتي في الاكل، وغير خبر حملك، دا ملغبطك، اهدي خلاص ما حدش هيقدر يأذيكي، طول ما أنا علي وش الدنيا.

بدأت تهدئ شيئا فشئ، ابتعدت عن والدها تحرك رأسها إيجابا تمسح دموعها، هناك عند باب الغرفة تقف مايا، تنظر لها تشعر بالشفقة عليها، لا تعرف لما هي أحيانا يحرق قلبها الغيرة منها، ولكنها حقا تحبها تشفق عليها الآن، رسمت ابتسامة مرحة علي شفتيها لتتقدم لداخل الغرفة تقول مبتسمة:
- أنا هنام جنب لينا عشان ما يجيلهاش كوابيس تاني.

نظر خالد لابنة أخيه يبتسم لها بخمول، ليتحرك من مكانه وقف أمامها يقرص خديها المنتفخين برفق يقول ضاحكا:
- دا صوتك المسرسع لوحده دا يجيب كوابيس...
ضيقت عينيها تنظر لعمها كأنها طفلة صغيرة مغتاظة، لتربع ذراعيها أمام صدرها تردف بإباء:
- ايوة أنا هجيب كوابيس، واتفضلوا امشوا بقي عشان عاوزين ننام
رفع خالد حاجبه الأيسر مستهجنا ليمسكها من تلابيب ملابسها من الخلف يرفعها عن الأرض قليلا يهتف لها ساخرا:.

- انتي بتطرديني يا شبر ونص، هقول ايه ما انتي تربية حمزة السويسي
وماله حمزة السويسي يا خالد يا سويسي، اردف بها حمزة ساخرا، ليتوجه بخالد بعينيه الي أخيه ينظر لشقيقه نظرات ساخرة متهكمة كأنه يقول له حقا الا تعرف، ابتسم خالد لحمزة متهكما ليتوجه ناحية زوجته امسك يدها يجذبها من فراش ابنتها يقول ساخرا:
- مالوش يا سيدي أنا هاخد مراتي واروح أنام، روح أنت كمان نام، يلا يا يبدو روحي نامي يا حبيبتي.

وجه كلمته الأخيرة لبدور التي تقف بعيدا عند باب الغرفة تراقب ما يحدث صامتة، تحرك خالد يجذب لينا ليخرجا من الغرفة، ليتحرك بعده حمزة امامه بدور، اغلقت مايا الباب عليهم من الداخل...

في الخارج التفتت بدور لحمزة ابتسمت مرتبكة كانت تود أن تلقي عليه التحية فقط الا أنها تجاوزها في برود تام وكأنها شبح غير مرئية من الأساس، اسبلت عينيها تنظر له مدهوشة لما تجاهلها من الأساس، بلعت لعابها مرتبكة تزفر باختناق غدا سينتهي كل ذلك القلق الي الأبد...

بينما في غرفة لينا، توجهت مايا تأخذ الجانب الأيسر من الفراش، تنظر بطرف عينيها لتلك الجالسة جوارها عينيها شاردة حزينة حائرة، تبسط كف يدها علي بطنها كأنها تستشعر ذلك الصغير بين احشائها، تنهدت مايا حائرة تشعر بالشفقة علي حالها، اعتدلت جالسة تمد يدها تربت علي ذراعها حمحمت تهمس خفيض متلعثم:
- ااانتي، كويسة.

فقط اماءة صغيرة بالايجاب هي من صدرت عن لينا، لتتنهد مايا مرة أخري قامت من مكانها تجلس أمام لينا تربع ساقيها تحاول الابتسام حمحمت تردف مبتسمة:
- مبروك، هتبقي مامي
رفعت لينا وجهها لمايا تزيح خصلات التي تغطي وجهها ارتسمت علي شفتيها شبح ابتسامة باهتة، تحرك رأسها إيجابا تهمس بصوت خفيض مختنق:
- الله يبارك فيكي، عقبال ما تبقي مامي أنتي كمان، بس مش زيي.

قطبت مايا جبينها متعجبة من جملتها الاخيرة، لتري لينا تتسطح علي الفراش تجذب الغطاء تتدثر به، تسطحت مايا بعيدا عنها قليلا، دقائق قليلة كل منهن في عالمها، لينا تفكر في حلمها المزعج، تري ما سيحدث بعد ذلك، علاقتها بزيدان...
مايا تفكر في أدهم، كلمات والدها كشفت جانب كانت تتعمد عدم رؤيته، تنهدت لتردف شاردة بصوت مسموع:.

- رغم أن أدهم واحشني أوي، بس بابا عنده حق هو غلط أوي، أنا ازاي ما كنتش شايفه غلطه قبل كدة
لحظات صمت طويلة قبل أن تسمع صوت لينا تردف في هدوء حزين:
- مراية الحب عامية، ما بتشوفش غير الحلو بس، حتي لو الوحش أكتر من الحلو، بس نصيحة مني، ما تسامحيش بسهولة، عشان لو هو غلط وانتي سامحتي علي طول، هيكرر غلطه مرة واتنين وعشرة...

ارتجفت حدقتي مايا قلقا بعد كلمات لينا لتنتصف جالسة علي الفراش بينما ظلت لينا علي حالها تنام علي جانبها الايمن توليها ظهرها، تنهدت مايا في ألم تهمس:
- أنا بحبه اوي يا لينا، أدهم كل حياتي من زمان
ومرة اخري سمعت صوت لينا المختنق حتي شعرت أنها تبكي:
- طب ما أنا بحب زيدان، زيدان هو اللي رجعني أعيش الحياة من تاني، بدل ما كنت حابسة نفسي جوا سجن خوفي من الدنيا والناس، بس مش قادرة اسامحه علي اللي حصل...

قطبت مايا ما بين حاجبيها ماذا فعل زيدان ولما لينا حزينة منه لتلك الدرجة بلعت لعابها تفتح فمها كانت تود قول شيئا ما لتسمع لينا تردف من جديد:.

- ما توقفيش حياتك علي أدهم يا مايا، دراستك شغلك حياتك ما ينفعش كل دا يقف فجاءة كدة عشان انتي شايفة أن حياتك من غير أدهم ما تنفعش تتعاش، انتي مش في كلية هندسة ديكور بردوا رايحة سنة تالتة تقريبا، في شركات كتير هنا بتشغل الطلبة تحت التدريب، بعلاقات بابا وعمو يقدروا يشغلوكي في اكبر شركة في البلد
قالت ما قالت وصمتت تماما بعد ذلك تاركة مايا تفكر في كل كلمة قيلت الآن.

ها هو الليل قد انتصف منذ عدة ساعات، في منطقة راقية فخمة، عمارة سكنية حديثة الطراز، وقفت سيارته العالية امامها ينظر بأعين حمراء كالجمر لشرفة الطابق الثالث، ذلك الطابق الذي يوجد فيه غريمه، توحشت قسماته، خيله الجامح تهدده بالزواج منه، وهو يحاول ويحاول تقدير حالتها النفسية المتأزمة لا يريد أن يضغط عليها بأي شكل من الأشكال يكفي انها الآن تحمل بطفله، لا يريد إيذائها او إيذائه، ولكن سيذبح بدم بارد هذا الماعز الذي يظنه نفسه رجلا ويريد مناطحته أيضا، نزل من سيارته يأخذ طريقه الي داخل العمارة، ليوقفه حارس الأمن:.

- مين حضرتك وطالع عند مين
ابتسم زيدان في شراسة ليمد يده في جيب سرواله يخرج ورقة من فئة ال200 يضعها في جيب قميص الحارس الذي عاد يجلس مكانه وكأنه لم يري شيئا، اخذ زيدان طريقه الي المصعد توقف عند الطابق الثالث، خرج من المصعد لتلك الشقة التي تحمل رقم 6، دق الباب بهدوء تااام، هدوء مخيف يسبق الهدوء الذي تأتي بعده عاصفة هوجاء تنزع القلب خوفا، لحظات طويلة قبل أن يسمع صوت ناعس يأتي من الداخل:.

- ايوة حاضر جاي، دا مين دا اللي جاي دلوقتي
صوت الباب يُفتح ليطل معاذ من خلف الباب المغلق يفرك عينيه ناعسا، رفع وجهه ينظر للطارق لتتوسع عينيه فزعا بلع لعابه يتمتم بصوت خفيض متلعثم:
- ززززيدان.

توسعت ابتسامة زيدان ليدفع الباب بكفه بعنف ارتد معاذ للخلف ليدخل زيدان الي الداخل يصفع الباب خلفه، وقبل أن تمر ثانية كان معاذ ملقي أرضا تحت قدمي زيدان إثر تلك اللكمة العنيفة التي تلقاها رفع معاذ وجهه عن الأرض يمسح الدماء التي سالت من جانب فمه ابتسم يردف ساخرا:
- وماله، بس مش خايف بقي لاروح اقولها أن زيدان باشا، اتهجم عليا باليل، صدقني هتكرهك اكتر ما هي كرهاك.

وكانت قنبلة اشعل هو فتيلها ليتحمل إذا انفجارها اندفع زيدان ناحيته يقبض علي عنقه يرفعه ليقف أمامه احمرت عينيه نفرت عروقه يزمجر فيه:
- أنت فاكرني عيل **** زيك، أبعد عن لينا، اخرج من حياتها بدل ما أخرجك من الدنيا كلها...
بالكاد يلتقط معاذ أنفاسه تحت وطأة قبضتي زيدان العنيفة، رغم ذعره منه ليقتله الا انه ابتسم ارتسمت ابتسامة واسعة بالكاد خرج صوته بنبرة مستفزة ساخرة:.

- مش هبعد يا زيدان، لينا حقي أنا قبلك، أنا اللي حبيتها ولولا لعبتك القذرة كان زمانها مراتي أنا، ما تحلمش أنها ترجعلك تاني، خلاص خلصت
دون كلمة اخري كان معاذ ارضا وزيدان فوقه يكيل له باللكمات العنيفة القاسية يصيح كوحش ضاري:
- دا أنا اقتلك قبل ما تفكر تاخدها مني، لينا مراتي غصب عن عين اهلك، ولو لمحتك جنبها هقتلك...

توقف وقف يلتقط أنفاسه ينظر لذلك الملقي أرضا الدماء تسيل من كل شبر في وجهه بالكاد يتنفس انحني يقبض علي تلابيب ملابسه ابتسم متوعدا ابتسامة سوداء غاضبة يهمس له محتدا:
- صدقني لو شوفتك تاني هدفنك حي قدام عينيها، خاف مني يا زوز ماشي يا حبيبي.

نفضه زيدان من يده ليرتطم رأسه بعنف بالأرض المسقولة، رماه زيدان بنظرة غاضبة مشمئزة ليعدل من تلابيب ملابسه بصق عليه ليتحرك لخارج المنزل، بينما تكور معاذ يضم جسده المكدوم، يتأوه من شدة ما يعصف به من ألم يكاد يفتك بعظامه، استند علي أقرب مقعد يحاول الوقوف شئ فشئ الي أن نحج وقف بصعوبة ينظر لمكان ما كان واقفا يتمتم متوعدا:
- مش هسيبها يا زيدان، لينا ليا، حقي وهيرجعلي.

في صباح اليوم التالي، باكرا استيقظت مايا تشعر بنشاط كبير، نظرت للينا لتراها تغط في نوم عميق، تحركت من جوارها بخفة حتي لا تزعجها الي الخارج توجهت، الي غرفتها دخلت مرحاضها اغتسلت وبدلت ثيابها الي ملابس عملية مختلفة عن ملابسها الطفولية التي اعتادت عليها، قميص بأكمام أبيض اللون، تعلوه سترة نسائية سماوية اللون وسروال ازرق غامق، حذاء ذو كعب صغير، انتقت حقيبة تناسب ما ترتدي، لتتوجه الي أسفل حيث مكتب عمها، دقت الباب طرقات خفيفة، لتسمع صوته يأذن بالدخول، ابتسمت بخفة تتوجه الي الداخل، رأت والدها يجلس أمام عمها يبدو أنهما يتحدثان في أمر هام، التفت الاثنين لها ما أن دخلت ليطلق خالد صفير طويل يقول مازحا:.

- دا الجمال عدي الكلام جدا يعني...
ضحكت مايا لتقترب من والدها جلست علي المقعد المجاور له تردف مبتسمة:
- احم احم بما اني في فترة الإجازة، وبما اني strong independent woman فأنا عايزة اشتغل
ابتسم خالد في مرح باهت يردف ممازحا:.

- جماعة ال strong independent اللي مليين البلد اليومين دول، تلاقي البنت من دول تقولك لاء أنا اللي قادرة علي التحدي والمواجهة، لازم يكون ليا كيان وكرير، هما أسبوعين شغل تحت ضغط وتقولك أنا عايزة اقعد في بيتنا واخلف كمال وكريم.

انفجر حمزة ضاحكا ينظر لابنته متسليا، لتضيق مايا عينيها تنظر لهما في غيظ، عقدت ساعديها أمام صدرها تشيح بوجهها بعيدا عنهم، لتهدئ ضحكات حمزة قليلا لف ذراعه حول كتفي ابنته يقول مبتسما:
- طب يا ستي ما تتقمصيش كدة، عايزة تشتغلي ايه، وبعدين يا بنتي انتي مش لسه بتدرسي، أنا شوفتك امبارح بتذاكري
ابتسمت مايا تقول متحمسة:
- لاء دا كتاب من سنة تالتة أنا بحب اقرا كتب الترم قبل ما ندخله عشان ابقي هندرس ايه.

نظر خالد لها في حنق كأنه طفل صغير ليتمتم مغتاظا:
- يهود الدفعة في بيتي
ضحكت مايا رغما عنها لتلتفت لعمها تردف في خبث:
- صحيح يا عمو إنت كنت من الدحيحة ولا من الفشلة
لاااا هتف بها خالد بكبرياء، حمحم يعدل من تلابيب قميصه يردف مبتسما بغرور:.

- أنا كنت احسن واحد يبرشم، ولا مرة اتقفشت، أنا مرة برشمت علي ياقة قميص الواد محمد عشان دايما كان بيقعد قدامي، ومرة تانية علي البنطلون الجينز اللي كنت لابسه وابقي دبسلي البنطلون في الورقة بقي
عند ذلك الحد انفجر حمزة تشاركه مايا في الضحك، ادمعت عيني حمزة ينظر لأخيه يردف ساخرا من بين ضحكاته:
- الله يخربيت ماضيك المشرف، في عم يقول كدة لبنت أخوه، بدل ما يقولها ذاكري، تقولها كنت ببرشم، ونعم العمام والله.

ابتسم خالد مغترا بحاله ينظر لأخيه بإستيعلاء
ليعاود النظر لمايا يقول مبتسما:
- لو مصرة تشتغلي، تعالي يا ستي اشتغلي عندي في الشركة، انتي مش هندسة ديكور واحنا شركة مقاولات، بناخد اي مشروع نسلمه بالمفتاح، جاهز من كله، ايه رأيك
حركت رأسها نفيا ترفض الفكرة رفضا قاطعا، تعجب هو من رفضها، لتردف هي:
- لاء يا عمو، هشتغل في شركة حضرتك يعني هتعامل علي إني بنت أخو مدير الشركة...

همهم خالد متفهما ما تقول ليتوجه بانظاره الي حمزة يسأله:
- أنت إيه رأيك في الكلام دا يا حمزة
ابتسم حمزة في هدوء يربت علي رأس ابنته يقول مبتهجا:
- والله لو دا هيخليها مبسوطة وتخرج من الإكتئاب اللي هي فيه ما فيش مانع.

ابتسمت مايا في سعادة تعانق والدها، لتلوح ابتسامة ماكرة علي شفتي خالد، يخطط لشئ ما، تحرك من مكانه يلتقط هاتقه قرب النافذة وقف يتحدث مع أحدهم مكالمة لم تتعدي الدقيقتين، وعاد لهم وهو يبتسم التقط قلمه وورقة صغيرة من فوق سطح المكتب يخط عليها عنوان أحدي الشركات مد يده لها بالورقة يقول مبتسما:.

- اتفضلي يا ستي دا عنوان شركة واحد صاحبي، أنا فهمته الموضوع بإيجاز وهو وافق أنك تشتغلي تحت التدريب في شركته، ما تتأخريش عشان هو مستنيكي بعد ساعة
التقطت منه الورقة تعانقه بقوة تقول في سعادة:
- ميرسي يا عمو
قبلت خد والدها لتسرع الي الخارج وخلفها صوت خالد يصدح عاليا:
- في عربية بسواق برة ما تركبيش تاكسي.

حركت مايا رأسها إيجابا لتسرع للخارج اصطدمت في طريقها للخارج بلينا زوجة عمها لتعانقه بقوة تصيح في سعادة:
- هتوحشيني يا انطي باااي
قالتها لتهرول للخارج وقفت لينا تنظر في أثرها متعجبة تقطب جبينها لا تفهم ما يحدث، تحركت للداخل ابتسمت تسألهم متعجبة:
- هي مايا بتجري كدة رايحة فين
ضحك خالد بخفة ليتقدم منها يلف ذراعه حول كتفيها حرك حاجبيه مشاكسا ليقول ضاحكا:.

- قررت تبقي اللي قادرة علي التحدي والمواجهة زيك وتروح تشتغل، 24 ساعة وهتقولك زهرة شبابي بقت جرير وهتقعد من الشغل أنا عارف
كورت قبضتها تصدمه علي صدره بخفة ابتسمت تقول واثقة:
- علي فكرة بقي مايا شاطرة وأنا واثقة انها هتكمل في شغلها، يلا عشان نفطر.

تحرك خالد معها يتبعهم حمزة، خرجوا جميعا من غرفة المكتب، الي غرفة الطعام المجاورة لهم ليصادفوا في طريقهم لينا وهي تنزل بخفة من فوق سلم البيت الضخم تحمل حقيبة يد ودفتر محاضرات كبير، ابتعد خالد عن زوجته متوجها ناحية ابنته، وقف أمامه ابتسم يقطب جبينه يسألها متعجبا:
- رايحة فين يا لينا
رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تنظر لساعة يدها نظرة خاطفة تتمتم علي عجل:.

- رايحة الكلية عندي محاضرات، عن إذن حضرتك عشان اتأخرت
تحركت خطوة واحدة ليمسك بيدها يعيدها مكان ما كانت تقف، قطب ما بين حاجبيه يسألها متجهما:
- كلية ايه يا لينا انتي مش حامل يا بنتي، أجلي السنة دي لحد ما تقومي بالسلامة
قطبت جبينها مستنكرة ما يقول والدها حركت رأسها نفيا تردف سريعا:
- لاء طبعا أنا مش هقعد محبوسة في البيت 9 ولا 8 شهور...
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه يكتف ذراعيه أمام صدره يحادثها مازحا:.

- أنا قعدت أمك 9 شهور علي السرير، كنت شغال عندها شيال، من هنا لهنا رايح جاي شايلها...
تجهم وجه لينا ابنته تنظر لأبيها نظرات خاوية لتصيح فجاءة محتدة:
- أنا مش ماما يا بابا وبطل تعاملني علي اني نسخة منها، أنا مش استسلامية ضعيفة بترضي بكلمتك عشان إنت بس قولتلها.

قطمت شفتيها تنظر لوالدتها نادمة علي ما قالت، تشعر بغضب مفاجئ اشتغل بدمائها، نظرت لوالدتها تعتذر لها بنظراتها عما قالت بينما اشتعلت عيني خالد غضبا عما قالت تلك الفتاة، قبل أن ينطق بحرف، اقتربت لينا من ابنتها تربت علي كتفها برفق تقول باسمة:
- روحي يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك، وبلاش تنطيط عشان انتي لسه في اول الحمل.

أنا آسفة، همست بها لينا بصوت ضعيف حزين لتتحرك تغادر المكان، بينما وقفت هي تراقب ابنتها الي أن غادرت، تحافظ علي ابتسامة لطيفة علي شفتيها، صحيح أن قلبها تفتت مما قالت ولكنها لم تقل سوي الحقيقة، فقط الحقيقة، اجفلت علي يد خالد توضع علي كتفها لتبتسم له ابتسامة باهتة تربت علي يده تقول بترفق:
- ما تزعلش منها يا خالد، أنت عارف عصبية الحمل، ما أنا يا اما وريتك أيام زرقا، فاكر اوعي تكون نسيت.

ضمها بين ذراعيه يخفي رأسها داخل صدره ينظر للفراغ شاردا، ابنته باتت قاسية القلب مثله تماما، هو كان فقط خائفا عليها يمازحها لم يقل شيئا لتنفجر هكذا، تنهد تعبا يبعد لينا عنه يرسم ابتسامة واسعة علي شفتيه، يلثم جبينها بقبلة طويلة ممتنة عاشقة يهمس لها بحنو:
- بحبك يا اغلي من عمري وهفضل احبك لحد ما يخلص عمري
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تقبل كلماته كمسكن قوي يداوي جروحها.

علي صعيد آخر وقفت سيارة الاجري أمام مقر تلك الشركة، نزل منها يعطي السائق نقوده، وقف امام تلك الشركة الكبيرة ابتسم يتنهد يحاول تشجيع حاله، لديه مقابلة لدي مدير الشركة حسب ما أخبره عمه سابقا، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه حين تذكر كم الدعوات التي ظلت تمطره بها جدته العجوز الي أن غادر، حين وصل الي بداية شارعهم رآها لا تزال تقف في شرفة منزلهم تلوح له وداعا تبتسم له ببشاشتها المعتادة، التقط أنفاسها يشجع نفسه ليدخل مباشرة الي الشركة، أخبر الاستقبال في الأسفل أن لديه مقابلة عمل، لترشده لمكتب صاحب الشركة شخصيا، وقف أمام المصعد يطلبه يعدل من تلابيب حلته، دخل إليه ما أن وصل يطلب الطابق الأخير حسب ما أخبره مكتب الاستقبال، توجه الي مكتب صاحب الشركة وقف امام السكرتير حمحم يردف بهدوء:.

- أنا عندي ميعاد مع جاسر بيه
نظر له السكرتير إلي الحاسب أمامه لحظات وتحدث بعملية:
- حضرتك أدهم وحيد مختار.

حرك أدهم رأسه إيجابا سريعا ليشير له الرجل الي ذلك الباب الضخم المغلق، حرك أدهم رأسه إيجابا يتنهد ساخرا، هو من كانت تطلب الناس مقابلته، كان مدير الشركة والآن ماذا مجرد موظف يسعي لوظيفة يتمني الحصول عليها، تقدم من الباب يدقه، سمع الاذن بالدخول، ليدير المقبض ويدخل، الي داخل الحجرة، توسعت عينيه في دهشة حين رأي ذلك الرجل هو نفسه جاسر صاحب الشركة، والد رعد، الفتي الذي كان يريد اختطاف حبيبته منه، فاق من حالة الدهشة التي تملكته علي صوت جاسر وهو يقول مبتسما:.

- إيه يا أدهم هتفضل واقف عندك كدة، تعالا يا ابني اقعد
حمحم يشعر بالحرج ليتحرك من مكانه متجها الي المقعد المقابل لمكتبه وضع الملف الخاص به علي المكتب ابتسم متوترا يردف بهدوء:
- أنا كنت جاي عشان ال
قاطعه جاسر قبل أن ينطق بحرف آخر، قام من مكانه يلتف حول مكتبه وقف جوار أدهم يربت علي كتفه، يقول مبتسما:.

- أنا عارف انت جاي عشان ايه، خالد شرحلي كل حاجة، وعارف أنك مهندس ممتاز، وهتساعدنا كتير في شغلنا، يعني أنت عارف احنا بتوع سياحة، شيلهات، قري، فنادق، وبنتحتاج مهندسين شاطرين زيك عشان يظبطولنا الدنيا، أمن، كاميرات، برمجة حسابات العملا، ومن دا كتير إنت فاهم طبعا.

ابتسم ادهم يحرك رأسه إيجابا سريعا، ليبتسم جاسر يربت علي كتفه من جديد كان علي وشك قول شئ، حين قاطعه رنين هاتفه، اعتذر من أدهم يجيب لحظات صمت قبل أن يجيب:
- خليها تدخل طبعا.

لحظات وسمعا صوت دقات علي باب الغرفة سمح جاسر للطارق بالدخول، لينفتح الباب دخلت تلك الفتاة تبتسم متوترة، سرعان ما تجمدت الابتسامة علي شفتيها تنظر لذلك الجالس جوار المكتب، صدمة توسعت علي أثرها حدقتيها بعنف، فتحت عينيها واغلقتها عدة مرات علها فقط تحلم او يهيئ لها ولكنه للأسف كان واقع، وها هو أدهم يجلس أمامها، والآخر لم تكن حالته أفضل تماما، اشتقاها حد الموت، لا يصدق أن يراها ها هي هناك تقف، بالكاد منع نفسه من أن يركض إليها يعتصرها بين أحضانه يخبرها كم اشتاق إليها، يخبرها أنه نادم، آسف يعشقها، لحظات وتبدلت نظراتها الي أخري بادرة خاوية، أصابته بالدهشة حمحمت تهمس بهدوء:.

- أنا آسفة ما كنتش اعرف أن حضرتك عندك حد...
ابتسم جاسر لها تقدم ناحيتها يقول باسما:
- تعالي يا مايا، احنا خلصنا خلاص
حمحم يعلو بصوته قليلا:
- كررريم
لحظات وجاء ذلك الشاب الجالس في مكتب السكرتير، اشار جاسر الي أدهم يحادث ذلك الشاب:
- باشمهندس أدهم هيشتغل معانا من النهاردة في قسم مهندسين الكمبيوتر والبرمجة، يا ريت تعرفه المكان.

حرك كريم رأسه إيجابا سريعا، ليقم أدهم من مكانه اقترب منها يريد أن يحادثها حتي لو تم فصله، ابتسم ما أن بات أمامها، فتح فمه ليتحدث ليصفر وجهه في صدمة حين رآها تشيح بوجهها بعيدا عنه لا ترغب في أن تراه!، كور قبضته يشد عليها بعنف ليتحرك للخارج، بينما وقفت هي مكانها بالكاد تمنع سيل دموعها، أدهم هنا، أرادت أن تهرب من اشتياقها لطيفه بانغماسها في العمل، لتجده هو نفسه في العمل.

حمحمت تحاول ان تهدئ التقطت نفسا يليه آخر وآخر لتنظر لجاسر تحاول الابتسام تردف بنبرة خافتة مختنقة:
- احم ازاي حضرتك يا انكل
ضحك جاسر بخفة يتوجه عائدا الي مقعده يقول مازحا:
- هنا لا في انكل ولا عمو، أنا جاسر باشا صاحب الشركة، وانتي الانسة مايا المهندسة الجديدة، اتفضلي اقعدي يا باشمهندسة عشان نبدأ ال interview.

ابتسمت مايا ابتسامة صغيرة لتتوجه جالسة مكان ما كان يجلس أدهم، ليخترق انفها رائحة عطره التي تعرفها جيدا والتي اشتاقتها في كل لحظة، نظرت لجاسر تحاول الإجابة بثبات زائف عن كل تلك الاسئلة التي يسألها بجدية، الي أن جاء ذلك السؤال:
- شايفة نفسك فين كمان خمس سنين
ارتسمت ابتسامة صغيرة واثقة ترد:
- مكان حضرتك
توسعت عيني جاسر في دهشة للحظات لينفجر في الضحك وقع علي عقد عملها في الشركة أعطاها الأوراق يردف ضاحكا:.

- ماشي يا ستي، اتفضلي علي مكاتب المهندسين، كريم هيوصلك
وقبل أن يضغط زر الجرس الملتصق بمكتبه، سمع دقات علي باب المكتب تلاها دخول رعد ابنه، الذي اصابه حالة من الذهول حين رأي مايا تجلس في مكتب أبيه، نظر مدهوشا ليتمتم متعجبا:
- مايا انتي بتعملي ايه هنا
حمحم جاسر محتدا يرمي رعد بنظرة نارية ليتنهد الأخير حانقا ماذا فعل ليغضب والده الآن، نظر لوالده ابتسم في لباقة يردف بهدوء:.

- صباح الخير يا باشا، السكرتير قالي أن حضرتك عايزني
نظر جاسر لرعد للحظات في برود ليخرج صوته حادا:
- أنت متأخر ربع ساعة بحالها، ودخلت من غير ما اقولك، اتفضل روح وصل آنسة مايا لمكتب مهندسين قسم الديكور، وترجعلي
حرك رأسه إيجابا في هدوء تام، ليصطحب مايا لخارج الغرفة، ابتسمت هي ما أن خرجوا من المكتب تنظر لرعد:
- ازيك يا رعد عامل ايه
التفت لها برأسه ابتسم يحرك رأسه إيجابا يسألها متعجبا:.

- الحمد لله كويس، بس انتي بتعملي ايه هنا وفين أدهم
احتل الحزن مقلتيها تنهدت حزينة تهمس له متألمة:
- هحكيلك بس مش دلوقتي ابتسم لها في هدوء يحرك رأسه إيجابا ليردف برفق:
- علي العموم أنا موجود فئ أي وقت حبيتي تحكي او احتاجتي اي مساعدة...
ابتسمت له ممتنة ابتسامة واسعة تحرك رأسها إيجابا تردف:
- ميرسي اوي يا رعد.

ابتسامة رآها ذلك الواقف هناك، ابتسامة فتت قلبه، نهشت روحه، وهو يقف هناك ينظر لها عاجزا عن حتي الذهاب إليها.

تحججت بأنها ذاهبة لشراء بعض الأشياء الخاصة واخذت طريقها الي أحد البنوك تصرف منه ذلك الشيك، اعطته الشيك الصغير للموظف وقفت مكانها جسدها بالمكات يرتجف تحاول ان تطمئن قلبها، ستعطيه النقود وينتهي كل شئ الي الأبد، دقائق فقط واحضر لها الموظف النقود وضعتهم في الحديقة التي جلبتها معها، لتخرج من البنك، أخرجت هاتفها تتصل برقمه لحظات وأجاب لتردف فجاءة:
- أنا جبتلك الفلوس إنت فين خلينا نخلص بقي.

اخبرها بأن تخرج من الشارع هو ينتظرها عند نهايته، اغلقت الخط تأخذ طريقها إلى نهاية الشارع رأته يجلس في سيارته وقفت بجاورها ليخرج هو من السيارة نظرت له نظرات طويلة مشمئزة كارهة لتردف:
- فلوسك اهي ومش عايزة اشوف وشك تاني، فين ورقة التنازل احنا اتفقنا اديك فلوس تتنازلي عن حضانة الأولاد
توسعت ابتسامته الخبيثة نظر لحقيبة النقود في يدها لمعت عينيه ليعاود النظر لها يقول في هدوء خبيث:.

- طب اركبي الورقة لسه عند المحامي، نروح ناخدها
نظرت له في حذر تشك فيه لا يمكنها أن تثق فيه بعد الآن اردفت تسأله بحذر:
- وأنا اضمنك ازاي
ضرب كف فوق آخر ضحك ساخرا يقول متهكما:
- هخطفك يعني يا بنتي الفلوس معاكي، بقولك تعالي نجيب الورقة من عند المحامي، مش عايزة خلاص انتي حرة.

نظرت له في حذر للحظات لتفتح باب السيارة تجلس فيه، ربما هو حكم العادة فتحت الباب الامامي ليبتسم هو في خبث شرير، استقل السيارة جوارها يغلق النوافذ العازلة للرؤية نظر لها يقول مبتسما:
- عشان التراب انتي عارفة احنا في الخريف.

اشاحت بوجهها دون ان تنطق بحرف تحتضن حقيبة النقود بقوة، لتتوسع عينيها في فزع حين شعرت به يضع منديل فوق انفها وفمها حاولت مقاومته والصراخ ولكن يبدو أن وضع الكثير من المخدر عل ذلك المنديل لحظات وبدأ جسدها يرتخي، حتي فقدت الوعي تماما التقط حقيبة النقود من يدها، يلقيها علي الأريكة الخلفية نظر لجسدها في خبث يهمس متوعدا:
- سوري يا بيدو بس أنا لسه ما خدتش حقي منك ولا من خالد باشا ابوكي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة