قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والستون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والستون

حين بدأت تفتح عينيها من جديد شيئا فشئ ببطئ شديد يشعر بألم بشع يحطم عظام جسدها تعجز عن تحريك إصبع واحد من أصابعها جسدها وكأنه مقيد بحبال من السراب، بدأت تحرك رأسها ببطئ شديد يمينا ويسارا، أين هي في غرفة لا تعرفها يديها غير مقيدة جوارها ولكنها تعجز حتي عن رفعها، شيئا فشئ بدأت تتذكر ما حدث توسعت عينيها فزعة مرتعدة، جالت بعينيها علي ثيابها لتشعر بالقليل من الراحة حين رأت ثيابها كما هي، ولكن لما تعجز عن الحركة بالكاد يمكنها تحريك رأسها، شهقة فزعة ضعيفة خرجت من بين شفتيها حين رأته يدخل الي الغرفة، يبتسم ابتسامة مخيفة مرعبة، توسعت ابتسامته حين رآها مستيقظة، توجه ناحية الفراش يتكأ علي ساعده جواره، مد يده الاخري يتحسس بها خصلات شعرها ببطئ مقزز، يهمس باستمتاع متلذذا بخوفها:.

- صباح الفل يا بيدو، تعرفي أنك وحشتيني اوي، لاء حقيقي وحشتيني...
حاولت بجهد مستميت أن تحرك جسدها لتبتعد عنه دون فائدة جسدها لا يستجيب لأوامر عقلها الخائف، تسارعت أنفاسها ذعرا حين سمعت ضحكاته المجلجلة الساخرة يردف في خبث:
- ايه يا حبيبتي مش عارفة تتحركي، ومش هتعرفي عشان أنا حقنتك وانتي نايمة بمهدئ بيعمل ارتخااء في كل عضلات الجسم، واحد صاحبي بيشتغل صيدلي هو اللي قالي عليه.

حركت رأسها ناحيته تنظر له هلعة مزعورة انسابت دموعها يصور عقلها أبشع ما يمكن أن يفعله بها بالكاد خرج صوتها ضعيفا شاحبا من الخوف:
- لييه، لييه، أنا جبتلك اللي أنت عاوزه، ليه تعمل كدة
لاحت ابتسامة شيطانية خبيثة علي شفتيه ينظر لها من أعلي لأسفل حرك يده بلين خبيث علي طول وجهها يتمتم متوعدا:.

- باخد حقي يا قلبي، ما كنتي عايشة وراضية وحاطة لسانك جوا بوقك، لازم بقي نروح نشتكي للباشا، لا بقي معايا مليم ولا عارف الاقي شغل مش باقي غير اني اشحت في الشوارع بسبب الباشا الكبير...
توحشت نظراته، اتسعت ابتسامته يمسك خصلة كبيرة من شعرها يلفها حول يده يكمل ساخرا:.

- كان لازم اخد حقي، وانا عارفك كويس يا بيدو احنا عشرة بردوا، بتبقي اغبي خلق الله لو الموضوع ليه علاقة بوالدك، فعشان كدة قررت اضغط عليكي بيهم، عشان اخد جزء بسيط من حقي
نظرت له كارهة نافرة لا تصدق أن ذلك الشيطان الجالس جوارها الآن أنها أحبته يوما، أصرت علي الزواج منه، رغم معارضة خالد الشديدة ليتها استمعت إليه وقتها، بصقت علي وجهه مشمئزة كارهة تردف بشراسة:.

- واديني اديتك الفلوس اللي طلبتها عايز مني ايه تاني
تعالت ضحكاته مد يده يمسح وجهه، ليشير الي ثرية معلقة في السقف امامها مباشرة، نظرت الي ما يشير تقطب جبينها للحظات لتشخص عينيها فزعا حين رأت كاميرا صغيرة معلقة علي الثرية، سمعته يردف في تلك اللحظة بخبث مخيف:.

- شايفة الكاميرا دي يا روحي، واحد صاحبي بردوا عنده محل اجهزة، استلفتها منه، الكاميرا الحلوة دي هتصور لحظتنا الجميلة مع بعض، عرفتي ليه بقى أنا اديتك مهدئ عشان ما حدش يقول اني بغتصبك لا خالص، والفيديو الجميل ينزل علي كل المواقع هتبقي ترند يا روحي
توسعت عينيها فزعا تنساب دموعها قهرا تحرك رأسها نفيا بعنف تعالت شهقاتها تتوسله راجية:.

- لا والنبي يا أسامة ما تعملش فيا كدة دا أنا أم ولادك، أنت ازاي كدة، شيطان مش بني آدم
تعالت ضحكاته الخبيثة ليعتدل واقفا امامها يردف متهكما:
- مراية الحب عامية يا روحي، وزي ما ابوكي الباشا بهدلني عشان خاطر عيون السنيورة، أنا هحط رأسه في التراب، مش هخليه يعرف رأسه بعد كدة
انهي كلامه لينزع عنه قميصه توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا، تحاول تحريك جسدها دون فائدة، أغمضت عينيها تهمس داخل قلبها:.

- يارب، يارب، يا رب
فتحت عينيها فجاءة علي صوت تصفيق بطئ نظرا معا للفاعل، ليصفر وجه أسامة خوفا بينما توسعت ابتسامة بدور تنساب دموعها في ارتياح، عند باب الغرفة يقف حمزة يبتسم ابتسامة واسعة مخيفة يرتدي قفازات من الجلد الأسود يحمل في يده مسدس مزود بكاتم صوت، تحرك ناحيتهم ببطئ خطوات يسمع صداها وقف بالقرب من أسامة ابتسم يردف في هدوء تام:.

- لاء حقيقي حوار هايل، لاء اتأثرت جامد، هيبقي ليك مستقبل هايل في التمثيل، دا لو عشت
توسعت عيني أسامة فزعا صدمة الجمت حركة جسده يقف كالصنم يعجز حتي عن النطق، ليحرك حمزة المسدس في يده بخفة اردف مبتسما:
- قولي بقي يا أس انهي أيد اللي كانت بتحسس علي وشها...
نظر ناحية يده اليسري لتتوسع ابتسامته قطب جبينه كأنه يفكر:
- بيتهيئلي دي مش كدة.

انهي كلامه بصرخة قوية من اسامة التي اخترق يساره رصاصة من مسدس حمزة ليسقط علي ركبتيه ارضا يصرخ من الألم، لتخرج صرخة فزعة من بين شفتي بدور أثر ما حدث، نظر حمزة ناحيته يرفع سبابته يضعها امام شفتيه يهمس بهدوء:
- هششش، درة وبعدين اتفزعي بهدوء لو سمحتي، أنا مصدع ولسه ما شربتش قهوتي.

توجه ناحية أسامة يقبض علي فكه بعنف يرفع وجهه لأعلي ارتسمت ابتسامة سوداء مخيفة علي شفتي حمزة يغرز أصابعه بقسوة في وجه أسامة، خرجت ضحكة خفيفة ساخرة من بين شفتي حمزة يتمتم متهكما:
- الصياعة ليها ناسها ومش كل نسناس هب ودب هيفتكر نفسه ناصح، وهيعمل صايع، أنا ممكن ادفنك هنا وما حدش يدري بيك، زيك زي كلب من كلاب الشوارع، مالوش دية.

دفع جسد أسامة بعنف ليسقط أرضا يتأوه من ألم تلك الرصاصة المستقرة تنهش في ذراعه الأيسر كأنها وحش ضاري، ليصيح من الألم حين لكمه حمزة بحذائه بعنف في بطنه تكور حول نفسه يبكي من الألم، ليرفع حمزة سلاحه سحب أجزائه بعنف يبتسم ساخرا:
- يمكن لو كنت شربت فنجان قهوتي الصبح ما كنتش نهيت معاك بدري كدة، رصاصة واحدة وهتترمي في حفرة مش هنسمع سيرتك تاني.

توسعت عيني أسامة ذعرا يحرك رأسه نفيا بهلع، وجه مسدسه لرأس أسامة كاد أن يطلق الرصاصة حين سمعها تصرخ مذعورة:
- لا، لا ما تموتوش، أرجوك لاء
رفع حمزة وجهه ينظر لها مدهوشا نظرته كانت مزيج من الذهول والسخرية كأنه يقول حقا بعد كل ما فعل، انهمرت دموعها تشق وجنتيها فقط تحرك رأسها نفيا ارتجفت نبرتها تصيح بقهر:.

- ما تبصليش كدة، أنا بكرهه وهفضل أكرهه لحد ما اموت، بس ما تموتوش، مش هقدر أعيش معاك بعد كدة بعد ما شوفتك بتموت واحد قدام عينيا، مش عايزة ابقي السبب في موت ابو أولادي، عشان خاطري يا حمزة ما تموتوش
لأول مرة يسمع اسمه مجردا منها رغم ما هم فيه الا أنه ابتسم حين سمع اسمه يخرج من بين شفتيها دون ألقاب، توسعت ابتسامته ينقل انظاره وبين ذلك الملقي أرضا، أعاد سلاحه لغمده يتمتم مبتسما:.

- هو كلام يحترم وأنا للأسف مضطر احترمه عارفة ليه مش عشان الكلب دا صعب عليا، ولا علي عشان ازاي هتعيشي مع واحد قتل قدام عينيكي، عشان أنتي قولتيلي يا حمزة بس
وجه حمزة انظاره لذلك الملقي أرضا يشعر بغضب عارم تسيطر علي دمائه ما أن ينظر لوجهه فقط، لم يشعر بنفسه سوي وهو يركل وجهه اسامة بقدمه بعنف، لكمة عنيفة جعلت الأخير يصرخ من الألم، ليصدح صوت حمزة العالي:
- حسسسسسن.

دخل ذلك الحارس الضخم اقترب من حمزة يهمس بصوت خفيض قلق:
- حمزة باشا، خالد باشا علي آخره وبيقول لحضرتك لو ما جتش دلوقتي حالا هيجي يهد الدنيا أنا آسف يعني علي دماغ حضرتك...
خرجت ضحكة خفيفة ساخرة من بين شفتي حمزة، ليتوجه ناحية فراش بدور حملها بين ذراعيه يتوجه لخارج الغرفة التفت حمزة لحسن يقول مبتسما في شر:
- حسن هاتله دكتور يا حبيبي، وشوف خالد بيخزن الحبابيب فين وحطه معاهم.

قال ما قال ليأخذ بدور متجها الي الخارج نظر لها قبل أن يخرج يقول مبتسما:
- قولي يا حمزة كدة تاني.

لم ترد فقط أغمضت عينيها تستلم لتلك الاغماءة، ماحدث لم تتخيل حتي في أبشع كوابيسها أن تمر به، نظر لها حمزة مشفقا يتذكر، كان هو نفسه الدنئ الشرير قديما، اختطف لينا كان يود إيذائها كان عليه أن يتذوق من نفس الكأس، يشعر بنفس الذعر فتح باب السيارة المجاور له يضعها علي المقعد برفق، يعقد حزام الامان حول جسدها برفق، استقل مقعد السيارة عائدا بها إلي بيت أخيه.

أنهت محاضراتها الأولي بذهن شارد لم تكن حاضرة، تقريبا لم تستمع لأي ما قال الاستاذ المحاضر ذهنها هناك سافر وتركها تشعر بالندم علي ما قالت لوالدتها ولكنها حقا تشعر بالاختناق من معاملة والدها أنها نسخة من والدتها لما يريدها نسخة منها، دمائه التي ورثتها منه ترفض الاستسلام الخضوع، تكره تجبر اي من كان عليها، انتهت المحاضرة اخيرا، لتتحرك تلتقط كتابها خرجت الي مقهي الجامعة الكبير، الي أحدي الطاولات الفارغة اتجهت تشعر بأن هناك من يراقبها، وربما فقط تتوهم، ارتمت بجسدها علي المقعد تفكر، هل زيدان حقا يستحق مسامحتها بتلك البساطة، فكرة عودتها إليه من جديد تثير داخلها فزع تذكرها بتلك الليلة البشعة التي اغتالها فيها دون ادني رحمة، حتي لو رغما عنه كيف تنسي بتلك السهولة، اخفت وجهها بين كفيها تفكر، لتشعر بأحدهم يجلس جوارها رفعت وجهها تنظر للفاعل لتتوسع عينيه فزعا تغمغم متلهفة:.

- معاذ، ايه اللي عمل فيك كدا
ارتسمت ابتسامة مجهدة صغيرة علي شفتي ذلك الشاب الجالس جوارها يتمتم في هدوء:
- ما تخافيش حادثة بالعربية، الحمد لله قدر ولطف، أنا كنت جاي اشوفك واطمن عليكي، عاملة إيه دلوقتي
تنهدت حائرة تحرك رأسها نفيا بخفة، تشعر باختناق حاد يجثم فوق قلبها مسحت وجهها بكفي يدها تتمتم شاردة:
- مش عارفة يا معاذ، مش عارفة حتي أنا كويسة ولا لاء، حاسة اني في دوامة مش عارفة اخرج منها.

حاول أن يهدئ من حيرتها قليلا فهمس بصوت خفيض هادئ:
- يا لينا اللي انتي فيه دا طبيعي انتي خلاص قررتي وبدأتي تتخلصي من قيود والدك واللي اسمه زيدان دا، كل اللي حواليكي هيحسسوكي أنك غلط، انتي صح وهما غلط.

ابتسمت له ممتنة ليبادلها الابتسامة بأخري هادئة حانية، مد يده كان يود أن يربت علي كف يدها لتهب عاصفة هوجاء غبار أسود قاتل هب فجاءة كالريح العاصفة، قبض علي كف يده قبل أن يصل ليدها يحطم أصابعه في قبضته ليطلق معاذ صرخة قوية متألمة وتصرخ لينا فزعة مما حدث، قبض زيدان علي تلابيب ملابس معاذ يجذبه ليقف أمامه يصيح فيه:.

- مش أنا قولتلك لو شوفتك جنبها هدفنك مكانك، ايه الضرب ما بيقحوش فيك، دا لسه معلم علي خلقتك
شهقت لينا في صدمة تنظر لزيدان بشراسة هو من فعل به ذلك، اندفعت ناحيتهم تصرخ بشراسة تدفع زيدان في صدره بعنف بعيدا عن معاذ تصيح فيه:
- أنت اللي فيه عملت كدة، إنت إيه يا أخي حيوان، أنا مش قولتلك تبعد عنه
رماها زيدان بنظرة حادة مشتعلة غاضبة ليترك معاذ يقبض علي ذراعيها يصيح فيها طفح كيله نفذ صبره الي هنا وكفي:.

- انتي عايزة ايييه بالظبط عايييزة ايييه، يا شيخة حرام عليكي، ذالل نفسي بقالي سنين عشان بس تحسي بحبي ليكي، كانت غلطة والله ما كنت في وعيي، اعتذرلتلك بدل المرة ألف، وكنت مستعد اعتذر تاني وتالت واعمل اي حاجة في الدنيا عشان اعوضك عن اللي حصل، بس انتي قاسية يا لينا، قاسية أوي، شايله قلبك خااالص، أنا هطلقك مش دا اللي انتي عيزاه، هطلقك، بشرط تتنازليلي عن ابني اللي انتي حامل فيه، يا أما كدة يا ما فيش طلاق.

رماها بنظرة باردة نظرة خاوية تماما من عاطفة زيدان التي تعرفها ليبعدها عنها تركها ورحل يشعر بالاشمئزاز منها ومن نفسه، غادر كما جاء فجاءة غادر فجاءة، تهاوت هي علي مقعدها مرة أخري، قاسية هي القاسية بعد كل ما حدث هي القاسية، انحدرت دموعها تغرق وجهها أخفت وجهها بين كفيها تشهق في بكاء عنيف، اندفع معاذ ناحيتها جلس جوارها يحاول تهدئتها بشتي الطرق الممكنة:.

- لينا اهدي يا لينا، لينا عشان خاطري ما تعمليش كدة، طب عشان خاطر اللي في بطنك، انتي حامل واللي انتي بتعمليه دا غلط
رفعت وجهها عن كفيها تحتضن بطنها بذراعيها تشهق في البكاء تتمتم من بين بكائها العنيف:
- عايز ياخده مني يا معاذ، بعد كل اللي عمله لسه عايز يأذيني تاني، أنا مستحيل اسبله ابني ابدااا
حرك رأسه إيجابا سريعا يردف سريعا متلهفا:
- مش هياخده والله مش هياخده، اهدي أنتي بس هقوم اجيبلك كوباية عصير.

تركها وغادر بينما جلست هي مكانها ترتجف بعنف تتذكره صياحه مرة تليها أخري تنساب دموعها دون توقف، استسلم هو لم يعد يريدها، كيف يتركها هو من حطمها، هو من يجب أن يتحمل نتيجة ما فعل، يأس منها بتلك السرعة، مر الكثير من الوقت حتي شعرت أن معاذ غادر من الأساس، التفتت حولها لتجده عائدا من هناك يحمل كوب عصير في يدها توجه ناحيتها يضع الكوب امامها يتمتم معتذرا:
- معلش الكافتريا زحمة اشربي العصير عشان تهدي شوية.

رفعت وجهها المجهد إليه تنظر له بعينيها الغائرة الحزينة الشاردة، حركت رأسها إيجابا تلتقط كوب العصير ترتشف منه علي مهل الي أن شربت ثلثيه تقريبا، قامت تستند علي الطاولة لتقف معتدلة التقطت حقيبة يدها تتمتم في شحوب:
- معاذ أنا تعبانة وعايزة اروح
هب يقف سريعا يبادر قائلا بتلهف:
- تحبي اوصلك
حركت رأسها نفيا بخفة تبتسم في إجهاد واضح تهمس بخفوت:
- لا يا معاذ أنا معايا العربية والسواق، هبقي اكلمك.

تركته وغادرت بينما وقف هو ينظر في اثرها حزينا علي حالها، ذلك الأحمق الذي تزوجها يؤذيها بشكل بشع، ظل يتابعها الي أن اختفت من أمام عينيه ليتهاوي جالسا علي مقعدها ينظر لكوب العصير الخاص بها، شبه فارغ الا من ربعه الأخير مد يده يلتقط الكوب يبحث عن ذلك الموضع الذي لامسته شفتيها ليرتشف ما بقي من الكوب...

علي صعيد آخر في منزل عمر السويسي...

خرج من مرحاض غرفته، يجفف خصلات شعره، الساعة الآن قرب الخامسة، تالا في المطبخ تعد الغداء، خرج من الغرفة يأخذ طريقه الي المطبخ، سيعوضها سيفعل أي شئ لتسامحه، ما فعل في حقها كان بشعا، دخل الي المطبخ بخفة يبحث عنها ليجدها هناك تقف أمام المقود تحرك شيئا ما بملعقة خشب كبيرة، ارتسمت إبتسامة عابثة علي شفتيه يريد حقا أن يجرب ذلك المشهد الذي يراه في الأفلام الإنجليزية، اتجه ناحيتها بخفة يمشي علي أطراف أصابعه الي أن وقف خلفها احتضن جسدها فجاءة لتشهق الأخيرة فجاءة دفعته بعنف بعيدا عنها ليسقط علي ظهره أرضا ينظر لها مصدوما تنكمش ملامحه من الالم تأوه بصوت عالي يصيح بنزق:.

- ايه يا تالا يا حبيبتي انتي بتلعبي كارتية يا روحي، دي زقة دي، غضروفي راح
عقدت تالا ذراعيها أمام صدرها تنظر له نافرة عذره الوحيد أنه لا يتذكر ما حدث والا لكانت وضعت تلك الملعقة داخل حلقه وقتلته ابتسمت في اصفرار تردف في براءة:
- ما أنت خضتني يا عمر، حد يعمل كدة
مسد عظام ظهره برفق انكمشت قسماته يردف متألما:.

- كنت عايز ابقي رومانسي، اعمل زي ما بيعملوا في الأفلام الاجنبي، عمودي الفقري مش حاسس بيه منك لله يا شيخة، انتي واقفة تضحكي تعالي قوميني
تعالت ضحكاتها المتشفية علي ما حدث له، توجهت ناحيته تمسك بذراعه تحاول جذبه تتشدق ساخرة:
- قوم يا اخويا قوم
اخوكي، نطقها باشمئزاز ينظر لها مغتاظا لتجذبه من ذراعه بعنف وقف علي ساقيه اثرها ينظر لها مدهوشا لف ذراعه حول رقبتها يتحركان لخارج المطبخ ليتمتم متألما:.

- بعد الشدة دي قوليلي قوم يا اختي، متجوز لاعب كمال أجسام
ضحكت تالا تسخر مما يقول ليتحرك بصحبتها إلي غرفة النوم دفعته الي الفراش ليتأوه متألما يصيح فيها:
- براحة يا تالا اعتبريني زي عيالك
لم تتغير تعابير تالا الساخرة فقط اقتربت منه جلست جوار رأسه تربت خصلات شعره تتمتم ساخرة:
- طب يا حبيب ماما نام علي ما اخلص الاكل، مش كل شوية تدخل تلعب في المطبخ وتبهدلي الدنيا.

رفع حاجبيه مندهشا مما تقول لما تحادثه كأنه طفل صغير في الخامسة من عمره لاحت ابتسامة خبيثة علي شفتيه يتمتم في عبث:
- حاضر يا ماما، بس احكيلي حدوتة الأول ولا اقولك، اعملي لي رز بلبن فرن
نظرت له متهكمة ساخرة لتمسك خديه كأنه فقط طفل صغير تتشدق متهكمة:
- طب يا حبيب ماما بكرة هعملك اللي أنت عاوزه.

ضيق عينيه ينظر لها مغتاظا، لتتبدد نظراته الي أخري حانية مشرقة عاشقة مد يده يبسطها علي وجهها برفق ابتسم يتمتم بشغف:
- طب قوليلي بحبك
شحب وجهها إثر جملته، توسعت عينيها تنظر له متوترة، قلبها يطرق بعنف، عقلها يصيح غاضبا، لسانها يعجز عن النطق بحرف، كيف تنطقها بعد ما رأت، بعد أن عرفت خيانته لها، لا والف لا قلبها يرفض قولها، حمحمت تردف مرتبكة:
- أنا هقوم اعملك رز بلبن.

تحركت تغادر ليقبض علي رسغ يدها يمنعها من الفرار من جواره سلط مقلتيه علي عينيها يهمس لها بعشق فائض:
- أنا مش عايز رز بلبن يا تالا، أنا عايز اسمعك كلمة بحبك، ليه كل ما نبقي مع بعض بتهربي مني، أنا عملت حاجة زعلتك قبل الحادثة، قوليلي
حركت رأسها نفيا بعنف لتنهمر دموعها تحاول دفعه بعيدا عنها تهمس له راجية:
- أرجوك يا عمر ابعد عني، مش هقدر صدقني مش هقدر حتي انطقها.

توسعت عينيه فزعا ليهب معتدلا أمسك ذراعيها برفق يسألها متلهفا قلقا:.

- ليه يا تالا أنا عملت ايه طيب، أنا بحبك والله بحبك، دا أنا صحيت خالد يوم صباحيته الساعة 6 الصبح عشان اقوله أنا بحب تالا يا خالد واداني حتة قلم ساعتها، بس ما فرقش معايا، ما يفرقش معايا غيرك انتي والبنات، انتي دايما عيزاني بعيد عنهم، بتحسسيني اني مكروهة وسطكوا يا تالا، عشان خاطري أنا آسف علي اللي عملته ومش فاكره بس ما تكرهنيش يا تالا أنا بحبك، بحبك اووووي.

انخرطت في بكاء عنيف ليسرع بضمها بين أحضانه يخفي جسدها بين ذراعيه يقبل رأسه بين حين وآخر يتمتم نادما:
- عشان خاطري أنا آسف سامحيني.

هي فقط تحرك رأسها نفيا تحاول الابتعاد عنه وهو يرفض ويشدد علي عناقها، قاطع تلك اللحظات دقات علي باب الغرفة ابتعدت تالا عنه سريعا تمسح دموعها ليزفر هو حانقا يرغب في قتل نفسه حرفيا تنهد يسمح للطارق بالدخول، دخلت سارين في تلك اللحظات تبتسم بتوسع التفت حول الفراش لتتجه ناحية والدها من الاتجاه الآخر قبلت وجنته تردف مبتسمة:
- بابا حبيبي عامل ايه دلوقتي
ضحك عمر عاليا يقرص وجنتها بخفة يتمتم ساخرا:.

- يا بنت عمر بتسألي علي صحتي بردوا، ما تقلقيش يا ستي، حجزنا الفرح يبقي عائلي في فيلا عمك خالد آخر الأسبوع الجاي
قطبت سارين جبينها متفاجئة كانت تظن أن زفافها نهاية ذلك الأسبوع فتحت فمها لتسأله لما، ليبادر هو يتمتم ساخرا:
- يا ست المدلوقة، شقة عثمان لسه هتتنضف ونبعت هدومك، والعمال اللي عمك خالد بيتعامل بيعملوا صيانة، فأقرب ميعاد آخر الأسبوع الجاي
تنهدت سارين حانقة تهمس بصوت ظنته خفيض:.

- لسه آخر الأسبوع الجاي دا ايه الفرح النحس دا، أنا هتجوز امتي وأنا طالعة علي المعاش
توسعت عيني عمر في دهشة ينظر لتلك الصغيرة ليمسك احدي أذنيها يتمتم حانقا:
- يا بنت الجزمة يا مدلوقة دا أنا خايف علي الواد منك، اطلعي يا بت برة لهلغي الفرح خالص
ابتسمت سارين ببلاهة لتفر للخارج بينما ينظر هو في أثرها مدهوشا يتمتم متحسرا:.

- أنا عرفت ليه عمر ما كنش عايز يخلف بنات في فيلم عمر وسلمي، علي رأي المثل دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا، الحمد لله اني ما كنتش بتجوز عرفي
صمت للحظات ليصيح فزعا مذعورا:
- يا نهار اسود دا أنا عملت انيل، سارين خدي هنا يا بت ما فيش خروج من البيت تاني!

في شركة آل مهران جروب للسياحة.

كان ذلك الوقت هو المحدد لاستراحة موظفي الشركة، خرجت من مكتبها تمشي خلف البقية ابتسامة بلهاء تعلو ثغرها تتذكر مديح مديرها المباشر، وإعجابه بتصميمتها، مما أعطاها دفعة وحافز قوي للاستمرار في العمل، اكتشفت وهي تجلس علي مكتبها الخاص بين الكثير من الناس أنها كانت تعش حياة مغلقة تافهة لا يشغل بالها سوي توافه الامور، الهدايا، السهرات، الفساتين الباهظة التي يكتظ دولاب ملابسها بها، اعتادت علي أن تطلب فقط وكل شئ يأتي تحت امرتها، أما الآن تشعر بحماس غريب وكأنها فتاة أخري، قناة جديدة من انقاض تلك القديمة كعنقاء احترقت لتعد من جديد برونق آخر، طلبت طعامها لتأخذه متجهه الي تلك الطاولة البعيدة عن الجميع تجلس عليها تنظر لذلك الجمع حولها، ربما يوما ستندمج معهم، تنهدت تبتسم سعيدة رفعت وجهها حين شعرت بحركة قريبة منها لتتجمد الابتسامة فوق شفتيها توسعت عينيها في صدمة حين رأته جذب مقعد ويجلس أمامها يبتسم، جالت بعينيها علي قسمات وجهه بتلهف، لم تكن تعرف أنها اشتاقته بذلك القدر إلا الآن، ترغب حقا في تلك اللحظة بأن ترمي بنفسها بين ذراعيه تعانقه تخبره بأنها اشتاقته في كل لحظة مضت، ازدردت لعابها تحاول الا تنظر ناحيته، لينتفض جسدها حين شعرت بيده امتدت تمسك بكف يدها يسألها متلهفا مشتاقا:.

- ازيك يا مايا عاملة ايه وحشاني اوي، انتي كويسة
سحبت يدها من يده بحركة عنيفة جعلته ينظر لها مندهشا اخفضت رأسها تتجنب النظر إليه تتمتم بصوت خفيض مختنق:
- الحمد لله كويسة
طال الصمت من ناحيته لترفع وجهها تنظر له لمحة خاطفة لتراه ينظر ناحيتها يبتسم باشتياق اشاحت بوجهها بعيدا عنه تهمس بخفوت بارد:
- ممكن بعد إذنك تتفضل تمشي
جملتها افزعته توسعت عينيه في فزع ينظر لها مصدوما ليهدر متعجبا فزعا:.

- امشي!، أنتي عيزاني امشي يا مايا، مايا أنا أدهم
رفعت وجهها إليه لتدمع عينيها رغما عنها سيطرت غصة عنيفة علي نبرة صوتها:
- أدهم مين، أدهم اللي حبيته سنين وفي الآخر كان بس بيستغلني عشان يحقق انتقامه من بابا، اللي عمره ما أذاه، أنا ما اعرفكش عن إذنك.

قالت ما قالت وتركته تحت تأثير تلك الصاعقة التي خرجت من شفتيها لتغادر الطاولة تسرع خطاها الي أين لا تعرف هي فقط تشعر بالاختناق تود أن تنفرد بحالها فئ مكان مغلق لتنفجر في البكاء، اصطدمت في طريقها بأحدهم لتتمتم:
- أدهم، قصدي رعد أنا آسفة
نظر رعد لها قلقا من حالتها ليسألها متلهفا:
- مالك يا مايا.

حركت رأسها نفيا بعنف تشعر بدموعها تتساقط لتهرول من أمامه الي المرحاض الخاص بالموظفات، بينما وقف رعد ينظر في أثرها متعجبا لمح بعينيه أدهم يجلس بعيدا رأي دموعه المتحجرة ليتنهد حزينا علي حالهما معا لما يجب أن يكون العشق مؤلم لتلك الدرجة، ابتسم ساخرا يسخر من حاله من الجيد إذا أنه لم يعشق، عاود النظر ناحية أدهم ليأخذ طريقه إليه ربما يمكنه مساعدتهم مرة أخري.

حين بدأ عقلها يستجيب للدنيا من جديد أصوات كثيرة متتداخلة تأتي من كل مكان حولها اقربهم صوت سيدة صوت مألوف تعرفه يتمتم باراتياح:
- أهي بدأت تفوق أهي، بدور أنتي سمعاني.

شيئا فشئ بدأت تفتح عينيها من جديد لتبصر وجه ثلاثة لينا وخالد وحمزة، لينا تجلس جوارها والرجلين يقفين أمام الفراش زاغت عينيها للحظات لتغمضها متحسرة علي حالها حين تذكرت آخر ما حدث معها، لولا مجئ حمزة لكانت عانت الأمرين، نظرت ناحية لينا حين شعرت بها تمسح علي شعرها تهمس لها بحنو:
- انتي كويسة يا حبيبتي
ابتسمت في وهن تحرك رأسها إيجابا ببطئ لتنتفض فزعة علي صوت خالد يزمجر غاضبا:.

- زي القرد أهي، أنا عايز أعرف بقي إيه اللي خلي الهانم تخبي عليا، مستنية ايه لما يغتصبك ويصورك يا غبية، خايفة منه بعد كل اللي عملته فيه لسه بتخافي منه
نظرت بدور له فزعة تنساب دموعها رغما عنها لتصيح لينا تحاول ردعه عما يقول:
- خالد مش كدة إنت مش شايف حالتها
فجاءة وبدون سابق إنذار انفجر خالد كبركان غاضب عنيف:.

- حالة ايه وزفت إيه، وانتي عارفة حالتها كانت هتبقي ايه لو حمزة ما عرفش بأن الحيوان دا كان بيهددها، أنتي عارفة حالتي أنا كانت ايه وأنا عارف انها رايحاله، وحمزة رافض إني اتدخل، مش عارف هيلحقها ولا مش هيلحقها الكلب دا هيعمل فيها ايه، ليييه لأن بدور هانم ما بتفكرش، بدور هانم شايلة مخها وحاطة مكانه طبق لوبيا، كل اللي هي فالحة فييييه، أنا مش عايزة اتقل عليك يا بابا.

خالد كفاااية، صاح بها حمزة عله يوقف سيل السباب الذي يخرج من فم أخيه ولكن خالد لم يتوقف بل اندفع ناحية أخيه يقبض علي تلابيب ملابسه يصيح فيه:
- وأنت مالك، بنتي وبربيها، إن شاء الله حتي أكسر دماغها مالكش فيه
هنا غضب حمزة بلغ به الغضب منه ليمسك بملابس أخيه يصيح غاضبا:
- هي لا بنتك ولا أنا هسمحلك تمد إيدك عليها...

قبض خالد علي كفي حمزة يبعد قبضتيه عن ملابسه يدفعه بعيدا عنه نظر له حانقا ليتركهم ويخرج من الغرفة، جلست لينا جوار بدور تحاول التخفيف عنها قليلا، ووقف حمزة بعيدا ينظر لها مشفقا علي حالها، اقترب يجلس علي مقعد جوار فراشها ينظر لزوجة أخيه يتمتم في هدوء:
- معلش يا لينا عايز اتكلم مع بدور كلمتين.

نظرت له تحرك رأسها إيجابا لتتركهم متوجهه الي الخارج، ظل هو صامتا للحظات فتح فمه يود سؤالها عن حالها لتبادر هي تهمس مرتبكة:
- ااانت عرفت منين
زفر أنفاسه المختنقة يحرك رأسه إيجابا يخبرها ما حدث:
- فاكرة الليلة، اللي روحتي نمتي فيها جنب مايا وأنا روحت ابات عند خالد وسيلا
حركت رأسها إيجابا ليكمل هو:.

- موبايلك رن مرة واتنين وتلاتة، أنا تجاهلته لأنها خصوصياتك مش من حقي اشوفها، بس لما الموضوع زاد قولت يمكن حاجة مهمة، لما فتحت الموبايل كان اللي بيرن فصل، وجت بعدها رسالة من البيه، كان فاكرك بتتهربي منه عشان ما بترديش علي اتصالاته وبيهددك انك تجيبله 250 الف جنية، استنيتك تحكيلي او تحكي لخالد ما فيش، فقولت أنا لخالد وعملنا لعبة ال 250 ألف جنية، وركبت شريحة تتبع في موبايلك وكنت وراكي خطوة بخطوة، وكويس أوي أني عرفت صدفة، أنا بقي دلوقتي اللي عايز اسألك يا بدور ليه خبيتي ليه ما قولتيش ليا أو لخالد.

انسابت دموعها في صمت تعنف نفسها حمقاء غبية كما قال هو تماما، الآن فقط عرفت سر لهجة خالد الغريبة صباحا
Flash back
استيقظ ظهرا اغتسلت وبدلت ثيايها تردد في نفسها كلمة واحدة علها تشجعها ستعطيه النقود وينتهي كل شيء، خرجت من غرفتها بهدوء تاركة الصغار نائمين، متوجهه الي أسفل الي باب المنزل اتجهت ما كادت تفتحه سمعت صوت خالد يهتف من خلفها محتدا:
- رايحة فين يا بدور.

ابتلعت لعابها الجاف تسارعت دقات قلبها خوفا لما صوته غاضبا لتلك الدرجة التفتت تحاول رسم ابتسامة علي شفتيها تتلعثم متوترة:
- هااا، لالا ابدا أنا رايحة اشتري شوية حاجات وهرجع علي طول
رماها بنظرة حادة نظرة غاضبة لم تفهم سببها حتي رأته يشد علي قبضته ليهمس لها من بين أسنانه:
- مشوار!، متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجة
حركت رأسها نفيا سريعا تحاول التقاط أنفاسها المبعثرة التفتت تود الفرار تتمتم سريعا:.

- عن إذنك عشان ما اتأخرش
Back
عادت من ذكراها لتبتسم ساخرة علي حالها، ما حدث اشبه بفيلم اكشن قديم وهي كالعادة كانت الطعم الأحمق، اجفلت علي جملة حمزة:
- آخر الأسبوع الجاي هيبقي كتب كتابنا موافقة ولا محتاجة وقت أكتر
توسعت عينيها في دهشة التفتت برأسها ناحيته، رمشت بعينيها عدة مرات تسأله متوترة:
- بس بابا
قاطعه قبل أن تنطق حرفا آخر:
- مالكيش دعوة بخالد، انتي موافقة.

اضطربت حدقتيها في حيرة مرة أخري لم يعد هناك مجال لأي حيرة تنهدت متعبة تحرك رأسها إيجابا لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم بهدوء:
- مبروك يا درة.

في الأسفل، جلس خالد علي احد المقاعد في الصالة يشعر بألم يزداد شيئا فشئ ينهش قلبه، مد يده في جيب سرواله يبحث عن ذلك المسكن التقطه يبتلع أحد الأقراص، حين رن هاتفه برقم شاهين طبيب القلب الذي تواصل معه مؤخرا لأجل حالة شهد، التقط هاتفه يرد سريعا:
- ها يا شاهين طمني، عملت ايه في الصور والاشعة والتحاليل اللي ادتهملك
رد شاهين مبتهجا:.

- اطمن يا باشا، اتواصلت مع مستشفي كبيرة في لندن وبعتلهم صور الاشعة والتحاليل، وهما تواصلوا معايا من دقايق يبلغوني إن عندهم قلب فصيلة دمه تتطابق التحاليل بس لازم السفر يبقي في أسرع وقت...
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيه يشعر بسعادة تغمره، اخيرا وجد ما سيكفر به عن ذنبه تجاه شهد وبعدها سيطلقها وينتهي كل شئ، رد سريعا:
- ماشي يا شاهين، ظبط إجراءات السفر وأنا هبعتلك الباسبور، وكل حاجة في اقرب وقت.

انهي مكالمته مع الطبيب، في لحظة دخول ابنته الي المنزل قطب جبينه ينظر لها قلقا من ملامح وجهها الشاحبة، دق هاتفه في تلك اللحظة مرة أخري، برقم زيدان فتح الخط يردف بهدوء:
- ايوة يا زيدان
سمع صوت رجل غريب لا يعرفه يقول سريعا:
- حضرتك تعرف صاحب الموبايل دا...
انتفض خالد خوفا حين سمع تلك الجملة هب واقفا يصيح خائفا:
- ايوة اعرفه دا ابني
رد الرجل مرة أخري في حزن:.

- أنا آسف حضرتك، صاحب الموبايل عمل حادثة العربية اتقلبت بيه ووده مستشفي ال...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة