قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التسعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التسعون

في غرفة أدهم في المستشفى، حيث الدهشة والفرحة صرخت في وجة مايا حين فتح عينيه من جديد، صدمة سعيدة أصابتها بحالة شلل مؤقتة للحظات وهي فقط تنظر له تنهمر دموعها بلا توقف، جسدها يرتجف وكأنه يُصعق، ابتسامة كبيرة واسعة تأكل وجهها، همست باسمه بضعف شديد لتقترب منه وقفت بالقرب منه تخاف أن تقترب فيتألم وإن تبتعد فيكون حلما، مدت يديها تلمس وجهه بكفيها تتحسسه تحرك رأسها إيجابا تؤكد لقلبها أنه هنا حقا، حي عاد لها من جديد بعد طول فراق بجسد حاضر وعقل غائب وروح تائهة، حركت رأسها إيجابا تنظر لعينيه ليعطيها ابتسامة مجهدة يومأ برأسه مرة واحدة في خفة، رفع كفه يده يرغب في إزالة تلك الدمعات التي تغرق وجهها، لينتفض قلبها ما أن شعرت بكفه يلامس وجنتها شهقت في بكاء مشتاق تهمس باسمه مرة بعد أخري، قاطع تلك اللحظات صوت حمحمة قوية من رعد، جعلت مايا تنتفض تبتعد عن أدهم بينما وجه أدهم له نظرة نارية، ابتسم رعد في هدوء كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في تعقل:.

- ما خدتوش بالكوا ليه كل ما بتتجمعوا بترجعوا تتفرقوا تاني، بسبب اللي إنت بتعملوه دا، انتوا تقريبا بتتعاملوا كأنكوا متزوجين وانتوا ما فيش بينكوا اي رابط، دا غلط ويغضب ربنا...
وجه انظاره الأخيرة ناحية أدهم مباشرة ابتسم يقول ببساطة:
- حافظ عليها عشان ربنا يجمعك، شايف السجع يا ابني، الله عليا دا أنا عليا جُمل، أنا هروح اشوف الدكتور بتاعك، عن اذنكوا.

خرج رعد من الغرفة في هدوء تاركا خلفه عاصفة هوجاء من الافكار كل منهم ينظر للآخر، يفكر تقريبا في نفس الفكرة، كلاهما كان يعلم أنهم ليسوا أشقاء ومع ذلك كانا يعيشان في كهف الوهم، عضت مايا علي شفتيها ندما حين تذكرت ما كانت تفعل في السابق، اغمض أدهم عينيه في ضيق، كان حقا يتمادي ويقنع نفسه بأن ضحية عشق محرم، تنهد يزفر أنفاسه النادمة، بينما عادت مايا للمقعد تبتعد عنه كل منهما يفكر بكثرة في تلك الكلمات التي قالها رعد قبل لحظات، لحظات فقط وسمعا دقات علي باب الغرفة، دخل الطبيب مبتسما يتمتم في مرح:.

- ها يا سيدي انا ما رضتش اقول اهو، عملتلهم المفاجأة
قطبت مايا جبينها في عجب مما يقول الطبيب وجهت انظارها له تسأله:
- مفاجأة ايه
توسعت ابتسامة الطبيب أكثر ينظر ناحية مايا يتمتم مبتهجا:
- استاذ أدهم فاق من الغيبوبة النهاردة الصبح قبل ما حضرتك تيجي بحوالي 3 ساعات ونص وعملناله الفحوصات والاشعة اللازمة والحمد لله صحته في تحسن مستمر، بس رفض تماما أن المستشفى تبلغكوا وقال عايز يعملها مفاجأة.

نظر رعد لمايا كل منهما في دهشة أعينهم متسعة مما سمعوا ليلتفت رعد ناحية ادهم يتمتم مدهوشا:
- يعني مش خطتي هي اللي صحتك
خرجت ضحكة ساخرة ضعيفة من بين شفتي أدهم، استند علي كفيه ينتصف جالسا ببطئ اراح جسده نظر لادهم ساخرا يتمتم في تهكم:
- خطتك دي يا حبيبي كبيرها تحصل في الأفلام الهندي، أنت كنت مطبق علي قناة ايه إمبارح عشان تطلع لنا بالفكرة الجهنمية.

ضحك رعد عاليا رفع يده يعبث في خصلات شعره بخفة ينظر لادهم في حرج يتمتم:
- ماشي يا سيدي مقبولة منك، المهم دلوقتي حمد لله علي سلامتك
اقترب رعد من أدهم يعانقه بخفة مراعاة لحالته الصحية همس جوار اذنه يصوت خفيض معاتب:
- كفاية كدة يا أدهم، انتوا تجاوزتوا كل الحدود بينكوا، يا عم اكتبوا الكتاب وابقي اعمل اللي إنت عايزه
ابتسم أدهم حين ابتعد رعد عنه ينظر له ممتنا يتمتم في خفوت:
- شكرا يا رعد.

ودعهم رعد وغادر، ليخرج الطبيب بعده قد تم بالفعل كافة الفحوصات الخاصة به بعد أن أستيقظ من الغيبوبة فلا داعي لوجوده الآن، تنهد أدهم في ضيق يشعر به يقيد أنفاسه، نظر ناحية مايا لتراها تنظر ناحيته نظراتها مزيج من العتاب والغضب تتنفس بسرعة وعنف، ظلت صامتة للحظات قبل أن تصيح فيه غاضبة:
- يعني إنت صاحي وفايق وسايبني هموت من القلق عليك وعمالة اتحايل عليك عشان تصحي
وأنت اصلا صاحي.

ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ينظر لها مبتهجا في مرح، خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه يتمتم معتذرا:
- أنا كنت نايم والله لما جيتي العلاج اللي بيدهولي بيخليني مش حاسس بحاجة خالص ولما بدأت اركز مع صوتك عشان اصحي، جه أستاذ رعد يمثل مسرحيته فقولت اشترك معاكوا أنا من زمان بحب التمثيل انتي عارفة..

خرجت ضحكة خفيفة مرحة من بين شفتيها رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة شدت بيديها علي المقعد تمنع جسدها العاصي من أن يركض ناحيته يرتمي بين أحضانه تنهدت تهمس في شوق:
- نفسي احضنك اوي يا أدهم
لم يقل شوقه بل يزيد فاضت عينيه بانهار من الشوق المصفي كالعسل، حرك رأسه إيجابا يهمس في حالمية عاشق:
- وأنا هموت واشدك لحضني اوي يا مايا، بس رعد عنده حق، احنا غلطنا اوي.

اخفضت رأسها ارضا في حرج بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا كأنها طفلة صغيرة مذنبة، لتسمعه يكمل بعذاب:
- احنا الاتنين كنا عارفين اننا مش اخوات ومع ذلك كنا بنستهبل، كل مرة كانت الدنيا بتحاول تفوقنا من الي كنا فيه ومع ذلك ما كناش بنتعلم الدرس
رفعت وجهها إليه مرة اخري تؤيد برأسها ما يقول هو حقا محق، ابتسم هو ينظر لها باشتياق حمحم يقول في جد:.

- أنا بحبك يا مايا وانتي عارفة أنا بحبك قد ايه، بس لحد ما نكتب الكتاب لو قربتي مني هلطشك بالقلم علي وشك
توسعت عينيها في دهشة ترمش بعينيها في ذهول، بينما اكمل هو بنفس النبرة الحادة الضعيفة:
- وأنا بردوا نفس الحكاية لو جيت جنبك صوتي وقولي متحرش.

خرجت ضحكاتها ما أن نطق تلك الجملة تحرك رأسها إيجابا، ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات طويلة صامتة ابتسامة واسعة جميلة تعرف طريقها لثغر كل منهما، كادت أن تتوه عيني أدهم في حسنها الناعم، ليحمحم سريعا يحاول أن يستفيق من حالة الخدر التي تسلب لبه ما أن يراها، ابتسمت مايا في نعومة تهمس له:
- أنا هروح اكلم بابا أبلغه، حمد لله علي سلامتك.

تحركت تخرج من غرفة تتحرك عيني أدهم معها تنهد بحرارة ما أن خرجت ليرفع يده يخللها في خصلات شعره يتمتم بولة:
- امتي بقي!

علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي توقفت سيارة حسام في حديقة المنزل، نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متعجلة ناحية باب المنزل، رفع يده يدق الباب عدة مرات ينظر لساعة يده يحرك ساقه اليسري في توتر، في تلك اللحظات كان حمزة لا يزال مستيقظا يعمل علي حاسبه المحمول، مد ذراعيه يتثأب ناعسا قضي ساعات مع تلك البرامج يحاول فقط أن يحكم خيوط الأمان حول ابنة شقيقه، قطب جبينه متعجبا ما أن سمع صوت دقات علي باب المنزل، تُري من الطارق، تحرك من مكانه قبل أن تخرج احدي الخادمات اقترب من الباب فتحه لترتسم ابتسامة صغيرة حانية علي شفتيه، ذلك هو الابن البكر لشقيقه اسمه حسام علي ما يتذكر، هو حقا يشبه أخيه، توسعت ابتسامة حمزة يردف مرحبا:.

- اهلا اهلا، خش يا حسام مش حسام بردوا تعالا يا ابني البيت بيتك ما تتكسفش
حمحم حسام في خفوت يومأ برأسه إيجابا خطي للداخل، ليجد ذلك الرجل يلف ذراعه حول كتفيه نظر حسام له متعجبا ليتمتم حمزة مبتسما:
- بس ايه ياض دا، نسخة من أبوك، أنا من اول مرة شوفتك فيها والله كنت شاكك فيك، ساعات عيد ميلاد لينا، اقعد يا ابني دا بيتك.

ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة علي شفتي حسام فتح فمه يريد أن يقول شيئا هاما ولكن منعه حماس حمزة المبالغ فيه حين بادر يقول مبتسما:
- أنا بقي يا دكتور عمك حمزة ابقي تؤام ابوك، أنا احلي طبعا
ابتسم حسام في اصفرار يحرك رأسه إيجابا تنهد يزفر حانقا حين بادر حمزة من جديد:
- أنت دكتور ايه بقي.

ابتسم حسام ساخرا لا يعرف ما يقول كان طبيب في قسم النساء قبل أن يدخل هذه العائلة ولكن بعد أن دخلها بات طبيب في جميع التخصصات الخاصة بالعائة عامة وبسارة خاصة!، حمحم حسام يحادث عمه:
- نسا وتوليد، معلش أنا كنت عايز بابا في موضوع مهم جداا ما ينفعش يتأخر
اومأ حمزة برأسه إيجابا رفع يده يربت علي كتف حسام يحادثه مبتسما:
- طب اقعد يا حبيبي وأنا هطلع اصحي أبوك.

ابتسم حسام له ممتنا، ليأخذ حمزة طريقه لأعلي حيث غرفة أخيه يفكر قلقا أي مصيبة يحمل حسام الآن، خالد لم يعد يملك طاقة لحمل المزيد من المصائب تنهد قلقا ما أن وصل لغرفة أخيه، ليرفع يده يحرك ذلك المقبض الصغير المحفور داخل الحائط ليتحرك الحاجز العازل الزجاجي للرصاص والصوت ويظهر باب الغرفة خلفه ابتسم حين تذكر آخر محادثة له مع أخيه بشأن ذلك العازل.

« بقولك يا حمزة أنا بفكر أخلي باب أوضة عازل مش عايز دوشة
- وافرض حصل مصيبة، او اتخانقت مع لينا، او لينا تعبت مثلا في الأوضة وحبت تنادي علي حد
- خلاص يا عم مش هعمله
- ركب العازل لوحده
- هو ينفع!
- التكنولوجيا اتغيرت عن زمان يا خالد »
عاد حمزة من شروده القصير ليرفع يده يدق علي الباب بخفة، طرقة اثتنين، ثلاثة، الي أن سمع صوت أخيه الناعس يتمتم من الداخل:
- ايوة طيب.

لحظات وفتح خالد باب الغرفة ليظهر وجهه الناعس شعره المبعثر عينيه الحمراء من أثر النوم، تثأب ينظر لأخيه ناعسا:
- ايه يا حمزة في ايه علي الصبح، كان عندي حق لما كنت عايز اعمل الباب عازل
ضحك حمزة ساخرا ليمد يده يضعها علي كتف أخيه اخفض صوته قليلا ليهمس له بصوت خفيض:
- حسام تحت وبيقول عايزك في حاجة مهمة.

توسعت عيني خالد قلقا، حسام هنا، شهد أصابها مكروة بالطبع، او الاسوء زيدان حدث له شئ، تحرك يود النزول لأسفل، ليجد كف حمزة يقبض علي يده يمنعه من التقدم خطوة واحدة نظر خالد لأخيه متعجبا، ليشير حمزة الي مظهره المزري يتمتم مشمئزا:
- هتنزل بمنظرك دا، شكلك ولا المتسولين...

نظر خالد لحالته المزرية ليبتسم دون مرح ابتسامة جافة قلقة، حرك رأسه إيجابا سريعا ليعود لغرفته، بينما أخذ حمزة طريقه إلي غرفته، دق الباب كعادته، ليسمع صوت درته الغالية يأذن بالدخول، ابتسم يدير مقبض الباب دخل ليراها هناك جالسة فوق الفراش تفرك عينيها تتثأب ناعسة، ابتسم يقترب منها جلس جوارها يغمغم ببهجة:
- واضح اني بقيت منبة ماشي اصحي البيت كله.

نظرت بدور ناحيته دون أن تبتسم حتي، رمته بنظرة عتاب قاسية لتشيح بوجهها بعيدا عنه، ارتفع جانب فمه بابتسامة متعجبة قطب جبينه، لحظات فقط وصدم جبينه براحة يده حين تذكر ما حدث بالأمس، حمحم يبتسم في ببشاشة ليقترب منها لف ذراعه حول كتفيها يتمتم مبتسما:
- ياااه انتي لسه زعلانة من امبارح، يا حبيبتي أنا قولتلك ما بعرفش اشتغل وحد بيتكلم جنبي، وأنا كنت بعمل شغل مهم امبارح جدا...

عادت تنظر له من جديد تنهدت تهمس له بتوتر:
- ايوة بس أنت زعقت جامد وسيبت الأوضة وخرجت...
تنهد يأسا ليقترب طبع قبلة صغيرة علي جبينها يهمس له معتذرا:
- حقك عليا يا درة خلاص بقي ما تقفشيش.

ابتسمت ساخرة من حالها باتت تغضب وهو يراضيها لانه فقط ترك الغرفة لأجل عمله ولو كان أسامة لكان أقام الدنيا فوق رأسها، ابتسمت تنظر له تشعر بارتياح، أمان، قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه، جذبه من جيب سرواله ليجده يضئ باسم ابنته، فتح الخط وضع الهاتف علي أذنه:
- ايوة يا مايا، خير يا حبيبتي
لحظات صمت قصيرة سمع بعدها صوت ابنته المرتعش الباكي وهي تهمس له:
- أدهم فاق يا بابا!

شخصت عينيه في ذهول توقف نابضه للحظات أدهم طفله الصغير عاد من جديد، ادمعت عينيه تسارعت دقات قلبه تكاد تفجر صدره، فقط جملة واحدة هي من استطاع التفوة بها:
- أنا جاي حالا
اغلق مع ابنته الخط ليهب واقفا يلتف حول نفسه يهذئ من شدة فرحته:
- أدهم فاق، ابني، ابني، فين هدومي، هدومي فين، ابني.

تحرك خالد لأسفل سريعا بعد أن هندم هيئته المبعثرة، نزل بخطي سريعة لأسفل ليجد حسام هناك يجلس علي أحد المقاعد يبدو متوترا من حركه ساقه المتوترة السريعة، اقترب منه سريعا يسأله قلقا:
- حسام، في ايه يا ابني طمني، زيدان كويس، امك حصلها حاجة
حرك حسام رأسه نفيا تنهد يخرج أنفاسه القلقة نظر لوالده للحظات ليتمتم راجيا:.

- بابا، ارجوك ماما عايزة تشوفك إنت ودكتورة لينا ضروري، أرجوك يا بابا، دي كانت عايزة تيجي هي ليكوا بس حالتها ما تسمحش خالص، أنا مش عارف هي عايزة ايه، بس هي قالتلي ما ترجعش من غيرهم.

انتاب خالد القلق من كلمات حسام، ماذا تريد شهد من لينا، لما ترغب في رؤيتهما معا وبذلك الإلحاح، لينا لن توافق بالطبع علي ذلك، تنهد حائرا رفع رأسه ينظر لأعلي السلم، ليحرك رأسه إيجابا، ترك حسام يقف مكانه ليتحرك لأعلي حيث غرفته ما أن دخلها واغلق الباب، انفتح باب غرفة حمزة يخرج منها مهرولا خلفه بدور يمسك بيدها يجذبها معه بعد أن أوصت تلك المربية الإنجليزية التي جلبها حمزة لتخفف عنها أعباء الصغار، تحركت معه هي من اصرت علي الذهاب معه وهو لم يعترض، تحركا معا لأسفل، ليقابلا حسام في طريقهما، اقترب حمزة منه يعانقه بقوة وحسام ينظر له مدهوشا مما فعل ابعده حمزة عنه قبض علي ذراعيه يبتسم فرحا:.

- وشك حلو يا حسام!
قالها ثم غادر سريعا وخلفه تلك السيدة، وقف حسام ينظر في اثرهم مدهوشا ليصدم كف بآخر يتمتم متعجبا:
- دا العيلة المجنونة دي.

في الأعلي ما أن دخل خالد إلي غرفته سمع صوت صنبور المياة يأتي من المرحاض، لينا تستحم بالطبع وقف للحظات يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر، ان أخبرها بأنه يريد منها الذهاب لشهد سترفض بالطبع وينتهي الأمر بانهيارها باكية كما يعرفها إذا فهي الحيلة!، تنهد يحاول أن يرتب كذبة سريعة في رأسه، حرك رأسه إيجابا يحكم خيوط كذبته، في لحظة خروجها من المرحاض ترتدي ثياب عملية يبدو أنها علي وشك الخروج، نظرت لوقفته الغريبة للحظات لتتوجه ناحية مرأة الزينة تحركت تجفف خصلات شعرها بمنشفة لتراه من خلال المرأة عينيه مصوبة ناحيتها، ابتسمت في اصفرار لتلتقط فرشاة شعرها تمشطه حين سمعته حين سمعته يسألها:.

- انتي رايحة فين
وضعت الفراشة من يدها لتلتفت له عقدت ذراعيها أمام صدرها ابتسمت دون حياة تتمتم ساخرة:
- ايوة رايحة شغلي عندك مانع
رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه ينظر لعينيها يقول مبتسما:
- وأنا من امتي منعتك من شغلك!
ارتسمت ابتسامة واسعة متهكمة علي شفتيها لتعاود النظر للمرأة ترتدي حجابها نظرت له بواسطة سطح المرأه تتمتم ساخرة:
- نص عمرك بس!

تنهد حانقا لينا باتت سليطة اللسان بشكل يجعله يود أن يعود لتلك الشخصية المريضة التي كانت تسيطر عليه قديما ليتخلص من شفرات لسانها الحادة، تنهد حانقا يحاول أن يهدئ، تحرك ناحية للأمام يقف خلفها ابتسم يتمتم في تروي:
- أنا عايزك تيجي معايا مشوار مهم وضروري أوي
رفعت حاجبيها في سخرية اكملت ارتداء حجابها دون أن تلتفت له تتمتم بخواء:
- فين.

نظر لتلابيب قميص بدلتها النسائية ليثني «ياقته» المرتفعة، ابتسم يتمتم في هدوء:
- هقولك لما نوصل
وضعت الدبوس الأخير في حجابها لتلتفت له تنظر له بقسوة تتمتم في تهكم:
- عيزاني اروح معاك مكان أنا مش عرفاه
تحركت تود تجاوزه ليقبض علي كفها جذبها لتعود إلي ما كانت واقفة تنظر للمرأة تري وجهه من خلال سطحها، بلعت لعابها مرتبكة حين سمعته يغمغم بصوت خفيض عينيه تأسر مقلتيها رغما عنها:.

- ما انتي يا أما روحتي معايا من غير ما تعرفي هنروح فين او هنعمل ايه، لما خرجنا من البيت دا زمان، كنا ماشيين في طريق المجهول مش عارفين حتي الدنيا هتاخدنا علي فين ومع ذلك عمرك ما سبتيني، كنتي بتقولي دايما كفاية اننا مع بعض، لآخر مرة يا لينا تعالي معايا من غير ما تكوني عارفة احنا رايحين فين.

ادمعت عينيها رغما عنها كم أرادت أن ترفض قلبها لا زال يصرخ من ألم ما فعله بها الا أنها حركت رأسها بإيجاب مسلوب الإرادة دقائق وكانت تتقدمه ينزلان لأسفل، توسعت إبتسامة حسام ما أن رآها ليهب سريعا يحادثها ممتنا:
- متشكر يا دكتورة، متشكر اوي.

قطبت جبينها متعجبة علي ما يشكرها ذلك الفتي تنهدت تنظر لخالد تسأله بعينيها ليبتسم لها في هدوء يتحركان سويا للخارج، تحرك حسام لسيارته، بينما استقلت هي السيارة جواره يتجهوا جميعا الي حيث هي فقط لا تعلم...

صباح يوم جديد مختلف، في مكان جديد عرفته بالأمس فقط، غرفة نوم في شقة زوجها معاذ!، باتت زوجة معاذ كما كانت تريد، تخلصت من لعنة زيدان نهائيا، إذا لما ليست سعيدة لما تشعر بألم بشع ينخر قلبها، وكان سوطا من نار يجلد روحها، اعتدلت في جلستها تخفي وجهها بين كفيها تتنفس بعنف، بعد ذلك الكابوس الذي حلمت به ليلة أمس، رأته هو بعدها في حلم سعيد، رفع يدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها بعنف تزفر بحرقة لما تلك الحيرة هي من ارادت واختارت هي من، قاطع سيل افكارها صوت رنين هاتفها برقم والدتها، ابتسمت بشحوب التقطته تجيبها بصوت هامس ناعس:.

- صباح الخير يا ماما
سمعت صوت والدتها المتلهف يسألها:
- صباح النور يا حبيبتي، عاملة ايه يا لوليتا، اوعي يكون الواد دا زعلك او فرض نفسه عليكي
ضحكت لينا في خفوت شاحب تحرك رأسها نفيا بخفة تحدثت بهدوء تطمأن والدتها:
- أنا كويسة يا ماما ما تقلقيش معاذ كويس وطيب ومقدر حالتي النفسية كويس، ما تقلقيش عليا.

بعد حديث ليس بطويل مع والدتها طمأنتها عليها وودعتها تغلق الخط، القت الهاتف علي فراشها، قامت من الفراش وقفت جواره تأخذ أنفاس قوية تطفي بها نيران قلبها القلق تحادث نفسها بحزم:
- كل حاجة هتبقي كويسة، معاذ كويس وبيحبني، هتتأقلمي يا لينا...

قلبها رفض وبشدة تلك الكذبات التي تخرج من فمها، تحركت ناحية حقيبة ملابسها التي لم تسنح لها الفرصة لإخلاء محتوياتها بعض اختارت احدي ملابسها البسيطة العملية التي تستخدمها في الخروجان العاجلة، تحركت للمرحاض اغتسلت تبدل ثيابها خرجت، تمشط خصلات شعرها، لتتجه ناحية باب الغرفة فتح قفل المفتاح لتطل برأسها للخارج المكان هادئ بشكل مخيف، في وسط ذلك الهدوء اخترق انفها رائحة طعام حقا شهية، تحركت من الغرفة تنظر حولها، منزله حقا الكثير من الغرف التي لا تعرف حقا ماذا يوجد خلف أبوابها المغلقة تحركت ناحية الخارج، تتلفت حولها كأنها طفلة ضائعة.

- بووو
صاحت حين جاء الصوت من خلفها مباشرة انتفضت من مكانها تنظر خلفها لتجد معاذ يقف خلفها يضحك عاليا علي منظرها الخائف، نظرت له حانقة تتمتم:
- حرام عليك خضتني
تعالت ضحكاته أكثر يشير لها يردف من بين ضحكاته:
- كان لازم تشوفي شكلك لما اتفزعتي
كشرت جبينها تنظر له بحدة، ليحمحم هو بحرج ينظر لها معترزا:
- أنا آسف والله، أنا بس كنت بهزر معاكي.

مزحة سخيفة لم تحبها ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، ليقترب هو خطوة اخري منها يسألها قلقا:
- رعبتيني امبارح عليكي انتي كويسة
اومأت برأسها بالإيجاب من جديد تتهرب بعينيها بعيدا عنه، لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه، اقترب يمسك بكف يدها يجذبها خلفه يحادثها بفخر مبتسما:
- تعالي تعالي هتلاقيكي واقعة من الجوع أنا عملك اكل عظمة، وبصراحة أنا واقع من الجوع ومش هاكل من غيرك.

تحركت معه دون اعتراض يمر أمام عينيها وهي تسير معه مشهد قديم لزيدان وهو يعد لها الطعام في اليوم التالي لزفافهم
«- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني، ».

ادمعت عينيها ما أن وصلت لتلك الجملة، مدت يدها تمسح دموعها سريعا قبل أن يلتفت معاذ ويراها تبكي ويمطرها بوابل من الأسئلة التي لن تنتهي، وصلا معا الي طاولة الطعام الممتلئة بكل بالكثير والكثير من الانواع الشهية جذب لها المقعد لتعطيه ابتسامة صغيرة جلست علي المقعد ليدفعه بها إلي الإمام قليلا، ليجلس جوارها، نظرت هي ناحيته في لمحة خاطفة لتقطب جبينها في عجب، تنظر لذلك الوشم الغريب الذي يحتل باطن ذراع معاذ رفعت وجهها إليه تسأله مستنكرة:.

- ايه يا معاذ الوشم الغريب دا حد يعمل وشم تعبان!، وبعدين الوشم حرام اصلا!

تحرك متلهفا إلي غرفة ولده، فتح الباب سريعا ينظر للداخل ليراه تسارعت دقات قلبه حين رآه يجلس يتحرك، عاد للحياة من جديد بعد سبات طويل اجهد قلبه هو، نظر أدهم لأبيه لتدمع عيني كل منهما، اقترب حمزة بخطئ بطيئة يجر ساقيه ناحية أدهم، إلي أن وصل لفراشه جلس ينظر لأدهم مشتاقا للحظات طويلة قبل أن يرتمي كل منهما بين أحضان الآخر، شدد حمزة علي عناق أدهم بينما انهمرت دموع الأخير يهمس له نادما:.

-سامحني يا بابا أنا آسف، سامحني
لحظات فقط وأبعد حمزة ادهم عنه قليلا احتضن وجهه بين كفيه يمسح بإبهاميه دموع ولده المنسابة ابتسم له يهمس نادما:
- أنا اللي مفروض اقولك سامحني، اقولك حقك عليا، وحشتني اوي يا أدهم، وحشتني اوي يا ابني
انهمرت دموع ادهم تصاحبها دموع حمزة ليعود لعناقه من جديد، يربت علي رأسه برفق، بعد دقائق طويلة ابعده عنه ينظر له مبتسما، ليقبل جبين ابنه يهمس فخورا:
- ربنا يخليك ليا يا إبني.

دقات علي باب الغرفة تلاها دخول الممرضة الي الحجرة، ابتسمت تردف:
- صباح الخير يا جماعة، ميعاد الدوا
ابتعد حمزة عن الفراش لتقترب الممرضة منه تعطي لادهم ادويته، أخرجت سرنجة فارغة تقترب من ذراع ادهم، ليصفر وجه الأخير حرجا هل يخبرهم بأن يعاني رهاب شديد من الحقن، حمزة فقط من يعلم، نظر أدهم لوالده خائفا لتتعالي ضحكات حمزة ينظر للممرضة:
- ليه الحقنة دي
نظرت له الممرضة تبتسم في هدوء تتمتم بعملية:.

- الدكتور طلب تحليل دم
أبتعد ادهم للخلف ينظر للممرضة مرتبكا ابتسم يغمغم متوترا:
- لالالا أنا كويس صدقيني مش محتاج تحليل ولا حاجة، أنا كويس جداا
نظرت له الممرضة متعجبة بينما انفجر حمزة في الضحك أدهم لم يتغير منذ إن كان طفلا يخشي « الحقن »، تقدم حمزة يقف أمام فراش ادهم يحادثه بحزم:
- افرد دراعك ياض، وبعدين حد يبقي قدامه ممرضة قمر زي كدا ويخاف من شكة.

ابتسمت الفتاة في خجل، تعاود النظر ناحية أدهم بينما نظرت مايا وبدور في غيظ شديد إلي حمزة، بدور زوجها يغازل اخري أمامها أما مايا، فوالدها العزيز يخبر حمزة بأن هناك فتاة جميلة أمامه وربما اجمل منها أيضا، نقل حمزة عينيه بينهما قلقا ليهمس في نفسه بخوف:
- هو في ايه، بيبصولي كدة ليه!

ومن مشفي لاخري وقفت سيارة حسام وخلفها مباشرة سيارة خالد ولينا أمام المشفي التي تقطنها شهد، تحرك حسام ناحية خالد يهمس له برقم غرفة والدته الجديدة، ليحرك خالد رأسه إيجابا، تحرك حسام يسبقهم، امسك خالد بيد لينا يتحرك معها للداخل، هي حقا لا تفهم ما يحدث قلبها يدق بسرعة البرق بشكل غريب غير مفهوم، توجه معها الي احدي الغرف دق بابها، قبل أن يدخل، ما إن وطأت قدميها للداخل توسعت عينيها في صدمة حين رأتها شهد بالطبع عرفتها تلك التي كانت بين أحضان زوجها قبل أيام، نظرت لخالد ترميه بنظرة نارية قاتلة، تحركت ترغب في الفرار حين سمعت صوتها يناديها بصوت ضعيف مجهد:.

- ارجوكي يا لينا استني ما تمشيش ارجوكي
وقفت لينا مكانها للحظات قبل أن تلتفت لها زفرت حانقة تحادثها بضيق:
- نعم خير، عايزة ايه
نظرت شهد لها تبتسم في شحوب لتعاود النظر لحسام تحادثه:
- خد ابوك واستنوا برة شوية معلش
وقفت مكانها تهز ساقها اليسري بعنف تنظر لغريمتها تتوعد لخالد ما أن تغادر، عاودت النظر لشهد التي تنهدت تهمس لها بشحوب واضح:.

- أنا عارفة أنك مش طيقاني واكيد مش طايقة خالد، وانا لحد قبل ما اعمل العملية ما كنتش بكره حد في حياتي قدك
توسعت عيني لينا تنظر لها في غيظ لتبتسم شهد تكمل ما تقول:
- بس لما قربت من الموت اوي كدة، اكتشفت أن الدنيا دي مش مستاهلة يا لينا، مش مستاهلة انتقام وحقد، اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة.

زفرت لينا حانقة رغما عنها اطاعت فضول الاثني داخلها لتتوجه الي اقرب مقعد من فراش شهد جلست عليه تنظر لها لتبتسم الأخيرة تهمس بخفوت نادم:.

- من زمان وانا عيلة صغيرة كنت بشوفك دايما وانتي ماسكة في ايد خالد بيوديكي ويجيبك، كنت بشوف ابتسامتك وفرحتك واتمني اني ابقي مكانك، لحد ما حصلت المعجزة وجت زينب هانم تطلب ايدي لابنها، قد ايه كنت سعيدة اوي، اخيرا كل الحب والحنية اللي كنت بشوفه وهو بيعاملك، هيعاملني أنا اكيد كدة، بس كنت غلطانة خالد عمره ما حبني، خالد مهووس بيكي، عمره ما نطق اسمي من غير ما يغلط وينطق اسمك قبله، قد ايه كنت بتكوي وهو في حضني وبينطق اسمك، بيقولك قد ايه هو بيحبك، حتي لما عرف اني حامل، كان خايف اوي، احسن ترفضيه لما ترجعي لو عرفتي أنه مخلف، علي قد حبه ليه علي قد ما اتقهرت منه وكرهته وكنت عايزة بس انتقم منه، بعد ما خالد طلقني، جه مختار ابن عمي وطلب ايدي، مختار كان أحن إنسان فئ الدنيا حقيقي، كان بيحبني اوي، كتير سألته أنت ليه بتحبني اوي كدة، كان دايما يقولي القلب ليه أحكام، عوضني أنا عن كل حاجة وحشة حصلتلي، لحد ما مات.

بدأت عيني شهد تزرف الدموع بكثرة نظرت للينا تهمس بحرقة ممتزجة بقهر:.

- مات وخد معاه كل حاجة حلوة، ورجع خالد ظهر تاني، ورجع احساسي بالقهر والكرة والانتقام، كنت عايزة اخد حقي منه بأي شكل، وأنا عارفة أنه بيحبك، بيحبك اوي وأكتر حاجة ترعبه أنك تضيعي منه، عشان كدة عرضت عليه يتجوزني، كنت بحس إن انتقامي بيتحقق وأنا شيفاه قدامي بيتعذب خايف قلقان، أنا عمري ما كنت هسمحله أن هو يلمسني ابدا، بس كنت بحب اشوف عذابه في عينيه وهو متوتر ومش عارف يعمل ايه.

نظرت شهد ناحية لينا لتراها ترميها بنظرات حادة نارية ابتسمت شهد في خفة تردف:
- ما تبصليش كدة الانتقام واللي شوفته من جوزك زمان يخليني اعمل اكتر من كدة، بس لما قربت اوي من الموت، اكتشفت ان كلها حاجات تافهة فارغة، الدنيا عرض سينما وهيخلص، عشان كدة انا حبيت اشوفك، لينا خالد مش بيحبك بس دا بيعشقك، أنا آسفة سامحيني بس صدقيني أنا كنت موجوعة أوي وكنت عايزة انتقم بأي شكل، ممكن تنادي خالد ارجوكي.

تنهدت لينا حزينة علي حالها، غاضبة منها تحركت ناحية باب الغرفة تهمس باسم خالد، دخل الأخير للغرفة يقترب من فراش شهد بصحبة لينا، ابتسمت شهد لهما معا تردف بنبرة حزينة مجهدة:
- أنا مسمحاك يا خالد وفهمت لينا علي كل حال، بس عايزة منك طلب أخير، طلقني مش عايزة اموت وأنا علي ذمتك، ارجوك يا خالد
تنهد خالد ينظر لها نادما ليهمس لها بنبرة مثقلة:
- انتي طالق يا شهد.

توسعت ابتسامتها تشكره بامتنان، نظرت ناحية لينا تشير لها لجانب الفراش الفارغ لكي تقترب منها، تحركت لينا بخطي بطيئة جلست جوارها لتمسك شهد بيد لينا تحادثها بلهفة:
- وصيتك حسام يا لينا، أنا عارفة انك طيبة وهو والله بيحبك أوي، خلي بالك منه هو صحيح دكتور معدي ال30 بس ما بيعرفش يعمل لنفسه كوباية شاي، خلي بالك منه وحياة خالد، هسألك عنه يا لينا لما اقابلك.

أدمعت عيني لينا تنظر لشهد مشفقة حزينة، حركت رأسها إيجابا تهمس لها برفق:
- انتي هتبقي كويسة وهتاخدئ انتي بالك منه
ابتسمت شهد بشحوب تحرك رأسها إيجابا، تهمس لها:
- معلش عايزة افضل مع حسام لوحدنا، ممكن تناديهولي.

حركت لينا رأسها إيجابا سريعا، تحركت للخارج التفت خالد لشهد يبتسم لها ممتنا لترد له الابتسامة باخري شاحبة تحرك رأسها إيجابا، تحرك للخارج في لحظة دخول ولده، وقف بالخارج أمام لينا ينظر لها يبتسم في عشق لن ينتهي لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة أغمضت عينيها تقترب منه ليفتح ذراعيه سريعا يضمها لاحضانه، لحظات طويلة هادئة، لم يكسرها سوي تلك الصرخة الفزعة:
- ماااامااا، ماما ردي عليا، ماااااماااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة