قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

تهاوت على كرسيها تلتقط أنفاسها بصعوبة لا تصدق أن تلك العملية الجراحية مرت على خير، بالكاد استطاعت إنقاذ حياة المريض في آخر لحظات، استندت بمرفقيها على سطح المكتب تخفي وجهها بين كفيها تفكر في ابنتها وما حل بها طفلتها المسكينة التي تعاني الأمرين من صغرها، اجفلت على صوت دقات على باب غرفة مكتبها لتسمح للطارق بالدخول، دخل أحد الأطباء الكبار المسؤول عن تعيين الاطباء حديثي التخرج بعد موافقتها بالطبع...

تقدم الطبيب ناحية مكتبها يمسك في يده ملف طبي لأحد الاطباء ليقول مبتسما بهدوء:
- صباح الخير يا دكتور
ردت له الابتسامة تؤمي برأسها بهدوء:
- صباح النور يا دكتور هاني، ملف لدكتور جديد مش كدة
ضحك الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليمد يده لها بالملف الخاص بهذا الطبيب التقطته منه تقلب بين صفحاته وهاني يجلس أمامها يقول:.

- دكتور حسام مختار، دكتور أمراض نسا بعتلنا الملف بتاعه من حوالي شهر تقريبا، جمعت كل المعلومات وشهادته الطبية وحقيقي دكتور ممتاز ووجوده معانا مكسب لينا
حركت رأسها إيجابا تصدق على كلام هاني جميع الشهادات المرفقة بملفه تخبر بافتخار عن مدي براعة صاحبها وتفوقه، وصلت للورقة الخاصة بتعيينه لتلتقط قلمها الخاص خطت توقيعها المميز موافقة منها على انضمامه إليهم.

أبتسم هاني بهدوء يلتقط منها الملف لتهتف لينا بحبور:
- مبروك علينا يا دكتور...
قام هاني يلتقط منها الملف ليصافحه قبل أن يغادر قائلا:
- هبعته لحضرتك لأنه عايز يسلم على حضرتك
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا.

في سيارة زيدان التقط هاتفه يطلب رقم محدد فتح مكبر الصوت يضع الهاتف على مقدمة السيارة امامه لحظات وسمع صوت الطرف الآخر يهمس بارتجاف:
-زززيدان باشا والله أنا شغال على الموضوع يا باشا، بس
قاطعه زيدان يهمس متوعدا:
- بس هي فيها بس
ارتجفت نبرة الرجل ذعرا يهمس بارتباك:
- أنا قصدي يعني أن خالد باشا لو عرف اني بدور على معلومات عن بنته...
قاطعه زيدان يزمجر غاضبا يصيح فيه بعنف تعتصر يداه مقود السيارة:.

- مالكش دعوة بخالد باشا، انت فاهم يا ساهر، تعرفلي مين الزفت اللي اسمه معاذ دا والأهم ليه علاقة بلينا بنت خالد باشا ولا لاء
هتف ساهر بتلهف سريعا:
- تمام يا باشا 48 ساعة بالكتير وادق التفاصيل تبقي عند سيادتك
تنهد زيدان يزفر بضجر ليتمتم بضجر:
- أما نشوف اخرتها..

انهي المكالمة ليغلق الخط عينيه مرتكزة على الطريق أمامه بداخله نيران تستعر نيران شك وغضب وخوف، خائف من أن يكون قلبها لغيره خائف عليها من أن لا يستطع أن يملك زمام غضبه، خائف من أن يؤديها.

أدار مقود سيارته ليأخذ طريقه إلى عمله، بينما اتجهت سيارة خالد إلى مستشفي الحياة وقف امام المستشفى لينزل من السيارة يلحقه حرسه اشار لهم أن ينتظروه خارجا ليأخذ طريقه متجها إلى غرفة لينا يسمع تهامس الفتيات من حوله فيما بينهم ليضحك بخفوت ساخرا لازالوا يتغزلون به كأنه شاب في الثلاثينات من عمره.

في داخل مكتب لينا يجلس حسام على الكرسي المقابل لها متأنقا بقميص أسود وبنطال من خامة الجينز الاسود، يتحدث مع لينا يعبر لها عن مدي سعادته بقبوله للعمل معهم في مستشفي الحياة
بسطت لينا راحة كفها الايسر أسفل خدها تنظر للجالس أمامها بتعمن لتهتف بتعجب:
- إنت عارف أنت شبهه بشكل غريب والله حاجة غريبة
قطب حسام ما بين حاجبيه يسألها:
- شبه مين.

فتحت فمها تود أن تخبره لينتفح باب الغرفة ويظهر خالد يبتسم لها، هب حسام واقفا ما أن رآه يصافحه بحرارة ما أن رآه:
- خالد باشا اهلا وسهلا يا باشا
مد يده يصافحه بهدوء ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليتجه إلى المقعد الآخر يجلس عليه إشارت لينا لحسام تبتسم بهدوء قائلة:
- دكتور حسام هيشتغل معانا في المستشفى من النهاردة، في قسم النسا والتوليد
أبتسم خالد بهدوء ينظر لحسام قائلا:
- بالتوفيق ان شاء الله.

اتسعت ابتسامة حسام المتحمسة ليحمحم بحرج مقررا الانسحاب ليفسح لهم بعض الخصوصية:
- متشكر جدا يا افندم استأذن أنا بقي عشان اروح اشوف شغلي عن اذنكوا
استأذن بأدب ليتركهم ويغادر مغلقا الباب خلفه، لينظر خالد لها يسألها بقلق:
- عملتي ايه في العملية بتاعت الصبح
قامت من مكانها متجهه ناحيته لتجلس على الكرسي المقابل له تتنهد براحة:
- الحمد لله عدت على خير لحقنا المريض على آخر لحظة.

مد يده يمسك بكف يدها يقبله برفق تلاقت عينيه بعينيها ليبتسم يهمس بامتنان:
- ايديكي دي كنز يا أما انقذتي بيها حياة ناس، سامحيني إني في يوم منعتك عن شغلك
اتسعت ابتسامتها تنظر له بسعادة لا تجد ما تقوله من فرط سعادتها لتهمس اخيرا بعشق:
- بحبك، بحبك اكتر من حياتي انتي روحي اللي ما اقدرش اعيش من غيرها
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه قرص وجنتها برفق يغمغم بمرح:
- وبتقولي أنا اللي بقول كلام حلو، ها خلصتي.

حركت رأسها إيجابا تغمغم بابتسامة صغيرة:
- آه انا كنت همشي اصلا
التقط كف يدها ليجذبها لتقف معه قائلا: - خلاص تعالي اوصلك وبعدين أبقي ارجع شغلي
لم تتحرك بقيت واقفة تنظر له بلعت لعابها تهمس بارتباك:
- لا يا خالد أنا لما ببقي معاك ما بترضاش تخلي السواق يسوق وهيبقي تعب عليك وأنت اصلا من زمان بتتعب من السواقة أنا هروح مع السواق بتاعي.

اعطاها نظرة باردة دون معني ليشد على كف يدها متجها معها إلى سيارته، اشار للسائق ليفهم اشارته متجها إلى سيارة الحرس، فتح لها باب السيارة لتجلس ليستقل المقعد جوارها ينطلق إلى وجهته..

صمتت للحظات تنظر له بطرف عينيها يبدو متجهما غاضبا امسكت الاقراص المدمجة الموجودة في السيارة تبحث بينهم عن تلك الاغنية تعرف أنها ستصالحه بها ابتسمت بخبث ما أن رأته لتضعها في المشغل الخاص به لحظات ودوي صوت الموسيقي يصدح في السيارة تليها كلمات الاغنية
شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
وقلبي من جمالو دايب مستوي
كانت
صارت
كانت كانت
صارت
شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
وقلبي من جمالو دايب مستوي.

وشو واثق في حالو وشو قلبو قوي
وقلبي من جمالو دايب مستوي
كانت قصة إعجاب
صارت حب وعذاب
تاري شيخ الشباب حبّو بيكوي كوي
صدحت ضحكاته العالية وهي تنظر له بحالمية ليمد يده يضعها خلف رأسها جذبها يقبل جبينها برفق يتمتم بحب:
- بحبك
مالت تضع رأسها على صدره وهو يقود تهمس بخجل:
- وأنا بعشقك
رفعت وجهها تنظر له تسبل عينيها تسأله بقلق:
- تفتكر هيجي يوم ولوليتا تحب زيدان زيي أنا وأنت كدة.

حرك رأسه نفيا نظر لها يبتسم بمكر هامسا في خبث:
- تؤ محدش هيعرف يحب زيينا أحنا الأساس والاصل والباقي تلاميذ في الفصل
صدحت ضحكاتها تملئ السيارة لتهتف من بين ضحكاتها:
- يخربيت دماغك مش هتتغير أبدا.

اوقف سيارته امام النادي، لينزل منها مصطحبا إياها للداخل، ليلمح على مدي بصره عثمان ابن على يجلس على أحدي الطاولات بصحبة أحدي الفتيات ليزفر بحنق ذلك الفتي سيطيح بسمعة عائلتهم، اتجه معها إلى أحد الطاولات، طلب لها عصيرها المفضل وكوب من القهوة له، التفت لها يقول بهدوء:
- في حاجة مهمة عايز أخد رأيك فيها
ابتسمت تحرك رأسه إيجابا ليتنهد بحيرة مكملا:.

- زيدان عرض عليا امبارح أنه يكتب كتابه على لينا عشان تبقاله مساحة حرية اكبر في التعامل مع لينا خصوصا برة البيت، أنا عارف ان هو بيصيع عليا وعايزها تبقي مراته، بس أنا لو عايز أطلقها منه مش هيقدر يقولي لاء، فأنتي ايه رأيك، خصوصا الصبح لينا اتعاملت مع زيدان عادي واقنعها تقعد تفطر فحسيت أنها خطوة كويسة.

ارتجفت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف صدقا لا تعرف كلام خالد منطقي وعقلاني جداا ولكن خوفها على ابنتها يمنعها من الموافقة، حركت رأسها نفيا تهمس بحيرة:
-مش عارفة يا خالد حقيقي مش عارفة كلامك منطقي جدا ودا المفروض يحصل بس لينا مش هتقتنع بيه
أمسك يدها برفق يشد عليها قائلا:
- دي بقي مهمتك حاولي تقنعيها انتي.

تنهدت تبتسم بتردد تحرك رأسها إيجابا قضيا بعض الوقت معا ليقررا الرحيل امسك يدها يقوم معاها من على الطاولة ليسمع صوت قادما من خلفه يهتف بنبرة هادئة تحمل قدر كبير من التهذيب:
- احم لو سمحت يا عمو
رفع حاجبه الايسر بدهشة وكلمة «عمو » تتردد داخل ذهنه، التفت خلفه ليجد شاب تقريبا في منتصف العشرينات طويل القامة ومع ذلك بدأ اقصر منه بمراحل نظر له خالد من اعلي يبتسم بتهكم:
- خير يا حبيبي.

اشار الفتي إلى الواقفة جواره يبتسم بحرج ليمد يده يصافح خالد لتتحول ابتسامته المتوترة لاخري واسعة يهتف بحماس:
- حضرتك أنا اسمي حيدر شاهين، 23 سنة خريج كلية تجارة وشغال مع والدي في شركته، أنا انتقلت النادي هنا جديد، وشوفت بنت حضرتك مرتين تلاتة مع حضرتك، وأنا بصراحة يعني معجب بيها، فكنت عايز من حضرتك ميعاد عشان اجي اتقدم أنا ووالدي.

شهقت لينا بعنف تنظر للفتي بحسرة، ليترك خالد يدها متجها ناحية ذلك الشاب يبتسم ابتسامة سوداء متوعدة، ليقبض على تلابيب ذلك الشاب بعنف يزمجر كليث غاضب:
- اسمع بقي يا روح قلب عمو، لو شوفتك في النادي دا تاني هعلقك على بابه، ولو عينيك جت على مراتي تاني هخلعهالك.

أصفر وجه الفتي فزعا زوجته تلك الصغيرة زوجة ذلك العجوز، حرك الفتي رأسه إيجابا سريعا ليلقيه خالد بعنف بعيدا عنهم، ما كاد يتحرك خطوتين حتى سمع ذلك الفتي يهتف بسخط:
- عجوز متصابي صحيح متجوز واحدة قد بنته
اتسعت ابتسامته الشرسة ليلتفت برأسه إلى الفتي ينظر لها بشراسة تلك النظرة الماكرة التي تكون في عيني الأسد قبل أن ينقض على فريسته، خلع سترة حلته يعطيها للينا تنهد يهمس باستمتاع:.

- هترجعوني لأيام الشقاوة تاني
اتجه ناحية الشاب يجعل منه كيس ملاكمة يفرغ غضبه فيه امسكه من تلابيب ملابسه بيده اليسري بينما ربط باليمني على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:
- لو شوفت خلقتك تاني في اي مكان هعلقك على بابه فاهمني يا زينة الشباب.

بلع الشاب لعابه بذعر يحرك رأسه إيجابا ليلفظه خالد بعنف بعيدا عنه ليسقط المسكين ارضا ينظر لاثر ذلك الرجل المفزع، بينما امسك خالد بيد لينا متجها بها إلى الخارج حيث توجد سيارته.

هاي يا عثمان، هتفت بها بدلال كأنه غير متعمد تلك الفتاة المدعوة ليلا لينظر لها عثمان بجانب عينيه ابتسم باصفراا يحيها بكلمات مقتبضبة باردة:
- هاي يا ليلي، لاء ليلا صح.

ابتسمت برقة تحرك المقعد المقابل له لتجلس أمامه ابتسم باقتضاب، داخله يزفر براحة من الجيد أن الحمقاء التي كان يجالسها رحلت قبل قليل، عاود النظر للجالسة امامه يحاول أن يبدو جادا في كلامه لتتوه عينيه للحظات في حسنها الخلاب شعرها الكستنائي الطويل عينيها السوداء الواسعة، نظراتها الناعسة الساحرة، شفتيها المكتنزة، بلع لعابه يحاول أن يركز، اخذ نفسا عميقا يزفره بحدة
نظر لها يبتسم ببرود قائلا:.

- خير يا آنسة ليلا في حاجة محتاجاها
فاجئته هو نسفه حينما اقتربت تمسك بكف يده بأصابعها نظر لها بدهشة لم يستطع إخفائها خاصة حين أكملت قائلة بتلهف:
- عثمان أنت ليه بتبعد عني
نزع يده من يدها ليعود للخلف إلى ظهر مقعده وضع قدما فوق اخري ينظر لها ببراءة ذئب ليغمغم بتهكم:
- أنا ببعد عنك، سوري يا ليلا بس أنا ما فيش بيني وبينك اي حاجة عشان تقوليلي انت بتبعد ولا بتقرب
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة ليغمغم:.

- على حد ما افتكر مش أنا اللي بعدت ومشيت وكأني واقف مع هوا ولا يسوي
نظرت له بغيظ شديد لتنفجر صائحة بحدة:
- إنت عايز ايه يا عثمان هااا، أنا يا سيدي أنا حقيقي معجبة بعثمان الصياد وبكراش عليك من زمان، ارتحت كدة، بس ايه في الآخر هتتسلي شوية وترميني زي ما عملت مع نص بنات النادي، سوري يا عثمان أنا مش لعبة في ايدك زي اللي قبلي.

قالت جملتها الاخيرة لتجذب حقيبتها بعنف تغادر المكان بخطي سريعة غاضبة ليفر خلفها سريعا امسك كف يدها ودون أن يعطيها حتى فرصة للكلام جذبها خلفه إلى اسطبل الخيل المخصص للتدريبات والذي في الأغلب ما يكون فارغا لا يزدحم الا في وقت المسابقات.

ادخلها إلى حظيرة الخيل ليدفعها للحائط المجاور « للبلوك » الخاص بالحصان الخاص، نظرت له بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها أما هو فركز رماديته الساحرة على عينيها ينظر لها نظرة غريبة لم تستطع هي حتى فهمها فقط تاهت في سحر عينيه الخاص القاها في دوامة لم تستطع الخروج منها بإرداتها لن تريد أن تفعل، ليقول هو هامسا بشغف:
- تعرفي أنك اول واحدة اجيبها معايا المكان دا.

صدقا لو كان الحصان المجاور له حيوان ناطق لصرخهم فيهم بأنه كاذب مخادع، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تنظر له بتهكم لتقول:
- والكلام دا قولته لكام واحدة قبلي
انفرجت قسماته بمرح ليقطب جبينه كأنه يفكر ليقول بعبث:
- مش كتير يعني 15، 25، ما بعدش والله
ضيقت عينيها ترميه بنظرات غضب وغيط لتتحرك بعنف تود التحرر من بين ذراعيه تهتف حانقة:
- سيبني يا عثمان أنا غلطانة اصلا اني في يوم فكرت في واحد زيك..

سكتت عن الكلام وعن الحركة وتقريبا عن التنفس حينما اكمل هامسا بشغف:
- بس انتي اول واحدة هطلب ايدها للجواز، تتجوزيني يا ليلا
اتسعت حدقتيها على اتساعهما تسبل رموشها من الصدمة لتشير إلى نفسها تتمتم بذهول:
- إنت بتكلمني أنا؟!
ابتسم يجذبها بسحره الخاص ليحرك رأسه إيجابا مال جوار أحدي أذنيها يهمس بحب قائلا:.

- كنت مستنيكي من زمان، كنت مستني واحدة مش عايزة تبقي رقم من أرقام الصياد، كلهم كانوا بيبقوا عارفين انهم تسلية وبردوا بيكملوا انما انتي لاء يا ليلا، انتي مختلفة مميزة، سحرتيني من اول مرة شوفتك فيها، وافقي انتي بس وأنا هجيب اهلي ونيجي نتقدملك
حركت رأسها إيجابا سريعا ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ليضمها بين ذراعيه بقوة اختفت ابتاسمته الحنونة لتحل أخري مكانها يهمس في نفسه متوعدا:.

- اهلا بيكي في شباك الصياد يا ليلا هانم
اما هي فكانت تبتسم بسعادة تتشبث بسترته بقوة لحظات وفتحت عينيها تنظر للفراغ بغيظ لتختفي ابتسامتها تهمس في نفسها بحقد:
- والله ووقعت في الفخ يا عثمان يا صياد.

في فيلا خالد السويسي، في غرفة لينا
تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بشرود عقلها مشغول بما يحدث، لن تسمح لتلك الخطبة أن تستمر لن ترتبط به ابدا حتى لو ادي بها الأمر إلى الهروب، والأهم من ذلك معاذ تحاول الاتصال به منذ الصباح وهاتفه دائما مغلق، زفرت بحنق تلقي القلم من يدها لتشهق فزعة حين شعرت بأحدهم يضع يديها على عينيها وصوت مرح محبب تعرفه جيدا يقول مازحا:
- أنا مين.

ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيها لتقول بسماجة:
- جوجو الرخم، شيل ايدك ياض
ياض قالها باشمئزاز، ليرفع يديه من على عينيها التفتت له ليتركها متجها ناحية فراشها القي بجسده عليه ينظر لها يهتف ساخرا:
- الشكل من باريس، اللسان من بولاق، ياض يا بيئة
نظرت له بغيظ لتمسك دباسة الاوراق الخاصة بها تلقيها عليه بعنف ليتفادها بسهولة نظر لها يضحك بشر طفولي:
- ما جتش فيا يا فاشلة يا شريرة.

قامت من مكانها متجهه ناحيته اشهرت سبابتها أمام وجهه تصيح غاضبة:
- أنا شريرة يا بوجي مان أنت مش كفاية أنك ما جتش عيد ميلادي
قطب جبينه ينظر لذلك الخاتم الذي يحاوط إصبع يدها اليمني ليجذب يدها يجلسها جواره يسألها بترقب:
- سيبك من دا كله انتي اتخطبتي امتي ومن مين
تنهيدة حارة خرجت من بين طيات قلبها المثقل بالاحزان نظر له بألم لتهمس بحزن:
- هحكيلك كل حاجة.

بدأت تقص له كل ما حدث في حفلة الزفاف بالطبع دون أن تخبره الجزء الخاص بمعاذ
لترفع كف يدها تهمس بألم:
- بس الصبح بابا جه اداني الخاتم دا ولبسهولي فوق دبلة زيدان بيه كأنه بيقولي الدبلة ما تتقلعش بس أنا مستحيل ارتبط باللي اسمه زيدان دا
تنهد جاسر حزينا على حالها ليمد يده يربط على رأسها برفق هامسا:
- برغم كل اللي قولتيه بس أنا حقيقي نفسي تدي زيدان فرصة، حقيقي هو بيحبك بجد، فرصة واحدة مش هتخسري حاجة.

حركت رأسها نفيا بعنف، لتشعر به يحرك رأسها برفق ناحيته قطب جبينها يرمقها بنظرات ترقب حذرة ليهتف فجاءة:
- انتي في حد تاني في حياتك
للحظات شعرت أن قلبها توقف عن النبض اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها لتحرك رأسها نفيا بعنف تهتف بانفعال:
- ايه اللي إنت بتقوله دا يا جاسر لاء طبعا ما فيش
كتف ذراعيه أمام صدره فقط يحدق فيها بشك دون ان ينطق بحرف لترفز بحنق تهتف بحدة:.

- إنت بتبصلي كدة ليه ما قولتلك ما فيش، خلينا فيك إنت، قولت لباباك على اللي انت عملته
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه تليها ضحكة طويلة مريرة متألمة هدأ ضحكاته قليلا ينظر لها بتهكم ليقول:
- اقوله ايه يا لينا.

سوري يا والدي أنا حققت حلمي اللي انت رافضه وفتحت مطعم السمك اللي كان نفسي فيه وبسافر اسكندرية اديره لاء ومش بس كدة أنا متجوز من وراك من واحدة عملت معاها علاقة زنا وطلعت عذراء فقررت أصلح غلطتي واتجوزها!
تنهدت لينا حزينة على حال أخيها لتربط على يده برفق تبتسم له تحاول تشجيعه فما كان منه الا أن أسند رأسه على كتفها يهمس متألما:.

- أنا تعبت يا لينا مش عارف اعمل إيه، كان هيحصل ايه يعني لو بابا وافق من الاول اني ادخل سياحة وفنادق أنا كان نفسي ابقي صاحب اكبر مطعم اكل بحري في مصر، لما قولتله كدة بعد ثانوية عامة فضل يتريق عليا ويقولي انا ابني يبقي طباخ وقدم ورقي في كلية هندسة الزراعة غصب عني
لم تعرف ما تقوله حالها ليس بأفضل حالا منه رفعت يدها تربط على رأسه برفق.

ايه دا جاسر إنت هنا، صدر ذلك الصوت من ناحية باب الغرفة ليرفع رأسه من على كتف لينا نظر ناحية الباب لتتسع ابتسامته تقدم ناحيتها يهتف بمرح:
- عمتي حبيبتي وحشتيني، مش اوي يعني بدل ما اتعلق هو عمي فين
صدحت ضحكات الفتاتين لتقترب لينا منه تقرص خده برفق:
- يا واد بطل لماضة عمك خالد في شغله وصلني ورجع.

عمتتتتتتييييي، صاح بها بشوق مضحك ليحتضنها بقوة رفعت يدها تضربه على كتفه برفق أشارت برأسها إلى أحد الاركان تبتسم بمكر:
- على فكرة احنا كدة يعتبر واقفين في الطرقة والكاميرا دي لقطتك يا حلو
اختفت ابتسامة ليصفر وجهه خوفا فك ذراعيه عنها ليعود للخلف ببطئ ينظر للكاميرا هاتفا بذعر:
- أنا ما حضنتهاش دا خيال مش أنا.

اتجه راكضا إلى غرفة لينا ناحية مكتبها تحديدا أمسك ورقة بيضاء وقلم يكتب عليهم سريعا جبينه يتفصد عرقا لتسأله « لينا » أخته بتعجب:
- بتكتب ايه يا ابني
رفع وجهه ينظر لها بذعر ليصيح بفزع:
- وصيتي يا أختي، ال25 جنية اللي في جيبي يتوزعوا بالعدل، بعد ما ابوكي يعمل مني شاورما
انفجرت لينا وابنتها في الضحك على منظر جاسر المضحك خاصة في حالة المفزوعة تلك لتتركهم لينا متجهه إلى أسفل:.

-أنا هروح أحضر العشا عشان خالد زمانه جاي
جلست جاسر ارضا يربع ساقيه يكاد يندب باكيا:
- طب أنا اروح احضر كفني، يا صغير على الموت يا جاسر، ياللي هتموت في عز شبابك يا جاسر، ابقوا وزوعوا على روحي كنافة بالمكسرات مش سادة بلاش بخل هتبخلوا عليا حتى وأنا ميت
ولينا تجلس على فراشها تكاد تبكي من فرط الضحك.

حل المساء سريعا، كانت لينا في الأسفل تساعد والدتها في إعداد طاولة العشاء وجاسر مستلقي كالقتيل نائما في غرفته، لحظات وسمعوا صوت المفتاح الخاص بخالد يفتح الباب لتسرع لينا ناحية الباب تستقبل والدها كالعادة.

تلك المرة استقبلها بابتسامة متعبة ليقبل جبينها يعطيها الحلوي التي تفضلها، ابتسمت بسعادة تقبل خده لحظات وظهر زيدان من خلفه وقفت جوار والدها تنظر له لأول مرة لم يعيرها انتباها لم ينظر حتى لها منظره مبعثر ازرار قميصه معظم مفتوحه يحمل سترة حلته بأحد ذراعيه ملقيا إياها على كتفه، لمحة خاطفة إلى وجهه وهو في طريقه لأعلي لتري ملامحه المتهجمة المجهدة، اجفلت على صوت والدتها تسأله بقلق:.

- زيدان مش هتاكل يا حبيبي
وجه رأسه ناحيتها يبتسم بشحوب ليحرك رأسه نفيا يهمس بانهاك:
- لا يا ماما مش جعان أنا بس محتاج أنام عن اذنكوا
قطبت لينا حاجبيها تنظر لها بقلق لتتجه ناحية زوجها تسأله:
في إيه يا خالد، زيدان ماله
تنهد بحزن ليمسح وجهه بكف يده يهمس:
- النهاردة ثانوية زيدان أبوه، أنا جبته بالعافية من قدام قبره، كان بيبكي زي الطفل مش عايز يمشي.

تجمعت الدموع في عيني « لينا جاسم » تنظر في اثره بشفقة لتهمس بحزن:
- يا حبيبي يا إبني، طب أنا هطلعله
ما كادت تتحرك خطوتين حتى شعرت بيد خالد تمسك بكف يدها نظرت له لتجده يحرك رأسه نفيا ليقول:
- سيبيه لوحده هو محتاج يبقي لوحده صدقيني
حركت رأسها إيجابا تنظر للسلم قلبها ينتفض خوفا على ولدها الصغير انسابت دموعها لتسمحهم سريعا بكفيها، نظرت لابنتها تحاول الابتسام:.

- لوليتا روحي يا حبيبتي صحي جاسر عشان نتعشا
حركت رأسها بالإيجاب لتأخذ طريقها لأعلي لا تعرف ولكنها حزينة تشعر بالحزن والشفقة عليه خاصة مع كلمات والدها.

زيدان يبكي! في حياتها كلها لم تره يذرف دمعه واحدة، تنهد بضيق تحاول الا تجعل الأمر يشغل بالها كثيرا، اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة