قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

وقف بسيارته امام تلك العمارة السكنية الفاخرة لتحتد عينيه غضبا وتنفجر براكين شيطانيه المشتعلة من الأساس، في شقته خالد أحضر زوجته وابنتيه إلى شقته القديمة حتى تصير له حجة ذهاب إليهم كل حين وآخر كره اخيه من كل ذرة في قلبه وشعور بالغضب يسيطر على افكاره أخيه يرغب في انتزاع ما هو حقه هو، أخيه يرغب في الزواج من زوجته لن يسمح له أبدا بذلك، قفز من سيارته متجها إلى شقة أخيه، رآه الحارس وهو يصعد ليأخذ هاتفه سريعا يتصل بخالد لحظات من الصمت قبل أن يسمع صوت خالد يجيب:.

- ايوة يا بيومي في إيه، حد من البنات حصله حاجة
نفي الحارس سريعا تلك الفكرة ليقول بتلهف:
- لاء يا باشا بس عمر باشا لسه طالع دلوقتي حالا شقة حضرتك
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي خالد بالطبع لم يراها بيومي فكيف سيراها من خلال الهاتف، ليتشدق بتلذذ:
- ماشي يا بيومي، سلام.

اغلق الحارس الخط، لتتجه عدسة الكاميرا لمكتب خالد السويسي في فيلاته يجلس خلف مكتبه يتحرك بكرسيه الوثير ببطئ، وابتسامة ثعلبية ماكرة تعلو شفتيه اغلق الخط مع الحارس سريعا ليطلب رقم تالا لحظات وقبل أن تنطق بأي حرف بادر قائلا:
- تالا اسمعيني ونفذي اللي هقولك عليه بالحرف عمر طالعلكوا دلوقتي
قص عليها ما يرغب تحديدا في أن يقوله لتقاطعه تهمس في قلق:
- خالد الباب بيخبط...

طرق بأصابعه على سطح المكتب ببطئ يبتسم باستمتاع على عمر أن يدفع ثمن ما جنت يديه غاليا وهو على أتم استعداد أن يلقنه الدراسة كاملا من البداية لنقطة النهاية أردف متلذذا:
- ما تفتحيش على طول سيبيه مرمي برة شوية، واسمعي اللي أنا قولتلك عليه أنا عايز مصلحتك انتي والبنات قبل اي شئ
سمع صوتها المتردد المرتبك حين همست:
- ححاضر، مع السلامة.

ودعها وأغلق الخط لتشرد عينيه في الفراغ يبتسم باتساع كم تمني في تلك اللحظة ولو يملك ولو كاميرا واحدة يري بها تعابير وجه أخيه الآن.

أغلقت الخط مع شقيق زوجها السابق لتأخذ نفسا عميقا يليه الثاني والثالث لن تضعف سيدفع ثمن تركه لها بتلك البساطة، التقطت حجاب رأسها تضعه فوق خصلات شعرها تحكمه أمام المرآه تنظر لملابسها الطويلة المحتشمة، اتجهت ناحية باب منزلها بلعت لعابها لتفتح الباب فتحة صغيرة يظهر منها وجهها فقط لتبصر وجه عمر أمامها يقف ينظر لها بحدة يبدو غاضبا من هيئته الشرسة المبعثرة، بلعت لعابها ودقاتها تزداد عنفا احساس غريب مؤلم يسيطر على خلجاته متألمة مجروحة حزينة من غدره، مشتاقة فقط لرؤيته ولكن جرح انوثتها اقوي بكثير من أن تجعل مشاعر الاشتياق تسيطر عليها، حمحمت بخفوت تحاول إيجاد صوتها الهارب لتهمس في هدوء:.

- خير يا عمر في حاجة
اشتاق لها لم يكن يتوقع أبدا انها اشتاق لها لتلك الدرجة أيام قليلة تركها فيها يشعر بالاشتياق، اللهفة، الحنين اشتاق لكل شئ فيها صوتها، عينيها، قسمات وجهها، شعرها.

ولكن مهلا لما ترتدي الحجاب هل اعتبرته غريبا بتلك السرعة، اشتعلت نيران غضبه هل تخلت عنه بتلك البساطة، خالد ماهر للغاية في إيقاع الجنس الناعم في شبكه فهل طالت شباكه زوجته أيضا، حاول السيطرة على انفاسه الهادرة ليقول في برود:
- أنا من حقي اشوف البنات ولا ايه.

كان يريدها أن تعترض بأي شكل حتى ينفجر ويخرج كل ما يجيش في قلبه ولكن ما حدث أنه وجدها تبتسم في هدوء حركت رأسها إيجابا لتفسح له المجال ليدخل، شد على كف يده ليدلف إلى المنزل، وقف للحظات جوار الباب يتطلع إلى أرجاء المنزل تغير كثيرا عن آخر مرة كان بها هنا يبدو أن أخاه جدد جميع الأثاث، رآها تتقدم أمامه تشير له ناحية أحدي الارائك تغمغم في هدوء ورتابة:
- اتفضل استريح على ما انادي البنات.

التفت برأسه ناحية باب المنزل الشبه مفتوح تقريبا ليعاود النظر إليها يسألها بحدة:
- أنتي ما قفلتيش باب الشقة ليه
أخفت ارتباكها بصعوبة ماذا تخبره عذرا يا عمر ولكنها تعليمات شقيقك الأكبر بلعت لعابها تهمس بخفوت:
- ما بقاش ينفع يتقفل علينا باب تاني يا عمر، ما تنساش أنك طلقتني
اختصر المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين لتهمس لتجده يقبض على رسغ يدها يصيح محتدا غاضبا:
- ما تنسيش أنك لسه في عدتي يا هانم.

نزعت يدها من يده بعنف ضعيف وقفت تنظر له تتحداه بنظراتها لتهتف بقوة:
- أنا مش هسمحلك تتعامل معايا بالأسلوب الهمجي دا وخصوصا دلوقتي ما بقاش في اي حاجة تربطنا ببعض غير البنات، بناتي اللي عمري ما هتخلي عنهم ابدا، عن إذنك اناديهملك
تركته واقفا استدارت لترحل حين سمعته يهتف من خلفها بحدة مغتاظا:
- انتي صحيح هتتجوزي خالد، اخويا
شجعت نفسها لتلفت له تنظر في عينيه بحدة ابتسمت لتقول بمكر انثي:.

- أعيش زوجة تانية لراجل بيفهم ويقدر الست ولا اني اعيش زوجة وحيدة لزوج مهمل عديم المسؤولية...

استدارت ترحل بهدوء نسيم هواء عليل اشعل قبس صغير من النار، ليتهاوي هو على المقعد يفتح زر قميصه العلوي يشعر بالاختناق يطبق على أنفاسه، لحظات ووجد سارين تخرج من أحدي الغرف قادمة تجاهه، ابتسم متوترا ما أن رآها لأول مرة يشعر بالفخر من مجرد النظر لطفلته يتسآل متي كبرت بتلك السرعة كيف كان بعيدا عن طفلتيه وهما يكبران خارج احضانه، يحسد أخاه في نفسه رغم أنه يمتلك فقط ابنه واحدة ولكنه عرف جيدا كيف يتواجد في كل مرحلة من مراحل حياتها، اشار إلى وسادة الأريكة المجاورة له ينظر لها يبتسم في رفق:.

- اقعدي يا سارين، وحشاني يا حبيبتي، عاملة إيه
جلست جواره بعيدة عنه بمسافة كبيرة تنظر ارضا تفرك يديها في توتر ملحوظ، لتهمس بصوت خفيض مرتبك:
- الحمد لله كويسة، ازاي حضرتك
تنهد يشعر بمرارة ألم تعصف بقلبه ليمد يده يربط على رأس ابنته لترفع وجهها نظرت له للحظات كأنها تعاتبه لتعاود النظر أرضا فاكمل هو:
- بقيت كويس لما شوفتك، اومال سارة فين مش شايفها.

بلعت لعابها مرتبكة ماذا تخبره أنها صرخت مذعورة حين عرفت أنه قادم واختبئت في غرفتها حتى لا تراه، شدت بأظافرها على الوسادة جوارها تحاول أن تبدو هادئة:
- سارة كويسة هي بس مش كويسة قصدي يعني أنها نايمة
ضيق عينيه ينظر لها بريبة، قلبه انقبض ألما ابنته بها خطب ما تري أهي مريضة ويخفون عنه الأمر، اقترب من ابنته امسكها من ذراعيها يسألها فزعا:
- مالها سارة يا سارين هي كويسة حصلها حاجة، تعبانة.

حركت رأسها نفيا سريعا تنظر لوالدها مذهولة منذ متي ووالدها يخاف عليهم لتلك الدرجة ازدردت ريقها تهمس سريعا:
- لا هي كويسة مش تعبانة، احنا بخير عمو خالد واخد باله منا كويس
تجمدت نظرات وسهم نار مسموم اخترق قلبه مع جملة ابنته أفلت ذراعيها يتذكر جملة اخيه التي دوت كرصاص في رأسه
« ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، البنات بيحبو عمو خالد يا عمر ».

بلع لعابه الجاف بصعوبة ليخفض رأسه أرضا يشعر بمرارة قاسية تقتحم قلبه، رفع وجهه قليلا ينظر لابنته حرك شفتيه يهمس بمرارة:
- عمو خالد أحسن مني يا سارين.

رأي في عيني ابنته نظرة غريبة مزيج من المشاعر، عتاب ألم حب فهي ابنته رغم كل شئ، ربطت على يديه بحنو لتبتسم في رفق قامت دون أن تنطق بحرف آخر إلى غرفتها، ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت ليجد تالا تأتي ناحيته تحمل صينية فوقها كوب عصير، وضعته أمامه بهدوء لتجلس على أحد المقاعد البعيدة عنه تتحاشي النظر إليه، هب واقفا ليضع يده في جيب حلته يخرج بطاقته الائتمانية ليلقيها على الطاولة يهتف في هدوء:.

- بناتي ما حدش يصرف عليهم غيري...
اقترب من مقعدها ليميل ناحيته وضع ذراعيه على جانبي المقعد ليحتجزها بين ذراعيه بلعت لعابها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا:
- لو فكرتي حتى تتجوزي يا تالا هاخد منك البنات، المحكمة هتحكملي بيهم، دا اعتبريه تهديد
تركها متجها إلى الخارج صافعا الباب بعنف يكاد يشتعل من الغضب.

وصلت السيارة اخيرا بعد رحلة طويلة إلى حديقة فيلا خالد طوال الطريق زيدان يلتزم الصمت بشكل غريب لم تفهمه، منذ أن استيقظت ووجدت سترته تدفئها وهو صامت واجم وكأن شيئا ما ازعجه، حين وقفت السيارة مدت يدها له بسترة حلته تبتسم ممتنة لتجده ينظر لها لمحت ألم غريب يغزو زرقاء عينيه، ليبتسم لها في شحوب مد يده يأخذ منها السترة ليميل يفتح لها باب السيارة، ابتسمت له لتأخذ الجرو والنعجة الصغيرة نزلت من السيارة تحتضنهم كأنهم اطفالها، التفتت لزيدان تهمس خجلة:.

- زيدان ممكن تجيب شنطتي
ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليلتقط حقيبة يدها، سار قريبا منها ليتجها ناحية باب المنزل دس يده في جيب بنطاله يضعه في قفل الباب فتح لها الباب لتدخل وهو خلفها قريبا منها تقريبا، ما إن وصلا بالقرب من غرفة الصالون سمعا صوتا يقول في سخرية:
- أسرة صغيرة سعيدة وكمان شيلاها الشنطة طبعا ما هي شايلة العيال.

التفتا معا لذلك الصوت ليجدا خالد يجلس على مقعد خلفها مباشرة يضع ساقا فوق اخري يبتسم ساخرا، اقترب بجسده يستند بمرفقيه على فخذيه، بسط راحة يده أسفل ذقنه يردف ساخرا:
- ايه يا حبابيب بابا كنتوا فين، وايه الحيوانات دي فتحناها جنينة خلاص مش كفاية الحيوانات اللي عندنا ولا ايه
نظرت لوالدها تبتسم مرتبكة لا تعرف ما تقول حمحمت بتوتر تتعلثم قائلة:
- بابا أنا أصل.

أنا خدت لينا افسحها شوية عشان كانت متضايقة، هتف بها زيدان في هدوء ينظر لخاله بثقة يدس يديه في جيبي بنطاله، ليرميه خالد بنظرة حادة غاضبة وقف متجها ناحيته لتنكمش لينا مرتبكة من ردة فعل والدها لتجده يخرج صورة من جيب قميصه رفعها أمام أعينهم يردف منفعلا:
- واضح أنها كانت فسحة حلوة أوي
اقترب من ابنته ينظر لها بحدة غاضبا ليغمغم ساخرا:.

- مش عيزاه يا بابا، ما بحبوش وعاملة روز في تاتينك اومال لو عيزاه يا روح قلب بابا
ترك ابنته متجها ناحية زيدان قبض على تلابيب ملابسه من الأمام يجذبه ناحيته يغمغم في حدة:
- ثق فيا يا خالي، لاء الثقة واضحة هفضل اثق فيك لحد ما تدخلوا عليا بعيلين صح
هو يعرف أن خاله غاضب ولكن ما لا يفهمه فعلا كيف وصلت تلك الصورة ليديه، ابتسم يهمس في هدوء لا يرغب في إثارة غضبه أكثر:.

- يا خالي أنا عارف اني غلطت بس دا من فرحتي، لينا اخيرا وافقت اننا نتجوز
لفظه خالد من بين يديه بعنف ليرتد للخلف خطوة واحدة، ابتعد خالد عنهم وقف أمام كلاهما يهتف محتدا غاضبا:
- أنا بقي مش موافق وما فيش جواز، انتي يا هانم على اوضتك مش عايز المح طيفك براها، وأنت يا بيه اطلع برة مش عايز اشوف خلقتك تاني، جواز ما فيش، يلا برة.

نظر زيدان له للحظات نادما ليتنهد في ألم ترك المكان بأكمله وغادر لتنظر لينا لوالدها بذهول لا تصدق أنه طرد زيدان بتلك القسوة، اتجهت إلى غرفتها ليقف خالد في مكانه كور قبضته يشد عليها ليهمس متوعدا:
- أما ربيتكوا يا كلاب ما ابقاش انا خالد السويسي.

اجفل من موجه غضبه على صوت رنين هاتفه أخرجه لترتسم ابتسامة طفيفة على شفتيه حين أبصر رقم أخيه على سطح الشاشة، فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يقطب جبينه قلقا حين سمع أخيه يقول:
- خالد أنا جاي مصر بعد يومين عايزك تجهزلي رجالة وسلاح ضروري يا خالد
انتفض قلبه ذعرا على ما يقول أخيه ليصيح فيه سريعا في قلق:
- هتعمل ايه يا حمزة في ايه فهمني
لحظات صمت يليه صوت اخيه يردف متوعدا:.

- هاخد تار قديم أوي، جهزلي بس اللي قولتلك عليه عشان أنا هبقي عندك في اقرب وقت.

استقل سيارته متجها إلى منزلها غاضبا كلمة قليلة عما يشعر به، الآن فقط تأكد من شكوكه خالد ينوي الزواج من زوجته لن يسمح له اقسم على ذلك لو وصل به الحال للقتل! لن يسمح بذلك ابدا، وقف بسيارته أسفل منزل ناردين نزل منها يصفر ببرود، تحرك متجها إلى شقتها فتح الباب بالمفتاح التي اعطته له، تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:.

- حبيبي أنت والله، قلبي يا ناس
احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا...

مدد على فراشه في غرفته الصغيرة يفكر في لغز ذلك الرجل سر غضبه، دفاعه عنه شخصيته غريبة المتقلبة المهينة تثير فضوله لسبر أغوار ذلك الغريب الغامض، تنهد يشد على شعره بحيرة، وطيف سارة يلوح أمام عينيه كم يتمني أن يذهب إليها يراها من جديد لا يكفي فقط مراقبتها من جديد وهي تجلس في تلك السيارة الفخمة التي تقلها يوميا، مجنون سيقول عنه الناس ذلك ويزيد أن عرفوا أنه يحب فتاة تصغره بأربعة عشر عاما ولكن ماذا يفعل الحب سلطان لا سلطان عليه، اجفل على صوت دقات على باب غرفته بالطبع والدته ابتسم يهتف بصوت عالي:.

- خشي يا ماما
دخلت والدته تنظر له تبتسم في مكر لتضع يدها على خصرها تتمتم في خبث:
- حسام يا دكتور في واحدة حلوة عيزاك برة.

انتفض في جلسته واسم سارة يتردد في عقله تري أخرجت من عقله لتتجسد أمام عينيه، وقف أمام والدته يهتف سريعا بتلهف:
- بنت مين يا ماما
ارتسمت ابتسامة واسعة ماكرة على شفتي والدته لتضع يسراها على خصرها تغمغم في مكر:
- ومالك انتفضت كدة ليه، بس عندك حق بصراحة، ما هو اصل رشا بنت خالتك قمر تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك.

اختفت الابتسامة من فوق شفتيه، يعلو الوجوم قسمات وجهه ليتسطح على الفراش وضع الوسادة فوق رأسه يوليها ظهره ليغمغم في ملل:
- اخرجي يا ماما وشدي الباب وراكي، أنا تعبان وعندي مستشفي الصبح بدري
اقتربت والدته منه تنزع الوسادة من فوق رأسه تهمس في غيظ:
- قوم يا حسام ما تستهبلش، رشا جاية مخصوص عشان تشوفني وتقعد معايا
هب جالسا ليتبعثر شعره الاسود الكثيف يغطي غرته اشار لها ليعاود الاشارة لنفسه يهمس في غيظ:.

- اديكي قولتيها، جاية تشوفك مش تشوفني يبقي حضرتك اللي تقعدي معاها مش انا
جذبته والدته من ذراعه بقوة واهية لتهمس فيه غاضبة حتى لا تسمعها تلك الجالسة بالخارج:
- قسما بالله يا حسام، لو ما خرجت تقعد مع رغدة لا تكون ابني ولا اعرفك
هب واقفا أمامها كتف ذراعيها أمام صدرها يكمل ساخرا:.

- ايوة ايوة كملي بقي الاسطوانة لا انت ابني ولا اعرفك وهمشي ومش هتعرفولي طريق ويا خسارة تربيتي فيك، دا أنا كنت أمك وأبوك من ساعة ما أبوك ما مات، حفظت خلاص بتسميعها كل يوم من ساعة ما بابا مات
اكتسي الحزن والوجوم وجه والدته حسام تشعر بغصة مريرة تفتت قلبها، بلعت غصتها تهمس بخفوت:
- خلاص يا حسام نام يا إبني عن إذنك.

كادت ان تتحرك تغادر غرفته لتشعر بدوار يجتاحها استندت على اول مقعد قابلها لتجلس عليه، هرع إليها سريعا جلس على ركبتيه أمامها ينظر لها نادما على ما قال ليهتف بتلهف:
- ماما مالك يا ماما، ماما أنا آسف يا ماما أنا مش عارف أنا قولت كدة إزاي...
مد يده يجذب كف يدها يقبله كأنه يعبر عن أسفه على ما فعل لتبتسم والدته في رفق مدت يدها الأخري تربت على رأسه في رفق تهمس في حنو:.

- أنا ما بزعلش منك يا حبيبي دا أنت حتة من قلبي
بسطت كف يدها الآخر على وجنته تهمس بخفوت:
- كفاية أنك الحاجة الوحيدة اللي بقيالي منه، بشوفه فيك يا حسام، عمري لا حبيت ولا هحب غيره ابدا
ارتسمت ابتسامة واسعة خبيثة على شفتي حسام ليغمغم في مكر:
- ايوة يا ست شادية مولعاها انتي وعبد الحليم في الوسادة الخالية
ضحكت والدته بخفة على ما قال لتمد يدها تشد اذنه اليسري ببعض الحدة تهمس بغيظ:.

- يا واد اتلم يا واد بقيت شحط معدي ال30 ولسه بنفس التفاهة يا أما نفسي اشوفك متجوز وعندك عيال
سحب أذنه من بين كفها يمسدها باصابعه برفق يقول مغتاظا:
- يا حجة ودني، ويكون في علمك قبل ما نخرج أنا مستعد اتجوز سلعوة ولا اتجوز رشا بنت أختك، دي حولة يا ماما
جذبت يده معها تشده ليقف، اتجهت معه لخارج الغرفة تهمس له قبل أن يصلا إلى غرفت الصالون:
- ولا مش عايزة حركات قرعة من بتوعك تعامل بنت خالتك كويس.

علا ثغره ابتسامة واسعة خبيثة ليحرك رأسه إيجابا يهمس في مكر:
- من عينيا يا ست الكل
دخل معها إلى غرفة الصالون ليجد فتاة لا ينكر أنها جميلة ولكن تلك المستحضرات الغريبة التي تضعها فوق وجهها بتلك الكثافة تجعله ينفر منها، اتجه ناحية أحد المقاعد البعيدة عنها كاد أن يجلس عليها حين سمع والدته تقول:
- حسام هتقعد بعيد ليه كدة تعالا اقعد هنا جنب بنت خالتك قصدي جنبنا يعني.

زفر حانقا من أفعال والدته ليقترب منهم كاد أن يجلس جوار والدته ليجدها تجذبه ليجلس على المقعد المجاور لتلك الرغدة الملونة، نظر لرشا يبتسم باصفرار ليجدها تبتسم له بنعومة تسبل اهدابها الاصطناعية الكثيفة كأنها مراوح من ريش فوق عينيها فرغ فمه ينظر لها ببلاهة ليغمغم بذهول:
- هو انتي ليه حاطة مقشات فوق عينيكي
تأوه متألما حين لكزته والدته بمرفقها في ذراعه لينظر لها مستفهما يمسد ذراعه بكف يده الآخر يهمس:.

- اييه في ايه
رمته بنظرة غاضبة ساخطة لبيتسم باصفرار عاود النظر إلي تلك الفتاة يحافظ على ابتسامته السخيفة الواسعة مكملا كلامه:
- أنا قصدي يعني أن المقشات قصدي عينيكي حلوة أوي
ابتسمت الاخيرة خجلة تهمس في خفوت:
- متثكرة يا حثام
نظر لوالدته يغض على شفتيه بغيظ ليميل بجسده ناحيتها يهمس لها حانقا:
- بقي أنا اثمي قصدي اسمي حثام، يا ماما ارحميني...

دفعته والدته ليرتد عائدا إلى جلسته الاولي يبتسم في وجه تلك الفتاة باصفرار باهت:
- منورة يا رثا قصدي يا رشا
احمرت وجنتيها خجلا او ربما ذلك بفعل ذلك اللون الأحمر الغريب الذي تضعه في خديها لترفع وجهها له ابتسمت في هيام لتهمس بحالمية:
- إنت صحيح بتغني
ضيق عينيه ينظر لوالدته ليبتسم متوعدا عاود النظر لرشا حرك رأسه إيجابا يبتسم ساخرا:
- حازم صوته حلو اوي يا انسة غاتة...

حمحم بصوت اجش منفر ليبدا بالغناء بصوت منفر مزعج رفيع صاخب:
- ايهاااااااا الراقدون تحت التراب جئت ابكي على هوي الاحبااااااااااااااااب
وضعت والدته يديها فوق أذنيها تحجب صوته الشاذ المنفر بينما بسطت رشا يدها أسفل راحة ذقنها تنظر له بحالمية لتتنهد بحرارة بين حين وآخر إلى ان انهي لحنه الخاص، بدأت تصفق بحرارة تهتف بولة:
- صوتك جميل اووووي.

حدجها بنظرة غاضبة مغتاظة ليهب واقفا مال بجسده قليلا ناحية رشا يصيح بحنق:
- يلا يا كدابة دا انتي هتولعي في جهنم، أنا ماشي
هبت والدته تحاول اللحاق به خاصة حين رأته يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته الجديدة متجها ناحية باب المنزل لتلحق والدته به سريعا تصيح فيه قلقة:
- حسام رايح فين يا ابني، يا حسام أنت بلبس البيت رايح فين بس
اتجه ناحية باب المنزل فتحه نظر لوالدته قبل أن يخرج صافعا الباب خلفه يصيح في حدة:.

- رايح في داهية
نزل إلى أسفل غاضبا يشعر بنوبة عنيفة من الغضب تجتاح جسده خاصة حين كانت تلك الفتاة جالسة جواره لا يعرف لما ولكنه لم يكن يراها من الأساس صورة سارة كانت متجسده أمامه بدلا منها، ابتسامتها عينيها ضحكتها..
يشعر برغبة ملحة في أن يذهب اليهم يريد فقط أن يراها زفر بعنف يخلل يديه في خصلات شعره، ليدير محرك السيارة متجها إلى منزل صديقه مقررا المبيت لديه الليلة.

اتجهت لينا إلى غرفتها ما أن فتحت الباب حتى انتفضت من مكانها تصرخ فزعة، لتصدح ضحكات صديقتها الصاخبة، اقتربت منها تلاعب حاجبيها ساخرة لتهتف في مرح:
- يلا يا جبانة
ضيقيت لينا عينيها تنظر لها بغيظ لتقترب منها سريعا تقرص ذراعها بعنف تهمس له من بين اسنانها في حنق:
- سهيلة يا حيوانة خضتني يا زفتة منك لله يا بعيدة
سرعان ما اختفي غيظها ليحل محله ابتسامة سعيدة واسعة اسعرت تعانق صديقتها تصيح بفرح:.

- سهيييلة وحشاني اوووء كل دا غياب، حصل حاجات كتير لازم احيكلك عليها بالتفصيل
ضحكت سهيلة بخفة تعانق صديقتها بقوة:
- وانتي كمان يا لينا وحشاني، اسكتي لندن تحفة ما صدقت بابا رايح يعمل صفقة هناك وروحت قفشة فيا، قوليلي صحيح لسه بتحبي المعيز
اختفت ابتسامة لينا من فوق ثغرها لتبتعد عن صديقتها حركت رأسها نفيا تخفضها ارضا اختنقت نبرتها بغصة قاسية مؤلمة تهمس بمرارة:
- ما عدش فيه معاذ خلاص يا سهيلة.

اتسعت عيني سهيلة في ذهول لتسمك بذراعيها تسألها قلقة على صديقتها:
- ايه حصل احكيلي
تنهدت متألمة هي حقا لا تريد تذكر ما حدث ولكن كيف حتى ستخفي عن نصفها الآخر اي حرف مهما كان حركت رأسها إيجابا تقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية كاملا لتشهق سهيلة بعنف تصيح في غيظ:.

- أنا قيلالك من الأول أنه عيل واطي وحيوان ومالوش قعدتي تقوليلي أنا قلبي لمعاذ، اهو طلع زبالة زي ما قولتلك، عارفة لو كنتي وافقتي على كلام باباكي لما قالك انه مستعد يجبهولك كنت قطعت علاقتي بيكي، ما أنا مش هصاحب واحدة معدومة الكرامة
تنهدت سهيلة بارتياح بعدما اخرجت كل ما يجيش في صدرها لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها صاحت بسعادة لتهب تحتضنها بقوة:.

- مبرررروك يا لوبيا اخيرا هتتجوزي زيزو المز ابو عيون زرقا، اوعدني يا رب بواحد مز زيه كدة
ايه دا قلقاسة هنا هي مش كانت مسافرة، هتف بها جاسر بعبث وهو يدخل من باب الغرفة المفتوح، لتعقد سهيلة جبينها في غيظ نزلت من فراش لينا تقف أمام جاسر تشب على اطراف أصابعها قليلا اشهرت سبابته أمام وجهه تهتف ساخرة:
- شوف مين بيتكلم أستاذ بسلة بجلالة قدرة.

انتفخت اوداجه غضبا ليقترب منها خطوة واحدة فقط أشهر هو الآخر سبابته أمام وجهها:
- أنا بسلة يا قلقاسة، شوفي يا ماما طولك وطولي
هبت لينا سريعا تقف حائلا بينهما تفرد ذراعيها جوارها توقفهم قائلة:
- بس بس خلاص ايه سوق الخضار اللي فتح في الأوضة دا، إنت رايح فين يا جاسر
رمي سهيلة بنظرة غاضبة مغتاظة لينظر للينا يبتسم في رفق:
- مسافر الجنوب عمك رشيد مش عارف عايزني في ايه بس قالي لازم اجي ضروري.

اكتسئ الحزن قسمات وجهها لتقترب منها تعانقه بقوة ليلف ذراعيه حولها يضمها إليه بحنو خاصة حينما سمعها تهمس في حزن:
- هتسافر دلوقتي دا في حاجات كتير حصلت وكنت عيزاك جنبي الفترة الجاية
ابعدها عنه يمسك ذراعيها بين كفيه يشد عليها برفق نظر لها يبتسم في حنو:
- يومين بالكتير وهرجع انتي عارفة ما بحبش قعدة البلد، لو احتجتيني في اي وقت، الو جاسر تعالا حالا هتلاقيني هنا قبل ما تقفلي السكة.

ادمعت عينيها تنظر لأخيها بامتنان لتعاود عناقه من جديد تهمس برجاء:
- ربنا يخليك ليا يا جاسر
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ليقبل قمة رأسه مكملا:
- وما يحرمني منك يا حبيبتي يلا اخلع أنا بقي عشان ما اتأخرش.

ابتعد عن لينا، نظر لسهلية قبل أن يغادر ليجدها تنظر ناحيتهم، رأي نظرة غريبة مزيح من الحزن والحرمان تحتل عينيها، يقسم أنها رأي بعض الدموع تغزو مقلتيها، تنهد ليلوح لها وداعا ومن ثم غادر بهدوء تام متجها إلى العاصفة.

بعدما انهي حديثه مع شقيقه التؤام، انهي بعض الأوراق الخاصة بعمله ليتجه ناحية صالة التدريبات حين سمع صوت أحد الآلات تعمل بداخلها وقف عند باب الغرفة يربع ذراعيه أمام صدره ينظر لزيدان الذي يركض بعنف على آلة الركض تلك يتصبب عرقا يغطيه ليبتسم ساخرا، تقدم لداخل الغرفة يقول في تهكم:
- بيتهيئلي كدة أن أنت في صالة الرياضة اللي في بيتي، وبيتهيئلي بردوا اني طردتك ولا إيه.

أوقف آلة الركض ليجلس على شريطها الاسود يلتقط أنفاسه، نظر ناحية خاله يبتسم في ثقة ليقم من مكانه اتجه ناحية البراد الصغير في الغرفة التقط زجاجة مياه باردة فتحها كاد أن يصبها كاملة فوق رأسه حين شعر بها تنزع بعنف من بين يديه وصوت خالد يصدح غاضبا:
- ما ترميش عليك ماية متلجة وأنت في حالتك دي يا حيوان يجيلك حمي.

ابتسم زيدان في اتساع هو فعل ذلك لأنه يعلم أنه سيعارضه اقترب منه يمسك بكف يده ليبتعد خالد عنه سريعا يصيح في غيظ:
- زيدان ابعد عني الساعة دي أنا مش طايق اشوف خلقتك كفاية أوي اللي عملته
أراد تصحيح الوضع يحاول افاهمه فقط أن ما فعل كان من فرط شعوره بالسعادة ليصيح سريعا:
- يا خالي افهمني، لينا كانت فعلا متضايقة جدا فأنا قولت ارفه عنها شوية وروحنا الواحة
ما صدقتش نفسي لما قالتلي انها موافقة، فشيلتها.

اقترب خالد منه يدفعه في صدره بعنف يصيح محتدا:
- وأنت من امتي بتعمل حاجة من غير ما تاخد رأيي، تاخد البنت من غير اذني ومن غير حراسة افرض حصلها حاجة لاء ومش كدة وبس قولت تكمل عرض المصايب رايح تشيل وتحضن ما كنت كتبت بالمرة...
قاطعه زيدان سريعا يحاول تهوين الوضع ولو قليلا:
- يا خالي اسمعني...
قاطعه خالد يزمجر غاضبا:.

- بلا خالي بلا زفت، ويكون في علمك ما فيش جواز، ايه رأيك بقي هجوزها للواد اللي اسمه معاذ بالعند فيك
استدار خالد ليغادر حين سمع صوت زيدان يهتف من خلفه:.

- إنت بتكرر نفس اللي عمله جدي جاسم لما بعدها عنك غصب عنك، بس أنت قصدي حضرتك كان عندك أهل وناس تحس أنك عايش وسطهم، انما أنا لاء ماليش في الدنيا غيرها وغيركوا، لو بعدتني عنها يبقي بتبعدني عنكوا، يبقي بتحكم عليا بالموت البطئ بتكمل حلقة ظلم الدنيا ليا، أنا غلطت وأنا آسف، أول مرة احس بفرحة زي دي فاتصرفت من غير عقل.

التفت خالد له ينظر له مطولا للحظات لا يجد ما يقوله انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف متهكما:
- تصدق هعيط وأنا دمعتي قريبة وقلبي رهيف، حلو فيلم المظلوم االي كنت بتمثله
ضحك زيدان بخفة ليدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم في مرح:
- كان باين اني بمثل
رماه خالد بنظرة ساخطة متهكمة ليردف متهكما:
- جدا ادائك مصطنع واوفر وقديم، وما فيش جواز
التفت يغادر لتتسع عيني زيدان بذهول يهرول خلفه يهتف بتلهف:.

- استني بس يا حج إسماعيل، قصدي يا خالي، يا خالي
ما كاد يقترب خالد من باب المنزل سمع صوت البوابة الخارجية تفتح بعنف لتدخل سيارة عمر كسهم منطلق حاد، وقفت في منتصف الحديقة لينزل عمر منها سريعا منظره بشع شعره مبعثر عينيه حمراء قميصه مجعد يديه عليها آثار دماء، فزع خالد من منظره ليقترب منه سريعا يسأله بتلهف:
- في إيه يا عمر، إنت عامل كدة ليه.

وقف عمر للحظات يرتجف بعنف من هول ما حدث نظر له بأعين زائغة مرتجفة ليهمس في صدمة:
- أنا قتلت ناردين!

بعد ثلاثة ساعات ويزيد وصل اخيرا إلى منزله بأسيوط، بعد ترحاب شديد من والدته التي ظلت تسأله بلا توقف:
- إنت خاسس كدة ليه
- بتاكل كويس
- اوعي تكون بترمي الغطا وأنت نايم
- لاء شكلك هفتان أنا هروح اعملك الوكل
ليضحك بخفة يقبل جبينها ويديها يغمغم في مرح:
- يعني رشيد باشا علمك المصري كله وجه عند الاكل وبقت الوكل ما كنا ماشيين حلو.

ضحكت والدته بخفة لتتجه ناحية المطبخ سريعا، بينما وقف هو في بهو منزله ينظر حوله لطالما أحب ذلك المكان حين كان طفل ولكن حين قتل والده حلمه ومنعه من دراستها التي يحبها بات يكره ذلك المكان يختنق فيه، تنهدت في ضيق لتتسع ابتسامته حين سمع ذلك الصوت الصاخب المحبب اليه يعلو صوت خطوات شقيقته الصغري تركض على سلم البيت تصيح باسمه بسعادة، ليقترب من السلم لأنه يعرف ما ستفعل بعد ذلك ستقفز من الدرجات الأخيرة اليه مباشرة، التقطها بين ذراعيه يدور بها حول نفسه تضحك ويضحك معها ربما صبا، هي الصبا الوحيد النسيم العليل الذي يدفعه للقدوم هنا مجددا شقيقته الصغري ذات الخمسة عشر عاما، جلست جواره على الأريكة نظرت حولها بحذر لتقترب منه تهمس في خفوت:.

- جاسر هو أنا ينفع اتجوز
قطب جبينه متعجبا من كلامها ليبتسم في رفق يحرك رأسه نفيا:
- حبيبتي انتي لسه صغيرة خالص على الجواز، جواز ايه بس
عادت تنظر حولها من جديد لتهمس في حذر:
- اصل أنا سمعت بابا بيقول لماما أن لازم جاسر يوافق على الجواز والا صبا هي اللي هتتجوز
قطب جبينه متعجبا من كلام شقيقته الغريب ليجد والدته تدخل في تلك اللحظة تحمل صينية طعام كبيرة ليتجه إليها يسألها مستفهما:.

- ماما ايه الكلام اللي سهر بتقوله دا، جواز إيه
نظرت شروق لابنتها بغيظ حذرتها قبل أن يأتي جاسر أن تخبره بأي شئ قبل أن تخبره بالأمر كاملا ولكنها كالعادة أخبرته بكل شئ
نظرت لابنتها تبلع لعابها مرتبكة تحاول الحديث:
- اصل يا ابني الموضوع
الموضوع زي ما فهمته يا جاسر كان هيحصل تار وفي قعدة الصلح اتفقنا أنك تتجوز واحدة من بنات عيلة المنشاوي ولو رفضت راجل من عيلة المنشاوي هيتجوز اختك.

قالها رشيد دفعة واحدة حين خرج من باب مكتبه، طرق الحديد وهو ساخن جاسر سيعرف اولا او آخرا، اشتعلت عيني جاسر غضبا على ما قال والده ليتقدم ناحيته وقف أمامه لا يفصله سوي بضع خطوات بسيطة ليفجر بركان احتبسه في صدره منذ سنوات وحان وقت انفجاره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة