قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

اشتعل براكنه الخامد تحت وطأة كلامات والده أيظنه عبدا لديه يحركه كما يريد، لعبة ماريونت محكمة الخيوط يحركها بأصابعه كما يرغب، اشتعلت عينيه يقبض على كف يده ليفجر بركان غضبه:.

- إنت ايييييه يا أخي، هو أنا شغال عندك العبد بتاعك عشان ينفذ بس من غير ما يعترض ادخل الكلية اللي على مزاجك واشتغل الشغل اللي على مزاجك ودلوقتي عايز بردوا تجوزني على مزاجك بتضحي بسعادتي ومستقبلي وحياتي عشان قعدة زفت ماليش دعوة بيها أنا ماشي ومش هدخل البيت دا حتى لو قولولي أنك مت.

الجم لسانه بصعوبة بعد جملته الأخيرة كيف يقول ذلك لوالده بلع لعابه مرتبكا يشعر بالاشمئزاز من نفسه على ما تفوهت به شفتيه خاصة مع نظرات والدته الحزينة المعاتبة، زفر بحرقة يخلل أصابعه بين خصلات شعره يشد عليه بعنف اخفض رأسه ارضا يهمس في ارتباك:
- بابا أنا.

امشي يا جاسر، هتف بها رشيد بهدوء تام لا يمت لما حدث منذ قليل بصلة لتتسع عيني جاسر في ذهول، رفع وجهه ينظر لوالده متعجبا ليجد نظرة غريبة تكسو مقلتيه للحظات شعر أن والده نادم على ما فعل بحقه، بلع رشيد غصته القاسية ليردف قائلا في هدوء زائف:.

- امشي يا جاسر، أنا لو كنت فرضت عليك دراستك فتبقي مهندس زراعي احسن ما تبقي حتة طباخ، اومال مين هياخد باله من اراضي العيلة، غيث ابن عمك فارس مسافر برة ويا عالم هيرجع ولا لاء، عايز تمشي امشي، بس أنا مش هسمح أن بحر دم يحصل بين العيلتين ويروح ناس مالهمش ذنب في الرجلين، حتى لو اضطريت أن أنا اجوز صبا.

اتسعت عيني جاسر في صدمة، ليلتفت برأسه ينظر لشقيقته الصغري الذي شحب وجهها خوفا من كلمات والدها الأخيرة، للحظات شعر برغبة ملحة في الفرار من المكان بأكلمه، التقط حقيبة سفره الصغيرة متجها إلى خارج المنزل تحت نظرات والدته الفزعة الحزينة على ولدها ونظرات شقيقته المرتعبة من فكرة زواجها، وجاسر في طريقه إلى الخارج وقف فتح باب منزلهم يقف جواره، ليهتف بصوت اجش عالي دون أن يلتفت لهم:.

- ما تدخلش صبا في الموضوع أنا مش هضحي بأختي، أنا موافق على الجوازة، لما ترتبوا الموضوع اتصلوا بيا عشان أجي
قالها واكمل طريقه في هدوء تام، هدوء يتنافي تماما مع نزيف قلبه المثقل بالهموم والألم ليصدح صوت والدته الملتاع حزنا على صغيرها:
- جاسر رايح فين يا إبني أنت لسه واصل
التفت برأسها ينظر لوالدته وشقيقته الصغري بابتسامة صغيرة شاحبة، ركز عينيه على والدته يقول في هدوء:.

- خلي بالك من صبا يا ماما، ركزي معاها في مدرستها ومذاكرتها.

التفت ليغادر لتلقي عينيه بعيني أبيه فقط لمحة خاطفة رأي فيها انطفاء روح والده المنعكسة على زجاج عينيه الفارغ، خرج جاسر من المنزل متجها إلى سيارته، القي حقيبته على المقعد الخلفي ليستقل مقعد القيادة أدار المحرك يضغط على دواسة البنزين في عنف ليصدح صوت عجلات السيارة وهي تحتك بعنف مع أرض الطريق، يديه تشد بعنف على المقبض عروق يديه ورقبته تنفر، تصرخ، تثور، عينيه سوداء حادة مشتعلة كأن جمر نار يلتهب فيها، لما حُكم عليه أن يكون عبدا لوالده يحركه كما يشاء يفعل ما يرغب ابيه في فعله لا يتذكر أنه اختار شئ في حياته قررات والده مفروضه عليه منذ أن كان طفلا، حتى بعد أن صار رجلا عليه أن ينفذ أوامر والده دون أدني اعتراض لن يضحي ابدا بشقيقته الصغري في لعبة ثأر هكذه لازالت طفلة لا تعي من الدنيا شئ، اوقف السيارة على جانب الطريق، أخذ نفسا طويلا يزفره بحرقه يصرخ بصوت مكتوم يكره شعوره بالعجز كأنه يقف مكتوف اليدين لا حول له ولا قوة، التقط هاتفه من جيب سرواله يبحث عن رقمها ليطلبه لحظات وسمع صوتها الناعم:.

- جاسر وحشتني بقالك كتير ما كلمتنيش
زفر باختناق قيد آخر يطوق رقبته عاد برأسه إلى ظهر المقهد يهمس في خمول:
- أنا جاي على اسكندرية يا شاهي
سمع صرختها الفرحة يليها صوتها تصيح بسعادة:
- بجددد يا حبيبي يا جاسر دا أنت وحشتني أوي، أنا هجهزلك احلي عشا على ما تيجي
ما تتأخرش يا حبيبي.

اغلق الخط يبتسم ساخرا، لا يعرف حقا لما سيذهب إليها من الأساس هو فقط يرغب في الشعور بأنه طير طليق خارج اسوار وقيود والده، ادار مقود السيارة متجها إلى عروس البحر الابيض المتوسط حيث يشعر بحريته بين أمواج البحر.

جذب يد اخيه إلى صالة التدريبات لأنها بعيدة عن الفيلا وقف امامه ينظر لحالته المذعورة الدماء تغطي يديه وملابسه عينيه شاردة تتحرك بتوهان هنا وهناك يتمتم بكلمات غريبة فهم منها البعض:
- قتلتها أنا قتلتها، بنتي كانت عيزاه يغتصب بنتي، بنتي كانت هتضيع بسببي، شيطانة
قبض بيديه على ذراعي شقيقه يهزه يعنف عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه بحدة:
- عمررر فوق يا عمر وفهمني أنت عملت ايه.

لم تهدئ حالة عمر الغريبة بل ظل يهذي كأنه مسا من الجنون أصابه، نظر خالد له قلقا من حالته الغريبة تلك لم يجد حلا أمامه سوي أنه رفع يده ليهبط بها بقوة على وجه أخيه عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه قلقا:
- عمر فووق
توقف عمر عن الهذيان نظر لأخيه صامتا مذهولا للحظات، قبل ان يلقي برأسه على صدر شقيقه ينفجر في البكاء كطفل صغير خائف يصيح من بين شهقاتها:.

- أنا غبي، غبي واستاهل كل اللي حرالي كنت هضيع بنتي بإيدي هي السبب يا خالد هي السبب
ابعده خالد عنه يمسك بذراعي أخيه هذا ليس وقتا للمشاعر بأي حال من الأحوال، ليصيح فيه بحدة:
- مش وقت عياط فهمني حصل ايه ويعني ايه قتلت ناردين
حرك عمر رأسه إيجابا لتنهمر دموعه كسيل جارف وهو يقص على أخيه ما حدث
Flash back.

تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:
- حبيبي أنت والله...
احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا، ناردين تجلس على الفراش توليها ظهره أمامها جهاز اللاب توب تحادث أحد من خلال خاصية الفيديو اختبئ حتى لا تراه ليسمعها تكمل بغنج:.

- رغم الغباء اللي عملته يا تيمو بس اعمل إيه ما اقدرش استغني عنك أبدا
لحظات وسمع صوت مألوف شعر أنه حقا سمعه من قبل يتكلم بصوت ثقيل متألم:
- الغباء مش مني يا نارا انتي بعيد عن مطاعم البلد كلها جيباه المطعم اللي متعودين نروحه اهو شافني مع بنته، اااه يا جسمي أنا متدغدغ اتنين شبه البوابة واحد اسمه زيدان والتاني حسام كانوا بيشقطوني لبعض
تهدجت نبرتها بصوت حزين لتهتف بلوعة ممزوجة بعتاب:.

- حبيبي ألف سلامة عليك بس أنت لو كنت سمعت كلامي من الأول ما كنش كل دا حصل، أنا قولتلك هددها تجيلك البيت واغتصبها وصورها
عند تلك الجملة اشتعلت النيران تضرم جسد عمر، يود فقط الإنتقام تلك الحية هي السبب في تخريب حياته أرادت من ذلك الفتي أن يغتصب ابنته، دفع باب الغرفة بعنف اجفلت ناردين تشهق بذعر بينما اقترب هو منها قبض على خصلات شعرها يصفعها بجنون يصرخ فيها:.

- آه يا بنت ال، يا، بقي انتي السبب في اللي حصل عايزاه يغتصب بنتي يا زبالة يا تربية الشوارع، أنا هموتك
توقع كل شئ منها عدا أن تضحك بقوة، تعالت ضحكاتها الساخرة الصاخبة نظرت له في تهكم لتهتف قائلة:.

- عمر حبيبي ما تعشيش في دور البرئ المظلوم، أنت كنت بتدور على وهم عايز واحدة فيها كل مواصفات تالا مراتك بس من غير مسؤولية واحدة حلوة، منطلقة ما بتقولش عيب ولا لاء، وانا اديتك دا فين بقي المقابل بتاعي فلوسك اللي مغرق بيها المدام والبنات فقولنا شوية ياخدهم تامر من سرسورة حبيبة بابا.

انفجر بركان الغضب لتأجج حممه انهال عليها بالضرب، يصرخ يضرب يزمجر، ابنتيه وزوجته ابتعد عنهم باعهم بأرخص الأثمان لأجل حية تسعي لتخريب حياته، سارة ابنته الصغيرة بدلا من أن يحضتنها يطمئنها بين أحضانه بات كابوسا جديدا لها دمر ابنتيه بإهماله قديما وتركه لهما الآن، لم يشعر بنفسه سوي وهو يسمك برأس تلك الحية يصدمه بالحائط بعنف غضبه المشتعل ليشعر بها تسقط أرضا يسيل بحر دماء من رأسها، هبطت ناحيتها ينظر لجسدها في ذعر نزل لمستواها يمسك برأسها لتغطي الدماء يديه بدءا يصفعها على وجهها بحدة يحاول إيقاظها:.

- ناردين، ناردين
لا مجيب لا حياة لمن تنادي، ماتت تلك هي الكلمة الواحدة التي ترددت داخل عقله قتلها بات قاتلا، نظر لجسدها الملقي ارضا بإشمئزاز من نفسه قبلها بصق عليها ليخرج من المنزل استقل سيارته لا يعلم أين يذهب
Back
ما إن انهي عمر كلامه كور قبضته يصفع بها الحائط خلفه مرة تليها الثانية والثالثة يصرخ في قهر:
- أنا السبب أنا اللي ضيعت بنتي يا خالد، كانت عيزاه يغتصبها، قتلتها ايوة قتلتها.

اقترب خالد منه يقبض على تلابيب ملابسه يصيح فيه غاضبا:
- إنت اتجننت هتودي نفسك في ستين داهية يا حيوان، عنوان شقتها ايه بسرعة
نظر عمر له بضياع لينفجر في بكاء مرير ينعي ما جنته يداه على نفسه، ليحاوط خالد وجهه بكفيه يسأله سريعا بتلهف:
- عمر مش وقته خالص، ركز معايا العنوان إيه وبعدين انهار براحتك.

أخبره عمر بعنوانها من بين شهقاتها العنيفة ليدفعه خالد جانب خرج يهرول من للغرفة وجد زيدان يقف خارجا ينتظره سأله بفزع ما أن رآه:
- خير يا خالي حصل ايه، هي مين دي اللي خالي عمر قت
زمجر خالد كليث غاضب يقاطع زيدان صائحا:
- مش وقت رغي، كلم صاحبك اللي اسمه حسام لو ميت مش نايم تصحيه وخليه يسبقنا على المستشفى بتاعت لينا وأنت حصلني بعربيتك.

دون كلمة اخري كان زيدان يقفز في سيارته يحاول اللحاق بسيارة خالد في الطريق اتصل بحسام قبل أن ينطق بأي حرف وجد حسام يقول في نزق:
- إنت يا عم الفامبير ما فيش اكل في بيتكوا أنت بتتغذي على الدم يلا، هاتلي
قاطعه زيدان يصرخ في فزع:
- حسام مش وقته تجري حالا على مستشفي الحياة في مصيبة وخالي قالي اتصل بيك
كاد حسام ان يلطم خديه فزعا ليصيح في ذعر:.

- الله يخربيتك أنت وخالك من ساعة ما عرفتك وأنا موحول في المصايب، مسافة السكة وهبقي هناك الله يخربيت دي صحوبية زبالة.

وقفت سيارة زيدان بالقرب من سيارة خالد يحاول أن يلحق به ليصرخ فيه خالد أن يبقي مكانه، اتجه خالد إلى أعلي ناحية شقتها حرك الباب ليفتح بسهولة، باب المنزل لم يكن مغلقا بالكامل يبدو أن عمر نسي إغلاقه دخل خالد يبحث عن ناردين ليجدها ملقاه في غرفة النوم نزل على ركبتيه جوارها يتحسس بأصبعيه الوسطي والسبابة عرق رقبتها النابض ليزفر في راحة يحمد الله في نفسه يشعر بنبض قلبها، لا تزال حية، حملها بين ذراعيه إلى أسفل ليأخذها زيدان من بين يديه يضعها في سيارته هو، ليصيح فيه خالد بحدة:.

- اطلع على مستشفي الحياة بسرعة انا وراك بالعربية.

غرفة صغيرة في المستشفى فراش ومقعد وطبيب يقف بالقرب من المحلول الوريدي المعلق على حامل جوار فراش تلك الممدة رأسها يلتف بشاش أبيض، التفت حسام لخالد يطمئنه قائلا في هدوء:
- هي بخير ما تقلقش عوضنا الدم اللي نزفته وخيطنا جرح رأسها، ما فيش خطر، هتفوق بعد دقايق.

اخيرا استطاع التنفس في راحة لم تمت بخير، أخيه الأحمق كان على وشك أن يودي بنفسه إلى السجن وهو من كان سيزجه بيديه أن كانت ماتت فعلا، نظر لحسام يبتسم شبة ابتسامة شاحبة كأنه يشكره على ما فعل ليلتف إلى ناردين حين سمعت صوتها تتأوه بألم ليجدها تحاول فتح عينيها تضع يدها فوق رأسها، فتحت مقلتيها تنظر حولها في استفهام أين هي وكيف جاءت إلى هنا، شحصت عينيها في ذهول وفزع حين رأت ذلك الجالس في هدوء يضع ذلك السيجار الكوبي بين شفتيه ينفث منه بتلذذ، ابتسم لها ساخرا يقول في تهكم:.

- حمد لله على السلامة يا مدام، معلش عمر ايده تقيلة شوية، وراثة في العيلة انتي مش غريبة ولا ايه
بلعت لعابها متوترة لتنتصف قليلا بصعوبة جلست على الفراش تنظر لخالد في ارتباك تهمس بتلجلج:
- ااا أنت هنا ليه، ااا أنا هبلغ البوليس هودي اخوك في ستين داهية
صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليمتص سيجاره ببطئ ينظر لحسام يقول في تهكم:
- مع أننا المفروض في المستشفى وما ينفعش اشرب سجاير مش تنبهني يا دكتور.

القي السيجار ارضا يدهسه بحذائه، قام متجها ناحية فراش ناردين جلس على حافته يبتسم ساخرا حين لاحظ انكماشها بذعر خائفة منه ليقول متفاخرا:
- مستشفي الحياة، مستشفي كبيرة بتاعت مراتي حبيبتي يعني دفاترها بكاميرتها بعمالها بالدكتور اللي واقف ورا دا كلهم في ايدي، اسمعي كدة، دكتور حسام أنت فين دلوقتي
لحظات وسمع صوت حسام يقول في هدوء ؛
- في البيت بتفرج على مسرحية العيال كبرت.

ابتسم في ثقة ينظر لناردين في توعد مخيف يكمل حديثه مع حسام:
- يعني أنت ما جتش المستشفى خالص
سمع صوت حسام من خلفه يقول في ثقة:
- أنا شغلي بيخلص الساعة أربعة وماضي انصراف مع الموظف الساعة أربعة وخمسة روحت كلت وبتفرج على التلفزيون
صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا فئ شر:.

- شوفتي بقي، يعني مثلا لو دكتور حسام الحليوة اللي واقف ورايا دا اداكي حقنة هوا واتكلتي على الله لا حد فينا شافك ولا يعرفك، أنتي ما دخلتيش المستشفى أساسا ولا ايه يا حس.

وجه نظره لتلك الناردين ليجدها تنظر خلفه في ذعر يجدها جسدها يرتجف من شدة الخوف، نظر خلفه ليجد حسام ينظر لها غاضبا في حدة نظرات قاسية اقلقته هو نفسه، حمحم بحدة يطرقع بأصبعيه ليخرج حسام من الغرفة يغلق الباب خلفه، قبض خالد على فك ناردين يغرز أصابعه في خديها يهمس متوعدا:.

- حية لفت على اخويا دمرت بيته وكانت عايزة تضيع بنته، بتلف على فلوسه وهو عشان أهبل، أنا فاهمك من اول لحظة شوفتك فيها يا ناردين، كنت ناوي الاعبك بس انتي نهيتي اللعبة بدري اوي، لو شوفت خلقتك تاني ولو صدفة هدفنك حية ماشي
حركت رأسها إيجابا في ذعر تنظر له بفزع ليبتسم خالد في سخرية يربط على وجنتها بعنف
بينما في الخارج وقف حسام جوار زيدان يلتقك أنفاسه يقول بهمس خائف:.

- خالك دا مرعب اووووي، يا عم دا أنا كنت هموت من الخوف شبه بتوع المافيا اللي بيجيوا في الأفلام.

ابتسم زيدان ساخرا دون أن يرفع وجهه ينظر ارضا يفكر يبتسم، ما حدث موافقتها، نزهتهم يمر كل ذلك امام عينيه شريط سريع لتغزو ابتسامة عذبة تغزو شفتيه يفكر فيها يحلم بها يتنفس عبقها، تحركت عينيه على سطح الأرض المصقول يري انعاكس صورتها في كل ركن فيه، اختفت ابتسامته حين وقعت عينيه على ذلك الشئ ليرفع عينيه إلى حسام يبتسم ساخرا يقول في تهكم:.

- شبشب وبيجامة على بالطو، جاي المستشفى بالشبشب والبيجامة، دكتور دا يا ربي ولا سباك
قلب حسام عينيه في ملل يحرك خفه المنزلي في قدمه يقول ساخرا:
- دا كتر خيري إني ما جتش حافي، أنا يا دوب لحقت جاكت البيجامة، كنت جايبلك بطيخة وأنا جاي وكنت قاعد بالفنلة الحملات بأكل بطيخ قدام التلفزيون لما صرعتني بمكالمتك
اشتعلت عيني زيدان غاضبا ليقترب منه قبض على تلابيب ملابسه يقربه منه يهمس له في حدة متوعدا:.

- ولاااا اوعي تكون ما سبتليش بطيخ
ضحك حسام ساخرا يبعد يد زيدان عن ملابسه يتشدق متهكما:
- يا عم سايبلك نصها في تلاجتك الفاضية اوعي، يا ابني لو بتتغدي على دم الحيوانات قولي، تلاجتك ما فيهاش النص لمونة اللي بتبقي في كل باب تلاجة مصرية حتى
استند زيدان على الحائط المقابل لحسام يدس في جيبي سرواله يبتسم شاردا:
- واحنا مروحين نبقي ناخد اكل...
اقترب حسام من زيدان يقف جواره ليدفعه بكتفه ابتسم يغمز لها في خبث:.

- يا عم العاطفي سرحان في إيه
رفع زيدان وجهه نظر لصديقه يبتسم باتساع عينيه تلمعان في شغف وعشق ليهمس فئ سعادة:
- لينا وافقت اننا نتجوز
اتسعت عيني حسام في ذهول تدلي فكه حتى كاد يلامس صدره ينظر لصديقه مدهوشا ليصيح فجاءة في فرحة كأنه مراهق أحمق فاز مبارته الخاصة عانق زيدان بقوة يصيح فيه فرحا:
- اخيرررا يا عم الحمد لله البومة وافقت..
بومة، هو قصده على لينا مش كدة.

، تصنم حسام ينظر لزيدان صديقه في صدمة شلت جسده حين سمع صوت خالد يأتي من خلفه مباشرة، شخصت عينيه في ذعر يبلع لعابه الجاف بصعوبة ليهمس لزيدان بصوت خفيض مذعور:
- وصيتك الشبشب والنص بطيخة وابقي قول لأمي اني بحبها وما بحبش رثا قصدي رشا
ابتسم زيدان يحاول إخفاء ضحكاته ليحرك رأسه إيجابا قرر التدخل لينقذ صديقه العزيز من يد خاله ليقول سريعا بثقة:.

- يا خالي اصل حسام بيحب البوم وخصوصا الصغير فأي حد بيعزه بيقول عليه بومة
حرك حسام رأسه إيجابا دون تردد ينظر لخالد يبتسم في بلاهة:
- ايوة صح أنا بومة قصدي بحب البوم. ، دا حتى بنتي خالتي اسمها رثا البومة قصدي رشا البومة
ابتسم خالد ساخرا ينظر لكلاهما في تهكم بالطبع لم يقتنع بكلمة واحدة مما قالها اي منهما، اقترب من زيدان يربط على كتفه يقول في هدوء قبل أن يغادر:.

- بكرة بليل تجيب المأذون الساعة 9 بالظبط، 9 وخمسة ما فيش جواز وابقي هات محب البوم دا معاك يشهد على العقد.

قالها ليغادر في هدوء بينما ظل زيدان واقفا مكانه ينظر لصديقه في دهشة، صدمة، ذهول لا يصدق عقله وقف عن العمل غدا ستصبح زوجته غدا بعد طول انتظار، غدا ستكتب على اسمه، سيصبح قادرا على ضمها بين ذراعيه متي يريد، دقات قلبه على وشك تحطيم صدره والقفز خارجا ترقص من شدة الفرح، ليجد حسام ينقض عليه يعانقه بقوة يصيح فرحا:
- هتكتب على البومة بكرة يا معلم، حماك خالد باشا لا تقولي ورق ولا صحة ولا تحاليل..

ادمعت عيني زيدان من شدة ما يعصف بقلبه من فرح ليعانق صديقه بقوة، يبتسم دون توقف بينما يغني حسام بصوت عالي في باحة المستشفئ ليلا:
- يا ولاد بلادنا يوم الخميس زيدان هيكتب كتابه ويبقي عريس..
ضحك زيدان عاليا بصخب على افعال صديقه المختلة، ليقبض على تلابيب ملابسه من الخلف يجره خلفه لخارج المستشفى بينما يصيح حسام في ضيق طفولي:.

- إنت يلا سيب هدومي، الشااااكت الشااااكت، اقسم بالله لو اتقطع لاخد الترنج الجديد بتاعك وأنا اصلا عيني فيه البسه بقي عشان تزور
ضحك زيدان بلا توقف يجذب صديقه خلفه ما أن اقترب من سيارته وجد حسام يقف يبعد يده عن ملابسه يعدل من وضع تلابيب رفع رأسه قليلا للاعلي بإيباء يقول في دراما:.

- لا يا باشا احنا شحاتين آه، مش لاقين اللقمة يمكن، بس ما نبعش شرفنا، عايزني اركب عربيتك ليه يا باشا، أنا ورد ورود محافظ على نفسي لبنت الحلال اللي هتصوني
في موقف السيارات الفارغ يكاد زيدان يسقط على الأرض من الضحك اقترب من صديقه يصفعه على رقبته من الخلف بعنف ليرفع رأسه لأعلي يكمل في إيباء:
- أنا مستنيك في العربية يا باشا.

وصل أمام عمارة سكنية متوسطة الحال تطل مباشرة على امواج البحر تتلاطم امامه، ظل واقفا لدقائق ينظر لموج البحر أخذ نفسا قويا يشبع رأيته من نسيم البحر العليل، ابتسم له كأنه يودعه ليأخذ طريقه إلى أعلي، في الطابق الثالث الشقة السابعة، دس يده في جيب بنطاله يخرج مفتاحه قبل أن يضعه في قفل الباب وجده يفتح من الداخل سريعا ليشعر بجسدها يندفع ناحيته تلقي بنفسها بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس في سعادة وشوق:.

- وحشتني يا جاسر وحشتني اوي أوي
ظل جامدا لم يبدي لها اي رد فعل حتى لم يرفع يده ليعانقها ليشد على كف يده يدفعها لداخل الشقة مغلقا الباب خلفه حين شعر بها تقبل رقبته تود فتح ازرار قميصه، ارتدت للخلف تنظر له بذهول ترفرف بعينيها الخضراء في براءة اقترب هو منها قبض على رسغ يدها يصيح فيها:
- انتي متخلفة احنا كنا على السلم
اخفضت رأسها ارضا لتدمع عينيها تبكي في صمت تهمس في حرج:
- أنا آسفة ما كنش قصدي.

تنهد يزفر في حنق ليمسك ذراعيها بين كفيه رفعت وجهها الباكي له تنظر له حزينة باكية ليتغاضي هو عن منظرها الباكي يهتف في برود:
- شاهيناز ما تنسيش أنا اتجوزتك ليه، تصليح غلطة، جوازنا مش هيستمر عايزك تعرفي دا كويس، أنا مش حابب يكون بينا اطفال يتمرمطوا في النص
غصت نبرتها في بكاء مرير لتهمس بقهر:.

- عشان كدة بقي مش عايز تلمسني، عارفة أن جوازنا كان تصليح غلطة بس الغلطة دي مش أنا اللي غلطتها، أنت اغتصبتني يا جاسر ورغم دا أنا سامحتك، وعايزة نبدأ صفحة جديدة مع بعض ليه مش عايز تدي حياتنا فرصة واحدة...
ابتعد عنها بضع خطوات ناحية باب المنزل اولاها ظهرها يفتح مقبض الباب يقول في هدوء:
- ما بقاش ينفع يا شاهي، أنا خلاص هبني حياة جديدة وهتجوز وأنا مش عايز ابقي جوز الاتنين، في اقرب وقت هطلقك.

قالها ليخرج من باب المنزل يغلقه خلفه بهدوء لتشتعل عينيها غضبا تبدلت نظراتها الغاضبة باخري خبيثة شيطانية حاقدة، اتجهت سريعا ناحية هاتفها التقتطه تطلب رقم واحد تحفظه عن ظهر قلب
ايوة يا مراد الحقني جاسر عايز يطلقني، همست بها باضطراب تقضم أظافرها من التوتر، لتسمع صوت الطرف الآخر يصيح فيها غاضبا:
- نعم يا اختي يعني إيه يطلقك، حصل ايه يا شاهيناز.

صاحت غاضبة تشد على خصلات شعرها بأصابع يسراها النحيلة تتشدق ساخرة:
- هيتجوز مش عايز يبقي جوز الاتنين فهيطلقني، بيقولي أنا خلاص صلحت غلطتي
جلست على أحد المقاعد تهز ساقها اليسري من التوتر تقضم اظافر يدها لتسمع صوت ذلك المراد يصيح محتدا:
- اتصرفي يا شاهيناز، انتي هتغلبي يا ماما، دا انتي رقاصة قديمة وتلفي مية زي جاسر على صوابع إيديك، ما تصدقيش دور الضحية اوي كدة ولا ايه يا شوشو.

ارتسمت ابتسامة خبيثة واسعة على شفتيها وقفت متجهه ناحية مراءة كبيرة في صالة المنزل تنظر لقوامهت المنحوت شعرها الاسود الغجري عينيها الخضراء الناعسة تبتسم في مكر حية:
- عندك حق، بس اسمعني أنا عيزاك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة