قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

انكمشت على نفسها تتشبث بذراعه بخوف وهي تجلس بجانبه في سيارة الشرطة، ليبتسم برفق مربطا على يدها همس بابتسامة صغيرة: انتي خايفة ليه كدة
عبست بضيق لتهمس بغيظ: احنا راكبين بوكس ورايحين قسم المفروض اعمل ايه ازغرط
ضحك ساخرا على خوفها ليهمس بثقة: والله عيب علينا، خايفة وانتي معاكي خالد باشا السويسي
وصل سيارة الشرطة إلى ذلك القسم نزلوا من السيارة ليأخذهم العساكر إلى ناحية مكتب الظابط النبطشي لهذه الليلة.

العسكري: الاتنين دول كانوا نازلين ضرب في بعض في الشارع يا باشا
رفع الظابط رأسه من على الأوراق أمامه ينظر لهم ليبتسم باتساع قام سريعا يصافحه بحرارة: ابو الخلد وحشني يا كبير والله
خالد ضاحكا: ايمن ايه اللي جابك هنا ياض
أيمن: اتجوزت يا سيدي وطلع عيني على ما طلب النقل بتاعي اتقبل عشان ابقي قريب شوية من البيت
خالد ضاحكا: مبروك يا عم
ايمن سريعا: اقعد اقعد، واقف ليه اتفضلي يا مدام، اتفضلوا.

جلسوا جميعا ليضحك خالد بمرح: احنا جاينلك في قضية مش جايين نشرب معاك شاي
ايمن بجد: آه صحيح ايه بقي اللي حصل
خالد: أنا كنت قاعد على الكورنيش أنا والمدام بناكل درة لقيت الاستاذ جاي يتخانق ليه بقي مش فاهم.

نظر ايمن للرجل يهتف بأسي: رايح تتخانق معاه يا عيني يا ابني طب مش عايز نطلبلك اسعاف، اصل انا عارفه كويس كان بيبقي امه داعية عليه اللي بيتدرب معاه وخصوصا مصارعة، والله يا ابني كنا بنتراهن مين يقدر يضربه بوكس واحد حتى، اللي كان بيعمل كدة كنا بنعامله معاملة الفشلة لدحيح الدفعة
خالد مقاطعا بضيق: يا ابني بطل رغي، وشوف هنعمل ايه
حمحم ايمن بجد: أنا رأي انكوا تروحوا وعفي الله عما سلف.

نظر خالد لعماد يهتف بجد: أنا بس عايز اسأل الاستاذ سؤال: أنا عملت ايه ضايق حضرتك أوي كدة
هتف عماد بضيق: يعني انت كنت عمال...
قاطعه هاتفا بهدوء: كنت عمال ايه دي مراتي من حقها عليا اني ادلعها إنت اتجوزت ليه عشان تبقي سي السيد تشخط وتنطر وتلاقي اكل جاهز وهدوم مغسولة ومكوية، ولا عشان تكون أسرة اساسها اتنين لازم على الأقل يجمع بينهم علاقة ود أو حب، اوعي تكون فاكر أنك لما تدلع مراتك دا هيقلل من رجولتك.

بالعكس دا هيزيدها اضعاف هتخليها ما تشوف راجل غيرك هتحسسها أنها ملكة وانت تاجها كل كلمة بتقولها ليها فص من فصوص التاج عشان تفضل مزينها قدام الكل، كلامي صح ولا غلط يا استاذ عماد
هز عماد رأسه إيجابا بحرج: أنا آسف
هتف ببساطة: وأنت بتتأسفلي أنا ليه اتأسف لمراتك اللي حطتها في موقف قالتلك فيه اشمعني هي ولا ايه
ايمن مبتسما؛ يبقي ما فيش محضر ولا ايه
حرك الاثنين رأسها ايجابا معا ليأخذ عماد زوجته وغادر.

ايمن ضاحكا: أنا كبهير انبهرت
خالد ضاحكا؛ يلا يا هايف، قام من على يصافحه ليأخذ لينا التي تنظر له باستفهام ويخرج من القسم
خالد: بتبصيلي كدا ليه
هتفت تلقائيا: أنت غريب اوي يا خالد، الكلام اللي أنت قولته جوا دا أنت بتعمل الاتنين، بتشخط وتنطر وتتحكم، ومع ذلك بتدلع وتراضي، ساعات بتبقي اقسي راجل في الدنيا، وساعات بحس نفسي طايرة من حنيتك، انا بجد مش فهماك، انت مين
رفع كتفيه يهتف بتلقائية: عاشق.

اخذها وخرج من القسم هتف ساخرا: الخروجة باظت
ابتسمت بحنان: بالعكس دي احسن مرة خرجت فيها معاك
قبل يديها بامتنان اخذها وركبا سيارة اجري ووصلا بعيدا عن الحارة بقليل، كان الشارع يغرق في بحر من الظلام
قبضت على يده بقوة تهمس بخوف: هو الشارع ضلمة ليه كدة
شد على يدها يطمئنها: ما تخافيش يا حبيبتي
ليظهر امامهم فجاءة ثلاث شباب اثر المشروب واضح جدا على خطواتهم المترنحة يمسك احدهم سكين في يده ( مطوة ).

الأول: اثبت ياض لاشقك
امسك يدها يجذبها لتقف خلف ظهره يهتف بحدة: عايز ايه ياض منك ليه
احدهم: طلع ياض كل إلى في جيبوبك
ضحك ساخرا: يلا يا بابا انت وهو من هنا بدل ما ابكيكوا على شبابكوا
همست بصوت مرتجف خائف وهي تقبض على قميصه بقوة: اديهم يا خالد إلى هما عايزينه وخلينا نمشي
زمجر بحدة: اديهم ايه دا انا هديهم على دماغهم.

اطلق واحدا منهم صفيرا وهو يتفرس لينا بنظراته: اوووبا ايه المزة الجامدة دي المزة دي تلزمنا ياض
ابتسم بشر هم من ايقظوا الوحش النائم بداخله، مد احدهم يده ناحية لينا ليجد مقبض حديد على وشك خلع يده جذب يد الرجل يثنيها خلف ظهره حتى كسرها فالقاه ارضا يصرخ من الالم.

امسك يدها يدفعها إلى احد الجوانب البعيدة ليعود اليهم مشمرا عن ساعديه لينقض على الاثنين بوحشيته المعتاده يضرب يركل يصفع، نظر له ذلك الذي كسر ذراعه بغل اخرج سكين صغير من جيبه ليهجم سريعا عليه يغرزها في كتفه من الخلف، صرخت بفزع حاولت التحرك لتساعده لتجده يهتف بحدة: مكانك ما تتحركيش
التفت لذلك الشخص قابضا على عنقه يهتف من اسنانه بألم: الراجل ما يهاجمش من الضهر
ليلقيه بعيدا ليفر ثلاثتهم هاربين.

جثي على ركبتيه من الألم ليجدها منكشمة على نفسها في ذلك المكان تنظر له بفزع تبكي بخوف، ابتسم بألم: تعالي، تعالي ما تخافيش
تقدمت ناحيته بخطي واسعة مضطربة تجلس على ركبتيها بجانبها تفحص جرحه بلهفة تبكي بفزع بحث في اشيائها بلهفة تريد شيئا تربط به جرحه، حاولت خلع حجابها
ليهتف بحدة: اياكي تعملي كدة
أمسكت كم قميصه تمزقه لتربط به جرحه سريعا هتفت سريعا؛ احنا لازم نروح مستشفي.

هز رأسه نفيا بهدوء؛ مش مستاهلة مستشفي دا كتفي، يلا بس نروح
لفت ذراعه الايمن حول كتفها محاولة منها لمساعدته، ابتسم وقام معها اوهمها انها بالفعل تساعده، فهي في الاساس لن تتحمل وزن كتفه
وصلا إلى البيت في ساعة متأخرة، لم تتوقف دموعها عن الانهمار، اخذت منه المفتاح وفتحت الباب
لتشهق رحمة بفزع: في ايه يا بنتي ايه إلى حصل.

هتفت باكية: بلطجية ضربوه بمطوة، بسرعة يا دادة هاتيلي مايه دافية وقطن وصندوق الإسعافات اللي كنت جيباه معايا
رحمة سريعا: حاضر
هرولت رحمة ناحية المطبخ بينما ذهبا إلى غرفته ليبتعد عنها يسطح جسده على الفراش نائما على بطنه فلم يعد يستطع تحمل الالم
ذهبت اليه سريعا تهتف بفزع: خالد انت كويس
ابتسم بضعف: كويس ما تخافيش
احضرت مقص وقصت ظهر قميصه لانه لم يستطع التحرك لخلعه
وبدأت تنظف الجرح بالماء الدافئ والقطن.

هتف بصوت خفيض: بطلي عياط، انا كويس اهو قدامك
هزت رأسها نفيا تبكي بجزت: انا السبب يا رتنا ما كنا خرجنا
خالد: وليه ما تقوليش يا لوليتا ان ربنا بياخدلك حقك من اللي عملتوا فيكي
بكت بحرقة: انا مسمحاك والله مسمحاك، بس انت افضل معايا
بدأت تطهر الجرح وعقمته جيدا لتربطته بالقطن والشاش.

جلست بجانبه تمسد على شعره وهو نائم فهي تعلم ان في الاغلب سترتفع درجة حرارته فاستعدت لذلك، نظرت لرحمة التي تقف بجانبها تحمل الصغيرة النائمة: روحي يا دادة نامي وانا هفضل جنبه
رحمه: ماشي يا بنتي لو عوزتي اي حاجة صحيني
وضعت الصغيرة في الفراش لتذهب إلى غرفتها فنزلت لينا من فراشها متجهه فراش صغيرتها النائمة.

همست بصوت خفيض باكي: معلش يا لوليتا انا عارفة اني سيبتك كتير النهاردة، انا اسفة يا حبيبة مامي، بس انتي مش عارفة بابي تعبان خالص، انسابت دموعها وهي تكمل، كان هيموت عشاني، عارفة يا لوليتا انتي وبابي اغلي حاجة عندي في الدنيا ربنا يخليكوا ليا
قبلت جبين ابنتها قامت تبدل ذلك الفستان الذي تخضب بدمائه، لا تعرف ماذا ارتدت فقط اخذت اول ما قابلها وارتدته.

عادت سريعا تجلس بجانبه، تمسد على شعره كما توقعت ارتفعت حرارته، فحقنته بخافض للحرارة، وبدأت تضع له الكمادات على جبينه طوال الليل حتى حل الصباح
ما زالت مستيقظة رغم انخفاض درجة حرارته منذ عدة ساعات ولكن رفض عقلها وقلبها ان يناما، بدأ يفتح عينيه يتأوه بألم
لتهتف سريعا بلهفة: حبيبي انت كويس ايه إلى واجعك
عقد جبينه بتعجب: انتي لسه صاحية من امبارح.

ابتسمت بارتباك تهتف سريعا: هروح احضرلك الفطار عشان تاخد الدوا
قامت سريعا متوجه إلى المطبخ أعدت له الإفطار، ثم عادت اليه
ليهتف سريعا: ردي عليا انتي لسه نمتيش من امبارح
حركت رأسها نفيا تبتسم باتساع: لاء نمت طبعا ولسه صاحية من شوية، يلا بقي عشان تفطر
ساعدته على الجلوس على قدر المستطاع
ووضعت الطعام امامه أمسكت لقمة صغيرة تهتف بمرح: هم يا جمل.

لم يضحك لم يبتسم حتى ظلت تعابيره جامدة خالية هتف ببرود: انتي كدابة يا لينا
قوست شفتيها بحزن تتحدث ببعض الدلال: كده يا خالد انا كدابة
هتف بحدة: آه كدابة انتي ما نمتيش من امبارح صح ولا
هزت رأسها إيجابا تهمس بخوف: ما قدرتش والله ما قدرت، ما اقدرش أنام وأنا عارفة أنك تعبان لا قلبي ولا عقلي موافقين.

حمل صينية الطعام بيده السليمة يضعها جانبا ليجذبها ناحيته بقوة لترطم بصدره وضع رأسها على صدره يمسد على شعرها بخشونة: نامي
انتفضت بعيدا تهز رأسها نفيا بعنف مقلتيها يرتجفان بخوف: لا لالا لما تاكل وتاخد الدوا.

لم يقنعه كلامها هي تخشي النوم بجانبه بعدما حدث، هز رأسه إيجابا بشرود لتبدأ في اطعامه ومن ثم اعطته الدواء ليضمها رغما عنها إلى صدره يحاوطها بذراعه حاولت الابتعاد ليهتف بجد: نامي وبطلي فرك أنا مش هعملك حاجة
هسمت بارتباك: أنا مش...
قاطعها بهدوء: نامي يا لينا.

أغمضت عينيها بخوف تحاول مقاومة النوم ولكنها في النهاية استسلمت له لاحظ انتظام أنفاسها ليتنهد بألم: جه اليوم اللي تخافي من حضني وبسببي، مسد على شعرها بخشونة
لم يمر الا دقائق ليجد هاتفه يرن لتستيقظ هي فزعة تهتف بقلق: ايه في ايه
خالد: اهدي دا الموبايل بيرن، التقط هاتفه فوجد رقم إسلام
إسلام: صباح الخير يا باشا
خالد: صباح النور يا اسلام
إسلام: احم، حضرتك الورشة لسه مقفولة.

خالد: تعالا خد المفتاح وافتح، انا تعبان ومش هنزل النهاردة
إسلام: سلامتك يا باشا الف سلامة، انا عشر دقايق وهكون عند حضرتك
خالد: تمام، سلام
إسلام: مع السلامة يا باشا
اغلق الخط ليتلفت اليها هاتفا بحزم: اسلام جاي قومي البسي عباية وتكون واسعة وغامقة وما تنسيش حجابك
هزت رأسها ايجابا بطاعة: حاضر
قامت سريعا وبدلت ملابسها كما طلب لتسمع صوت دقات على باب ذهبت وفتحت الباب.

لينا: اتفضل يا أستاذ إسلام، خالد مستني حضرتك جوة
دخل اسلام ينظر ارضا مشي خلفها حتى وصل إلى غرفة خالد فدق الباب ودخل
خالد: ادخل يا اسلام
إسلام: حمد لله على سلامتك يا باشا
خالد مبتسما: الله يسلمك يا اسلام، ، قولتلك ميت مرة قولي خالد بس انت زي اخويا الصغير
إسلام: هو ايه إلى حصل؟دي شكلها خناقة
خالد: ما تشغلش بالك المهم المفتاح اهو افتح واشتغل
دخلت لينا ومعها كوب من العصير
تهمس بصوت خفيض: اتفضل العصير.

حمحم بحرج: احم، متشكر لحضرتك انا نازل حمد لله على سلامتك يا باشا
خالد مبتسما: بردوا يا باشا الله يسلمك يا سيدي
إسلام: عن إذنك
خالد: اتفضل
خرج اسلام من المنزل وذهب إلى الورشة وفتحها وبدأ العمل
لينا: أنت كويس
خالد: آه والله يا حبيبتي كويس تعالي نامي انتي من امبارح ما نمنيش
هزت رأسها نفيا: انا هروح اعملك الغدا
التفت لتخرج من الغرفة فسمعت صوته يناديها
خالد: لينا
التفت تنظر له باستفهام لتجده يقول: أنا آسف.

ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك راسها ايجابا لتتركه وتخرج من الغرفة، توجهت إلى المطبخ تعد الغداء
قرب انتهاء اليوم ذهب محمد إلى خالد كعادته فوجد إسلام يعمل بمفرده في الورشة
محمد: اومال خالد فين
إسلام: خالد باشا تعبان وما نزلش النهاردة الورشة
اتسعت عينيه بصدمة يهتف بقلق: اييييه تعبان
تركه وصعد لأعلي سريعا يدق الباب بعنف
لتهتف بخوف: مين إلى بيخبط كدة
ضحك عاليا: هتلاقيه الواد محمد، روحي افتحيله.

ذهبت ناحية الباب وفتحته ليدخل محمد بلهفة
محمد بلهفة: خالد فين هو كويس
وقبل ان تجيب سمعوا صوته يصدح من الداخل: تعالا يا محمد
ذهب اليه بخطوات سريعة، دخل إلى غرفته ليجده يجلس على الفراش عاري الصدر يلتف الشاش الابيض حول كتفه الأيسر
محمد بلهفة: أنت كويس ايه إلى حصل
خالد مبتسما: ما فيش حاجة انا كويس أهو
سأله بحزم: مين إلى عمل فيك كدة
خالد: شوية عيال هبلة
محمد بجد: احكيلي كل إلى حصل.

خالد ضاحكا: ايه يا حضرة الظابط انت جاي تستجوبني
محمد غاضبا: خالد انا مش بهزر، انطق ايه إلى حصل وبالتفصيل
خالد ضاحكا: حاضر يا باشا
بدأ يقص على صديقه ما حدث بالأمس
محمد غاضبا: وحياة امي لجبهم تحت رجيلك
خالد مبتسما: تعيش يا صاحبي
همست بصوت خفيض: أنت صالحت لينا ولا لسه
خالد: آه، ليه
محمد: مش عارف شكلها حزين كدة
تنهد بضيق: أنا واثق انها لسه زعلانة، بس بتحاول تخبي عشان ما تزعلنيش، اد ايه انا حيوان.

ابتسم محمد باستفزاز: طب كويس انك عارف
هتف بغيظ: غور ياض من هنا لاقوم اضربك
محمد ضاحكا: خلاص يا عم، انا كدة كدة ماشي هعدي عليك بكرة، مش عايزة حاجة
خالد: تسلم، صحيح طبعا أنت مش هتقول حاجة للحاج محمود والحاجة زينب
محمد: اكيد طبعا
خالد: عارف يا محمد لو قلتلهم حاجة هشنيرك
محمد: بقيت بيئة اوي يا خالد
خالد بغيظ: غور يلا
محمد ضاحكا: سلام يا صاحبي
خالد مبتسما: سلام
نزل محمد وقبل ان يركب سيارته استوقفه إسلام.

إسلام: محمد باشا، انا كنت عايز اقول لحضرتك حاجة مهمة بخصوص خالد باشا
محمد: خير
كاد أن اسلام ان يجيب عندما رن هاتف محمد
محمد: معلش دقيقة
فتح محمد الخط وكان اتصال من احد زملائه يخبره بضرورة مجيئة في الحال
محمد: تمام انا جاي حالا
اغلق الخط والتفت لاسلام يهتف سريعا: معلش يا اسلام انا مضطر امشي دلوقتي بس انا جاي بكرة عشان اطمن على خالد، نبقي نتكلم بكرة تمام
إسلام: تمام يا باشا.

رحل محمد سريعا إلى عمله وعاد إسلام إلى عمله
في شقة خالد
زم شفتيه بضيق: مش هتنامي أنتي ما نمتيش من امبارح ومن الصبح واقفة على رجلك
هزت رأسها نفيا بتوتر تهتف: مش جايلي نوم، انت عايز حاجة
خالد: عايزك ترتاحي شوية
لينا: انا مرتاحة كدة
خالد: انتي مش عايزة تنامي جنبي صح
بلعت ريقها بخوف تهمس بارتباك: ليه بتقول كدة
هتف بجد: إسألي نفسك، لينا انا آسف والله آسف والله مش هعمل كدة تاني.

ابتسمت بحزن: خلاص يا خالد قولتلك انا مسمحاك
خالد: اومال ليه في خوف وحزن في عنيكي
لينا: انا خايفة عليك وحزينة من اللي حصل ليك مش اكتر
خالد: طب تعالي نامي وانا هخرج اشرب سيجارة برة عشان لوليتا
عقدت ذراعيها بضيق تهتف بحزم: ما فيش سجاير انت تعبان واتفضل بقي نام، قلة أدب
ضحك بمرح: انا آسف يا أستاذ، ذهبت ناحيته بخطي بطيئة تسطحت جانبه ليضع رأسها على صدره، همست بارتباك: كدة كتفك هيوجعك.

ابتسم بحنان: لا يا حبيبي طول ما انتي في حضني ما فيش حاجة هتوجعني ابدا
بعدك هو الحاجة الوحيدة اللي توجعني
دفنت رأسها في صدره واغمضت عينيها واستسلمت للنوم
في صباح اليوم التالي
قرابة الثالثة عصرا جاء محمد وجلس مع اسلام في الورشة فبدأ اسلام يحكي له ما يفعله رشدي
جز على اسنانه بغيظ يهتف بغضب: ابن ال...
إسلام: محمد باشا، انا حكيت لحضرتك عشان بحس ان حضرتك اهدي من خالد باشا وبتتصرف بعقلانية أكتر.

تنهد محمد بغضب: بس احنا بردوا لازم نقول لخالد لازم يعرف، بس لازم الأول اعمل حاجة مهمة، التقط هاتفه يتصل بايمن محمد: ايوة يا أيمن، عايزك في حاجة مهمة
قص عليه محمد ما يريد
أيمن: تمام، ساعة زمن ويبقي مشرف عندي في الحجز
محمد: تمام كدة، يلا بينا يا اسلام
اسلام: طب احنا ليه هنقول لخالد باشا.

محمد بجد: عشان دي حرمة بيته يا اسلام لازم بعد كدة ياخد باله كويس، لازم يفهم لينا انها تحكيله من غير خوف، المرة دي ربنا ساتر مين عارف المرة الجاية ايه اللي ممكن يحصل
في الاعلي
لينا: خالد خدت الدوا
خالد: ايوة يا حبيبتي انتي رايحة فين
لينا: رايحة اخد دش
ابتسم: أجي اساعدك
نفخت خديها بغيظ: هتفضل طول عمرك قليل الادب
تركته وذهبت عاضبة حتى انها نسيت ملابسها على الفراش.

دقات على باب المنزل ذهبت رحمة وفتحت فدخل محمد وإسلام
محمد: خالد فين يا دادة
رحمة: في اوضته يا باشا
دخل محمد ناحية غرفة خالد ودق الباب
خالد: ادخل
دخل محمد واسلام
خالد مبتسما: ايه يا ابني انا كل شوية اشوفك انت بقيت بتتكرر كتير ليه كدة
محمد بجد: مش وقت هزار يا خالد في حاجة مهمة عايز اقولك عليها، اهم حاجة تهدي ونا تظلمش لينا كفاية إلى انت عملتوا فيها
قطب حاجبيه بدهشة: وايه علاقة لينا باللي انت جاي تقوله.

محمد: هقولك
بدأ محمد يقص على خالد ما قاله له اسلام لتحمر عيني خالد بغضب هب واقفا ممسكا اسلام من تلابيب ملابسه: وانت ازاي ما تقوليش من الاول
همس بارتجاف: كنت خايف اقولك تظلم مراتك والله يا باشا ما فتحتله ولا مرة كانت خايفة تقولك لتقتله
زمجر: على أساس أن دلوقتي مش هقتله.

محمد بحدة: لا يا خالد مش هتقتله مش هيحصل مش هسمحلك تضيع نفسك، لازم تتحكم في غضبك شوية لازم تفهم لينا انها تحكيلك من غير خوف لازم تهدي حكم عقلك قبل دراعك
بتعمل فيها كل مصيبة وبعدين ترجع تندم، على العموم أنا اتصلت بايمن وزمان رشدي مشرف في الحجز
زمجر غاضبا: أنت فاكر انك لما تحبسه هتبعده عني، انا ما تعرفش انا اقدر اعمل ايه.

محمد: لاء عارف ومش هسمحلك تضيع مستقبلك وصدقني هستقبلهولك أحسن استقبال، أهم حاجة اهدي انت عشان انت تعبان وما تظلمش مراتك، لينا كانت خايفة عليك
اغمض عينيه يكور قبضتيه بشدة يشد عليها
مشهدها وهي تصرخ نظرة الخوف التي أصبح تلازم مقلتيها لا يفارق عقله
هتف من بين أسنانه بحدة: ماشي يا محمد، بس رشدي ما يخرجش من غير ما اقولك
محمد: تمام، انا ماشي بقي، وعشان خاطري اهدي
خالد: ما تقلقش.

محمد: سلام يا صاحبي، يلا يا إسلام
خرج إسلام ومحمد من المنزل، فخرجت لينا من الحمام، دخلت غرفتها ترتدي مأزر الحمام الأبيض
تهتف بمرح: تصدق ان انا متخلفة، نسيت اخد هدومي وانا داخلة الحمام، وعشان انا محظوظة جدا محمد جة دلوقتي، تعرف انا بقالي ربع ساعة واقفة في الحمام هتفت بتعجب عندما طال صمته، مالك يا خالد
نظر لها ببرود ليهتف بهدوء مرعب: رشدي خبط عليكي قبل كدة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة