قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

جاسم سريعا: يبقي اخد بنتي وحفديتي معايا لحد ما تشوف هتعمل ايه
ضرب علي سطح مكتبه بغضب يهتف بحدة: مراتي وبنتي مش هيبعدوا عني ولو علي جثتي فاهمني يا جاسم
جاسم بحدة: ما تفوق من العنتظة اللي أنت فيها دي ونشوف نفسك أنت خلاص يا حبيبي انتهيت، ما بقاش معاك غير شوية الملاليم اللي في ايديك دول انت...

قاطعه صوتها وهو يصدح بحدة: بااابااا، نظر ناحيتها فوجدها تنظر له بغضب، اتجهت ناحية خالد تقبض علي كف يده تهتف بقوة: ما اسمحلكش تتكلم معاه بالشكل دا، خالد مهما حصل له هيفضل خالد باشا السويسي اللي الصغير قبل الكبير بيعمله ألف حساب، اوعي تكون فاكر أن هسيبه بعد اللي حصل، انا مستعدة أعيش معاه إن شاء الله في أوضة من غير صالة، لكن عمري ما هبعد عنه ابدا.

شدد على كف يدها ابتسم ابتسامة باهتة يهتف بامتنان: وانا مش عايز غيرك أنتي ولوليتا
عمر: طب يلا بينا علي بيت بابا
اغمض عينيه يهز رأسه نفيا: لاء
صاح عمر بحدة: ليه بقي إن شاء الله
قطب جبينه يصرخ بحدة: عشان أنا مش عيل صغير هعيش من المصروف اللي باخده من ابويا أنا عندي 34 سنة، ما ينفعش اخذ مراتي وبنتي واروح عند ابويا اقوله أنا جاي أعيش عالة عليك لا كرامتي ولا رجولتي يسمحولي دا.

علي غاضبا: يخربيت دماغك الناشفة، هتعيش فين يا ابني
خالد: هأجر شقة
ضحك جاسم ساخرا: انت فاكر ان 100 دول يأجروا شقة في منطقة نظيفة
خالد: مش لازم شقة في منطقة غالية ممكن في منطقة عشوائية
جاسم غاضبا: نعم يا اخويا، انت عايز بنتي تعيش في حارة، دا أنت اتجننت رسمي
جز علي أسنانه يحاول التحكم في اعصابه قبل أن يقتل ذلك الرجل: جاسم باشا أنا عامل حساب انك حمايا وفي بيتي...

قاطعه جاسم يهتف بتهكم: بيت مين يا ابو بيت ما خلاص بحح
توسعت عينيها بصدمة تنطق بألم: بابا إنت جاي تشمت فينا
تدارك جاسم نفسه سريعا ليهتف بحزن: اخس عليكي يا لوليتا بقي أنا بردوا هشمت في بنتي
يا حبيبتي أنا خايف عليكي يا حبيبتي انتي ضعيفة مش هتستحملي البهدلة
ردت بحزم: البهدلة في حضن خالد احسن عندي من الراحة وأنا بعيد.

ضغط جاسم علي أسنانه بغيظ من أفعال ابنته العنيدة ليتجه ناحيتها امسك كف يدها يهتف من بين أسنانه بابتسامة صفراء: تعالي يا حبيبتي عايزك في كلمتين برة لوحدنا
اتجهت معه الي الحديقة وقف امامها يهتف بحدة: اللي انتي بتعمليه دا جنان كفاية دلع بقي
كتفت ذراعيها بضيق تهتف بحزم: بابا ما تحاولش أنا مش هسيب جوزي وبنتي مهما حصل
ابتسم جاسم بمكر: تعالي معايا وأنا اجبلك بنتك منه غصب عن عينيه انتي عارفة ابوكي محامي شاطر.

شهقت بفزع تهتف بذهول: أنت عايزني ارفع قضية علي خالد لاء طبعا مستحيل، انت ازاي عايزني اعمل كدة في خالد أنا ماقدرش اعيش من غيره ومستحيل مهما قولت اني اسيبه
هتف بتوعد: دا أخر اللي عندك يا بنت الشريف
هزت رأسها ايجابا بقوة ملامح وجهها حازمة تخبره أن الأمر قد انتهي، ليرمقها بضيق ومن ثم تركها ورحل
في الداخل
هتف عمر بنبرة ملحة: يا خالد اسمع الكلام وتعالا معايا بيت بابا.

اشاح بوجهه بعيدا يهتف بحزم منهيا ذلك الجدال: لاء يا عمر أنا قولت اللي عندي وبعدين انتوا قاعدين ليه اتفضلوا بقي روحوا شوفوا هتعملوا ايه.

رحل الجميع بالفعل رحل كل من في القصر ولم يبقي سوي خالد ولينا والصغيرة ورحمة
خالد: ما مشتيش ليه يا رحمة
رحمة مبتسمة بود: انا مش هسيبكوا يا ابني لينا بتغرق مع لوليتا في شبر ماية
تنهد بألم: يا دادة انا مش هيبقى معايا فلوس ادفع مرتبك
رحمة: خيرك سابق يا ابني، انا هفضل معاكوا ان شاء بلقمتي بس
لينا مبتسمة: انتي طيبة اوي يا دادة.

رحمة مبتسمة بحنان: يا حبيبتي انتي بنتي الي مخلفتهاش وانا مش هقدر ابعد عنك ولا عن لوليتا الصغيرة
خالد مبتسما: اوعدك يا دادة أول ما المشكلة دي تخلص هيبقي ليكي مكافأة كبيرة اوي عندي، وجه كلامه للينا، اطلعي حضري الشنط عشان هنمشي الصبح
ابتسمت ابتسامة صغيرة بحزن لتصعد الي غرفتها، وفتحت الحقائب التي أعدتها للرحلة القصيرة، لكن يبدو أن الرحلة ستكون طويلة ولا تعلم متي ستنتهي.

بدأت في ضب الحقائب من جديد عندما قاطعها بكاء الصغيرة ذهبت ناحية مهدها وجثت على ركبتيها بجانب فراشها الصغير.

تهتف بحنان: صباح اللوليتا يا لوليتا علي رأي بابي، عارفة يا لوليتا بابي دا أحسن واحد في الدنيا دي كلها انا بحبه أوي اوي، تعرفي هو يبان قاسي في الاول لما تعرفيه كويس هتلاقيه احن أنسان في الكون عشان كدة يا لوليتا لازم نستحمل انا وانتي الفترة الجاية تعرفي هو كان ممكن ما يخسرش اي حاجة لو وافق انه يتجوز العقربة دي، بس هو عشان بيحبني اوي مارضيش يعمل كدة.

وانا كمان بحبه اوي ومستعده اروح معاه لآخر الدنيا ان شاء نعيش في صالة من غير اوضة طول ما احنا جنب بابي صح يا لوليتا
اصدرت الصغيرة صوتا طفوليا سعيدا لتربط علي خصلات شعرها بحنان: شطورة يا حبيبتي.

التفت لتعود لضب الحقيبة فوجدته يقف خلفها ينظر لها أسهم العشق تنطلق من عينيه فتصيب قلبها مباشرة لترفع راية حبه ويحلق علم عشقه في سمائها
خالد: بحبك يا لوليتا والله بحبك اوي
دفنت رأسها في صدره فهو ملجئها وعليه تستقر سفينة عشقها ليحميها من تلاطم امواج الحياة ويغرقها في بحر من العشق تنهل منه بدون ارتواء
همست بخجل: وانا كمان بموت فيك، بعشقك يا قلب لوليتا.

تنهد بحزن يشدد علي عناقها يردف بقلق: الأيام الجاية شكلها هتبقي طويلة اوي يا لوليتا
رفعت وجهها تنظر له بحنان يفيض من بين نظراتها هتفت بنبرة حانية دافئة: وايه يعني هتعدي طول ما أنت جنبي، انت عارف أنا مش خايفة من اللي جاي عارف ليه
هز رأسه نفيا لتعود تدفن رأسها داخل تهتف باطمئان: عشان أنا في حضنك وأنت قولتلي ما خفش من اي حاجة وأنا في حضنك.

شدد على عناقها يشعر أنه يستمد طاقته منها كلامتها البريئة كانت الغذاء لروحه تحدث بمرح ظاهري: بقي بذمتك عايزني اسيب العسل دا واروح اتجوز السلعوة
ضحكت برقة تدفن رأسها في صدره كالقطة الصغيرة.

في صباح اليوم التالي
يقف تحت المرش يغمض عينيه عينيه تتساقط المياه الباردة عليه يشعر بالخوف من المستقبل ليس خوف علي نفسه بل علي طفلتيه
شعور بالعجز، كأنه موضوع بين شقي الرحي اما ان يسلم ويتزوج تلك اللعينة ويكسر قلب حبيبته وهذا الشئ لن يتحمله ابدا لا عليها وعلي رجولته، واما يثبت علي موقفه ويأخذه المستقبل المجهول الي حيث يريد.

انتهي من حمامه بدل ملابسه وخرج فوجد لينا قد انتهت من اعداد الحقائب تنظر إلى ارجاء الغرفة وابتسامة حزينة مرسومة على شفتيها
ازدرد غصة مريرة في حلقه ابتسم ابتسامة مصطنعة: خلصتي يا حبيبتي
رسمت ابتسامة صغيرة تهتف بهدوء: ااه يا حبيبي
ذهب ناحية الحقائب بينما حملت لينا الصغيرة من مهدها هتف بنبرة خافتة: يلا بينا
هزت رأسها إيجابا تقدمت وهي تحمل الصغيرة ونزلت لأسفل وهو خلفها يحمل الحقائب الكبيرة.

رحمة: عنك يا ابني
خالد: لاء يا دادة، مش هتقدري تشيليهم تقريبا لينا حاطة النيش في الشنط
ضحكت لينا ورحمة علي مزاحه
القي نظرة اخيرة على بيته تمشط عينيه كل جزء منه الي أن وصلت عينيه اليها ليجدها تتطلع حولها بحزن ذهب ناحيتها يربط علي كتفها يهتف بابتسامة شاحبة: هنرجع يا حبيبتي، هنرجع
ابتسمت بحزن تهز راسها ايجابا
خرجوا من المنزل، اوقف خالد سيارة اجري ركب بجانب السائق بينما استقلت لينا ورحمة الأريكة الخلفية.

لينا: خالد انت لقيت شقة
خالد: لسه يا حبيبتي
رحمة: احنا ممكن نخلي سمسار يدورلنا علي شقة صغيرة
السائق: معلش يا باشمهندس انا سمعتكوا صدفة وانتوا بتتكلموا
خالد ساخرا: صدفة ايه يا عم دا انت قاعد في الكرسي الي جنبي
السائق ضاحكا بحرج: ههههه ااه، احم انا عندي شقة كويسة لحضرتك في السيدة زينب اوضتين وصالة ومطبخ وحمامة ومفروشة من مجامعيه
سأله باهتمام: مطلوب فيها كام؟
السائق: 50 الف مقدم و850 ايجار شهريا.

خالد: طب كويس دا، خدنا على هناك
ابتسم السائق بجشع: وحلاوتي يا باشا
خالد: ما تقلقش محفوظة.

اتجه السائق بهم الي تلك المنطقة وصل السيارة الي شارع ضيق نوعا ما مكتنز بالمحلات الصغيرة ( دكاكين ) والبيوت العتيقة المهترئة، حيث الارضية الترابية المتعرجة الضوضاء العالية التي تصدر من الباعة المتجولين تارة وشجارات السيدات تارة واصوات الصبية وهم يلعبون تارة اخري كانت تنظر حولها بدهشة كانت تظن أن تلك الأماكن متواجدة فقط في تلك الأفلام القديمة.

وقفت السيارة امام بيت قديم يتكون من خمس طوابق اسفله قهوة بلدي صغيرة
السائق: وصلنا يا باشمهندس
ضحك بسخرية في نفسه علي نفسه: والله وبقيت باشمهندس يا سيادة العقيد
نزل السائق ومن بعده خالد ومن بعدهم لينا ورحمة التي تحمل الصغيرة النائمة
طالعتهم اعين الجميع من بين تسأل واندهاش وفضول
وقف ذلك الرجل البدين الذي تجاوز الخمسين عاما يرتدي جلباب فلاحي وعمامه لديه شارب كثيف
رشدي: واد يا عطا
جاء الصبي اليه مسرعا.

عطا: نعمين يا معلمي
رشدي: اعرفي مين الضيوف دول شكلهم اجانب اصلا مش من هنا، شوفهم ايه الي مطلعهم عندنا البيت يا ولا
عطا: من عنيا يا سيد المعلمين
ذهب ذلك القتي سريعا ليأتي بالاخبار كاملة الي معلمه، الذي شرد في تلك الحسناء ذات العيون الزرقاء والشفتان الورديتين التي اثارت فيه بعض المشاعر الملتهبة من نظرة واحدة اغمض عينيه وتخيل نفسه وهو يلتهم تلك الكرزتين.

صعد السائق قبلهم يرحب بهم بمبالغة: يا اهلا يا اهلا حاسبي السلمة المكسورة
خالد غاضبا: وانا مش مالي عين اهلك ولا ايه
حمحم السائق بحرج: احم احم: اسف يا بيه ما اخدتش بالي
وقف السائق امام باب شقة صغيرة في الدور الثالث واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودخل الي الشقة
السائق: اتفضلوا، اتفضلوا
دخل خالد ومن بعده لينا ورحمة.

انكمشت تعابير وجهها باشمئزاز ما أن رأت تلك الشقة القديمة الصغيرة ذات الحيطان المهترئة تكاد تقسم ان مكتب خالد في فيلتهم اوسع من تلك الشقة
تفحصت بعينيها تلك الشقة الصغيرة المكونة من صالة صغيرة بها اريكتان وطاولة صغيرة حولها ثلاث كراسي وطاولة صغيرة عليها تلفاز صغير، ولكن ما يميزها تلك الشرفة الصغيرة ومن ثم يوجد ممر صغير فيه غرفتان ومطبخ صغير وحمام بالكاد يسع شخص واحد.

حاولت لينا رسم ابتسامة مزيفة علي شفتيها عندما لاحظت ان خالد يراقب تعابير وجهها ليعلم ان اعجبها المكان أم لا، تقدم منها
يسألها باهتمام: ايه رأيك، لو مش عجباكي نشوف غيرها
هزت رأسها نفيا سريعا تبتسم بتصنع: لا لا حلوة يا حبيبي اي مكان معاك بيبقي جنة
ابتسم لها بامتنان ليتجه ن ناحية السائق
خالد: بص يا...
السائق: دسوقي يا باشمهندس، محسوبك دسوقي
خالد: تمام يا عم دسوقي، احنا هناخد الشقة دي.

دسوقي: طب اتفضل معايا لصاحب البيت عشان نكتب العقد
هز رأسه إيجابا ونزل الي اسفل مع السائق وترك رحمة ولينا في الشقة
اخذ السائق خالد الي تلك القهوة يهتف سريعا بلهفة: يا معلم رشدي يا معلم رشدي
اتجه رشدي ناحيته يصافحه بحرارة: ازيك يا دسوقي اخبارك يا دسوقي، واخبار العيال
دسوقي: بخير يا معلم طول ما حسك في الدنيا
ثم اشار ناحية خالد، الباشمهندس شاف الشقة الي في التالت وعجبته وعايز يأجرها.

رشدي: اوي أوي، ثم مد يده يصافحه
رشدي: محسوبك المعلم رشدي السيد، صاحب القهوة وصاحب البيت الي ان شاء الله هتسكن فيه
ابتسم باقتضاب: المهندس خالد محمود
رشدي مبتسما بود: يا اهلا وسهلا يا باشمهندس، الشاي يا ولا
خالد: لا يا معلم مالوش لزوم، انا بقول نمضي العقد علي طول، عشان انا سايب الجماعة لوحدهم.

لمعت عيني رشدي وهو يتذكر تلك الحسناء ذات العيون الزرقاء ليتنهد بحرارة هاتفا بمكر خفي: طب اتفضل يا باشمهندس نكتب العقد في الشقة
صعد ثلاثتهم الي الشقة مرة اخري ودخلوها
رشدي: احم، يا رب يا ساتر
جلس خالد ورشدي ودسوقي علي الطاولة الصغيرة.

اما لينا ورحمة كانوا يقفون بعيدا انتهوا من كتابة العقد ودفع خالد المبلغ المطلوب بينما كان، رشدي يحاول اختلاس النظرات لتلك الحسناء، ولكنه لم يستطع ان يراها بسبب جسد خالد العريض الذي سد الرؤية امامه
رشدي: مبروك يا باشمهندس
خالد: الله يبارك فيك يا معلم
رشدي: لو احتجت اي حاجة انا رقبتي سدادة
خالد: متشكر يا معلم
رشدي: انا هبعت واحدة من الحريم الي عندي ينضفوا الشقة.

وهنا تكلمت لينا: لا لا مالوش لزوم حضرتك احنا هنضفها
نظر رشدي لها وبريق الرغبة توهج في عينيه وهو ينظر إلى شفتيها الصغيرتين وهي تتحدث
بينما نظر خالد لها نظرة غاضبة اخرستها
رشدي: مش عايزين نتعبك يا انسة
جز علي اسنانه بغيظ محاولا التحكم في غضبه: مدام، المدام تبقي مراتي
امتعضت ملامح رشدي بضيق يهتف بابتسامة مصطنعة لم تصل لعينيه: بجد مبروك، عن اذنكوا بقي.

غادر كل من رشدي ودسوقي بعدما اخذ دسوقي ( الحلاوة) من خالد
اغلق خالد الباب خلفهم والتفت للينا متجها ناحيتها امسك مرفقها بعدين يهتف بحدة: لو اتكلمتي تاني وفي رجالة قاعدين هقصلك لسانك ماشي يا حبيبتي
تدخلت رحمة سريعا تهدئ الوضع: اهدي يا ابني مراتك ما تقصدش يلا يا حبيبتي ننضف احنا الشقة معلش يا ابني خلي معاك لوليتا علي ما نخلص
هز رأسه إيجابا، اخذ الصغيرة وخرج الي تلك الشرفة يداعبها.

وبدأت لينا ورحمة عملية التنظيف الشاقة التي استغرقت اكثر من ساعتين حتى اصبحت الشقة صالحة للإستخدام الآدمي
فتهاوت لينا ورحمة علي الأريكة يلهثان من التعب
دخل خالد فوجدهم علي هذه الحالة
خالد: شكلكوا تعبتوا اوي انا هنزل اجيب غدا واجي
لينا: طب سيب لوليتا
خالد: لاء خليها معايا
لينا: خلي بالك منها
لوي شفتيه مستنكرا: بتوصيني علي بنتي، ما تفتحوش الباب لحد وانا برة، مفهوم.

هزت رأسها إيجابا، خرج وهو يحمل صغيرته ونزل الي اسفل، ليخضر طعام الغداء
توجه بكلامه الي صغيرته التي تنظر حولها بدهشة
خالد: ها يا ست لوليتا نجيب ايه للغدا
هتفت بطفولة: تا، تا
خالد ضاحكا: ماشي يا ستي هجبلك شكولاتة
وبدأ يمشي على غير هدي وهو يبحث عن مطعم ليشتري طعام الغداء.

وقفت سيارتها امام ذلك المنزل لتنزل منها سريعا متجهه الي ذلك المنزل تدق علي بابه بحدة
زينب صارخة بحدة: افتح يا رفعت
فتحت لها احدي الخادمات لتندفع الي المنزل تصرخ بغضب: يا رفعت أنت فين يا رفعت
نزل رفعت من اعلي يهتف بابتسامة صفراء: . خير يا زينب يا تري ايه سبب الزيارة الكريمة دي
زينب صارخة بحدة: انت ايه اللي انت عملته دا يا رفعت أنت اتجننت اكيد اتجننت.

جلس رفعت علي احد المقاعد واضعا قدما فوق اخري يهتف بهدوء: اهدي يا زينب وبدل ما تيجي هنا تزعقي وتعملي الشويتين دول روحي عقلي ابنك أحسن
شخصت عيني زينب بصدمة: اعقله! والله ما حد مجنون غيرك يا رفعت أنت والسفلة بنتك هو رمي بلي وخلاص
ابتسم رفعت باصفرار: بالظبط هو رمي بلي
رسمت ابتسامة ودودة مصطنعة علي شفتيها: يا رفعت يا اخويا الجواز قسمة ونصيب وبنتك اكيد هيجيلها نصيبها بس اللي أنت بتعمله دا ما.

يرضيش ربنا، دا حتى بيقولوا الخال والد
ضحك رفعت ساخرا: كل الكلام اللي قولتيه دا ما يفرقش معايا، لاما ابنك يسمع الكلام زي الشاطر، ليفضل زي ما هو عاطل مفلس
هتفت زينب بحرقة: منك لله يا رفعت حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا يحرق قلبك علي بنتك زي ما انت حارق قلبي علي ابني
اتجهت ناحية باب المنزل التفت له تهتف بألم: يا خسارة يا أخويا.

التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة، ليجد هاتفه يرن بذلك الرقم اجاب سريعا ليجد ذلك الرجل ببرود: اصل الورقة لازم يكون عندي النهاردة
رفعت: اشمعني
الرجل ببرود: عشان ابنك مش هيكست وهيقلب الدنيا لحد ما يلاقيها، وانت خد اجازة وسافر في اي حتة لحد ما اقولك أرجع
رفعت: ماشي، بس أنا عايز اسألك سؤال أنت ليه بتعمل كدة.

الرجل ببرود: مش شغلك أنت بتردلي الجميل، أنا دفعت كتير لمراتك التانية عشان ترضي ترجعلك بنتك بعد السنين دي كلها
رفعت بضيق: عارف خلاص، هبعتلك الورقة دلوقتي، سلام
أعلق رفعت الخط ينظر امامه بشرود.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة