قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي عشر

بعد كدة ليست قليلة من البحث اشتري بعض الطعام من أحد المطاعم ليأخذه عائدا الي منزله، فتح الباب بالمفتاح الخاص به ليجدها تتحرك بخفة هنا وهناك ترتدي منامة قطنية بنطالها قصير يصل لبعد ركبتيها بحمالتين رفعتين، ترفع شعرها ذيل حصان ولكن ما جعل عينيه تسود من الغضب عندما وجد الشرفة مفتوحة على مصرعيها
ذهب ناحية الشرفة واغلقها بعنف لتهشق بخوف وضعت يدها على قلبها تهدأ نبضاته: حرام عليك يا خالد خضتني.

اشار ناحية الشرفة هاتفا بحدة: الزفتة دي ما تتفتحش ابدا احنا هنا مش الفيلا، هنا ألف عين وعين هتجرح فيكي فااااهمة
انتفضت الصغيرة تبكي بخوف من صوت زئيره الغاضب لتتبدل ملامحه في لحظة من الحدة للين يداعب الصغيرة الي أن هدأت وتوقفت عن البكاء
اتجه ناحية تلك الطاولة الصغيرة وضع عليها حقيبة الطعام، لتبدأ لينا ورحمة في إفراغ محتوياتها ووضعها في تلك الاطباق الصغيرة.

بينما جلس هو على الأريكة يضع ابنته على قدميه عينيه شاردتين تغرق في بحر من الهموم، فاق على صوت رحمة وهي تقول: يلا يا ابني الاكل جاهز
رد عليها بابتسامة صغيرة ليقم من مكانه متجها الي طاولة الطعام جلس على احد المقاعد ولينا جواره، نظر لرحمة هاتفا بجد: اقعدي يا دادة
حاولت الاعتراض ليهتف بحزم: اقعدي يا دادة
جلست رحمة وبدأوا يأكلون بصمت، يفكرون في ذلك المستقبل المجهول.

قبضت بيدها على يده تستشعر بعض الأمان ليربط على يدها برفق، تنهد بتعب يهتف بابتسامة صغيرة: ما تقلقيش أنا بكرة الصبح هنزل ادور على شغل.

لمعت في رأسها فكرة تود إخباره بها، ماذا أن عادت في المستشفي الخاصة بها، مرتبها الشهري كبير جداااا، ولكنها خافت من أن تجرح مشاعره، هو لم يرضي المكوث عند والده ارضاءا لكرامته، بالتأكيد لن يسمح لها بالعمل، انتهوا من الطعام لتقم رحمة ولينا بوضع الاطباق الفارغة في حوض الغسيل
فقط غرفتين للنوم أحدهما صغيرة جدا والاخري اكبر منها بقليل.

وقف في ذلك الممر يهتف بجد: دادة رحمة معلش هتقعدي في الأوضة الصغيرة وأنا ولينا في الأوضة التانية وبكره هحاول اشتري سرير للوليتا
تقرقوا كل الي وجهته بالكاد استطاع ذلك الفراش الصغير أن يحوي جسد خالد ولينا والصغيرة.

نامت لينا سريعا من تعب وارهاق ذلك اليوم بينما ظل هو مستيقظا ينظر الي سقف الغرفة بشرود، يفكر رفعت جاسم مايا بالتأكيد هناك رابط بينهما فكيف علم جاسم ما حدث له في نفس اليوم، ولكن تلك الخطط ليست جاسم يعرف تفكير جاسم جيدا هناك حلقة مفقودة وعليه أن يعثر عليها، فاق من شروده على يدها تعوض بين خصلات شعره برفق اتجه بانظاره إليها ليجدها تبتسم بحنان: هتفرج.

هز رأسه إيجابا يبتسم رغما عن ما به: عااارف يا حبيبتي ربنا مش هيسيبنا، بس احنا نقول يااارب
هتفا معا برجاء: ياااااارب.

في الطابق الرابع من تلك البناية حيث فتح رشدي الشقتين على بعض حتى يسع المكان لزوجاته الثلاثة وأطفاله الست.

دخل رشدي المنزل بعدما اغلق القهوة القي بجسده الضخم على تلك الأريكة يسبح في بحر من خيالاته المقززة تلك الحسناء منذ أن رآها وهي طبعت في رأسه لم يري ذلك الجمال من قبل ندهته بسحرها ايعقل أنها تلك النداهة الساحرة التي كان يسمع عنها في الحكايات قدميا فاق من شروده على تلك اليد التي تدلك قدميه نظر فوجدها احدي زوجاته ترتدي قميص نوم من المفترض انه مغوي جدا لتتبدل الصورة امامه لم يري زوجته تخيل تلك الساحرة وهي تجلس أمامه ترتدي نفس الملابس فاق من خياله المريض على صوت زوجته تهتف بدلال.

سميحة: حمد لله على سلامتك يا سيد
امتعضت ملامح رشدي بقرف عندما اختفت ملامح لينا لتظهر زوجته مرة اخري لتقول مرة اخري بدلال: مالك يا سيد المعلمين ايه اللي شغال بالك
ليدفعها بقدمه بحدة يهتف بحنق: انتي مال اهلك انتي غوري من وشي حطي الأكل يلااا
سميحة: حاضر، حاضر
اسرعت سميحة تجاه المطبخ لتضع الطعام لزوجها، فقد تعودت على لسانه السليط ويده الطويلة التي تمتد عليهن دائما بالضرب.

المبرح اذا ما أخطأت احداهن ولو خطأ بسيطا
بينما خرجت دلال زوجة رشدي الثانية من الغرفة وهي تتحرك بدلال يتنافي تماما مع جسدها البدين الممتلئ
اخذت يد رشدي جلسا على طاولة الطعام
ليهتف بغلظة: اومال فين البت شمس
مصت سميحة شفتيها بضيق تهتف بتهكم: مرزوعة في اوضتها دي حتى ما بترضاش تعمل معانا حاجة خالص في شغل البيت عاملة فيها هانم بين بارم ديله ولا ايه يا دلال.

ايديها ضرتها تهتف بخبث: معاكي حق يا حبيبتي الحمل كله علينا وهي عاملة هانم لا عاجبها العجب ولا الصيام في رجب
في داخل تلك الغرفة تجلس تلك الفتاة الصغيرة هي بالفعل الصغيرة فهي بالكاد أكملت عامها
التاسع عشر تبكي بحرقة اثار ضرب وتعذيب حمراء تغطي جسدها تجلس جوار تلك الشرفة كما تفعل دائما تنظر للسماء تهتف بحرقة داخل قلبها: ياااااارب.

هي شمس حامد عبد النبي تلك الفتاة الجميلة ذات العينين بلون الزمرد والشعر الاصفر القصير والشفتان المكتنزتان والقد الممشوق من يراها يعتقد انها اجنبية الاصل ذلك الجمال المدفون تحت الثري فهي برغم القدر الوافي التي حصلت عليه من الجمال، وجدت نفسها تعيش في اسرة فقيرة جدا لا تملك حتى قوت يومها، توفي والدها عندما كانت طفلة صغيرة، وتركها تصارع في تلك الدنيا هي ووالدتها واخيها عطا الذي يصغرها بثلاث اعوام.

لم تستطع دخول المدرسة بسبب ظروفهم الصعبة وبدأ اخيها يعمل في سن صغير كصبي في قهوة المعلم رشدي
الي ان جاء ذلك اليوم المشؤوم تعبت روحية والدة شمس بشدة
فخرجت شمس تهرول من المنزل متجهه الي اخيها تستغيث به
شمس بفزع: الحقني يا عطا، ماما تعبانة اوي
عطا بلهفة: يا نهار أبيض تعبت تاني طب انا جاي معاكي، استني بس اقول للمعلم.

في تلك اللحظة خرج رشدي من القهوة ووقعت عينيه على شمس ليتوهج بريق الرغبة في عينيه يلتهم جسدها بنظراته النهمة الشهوانية العطشة
عطا: معلش يا معلم، هروح مع اختي بس ساعة زمن اطمن على الحاجة وراجع على طول
رشدي بقلق مصطنع: ليه مالها الحاجة كفا الله الشر
عطا: ، شمس بتقولي انها تعبانة اوي
رشدي: سلامتها، استني انا جاي معاك.

ذهب رشدي مع شمس وعطا الي حيث يقطنون في غرفة صغيرة في بدروم احد العمائر واحضر لها الطبيب وتولي مصاريف علاجها كاملة الي ان تحسنت صحتها، واصبح رشدي يزورهم يوميا بحجة الاطمئنان على صحتها الي ان جاء ذلك اليوم
رشدي: عاملة ايه النهاردة يا ست روحية
روحية بصوت ضعيف: الحمد لله يا معلم، الف شكر على مساعدتك
رشدي: ايه الي انتي بتقوليه دا يا ست روحية دا احنا أهل وقريب ان شاء الله هنبقي نسايب
عطا: يعني ايه يا معلم؟

ابتسم رشدي ببراءة حمل وديع: اصل انا بصراحة جاي النهاردة وطالب ايد ست البنات شمس
فغرت شمس فمها بصدمة وكذلك عطا وروحية يتطلعون الي بعض بذهول
روحية: ايوة يا معلم بس انت متجوز اتنين كمان انت اكبر منها بحوالي عشرين سنة
رشدي: وبنتك هتبقي التالتة والتالتة تابتة زي ما بيقولوا، ثم وضع يده في جيبه واخرج حفنة كبيرة من الاموال ووضعها امام روحية.

رشدي مبتسما بخبث: دا مهرها ومستعد ادفع قده شبكة، ومش عايز منكوا اي حاجة حتى شنطة هدومها عليا، قولتوا ايه
بيعت كما تباع الجواري في الاسواق حتى تستطيع اسرتها أن تعيش حياة افضل، ولكن الفرق الوحيد انها بيعت بعقد شرعي.

وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تزف لذلك الرجل العجوز ليغتصب براءتها دون رحمة تحت غطا شرعي اسمه الزواج، ثم تركها لتلاقي الويل والذل من زوجتيه الاثنتين يوميا من ضرب وإهانة حتى انهن يجعلنها تقوم بأعمال المنزل كلها، الي ان يعود ذلك الحيوان الذي اطلقوا عليه خطأ مسمي رجل، ليكمل وصلة الضرب والاهانة كان يضربها بغل يخبرها دائما انها السبب فيما حدث له ليتنهي بها الامر فاقدة للوعي من شدة الضرب وحين تستيقظ صباحا تجد ملابسها ممزقة بوحشية.

فاقت من شرودها عندما اقتحم رشدي الغرفة كعادته ممسكا ب(خرطوم ) بلاستيكي، اقترب منها يجذب شعرها بعنف ثم بدأ يضربها بذلك الخرطوم وهي تصرخ وتبكي ترجوه ان يرحمها حتى خارت قوها وسقطت على الفراش فاقدة للوعي ليمزق ملابسها ويبدأ في اعتداه الحيواني عليها.

في صباح اليوم التالي، أول يوم لهما في تلك الحارة استيقظت باكرا هي من الأساس لم تستطع النوم ذلك الفراش غير مريح ابدا أخرجت له ملابسه واعدت ذلك الحمام قدر المستطاع كانت تتحرك وهي ممسكة بظهرها تشعر أن عمودها الفقري يصرخ من الالم، ذلك الفراش مثل الحجارة اشتاقت لفراشها الوثير الناعم
ايقظته برفق، قام سريعا يغتسل بيدل ملابسه ليبدأ تلك الرحلة.

وقف امام باب المنزل من الداخل يهتف بنبرة تحذيرية مؤكدة: الباب ما يتفتحش وأنا برة، الباب ما يتفتحش وأنا برة، الباب ما يتفتحش وأنا برة، و الباب اتفتح وانا برة لجنس مخلوق، هتزعلوا مني
ربطت رحمة على يده تهتف بهدوء: ما تقلقش يا ابني روح أنت شوف حالك ربنا يرزقك ويفتحها في وشك لتحمحم بحرج، انا بس كنت عايزة انزل اشتري شوية طلبات للبيت
مد خالد يده في جيبه واخرج محفظه نقوده اعطي لرحمة بعض النقود.

خالد: ماشي يا دادة بس تنزلي انتي لوحدك
رحمة: حاضر يا ابني
نظر للينا يهتف بتحذير مرة اخري: الباب ما يتفتحش وانا برة غير لدادة رحمة لما تيجي، غير كدة يا لينا عقابك هيبقي وحش اوي
هزت رأسها إيجابا بطاعة ليقبل جبينها لينزل سريعا القي السلام على رشدي الذي وجده يجلس على احد الكراسي أمام البيت ومن ثم ذهب في طريقه.

في الاعلي ارتدت رحمة عباءة سوداء وحجاب اسود كبير تحمل كيس نقود في يدها نظرت للينت
رحمة: انا نازلة يا بنتي مش هتأخر
لينا: ماشي يا دادة
رحمة: اقفلي الباب بالترباس بعد ما اخرج ماشي
هزت رأسها إيجابا اتجهت خلف رحمة الي أن خرجت من الباب لتغلقه جيدا تشد ذلك المزلاج تحكم إغلاقه جيدا.

راي رشدي ذلك الرجل، خالد وهو ينزل ومن بعده تلك السيدة ففطن ان تلك الحسناء بمفردها الآن ليبتسم بشراهة ذئب يستعد لالتهام وجبه دسمة، نادي على ذلك الصبي بصوت عالي: واد يا عطا
جاء الصبي مهرولا: نعمين يا معلمي
رشدي: انا طالع اشقر على الجماعة خلي بالك من القهوة على ما أجي
عطا: عنيا يا معلمي.

صعد رشدي سلالم البيت، كل خطوة يخطوها لأعلي تزيد من سرعة ضربات قلبه، ترفع نسية الأدرينالين في دمه، صعد بلهفة ان وصل الي باب تلك الشقة، اخرج المفتاح الآخر من جيبه ووضعه في قفل الباب واداره ولكنه عندما حاول ان يفتح الباب لم ينفتح، حاول مرة واثنين وثلاثة ولكن دون فائدة صر على اسنانه بغيظ ليهز ذلك بعنف عله ينفتح ليدخل الي تلك الحسناء التي يفصله عنها ذلك الباب الخشبي
في الداخل.

سمعت لينا صوت اهتزاز الباب بتلك الطريقة الغربية بلعت لعابها بخوف تقدمت ناحية الباب بخوف الي ان وصلت إليه، وقفت بجانب ذلك الباب تهمس بصوت مضطرب: ممميين
هتف بصوت خفيض ملهتف: انا المعلم رشدي يا ست العرايس افتحي
قطبت جبينها بتعجب تهتف بدهشة: معلم رشدي، خير حضرتك عايز ايه
تلعثم في الرد يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى يقنعها: هاااا، انا اه، اه انا كنت عايز الباشمهندس
لينا: بس خالد مش موجود نزل.

رشدي سريعا: طب افتحي، عايز اقولك حاجة مهمة تقوليها للباشمهندس لما يرجع
هزت رأسها ايجابا أمسكت ذلك المزلاج كادت أن تفتحه حينما تكررت جملة خالد في اذنيها
( الباب ما يتفتحش وانا برة) لتترك ذلك المزلاج تهتف بحدة: اسفة يا معلم ما اقدرش افتحلك الباب وخالد مش موجود
عض على شفتيه بغيظ كان قريبا للغاية قبض على ذلك المقبض من الخارج يهزه بعنف.

ليرتجف قلبها فزعا ردت بصوت مرتجف: انت لو ما مشتش دلوقتي انا هتصل بخالد اقوله
رشدي بغيظ: ماشي يا ست العرايس، هتروحي مني فين
تركها ونزل الي أسفل وهو يتمتم بكلمات غاضبة حانقة.

في نفس الطابق في الشقة المقابلة لشقة خالد
في غرفة صغيرة ينام على فراش صغير، شاب في اوائل العشرينيات متوسط الطول ذو جسد متناسق وبشرة برونزية وشعر اسود وعينان بلون الفحم الاسود
دخلت والدته عليه لتوقظه
سعاد: إسلام، قوم يا إسلام، يا إسلام قوم يا إسلام
تململ في نومته يفتح عينيه بصعوبة يهتف بصوت ناعس خامل: صباح الخير يا ماما
سعاد مبتسمة: صباح الخير يا حبيبي قوم بقي كفاية نوم...

جلست على الفراش يمط ذراعيه بكسل يهتف بلامبلاة: يعني هقوم اعمل إيه يا ماما ما الشركة الي كنت شغال فيها اتقفلت
اتسعت عيني سعاد باهتمام: نفسي اعرف ليه الشركة اتقفلت، دا انت كنت بتقولي ان صاحبها راجل كبير وليه هيبته
تنهد بإحباط: مش عارف والله يا امي، احنا فجاءة كام واحد لابسين اسود ودخلين الشركة وبدأ يخرجونا منها حتى خرجوا الباشمهندس على وباشمهندس عمر، من الشركة وقفلوها.

سعاد: طب وصاحب الشركة عمل ايه
ضرب كف على كف يهتف بضيق: ولا نعرف عنه حاجة، هو اصلا ما كنش بيجي كتير الشركة، كل فين وفين لما يجي مرة
جلست على كرسي صغير في غرفته تهتف بفضول: هو كبير في السن
إسلام: لاء عنده في التلاتينات تقريبا
قائلت سعاد سريعا بثقة كأنها وجدت حل لمشكلة عويصة: ممكن قرض كبير وهرب من البلد زي ما بيجي في المسلسلات
هز رأسه نفيا يكبت ضحكاته: ما اعرفش يا امي والله
سعاد: طب يلا قوم افطر.

إسلام: فين البت بدور
دخلت تلك الطفلة تضحك بسعادة
بدور: انا هوووو، سيمو حبيبي اخيرا صحيت
إسلام ضاحكا: يا بت بطلي الاسم دا
استوووب
( إسلام طه ناصر، 25 عاما خريج كلية هندسة، يعمل في شركة الرحاب، منذ ان تخرج، يسكن مع والده الذي يمتلك محل بقالة صغيرة، ووالدته السيدة سعاد ربة منزل بشوشة تحب عائلتها كثيرا، وبدور تلك الطفلة الشقية التي تبلغ من العمر ثماني اعوام )
سعاد: يلا يا بدور، روحي ذاكري.

مطت بدور شفتيها بضيق طفولي: يوووه يا ماما امتي هتصدقي ان انا خدت الأجازة
سعاد؛ يوووه صحيح دا انا كنت ناسية طب قدامي بقي يا لمضة
بدور: سلام يا سيمو
ابتسم لها إسلام يلوح بيده ودعا
خرجت سعاد من الغرفة هي وبدور فاغمض إسلام عينيه بألم وهو يتذكر صوت صراخها الذي يمزقه كل ليلة
آه شمسي كم رغبت في ان تنيري سمائي
وعندما استعدتُ لذلك وجدتك تشرقين في سماء رجل اخر
سماء ملبدة بالغيوم.

فأغشت نورك الساطع آه شمسي، تركتي حياتي ملبدة غائمة متي ستعودين ليعود النور الي من جديد
قام من على فراشه يتحرك بخمول، اغتسل وبدل ملابسه وصلي فرضه، ثم نزل ليبحث عن عمل.

في شقة خالد
دق الباب مرة اخري لتتسع عينيها بفزع خوفا من ان يكون ذلك الرجل عاد مرة اخري وقفت بجانب الباب تهمس بصوت مرتجف خائف: مممين
رحمة: انا دادة رحمة يا حبيبتي افتحي
فتحت الباب سريعا تجذب رحمة من يدها لتدخلها الي المنزل ومن ثم اغلقته بلهفة تشدد احكام ذلك المزلاج جيدا
تعجبت رحمة من تصرفها لتسألها باهتمام: مالك يا بنتي ايه الي حصل
هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء ظاهري: لا ابدا ما فيش حاجة.

رحمة: طب انا هروح احضر الغدا
لينا: وانا هروح اشوف لوليتا
ذهبت رحمة تجاه المطبخ الصغير المجهز ببعض الادوات الاولية
بينما وقفت لينا شاردة
لينا في نفسها: انا مستحيل اقول لخالد، خالد عصبي ومتهور وممكن يقتله ويودي نفسه في داهية وكفاية اللي هو فيه
لا لا لا انا مش هقوله مش هقوله، هقفل الباب بالترباس كويس وخلاص.

يبحث منذ ساعات دون فائدة لم يستطع إيجاد عمل مناسب على الأقل يغطي احتاجتهم الأساسية، فمعظم الاجور قليلة جدا لا تكفي حتى ايجار تلك الشقة، لينتهي به الحال يشتري فراش صغير لابنته من تلك النقود التي معه ومن ثم عاد للحارة، جلست على احد كراسي تلك القهوة يتنهد بتعب، شاردا في المستقبل المجهول له ولعائلته بدون عمل فمن المؤكد ان نقوده الباقيه سنتنهي عما قريب.

فاق من شروده عندما وضع احدهم يده على كتفه، نظر له فوجده رشدي
رشدي: ازيك يا باشمهندس
خالد: الحمد لله
رشدي: تسمحلي اقعد
خالد: اتفضل
جلس رشدي على الكرسي المجاور له
رشدي: مالك يا باشمهندس شكلك مهموم
خالد: لا ابدا ما فيش حاجة
رشدي: يا ابني قولي يمكن اقدر اساعدك
تنهد بتعب: مش لاقي شغل
رشدي: مش انت مهندس
خالد ساخرا: آه مهندس بس مش لاقي شغل
رشدي: يعني انت ما بتعرفش في حاجة تانية غير الهندسة.

خالد: يعني بعرف في ميكانيكا العربيات على قدي
رشدي مبتسما بحماس: طب والله انت ابن حلال ورزقك في رجليك
قطب جبينه ينظر له باستفهام ليشير رشدي ناحية محل صغير مغلق امام تلك القهوة
رشدي: شايف المحل دا
هز خالد رأسه إيجابا ليكمل رشدي باهتمام: دا يا سيدي ورشة ميكانيكي صاحبها عايز يبعها
خالد في نفسه بحسرة على حاله: ورشة ميكانيكي، اخرتها ميكانيكي يلا الحمد لله أهو كله شغل، صبرك عليا يا رفعت لما اوصل لسراج.

اتجه ناحية رشدي يسأله باهتمام: ودي طالب فيها كام
رشدي: 40 الف جنية
خالد: مش كتير
رشدي: بص احنا نروحله ونحاول معاه تحب امتي
خالد: يا ريت دلوقتي
رشدي: تمام، يلا بينا
خالد: ثواني بس، هطلع السرير دا شقتي وهنزل على طول
هز رشدي رأسه إيجابا فأخذ خالد الفراش الصغير متجها الي شقته ووضع المفتاح في القفل ولكن الباب لم يفتح، فدق الباب
لينا بخوف: مين، مين برة
خالد: انا خالد، يا لينا افتحي.

انفتح الباب سريعا ليجدها تلقي بجسدها الصغير داخل صدره
رفع حاجبيه بدهشة من فعلتها: مالك يا حبيبتي انتي كويسة
لينا: هااا، آه بس يعني لسه مش متعودة على المكان
ابتسم لها ليبعدها عنه برفق برفق، دخل الي غرفته ووضع الفراش بها ثم اعطي للوليتا الشكولاتة واخذ النقود ونزل الي اسفل
خالد: انا نازل، مش هتأخر، بس زي ما قولتلك
ردت سريعا بخوف: ما تقلقش عمري ابدا ابدا ما هفتح الباب وانت برة.

ضيق عينيه ينظر لها بشك من خوفها الغير مبرر على حد اعتقاده ولكنه لم يتحدث بل اغلق الباب ونزل لأسفل، فأخذه رشدي الي صاحب الورشة
وبعد جدال طويل كتب خالد العقد بعد ان دفع 35 الف جنية، واخذ منه المفتاح ثم عاد الي منزله
خالد: متشكر اوي يا معلم رشدي
رشدي مبتسما بخبث: لا شكر على واجب يا باشمهندس احنا نحب نخدم.

صعد خالد الي اعلي تتبعه نظرات رشدي الي أن اختفي من امامه ليهتف في نفسه بخبث: حلو اوي كنت واثق انها جبانة ومش هتقوله، صبرك عليا يا ست العرايس هتروحي مني فين دا انتي اللي رديتي روحي من تاني
وقف امام شقته يدق الباب فتكرر نفس الامر شعر بارتجافه صوت لينا وهي تسأل عن الطارق: مممين
خالد: انا خالد
فتحت له الباب ودخل ينظر لها بشك مالك يا لينا انتي كويسة
ابتسمت ابتسامة مرتبكة: هااا، آه انا كويسة.

ضيق عينيه مستفهما؛ متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجه
هزت رأسها نفيا سريعا تبتسم بتصنع: ما تقلقش يا حبيبي انا كويسة، يلا غير هدومك على ما احطلك الغدا
تركته متجهه الي المطبخ ليقف ينظر في اثرها بشرود، هناك أمر خاطئ وعليه اكتشافه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة