قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

جلست بجانبه على طاولة الطعام الصغيرة من المفترض أنها تأكل عينيها شاردتين تفكر، عليها إخباره لن يغفر لها أن علم ولكنها تعرفه جيدا سيقتله لالالا لن تخبره، لن تدع ذلك المجنون يقترب منها ابدا، مجنون تردد في ذهنها صوته وهو يضحك بخبث
اياد ضاحكا: هيا صغيرتي اركضي، اركضي قدر ما تريدين لن تستطيعين الهرب مني ابدا
انتفض جسدها بفزع حينما شعرت بكف يد يربط على يدها
ليسألها بدهشة يقطب جبينه بتعجب: مالك يا لينا.

ربطت على يده تتصنع الابتسام: مالي يا حبيبي أنا بس كنت سرحانة شوية
رحمة: اهي يا ابني على الحالة دي من ساعة ما جيت
ضيق عينيه بشك تقين الآن من أنها تخفي شيئا
وسيعلمه، وضع معلقة الطعام من يده يهتف بجد: على فكرة أنا لقيت شغل
توسعت عينيها بسعادة تهتف بحماس: بجد، ايه وفين
خالد: في ورشة الميكانيكا الي قدام البيت
رفعت حاجبيها بدهشة: هتشتغل ميكانيكي
هز خالد رأسه إيجابا يهتف بهدوء: وماله الميكانيكي.

هزت رأسها نفيا تهتف سريعا قبل أن يسئ فهما: مالوش مش قصدي، انا قصدي انت يعني بتعرف في الميكانيكا
أومأ إيجابا دون كلام لتكمل بحماس مبروك يا حبيبي، عارف احلي حاجة ايه
خالد: ايه
لينا: انك هتبقي قريب مننا الورشة في وش العمارة، واقدر اشوفك من البلكونة وانت بتشتغل
تغيرت تعابير وجهه الي الجمود يهتف بنبرة حادة: طيب عشان نبقي متفقين لو روحتي ناحية البلكونة هكسرلك رجليكي الاتنين، مفهوم.

عقدت حاجبيها بخوف تهز رأسها ايجابا بسرعة، لا تعرف كيف يتغير في لحظة من شخص لآخر
هتف بجد وهو يقم من على كرسيه: أنا قايم انام يلا عشان تناموا
حملت لينا ورحمة الاطباق الفارغة ووضعوها في حوض الغسيل وذهبت رحمة الي غرفتها.

وذهبت لينا مع خالد الي غرفتهم، تسطح على الفراش يوليها ظهره وكأنها غير موجودة من الأساس، ظلت تنظر له بصمت ألم حزن، هي السبب فيما حدث له لذلك هو يعاملها بتلك الطريقة القاسية، ذلك ما كان يدور في ذهنها لتفيق من شرودها حينما شعرت بهطول ذلك السائل الدافئ من عينيها.

تبكي وهل تفعل شيئا غير ذلك دائما هي تلك الفتاة الضعيفة البائسة، وضعت يدها على فمها تكتم صوت انينها حتى لا يسمعها، مدت كف يدها تقبض على ذراعه، التفت لها بحدة لتتسع عينيه بفزع حينما وجهها الذي استحال لونه أحمر قاني دموعها تهبط بغزارة، جسدها ينتفض بشهقات مكتومة
انتفض يسألها بلهفة: انتي بتعيطي ليه، انتي تعبانة في حاجة وجعاكي
جذبها الي أن جلست بجانبه يسألها بجزع: مالك في ايه.

ردت بصوت بح من البكاء: أنا السبب، أنا السبب في اللي حصل عشان كدة انت بقيت بتكرهني
ضحك رغما عنه يهتف بيأس: صحيح هم يضحك، جذب رأسها لصدره يربط على رأسها برفق: والله العظيم انتي هبلة، سبب في ايه يا عبيطة انتي دا مقدر ومكتوب دا اولا، ثانيا ما اقبلش على كرامتي اتجوز واحدة رامية نفسها عليا، لاء وابوها عايزيني اعيش تحت رحمتهم بفلوسي دول عالم هبلة
قبضت بيديها على دفتي قميصه تهمس بحزن:.

اومال ليه بقيت بتعاملني بطريقة وحشة كدة
مسح على شعرها برفق: لوليتا انتي عارفة أنا بحبك قد ايه وعارفة كمان انا بغير عليكي من اي حاجة
انتي الماستي مش من حق اي حد يشوفك غيري، واحنا دلوقتي مش في بيتنا
هناك ما حدش يقدر يرفع عنيكي فيكي
انما هنا الف عين هتخدش ماستي.

انا خايف عليكي يا حبيبتي انتي عارفة أنا ما عنديش اغلى منك، اقولك حاجة أنا بخاف عليكي اكتر من خوفي على لينا الصغيرة انتي بنتي البكرية اللي لما بدأت تحبي كانت بتحبي في حضني ولما بدأت تمشي كانت بتسند على ايدي، انتي ما تعرفيش أنا بحبك قد ايه
ضربته بقبضة يدها على صدره تهمس بخجل: على فكرة انت وحش عشان بتقول كلام حلو وما بعرفش ازعل منك وأنا نفسي مرة ازعل واكمل الزعل.

ضحك بمرح ليلثم رأسها بقبلة حانية تسطح على الفراش لتتوسد صدره همست باضطراب: خالد، ابقي غير كالون الشقة
نظر لها من اعلي بشك: ليه
هتفت بارتباك: هااا، لا ابدا زيادة أمان
هتف بنبرة تحذيرية جادة: لينا لو حصل اي حاجة مهما كانت لازم تقوليلي عليها، عشان لو عرفت من برة هتزعلي مني ماشي يا حبيبتي.

هزت رأسها ايجابا بتوتر لتشعر بيده تمسد على منابت شعرها برفق لتنام رغما عنها بينما ظل ينظر لها بشك يهتف بحيرة؛ يا تري مخبية ايه يا لينا
في صباح اليوم التالي
قامت باكرا واعدت الفطور وحضرت ملابسه ثم بدأت توقظه برفق
فأخذت خصلة من شعرها وبدأت تداعب بها انفه وهو نائم، فيهز رأسه بعصبيه نفيا
لينا بصوت هامس: لودي، لودي اصحي يا حبيبي عشان تنزل شغلك.

فتح عينيه ينظر لها بخبث لتتورد وجنتيها خجلا تهمس بخجل: صاحي من النوم على قلة الأدب
خالد ضاحكا: لا وانتي الصادقة، صاحي من النوم على وش اجمل حورية وهي بتضحك
ابتسمت بخجل: يلا، قوم انا حضرلتك الفطار والهدوم جوة في الحمام
رفع كف يدها وقبلها
خالد مبتسما: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
قام من على الفراش واغتسل وبدل ملابسه
وذهب ناحية باب المنزل
خالد: الباب ايه
رددت سريعا: ما ينفتحش وانت برة.

ربت خالد على وجنتها برفق: شاطرة يا حبيبتي
خالد: لو احتجتوا حاجة من تحت كلموني تمام
هزت رأسها إيجابا، فقبل خالد جبينها وخرج من المنزل واغلق الباب خلفه، وبينما هو يستدير لينزل سمع صوت يهتف من خلفه بدهشة: خالد باشا؟
التفت خلفه ينظر للقائل ليعقد جبينه باستفهام: أنت مين
إسلام: انا اسلام طه يا افندم، كنت شغال مهندس في شركة حضرتك، قبل ما تتقفل عليها
انفتح الباب سريعا وخرجت والدة إسلام.

سعاد: إسلام صحيح ما تنساش تجيب ملح
إسلام: دا خالد باشا يا ماما الاي حكيت حكيتلك عنه
سعاد في نفسها: وخالد باشا دا بيعمل ايه هنا
سعاد: ازيك يا ابني
خالد مبتسما: الحمد لله يا امي
إسلام: عايزة حاجة يا امي
سعاد سريعا: آه ما تنساش الملح
إسلام: حاضر
دخلت سعاد واغلقت الباب ليهتف إسلام بفضول: هو ايه اللي حصل يا باشا وليه الشركة اتقفلت وانت بتعمل ايه هنا
رد باقتضاب: أمر ربنا، قولي انت بتشتغل ولا بتعمل ايه.

إسلام؛ لا والله لسه يا باشا بدور على وظيفة
خالد: على العموم، انا اشتريت ورشة الميكانيكا الي قدام البيت، لو عايز تعالا اشتغل معايا ورزقي ورزقك على الله
اتسعت عيني إسلام بذهول يرفع حاجبيه بدهشة: معقولة يا خالد باشا هتشتغل ميكانيكي
زفر بضيق: آه يا إسلام خالد باشا هيشتغل ميكانيكي عايز تيجي إنت حر مش عايز أنت بردوا حر
إسلام سريعا: لاء طبعا هاجي مع حضرتك نزل هو وإسلام الي اسفل.

فتح خالد الورشة وبدأ إسلام يساعده في ترتيبها،
مر بعض الوقت الي جاءت سيارة معطلة تحتاج الى تصليح
ليخلع خالد قميصه يضعه بعيدا ومن ثم اتجه ناحية تلك السيارة يصلحها وإسلام يساعده ويناوله ما يريد.

في شقة رشدي
سميحة صارخة: بت يا شمس انتي يا مخفية
جاءت تلك المسكينة تهرول رغم ما بها من آلام تهتف بخوف: نعم يا ابلة سميحة
سميحة بغيظ: ساعة يا مضروبة على ما تردي
همست بخوف: أنا آسفة والله بس رجليا وجعني أوي
مصت سميحة شفتيها بتهكم: هنبدأ بقي شغل السهوكة، لاء يا حبيبتي مش عليا دا أنا سميحة انجري يلا على المطبخ تغسلي المواعين وتمسحي المطبخ وتغسلي البوتجاز وبعدين تعملي الاكل، يلا يا بت انجري من وشي.

هزت رأسها ايجابا بطاعة تتحامل على نفسها حتى لا تلاقي منهم ما لا يحمد عقباه
بينما اخذت سميحة بغض الغسيل متجهه الي الشرفة لتنشرهم
وقفت في الشرفة تضع ثياب رشدي على حبال الغسيل
عندما وقعت عينيها على خالد فغرت فاهها امام عضلاته البارزة ووسامته الملحوظة وظلت تحملق فيه دون حياء
الي ان جاءت دلال تهتف بتهكم
دلال ساخرة: ما كنوش غيارين دول يا سميحة اللي هتفضلي تنشري فيهم النهار بطوله.

دلال: مالك يا اختي متنحة كدة زي ما تكوني شايفة مهند الي في مسلسل العشق الممنوع
مصت دلال شفتيها بتهكم تدير نظرها لحيث تنظر سميحة لتتسع عينيها وتصاب بنفس الحالة
دلال بهيام: هي دي الرجالة ولا بلاش مش المخفي على عينه الي عامل فيها راجل
سميحة: بس اسكتي قفلي على السيرة العكرة دي وخليكي مع السيرة الحلوة دي.

دلال: على رأيك، شايفة يا بت العضلات دي مش المخفي على عينه الي عنده ارتخاء في عضلات عينيه الهي يتعمي البعيد
سميحة بفضول: تفتكري مين دا يا بت
دلال: ما اعرفش بس أنا كنت سمعت ان المخفي اللي اسمه رشدي أجر الشقة اللي تحتينا لواحد ومراته وحماته تقريبا، تفتكري ممكن يكون هو
سميحة بضيق: تصدقي صح ممكن يبقي هو، ياادي الخيبة دا طلع متجوز، دي امها دعيالها في كل اذان عشان اتجوزت المز دا.

دلال: صحيح يا بت فين المخفية شمس
سميحة: في المطبخ يا اختي بتعمل السم الهاري للمخفي
دلال: انا حاسة انك بقيتي مدلعها يا سميحة
سميحة: لا يا اختي والله ابدا دا انا مشرباها المر لحد كيعانها
دلال: ايوة كدة عشان ما تتفرعنش وتفتكر نفسها ست البيت زيها زيينا
سميحة: لا يا اختي ما تقلقيش، بس تعرفي والله ساعات بتصعب عليا من الي بيعملوا فيها المخفي، دا بيهري جتتها بالخرطوم لحد ما تسخسخ خالص عشان ما تعرفش انه...

قاطعتها دلال سريعا: ما خلاص يا سميحة احسن زمانه جاي ليسمعنا ويجي يطين عيشتنا
سميحة: على رأيك يلا يا اختي نروح نشوف اللي ورانا احسن.

في شقة خالد
اغلقت شيش النافذة كما طلب منها ولكنها أبقت جزء صغير مفتوح تستطيع رؤيته من خلاله
عضت على شفتيها بغيظ عندما وجدت بعض الفتيان ينظرن اليه بحالمية ولكن ما جعل عينيها تشخص في صدمة عندما غمز لها بطرف عينيه في رسالة منه انه يراها حتى ان حاولت الاختباء
خافت من رد فعله عندما يعود بشدة
فتراجعت عن البلكونة وعادت للداخل سريعا
في الورشة
خالد: ها يا إسلام فهمت
إسلام: الي حد ما.

خالد: بكرة هتاخد الشغل وتفهم
لاحظ خالد نظرات اسلام الشاردة ناحية الطابق الرابع
خالد: اسمها ايه
إسلام بلا وعي: شمس
ابتسم خالد بخبث، بينما تصنع اسلام الانشغال
خالد: طالما بتحبها اوي كدة، ما اتقدمتلهاش ليه
إسلام: يا ريت ينفع
خالد: وايه المانع
إسلام: أصلها متجوزة المعلم رشدي
خالد مستفهما: ليه هي عندها كام سنة
إسلام: 19 سنة
خالد: طب ازاي
إسلام: نفس القصة القديمة الجميلة الفقيرة والعجوز المتصابي.

هز خالد رأسه إيجابا متفهما ما يحدث
إسلام: انا بس صعبان عليا الضرب الي بيضربهولها كل ليلة، عارف يا باشا هي لو كانت متجوزة واحد بيحبها ومحافظ عليها انا كنت هفرحلها جدا بس للآسف حظها وقعها في رشدي
خالد: لو اتطلقت هتتجوزها
إسلام بحماس: فورا
خالد مبتسما: وعد مني، هتبقي ليك
ارتفع أذان العصر في الجامع ليهتف إسلام سريعا: عند إذنك يا باشا عشان الحق العصر.

شردت عينيه بضيق من نفسه متي آخر مرة صلي فيها، هو دائم على صلاة الجمعة فقط ويهمل باقي فروضه، صحيح أنه اقلع عن ذلك المشروب اللعين منذ مدة طويلة ولكنه لم ينتظم في صلاته ابدا، ربما كان يتعلل بكثرة مشاغله، الكثير من الصفقات والكثير من القضايا ولكن ما حجته الآن، كان يبعد عن طريق الصلاح بإرادته ما كان يلهيه عن عبادته قد ذهب إدراج الرياح ماذا ينتظر بعد.

فاق من شروده على يد إسلام يلوح أمام وجهه: خالد باشا أنا...
قاطعه بجد: أنا جاي معاك
اتجه معه الي ذلك المسجد الصغير القريب من الورشة.

وقفا خلف الامام يصلي بخشوع لا حسابات لا أرقام لا صفقات لا شئ من تلك الحجج الواهية التي طالما تحجج بها ليترك فرضه حتى لا يأنبه ضميره، وقف خلف الإمام يسمع ما يتلو بخشوع كأنه يسمع القرآن للمرة الأولي في حياته، سجد ارضا، يهمس برجاء: يا رب أنا عارف إن أنا غلطان واني كنت بجري ورا الدنيا ورا شغلي ومصالحي، كنت بسمع حي على الصلاة واقول لما اخلص الصفقة اللي في ايدي هبقي اقوم اصلي عمري ما فكرت أن أنا ممكن اموت وأنا ماسك الورق اللي فضلت بيه دنيتي على آخرتي، يمكن دا عقابك ويمكن اختبار عشان ارجع للطريق الصح يا رب انت اعلم بحالي يا رب.

في شقة خالد
بدأت الصغيرة تبكي بطريقة غريبة ولينا تحاول تهدئتها ولكن دون فائدة
لينا بقلق: دادة رحمة، يا دادة
جاءت رحمة مسرعة: خير يا بنتي
لينا: لوليتا عمالة تعيط ومش راضية تسكت انا خايفة لتكون تعبانة وأنا اصلا مش معايا شنطتي حتي
وضعت رحمة راحة يدها على جبين الصغيرة
رحمة: الحمد لله مش سخنة، يمكن عندها انتفاخ، احنا محتاجين نعناع
دق الباب فاعتقدت لينا انه خالد فذهبت وهي تحمل الصغيرة على يدها لعلها تهدأ.

لينا: مين
سعاد بود: انا جارتك ام إسلام يا حبيبتي افتحي
فتحت الباب فوجدت امرأة في نهاية الاربعينات بشوشة الوجه
لينا: ، خير يا افندم
سعاد: انا كنت جاية أسئل عليكوا، بما انكوا جيران جداد، نظرت ناحية الصغيرة الباكية تهتف بقلق مالها اسم الله عليها
رحمة: بقولك يا اختي ما لقيش عندك شوية نعناع
سعاد: عندي ثواني اجبلك
دخلت سعاد الي شقتها وعادت بعد دقائق في يدها علبة صغيرة فيه اعشاب النعناع.

لينا مبتسمة: انا متشكرة جدا، اتفضلي حضرتك استريحي
جلست سعاد على احد الارائك، بينما ذهبت رحمة الي المطبخ، جلست لينا على الكنبة الاخري تهدهد صغيرتها
سعاد: ما تعرفتش بيكي
لينا مبتسمة: آه، معلش انا اسفة انا لينا جاسم
سعاد: انتي مش مصرية صح
لينا: خليط، والدي مصري ومامتي لبنانية
سعاد: انتي مرات خالد باشا صح
عقدت حاجبيها باستفهام: ايوة، بس حضرتك تعرفي خالد منين.

سعاد مبتسمة: اسلام ابني بيشتغل في شركة الرحاب عند جوزك، قصدي كان قبل ما تتقفل
ابتسمت بحزن تحرك رأسها ايجابا
عادت رحمة ومعها كوب من الشاي للضيفة والأعشاب الدافئة للصغيرة
اخذتها لينا منها وبدأت تطعم الصغيرة
بينما بدأت تدور احاديث السيدات المشهورة بين رحمة وسعاد ولينا تشارك بكلمات قليلة لمدة عدة ساعات
في الأسفل
مط ذراعيه بألم يشعر بأن عضلاته تصرخ من الالم: كفاية كدة يا إسلام.

إسلام بتعب: عندك حق يا باشا انا هلكت تحس ان عربيات مصر كلها باظت النهاردة على حظنا
ابتسم بتعب: رزق بعتهولنا ربنا، حد يقول للرزق لاء.

ذهب الي الدرج الصغير الذين وضعوا فيه النقود واقتسمها بينه وبين إسلام.

ثم اغلق الورشة وصعد هو وإسلام الي اعلي
إسلام: مش كتير التلت يا باشا
خالد: لاء مش كتير
إسلام: بس...
خالد مقاطعا بجد: اسلام انت لسه ما تعرفش خالد السويسي، انا ما بحبش حد يجادلني، ماشي
هز إسلام رأسه إيجابا وأكمل الصعود حتى وصل الطابق الثالث فوجدبدور تلعب عند مدخل الباب
إسلام بدهشة: بدور، انتي ازاي تفتحي الباب وفين ماما
بدور: عند طنط الي قدامنا.

ذهب خالد ناحية بدور يبتسم بحنان فقد ذكرته بدور بابنته سما الراحلة
جثي على ركبتيه امامها واعطاها قطعة شوكولاتة
خالد مبتسما: اهلا يا بدور أنا خالد
بدور مبتسمة: ازيك يا عمو
خالد ضاحكا: أنا كويس يا ستي، انتي عاملة ايه
بدور: أنا كويسة
خالد مبتسما: قوليلي بقي عندك كام سنة
بدور: تمانية يا عمو
خالد: لاء أنا كدة أزعل منك، ما تقوليليش يا عمو
بدور باستغراب: اومال اقول ايه
خالد مبتسما: قوليلي يا بابا خالد.

بدور: بس انا بقول بابا لبابا طه
خالد مبتسما: خلاص يا ستي يبقي عندك اتنين بابا، بابا خالد، وبابا طه موافقة
هزت بدور رأسها إيجابا بابتسامة بريئة: حاضر يا بابا
اصابت تلك الكلمة قلبه مباشرة فاحتضن بدور بحنان وهو يردد بداخله: الله يرحمك يا سما
ابتعد خالد عن بدور، قبل جبينها متجها الي باب الشقة ولانه علم أن هناك سيدة غريبة في بيته دخل يتحاشي النظر لهم احتراز من ان يكونوا بجلسون على راحتهم.

حمحم قبل أن يدخل ليعلمهم بدخوله
خالد وهو ينظر في الاتجاه الآخر: سلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام
خالد: احم، عن اذنكوا، تركهم ودخل الي غرفته
سعاد: طب اقوم انا بقي عن اذنكوا، هبقي اجيلكوا بكرة
رحمة: تنورتي يا ست ام إسلام
سعاد: دا نوركوا يا حبيبتي
ذهبت سعاد الي شقتها ورحمة الي المطبخ لتجهز طعام الغداء، بينما ذهبت لينا الي غرفتها ووضعت الصغيرة النائمة في مهدها فوجدته جالس على الفراش يدلك رقبته بألم.

فذهبت وجلست خلفه على ركبتيها وبدأت تدلك رقبته برفق لتسمعه يهتف بنبرة متحشرجة من الالم: الباب اتفتح وانا برة
لينا: غصب عني يا خالد لوليتا ما كنتش راضية تبطل عياط، دادة رحمة قالتلي ان عندها انتفاخ وعايزين نعناع، كنت لسه هتصل بيك اقولك لقيت الباب بيخبط ثم قصت عليه ما حدث كاملا
سألها بقلق: طب لوليتا عاملة ايه دلوقتي
لينا: بقت كويسة جدا الحمد لله
خالد: متأكدة تعالي نروح لدكتور زيادة أمان.

لينا: ما تقلقش هي والله بقت كويسة
هز رأسه إيجابا فتأوه بألم
غامت عينيها حزنا تهتف بحزن: شكلك تعبت اوي النهاردة
خالد بألم: اوي، عضلات ضهري وجعاني من النومة تحت العربيات
لم تتغير تعابيرها الحزينة لكنها قامت واعدت له حماما ساخنا
لينا: ادخل يلا خد حمامك الماية السخنة هتفك عضلاتك شوية
ذهب الي المرحاض واغتسل وبدل ملابسه ليجدها تنتظره وفي يديها العديد من العلب
خالد: ايه دا كله.

أمسكت يده تردف برفق: مش ظاهرك واجعك تعالا بس
تمدد على الفراش تضع من تلك الزيوت على ظهره تدلكه برفق
ابتسم بامتنان: ربنا يخليكي ليا حبيبتي
ابتسمت بحزن على حاله: ويخليك ليا
هتف بسعادة: تعرفي أنا النهاردة صليت في الجامع اللي جنبنا العصر والمغرء والعشا والضهر صليته قضي، اول مرة أحس أن أنا نضيف كدة
هتفت بحرج: نفسي أنا بردوا اصلي وانتظم في الصلاة.

شد على يدها يهتف باصرار: حاولي واحنا الاتنين نشجع بعض، عارفة أنا عرفت ان الجامع دا فيه دور تاني مصلي للسيدات فيه واحدة داعية بتدي دروس دين هي بتيجي بعد العشا ايه رأيك تحبي تروحي
هزت رأسها ايجابا بحماس: احب جداا
ابتسم بحنان: اوعدك هوديكي في اقرب وقت، ليبتسم بعبث، قوليلي بقي صحيح عرفتي تتفرجي عليا من ورا الشيش
ضيقت عينيها بغيظ: لاء ما اعرفتش، بس كل ستات الشارع اتفرجوا عليك وعلي عضلاتك.

غمز لها بمكر: ما تطلعتش انا لوحدي اللي بغير يعني
دق باب الغرفة ليهتف بصوت عالي نسبيا: نعم يا دادة
رحمة؛ الغدا جاهز يا ابني
خالد: جاي وراكي
امسك يدها ليقوم معها ما كاد يتحرك حتى سقط مرة أخري على الفراش جسده يرتجف كأن إعصار ضربه يرتجف يتشنج عينياه شاردتين يتحركان في جميع الاتجاهات...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة