قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون

تهاوي على الأريكة يخفي وجهه بين كفيه تنساب دموعه، ندم لم يكن يظن سيشعر بتلك الكلمة ابدااا، أليس هو ذلك الشاب الوسيم الفاسد الذي يركض خلف فرائسه كالذئب الجائع، اجفل على صوت دقات على باب المنزل اتجه بخطي ثقيلة بطيئة إلى باب المنزل، فتحه ليجد سيدة تقف امامه عقد جبينه باستفهام ليتذكر جملة خالد ( الست سعاد ست طيبة هتدي لهدي الحنان اللي ما شافتوش من أمها )
هتف سريعا: انتي الست سعاد.

هزت رأسها ايجابا: ايوة يا ابني، خير أنا سمعت صوت صريخ جاي من عندك
افسح لها المجال لتدخل: اتفضلي وهفهمك كل حاجة
ابتسمت بود لتدخل إلى المنزل اصطحبها عزام إلى غرفة الصالون المقابلة للباب جلست على احد الارائك ليجلس على الكرسي أمامها تنهد بألم يهمس بخزي: اني هقولك على كل حاجة عشان عايز حضرتك تساعديني، ومن ثم بدأ يقص عليها ما حدث كاملا.

ظهر الغضب جليا على قسمات وجه سعاد ليكمل بخزي: هدي ما شفتش من أمها غير قسوة بس وجيت أنا كملت عليها باللي عملته فيها، خالد قاللي أنك ست طيبة وبنت حلال وهتقدري تساعديها وتعوضيها عن امها، اني عارف اني غلطان ومهما ندمت ما هعوضهاش عن اللي حصل، ارجوكي ساعديني اني خايف عليها قوي قوي.

مصت شفتيها بضيق تهتف بتهكم: صحيح يقتل القتيل ويمشي في جنازته، بص يا ابني أنا واحدة صريحة واللي عيزاه بقوله لا بعرف ادور ولا احور، بس لو بنتي هي اللي كان حصل فيها كدة بعد الشر يعني كنت قلعت شبشي ونزلت بيه على وشك لحد ما تقول حقي برقبتي، أنا ما انكرش إن حساك ندمان على اللي حصل، بس يفيد بايه ندمك بعد اللي عملته فيها، هتلاقي امك مقهورة من اللي ابنها عملها.

ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه: اني امي ماتت وهي بتولدني، وابوي عشان يعوضني عن غيابها بقي بيديني فلوس كتير قوي من غير حساب
هتفت بضيق: قولتلي البذخ الزيادة هو اللي عمل فيك كدة
هز رأسه إيجابا بخزي: عشان اكدة أنا جيت اهنه هشتغل واكسب من عرق جبيني، أنا بس بستسحمك تخليكي جنب هدي
نظرت إلى صينية الطعام تهتف بحزم: هات صينية الاكل وتعالا ورايا
اتجهت إلى غرفة هدي التي اشار لها عزام عليها.

تدق الباب تهتف برفق: هدي، هدي يا حبيبتي أنا ماما سعاد يا حبيبتي افتحي
في الداخل كانت تجلس في احد اركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها شعرها اشعث عينيها حمراء منتفخة تزرف انهار من الدموع دون توقف تشعر بأن جميع خلاياها تنوح داخلها.

قطبت جبينها بتعجب حينما سمعت ذلك الصوت الدافئ لم تستطع مقاومة فضولها قامت تلملم شتات نفسها اتجهت ناحية الباب بخطي بطيئة مرتجفة فتحته لتجد سيدة تبدو في أواخر الأربعينات تنظر لها بحنان تبتسم ببشاشة، دون كلمة واحدة دخلت إلى الغرفة
تضم هدي بين ذراعيها بحنان لم تعرفه من سنوات، لتنفجر في البكاء وتعلو صرخاتها الذبيحة اشارت لعزام ليضع ما في يده ويخرج من الغرفة.

ظلت محتضنة هدي تربط على ظهرها بحنان لتهتف ببعض المرح: بقولك ايه تعالي نقعد كدة بس على الكنبة احسن امك ركبها وجعاها خالص
جلست هدي بين أحضان سعاد على تلك الاريكة، ابعدتها سعاد عنها برفق تلملم خصلات شعرها الثائرة على وجهها تبتسم بحنان: بسم الله ما شاء الله، ايه القمر دا، بذمتك ينفع الجمال دا كله يهري نفسه في العياط بالشكل دا
نكست رأسها لأسفل تهمس بألم: ما حدش عيحس بالوجع اللي في قلبي ابدا.

ربطت سعاد على كتفها برفق: ربنا يصبرك يا بنتي، اكيد اللي حصلك مش سهل تنسيه بس لازم تحاولي، الحياة مش هتقف، الحياة بتجري أسرع مما تتخيلي، ما ينفعش تقفي مكانك تبكي على اللي حصل، اللي بيواسيكي النهاردة هيهزق بكرة، لازم تقفي على رجليكي، وأنا مش هسيبك اعتبريني من النهاردة زي والدتك دا لو تسمحي يعني.

هزت رأسها ايجابا دون تردد تبتسم وتبكي معا لتربط سعاد على كتفها بحنان: طب يلا يا قلب امك قومي اغسلي وشك ولا اقولك خدي دش كدة عشان تفوقي وتيجي اسرحلك شعرك
هزت رأسها نفيا تنظر لباب الغرفة بذعر: لع اني ما عيزاش اشوفه تاني، اني بكرهه قوي
سعاد: طب خلاص خلاص استني جاية تاني
تركتها وخرجت من باب الغرفة لتجد عزام هرول ناحيتها يسألها بلهفة: كلت؟

هزت رأسها نفيا: لاء لسه، المهم أنا عيزاك تدخل اي اوضة من الاوض دي عشان هي عايزة تروح الحمام ومش عايزة تخرج وانت برة
هز رأسه إيجابا دون تردد، اتجه إلى احد الغرف اغلق الباب تاركا منه جزء صغيرا وقف يراقب من خلفه، ليري بقايا حطام انثي تتحرك ببطئ تستند على يد تلك السيدة عينيها حمراء ملتهبة بشرتها صفراء شاحبة شعرها اشعث، ليشعر بذلك السأل الساخن يغطي وجنتيه دون توقف.

وقفت سعاد بجانب هدي امام باب المرحاض تبتسم لها برفق: يلا يا حبيبتي ادخلي خدي
دش، صحيح اوعي تعيطي في الحمام احسن تتلبسي، يلا قولي بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث ومن الخبائث وخشي.

ابتسمت هدي تهز رأسها ايجابا، دخلت إلى الحمام تنظر لصورتها في المرآه تدوي كلمات سعاد في أذنيها ( الحياة مش هتقف، الحياة بتجري أسرع مما تتخيلي، ما ينفعش تقفي مكانك تبكي على اللي حصل، اللي بيواسيكي النهاردة هيهزق بكرة، لازم تقفي على رجليكي).

هزت رأسها ايجابا تمسح دموعها بعنف تهتف في نفسها: ايوة أنا لازم اقف على رجلي، لازم ارجع المدرسة تاني، واطلق من الحيوان دا، وابعد عن الكل، واشتغل واصرف على نفسي، كفاية ضعف لحد اكدة.

وقف أمام ذلك الحاجز الزجاجي خارج تلك الغرفة ينظر لجسدها المسطح على الفراش امامه دون حراك متصل بالكثير من الاجهزة الطبية، اسرع إلي باب الغرفة حينما خرج الطبيب منه يسأله بلهفة: طمني يا ضاكتور خيتي عاملة ايه
هز الطبيب رأسه نفيا بأسي: للأسف المريضة اللي جوا دخلت في غيبوبة طويلة المدي ومش عارفين هتفوق منها أمتي
عثمان بلهفة: طب احنا نسفرها برة...

قاطعه الطبيب بهدوء: صدقني مالوش لازمة ادعيلها أحسن، عن اذنك
وقف امام الزجاج ينظر لاخته بحزن هتف في نفسه بأسي: شوفتي اخرتها يا رسمية، شوفتي آخره قسوتك وشرك، ابوكي ما عيزش يشوفك، وبتك ضيعتيها عشان فلوس خالد وعشان تقهري مرته، ربنا يسامحك يا رسمية.

عاد كابوسها المفزع من جديد تلك الابتسامة الخبيثة تعرفها جيدا نظرة عينيه المتفحصة الثاقبة تشعر بها تجردها من ثيابها هدوئه المرعب، كاد قلبها أن يتوقف من الذعر، شهقت بخوف حينما شعرت بتلك اليد تلتف حول كتفيها نظرت بجانبها لتبتسم بسعادة، ليهتف ذلك الرجل بابتسامة صغيرة: اشتقت لكي يا مدللتي كثيرة البكاء
زمت شفتيها بضيق: ألن تكف عن ذلك الاسم چو، أنا لا ابكي كثيرا.

ضحك بمرح عاليا: نعم نعم، ليس كثيرا فقط تسع مرات يوميا
نظر لتلك الصغيرة التي تحملها على ذراعيها يبتسم بحنان: من تلك الصغيرة؟
ردت بابتسامة صغيرة: ابنتي
اتسعت عيني يوسف بفرحة: اووووه كم هي رائعة كوالدتها، هيا اريد ان احمل حفيدتي
اعطته لينا الصغيرة حملها بحذر يداعبها بحنان
لتجد احدهم ينقض على عنقها من الخلف يصرخ بمرح: لووووووووووي اشتقت لكي يا ثرثارة.

التفت ناحيتها تضحك بسعادة: تمارا، أنا ثرثارة يا شعر الاندومي
لفت احد خصلات شعرها حول اصبعها تهتف بغرور: تلك قصة الجميلات امثالي، صحيح متي ارتديتي الحجاب
عدلت من وضع حجابها ترد بابتسامة صغيرة: منذ عامين
تمارا مبتسمة: تبدين رائعة يا ثرثارة، ولكن أنا من سيأخذ لقب الثرثارة الآن فلدي الكثير لاحكيه لكي.

جاء صوته من خلفها مباشرة نفس الصوت العميق الهادئ البحة الرجولية المميزة: تمارا، كفي ثرثرة ألن تذهبي لتري لينا الصغيرة
صفقت تمارا بحماس: حبيبة خالتكي أنا قادمة
ذهبت تمارا بحماس ناحية والدها، لتقف هي بمفردها تشعر بحرارة جسده تحرقها خوفا بلعت لعابها بذعر لتجده يتقدم إلى أن وقف أمامها مباشرة، ابتسم بخبث يهمس بصوت هي فقط من سمعته: اشتقت لكي صغيرتي.

تهدجت أنفاسها تشعر بأنها تختنق ابتسمت بارتعاش تهمس بتلجلج: اياد
اغمض عينيه باستمتاع، لم يكن يعرف انه اشتاق لنغمات صوتها لتلك الدرجة تنهد بحرارة يهمس بحرارة: اوووه لوي لو تعرفين ما تفعلين بي، اقسم صغيرتي ستكونين لي حتى لو اضطررت لقتل الجميع
اتسعت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا تهمس بخوف: اياد ارجوك، نحن انفصلنا منذ زمن ارجوك أنا الآن متزوجة ارجوك لا تدمر حياتي.

كاد أن يرد حينما سمعا دقات على باب المنزل، كانت فرصتها فرت سريعا تفتح الباب لتشخص عينيها بصدمة: خالد!
ابتسم باتساع: ايه رأيك في المفاجأة دي، خدت النهاردة أجازة، تعالي يلا نسلم على طنط فريدة وابوكي اللي ما بيطقنيش ونقضي اليوم كله برة، مش بقولك بداية جديدة
ابتسمت بارتباك صدقا هي الآن على وشك البكاء، تقدم للداخل تتبعه هي إلى أن وصلا إلى غرفة الصالون حمحم يلقي السلام:
السلام عليكم.

وقفت جانبه تبتسم بارتباك تشير ناحيتهم: دا عمو يوسف يا خالد اللي حكتلك عنه، ودي تمارا بنته، ودا دا دا اياد ابن عمو يوسف، ثم اشارت ناحية خالد تعرفه لهم: ودا خالد جوزي
نظر خالد ناحيتها نظرات مستنكرة تحمل علامة استفهام كبيرة، رسالة معناها ( لم تخبريني عنه من قبل )
ابتسم برسمية يصافح ذلك الرجل: اهلا وسهلا يا يوسف بيه نورت مصر
يوسف مبتسما: بنورك يا جوز بنتي.

ابتسم باقتضاب: يلا يا حبيبتي سلمي على مامتك عشان نمشي
يوسف: لاء تمشوا فين، جرا ايه يا ابني دي ما لحقتش تقعد عشر دقايق وبعدين احنا بقالناي كتير ما شوفتهاش، اقعدوا حتى ساعة وامشوا
هنا تحدث جاسم بهدوء: دول ضيوفنا وما ينفعش نكسف الضيوف ولا ايه يا باشا.

تنهد بضيق يرمق ذلك الاياد بنظرات متفحصة، حسه الامني يخبره بوجود شئ خاطئ بوجود ذلك الرجل هز رأسه إيجابا على مضض، ليجد تلك الفتاة تهتف بحماس؛ تعالي يا لوي اقعدي جنبي عشان نرغي
كادت ان تتحرك حينما لف ذراعه حول خصرها يشدد على وقفها بجانبه اعتذر بابتسامة مقتضبة: معلش اصل أنا ما بحبش مراتي تقعد بعيد عني، وبعدين مين لوي دي.

بلعت لعابها بارتباك كادت أن ترد حينما بادرت تمارا بحماسها المعتاد: دا اسم لينا لما كانت عندنا في امريكا، اصل إياد ما عجبوش اسم لوليتا فسماها لوي وكلنا بقينا بنقولها يا لوي
نظر لاياد بحدة يبتسم باصفرار يقربها ناحيته: لوليتا احلي بكتير من لوي ولا ايه يا حبيبتي
هزت رأسها ايجابا تحاول الابتسام
اخذها وجلس على احد المقاعد يجلسها بجانبه.

يتحدث مع يوسف بينما هي تختلس النظرات ناحية إياد لتجد عينيه سوداء مظلمة بريق مخيف يشتعل داخلها.

Flash back
جلست على فراشها في غرفتها الكبيرة الكثير من الملابس الألعاب الاحذية الشنط مستحضرات التجميل يغرقون كالطفوان في غرفتها، ولكن صدقا كل ذلك لا يهم، جسد نحيل يجلس على الفراش عينيها شاردة حزينة
اجفلت على جلوس والدها بجانبها يتنهد بضيق: هتفضلي حابسة نفسك من غير اكل لحد امتي
همست بضعف: لحد ما ترجعني لخالد.

صرخ والدها بحدة: أنا مش قولتلك انسي الاسم دا ما فيش زفت تاني، اشار بيده إلى كل تلك الأشياء في الغرفة؛ عايزة ايه أكتر من كدة، ما فيش حاجة انتي عايزاها أنا ما اقدرش اجيبها انتي بس اطلبي
هزت رأسها نفيا بشرود: أنا مش عايزة غير خالد وبس، أمسكت يده برجاء تهتف بتوسل: عشان خاطري يا بابا لو بتحبني رجعني لخالد أنا مش قادرة أعيش من غيره أنا بحبه والله بحبه اوي.

نزع يده من يدها بعنف يصرخ بحدة: انتي بنت قليلة الأدب، انتي لسه عيلة صغيرة ما تعرفيش يعني ايه حب
جلست على ركبتيها تصرخ بنواح: أنا مش صغيرة يا بابا أنا بحب خالد عشان خاطري رجعني ليه، انت وعدتني لما اجيب مجموع كبير في الثانوية هترجعني ليه.

قام ينظر لها ببرود: انتي هتسافري بكرة الصبح، هتكملي دراستك برة، مش انتي كبيرة ومش عيلة صغيرة اعتمدي على نفسك بقي ما تقلقيش عمك يوسف هيبقي في انتظارك، آه واياكي تحاولي تهربي الحرس محاوطين البيت من كل ناحية يعني ما فيش فايدة يا دكتورة
تركها وخرج من الغرفة لتنهار ارضا تبكي بقهر: يا خاااالد تعالا خدني بقي أنا مش بحبه مش عايزة اعيش معاه.

رغما عنها اضطرت للمغادرة جلست على مقعدها المخصص في الطائرة تنظر للسماء بشرود تتذكر صوته وهو يهتف بحنان
بتبصي على السما كدة ليه يا لوليتا
نظرت له الصغيرة بابتسامة واسعة: نفسي اطلع السما واحضن السحاب
ضحك بقوة على برائتها: وعايزة تحضني السحاب ليه بقي يا ست لوليتا
ردت سريعا ببراءة وهي تفتح يديها على اتساعهما: عشان السحاب كبيرررر اوي
طب يا ستي ايه رأيك اجيب لك دبدوب كبير اوي تحضنيه وانتي نايمة بليل.

هزت رأسها نفيا سريعا فاكمل هو: لاء ليه
ردت بابتسامة واسعة: عشان أنا بليل بنام في حضنك وانت احلي من الدبدوب.

انسابت دموعها بعنف تتسأل في نفسها لما يكرهها والدها لتلك الدرجة، بعد ساعات كثيرة قضت معظمهم في النوم يفعل ذلك المهدئ التي باتت لا تعيش بدونه، هبطت الطائرة في المطار الخاص بها خرجت من المطار تلتفت حولها كالطفلة التائهة لا تعرف أين تذهب، إلى ان رأته يقف بعيدا يحمل لافتة سوداء عليها اسمها، اتجهت ناحيته تهمس بارتباك: هو حضرتك عمو يوسف.

ملاك، تلك فقط ما نطق بها لسانه، واقف صامتا ينظر لكتلة البراءة والجمال التي تقف امامها شعرها ألوانه غريبة متداخلة تري فيه ألوان الشمس من شروقها لغروبها فيه، عينيها وآه من سحرهما تري امواج البحر وصفاء زرقة السماء متعانقين، ود لو يظل ينظر لها فقط، فاق على صوتها تحمحم بخجل: لاء يا ستي أنا مش عمو يوسف أنا إياد ابن عمو يوسف تعالي معايا يلا.

هزت رأسها ايجابا بارتباك تمشي بجانبه بخطي بطيئة خجولة، لتجد سيارة سودا فخمة تقف امام المطار، فتح لها الباب الخلفي للسيارة لتبتسم بارتباك ومن ثم ركبت ليركب بجانبها وينطلق السائق بهما
التفت يسألها بابتسامة صغيرة: وأنتي بقي يا ستي جاية تدرسي هنا إيه
همست بخجل: طب
ابتسم بإعجاب: واااو طب، انا مهندس كمبيوتر
هزت رأسها إيجابا بابتسامة خجولة.

وصلا إلى منزل يوسف حيث كان يملك شقتين متقابلتين في احدي ناطحات السحاب الفاخرة
رحب بها يوسف بحرارة وتعرفت على تمارا التي تماثلها في العمر
يوسف مبتسما بسعادة: حمد لله على السلامة يا لوليتا
ابتسمت تهمس بخجل: الله يسلمك يا عمو
يوسف ضاحكا: لاء عمو ايه بقي انتي عايزة تكبريني، قوليلي يا چو
إياد ضاحكا: إيه يا عم چو أنت بتقرسطني وأنا واقف
تمارا مبتسمة بمرح: اوعي يا عم أنت وهو لما اتعرف على القمر، انتي لينا.

هزت لينا رأسها إيجابا بخجل
تمارا بحماس: لالالا انا مش عايزك تتكسفي خالص دا انا ما صدقت بقي فيه بنت غيري في البيت، دا وانتي هنبقي ريا وسكينة
هزت رأسها ايجابا تهمس بارتباك: احم، عمو يوسف، بابا قالي ان حضرتك هتقولي على مكان سكن كويس وقريب من الجامعة
يوسف مبتسما: أيوة يا حبيبتي
لينا: طب هنروح أمتي نشوفه: ما انتي قاعدة فيه أهو، بصي يا حبيبتي، انتي زي تمارا بنتي وأنا ما يرضنيش ان بنتي تقعد بعيد عني.

وزي ما انتي شايفة انتي وتمارا هتقعدوا في الشقة دي وانا وإياد في الشقة إلى قصدكوا
لينا: موافقة بس بشرط
يوسف: ايه هو
لينا: ادفع تمن سكني هنا
نظر لها يوسف بضيق يهتف بجمود: حسابي مع جاسم على الجملة دي
هزت رأسها نفيا سريعا: عمو يوسف انا مش قصدي، انا بس مش عايزة ابقي عالة عليكوا
ابتسم برفق: عالة ايه بس يا حبيبتي، وبعدين أنا وابوكي أكتر من أخوات وانا قولتلك انتي زي تمارا بالظبط، فعيب تقولي كدة.

تمارا بدراما: تراني اتأثرت لحظة أبكي اهئ اهئ اهئ ايه يا جماعة انتوا هتقلبوها محزنة ولا ايه، وانتي يا حاجة على الله تقولي الكلام دا تاني هشلفطك
اتسعت عيني لينا بذهول: انتي متأكدة ان بقالك عشرين سنة في امريكا
يوسف ضاحكا: الله يسامحها المسلسلات والافلام بوظت لغتها
ظل جميعون يتكلمون ويمزحون عداه هو.

صامت يراقب بعينيه تلك الجنية الساحرة أسره جمالها الهادئ، وضحكتها الخجولة ونظرة عينيها البريئة، وجنتيها المتوردتين دائما من الخجل
بدأت الدراسة بعد عدة أيام، خرج من شقته فوجدها تقف تنتظر تمارا التي تتأخر دائما في ارتداء ملابسها، نظر لها بإعجاب فهي على الرغم من وجودها في بلد اجنبي كانت متمسكة بارتداء ملابس محتشمة
ابتسم بسعادة: صباح الخير
همست بخجل: صباح النور
إياد: أول يوم دراسة.

هزت رأسها إيجابا بابتسامة: اها
إياد مبتسما: مستعدة
هزت رأسها ايجابا بحماس: اااه خالد دايما كان بيقولي طول ما انتي واثقة من نفسك هتقدري تحققي كل إلى بتتمنيه
عقد حاجبيه باستفهام: خالد مين؟
ابتسمت بحنان: خالد دا بابا واخويا وصاحبي الوحيد، اختفت ابتسامتها تهمس بحزن: بس خلاص ما بقاش موجود
تجاهل الامر سيعرف كل ما يريد لاحقا: طب يلا اوصلك
لينا: لاء انا هستني تمارا
إياد: تمارا بتفضل 3 ساعات تلبس تعالي اوصلك.

لينا: ما ينفعش، خالد قالي عيب امشي مع ولد لوحدنا
عقد جبينه بضيق من هذا الرجل المسيطر على تفكيرها كلها
انتهت تمارا من ارتداء ملابسها واوصلهم إياد إلى الجامعة
وقفت لينا في منتصف الجامعة لا تعرف ماذا تفعل او أين تذهب كادت ان تبكي حينما وجدت إياد يقف امامها
إياد: كنت همشي بس حسيتك واقفة تايهه
ابتسمت بخجل ترجع خصلة ثائرة خلف اذنها: بصراحة مش عارفة أروح فين ومكسوفة اسأل حد
اياد: طب تعالي وانا هساعدك.

سارت خلفه، كانت نظرات الفتيات تتابعه بإعجاب، بوسامته الشرقيه ومشيته الواثقة إلى ان وصل إلى ذلك البروفسير: اهلا دكتور جاك كيف حالك يا صديقي
جاك مبتسما: اووه، إياد أين تختفي يا رجل
إياد: أنت تعلم أن مشاغلي كثيرة، تقدم ناحية لينا وامسك يدها واوقفها بجانبه: اعرفك، لينا قريبتي، ستكون تلميذتك لهذا العام
جاك مبتسما: تلك الغادة الحسناء ستكون تلميذتي، اعدك اني سارعها جيدا.

إياد بضيق: جاك لينا قريبتي اياك ان تتعدي حدود الادب معها
جاك ضاحكا: لا تقلق يا صديقي انها بعمر ابنتي، انا اقصد سارعها كابنتي أين ذهب تفكيرك يا رجل
ابتسم باقتضاب: حسنا جاك، اعتني بها جيدا
وجه كلامه للينا: لينا، دكتور جاك هيعرفك اي حاجة انت عايزة تعرفيها هنا، بس خدي بالك احسن عينيه زايغة حبتين
ابتسمت بخجل: متشكرة أوي يا إياد
إياد مبتسما: احنا في الخدمة يا ستي في اي وقت.

عقدت جبينها بضيق: صحيح ما تمسكش أيدي تاني، خالد قالي عيب ولد يمسك ايد
نظر لها بغضب ليتركها ويذهب، مرت عدة ايام ولينا لا تتوقف عن ذكر اسم خالد كلما حاول اياد التقرب منها تذكر له مقولات خالد الشهيرة
إلى أن اتي ذلك اليوم كانت جالسة في غرفتها تحاول رسم صورة له من ذاكرتها تغمض عينيها تحاول تذكر ملامح وجهه حينما رن هاتفها، التقطته لتبتسم ساخرة بالتأكيد والدها سيسألها أن كانت بحاجة إلى المال.

لينا: ايوة يا بابا
جاسم بانتصار: لينا حبيبتي انا عندي ليكي خبر وحش
انقبض قلبها بخوف: خالد كويس مش كدة
كظم غيظه يهتف بانتصار: كويس جدا يا حبيبتي وعشان تعرفي انك كنتي بالنسبة له حب مراهقة وانه ما بيفكرش، خالد اتجوز يا لينا وجه هنا عشان يعزمك على فرحه.

شخصت عينيها صدمة، ذهول، ألم، سقط الهاتف من يدها
انسابت دموعها بصمت دقيقة اثنين ثلاثة وبدأت صرخاتها تعلو: لا لا لاا مش حقيقي خالد، لاء مش ممكن ااااااااه
سقطت ارضا على ركبتيها تصرخ بألم: ليه يا خالد دا أنا ماعرفش حاجة في الدنيا دي غير حبك، انا عايشة للحظة دي على امل اني هرجع لحضنك، لييييه ليييه تعمل فيا كدة حررررررررام عليك.

انفتح الباب بعنف دخل أياد سريعا حينما سمع صرخاتها ليجدها في تلك الحالة تصرخ تجذب شعرها كأنها جنت هرول ناحيتها سريعا يسألها بلوعة: لوي مالك يا لوي انتي بتعملي ليه كدة
صرخت بانهيار تجذب شعرها بجنون: اتجوز خلاص اتجوز، ازاي ينسي لوليتا ازاي يا اياد أنا بحبه أنا عشت بس عشان احبه، قلبي بيوجعني اوي يا أياد.

قامت من على الفراش متجهه ناحية اوراق رسوماتها تبعثرهم في كل مكان تصرخ بألم تصرخ بألم: شااااايف، بابا خد مني كل صوره عشان كدة أنا اتعلمت الرسم عشان ارسمه عشان احكيله عشان هو دايما واحشني، لكن أنا ما وحشتوش هو خلاص نسيني، أنا بحبه ليييه ازاي ينسي لوليتا.

ادمعت عينيه على حالتها جذبها من يدها يعانقها بقوة لتنفجر في البكاء دون توقف تكتم صرخاتها داخل صدره، لف ذراعيه حول جسدها يشدد على عناقها بسط كف يده على شعرها يربط عليه برفق
جلس على ركبتيه ارضا جذبها لتجلس امامه وهي لا تزال بين ذراعيه تبكي بعنف
همس بحنان: اهدي يا لوي صدقيني هو ما يستهلكيش لو بيحبك زي ما بتحبيه ما كنش سابك واتجوز
رفعت وجهه تنظر له بأعين حمراء باكية تهمس بألم: انا بحبه اوي.

مد يده يزيل خصلات شعرها يعيدها خلف أذنيها يهمس بهدوء: صدقيني هو ما يستاهلكيش، هو لو بيحبك زي ما انتي بتحبيه كان هيقلب عليكي الدنيا لحد ما يرجعك لحضنه، انسيه يا لوي، هتلاقيه هو اصلا ما بيفكرش فيكي، ما تعذبيش نفسك، انتي تستاهلي حد يحبك بجد
اغضمت عينيها بألم لتنساب دموعها العالقة بزرقتيها همست بشحوب: هي فين تمارا وعمو يوسف
هتف ببساطة: تمارا خرجت مع اصحابها، وعمو يوسف في الشركة.

اتسعت عينيها بخوف: يعني احنا لوحدنا
ضحك رغما عنه: ما تخافيش كدة أنا مش هعملك حاجة أنا كنت جاي اجيب فايل صفقة وراجع الشركة تاني لما سمعت بتصرخي، خوفت ليكون حصلك حاجة فدخلت الشقة
ارتسمت ابتسامة صغيرة حزينة على شفتيها تهمس بخفوت: متشكرة يا إياد
ابتسم برفق جذب يدها يقبل باطنه ببطئ اتسعت عينيها بخجل لتجذب يدها سريعا همست بضيق: اياد لو سمحت اتفضل عشان عاوزة أنام.

تنهد بضيق ليبتسم بمكر، شهقت بذهول حينما وجدت نفسها مرفوعة بين ذراعيه تلوت بين يديه تركل بقدميها في الهواء تهتف بخوف: انت بتعمل ايه نزلني، إياد انت سبن...
صمتت حينما وجدته يضعها على الفراش برفق، ومن ثم احضر الغطاء يضعه عليها، تعلقت عينيها بعينيه لتري نظرة غريبة تقتحم عينيه دني برأسه مقبلا جبينها يهمس بحنان: مش هطفي النور عشان عارفك بتخافي من الضلمة، هتنسيه يا لوي اوعدك اني هنسيهولك.

فتحت فمها لتتكلم ليضع إصبعه على شفتيها يمنعها من الكلام: هششش، ما تفركيش في اي حاجة نامي بس
مرت عدة أيام كانت تحاول بالفعل نسيانه ولكن دون فائدة كيف تتزع عشقا يجاور دمها، اما إياد لم تراه من بعد ذلك اليوم
اخيرا انتهت امتحانات عامها الدراسي الاول كانت تسير جوار تمارا تحتضن احد كتبها عينيها شاردة حزينة تفكر به في كل لحظة قلبها يتمزق ألما، لتجد تمارا تربط على كتفها تهتف بحزن: انسيه بقي يا لوي.

همست بألم؛ يا ريت اقدر
ابتسمت تمارا بمكر: اقولك تعالي نروح نتغدي برة
هزت رأسها نفيا: ماليش نفس
تمارا: يا ستي أنا اللي هدفع تعالي بقي دا احنا ما صدقنا خلصنا امتحانات والله يلا بقي ما تبقيش رخمة
ابتسمت بحزن تهز رأسها ايجابا ذهبت معها إلى احد المطاعم دخلت هي اولا لتقطب جبينها بتعجب: تمارا تعالي نمشي، النور قاطع تقريبا في المطعم دا
استدارت لتغادر لتسمع صوته من خلفها: لوي.

التفت خلفها لتتسع عينيها بدهشة ذلك المطعم كان يغرق في الظلام منذ لحظات الآن تزينه تلك الإضاءة الخافتة ذات الالوان المبهجة
ولكن ما لفت نظرها حقا ذلك المجسم الذي يضي أسفل قدميها مكونا جملة واحدة
( l love you louy)
ابتسمت بسعادة ما جاء في بالها أن خالد هو من فعل ذلك لتندثر ابتسامتها حينما سمعت صوت إياد يهمس من خلفها: l love you louy.

التفت سريعا تنظر له بصدمة اسبلت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث، لتجده ينثني على احدي ركبتيه يخرج علبة زرقاء بها خاتم زواج من الالماس
يهمس بعشق: حبا بالله لوي أنا اعشقك وسأصبح أسعد رجل في العالم أن واقفتي على زواجنا.

صرخ قلبها رافضا ما يحدث، لينهره عقلها إياد يسعي لنيل حبها اما خالد قد نسيها من الاساس التي متي ستظل تعيش على أطلال ذلك العشق المؤلم ابتسمت بارتباك تهز رأسها ببطئ لتتسع ابتسامه خلع الخاتم من العلبة يضعه في أصبعها برفق شديد لتجد نفسها في لحظات بين ذراعيه يعانقها بقوة يهمس بحب: أعدك صغيرتي اني سأعشقك كما لم يفعل احد من قبل.

ابتسمت بألم تساقطت دموعها رغما عنها، تشعر بلاشمئزاز من نفسها، تحب رجل وتخطب لآخر كم رخيصة حسب اعتقادها
ولكن هناك شيئا خاطئ هي تشعر بأمان غريب وهي بين ذراعي ذلك الرجل شعور كانت قد افتقدته منذ سنوات، ايعقل أنها احبته هو ايضا
كان الجميع سعيد بتلك الخطبة خاصة جاسم فهو سيتضمن بتلك الزيجة ابتعادها عن خالد وقريبا سيصفي جميع أعماله ويسافر ليعيش معها هو وفريدة.

استمرت خطبتهم شهر واحدا كان تتعامل معه بتحفظ شديد، كان يذهب لها كل يوم بعد نهاية عمله، يدخل غرفتها برفق على اطراف أصابعه إلى ان أصبح خلفها مباشرة دني برأسه يقبل وجنتها يهمس بعشق: اشتقت لكي
شهقت بخوف تغلق دفتر رسوماتها سريعا تنهره بضيق: إياد اخبرتك مئة مرة لا تفعل ذلك، كيف تدخل غرفتي دون أن تطرق الباب
تهاوي على فراشها بكسل يبتسم بخبث: لقد اشتقت لكي لذلك اتيت فقط.

انكمشت خلجاتها بضيق: إياد، اتفضل لو سمحت عايزة أنام
ابتسم يهز رأسه نفيا: كاذبة صغيرتي انتي لا تريدين النوم، لقد كنتي ترسمين، صحيح لما اغلقتي ذلك الدفتر سريعا حينما دخلت
بلعت لعابها بارتباك: هاااا لالا شئ فقط بعض الخربشات
اختفت ابتسامته فقط فترة قصيرة قضاها بجانبها ولكنه أصبح يعرفها جيدا
قام من فراشها يتجه ناحيتها جلس على ركبتيه أمامها يضمها رغما عنها بقوة يهمس بتملك: أنا اعشقك.

تلوت بين ذراعيه بارتباك: اياد، ابتعد
لم يعرها انتباها ليكمل بنفس النبرة: انتي تعشقيني أليس كذلك صغيرتي
هزت رأسها ايجابا ليزمجر بحدة: قوليها اريد أن اسمعها
اغمضت عينيها بألم من ضغط ذراعيه حول جسدها: إياد ارجوك ابتعد
همس من بين اسنانه بحدة: قوليها
همست بألم: أنا اعشقك، ليكمل قلبها ( يا خالد )
ابعدها عنه يبتسم بانتصار: انتي رائعة صغيرتي، هيا بدلي ملابسك سنخرج قليلا.

ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا: أنا آسفة يا إياد ولكن صدقا أنا لا أشعر اني بخير
هز رأسه إيجابا بهدوء ليتركها ويخرج لتتنهد براحة
اخذ سيارته وانطلق إلى ذلك الملهي الليلي جلس على احدي الطاولات لتلتف حوله الكثير من العاهرات، كان يحتسي ذلك المشروب بكثرة عينيه شاردة مظلمة، فاق على صوت صديقه يهتف بمرح وهو يجلس بجانبه: يا رجل أين انت
نظر له بجانب عينيه ليحتسي ما في كأسه على جرعة واحدة.

سميث: ما بك إياد أنا لم أرك تشرب بتلك الطريقة من قبل
هتف بضيق وهو يلقي ذلك الكأس ارضا: هي لا تحبني أنا أعرف ذلك، انا اعشقها، اصبحت كالممنوعات تسري في دمي
سميث: هدئ من روعك يا رجل، يمكن ان تكون فقط خجولة لا اكتر
هز رأسه نفيا عينيه شاردة مظلمة: تعشقه، لازالت تعشقه، أنا أعلم ذلك، هي فقط تنتظر الفرصة لتنفصل عني اري ذلك في عينيها
ابتسم سميث بخبث: ومن يجعلها كالخاتم في اصبعك
نظر إياد له يسأله باهتمام: كيف؟

ابتسم سميث بمكر: اجعلها ملكك، هي عربية وإن حدث معها ذلك الشئ لن يرضي احد بالزواج منها حتى ذلك الرجل التي تعشقه وستضطر للعيش معك رغما عنها
شردت عيني إياد في الفراغ يهمس بتفكير اجعلها ملكي، لتتسع ابتسامته الخبيثة: ولما لاء اجعلها ملكي، ستحزن قليلا ولكني ساعوضها
ابتسم بخبث يفكر في الطريقة التي سيأخذها به بعيدا عن المنزل حتى يفعل بها ما يريد.

عاد بعد منتصف الليل دخل إلى شقتها بهدوء بنسخة المفتاح التي معه جلس على ركبتيه جوار فراشها يبتسم بثمالة يهمس بثقل: غدا صغيرتي، غدا سيتغير كل شئ
قام يمشي بخطي مترنحة ناحية مكتبها الصغير يفتش بين محتوياته بهدوء حتى لا تستيقظ ابتسم بانتصار حينما وجد ذلك الدفتر فتحه يقلب بين صفحاته ليجد رسومات غير مكتملة الملامح، وصوره لها وهي بفستان زفاف بجانبها ذلك الشخص.

ضحك في نفسه يهمس للصورة بخبث: غدا سيد خالد، ستصبح صغيرتي ملكي، الآن تصبح على خير فلدي يوم حافل غدا
في صباح اليوم التالي كانت تقعد ذراعيها امام صدرها بضيق وهي تجلس بجانبه في السيارة هتفت بحنق: صدقا إياد لما ذلك الاصرار في أن اتي معك إلى اجتماعك ما شأني أنا بذلك الاجتماع
ابتسم بغموض: ما بكي صغيرتي، فقط بضع ساعات وسنعود
مطت شفتيها بضيق: ولكنه في ولاية أخري إياد الطريق سيكون طويل لن نصل قبل المساء.

ابتسم بغموض دون ان يرد ليقود سيارته بهدوء، قاطعت الصمت تبتسم بارتباك وهي تلف خاتم خطبتهما في اصبعها: اياد، هناك شيئا هام علينا انهائه، صدقني انه ليس خطئك ولكن...
قاطعها يبتسم بغموض: حينما نعود صغيرتي سنتحدث كما تريدين الآن دعيني أركز في الطريق، ابتسمت بارتباك تهز رأسها ايجابا مر بعض الوقت و من حركة السيارة الهادئة الرتيبة اغمضت عينيها سامحة لسلطان النوم بالسيطرة عليها.

نظر إياد ناحيتها ليبتسم بخبث يمرر عينيه على تفاصيل جسدها ببطئ
اخذها إلى ذلك القصر البعيد الذي اشتراه مؤخرا لأجل زواجهما، التفت يوقظها برفق: لوي، لوي استيقظي صغيرتي، لوي
همهمت بضيق وهي نائمة: بس بقي يا خالد عاوزة أنام
اغمض عينيه بضيق يجز على أسنانه بغيظ ليهتف بحدة؛ لوي استيقظتي في الحال
فتحت عينيها تنظر له باستفهام تتأثب بنعاس: لما تصرخ، هل وصلنا.

ابتسم بتوعد: نعم صغيرتي وصلنا، ليصطنع الحزن: ولكن للأسف الغي الاجتماع لأن الوقت تاخر كثيرا
بلعت ريقها بارتباك: سنعود أليس ذلك؟
ضحك ساخرا: نعود، لقد انتصف الليل وأنا اقود منذ ساعات، انظري
اشار إلى ذلك القصر بجانبه: ما رأيك، سنقضي ليلتنا هنا
اتسعت عينيها بذعر تهمس بخوف: أنا وأنت بمفردنا
ضحك ببراءة: لوي توقفي عن مشاهدة تلك الافلام القديمة، لا تخافي لن آكلي فأنا افضل الدجاج المشوي.

ابتسمت بارتباك تهز رأسها نفيا؛ لكن إياد
قاطعها يهتف بنعاس: لوي أنا متعب واشعر بالنعاس حينما تتوقفين عن أفكارك الغريبة الحقي بي، صحيح يوجد الكثير من الخدم بالداخل.

تركها وخرج من السيارة متجها إلى ذلك القصر لتجلس هي تفكر بخوف: اعمل ايه بس، مش مطمنة قلبي مقبوض بس لا إياد مستحيل يعملي حاجة وبعدين أنا هدخل اي اوضة واقفل عليا الباب بالمفتاح، وبعدين ايه الغباء ما في خدم في البيت، أنا هدخل ما أنا اكيد مش هقضي الليلة كلها في العربية.

نزلت من السيارة تتحرك ناحية داخل البيت بخطي بطيئة مرتجفة وصلت إلى الباب لتجده مفتوحا، دخلت تنظر حولها بحذر خطوة اثنين ثلاثة وما كادت تصل لمنتصف تلك الصالة حتى سمعت صوت الباب يغلق من خلفها وصوت المفتاح يوصده جيدا، نظرت خلفها سريعا لتجد إياد يقف أمامها على شفتيه ابتسامة شيطانية مفزعة
هتفت بخوف: فففي ايه يا إياد انت بتبصلي كدا ليه وليه قفلت الباب
ضحك بخبث: اصل أنا كمان بحب الافلام القديمة اوي.

اقترب منها يتحرك بثبات خطوات منتظمة ثابتة لتعود للخلف تنظر له بذعر: في ايه يا إياد، إياد انت بتقرب ليه كدة، إياد أنا عايزة امشي، إياد انت بتخوفني
صرخت بخوف حينما ارتطم ظهرها بالحائط خلفها لتجده يسند ذراعيها على الحائط يأسرها بينهما انسابت دموعها من الخوف تنظر له برجاء: إياد ارجوك خليني امشي
هز رأسه نفيا يبتسم بخبث: لاء صغيرتي لن ترحلي قبل ان تصبحي ملكي.

شهقت بذعر تضع يدها على فمها بصدمة لتهتف سريعا؛ لاء يا إياد ابوس ايدك ما تعملش فيا كدة
بسط يده على وجنتها يهمس بخبث: لم تتركي امامي حلا آخر تريدين ان ننفصل، اليس كذلك، تريدين العودة إليه، أنا سأجعلكي تتوسلين لي كي لا اترككي.

مد يده يمزق ملابسها بعنف وهي تصرخ تحاول دفعه بعيدا، عضت يده التي تمسك بها ليدفعها بعنف يسبها بألفاظ بذئية ضمت ملابسها الممزقة تركض تجاه باب المنزل تحاول فتح الباب بعنف وهي تبكي؛ افتح بقي افتح
دقت بيديها الاثنين على الباب بقوة تصرخ بفزع؛ الحقوني حد يلحقني
سمعته يضحك من خلفها بخبث: لن ينقذك احد صغيرتي.

التفت له تضم ملابسها بقوة تبكي بذعر: اياد ابوس ايدك سبني خلاص والله مش عايزة ننفصل بس ابوس ايدك ما تعملش فيا كدة
ابتسم بخبث ينزع قميصه يلقيه بعيدا لتنظر حولها بذعر تحاول إيجاد مهرب لتسمعه يهتف: لا مهرب مني صغيرتي
جلست ارضا تضم ركبتيها لصدرها تبكي بقهر تنظر له برجاء: لو تمارا ترضي حد يعمل فيها كدا
اقترب منها يجلس بجانبها ارضا يهمس بصوت خفيض: أنا آسف.

ابتسمت بشحوب ظنا منها أنه لن يؤذيها، لتجده يقبض على خصلات شعرها يبتسم بخبث: آسف على ما سأفعله بكي
هزت رأسها نفيا بعنف لن تدعه يفعل بها ذلك حاولت القيام ليجذبها من قدمها بعنف صرخت بفزع تضربه بقدمها الاخري ولكنه كان اقوي كان يسد ضرباتها يحاول تمزيق ما تبقي من فستانها يصفعها بعنف، لتغمض عينيها تعبت من المقاومة همست بضعف: اياد، خلاص أنا موافقة اعمل اللي أنت عايزة.

ابتسم بانتصار ليجلس ارضا يهتف بهدوء: احستني صغيرتي، مد يديه ليحملها لتفجاءه حينما انتزعت ذلك المسدس الذي يضعه في جراب اسود مثبت في بنطاله دفعته بقدميها لتقف امامه تتنفس بعنف تمسح الدماء النازفة من أنفها وشقتيها تصرخ: لو قربت مني هقتلك
فتح ذراعيه على اتساعهما يضحك بخبث: هيا صغيرتي اقتليني، اااااه.

صرخ بألم حينما اطلقت رصاصة اصابت قدمه اليسري ليسقط ارضا ممسكا بقدمه ينظر لها بذهول ليجدها تصرخ بنواح: كنت فاكرني هبلة هسيبك تعمل فيا اللي انت عاوزة عشان ابقي تحت رحمتك لا يا إياد كله الا شرفي، مستعدة ادافع عنه لآخر نفس فيا، أنا بكرهك منك لله، دا إنت الوحيد اللي حسيت معاه بعد خالد، وعلي فكرة أنا ما كنتش هقولك ننفصل، الخاتم ضيق اوي كنت بس عايزة أقولك لو تنفع توسعه شوية كنت مكسوفة اقولك، نزعت الخاتم من يدها تلقيه في وجهه تبكي بقهر: منك لله يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

لتجده يخرج المفتاح من جيبه يلقيه تحت قدميها، التقطته سريعا تفتح الباب ركضت سريعا إلى الشارع آخر ما رأته هو أضواء سيارة تأتي من بعيد ومن بعدها لم تري شيئا
حينما فتحت عينيها في صباح اليوم التالي رأت تمارا ويوسف يجلسات جوارها
تمارا بلهفة: لينا حبيبتي انتي كويسة
هزت رأسها نفيا تنظر ليوسف بألم: ليه يا عمو، ليه سبتني اروح معاه وانت عارف انه هيعمل فيا كدة، إياد كان عايز يغتصبني.

شخصت عيني يوسف بصدمة تحولت لغضب ترك غرفتها متجها إلى غرفة ابنه في نفس الطابق يصرخ بحدة: يعني مش خناقة، انت صحيح حاولت تغتصب لينا
هز رأسه إيجابا بهدوء ليصرخ يوسف بعنف: يا بحاجتك يا أخي انت ازاي كنت عايز تعمل كدة
ابتسم ببرود: عادي يعني دي خطيبتي وكلها كام يوم وهتبقي مراتي
صرخ يوسف بغضب: صحيح أنك عيل لقيط وما عندكش اخلاق ومهما عملت مش هيتغير اصلك ال******.

صرخ إياد بحدة: اللقيط دا هو اللي ممشيلك كل شغلك انت من غيره ولا حاجة
ابتسم يوسف بتوعد: بقي كدا ماشي يا اياد من بكرة الصبح لاء من دلوقتي أنت مفصول من الشركة ومالكش عندي حاجة عندي وفلوس اللي انت بتصرف منها اصلا باسمي، ورينا بقي شطارتك مش أنا من غيرك ما ولا حاجة
صرخ اياد بحدة؛ مستحيل طبعا أنا تعبت في الشركة دي اكتر منك، بابا ارجوك.

ضحك يوسف ساخرا؛ دلوقتي بابا، ماشي يا إياد أنا مستعد ارجعك لشغلك وانسي كل الكلام اللي انت قولتله لو روحت اعتذرت للينا وهي سامحتك
هز رأسه إيجابا بلهفة لن يخسر كل ما بناه بتلك السهولة قام سريعا يستند على عكازه الحديدي متجها لغرفتها فتح الباب ليجدها تبكي وتمارا تجلس بجانبها تحاول تهدئتها
همس بحزن مصطنع: لوليتا.

رفعت نظرها تنظر له بغضب رغم عينيها الحمراء من البكاء صرخت بغضب: ما تنطقش الاسم دا على لسانك، الاسم دا من حقه هو بس، هو انضف واحسن منك مليون مرة انت حيوان قذر أنا بكررررررهك، امشي اطلع برة
هز رأسه نفيا بعنف يهتف برجاء برع في تمثيله: لوي أنا آسف حقك عليا أنا كنت شارب ما كنتش في وعيي سامحيني أنا مستعد اعمل ايي حاجة عشان تسامحيني.

صرخت بانيهار: أنت حيوان وأنا عمري ما هسامحك أنا مش ندامنة على اللي عملته فيك، لولا اني خايفة على مستقبلي كنت قتلتك، أنا بكرهك يا اياد، انا عمري اصلا ما حبيتك، انا بحب خالد وهفضل لآخر نفس فيا احبه، انت ولا حاجة في حياتي، اطلع برة
خرج إياد ليجد والده يقف امام باب الغرفة يبتسم ساخرا: كنت واثق انها مستحيل تسامحك، ربط على كتفه بقوة يبتسم ساخرا: من بكرة الصبح تشوفلك شغل في مكان تاني.

تركه يوسف ودخل إلى غرفة لينا مرة اخري لتسود عيني إياد بغيظ، اقسم على جعلها تدفع الثمن غاليا تلك المحتالة استهانت بحبه وصرحت بكل جراءة انها تعشق رجل آخر وأنها لم تحبه يوما، والده حرمه من كل شئ لأجلها ستدفع الثمن غاليا
من بعدها اختفي إياد سافر إلى احدي الولايات يعمل ليل نهار حتى يحصل على الكثير من الاموال التي ستساعده في الانتقام منها ومن والده
Back.

فاقت من شرودها الطويل على يد خالد تلوح امام وجهها، لتسمعه يهتف بقلق؛ انتي كويسة
هزت رأسها ايجابا بشرود
غمزت تمارا للينا بعبث: عارف يا أستاذ خالد لينا كانت قرفاني من كتر كلامها عنك
خالد عمل كذا خالد بيحب كذا خالد بيكره كذا، خالد خالد خالد خالد
لينا بغيظ: اسكتي يا فضيحة
تمارا ببراءة: ايه يا بنتي مش بقول الحقيقه
لينا بغيظ: چو سكت تمارا لاقوم اضربها
جاسم ضاحكا: بس بطلوا شغل العيال دا، يلا الغدا جاهز.

خرجت زينب بصحبة فريدة من المطبخ لتهرول فريدة سريعا ناحية ابنتها تعانقها بشوق، بينما ظلت زينب متسمرة مكانها تنظر ذلك الرجل بذهول ليسقط الهاتف من يدها يتحطم إلى مئات القطع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة