قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والثلاثون

التفت الجميع ناحية الصوت لينتفض هو متجها ناحية والدته بخطي واسعة سريعة يهتف بلهفة: مالك يا امي انتي كويسة
هزت رأسها ايجابا ربطت على ذراعه تتصنع الابتسام: ما تقلقش يا حبيبي أنا اتكعبلت فالموبايل وقع من ايدي
تنهد براحة يبتسم برفق: فداكي يا ست الكل مليون موبايل، النهاردة بليل يكون عندك الاحسن منه
ابتسمت بحنو: تسلم يا حبيبي وتعيش.

جاءت فريدة تصطحبهم إلى طاولة الطعام جلست فريدة جوار زينب بجانبهم تمارا بينما جلست لينا جوار خالد وبجابنهم يوسف على الاتجاه الآخر وعلي رأس الطاولة يجلس جاسم وبجانبه مقعد فارغ
جاء اياد بعد قليل يجلس على ذلك المقعد الفارغ لتصبح لينا في المنتصف بينه وبين خالد
قام من مكانه يهتف بحزم: قومي تعالي اقعدي مكانك
هزت رأسها ايجابا لتبدل كرسيها مع كرسيه.

نظر إياد لخالد يبتسم ساخرا ليبادله خالد الابتسامة تلمع في عينه نظرة ثقة خبيرة
بدأ الجميع في الاكل بصمت ونظرات زينب متعلقة بذلك الرجل تبلع ريقها بتوتر بين الحين والآخر
قاطع يوسف الصمت يهتف بابتسامة صغيرة: وأنت بقي يا أستاذ خالد بتشتغل ايه
هتف بهدوء: أنا ظابط في مكافحة المخدرات
نظر يوسف للينا يضحك بمرح: ظابط يا لوي
ابتسمت تهمس بخجل: اعمل ايه بقي كلبش قلبي.

ضحك يوسف بمرح بينما ابتسم خالد بثقة ينظر لاياد بسخرية
جاسم: صحيح يا چو انتوا هتقعدوا قد ايه، نظر لاياد يهتف بغموض: يا ريت تقعدوا على طول
يوسف: ما ينفعش والله يا جاسم دول هما يومين النهاردة وبكرة بس وهنرجع على طول عشان عندي شغل كتير
هتفت بحزن: هتوحشني يا چو
جز على اسنانه بغيظ يهتف بحدة: دا أنا هوحشك بالجزمة لما نروح
يوسف ضاحكا: الحقي يا لوي حضرة الظابط بيغير.

بينما كان إياد ينظر لهم بصمت نظرات متفحصة خبيثة تخطط للاسوء
انتهي الغداء ليجلسوا جميعا في غرفة الصالون
لتقف هي تهتف سريعا: هروح اعملكوا قهوة
اتجهت ناحية المطبخ تصنع القهوة للجميع
ابتسم اياد بخبث ليخرج هاتفه من جيبه ضبط المنبه بعد دقيقة بصوت نغمة الرنين، ليضعه في جيبه مرة اخري، لم تمر سوي دقيقة ليلتقط هاتفه يعتذر منهم بأدب: عذرا.

اتجه إلى الحديقة بحجة أنه يريد التحدث في الهاتف، ما ان خرج إلى الحديقة اغلق هاتفه متجها إلى باب المطبخ الخلفي دخل إلى المطبخ بهدوء يشير لتلك الخادمة بالخروج
اغلق باب المطبخ يقف امامه يعقد ذراعيه امام صدره يراقبها وهي تتمايل على أنغام تلك الأغنية التي تدندها
حبيته بيني وبين نفسي
ومقلتلوش على إلى في نفسي
معرفش ايه بيحصل لي
لما بشوف عينيه
مابقتش عارفة اقوله ايه
معرفش ليه خبيت عليه.

بضعف قوي وانا جنبه وبسلم عليه
كل حب الدنيا ديا في قلبي ليك
دة انت اغلي الناس عليا روحي فيك
دة انت لو قدام عينيا اشتاق اليك.

التفت خلفها حينما سمعت صوت تصفيق بطئ لتجده يقف امامها يبتسم بخبث: رائعة صغيرتي، ولكن السؤال الآن تلك الكلمات تغني لي ام له
بلعت لعابها بذعر تنظر له بخوف تهمس باضطراب: إياد ااانا، انت
اقترب منها بهدوء إلى ان أصبح أمامها مباشرة لتهمس بذعر: إياد ارجوك اخرج، انت لا تعرف خالد، سيقتلك أن رآك تقترب مني
ابتسم بخبث يهتف بهدوء: على من تخافين صغيرتي أنا أم هو.

بلعت لعابها تحاول التحدث بحزم؛ إياد ما تفعله خاطئ لقد انفصلنا انتهت الحكاية.

ضحك ساخرا يهز رأسه نفيا ببطئ: انتهت!، الحكاية لم تبدأ بعد، انتي لي ستصبحين لي، حتي لو اضطررت لقتل ذلك الرجل، انحني برأسه يهمس لها بخبث: ما أخذه ذلك الاحمق هو ملكي ولن اتركه، اقسم بخالق الكون اني سأجعل ذلك الأحمق يشمئز من النظر في وجهك حتى، إلى لقاء قريب صغيرتي.

تركها ليخرج من باب المطبخ الرئيسي ففي كل الأحوال هم يجلسون في غرفة الصالون وهي تبعد كثيرا عن المطبخ، ليجد زينب تدخل إلى المطبخ، وعلي حين غرة انزلقت قدم زينب لتستند سريعا على كتف اياد.
انكمشت تعابير وجه إياد بألم من تلك الجذبه العنيفة لتجدها تهتف سريعا: معلش يا ابني ما كنتش اقصد انا بس كنت هتزحلق
هز رأسه إيجابا يبتسم باصفرار ليتركها ويرحل.

بعد قليل خرجت لينا من المطبخ تحمل صينية كبيرة عليها اكواب القهوة
خالد: ايه يا حبيبتي اتأخرتي ليه كدة
ابتسمت بتوتر: معلش اصل القهوة فارت مني وعملت غيرها
ربط على الأريكة بجانبه يبتسم: طب تعالي يلا جنبي.

انقضي الوقت بين المزاح وخفه ظل تمارا الذي اضفي نكهه لطيفة لهذا التجمع وخوف لينا ظلت تختلس النظرات لاياد، لتري بريق الانتقام يشتعل في عينيه فاقت على صوته يهتف بجد: طب نستأذن احنا بقي يا جماعة، يلا يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا سريعا
يوسف: ما تخليكوا يا ابني شوية كمان
خالد: كفاية اوي كدة، فرصة سعيدة يا يوسف بيه
يوسف مبتسما: انا الاسعد يا جوز بنتي.

اقترب يوسف من لينا ليحضتنها ليجد ذلك يقف كالسد بينهما يهتف بضيق: حضرتك رايح فين
عقد يوسف جبينه بتعجب: ايه يا ابني هحضن بنتي
هتف بحدة: دا في المشمش، اذا كنت ما بخليش ابوها الحقيقي يحضنها
ابتسمت بحرج: معلش يا چو، اصل خالد بيغير من خياله
يوسف مبتسما: لأ يا حبيبتي مش زعلان، ربنا يخليلهولك ويخليكي ليه
تركهتم متجهه ناحية والدتها تودعها: ماما بكرة التطعيم بتاع السنة والنص بتاع لوليتا، ممكن تيجي معايا.

هزت فريدة رأسها إيجابا بابتسامة واسعة: طبعا يا حبيبتي، دي مش عايزة كلام
ابتسمت تهز رأسها ايجابا: ربنا يخليكي ليا يا ماما هعدي عليكي بكرة بعد الضهر
فريدة: ماشي يا حبيبتي وأنا هبقي في انتظارك
سمعت صوته يهتف من بعيد: يلا يا لينا
صاحت بصوت عالي: حاضر جاية، سلام يا ماما
خرجت اليه لتجده يقف جوار السيارة: اومال ماما زينب فين
خالد: بابا باعتلها العربية لسه ماشية دلوقتي
همهت بتفهم تهز رأسها ايجابا.

جلست بجانبه في السيارة لا تصدق ان ذلك اللقاء انتهي اخيرا ارجعت رأسها تسند على ظهر مقعدها لتسمعه يسألها بهدوء: هو ايه اللي بينك وبين اللي اسمه إياد دا.

بلعت ريقها بارتباك تبتسم بتوتر: يعني ايه، ممافيش حاجة بينا طبعا
ابتسم ساخرا يهتف ببعض الحدة: سؤالي واضح يا لينا، ايه اللي بينك وبين اللي اسمه إياد دا، نظراته ليكي واحنا هناك مش مريحة
اخذت نفسا عميقا تستعد لتفجير القنبلة همست بخفوت عله لن يسمعها: أنا وإياد كنا مخطوبين.

شهقت بفزع حينما سمعت صوت إطارات السيارة تأزر بعنف بسبب توقفهم المفاجاء لتسمعه يصيح بحدة: نعممممممم يا روح أمك، يعني ايه كنتوا مخطوبين
بلعت ريقها تحاول التماسك: عادي يعني كنا مخطوبين زي ما اي اتنين بيتخطبوا وما حصلش نصيب
ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: ليه ما حصلش، لو في مشاكل بينكوا انا مستعد اتدخل احلها وترجعوا لبعض
هتفت بحدة: خالد لو سمحت بلاش اسلوبك دا، وبعدين ما انت كنت متجوز مرتين قبل كدة.

خالد غاضبا: بس انت ما كنتش اعرف ان الهانم كانت مخطوبة ازاي تخبي عليا زي دي ازاي اصلا تسمحي لنفسك انك تتخطبي لراجل غيري.

يكفي يكفي يكفي، إياد اولا وهو ثانيا اعصابها لم تتعد تتحمل صرخت بغضب: زي ما انت اديت لنفسك الحق أنك تتجوز بدل المرة اتنين على الاقل دي بس كانت خطوبة، لكن انت كنت متجوز ومرتتاك الاتنين حملوا منك ما تحاسبنيش على ذنب أنت نفسك عملتوا وزيادة، على الاقل انت اول راجل في حياتي وأنت عارف كدة كويس، الدور والباقي على اللي فضله يتنج مسلسل يسميه خالد باشا وزوجاته، انتهت تنظر له بحدة تتتفس بعنف وجهها تلون بالحمرة القاتمة من الغضب.

نظر لها بدهشة للحظات ليعيد تشغيل السيارة لتسمعه يهتف بهدوء: ماشي يا لينا بس اعملي حسابك طول ما اللي اسمه إياد دا هنا ما فيش خروج من البيت، اظن واضح
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهمس بألم: واضح فعلا اننا هنبدأ بداية جديدة
اشاحت بوجهها ناحية النافذة لتتساقط دموعها بصمت، نظر لها بجانب عينيه ليتنهد بضيق: طب انتي بتعيطي ليه
همست بصوت مختنق من البكاء: ما بعيطش.

لف وجهه ناحيته ببطئ ينظر لعينيها الباكتين بحزن: خلاص بقي ما تزعليش ما كنتش اقصد ازعلك
همست بحزن: انت ليه مش بتثق فيا؟
خالد: هنرجع للكلام الأهبل دا تاني، انا بس اتضايقت لما عرفت انت الحيوان دا في يوم كان خطيبك، انتي ما شوفتيش كان بيبصلك ازاي طول ما احنا قاعدين كنت بحاول اخبيكي عن عينيه، خلاص بقي مش قولنا هنبدأ من أول وجديد
لوت شفتيها بامتعاض: ما هو واضح البداية الجديدة.

اخرج من جيبه قطعة شوكولاتة كبيرة يمد يده بها يبتسم بمرح: عربون محبة
ابتسمت رغما عنها تاخذ منه تلك القطعة تأكلها باستمتاع، وصلت السيارة إلى الفيلا لتجده يهتف بجد: انا هخلص شوية شغل في المكتب واحصلك
هزت رأسها إيجابا وصعدت لاعلي
وضعت الصغيرة النائمة في مهدها، اخذت منامه وردية اللون واتجهت إلى حمام غرفتها.

في الأسفل جلس على كرسي مكتبه يتحدث في الهاتف بحدة: أنا عايز اعرف كل حاجة عن واحد اسمه ( إياد يوسف الدهشوري )، لاء طبعا 48 ساعة كتير جدا، اخرك معايا نص الوقت 24 ساعة الساعة دلوقتي 7، بكرة الساعة سبعة عايز اعرف كل حاجة، واللي انت عايزه هتاخده، ماشي مستني منك تليفون بكرة
اغلق الخط ينظر امامه بشرود.

في شقة عزام في الحارة
جلست سعاد جوار هدى تتحدث معها في كل شئ تقريبا أسعار الخضار والفاكهة طريقة عمل البامية والخيار المخلل، هي فقط كانت تريد اشغال عقلها بمواضيع عدة حتى لا تغرق في طوفان أحزانها
ابتسمت بحزن تربط على شعر هدي بهدوء حينما وجدتها نائمة، سحبت الغطاء تدثرها به
جيدا: ربنا يصبرك يا بنتي.

انسبحت من الغرفة تغلق الباب خلفها بهدوء شديد، لتجد عزام يقف أمامها وضعت اصبعها على شفتيها تهمس بخفوت؛ هششش هي نامت، سيبها نايمة وما تعملش صوت عشان ما تصحاش
هز رأسه إيجابا يبتسم بامتنان: متشكر قوي يا ست سعاد
ابتسمت برفق تهمس بخفوت: هبقي اعدي عليها بكرة، يلا السلام عليكم
عزام: تأنسي وتنوري، مع السلامة
خرجت من منزل عزام تنزل إلى شقتها بالأسفل لتجد شمس تخرج من شقتها متجهه إلى شقة زوجها.

شمس: كنتي فين يا ماما كل دا
تنهدت بتعب: هقولك بعدين
ابتسمت شمس بعذوبة: ماشي يا ماما على العموم أنا خلصت الاكل خلاص وبدور جت من المدرسة، أنا هدخل بقي يا ماما عشان الحق اسخن الأكل قبل ما اسلام يجي
ابتسمت سعاد تربط على كتفها برفق: ماشي يا حبيبتي، يلا روحي
دخلت شمس إلى شقتها تبتسم بحماس جهزت العشاء ووضعته على الطاولة لتدخل لغرفتها سريعا ارتدت احد الفساتين الذي اشتراه إسلام لها تضع مستحضرات تجميل خفيفة.

ابتسمت برضا تبسط كف يدها على معدتها برفق تنظر لها بسعادة، سمعت صوته ينادي عليها من الخارج لتخرج من الغرفة نظرت له بابتسامة خجولة سعيدة، بينما اتسعت عينيها بدهشة من تلك الحورية فاتنة الجمال
ضم شفتيه يطلق صفيرا طويلا يعبر به عن إعجابه تحدث بوله: ايه الجمال لا انتي مش شمس دا انتي قمر، لا لا انتي المجرة كلها
ابتسمت بعذوبة وجنتيها يشعان خجلا حمحت بارتباك: أنا حضرتلك العشا.

ظب ينظر لها بسهتنة تحدث بوله: أنا لما شوفتك شبعت
همست بابتسامتها العذبة: بس أنا بقي جعانة ولو مكلتش ابنك هيوجع، يرضيك تجوع ابنك
عقد جبينه بتعجب يغلق عينيه ويفتحهما بسرعة: ابني مين؟!
اشارت إلى بطنها تهمس بخجل: ابنك دا
ابتسم ببلاهة: ابني مين وازاي وفين، ابني أنا، يعني انتي حامل.

ابتسمت بحنان تهز رأسها ايجابا لتجده هرول ناحيتها حملها يدور بها يصرخ بفرحة: يا عالم يا هووووو أنا هبقي بابا، مررررراتي حااااامل، شمس حاااامل
ضحكت بسعادة تهتف من بين ضحكاتها: إسلام يا مجنون نزلني، اسلام دوخت كفاية
انزلها برفق يهتف بقلق: انتي كويسة، انا آسف
ابتسمت تهز رأسها ايجابا: أنا كويسة يا حبيبي، مش هتقول لبابك ومامتك.

هز رأسه إيجابا سريعا يبتسم باتساع ليهرول يخطي واسعة ناحية شقة والده يدق بابها بقوة: يا بابا يا ماما بت يا بدور
فتحت سعاد سريعا تسأله بلهفة: مالك يا واد بتخبط كدة
صرخ بلهفة: باركيلي يا سوسو، هتبقي تيتا شمس حامل.

اتسعت عيني سعاد بفرحة تلقائيا ارتفعت عقيرتها بالزغاريد العالية معبرة عن فرحتها: مبروك يا اسلام الف مبروك يا حبيبي، اتجهت ناحية شمس التي تقف بعيدا تنظر لهم بابتسامة واسعة تعانقها بحنان: مبروك يا بنتي ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمملك على خير وتقومي بألف سلامة يا رب، لتتحدث بحزم: بصي بقي من دلوقتي حالا مش عيزاكي تشيلي ورقة من على الأرض، اه تستريحي خالص.

هزت رأسها نفيا: يا ماما أنا لسه في الأول وبعدين أنا مش هسيب حضرتك تعملي الشغل كله لوحدك...
قاطعتها سعاد تهتف بحزم: اللي اقوله يتسمع فاهمة يا شمس، انتي لسه في الاول لازم ترتاحي عشان الحمل يثبت
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة: حاضر يا ماما
بعد قليل كانت تجلس على فراشها بناءا على اصرار سعاد وقرارتها القاطعة لتجد اسلام يدخل بعد قليل يحمل صينية طعام العشاء.

وضعها على طرف الفراش ليجلس بجانبها جذب رأسها برفق يقبل جبينها بحنان يهمس بحنو: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
ابتسمت بسعادة تسند رأسها على كتفه تهمس بخجل؛ ويخليك ليا يا حبيبي، انت نعمة هفضل احمد ربنا طول عمري على وجودها في حياتي، انا بحبك اوي يا إسلام.

تنهد بسعادة يحمد الله في سره يهمس بعشق: اااه يا شمس لو تعرفي انا حاسس بايه دلوقتي، حاسس اني ملكت الدنيا، حاسس اني اغني راجل في العالم، حبك هو الثروة الوحيدة اللي حيلتي، وكل يوم بتزوديها، ربنا يخليكي ليا وما يحرمني منك ابدا انتي واللي في بطنك.

ارتسمت ابتسامة سعيدة راضية على شفتيها، لم تكن تعتقد في يوم أنها ستشعر بتلك السعادة التي تغرقها دون توقف، نظرت ناحية السماء من نافذة غرفتها الصغيرة لتتذكر ذلك الماضي الاليم حينما كانت تنظر للسماء كل ليلة تبكي وترجو الله ان يخلصها من عذابها، ولكن الآن تبتسم وتحمد الله على فضله وكرمه عليها.

صعد إلى غرفته بعدما انهي أوراق بعض الصفقات ليجدها تجلس على الفراش تشاهد التلفاز
هتف بهدوء: مساء الخير
نظرت ناحيته تبتسم بعذوبة: مساء النور اتأخرت ليه كدة
هتف بجد: كان عندي شغل كتير، كويس انك لسه صاحية عشان عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم
هزت رأسها ايجابا تحاول الابتسام ليتجه ناحية دولاب ملابسه اخذ بعض الملابس متجها إلى المرحاض اغتسل وبدل ملابسه ليخرج إليها.

جلس أمامها على الفراش ينظر لها بهدوء دون كلام لتبلع لعابها بارتباك: ففي ايه يا خالد بتبصلي كدة ليه
عقد ساعديه امام صدره يهتف بجد: مستنيكي
قطبت جبينها بتعحب: مستني ايه بالظبط!
ابتسم بهدوء: تحكي عايز اعرف كل اللي حصل من اول ما سافرتي لحد ما رجعتي وبالتفصيل المملل.

تنهدت بضيق: ما حصلش حاجة يا خالد، انت عارف كل حاجة، الحاجة الوحيدة اللي كنت مخبياها هي حكاية خطوبتي انا واياد عشان ما تتضايقش غير كدة ما فيش حاجة، وياريت بلاش طريقة التحقيق بتاعتك دي، أنا بس كنت مخطوبة ما اجرمتش يعني
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يهتف بغموض: ماشي يا لوليتا ان غدا لناظره قريب لو طلعتي مخبية حاجة، وربي لهسود عيشتك.

بلعت لعابها بذعر تنظر له بخوف، ليداعب خصلات شعرها برفق يبتسم بحنان؛ اتعشيتي
اتسعت عينيها بتعجب تهز رأسها نفيا: ماليش نفس
قرص وجنتها برفق: اجبلك كوباية لبن
امتعضت ملامحها بطفولة تهتف: لاء يع
ضحك عاليا باستمتاع: مش هتكبري ابدا
سطحها على الفراش ليتمدد بجانبها وضع رأسها على صدره يداعب خصلاتها برفق
ليجدها تهمس باضطراب: خالد
خالد: همممم
لينا: انتي بتحبني
عقد جبينه بتعجب: ليه بتسألي
لينا: معلش خدني على قد عقلي.

خالد: لاء يا ستي انا ما بحبكيش انا بعشقك من وانتي طفلة
لينا: عمر ما هحبي هيقل في قلبك
خالد: لاء طبعا، بالعكس دا بيزيد بس مالك يا لينا في ايه
بلعت لعابها بخوف: مش عارفة يا خالد قلبي مقبوض حاسة ان في حاجة مش كويسة هتحصل
شدد على عناقها يهتف بجد: انتي فين دلوقتي
لينا: في حضنك
خالد: وأنا قولتلك ايه قبل كدة
ابتسمت تهمس بخجل: ما اخفش من اي حاجة طول ما انا في حضنك.

هتف بحنو: خايفة من ايه بقي يا عبيطة انتي حبيبتي طول ما انتي في حضني مش هسمح لاي حاجة في الدنيا أنها تأذيكي
ابتسمت تهمس بسعادة: تعرف ان انا بحبك اوي
خالد: عارف، وانا كمان بموت فيكي، يلا بقي نامي وبطلي دوشة
لينا: تصبح على خير يا حبيبي
خالد: وانتي من اهله يا حبيبتي
اغمضت عينيها ومع حركة يده على منابت شعرها استسلمت سريعا للنوم.

تنهد ينظر لها بقلق هو ايضا يرواده ذلك الشعور بأن شيئا خطير سيحدث ولن يستطيع ايقافه، يشعر بأنها ستبتعد عنه شدد على عناقها يهمس بحزم؛ مش هسمح لاي حد في الدنيا يبعدني عنك أنا ما صدقت لقيتك تاني.

قبض على ذراعها يصرخ بغضب: اززززاي انتي مش قولتيلي أنه لمسك
نقلت نظراتها المذعورة بين بقعة الدماء على الفراش ويده التي تقبض على ذراعها بقوة تهمس بخوف: ما اعرفش والله العظيم ما اعرف
القاها بعيدا يخلل أصابعه في خصلات شعره يشد عليها بغيظ يصيح بحدة: بقي انا ما رضتش المسك طول المدة اللي فاتت عشان ابعتك ليه وفي الآخر يطلع ما لمسكيش، انتي كدة بوظتي كل اللي أنا كنت مخططله.

قامت من مكانها متجهه ناحيته تهمس بخوف: والله يا إياد أنا عملت كل اللي قولتلي عليه، صدقني أنا مش فاكرة حاجة عن اللي حصل يومها بس لما صحيت تاني يوم كان في دم على السرير
ضحك ساخرا: ضحك عليكي ابن السويسي، لازم دلوقتي الحق اتصرف، هتف بحدة: غبية أنا كنت ناوي ابعتك ليه تقوليله أنك حامل دا كان هيشتته ويبعده عن التدوير ورايا أنا واثق انه دلوقتي بيجمع اي معلومة عني.

انسابت دموعها تهمس بخوف: إياد أنا آسفة أنا ما اعرفش دا حصل ازاي، انا عملت كل دا عشانك وافقت ابقي رخيصة في نظر الكل وارمي نفسي على راجل متجوز وامثل اني واقعة فيه عشان خاطرك وعشان أنا بحبك
التقط قميصه يريدته ينظر لها بسخرية ليخرج من الغرفة
لتتهاوي هي ارضا تنظر في أثره بحزن
في صباح اليوم التالي وقفت على كرسي خشبي صغير امامه تعقد رابطة عنقه بهدوء
لينا مبتسمة: أنت هتروح الشركة ولا الإدارة.

خالد: لاء أنا النهاردة هروح الشركة بس في شغل كتير لازم الحق اخلصه
انتهت من عقد رابطه عنقه تمسد عليها بحنان تبتسم بعذوبة: حبيبي النهاردة ميعاد التطعيم بتاع لوليتا بتاع السنة ونص وأنا اتفقت مع ماما اني هعدي عليها بعد الضهر ونروح سوا
فتح فمه ليتحدث ليجدها تهتف سريعا: هروح بالعربية ومش أنا اللي هسوق وهاخد الحرس معايا ومش هتأخر.

ابتسم يهز رأسه إيجابا يربط على وجنتها برفق قبل جبينها بحنان ليرحل إلى عمله، بعد مدة ذهبت هي لتبدل ثيابها حينما سمعت صوت هاتفها، عقدت جبينها حينما رأت رقم غريب فتحت الخط ترد بجد: السلام عليكم مين معايا
صغيرتي
اتسعت عينيها بذعر ازدادت دقات قلبها بعنف لتجده تهمس: ااييياد
سمعته يهمس بخبث: انظري لشاشه الهاتف يا حلوتي.

ابعدت الهاتف عن اذنها تنظر للشاشة لتتسع عينيها بذعر، رأت خالد يجلس على مكتبه يركز في الاوراق أمامه لتجد تلك الكاميرا التي تصوره من بعيد تتحرك ناحية قناص يقف في نافذة عمارة مقابلة له يحمل بندقية يوجهه ناحية قلبه مباشرة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة