قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

في تلك الجريدة، جلست لبنى مع صديقتها في غرفة مكتبها الجديد نائب رئيس التحرير
ينفشان القضية الجديدة التي ستنشر في الجريدة بعد أيام، من المفترض أنها تراجع معها ولكنها في الحقيقة كانت شاردة في علاقتها مع على، لم تخبره بشأن تلك الاقراص التي تتناولها وهو منذ أن ذهبوا إلى تلك الطبيبة لم يتحدث في ذلك الموضوع مرة اخري ولكنها تشعر بتأنيب ضميرها لحرمانه من حقه في الإنجاب.

فاقت على صوت صديقتها تهتف بجد: كدة كل حاجة تمام
هزت رأسها تهتف بجد: تمام وديها للمطبعة عشان تبقي جاهزة لعدد بكرة
هزت زميلتها رأسها ايجابا بجد: تمام، سمعا دقا على باب الغرفة لتهتف لبنى بجد: ادخل
دخل ذلك الرجل مبتسما بسماجة لتهمس لها صديقتها بتأفف: اووووف دا كريم السمج متعين بقاله أسبوع واحد بني آدم رزل وسخيف طول النهار عمال يعاكس في الموظفات.

هزت لبنى رأسها ايجابا بتفهم، لتنظر ناحية ذلك الرجل تهتف بحزم: خير يا استاذ كريم في حاجة
ابتسم كريم بسماجة يهتف بحالمية: في قضية مستعجلة ولازم تحققي فيها
اشارت لبنى لصديقتها بأن تخرج من الغرفة: طب روحي انتي يا الاء وانا هشوف القضية بتاعت الاستاذ
خرجت الاء لتنظر لبنى لذلك السمج تهتف بابتسامة متوعدة: هااا يا استاذ كريم خير ايه هي القضية المهمة.

جلست على الكرسي المقابل لمكتبها يهتف بسهتنة وهو يضع يده على موضع قلبه: قضية قلبي، بصراحة كدة يا استاذة لبنى أنا من ساعة ما شوفتك وأنا مش قادر، على رأي الاستاذ فؤاد المهندس بفكر فيكي وأنا صاحي وأنا نايم وأنا بجري وأنا بمشي وأنا بحلم بقيتي مسيطرة على تفكيري كله.

ابتسمت بخبث تنظر لمطفاءة السجائر الزجاجية على مكتبها اخيرا وجدت فائدة لها قامت من مكانها تمشي ببطئ تبتسم له بغموض، يتابعها بعينيه وهي تتحرك وقفت أمامه مباشرة تنظر له بابتسامة واسعة تبحث يديها عن تلك المطفاءة إلى ان التقطها تقبض عليها بأحكام
لبني مبتسمة بخبث: أنا عارفة أنت عايز ايه
ابتسم بسماجة يهتف بستنة: بجد ايه.

أمسكت مطفاءة السجائر تصطدمها برأسه بقوة تهتف بتشفي: عايز عايز على دماغك بالجزمة بس خسارة اوسخ جزمتي عليكي
صرخ كريم بألم: ااااااااه الحقوني يا ناس يا بنت المجنونة
تجمع موظفي الجريدة في مكتب لبنى ليروها تقف امامهم تعقد ذراعيها بجمود تنظر للواقف يصرخ من الألم أمامها بتهكم، اخذ البعض كريم متجهين إلى المستشفي
ليدخل رئيس التحرير يصرخ بغضب: ايه اللي انتي عملتيه دا يا ست هانم بتتهجمي على زميلك.

لبني: والله هو اللي غلط وأنا كنت برد عليه
رئيس التحرير بحدة: كنت تيجي تقولي لي تقدمي شكوي فيه مش تضربيه، مخصوملك شهرين، لولا مركزك ونشاطك في الجرنان أنا كنت رفدتك
خرج المدير غاضبا صافعا الباب خلفه لتخلع حذائه تقذفه في الباب المغلق تهتف بحنق: عبوشكلك مدير غتت.

جلست على فراشها تتحدث في الهاتف
زينب بضيق: وبعدين معاكي يا لينا بقالك أسبوعين كل يوم تقوليلي هقوله بكرة يا ماما، هقوله النهاردة يا ماما ولا بتقولي ولا بتعملي أنا عايزة ابني جنبي بدل البهدلة اللي هو فيها دي
همست بارتباك: يا ماما صدقيني خالد مش هيوافق وهيعتربها إهانة أو هيفتكرني بضغط عليه
زينب بضيق: قوليله انتي بس ومالكيش دعوة، هو ان شاء الله هيوافق
لينا: حاضر يا ماما هقوله النهاردة.

لوت شفتيها بضيق: أما نشوف، سلام
اغلفت الخط تنظر أمامها بشرود، والدة زوجها محقة في قلقها عليه، هي نفسها تشفق عليه يعمل دون توقف، حتي أنه يغط في نوم عميق ما أن رأسه الوسادة من تعبه، تنهدت بحزن لتقم من مكانها خرجت من غرفتها تبحث عن رحمة فهي لم تراها منذ الصباح
لينا: دادة رحمة، يا دادة
جاءها صوتها من داخل غرفتها الصغيرة.

فذهبت اليها ودخلت الغرفة لتجدها تجلس على الفراش تمسك بركبتيها وتمسدها يرتسم الألم على قسمات وجهها
لينا بلهفة: مالك يا دادة انتي كويسة
ابتسمت بتعب: آه يا بنتي، بس ركبي وجعاني شوية
لينا: طب ارتاحي انتي يا دادة بلاش تتحركي خالص
رحمة: يا بنتي انا كويسة ما تقلقيش انا هقوم عشان الحق اجيب الحاجة من السوق.

هزت رأسها نفيا بعنف: لا يعني لاء يا دادة انتي مش هتترحكي من السرير خالص انا هتصل بخالد وهو هيجيب إلى احنا عايزينه من تحت بس قوليلي ايه المطلوب
رحمة: بصي انا النهاردة كنت ناوية اعمل كشري
اتسعت عينيها بدهشة: كشري!تصدقي انا ما كلتوش من ساعة ما رجعت طيب يعني هو محتاج ايه
اخبرت رحمة لينا بمتطلبات تلك الأكلة فأمسكت لينا هاتفها واتصلت بخالد عدة مرات ولكن دون فائدة لم يجب زفرت بضيق: اووووف خالد موبيله مقفول.

رحمة: خلاص يا بنتي انا هنزل انا
قطبت جبينها بضيق تهتف بحزم: لاء طبعا انتي تعبانة يا دادة، لتبتسم بحماس: أنا عندي حل حلو انزل انا
اتسعت عيني رحمة بذعر: يا نهار ابيض انتي عايزة خالد باشا يدبحني أنا وانتي
ابتسم بثقة: ايه يا دادة الاوفر دا خالد بيقول كدة من خوفه عليا مش أكتر ولما يعرف ان انتي تعبانة مش هيعمل حاجة وبعدين خالد مستحيل يأذي لوليتا أبدا
هتفت برجاء: عشان خاطري يا بنتي بلاش.

اسندتها للفراش تبتسم بعذوبة: عشان خاطري انا يا دادة خليكي مرتاحة وانا هجيب كل إلى انتي عيزاه
ذهبت إلى غرفتها وبدلت ملابسها بفستان بني غامق وطرحة بيضاء وحذاء ارضي بني اللون
اخذت النقود وحقيبة السوق، بعدما حفظت الطلبات جيدا ودلتها رحمة على مكان البقال والسوق
لينا مبتسمة: ماشي يا دادة خلي بالك من لوليتا على ما أجي
رحمة بخوف: ما بلاش يا بنتي
لينا: يوووه بقي يا دادة انا نازلة سلام.

خرجت من الشقة واغلقت الباب خلفها فوجدت باب الشقة المجاورة يفتح
لينا مبتسمة: صباح الخير يا طنط
سعاد مبتسمة: صباح النور يا حبيبتي، خالد وافق انك تنزلي تشتغلي
مطت شفتيها بضيق: لاء رفض وزعق وقالي ما تفتحيش الموضوع دا تاني
سعاد: اومال انتي راحة فين
لينا: نازلة السوق اشتري حاجات، أصل دادة رحمة رجليها وجعاها
سعاد: سلامتها ألف سلامة، انا كمان نازلة السوق، تعالي معايا ولما نرجع ابقي اجي اطمن عليها.

هزت رأسها ايجابا تبتسم بحماس
في الاسفل، كان خالد مسطح أسفل تلك السيارة يعمل على تصليحها جيدا وإسلام بجانبه يناوله ما يريد
نزلت لينا ومعها رحمة ليراهم رشدي فاطلق صفيرا يهتف بوقاحة: لو بس تحن يا جميل
التفتت سعاد له لتوبخه او بمعني اصح ( تمسح بكرامته الأرض) لتجذب لينا يدها سريعا تهمس بارتجاف: طنط سعاد مالناش دعوة بيه خالد لو سمعه هيجي يقتله عشان خاطري نمشي
كانت خائفة بشدة ان يسمعهم خالد.

وهي تعلم غضبه لن يهدأ حتى يقتله
ففضلت الصمت والرحيل
ولكن مغازله رشدي كانت فقط البداية
كانت تمشي هي ورحمة عندما فجاءة تجد أحد الا شخاص يمشي خلفها ويتغزل بجمالها
الشاب بوقاحة: يا لهوي على الجمال ما تيجي ونجيب مليجي، تقلان ليه يا جميل
سعاد بحدة: ما تتلم ياض بدل ما اخلي شبشبي يعلم على وشك
الشاب: جري ايه يا ولية انتي مالك انتي، انا بتكلم معاها
هتقت بغضب: أنت قليل الادب اتفضل أمشي.

الشاب: يالهوي على أنت قليل الادب دي ما تيجي واديكي إلى انت عيزاه
وليزيد الطين بلة وجدت شاب آخر يقف جواره، كانت أعينهم تجردها من ملابسها تلتهم جسدها بوحشية
سعاد غاضبة: قسما بالله لو ما مشيتوا لألم عليكوا رجالة الحارة يمسحوا بيكوا الارض
الشاب الآخر: بقولك ايه يا ولية انتي، حطي لسانك جوة ومالكيش دعوة، وانتي بقي يا حلوة تعالي معانا
عند الورشة
خالد: ايه صوت الخناق دا.

اسلام: أكيد شوية عيال صيع من إلى في الحارة بيعكسوا في واحدة
خالد في نفسه: عشان كدة ما بخليش لينا تنزل، الحمد لله انها فوق في الشقة
خالد: طب تعالا نشوف في ايه يمكن حد عايز مساعدة
خرج خالد وإسلام من الورشة متجهين ناحية ذلك الصوت لتشخص عينيه بصدمة
اسرع في خطوته ليتأكد مما يري ليزمجر بغضب صارخا بحدة: ليييييينا.

كانت تقف ترتجف ذعرا العديد من الأصوات المتداخلة تهاجمها، هؤلاء الشبان وكلامهم الوقح وبعض الرجال يعنفون هؤلاء الشباب بحدة على أفعالهم، كادت تبكي لا تعرف ما تفعل هي فقط تقبض على يد سعاد بقوة، لينتفض جسدها بذعر حينما سمعته يزمجر بتلك الطريقة لتترك يد سعاد تركض ناحيتها على الرغم من ذعرها مما سيفعله بها ولكنه كان الأمان الوحيد في تلك اللحظات التي كادت تموت فيها من الرعب ارتمت في صدره تبكي بخوف: ابعدهم عني يا خالد.

دفعها عنه بغضب يهتف بتوعد: على فوق يلاااااا
إسلام بحدة: وراها يا أمي لو سمحتي
اسرعت الاثنتين إلى اعلي ودخلت كل منها شقتها، كل منهن بحال مختلف
سعاد متضايقة مما حدث ومشفقة على تلك المسكينة
اما لينا فكانت ترتجف خوفا اسرعت إلى غرفتها توصدها جيدا بالمفتاح جلست في احد أركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها تنتفض خوفا.

في الاسفل شمر عن ساعديه ينظر لهذين الشابين، تلك النظرة السوداء القاتمة التي تكن في عيني الأسد حينما يستعد للانقضاض على فريسته، وبدون سابق انذار اندفع يحطم عظامهم، وقف يتنفس بعنف ينظر لبقايا الشابين أمامهم بتوعد، ليوجه نظره تجاه شقته، تركهم يتجه بخطي واسعة متوعدة يكاد يحرق الأرض تحت قدميه
وقف امام باب الشقة يطرق الباب بعنف يصرخ بغضب: افتحي يا لينا.

فتحت رحمة الباب ليندفع إلى داخل المنزل متجها إلى غرفتهم حاول فتح الباب فوجده مغلق
فدفع الباب بقدمه عدة مرات إلى ان انكسر لتشهق تلك المسكينة بذعر وتزداد دموعها وهي تراه بتلك الحالة المفزعة وقفت بعيدا تهز رأسها نفيا تبكي خوفا.

شرارات الجحيم تتسابق في الخروج من عينيه التي أصبحت حمراء كالجمر من شدة غضبه عروق رقبته ويديه نافرة تصرخ بغضب ملامحه مكفرة صارخة غاضبة صرخ بغضب: بتكسري كلامي يا لينا، هزت رأسها نفيا تبكي فقط حاولت الحديث ولكن عذرا هربت الكلمات خوفا منه، لتجده يتقدم ناحيتها في لحظة قبض على احد ذراعيها يلويه خلف ظهرها بعنف لتصرخ من الألم: حرررام عليك يا خالد، دراعي.

زمجر بحدة وهو مازال يقبض على ذراعها: انا قولتلك ما تخرجيش برة باب الشقة صح ولا لاء
هزت رأسها ايجابا سريعا عله يترك ذراعها تشعر به يكاد أن يتفتت: انا اسفة مش هعمل كدة تاني، سيب دراعي يا خالد هيتكسر
ضغط على ذراعها بقسوة فضرخت بألم وازداد بكائها وشهقاتها: عارفة لو عملتي كدة تاني هقتلك انتي فاهمة
صرخت باكية: فاهمة والله فاهمة والله مش هعمل كدة تاني، بس أبوس ايدك دراعي هيتكسر.

دفعها على الفراش بعنف ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
ضمت ذراعها لجسدها تتحسه بألم ودموعها لا تتوقف، تأن بألم من ضغطه الشديد على ذراعها، تكورت على نفسها تضم ركبتيها لصدرها تبكي بصمت.

كان جالسا على مكتبه يعمل بجد على القضية امامه ليجد هاتفه يرن برقم اخيه
محمد مبتسما: السلام عليكم يا أبو على
على بلهفة: وعليكم السلام، محمد الحقني لبنى مقبوض عليها
انتفض من على كرسيه يهتف بدهشة؛ ايه، ليه
على سريعا: ضربت واحد زميلها في الجرنان فتحت دماغه الواحد راح عملها محضر في القسم
محمد: طب اهدي وأنا جيلك، هي في قسم ايه...
على سريعا: في قسم...

اغلق محمد الخط متجها إلى سيارته انطلق مسرعا إلى قسم الشرطة ليجد لبنى تجلس معها على وذلك الشاب الذي يلف رباط ابيض حول رأسه
محمد لعلي: خير يا ابني ايه اللي حصل
الظابط: اقعد يا محمد باشا، الاستاذة لبنى اتهجمت على زميلها وضربته بطافية سجاير على رأسه وبسببها راح المستشفى فجه يقدم فيها محضر
نظر محمد للبني بدهشة: انتي فعلا عملتي كدة
هزت رأسها ايجابا دون تردد تهتف بحدة: كان بيعاكسني المفروض اعمل ايه يعني.

على بفخر: جدعة والله، أنت عارف لولا أن احنا في القسم كنت سويتك بالاسفلت
كريم بألم: شايف يا باشا أنا عايز اعمله محضر عدم تعرض.

هب على غاضبا يحاول الوصول اليه ليمسك محمد به سريعا يهمس بحدة: اثبت الله يخربيتك، دفعه للكرسي لينظر لكريم قائلا دبلوماسية: استاذة لبنى بتقول انك عاكستها وبما انها شغالة في جرنان فاكيد كل الاوض فيها كاميرات مراقبة احنا بقي نجيب كاميرات المراقبة ونعرف أن كنت عاكستها فعلا ولا لاء، لو طلعت عاكستها دا اسمه في القانون تحرش لفظي يعني هي كانت في حالة دفاع عن نفسها ومن حقنا نرفع قضية تحرش وقضية رد شرف ما تنساهش انها صحفية وأنت بتحاول تشوه سمعتها ونطلب التعويض اللي احنا عايزينه، ها قولت ايه تتنازل ولا نمشيها رسمي أنا عن نفسي افضل نمشيها رسمي.

بلع كريم ريقه بذعر نظر ناحية الظابط يهتف بتلجلج: أنا منتازل عن المحضر
ابتسم محمد بثقة لياخذ على ولبني ويغادارا
على ضاحكا: برنس إنت يا محمد، يا رب ربع هدوئك يا رب
ابتسم بهدوء: أنت وخالد دايما دراعك سابق عقلك، نظر محمد للبني يهتف بجد: معلش يا لبنى ممكن تستني على في العربية عايز اتكلم مع اخويا كلمتين.

هزت رأسها ايجابا لتتركهم وترحل، نظر محمد لعلي يهتف بجد: كفاية بقي تنطيط مش كل يومين واحد فينا يروح يجبها من قسم مرة مخدرات ومرة ضرب، كفاية شغل عليها لحد كدة
على بجد: معلش يا محمد لبنى بتحب شغلها وانا ما اقدرش امنعها عنه، وبعدين هي ما غلطتش كانت بتدافع عن نفسها هو اللي ابن، زبالة
تنهد بضيق: انت حر اعمل اللي تعمله، صحيح عامل ايه في شغلك الجديد.

ابتسم بحزن: ماشي الحال، اهو شغال مهندس في شركة واحد معرفة وعمر شغال مع عمي محمود في المصنع، ما فيش غير خالد أنا مش فاهم ازاي يعمل في نفسه كدة
محمد بضيق: ابوك هو اللي عمل فينا كلنا كدة
جز على أسنانه بغيظ: ما تفكرنيش يا محمد لولا انه ابويا كنت رحت، استغفر الله العظيم، ولا الصايعة التانية اللي سايبها تتنطط من هنا هنا، أنا عرفت انها كل يوم فب ديسكو شكل، أنت عارف لولا انها مش اختي كنت قطعت رقبتها.

هز محمد رأسه إيجابا بشرود: هانت بإذن الله، روح يلا لمراتك وخلي بالك منها وعقلها شوية
ابتسم بخبث: يا عم أنا بعشق جنانها
محمد ضاحكا: طب يلا يا اهبل من هنا ما هي المجنونة لازم تتجوز اهبل.

في الخارج جلس على مقعد صغير في الصالة واضعا وجهه بين كفيه يشعر بالغضب والعجز
ربت احدهم على كتفه رفع وجهه ينظر اليه ليجدها رحمة تحمل الصغيرة
رحمة: ليه كدة يا ابني، مراتك ماغلطتش لكل دا
هتف بحدة: انا قولت ما تخرجش من البيت وبردوا ما سمعتش الكلام
رحمة: مراتك مظلومة انا السبب رجليا كانت وجعاني أوي، فهي أصرت ان انا أفضل في السرير وما انزلش وتنزل هي
عقد حاجبيه بضيق كان المفروض تتصل بيا.

رحمة: على فكرة هي اتصلت بيك كتير وما كنتش بترد خالص وبعدين يا ابني ما هي دايما بتغلط وانت بتصلح وراها انت سندها يا ابني، ضهرها وحمايتها، ما تخوفهاش منك دي بتحبك اوي يا ابني
تنهد بتعب ارجع رأسه في الكرسي اغمض عينيه، ليمر امامه مشهدها وهي تصرخ بألم عندما ثني ذراعها بقسوة دخل قلبه وعقله في صراع
قلبه: ليه بتعمل فيها كدة
عقله: انا تعبان وماحدش حاسس بيا.

قلبه: هي دايما حاسة بيك، دي سابت كل حاجة وجت معاك، مع انها ما خسرتش اي حاجة
عقله: بس هي غلطت
قلبه: دا مش مبرر، من امتي وانت بستقوي عليها بدراعك، دي الرجولة يا خالد، قوم يلا صالحها
فتح عينيه قام من على الكرسي متجها لغرفتها فتح الباب بهدوء ليراها تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها وتدفن وجهها بين ركبتيها.

دخل بهدوء، جلس بجانبها على الفراش فسمعها تتكلم وهي على تلك الحالة خرج صوتها ضعيفا مبحوحا من البكاء: دراعي واجعني لو عايز تتخانق استني لما يخف شوية
فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا ليهمس بندم: لينا
رفعت وجهها ليري ما جعل قلبه ينتفض كالعصفور الذبيح، وجهها النضر اصبح شاحب شفتيها ترتجفان، عينيها حمراء من كثرة البكاء يطل منهما الذعر.

مد يده يتحسس ذراعها برفق فأغمضت عينيها، تأن بألم مدت يدها تبعد ذراعه عنها تركها وخرج من الغرفة ليعود بعد قليل ومعه اناء به ماء دافئ وقطعه قماشة قطنية وعلبة مرهم للكدمات
جلس بجانبها على الفراش
هتف بمرخ: اتاخري شوية واخدة السرير كله
لم تتحرك قيد أنملة بل عادت ودفنت وجهها بين ركبتيها من جديد ثم بدا يمسح ذراعها برفق بقطعة القماش.

رفعت وجهها تنظر اليه بخواء ابتسمت ساخرة وهي تنظر لتقاسيم وجهه الخائفة، خائف عليها بعد أن اذاها، هو الداء والدواء رأت الحزن في عينيه حينما نظر إلى رسغ يدها ليجد اصابع يده محفورة عليها
فتح علبة الدهان يضع منه على ذراعها يدلكه برفق، وهي تأن بصوت منخفض تنساب دموعها رغما عنها ليهتف بقلق: بيوجعك اوي كدة، طب قومي نروح لدكتور.

سحبت يدها من يده تنظر امامها بخواء تحاول السيطرة على دموعها دون فائدة، همس بندم: أنا آسف
وكانت إشارة هطول سيول الدموع من عينيها احمر وجهها بأكملها بدأت تتنفس بصعوبة من عنف شهقاتها ليخبئها داخل يهدهدها كطفلة صغيرة: طب بس اهدي اهدي هششش هشششش أنا آسف والله آسف والله ما هعمل كدة تاني
قبضت على قميصه تشهق في بكاء حارق لتهمس من بين شهقاتها: ليه يا خالد، ليه حرام عليك.

مسد على شعرها برفق يهمس باسئ: آخر مرة وحياتك عندي عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا
لينا باكية: دراعي واجعني اوي
ابعدها عنه يسمح على ذراعها برفق رفع نظره يهتف بندم: لسه زعلانة مني
هزت رأسها نفيا تهمس بصوت مرتجف: أنا خايفة منك.

احتضن وجهها بين كفيه يتحدث بصوت خفيض: ما ينفعش لوليتا تخاف من خالد، أنا آمنك ما ينفعش تخافي مني، انا بخاف عليكي من الهوا الطاير، ما تخلنيش اعمل كدة فيكي اسمعي الكلام، انتي عارفة أنا ما بعرفش اتحكم في نفسي، ولا ايه يا قلب خالد
هزت رأسها ايجابا باستسلام ليبتسم برفق: خليكي انتي بقي مرتاحة وأنا هحضرلك الغدا بنفسي
لينا: طب والورشة
خالد: تتحرق الورشة إسلام هياخد باله منها.

خرج من الغرفة وعاد معه كيس من الثلج
خالد: حطي دا على دراعك عشان ما يورمش
اخذت منه الكيس
خالد: قوليلي بقي يا ستي تحبي تتغدي ايه
لينا: دادة رحمة قالتلي ان اننا هنعمل النهاردة كشري، وانا جبت الحاجة بتاعته
رفع حاجبيه باندهاش: كشري، احم طب هحاول ونشوف هيطلع معايا ايه، بس ابقي جهزي رقم الإسعاف احتياطي
ضحكت من مزاحه، نظر لضحكتها البريئة بابتسامة حزينة ثم تركها وخرج من الغرفة
ذهب ناحية المطبخ، وشمر عن ساعديه.

خالد: استعنا على الشقي بالله، مفروض أعمل ايه بقي، انا هروح اسأل رحمة وخلاص
خرج خالد من المطبخ فوجد رحمة تطعم الصغيرة بزجاجة الحليب
خالد: معلش يا دادة هو الكشري بيتعمل ازاي
رحمة: يا ابني خليك وانا هقوم اعمله
خالد: لاء انا إلى هعمله وعلي فكرة احنا هنروح بكرة المستشفى عشان تكشفي على رجلك
رحمة سريعا: صدقني يا ابني انا كويسة، ما فيش داعي المستشفى
خالد: دا أخر كلام عندي يا دادة ها بقي البتاع دا بيتعمل ازاي.

اخبرت رحمة خالد الطريقة بالتفصيل
خالد: طب هحاول ربنا يستر
دخل إلى المطبخ واخذ احدي السكاكين الكبيرة ليقطع البصل، فرن جرس باب المنزل، فخرج
من المطبخ مرة اخري متجها إلى باب الشقة
وفتحه وهو ممسكا بالسكين
خالد بضيق: طيب، طيب جاي
فتح الباب لتشهق سعاد بخوف
سعاد غاضبة: أنت عملت ايه فى البت
نظر لها بدهشة يعقد حاجبيه باستفهام: افندم، انتي بتقولي ايه
دخلت سعاد كالاعصار إلى الشقة.

سعاد غاضبة: انطق عملت ايه في البت انا سمعه صريخها واصل لحد عندي انطق وماسك السكينة دي ليه
خرجت لينا على صوت الصراخ
لينا: في ايه يا خالد
سعاد بلهفة: انتي كويسة يا حبيبتي، عاملك ايه الحيوان
اتسعت عينيه بذهول: انتي بتشتميني
لينا سريعا: خالد، طنط ما تقصدش هي بس...

سعاد مقاطعة بغضب: لاء أقصد، ايه يا اخويا بتفتري على البت الغلبانة ليه ومزرق دراعها من الضرب كتر خيرها، الست رحمة كانت تعبانة قالت تنزل هي، هي عملت ايه يعني اجرمت ولا تكونشي كفرت استغفر الله العظيم
نظر لها الجميع بدهشة، أما خالد فالتقط هاتفه
خالد: ايوة يا اسلام، اطلع خد والدتك دلوقتي حالا قبل ما افقد اعصابي عليها
إسلام: انا آسف يا خالد باشا، انا طالع حالا
اغلق الخط ثم تركهم ودخل إلى المطبخ مرة اخري.

سعاد بلهفة: انتي كويسة يا بنتي دراعك مزرق اوي
لينا مبتسمة: ما تقلقيش يا طنط انا الحمد لله كويسة
دق اسلام باب الشقة فخرج خالد وقبل ان يفتح له وجه كلامه لينا
خالد: علی جوة
لينا: حاضر، عن اذنك يا طنط
سعاد: يا عيني يا بنتي مربيلك الرعب، ادخلي يا بنتي ليضربك تاني
رمق خالد سعاد بغضب ثم ذهب ناحية الباب وفتحه
خالد: ادخل خد والدتك
إسلام: أنا آسف يا باشا، صدقني أمي ما تقصدش، وأي غلط حصل امسحه فيا.

هز خالد رأسه إيجابا، فدلف إسلام إلى الداخل
إسلام: يلا يا أمي لو سمحتي
سعاد: جاية أهو
خرج اسلام وهي خلفه إلى ان وقفت امام خالد
سعاد بضيق: كل قوي في الأقوى منه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة