قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

وقفت سعاد امامه تنظر له بغضب تهتف بضيق: كل قوي في الاقوي منه
تركته وخرجت صافعة الباب خلفها ليوجهه هو نظره إلى رحمة عينيه متسعتين بدهشة
لتضحك رحمة رغما عنها تهتف من بين ضحكاتها معلش يا ابني اصل بتحب مراتك وبتعتبرها زي بنتها، يعني ممكن تعتبرها حماتك التانية
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه صغيرته دائما تحظي بحب الجميع يكفي قلبها البرئ سجيتها النقية، اتجه ناحية المطبخ ليكمل.

إعداد الغداء وضعه على الطاولة ليدخل إلى غرفتها، قطب جبينه بقلق حينما وجدها تبدل الملابس للصغيرة بيد واحدة، هتف فجاءة بقلق: هي ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
شهقت بخوف: هااااااا، حرام عليك يا خالد خضتني
هتف بحدة: ردي عليا ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
هزت رأسها نفيا بابتسامة شاحبة: لاء يا حبيبي هي بس شادة عليا شوية، تعالا لو سمحت غير للوليتا معايا.

تقدم منها يأخذ الصغيرة بدل يبدل لها ملابسها برفق حملها على ذراعه ليأخذ لينا متجهين إلى طاولة الطعام
خالد مبتسما: ها يا ستي دوقي وقوليلي ايه رأيك
امسكت المعلقة تأكل القليل لتتسع ابتسامتها: تحفة بجد
ابتسم بفخر كأنه صنع انجازا عظيما: الحمد لله انه عجبك
نظرت رحمة لهم بسعادة تهتف في نفسها برجاء: ربنا يهدي سركوا يا رب
انتهيا من تناول الطعام فوضعت رحمة الاطباق في حوض الغسيل.

وفي المساء صعد إسلام وأعطي لخالد مفاتيح الورشة.

في صباح اليوم التالي
بدأ يستيقظ على صوت آنات منخفضة وصوت بكاء ضعيف
قاوم شعوره بالنوم فتح عينيه بصعوبة ينظر حوله باستفهام
ليجد أن الصوت قادما من جانبه نظر ناحيتها
ليجد الدموع تغرق وجهها تقبض بيدها على ذراعها الاخر
انتفض بفزع يوقظها بلهفة: لينا، لينا، اصحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي
فتحت عينيها الملتهبة من البكاء تحدثت بصوت مختنق مبحوح من شدة البكاء: دراعي بيوجعني أوي.

هتف سريعا: طب قومي يلا هنروح للمستشفى ولا للدكتور
اسندها إلى ان جلست على الفراش احضر لها احد فساتينها يلبساه اياه فوق ملابسها لف حجابها بعشوائية يتحرك بجنون وهز يصيح بحدة: رحمة يا دادة، يا رحمة
دخلت تهرول بلهفة: خير يا ابني
خالد: بسرعة لبسي لوليتا والبسي هنروح المستشفي
رحمة بلهفة: ليه في ايه مالك يا بنتي
هتف بحدة من خوفه: انتي لسه هترغي يلا
رحمة: حاضر، حاضر.

اخذت رحمة الصغيرة تبدل لها ملابسها، بينما ذهب خالد يبدل ملابسه سريعا
خالد: يلا يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا، امسك يدها جذبها برفق حتى وقفت ليحاوط جسدها بذراعه يسند رأسها على صدره يتحرك بها بلهفة، خرج من الغرفة يهتف سريعا: خلصتي يا دادة
خرجت رحمة تحمل الصغيرة
رحمة: ايوة يا ابني خلاص
خالد: طب يلا بينا
فتحا باب الشقة ليجدا إسلام كاد أن يدق الباب
هتف بقلق ما أن رآها: خالد باشا، مالها كفا الله الشر.

دس يده في جيبه يخرج ميدالية المفاتيح يهتف سريعا: مش وقته خالص، خد افتح واشتغل على ما اجي
قاطعهم صوت سعاد وهي تفتح الباب تهتف سريعا: واد يا اسلام ما تنساش، بترت جملتها حينما رأت لينا في تلك الحالة لتلطم بيدها على صدرها شاهقة بخوف: يالهوي مالك يا بنتي، نظرت ناحية خالد تصيح بحدة: أنت عملت ايه في البت
تجاهلها ليتحرك معها لينزل همس برفق: يلا يا حبيبتي.

سمع صوت سعاد تهتف من خلفه سريعا: يلا فين أنا جاية معاكوا، بت يا بدور ناوليني العباية السمرا من جوا
دخلت سعاد سريعا وارتدت عباءة السوق السوداء ولفت طرحتها بإهمال ثم لحقتهم سريعا
فتح الباب الخلفي اجلسها ليجلس بجانبه ليجد من يدفعه بعنف يهتف بحدة: اوعي يا بابا من طريقي
نظر لها شرزا يتوعد لاسلام بداخله ليتجه يركب جوار السائق بينما جلست سعاد بين لينا ورحمة التي تحمل الصغيرة.

رآهم ذلك الرجل اللذي كان يجلس في قهوة رشدي ليخرج هاتفه سريعا
الرجل: ايوة يا باشا، خالد باشا نزل ومعاه لينا هانم، والهانم كان شكلها معيط
جاسم بحدة: كنت فين كل دا يا زفت
الرجل: يا باشا انا طلع عيني على ما عرفت العنوان بتاعهم
جاسم غاضبا: طب أطلع وراهم واعرفلي هما راحوا فين وتبلغني على طول
الرجل: حاضر يا باشا
اوقف ذلك الرجل سيارة أجرة وأخبر السائق أن ينطلق خلف تلك السيارة
في سيارة الاجرة.

احتضنت سعاد لينا تربت على ظهرها بحنان
سعاد: بس يا قلب أمك بس يا حبيبتي، لتنظر ناحية خالد بضيق تهتف برجاء، منه لله إلى كان السبب
لتوجه كلامها للسائق، اطلع يا اسطي على مستوصف...
انطلق السائق إلى حيث وجهتهم بعد قليل وقف امام مستشفي صغيرة، قديمة
سعاد: ايوة هنا اقف يا اسطي
نزل خالد وحاسب السائق لينزل البقية من بعده ذهب ناحية لينا ليسندها فوجد سعاد تدفعه بحدة تهتف بضيق: اوعي يا اخويا.

اخذ نفسا عميقا يهتف في نفسه بغيظ: اهدي أهدي اهدي، ست كبيرة قد والدتك معقول هتمد ايدك على ست كبيرة
دخلوا جميعا إلى تلك المستشفي فاوقفت سعاد احدي الممرضات
سعاد: والنبي يا اختي، كشف العضم فين أحسن يا حبة عيني البت دراعها ورام خالص، لتنظر ناحية خالد شرزا مرة اخري، منه لله إلى كان السبب
خالد في نفسه: ماشي يا اسلام والله لطلع عليك إلى امك بتعمله فيا.

الممرضة: الف سلامة يا حجة، هتلاقيها عندك تالت اوضة على اليمين
سعاد: توشكري يا اختي
وصلوا إلى الغرفة ليحجز كشفين واحد للينا وواحد لرحمة
جلسوا على تلك الكراسي القديمة امام حجرة الكشف وسعاد مازالت محتضنة لينا التي تبكي من الألم
خرجت احدي الممرضات من الغرفة
الممرضة: يلا الكشف اللي بعده
ابتسم باصفرار: يا ريت حضرتك تخليكي وانا هدخل معاها
مصت شفتيها بضيق: لا اخويا انا مش هسيب بنتي خليك أنت لو عايز.

اسنتدت لينا ودخلت إلى الغرفة ليدخل
فوجد طبيب شاب يبدو في منتصف العشرينات رآه يقترب منها حتى يفحص ذراعها فزمجر بغضب: عارف لو لمست ايدها هقطع ايدك
نظر له الطبيب بذهول يبلع لعابه بخوف من صوته الغاضب، ليهتف بضيق: أنت ازاي تكلمني بالطريقة دي انت مجنون
ابتسم بشر: لو عايز تشوف الجنان اللي على أصوله قرب ناحيتها، نظر للممرضة يهتف بحدة: انا عايزة دكتورة ست
الممرضة: ما فيش هنا غير دكتور حاتم.

هتف بحدة: مش شغلي تغطسي تحت سابع ارض وتجبيلي دكتورة ست
حاتم بضيق: انت بتتنك على ايه يا بتاع انت تبقي مين أنت عشان تتكلم معانا كدة
اخرج خالد محفظته واخرج منه شئ ليضعه على المكتب امام حاتم
التقط الطبيب الكارت لتجحظ عينيه بخوف بلغ ريقه بخوف: العقيد خالد السويسي، أنا آسف جدا جدا يا افندم
خالد غاضبا: خمس دقايق والاقي دكتورة ست قدامي فهمين
حاتم سريعا: حاضر يا افندم حاضر.

وجه كلامه للمرضة بسرعة شوفي دكتورة سناء جت ولا لسه
الممرضة سريعا: حاضر يا دكتور
خرجت تهرول من الغرفة
نظر خالد لحاتم يهتف ببرود؛ اطلع برة
حاتم: حااضر يا افندم
خرج الطبيب من الغرفة مسرعا
تقدم من فراشها الطبي جثي على ركبتيه بحانبها يلتقط كف يدها السليم يقبل باطنه بحنان: أنا آسف، انتي عارفة اني بحبك اوي وما كنتش اقصد آذيكي
ابتسمت ابتسامة شاحبة لتهتف بضعف: عارفة يا حبيبي انا كمان بحبك اوي.

مالت سعاد على اذن رحمة تمص شفتيها بضيق: مسم، شايفة يا اختي الواد وجبروته عرف يأكل بعقل البت الغلبانة حلاوة
همست رحمة بصوت خفيض: صدقيني لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحب لينا ولا يخاف عليها قد خالد باشا
لوت سعاد شفتيها بتهكم: اه وماله يا اختي بأمارة ما هو مورم دراعها من الضرب
التفتوا جميعا ناحية الباب حينما دخلت تلك الطبيبة، تهتف بابتسامة ودودة: السلام عليكم
رد الجميع: وعليكم السلام.

كاد أن يتكلم ولكن سبقته سعاد كالعادة تهتف بلهفة: والنبي يا دكتورة تشوفي البنية أحسن يا حبة عيني دراعها وارم خالص
لتنظر ناحية خالد بضيق للمرة الثالة تمص شفتيها بتهكم لله إلى كان السبب
هتف بسخرية: في اتنين واقفين برة لسه ما قولتهمش منه لله إلى كان السبب
اقتربت سناء من لينا وبدأت بفحص ذراعها، اجرت أشعة على ذراعها.

نظرت للأشعة تهتف بجد: التواء بس شديد شوية، الحمد لله انها جت على اد كدة لو الضغط كان زاد شوية كمان كان حصل كسر حاليا لازم ما تحركش دراعها خالص لمدة أسبوع وبعد كدة لو هتحركه تبقي حركة خفيفة خالص، وأنا هكتبلها مسكنات ومضاد حيوي واشوفها تاني بعد أسبوع
ما أن أنهت الطبيبة كلامها وجدوا باب الغرفة ينفتح بعنف ليدخل ذلك الرجل سريعا
هتفت بصدمة: بابا.

أسرع جاسم يعانق ابنته بشوق لتتململ بين ذراعيه بألم: دراعي يا بابا
ابتعد عنها سريعا ينظر لها بقلق: ماله دراعك يا حبيبتي، ايه إلى حصل
ابتسما بارتباك: ابدا يا بابا دا انا اتخبطت في الباب
جاسم بحدة: بقي دي خبطة باب بتكذبي عليا يا لينا، انطقي ايه إلى حصل
كاد أن يرد ولكن كالعادة سبقته سعاد تهتف بضيق: اسأل جوز بنتك، إلى كان مخلي صريخها واصل لآخر الشارع.

احمرت عيني جاسم بغضب ليهب ناحية خالد يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه بغضب: عملت ايه في بنتي يا حيوان
هبت من على الفراش تهرول ناحيتهم تهتف بلهفة: بابا صدقني خالد مالوش دعوة اسمعني بس، أرجوك عشان خاطري ابعد عنه
ابتعد جاسم عنه يرمقه بغضب
ليتوجه ناحيه لينا يحملها بين ذراعيه متجها إلى باب الغرفة
ليستوقفه خالد هاتفا بحدة: أنت واخدها ورايح على فين.

نظر له بازدراء يهتف بتهكم: هوديها مستشفي عدلة بدل المستشفى الزبالة اللي انت جايبها فيها دي
وبدون كلمة اخري اخذها وغادر، كانت تنظر له برجاء الا يتركها ليشيح بوجهه بعيدا حتى لا تري نظرة الانكسار التي كست عينيه
نظرت ناحية والدها تهتف برجاء: بابا...
قاطعها يهتف بحدة: ولا كلمة يا بنت، انا وافقت على كل الجنان إلى بتعمليه، لكن ما توصلش لدرجة انه يضربك، وكمان جايبك مستشفي معفنة.

وضعها في سيارته ليستقل كرسي القيادة منطلقا إلى احدي المستشفيات الكبري
في المستوصف
خالد: يلا يا رحمة، خلي الدكتورة تكشف على رجلك عشان نمشي
رحمة: مافيش داعي يا ابني...
قاطعها هاتفا بحدة: انا قولت يلا
فزعت الصغيرة من صوت والدها الغاضب فأخذها من رحمة متجها للخارج: هستناكوا برة على ما تخلصوا
تركهم وخرج من الغرفة جلس على احد الكراسي وأجلس صغيرته على قدمه يكلمها بشرود.

خالد: تفتكري ماما هترجع تاني انا عارف اني اذيتها جامد اوى بس غصب عني يا لوليتا والله
انا ما بعرفش اسيطر على نفسي
ظل يتحدث مع صغيرته إلى ان خرجت رحمة وسعاد من الغرفة
سعاد: احنا هنروح نجيب الدوا من صيدلية المستشفي، وقفلنا انت تاكسي
هز رأسه إيجابا ليتركهم ويخرج من المستشفي
في سيارة جاسم
هتفت بضيق بابا انا عايزة أرجع لخالد
زفر بحدة: بردوا عايزاه بعد إلى عملوا فيكي دا كان هيكسر دراعك.

ردت بتلقائية: انا السبب انا إلى غلطت وهو اتعصب وأنت عارفه لما بيتعصب
هتف بذهول: وايه إلى جابرك على كدة
لينا: عشان بحبه
صرخ بغضب: يا ادي بحبه يبهدل ويمرمط فيكي وبردوا بحبه هو ساحرلك
اشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذة تهتف بعند: ماليش دعوة انا عايزة أرجع لخالد ولوليتا
تنهد بيأس: ماشي يا لينا نروح لدكتور الأول وبعدين ارجعك ليهم.

أوقف السيارة امام احدي المستشفيات الكبري نزل منها وانزل لينا برفق ما ان دخلا وجدت طاقم طبي كامل في انتظارها كان قد تعاقد جاسم معه لعمل فحص شامل للينا
كم رغبت وجوده في تلك اللحظات حتى تقبض على يده، حتى تسمعه وهو يصيح بغضب في الاطباء طالبا كعادته بطبيبة لا طبيب قضوا حوالي ثلاث ساعات بين الفحص والاشاعات
دخل جاسم مكتب كبير الأطباء المسؤول عن الحالة
جاسم بقلق: ها يا مختار طمني حالتها عاملة ايه.

خلع ذلك الطبيب ذو الخامسة والخمسون عاما نظارته الطبية يهتق بهدوء: بصراحة يا جاسم الحالة مش مطمئنة ابدا التقرير بيقول ان عندها التواء في دراعها دا أمره بسيط وعلاجه سهل لكن الصعب ان لينا عندها حالة ضعف شامل
جسمها ما بيستفدش من الاكل اصلا والفيتامينات بتعمل معها مفعول بسيط لازم تاخد بالك لازم تغذية كويسة وانا هكتبلها فيتامينات اقوي من إلى بتاخدها بس لازم تاخدها بانتظام.

جاسم بحزن: ماشي يا مختار، عن اذنك
مختار: اتفضل وما تنساش يا جاسم الحمل غلط عليها جدا الفترة دي ممكن بعد الشر يموتها
هز جاسم رأسه إيجابا بحزن ليخرج من الغرفة متجها إليها
لينا بضيق: بابا انا عايزة امشي
جاسم بحزم: لينا انتي هترجعي معايا الفيلا
لينا سريعا: لا يا بابا عشان خاطري بلاش انا مقدرش اعيش بعيد عن خالد ولوليتا
جاسم غاضبا: انسي خالد بقي شوية وفكري في نفسك وفي صحتك إلى بتروح.

لينا بعند: بابا انا كويسة وهمشي من هنا وهرجع لخالد تاني، عشان خاطري يا بابا
مسد على حجابها بحنان: يا لينا يا حبيبتي انتي تعبانة وجسمك ضعيف مش هتقدري على العيشة إلى انتي عايشة فيها دي
امسكت يده تهتف برجاء: عشان خاطري يا بابا أنا ما اقدرش اعيش من غير خالد
جز على اسنانه بغيظ زفر بضيق يهتف بهدوء: حبيبتي جسمك ضعيف أوي ومحتاجه رعاية وتغذية
لينا بعند: انا محتاجة خالد وبس.

اغمض جاسم عينيه دقائق يفكر ليبتسم بخبث يهتف في نفسه: ماشي يا لينا أنا هخليه هو اللي يقولك امشي مش عايزك
جاسم مبتسما: ماشي، يا ستي قومي هرجعك لخالد
خرجت معه من المستشفي متجهين إلى تلك الحارة
على صعيد آخر
وصل خالد مع البقية إلى المنزل دخلت سعاد إلى شقتها، بينما دخل هو ورحمة والصغيرة إلى شقته
خالد: دادة، لوليتا شكلها جعانة
رحمة: طب هاتها يا ابني، وانا هأكلها
خالد بشرود: تفتكري هترجع.

رحمة مبتسمة: هترجع انا عارفة بنتي كويس
ابتسم بحزن، اخذت رحمة الصغيرة وذهبت إلى الداخل بينما ظل يجوب صالة المنزل الصغيرة ذهابا وايابا إلى ان رن هاتفه فوجده اسلام
خالد بضيق: عايز ايه يا اسلام
إسلام بارتباك: هو حضرتك مش هتيجي الورشة
خالد بضيق: شوية وجاي، عشان هطلع اللي الست والدتك عملته فيا عليك
اغلق الخط يتجول في شقته حوله كالليث الحبيس.

خالد في نفسه بقلق: مش هتيجي، لالا مش معقول لينا مش ممكن تبعد عني، انا عارف اني اذيتها ارجعيلي يا حبيبتي وانا اوعدك اني عمري ما همد ايدي عليكي تاني ابدا، يارب رجعهالي يا رب.

ظل على تلك الحالة إلى أن سمع دقات على باب المنزل فذهب ناحية الباب سريعا وفتحه فاستطاع اخيرا ان يتنفس من جديد عندما رآها تقف امام الباب وابتسامتها تزين شفتيها ولكن ما جعل تلك الغصة تنقبض في قلبه عندما وجد ذراعها الأيسر معلق على حمالة الذراع
ابتسمت بمرح مش هتدخلني ولا ايه
خالد مبتسما: يا خبر دا انتي تدخلي وانا اغور في ستين داهية
لينا مبتسمة: بعد الشر، على فكرة انا زعلانة منك.

غمزها بوقاحة: طب ادخلي وانا هصالحك
لينا بغيظ: قليل الادب
تجاوزته ودخلت إلى المنزل
كاد أن يغلق الباب عندما سمع ذلك الصوت يهتف: ايه يا جوز بنتي مش هتدخلني ولا ايه
خالد: لا ازاي اتفضل يا حمايا
دلف جاسم إلى يتطلع حوله باشمئزاز ليهتف بقرف: ايه القرف دا، بقي بنتي انا عايشة في الارف دا
هتفت تبرر سريعا: مالها بس يا بابا الشقة هي بس صغيرة شوية لكن...

جاسم مقاطعا بغضب: لكن ايه وزفت ايه دي خرابة مش شقة بقي لينا جاسم الشريف تعيش في المكان الزبالة دا، وأنت ازاي تجيبهم المكان دا آخرة عندك دا ايه أنا عايز اعرف هستني لما بنتي ترجعلي جثة من اهمالك والظروف الزفت إلى انت معيشها فيها
خالد غاضبا: جاسم باشا خد بالك من كلامك ما تنساش انك بتتكلم مع العقيد...

جاسم مقاطعا بغضب: سابقا، العقيد خالد السويسي سابقا أنت مش واخد بالك انك موقوف عن العمل ولا ايه، ودلوقتي انت مجرد ميكانيكي ساكن في حارة شعبية يعني ما تلقش ببنتي
لينا مقاطعة بغضب: بابا لو سمحت كفاية
جاسم غاضبا: لاء مش كفاية خليه يقوف لنفسه من جنون العظمة إلى راكبه، ويعرف انك مستحمله القرف والهم دا عشانه وفي الاخر البيه بيمد ايده عليكي وكان هيكسرلك دراعك.

لينا غاضبة: لو سمحت يا بابا ما تدخلش بيني وبين جوزي
خالد بحدة: لينا ما تنسيش انك بتتكلمي مع والدك
ثم نظر ناحية جاسم يهتف يخفي خلفه طيات من الحزن والانكسار، أنت عايز ايه يا عمي من الآخر
جاسم: هقولك، ادخلي يا لينا ارتاحي شوية
لينا: حاضر بس ما تتخانقوش تاني
جاسم: ماشي يا ستي مش هنتخانق تاني
هزت رأسها إيجابا ثم تركتهم ودخلت إلى غرفتها
خالد: عايز ايه يا حمايا
اعطي جاسم ملف الفحوصات الخاص بلينا
جاسم: اقرا.

اخذ منه الملف وفتحه يتفحصه بعينه لتتسارع انفاسه بخوف، نظر لجاسم بخوف: مش حقيقي
جاسم بمسكنة مصطنعة: لا حقيقي، لينا تعبانة اوي يا خالد، ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد إلى تقدر تقنعها تيجي معايا، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا، لينا محتاجة رعاية يا خالد مش انت دايما بتقول انك بتحبها وبتخاف عليها سيبهالي يا ابني لو بتحبها سيبهالي.

ازدرد غصه مريرة في حلقه اغمض عينيه يحاول التقاط انفاسه السيطرة على دموعه فهو لن يسمح لها بالانحدار امامه ابدا
هز رأسه إيجابا ترك جاسم ودخل إلى غرفته فوجد لينا متسطحة على الفراش
خالد بضيق: انتي قاعدة عندك بتعملي ايه
عقدت حاجبيها باستفهام: قصدك ايه يا خالد
اولاها ظهره يهتف بجمود: قصدي تمشي انا مش عايزك
اتسعت عينيها بذهول: خالد انت بتهزر صح
خالد: شكلي دلوقتي بيهزر، امشي يا لينا انا مش عايزك.

ادمعت عينيها بحزن: بس انا عيزاك، انا بحبك
مسح تلك الدمعة الهاربة قبل ان تراها يهتف بسخرية: حب، اغبي كلمة سمعتها في حياتي شعارات هبلة اتمسكت بيها والنتيجة اهي من العقيد خالد السويسي لحتة ميكانيكي
كل دا بسببك لو كنت اتجوزت مايا ما كنش كل دا حصل، امشي يا لينا ابعدي عني بقي ولو عايزة بنتك خديها.

قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه، لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة