قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

في صباح اليوم التالي استقيظت مبكرا هي في الأساس لم تنم سوي بضع ساعات تشعر بقلق غير مبرر ذلك الخوف ينهش خلجات قلبها بعنف، ودعت صغيرتها بعد أن أوصت رحمة عليها جيدا
جلست على الاريكة في الصالة الصغيرة تنظر للفارغ بشرود هزت رأسها نفيا بعنف تحاول طرد كل الافكار السيئة من رأسها لتمسك هاتفها تتصل بوالدتها
فريدة بسعادة: لوليتا وحشتيني يا حبيبتي كل دا سفر للدرجة دي الغردقة حلوة اوي كدة.

ابتسمت بقلق لترد سريعا: آه يا ماما كنا بنريح اعصابنا شوية من ضغط شغل خالد، أنا بعتلك لوليتا لما عشان بابا قالي أنها وحشتك اوي
هتفت بسعادة؛ آه في حضني أهي حبيبة تيتا دي كانت وحشاني بطريقة
ادمعت عينيها بقلق تهتف برجاء: ماما عشان خاطري خلي بالك منها
انقبض قلب فريدة قلقا: طبعا يا حبيبتي دي في عينيا، بس في ايه يا لينا مالك انتي كويسة يا حبيبتي.

هتفت سريعا: ما فيش يا ماما اصلها اول مرة تبعد عني فقلقانة عليها
فريدة: ما تقلقيش يا ستي، دي اعز الولد وانا هشيلها جوا رموش عينيا، بس ما تتأخريش انتي بس عشان وحشتيني اوي
لينا: حاضر يا ماما، مع السلامة
فريدة: سلام يا حبيبتي.

اغلقت الخط تتنهد بقلق، اتجهت ناحية غرفة نومهما، جلست جواره على الفراش تنظر له بابتسامة حزينة قلقة مدت يدها تغوص في خصلات شعرها دنت برأسها تقبل جبينه لتجد تلك ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه، شهقت بصدمة؛ إنت صاحي
هتف بخبث وهو مازال يغلق عينيه: لا نايم كملي كملي
لكزته في صدره بضيق: طب قوم بقي ألبس عشان ما نتأخرش
ضحك بمرح ينتصف جالسا على الفراش يبعثر شعره بنعاس يمط ذراعيه بكسل: هي الساعة كام.

همست بابتسامة صغيرة: ثمانية ونص قوم يلا ألبس أنا جهزتلك الحمام وحضرتلك هدومك جوا
التقط كف يدها يقبله بامتنان: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي، ليكمل بمرح والجنونة ما تطلعش تاني
ابتسمت بقلق تفرك يديها بتوتر: بقولك يا خالد ممكن تتصل برشيد
قطب جبينه باستفهام: رشيد! ليه يعني
ابتسمت بارتباك: كنت عايزة اكلم شروق ومش معايا نمرتها
لم يزيده كلامها الا حيرة ليسألها مرة اخري: شروق ليه يعني.

نفخت بضيق تهتف بحنق: هقولها حاجة يا خالد مش لازم كل حاجة يبقي ليها الف سؤال
اسودت عينيه من الغضب ليقبض على مرفقها يهزها بعنف يهتف بحدة: نتظبط عشان ما اظبطكيش على الصبح
نكست رأسها بحزن تهز رأسها ايجابا تتجمع الدموع في عينيها
ترك يدها يلتقط هاتفه يتصل برشيد وبعد الكثير من الترحيب، القي الهاتف أمامها على الفراش يهتف ببرود: شروق على الخط.

خرج من الغرفة متجها للمرحاض تابعته بعينيها إلى أن خرج لتلتقط الهاتف تهتف بلهفة: ايوة يا شروق
شروق بود: ايوة يا لينا كيفك يا حبيبتي
لينا: أنا كويسة، شروق معلش أنا ليا عندك طلب
شروق: طبعا يا حبيبتي قولي
لينا: خلي بالك من لينا بنتي هي جيالكوا في السكة وحياة جاسر يا شروق خلي بالك منها
شروق سريعا: طبعا يا حبيبتي ما تقلقيش واصل بتك في عينيا
تنهدت بارتياح: متشكرة اوي يا شروق بجد مش عارفة اشكرك ازاي.

شروق بود: ما تقوليش اكدة يا حبيبتي دا انتي زي اختي والله
بعد كثير من الشكر اغلقت الخط تزفر براحة خرجت من الغرفة بعدما بدلت ملابسها لتجده واقفا في صالة المنزل يرتدي بنطال اسود من خامة الجينز وقميص ازرق غامق
ابتسمت باتساع تهتف بإعجاب: ايه القمر دا متجوزة مز يا ناس
نظر لها بجانب عينيه ببرود يرفع حاجبه الأيسر بتهكم، لتمط شفتيها بحزن اسبلت عينيها ببراءة كالطفلة الصغيرة ليضحك رغما عنه.

اتجه ناحيتها يقرص وجنتها الصغيرة برفق: خلاص يا ستي مش زعلان
زمت شفتيها بضيق تشيح بوجهها بعيدا فها هي قد تذكرت موقف حدث منذ عدة أيام وآن الأوان حتى تبدأ وصلة النكد هتفت بضيق: اوعي بقي أنا اصلا اللي زعلانة منك
رفع حاجبيه بتعجب يهمس في نفسه: مجنونة والله مجنونة، عقد ساعديه أمام صدره يهتف بتعجب: وزعلانة من ايه بقي إن شاء الله.

اشهرت سبابتها أمام وجهه تهتف بضيق: مش نسيهالك أن الفلانتين عدي وما جبتليش حتى وردة
امسك اصبعها ينزله لأسفل يهتف بجد: نزلي دا بس أحسن اكسره، وبعدين فلانتين ايه دا اللي بتتكلمي عنه، الفلانتين دا بتاع العيال التوتو اللي لمؤخذة بتسقط البناطيل وتمشي دباديب وتسشور شعرها احنا رجالة أوي لمؤاخدة بنجيب كحك في العيد الصغير وندبح في الكبير، ويلا اخفي من وشي عشان هكلم الواد إسلام يجي، يلااااا.

فرت هاربة إلى غرفتها ليعدل ياقة قميصه متمتا بفخر: الحمشنة حلوة ما فيش كلام
التقط هاتفه يطلب رقم إسلام رن الهاتف بعض الوقت قبل ان يجيب إسلام
خالد ضاحكا: معلش يا عريس صحيتك
إسلام بصوت ناعس: ولا يهمك يا باشا، خير يا باشا
خالد: معلش تعالالي خمس دقايق عايز اقولك كام حاجة قبل ما أسافر
إسلام: حاضر يا باشا، ثواني وهبقي قدام حضرتك
دقيقتان ودق إسلام باب المنزل، فذهب خالد وفتح الباب
خالد: صباح الخير يا إسلام.

اسلام: صباح الفل يا باشا
خالد: معلش ازعجتك، بس أنا مسافر كام يوم، اعطاه مفاتيح الورشة والشقة
خالد: دا مفتاح الورشة افتح واشتغل والي يطلع منها حلال عليك، ودا مفتاح الشقة اقعد فيها أنت وشمس على ما أجي
ابتسم باحراج: أنا متشكر أوي يا باشا أنا لو ليا أخ مش هيعمل معايا كدة
ربط على كتفه بحزم: بس ياض بطل عبط ويلا أرجع لعروستك معلش خدناك منها
إسلام: ولا يهمك يا باشا عن اذنك.

عاد إسلام لشقته فنادي خالد على لينا: لوليتا يلا يا حبيبتي عشان منتأخرش
خرجت من غرفتها واتجهت ناحية الحقيبة لتحملها
ليتنهد بضيق: الهانم بتعمل ايه
هتفت بتلقائية: هشيل الشنطة
خالد: دا على اساس انك متجوزة سوسن
ضحكت رغما عنها: خلاص، خلاص انا اسفة يا سوسن قصدي يا خالد
زمجر بتوعد: بقي كدة طب تعالي بقي.

صرخت بفزع وبدل من ان تركض بعيدا ركضت ناحيته تختبئ في صدره تلف ذراعيها حول خصره تهتف بدلال: الحق يا بابا خالد عايز يضربني
ضحك عاليا يشدد من احتضانها: بتثبتيني انتي كدة، يلا يا عسل عشان متأخرين ولسه المشوار طويل
لينا: صحيح احنا هنروح ازاي
خالد: يلا ننزل وهشرحلك في السكة
نزلا إلى اسفل، فشبكت لينا يدها في يده
لينا: ها يا سيدي هنروح ازاي.

خالد: بصي يا ستي، هنركب ميكروباص لحد المترو، وبعدين هنركب المترو وبعدين هنركب اتوبيس كبير لحد أسيوط، مشوار طويل ومتعب، ليتنهد بقلق: يا ريتك روحتي مع باباكي
ربطت على يده تبتسم بحنان: طب ما انا رايحة مع بابا أهو
ابتسم بسعادة، فهي تعرف جيدا كيف تثلج صدره بكلماتها الحانية: آه منك يا اوزعة، ربنا يخليكي ليا يا احلي ضحكة في عمري.

وصلا إلى موقف للميكروبصات ليسأل عن السيارة التي ستذهب إلى المترو دله أحدهم عليها فذهب مع لينا وركب في تلك السيارة على كرسيين متجاورين
خالد مبتسما: أول مرة تركبي ميكروباص صح
هزت رأسها ايجابا تنظر حولها باستغراب كأنها فقط طفلة صغيرة: بصراحة آه، شكله غريب شوية
ظلت السيارة واقفة لمدة طويلة بدون حركة
لتهتف بضيق: هو مش بيتحرك ليه
خالد: الميكروبصات ما بتتحركش قبل ما تحمل العدد كامل
لينا: والاتوبيسات كدة بردوا.

خالد: لا يا حبيبتي، الأتوبيسات بتتحرك بمواعيد
همست بقلق: يعني كدة ممكن يمشي وما نلحقوش
خالد: لاء ما تقلقيش احنا نازلين بدري وأن شاء الله هنلحقه
واخيرا اكتمل العدد وصعد السائق، وكعادة سائق الميكروباص في قام بتشغيل اغاني شعبية ( مهرجنات ) بصوت عالي جدا
لينطلق بسرعة كبيرة
قبضت على كف يده بخوف: هو بيسوق بسرعة ليه كدة.

خالد مبتسما: حبيبتي ما يبقاش قلبك خفيف كدة، دا كدة ماشي براحة عشان الشارع زحمة، عارفة لو فاضي كنتي هتحسي انك بتطيري
لينا بضيق: والصوت دا مزعج أوي هو ليه معلي الصوت اوي كدة
خالد: زي ما تقولي كدة دا تقليد أساسي عند سواقين الميكروباصات، لازم يشغلوا أغاني بصوت عالي جدا زي ما انتي سامعة دلوقتي
دق احدهم على كتفه واعطاه عشرين جنية
الشخص: اربعة من عشرين.

اخذ خالد النقود من الرجل ثم اخرج عشر جنيهات من جيبه واعطاها للرجل، ودق على كتف الرجل الذي امامه
خالد: ستة من عشرين
فأعطاه، الرجل خمسة جنيهات
نظرت له لينا ببلاهة لا تعي ما يحدث وخاصة عندما بدأت النقود تمطر من الخلف
اتنين من عشرة، واحد من خمسة، ثلاثة من عشرين.

اخذ خالد منهم النقود ثم يقوم بجمعها وتفوقيها ويعطي منهم الباقي من النقود التي معه، ثم يعطيهم للراجل الذي امامه فيعطيه باقي النقود، ابتسم رغما عنه حينما وجدها تنظر له وكأنه يفعل شيئا خارقا: بتبصيلي كدة ليه
هتفت ببلاهة: مش فاهمة حاجة أنت عرفت تحسب الحاجة دي ازاي، وبعدين صحيح أنت ركبت البتاع دا قبل كدة
خالد: آه طبعا كتير، أيام ثانوي والكلية، لحد ما اشتريت عربية.

لينا: امممممم، بس انا بردوا مش فاهمة حاجة يعني ايه 15 من 14
خالد ضاحكا: ايه 15 من 14 سمعتيها ازاي
لينا: ما هما اللي بيقولوا حاجات غريبة
خالد: أول وآخر مرة اركبك ميكروباص
لينا: ليه دا لطيف خالص، بس الجو حر ومش عارفة افتح الشباك
فتح لها خالد فتحة صغيرة من الشباك، فبدأ التراب في الشارع يدخل إلى السيارة وخصوصا مع سرعتها الكبيرة
فبدأت لينا تسعل منه: اقفله، اقفله
اغلق خالد الشباك سريعا يهتف بلهفة: انتي كويسة.

استطاعت بصعوبة ان تسيطر على نوبة السعال هتفت بصوت لاهث: الحمد لله
التفت الفتاة التي كانت جالسة على الكرسي الامامي للينا
الفتاة: قوليلي لو سمحتي هي اللينسز إلى في عنيكي دي جيباها منين
كتم خالد ضحكته، بينما نظرت لها لينا بذهول
لينا: لاء حضرتك دي عنيا مش لينزز
الفتاة: مستحيل طبعا، ازاي يعني عينيكي، أنا كل اللي عايزاه اسم المحل
هتفت بضيق: والله دي عنيا فعلا
الفتاة: هي انتي مصرية
لينا: آه حضرتك مصرية.

الفتاة: تبقي مش عنيكي قوليلي بس اسم المحل اصل انا متقدملي عريس بكرة وعيزاه ينبهر بيا
لينا: والله حضرتك هو المفروض ينبهر بشخصيتك واخلاقك مش بعنيكي، وآخر مرة هقولها لحضرتك والله دي عنيا
خالد بصوت عالي: على جنب يا أسطى
ثم نظر للينا، يلا عشان هننزل
هزت رأسها ايجابا، اوقف السائق السيارة على جنب الطريق، فنزل منها خالد وساعد لينا على النزول، وما ان نزلا حتى انفجر خالد في الضحك
لينا بضيق: بتضحك حضرتك.

خالد ضاحكا: ما شوفتيش نفسك وانتي متعصبة وخدودك حمرا وعماله تحلفي انها عنيكي وبردوا البت مش مصدقة
لوت شفتيها بضيق: دي كان ناقص تقولي اخلعيها عشان اصدق انها عنيكي، خالد هو انا لون عنيا حلو أوي كدة
ابتسم بعشق: اومال أنا أسير عينيكي ازاي
توردت وجنتيها تهمس بخجل: هنروح فين دلوقتي
اشار خالد إلى محطة مترو الأنفاق
خالد: هنركب المترو، طبعا دي اول مرة تركبيه
هزت لينا رأسها إيجابا
خالد ضاحكا: دا انتي هتشوفي العجب.

دخلا إلى محطة مترو الأنفاق وقطع خالد التذاكر وذهب ناحية ذلك القطار
خالد: بصي يا حبيبتي، انتي هتركبي عربية السيدات
لينا: وأنت هتركب عربية الرجالة
خالد ضاحكا: هو الحقيقة ما فيش حاجة اسمها عربية رجالة، العربيات التانية بتبقي مشتركة بين الرجالة والستات
لينا: طب ليه ما فيش عربيات للرجالة
هتف بأسي: احنا ضايع حقنا في البلد دي والله يلا المترو وصل
همست بقلق: خالد انا خايفة اركب لوحدي.

هتف بحزم: لوليتا بلاش دلع، صحيح احنا هننزل محطة، ، لما المحطة تيجي هتلاقي ناس كتير واقفة على الباب، اقفي معاهم وانزلي في المحطة
وصل القطار وقف خالد مع لينا امام كبينة السيدات، وعندما انفتح الباب جحظت عينيها بصدمة وخوف عندما رأت تلك العربة المزدحمة
قبضت على كف يده تهمس بخوف: خالد انا هركب هنا لوحدي
نظر لها يتنهد بقلق فهو ايضا قلق من فكرة تركها بمفردها: تعالي هتركبي معايا وامري لله.

وقف امام احدي العربات المشتركة لم تكن مزدحمة كعربة السيدات، ولكن لم تكن بها أماكن فارغة، امسك خالد يدها واوقفها عند الباب المغلق ووقف امامها مباشرة حتى يغطي جسدها الصغير بجسده
همست بضيق: خالد ابعد شوية
همس من بين أسنانه بحدة: هششش، ولا كلمة لحد ما ننزل، مش عايز اسمع غير حاضر وبس
هتفت بصوت خفيض: حاضر
نزل احد الركاب فاصبح هناك مكانه فارغا فنادي أحد الركاب الجالسين على خالد.

الراكب: يا أستاذ في مكان فاضي اهو للأنسة
نظر ناحية المكان الفارغ، فوجده بين رجلين
خالد: متشكر حضرتك اتفضل أنت
همست بصيق ليه يا خالد، رجلي وجعتني من الوقفة
نظر لها نظرة حادة اخرستها
ظلت صامتة تنظر له باستفهام لا تفهم سبب ضيقه ولكنها لاحظت ان نظراته حادة غاضبة
بعد مدة قصيرة فرغ مكانين متجاورين فجلس خالد واجلس لينا بجانبه حتى اصبح مسند الكرسي الحديدي بأحد جانبيها وهو بالجانب الآخر.

كانت تنظر حولها باستغراب كالطفلة التي تري مكان جديد لأول مرة لتسمعه يهمس بحدة: وشك في الأرض
هزت رأسها ايجابا سريعا، ظلت تنظر ارضا بضيق طفولي إلى ان نزل المترو تحت الارض في الظلام فشهقت بخوف ليضغط على يدها يهتف بحدة: صوتك ما يطلعش
لينا بصوت منخفض: أنا آسفة، انا بس اتخضيت.

بدأت حركة المترو تزيد وألم بطنها تزيد بحدة فقبضت على يده بألم، واغمضت عينيها من قوة الألم، عندما حاولت ان تضع يدها على معدتها، جذب يدها بعنف وابقاها بجانبها لتهمس بألم: أنا آسفة
واخيرا انتهت وصلة العذاب، ووصل القطار إلى المحطة
خالد: يلا عشان ننزل
لينا بصوت منخفض: حاضر
نزلا من المترو، فامسك خالد يدها وخرجا من المحطة بأكملها
خالد: ساكتة ليه
نظرت له لينا بضيق لتشيح بوجهها بعيدا.

خالد مبتسما: اممممم، دا انتي زعلانة بقي
لينا بضيق: ليه انت عملت حاجة تزعل
خالد مبتسما: لينا حبيبتي انا راجل شرقي واحنا في المترو، عارفة يعني مترو يعني الف عين هتبصلك لو عملتي ولو حركة صغيرة وانتي عارفة انا ما بحبش حد يشوف الماستي
لينا: بردوا زعلانة منك
ابتسم بثقة: ما بتعرفيش اصلا تزعلي مني
لينا مبتسمة: اعمل ايه يعني بحبك، وما اقدرش أزعل منك.

هتف برفق: وأنا بموت فيكي، تعالي يلا اجبلك أكل عشان انتي لسه ما فطرتيش
وقف امام محل ( سوبر ماركت) واشتري بعض المأكولات السريعة والشيبسي والعصير
ثم ذهبا إلى الأتوبيس، ركبا على كرسيين متجاورين
خالد: عشر دقايق والاتوبيس هيطلع
لينا: هي المسافة بتاخد وقت اد ايه
خالد: اممم 3 ساعات، او 3 ونص
لينا: كتير اوي
خالد مبتسما: كلي ونامي لحد ما نوصل وانا هصحيكي
اعطاها بعض الطعام فبدأت تأكل إلى ان انتهت، فأعطاها علبة عصير.

لينا: لاء خلاص شبعت
خالد: لوليتا مش عايز دلع، اشربي العصير عشان ما تدوخيش
لينا بضيق: حاضر
شربت العصير لتغمض عينيها ومن تعب الطريق والألم الحاد الذي عاد يغزو معدتها سقطت في بئر النوم بعض دقائق لتستيقظ سريعا حينما سمعت صوته يصرخ: عينيك يا ابن ال...
فتحت عينيها سريعا لتجده يمسك احد الرجال من تلابيب ملابسه يضربه دون توقف، صرخت بفزع كادت أن تقم حينما سمعته يصرخ كعادته: اترزعي مكانك.

بعد مدة طويلة نوعا ما استطاع بعض الركاب أن يخلصا ذلك الرجل من يده، وعرفت هي من احدي السيدات أن ذلك الرجل كان ينظر لها بطريقة وقحة وهي نائمة، عاد يجلس بجانبها جذب رأسها يخبئها داخل صدره لتشد على قميصه تحتمي به، جحظت عينيها بذهول حينما سمعته يهتف بجد: انا هجبلك نقاب
ابعدت رأسها عن صدره: ليه
خالد: من غير ليه إلى اقوله يتنفذ، وإلا انسي انك هتخرجي من باب البيت تاني.

تجمعت الدموع في عينيها تهمس بخوف: انا ذنبي ايه
زمجر بحدة: ذنبك انك جميلة جدا، في زمن انعدم فيه الاخلاق
هتفت بنحيب: مش هلبس النقاب يا خالد
خالد غاضبا: هتلبسيه يا لينا، يا إما مش هخليكي تشوفي حتى ابوكي
ابتعدت تحتمي في كرسيها بعيدا عنه
لينا باكية: انت ليه بتعمل كدة، ليه بقيت قاسي عليا كدة
هتف غاضبا: انتي مش شايفة إلى بيحصل كل مرة بنخرج انا وأنتي
لينا باكية؛ ودا ذنبي.

خالد غاضبا: ولا ذنبي أن ألف عين تجرح في جسمك، تجرح في شرفي انتي فاهمة
لينا باكية: لاء مش فاهمة ومش عايزة اتكلم معاك تاني
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة: هترجعي بليل لحضني تاني انتي ما تقدريش تعيشي من غيري.

اغمضت عينيها تصطنع النوم لتنهي ذلك النقاش المؤلم لتهرب تلك الدموع العالقة بعينيها نظر لها بحزن ليهتف في نفسه بأسي: هو ايه إلى بيحصل انا بقيت بقسي عليها ليه كدة، ليه بقيت انا السبب في دموعها دي لوليتا بنتي إلى ما كنتش بتسكت عن العياط غير في حضني دلوقتي انا إلى بعيطها
لاحظ انها ترتجف وهي نائمة ففتح حقيبته.

واخرج منها سترة جلدية سوداء اللون يدثرها بها بدأ يمسد على شعرها عندما لاحظ ان بعض الهمهات الغير مفهومة تخرج منها، ولكن سرعان ما فهمها لينغرز خنجر مسموم داخل قلبه، فهي كانت تقول.

( خالد، خالد، ياسمين خدت عروستي، ليه يا خالد كسرتها دي عروستي، لتبدأ في البكاء وهي نائمة شخصت عينيه بصدمة يتذكر ذلك اليوم جيدا عندما اخذت ياسمين عروسة لينا المفضلة وكسرتها وحتي لا تحزن ظل يجوب المحلات لأكثر من خمس ساعات حتى وجد عروسة مشابها لها، يقسم انه لم يكسرها، يبدو ان قسوته حولت احلامها السعيدة إلى كوابيس
همست بصوت مرتجف: برررردانة برررردانة.

بسط راحة يده على جبهتها خشية ان تكون حرارتها مرتفعة ولكنه وجد جسدها بارد للغاية
خالد بقلق: لينا، لينا حبيبتي انتي كويسة
ازدادت ارتجافة جسدها بشكل مخيف ليقم سريعا من مكانه متجها ناحية الأريكة الكبيرة في نهاية الاتوبيس يتحدث مع بعض الركاب.

ليعود اليها بعد قليل حملها بين ذراعيه متجها بها إلى تلك الاريكة يجلس مكان ذلك الركبين الذي بدل معهما الامكان اجلسها بالداخل ليجلس بجانبها يخبئ جسدها في صدره يشدد على عناقهات يربط على شعرها: انا آسف يا حبيبتي، آخر مرة هعاملك بالطريقة دي
فتحت عينيها الباكية تهمس بخوف: مش هتخوفني منك تاني
خالد بحنان وهو يمسح دموع عينيها: اموت نفسي تحت رجليكي قبل ما أعمل كدة
لينا: بعد الشر عليك.

قبل جبينها يضمها لصدرها مرة اخري
خالد: بحبك
ابتسمت بخجل: وأنا كمان
واخيرا وصل الاتوبيس إلى أسيوط ونزلا منه
خالد مبتسما: اخيرا وصلنا
كان قد بلغ منها التعب مبلغه ابتسمت بشخوب تسأله: احنا هنركب حاجة تاني
خالد: تعبتي
لينا: اوي، عايزة انام
عقد جبينه بشك؛ مش ملاحظة انك بقيتي اليومين دول بتنامي كتير
رفعت كتفيها بلامبلاة: عادي، أغمضت عينيها حينما غزت انفها تلك الرائحة الشهية: خالد انت مش شامم ريحة مانجة.

خالد بدهشة: مانجا، لينا انتي بتتوحمي ولا ايه
لينا: لاء طبعا
وضعت لينا يدها على معدتها واغمضت عينيها بألم
خالد بلهفة: مالك يا لينا
لينا: ما فيش بطني بتوجعني شوية
خالد: لينا احنا لازم نروح تكشفي
لينا: طب نستريح شوية يا خالد بجد تعبت
خالد: ماشي
شعرت فجاءة بأن هناك شئ دافئ يتحرك على قدميها، لتهتف بفزع: الحقني يا خالد انا بنزف!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة