قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون

صرخ باسمها حينما هوت ارضا ليلتقطها سريعا بين ذراعيه ينادي باسمها بذعر، ليجد احد الرجال يهتف سريعا من داخل سيارته: تعالا يا استاذ بسرعة في مستوصف قريب من هنا
حملها يركض بها مهرولا ناحية سيارة ذلك الرجل يشكره: متشكر، متشكر اوي.

وضعها على الأريكة الخلفية يحتضن جسدها بين ذراعيه يبكي بخوف خاصة حينما أصبحت ساكنة تماما جسدها قطعة من الجليد، اخيرا وصل إلى المستشفى حملها سريعا يصرخ في الممرضات، ليأخذها بعض الممرضات متجهين إلى غرفة العمليات ليجد ذلك الصوت يهتف من خلفه بدهشة
رشيد: خالد أنت بتعمل ايه هنا
التفت خالد ناحية بلهفة يمسك يديه يهتف باكيا: لينا يا رشيد لينا في أوضة العمليات، لينا بتموت يا رشيد، أبوس ايدك الحقها.

هز رأسه إيجابا سريعا ليتركه مسرعا إلى غرفة العمليات لينهار هو ارضا يجلس أمام غرفة العمليات يبكي بانيهار يديه وقميصه ملطخان بدمائها انتحب باكيا يدعي داخل قلبه: يااااارب ياااااارب
دقائق مرت كساعات ليخرج رشيد من الغرفة وجهه مظلم حزين انتفض خالد يهرول ناحيته يسأله بلهفة: لينا يا رشيد لينا عاملة ايه
هز رشيد رأسه نفيا بحزن يهمس باضطراب: أنا آسف يا خالد، لينا كانت حامل والجنين مات.

اتسعت عينيه بصدمة ولو أنه تلقي صاعقة كهربائية لكانت ارحم به من وقع تلك الكلمة، طفل آخر من أطفاله مات، ألن تتركه تلك اللعنة، إلى متي سيتحمل، لقد خارت اليس بشر اليست لديه طاقة احتمال، فاق على يد رشيد تربط على كتفه برفق يهمس بحزن: ربنا يعوض
اخذ نفسا عميقا حينما شعر بأنه يختنق يهتف بحرقه: لله الأمر من قبل ومن بعد، لله الأمر من قبل ومن بعد.

سمع رشيد سريعا: خالد أنك الخبر صعب عليك، بس لازم بسرعة ننقل لينا مستشفي تانية المستشفي دي مش مجهزة ابدا وهي حالتها صعبة جدااااا
وضع يده في جيبه ليبتسم بسخرية، كل ما يملك فقط 100 جنية، شردت عينيه في الفراغ لتختفي دموعه ويملأ الانتقام حدقتيه، أقسم سيدفع الجميع ثمن ما حدث له ولها، نظر لرشيد يهتف سريعا: رشيد أنا مش عايز حد يعرف ان لينا هنا
رشيد: حاضر بس إنت هتعمل ايه.

شردت عينيه في الفراغ ليهتف سريعا؛ مش هتأخر
تركه وخرج يركض من المستشفي، يطلب ذلك الرقم: أنا موافق، بس بشرط
رفعت مبتسما بانتصار: طبعا
خالد: ...
رفعت: تمام مستنيك
اغلق الخط يركب أول سيارة اجري تقابله، متجها إلى ذلك البيت ينسج مئات من الخطط الشيطانية للانتقام وقفت السيارة امام ذلك القصر الفخم فترجل.

من السيارة ودخل إليه بعدما تم تفتيشه جيدا عند البوابة. دخل إلى القصر ينظر حوله ليجد رفعت ينزل على سلم البيت بهدوووء يبتسم بانتصار يهتف بشماتة: كنت عارف انك عاقل وهتسمع الكلام صحيح اتأخرت بس معلش كل تأخيره وفيها خيرة زي ما بيقولوا
جز على أسنانه بغيظ ليهتف ببرود: فلوسي يا رفعت
وقف رفعت أمامه يبتسم بخبث: أول ما تمضي على القسيمة هترجعلك.

نزلت مايا في تلم اللحظة تركض ناحية خالد تصرخ بسعادة اسرعت تلقي بنفسها داخل صدره تصرخ بسعادة: اخيرااااا مش قولتلك إنت بتاعي
شعر بأن نيران تستعر في جسده بأكمله ما ان لامس جسدها جسده، كلامتها السامة تجعله يود أن يدق عنقها ينزع قلبها، يقطع لسانها حتى تصمت للأبد ابعدها عنه بعنف ينظر له باشمئزاز يوجه كلامه للرفعت: ابعت هات المأذون
ابتسم رفعت بانتصار: المأذون مستنيك في المكتب، اتفضل معايا.

دخل بخطي مترددة وتلك العقربة متعلقة بذراعه
وجلس بجانب المأذون من ناحية بينما جلس رفعت على الناحية الأخرى
المأذون: المهر قد ايه
رفعت: عشرين الف جنية
المأذون: ومؤخر الصداق
ابتسم رفعت بخبث: عشرين مليون دولار
حينما اشترط خالد أن تعود املاكه له دون أن يكن رفعت اي صلة بها، اشترط رفعت عليه أن يكون مؤخر الصداق كبيرا جدا حتى لا يستطيع طلاق ابنته.

تهدجت أنفاس خالد بغضب ينظر لرفعت بتوعد وضع يده في يد رفعت، وبدأ بالترديد خلف المأذون بحروف تقطر دما والما، إلى ان وصل إلى الجملة الاخيرة
المأذون: قول يا ابني ورايا قبلت زواجها
اغمض عينيه بألم ليري حبيبته تضحك بسعادة هي وصغيرتها في مشهد جعله يبتسم تلقائيا ليتبدل المشهد رآها وهي فاقدة للوعي شاحبة متعبة
يحتاج النقود لأجلها، سأفعل اي شئ من أجلك حبيبتي، واعدكِ حبيبتي لن اعتبرها زوجة ما حيت انتي فقط زوجتي.

انتي فقط من اسرتي قلبي وفؤادي، اعدكِ حبيبتي ساذيقهم اسوء عقاب على ما فعلوه بنا
اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا لينطق بتلك الجملة التي خرجت بشق الأنفس: قبلت زواجها
المأذون: زواج مبارك بإذن الله
رحل المأذون ووقف ينظر لهم بجمود
خالد: فلوسي يا رفعت
رفعت: ما تقلقش من قبل ما ندخل للمأذون وأنا اتنزلتك عن كل املاكك، صحيح يا خالد ما تتأخرش اجازتك قربت تخلص
عقد جبينه باستفهام: اجازة ايه.

ابتسم رفعت بخبث: هو أنا ما قولتكش، اصل أنت ما كنتش موقوف عن العمل أنا ما اقدرش اوقفك عن العمل مني لنفسي، أنت بس كنت مقدم طلب اجازتك السنوية اللي أنا وافقت عليه واللي بالمناسبة فضلها أسبوعين وتخلص
صرخ بغضب لينقض عليه يقبض على تلابيب يزمجر غاضبا: قسما بربي اللي خلق الكون لهدفعك التمن غالي اوي يا رفعت
خرج من المنزل يركض يتصل بعلي وعمر ومحمد يصرخ فيهم يلقي الكثير من الأوامر.

في فيلا رفعت
جلس رفع جوار مايا يبتسم بانتصار: اظن أنا وفيت لحبيبة بابي وعملتلها اللي هي عيزاه
ابتسم مايا باتساع تقبل رفعت على وجنته: thanks dad، l love you so much
اخرج رفعت تلك الورقة المطوية من جيبه يفتحها أمامها يبتسم بخبث: وانا كمان بحبك اوي يا حبيبتي، بس يلا امضي مش في بينا اتفاق، أنا اجوزك خالد وانتي ترجعيلي فلوسي اللي امك سرقتها مني وهربت وحرمتتي منها ومنك.

هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة لتلقط القلم سريعا تخط اسمها على تلك الورقة ليأخذها رفعت منها يطويها بحرس شديد يعديها إلى جيبه مرة اخري يهتف بسعادة: حبيبة بابا والله
عقدت ساعديها تمط شفتيها بضيق: طب يعني دلوقتي انا مش هروح اعيش مع خالد
قبل رفعت جبينها: لاء طبعا هتروحي أول ما يجي من السفر أنا بنفسي هوديكي لحد عنده مبسوطة كدة يا ستي.

عانقته تصيح بسعادة: اوووووي يا دادي أنت احسن بابا في الدنيا، أنا هروح بقي البس عشان هروح الديسكو مع أصحابي
رفعت بحزم: خلي بالك من نفسك وما تتأخريش
هزت رأسها ايجابا سريعا بابتسامة صفراء لتركض إلى غرفتها تصيح بسعادة فها هي قد فازت بلعبتها التي تمنتها!

في شقة إسلام، اتجه ناحية فراشها يوقظها برفق: شمس، شموسة، قومي يا حبيبتي
فتحت عينيها تنظر له باستفهام لتهب جالسة على الفراش تنظر له بفزع: أنت مين وبتعمل ايه هنا، كادت ان تصرخ حينما وضع يده على فمها سريعا يهتف بدهشة: في ايه يا شمس انتي فقدتي الذاكرة أنا إسلام يا ماما، جوزك والله العظيم جوزك، افتكرتي.

هز رأسها ايجابا تخفض انظارها بخجل ابعد يده عن فمها ليجدها تهمس باحراج: معلش اصل أنا لما بصحي من النوم ببقي مش مركزة
ابتسم بحنان: طب قومي يلا هنروح نقعد في شقة خالد
عقدت جبينها باستفهام: طب وهما
ابتسم يرجع خصلة ثائرة من شعرها الاشقر خلف اذنها: خالد خد اختك حبيبتك وسافروا النهاردة الصبح
مطت شفتيها بحزن: يعني لينا سافرت من غير حتى ما تودعني
إسلام: كلها وهيجيوا، لو مش عايزة تروحي خلينا هنا.

هزت رأسها نفيا: لا عادي اللي تشوفه
ابتسم بسعادة يهتف بمرح؛ ياااه كان نفسي اتجوز من زمان عشان اسمع اللي تشوفه يا سي إسلام
ضحكت بمرح على مزاحه ليغني هو بصوت نشاذ: ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق بينا اتشال
شمس: إسلام ممكن اطلب منك طلب
هتف سريعا: اؤمري
شمس بقرف: ما تغنيش تاني عشان صوتك وحش
حمحم باحراج يعبث في شعره تمتم في نفسه: أين الجبهه أنا لا اراها، وأنا اللي كان نفسي ابقي سي إسلام.

حمحم بضيق: قومي يا شمس، ادي جوزاة اللي يغني لمراته.

في المستشفي
دخل على سريعا خلفه طاقم من الأطباء إلى تلك المستشفي الصغيرة دله مكتب الاستقبال على حجرتها اتجه إليها مسرعا ليجد رشيد ومعه احدي الممرضات في الحجرة
رشيد بدهشة: على، أنت بتعمل ايه هنا
على سريعا: بعدين يا رشيد سيب الدكاترة يشوفوا شغلهم
خرج رشيد مع على من الغرفة ليهتف رشيد يسأله؛ في ايه يا على وخالد فين وليه الدكاترة دي هنا.

في تلك اللحظة خرج الاطباء من الغرفة يدفعون ذلك الفراش الطبي الذي تسطح جسد لينا عليه متصل بالكثير من الاجهزة، ليهتف على سريعا وهو يهرول خلفهم: بعدين يا رشيد أهم حاجة ابقي بلغ جاسم أن لينا مع خالد وانهم مش جايين
اخذها الأطباء إلى سيارة اسعاف مجهزة وضعوها في السيارة لتنطلق سريعا إلى المطار.

حيث كان ينتظرهم على متن طائرة خاصة ركض ناحية سيارة الاسعاف ما ان رآها يحملها بين ذراعيه متجها بها إلى تلك الطائرة بجانبه العديد من الاطباء لتنتطلق الطائرة بعدما اخذت اذن الاقلاع إلى احدي المستشفيات الشهيرة بلندن.

جاسم صارخا من القلق: يعني ايه البنت راحت فين، اكيد خطفها دا مجنون ويعمل اي حاجة
راشد: اهدي بس يا اخوي وحاول تتصل بيهم تاني
جاسم بحدة: موبيلها مقفول وموبيله زفت ما بيردش هقتله قسما بالله لو البنت حصلها حاجة لهقتله
دخل رشيد في تلك الاثناء يهتف بجد: أنا عارف لينا فين
هرول جاسم ناحيته يسأله بلهفة: فين يا ابني، هي فين.

بلع ريقه يهتف بحزن: لينا خالد جابها المستوصف بتاع البلد من حوالي ساعتين كانت حالتها صعبة جدا للأسف لينا كانت حامل والجنين نزل، شهقت فريدة بفزع: بنتي، بنتي
جاسم سريعا: طب يلا نروحلها
هز رشيد رأسه نفيا: على جه من شوية ومعاه طقم دكاترة وخدوا لينا ومشيوا حاولت اعرف هيروحوا فين رفض يقولي
شحب وجهه جاسم من الصدمة: يعني ايه، كدة يبقي اتجوزها، طب بنتي راحت فين، وداها فين.

كانت شروق تقف بعيدا تنظر لتلك الصغيرة التي تحملها بين يديها تتذكر كلمات لينا، لتجد نفسها تلقائيا تضم الصغيرة لصدرها تربط على ظهرها بحنان تهمس: ما تخافيش يا بتي، ما تخافيش انتي بتي زي ما وعدت امك، ربنا يرجعهلنا بالسلامة يا رب
ربط رشيد على كتفها يبتسم بامتنان: دا العشم بردوا يا شروق خلي بالك من البنت لحد ما نعرف لينا حصلها ايه.

ردت سريعا: ما تقلقش يا سي رشيد لينا من دلوقتي بتي وحتة من قلبي زيها زي جاسر تمام
خرج جاسم من المنزل يتصل بذلك الرقم يصرخ بحدة: ايه اللي حصل يا رفعت وازاي ما تبلغنيش
رفعت: ابلغك بايه، بقولك ايه يا جاسم اللي انت عايزة خلاص حصل، خالد اتجوز مايا، وأنا خلاص رجعلتي فلوسي وهدفعلك الفلوس اللي في الشيك اللي عليا وخرجني بقي من العبة القذرة بتاعتكوا دي.

هتف جاسم بسخرية: أنت فاكر أن دخول الحمام زي خروجه يا رفعت ولا ايه، أنت هتخرج بمزاجي أنا، دلوقتي أنا عايز اعرف خالد خد البنت وراح فين
رفعت: ما اعرفش أنا اعرف أنه سافر برة مصر فين بقي ما اعرفش
جاسم بحدة: طب اقفل، اقفل ما يجيش من وراك خبر عدل
اغلق الخط ليجد هاتفه يرن بذلك الرقم ليجيب سريعا
، : لقد تم الأمر
جاسم: أين ابنتي.

، ساخرا: لا تخبرني انك خائف، صدقا جاسم لا يليق بك دور الاب الخائف فكلانا يعلم إنت لا تخاف سوي على اقتصادك فحسب
جاسم بحدة: اين ابنتي
، : هي قادمة لي لا تقلق ساستقبلها بنفسي
وداعا عمي
جاسم بحدة: اياك ان تؤذيها، أنا اساعدك فقط حتى ادمر علاقتها بذلك الرجل
ضحك ذلك الرجل ساخرا: اوووه جاسم انت تكرهه بقدر حب ابنتك له، لا تقلق انت تعلم اني أحبها ولن اؤذيها أنا فقط اريدها، انت تعلم اني اعشقها، وداعا عمي.

جاسم بهدوء: وداعا
اغلق جاسم الخط يشرد في الفراغ امامه سيفعل اي شئ ليدمر ذلك الرجل ويبعد ابنته عنه.

في شقة إسلام
طرقت سعاد غرفة اسلام تطلق الكثير من الزغاريد العالية تهتف بسعادة: اصحوا بقي يا عرسان كل دا نوم
هتف طه بضيق: ما تسبيهم يا سعاد
سعاد مبتسمة بخبث؛ يا راجل يقوموا حتى يفطروا وأنا اسيبهم براحتهم
ظلت تطرق على الباب بعنف دون مجيب لتهتف بقلق: هما ما بيردوش ليه، أنا هدخل
طه سريعا: تدخلي فين يا سعاد يمكن نايمين
هتفت ساخرة: نايمين ايه دول لو كانوا ميتين كانوا صحيوا، انا هدخل يعني هدخل.

فتحت باب الغرفة لتشهق بفزع تصيح بصوت عالي؛ يالهوووووي
دخل طه سريعا يهتف بقلق؛ في ايه يا سعاد
سعاد بقلق: الواد والبت راحوا فين، العيال راحوا فين، اتخطفوا اكيد اتخطفوا، انا قيلالة ابن الموكوسة ما يكلمش حد غريب في الشارع ولا ياخد حاجة من حد ما يعرفوش
نظر لها بصدمة كأنها برأسين لا يعرف ايضحك ام يقلق: ايه اللي انتي بتقوليه دا يا سعاد هو ابنك لسه عيل صغير
سعاد بقلق: اومال راحوا فين، يمكن البت راحت لاختها.

خرجت سعاد سريعا من باب الشقة تدق باب الشقة المقابلة بلهفة وطه يحاول جذبها دون فائدة: يا سعاد تعالي بطلي فضايح
كادت أن تتكلم حينما فتح لها إسلام يفرك عينيه بنعاس: صباح الخير يا ماما
سعاد بصدمة: يالهوي أنت بتعمل ايه هنا يا موكوس يا ابن الموكوسة وفين البت شمس
إسلام: في ايه يا امي، شمس نايمة جوا
سعاد: طب ولينا وجوزها نايمين في الحمام.

إسلام: خالد باشا سافر النهاردة بدري وسابلي مفتاح شقته ومفتاح الورشة على ما يجي
هتفت سعاد بابتسامة واسعة: والنبي جدع طيب وابن حلال
ضحك إسلام ساخرا: مش الطيب دا اللي ما كنتيش طيقاه من يومين
هتفت بثقة: يلا بقي المسامح كريم وأنا طول عمري كريمة، أنا هروح اجبلكوا الفطار عشان ترم عضمك يا حبيبي
ضحك إسلام على خفة ظل والدته وعفويتها في الحديث لتذهب سعاد سريعا تحضر له صينية الطعام لتعود إلى شقتها مرة اخري.

خرجت شمس تهمس بارتباك: هو في ايه
إسلام: ما فيش يا حبيبتي دي ست الكل كانت بتجيبلنا الفطار اقعدي يلا كلي أنا نازل عشان في شغل كتير في الورشة
همست بخجل: طب ممكن تقعد تفطر معايا
هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة: يا خبر أنا أطول يا باشا، بس للأسف أنا ماليش في الحلويات
نظرت ناحية صينية الطعام باستفهام تهمس باستفهام: بس الفطار ما فهوش حاجات حلوة.

هتف بسهتنة: هو ما فيهوش بس انتي اي حاجة هتمسكيها بايديكي هتبقي احلي من السكر
غزت الحمرة القاتمة وجنتيها تفرك يديها بتوتر لتجده يجذب يدها متجهين إلى طاولة الطعام الصغيرة جلس واجلسها بجانبه يطعمها بيديه تاخذ منه الطعام بخجل دقات قلبها سريعة عنيفة بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها شعور غريب لذيذ يغزو خلاياها يدغدغ حواسها برفق يبدو ان قلبها بداء يدق من جديد.

على متن الطائرة يجلس جوار فراشها يمسك بيدها يهمس بألم: سامحيني يا لينا سامحيني يا حبيبتي أنا عارف إن اللي عملته دا غلطة كبيرة في حقك، بس أنا تعبت يا لينا كل إنسان ليه طاقة احتمال وانا خلاص ما بقتش قادر استحمل، الدنيا كلها بتحاربنا كلهم علينا، انا كنت مستعد أحارب لآخر نفس فيا طول ما انتي وبنتي بخير، بسط يده على بطنها لتنساب دموعه بألم: مات يا لينا، ما قدرتش يا لينا والله ما قدرت كفاية اوي كدا، قسما بالله لهدفعهم التمن غالي، بس تبقي بخير وأنا وربي ما هسيبهم، بس عشان خاطري سامحيني، ما كنش قدامي حل تاني، تعبت من فكرة اني عاجز، انتي عارفة كل ليلة لما كنت بحط دماغي على المخدة ما كنتش بنام كنت بفضل افكر يا تري بكرة هقدر اجيب فلوس تكفينا، لو حد فيكوا تعب أنا هعمل ايه، أنا آسف يا لينا، اسف والله آسف، وحياتك عندي لهخدلك حقك منهم كلهم واولهم مني أنا.

اخيرا وصلت الطائرة ليحملها سريعا متجها بها إلى سيارة الاسعاف التي تنتظرهم متجهين بها إلى تلك المستشفي، التي بمجرد وصولهم اخذها الأطباء منه سريعا إلى غرفة الطوارئ
ليقف هو خارجا يجوب الممر ذهابا وايابا يهنش القلق قلبه بلا رحمة مر اكثر من ساعة حينما خرج أحد الأطباء من الغرفة هرع إليه يهتف بلهفة: ارجوك اخبرني ما هي حالتها
الطبيب بأسي: أنا آسف حالتها خطيرة جدا عليها البقاء في العناية المركزة.

هتف سريعا: ارجوك افعل اي شئ سأعطيك كل ما تريد فقط اريدها أن تعيش
هز الطبيب رأسه إيجابا: سأفعل ما بوسعي
خالد: هل يمكنني أن أرها
هز الطبيب رأسه نفيا بهدوء: آسف لا يمكنك دخول العناية المركزة
هز رأسه إيجابا بتفهم ليتركه الطبيب ويرحل، وقف أمام غرفتها ينظر لجسدها الهزيل الشاحب المتصل بالكثير من الأجهزة يبكي بحرقة: أنا آسف، يا ريتنا ما سافرنا، انا السبب أنا اللي وصلتك للحالة دي.

ياااارب ما تحرمنيش منها أنا مش هقدر اعيش من غيرها
مرت عدة ساعات كان يقف فقط فيهم امام غرفتها ينظر لها وهي غائبة عن تلك الدنيا ليقتحم أنفه رائحة منفرة، منبعثة من الدم المتجلط على ملابسه، قرر الذهاب لاحد الفنادق القريبة ليبدل ملابسه ويعود اليها مرة أخري القي عليها نظرة اخري ليتركها ويرحل.

خرج من المستشفي يستقل سيارة اجري لتتسع ابتسامة ذلك الجالس في سيارته نزل من السيارة يغلق زر حلته السوداء يمشي بخطي منتظمة متجها لتلك المستشفى، ومنها إلى تلك العربة الذي اخبره رجاله برقهما، حذاء أسود لامع خطوات منتظمة حادة يسمع صداها في طرقات المستشفي الفارغة وصل إلى تلك الغرفة لينثني جانب فمه بابتسامة ساخرة اظهرت بعض أسنانه البيضاء اللامعة ادار المقبض، دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه بهدوء، تقدم ناحية ذلك الفراش إلى أن جلس بجانبه، ابتسم بخبث مد يده يحرك أصابعه على وجهها هتف بابتسامة شيطانية خبيثة: اوووه لوي لو تعلمين كم اشتقت لكي صغيرتي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة