قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

ذهبت لينا وهي تحمل الصغيرة فوجدت امرأة، اصابتها بالذعر، عجوز بشرتها سوداء مجعدة تتشتح بالسواد من رأسها الي اخمص قدميها، نظرة عينيها خبيثة ماكرة
لينا بصوت متردد: مممين حضرتك
نظرت تلك السيدة ناحية لوليتا الصغيرة نظرات خبيثة ماكرة لاحظتها لينا لتخفي الصغيرة في حضنها كأنها تحميها من تلك النظرات هتفت بحدة حينما لاحظت نظرات العجوز الماكرة: انتي مين يا ست انتي وعايزة ايه.

تحدثت العجوز بصوت اجش: أنا قبضة، الست أم إسلام عندك، خبطت عليها ما لقتش حد، وسمعت صوت البت بدور جاي من عندك، هي عندك مش كدة
هزت رأسها ايجابا بحيرة لتسمع صوت سعاد تهتف من خلفها بترحاب: اهلا أهلا يا قبضة خير يا حبيبتي
نظرت قبضة للينا توجه كلامها لسعاد: عيزاكي في موضوع مهم يا ست ام اسلام.

سعاد مبتسمة بود: حاضر يا اختي اتفضلي معايا، وجهت كلامها للينا، معلش يا حبيبتي هشوفها عايزة ايه وارجعلك لتصيح بصوت عالي، يلا يا بدور
لينا: خليها على ما حضرتك ترجعي
سعاد: ماشي يا حبيبتي مش هتأخر، يلا يا قبضة، اخذت سعاد قبضة ودخلت الي شقتها تاركة الباب مفتوح، بينما عادت لينا الي شقتها مرة اخري.

كانت بدور تلعب مع لينا والصغيرة عندما هبت فجاءة تصيح بحماس: عارفة يا ابلة بابا جابلي لعبة حلوة اوي امبارح ثواني اروح اجيبها ونلعب بيها انا ولويتا.

هزت لينا رأسها إيجابا بابتسامة واسعة فذهبت بدور مسرعة الي شقتها لأن، ذهبت الي غرفتها واحضرت تلك اللعبة الصغيرة مرت جوار غرفة الصالون التي تجلس فيها والدتها مع تلك السيدة لتسمع ما جعل الدماء يتجمد في عروقها خوفا، اتسعت عينيها بذعر، القت تلك اللعبة من يدها، لتفر هاربة من المنزل نزلت تركض على درجات سلم البيت ومن البيت للشارع لسوء الحظ كان إسلام داخل الورشة لم يراها ولحسن الحظ لمحها خالد وهي تركض، فهتف سريعا وهو يخرج من الورشة: إسلام خلي بالك من الورشة هروح اجيب سجاير.

إسلام من الداخل: حاضر يا باشا
هرول خلفها يحاول اللحاق بها ولكنها كانت تركض سريعا وكأنها تهرب من شئ خرجا من الشارع ومن الحي بأكمله وهو يحاول اللحاق بها، نادي عليها بصوت عالي: بدور
التفت خلفها بخوف لتجده هو لتبدأ بالركض مرة اخري ولكن هذه المرة كانت تركض تجاهه، احتضنت ساقه تبكي بخوف
هبط على ركبتيه بجانبها يربط على شعرها برفق هتف بحنو: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه وكنتي بتجري ليه كدة.

ظلت تبكي وتشهق في بكاء حارق، مسح دموعها يربط على ظهرها برفق: اهدي يا بدور مالك يا حبيبتي حد زعلك
ردت من بين شهقاتها: ماما، ماما، عايزة
تدبحني
قطب جبينه باستفهام مما تقول ليهتف بمرح: هتلاقيكي عملتي شقاوة، يا حبيبتي ماما بتهزر معاكي مش هتدبحك ولا حاجة
هزت رأسها نفيا بعنف تحدث بصوت باكي: لاء هتدبحني، هتوديني للست العجوزة، عشان تدبحني، نهلة صاحبتي في المدرسة، مامتها، ودتها للست العجوزة ودبحتها وماتت.

امسك كتفيها ببعض الحزم يهتف بجد: بدور براحة وفهميني عشان مش فاهم منك حاجة
بدأت تقص عليه ما سمعت لتشخص عينيه بذهول، لا يصدق ما يسمعه حقا، ابتسم برفق ليطمئها
خالد مبتسما: ما تخافيش يا بدور ما تخافيش يا حبيبتي، بابا مش هيسمح لحد يإذيكي ابدا، تعالي معايا
سألته ببراءة: هنروح فين
قرص خدها الممتلئ برفق: عند ابلة لينا
هتفت بذعر تلوح بيدها رفضا: لا لا ماما هتشوفني وتاخدني عشان الست تدبحني.

ربت على شعرها بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي ما حدش هيعرف انك هناك والا اقولك تعالي هوديكي مكان حلو هيعجبك اوي
امسك يدها متجها بها الي احدي حدائق الأطفال لتتناسي خوفها.

رجوعا الي الحارة انهت سعاد محادثتها مع تلك السيدة لتعود لشقة لينا
لتسألها لينا بابتسامة صغيرة: اومال فين بدور
سعاد: هي مش هنا
لينا: لاء، قالتلي انها هتروح تجيب لعبة من عندكوا وترجع وما جتش
سعاد: ، طب استني اخش اشوفها.

دلفت سعاد الي شقتها مرة اخري فوجدت تلك اللعبة ملقاة ارضا التقطها لتصيح بصوت عالي تنادي على ابنتها: بدور بت يا بدور بدور انتي يا بت يا بدور من غرفة لاخري تبحث وتنادي لتشهق بخوف لطمت بيدها على صدرها: يالهوي البت راحت فين
عادت مهرولة الي لينا تهتف بفزع: بدور مش في الشقة
قطبت لينا حاجبيها بقلق: اومال راحت فين
جلست سعاد ارضا تنوح وتبكي: بنتي، بنتي راحت فين، روحتي فين يا بدور.

هتفت سريعا لتهدأها: يمكن نزلت لخالد واسلام الورشة
امسكت سعاد هاتفها واتصلت بإسلام
سعاد باكية: ايوة يا اسلام
إسلام بقلق: مالك يا امي بتعيطي ليه
سعاد باكية: بدور عندك تحت
ردد بدهشة: بدور، لاء مش عندي
صاحت باكية: بدور ضاعت يا اسلام، بدور مش لاقيها، بنتي انا عايزة بنتي
هتف إسلام بفزغ: يعني ايه ضاعت هي مش كانت في الشقة، انا ما شوفتهاش نازلة
سعاد باكية: انا عايزة بنتي يا إسلام رجعلي بنتي، كلم ابوك ودورا عليها.

اسلام سريعا: حاضر، حاضر ما تقلقيش ان شاء الله هلاقيها بس دوري عليها عندك كويس يمكن عاملة مقلب ومستخبية
اغلق إسلام الخط ترك الورشة راكضا الي دكان أبيه
هتف بنبرة سريعة متلهفة، يتنفس بصعوبة من الركض: الحق يا حج مش لاقيين بدور
انقبض قلب طه قلقا يهتف بفزع: يعني ايه مش لاقينها
قص اسلام عليه ما قالته له والدته
انطلق كل منهم يبحث في اتجاه.

بينما وفي الاعلي كانت سعاد تقلب البيت على بدور كأنها فأر صغير، حتى انها كانت تبحث في ادارج الدولايب الصغيرة عنها
امسكت لينا هاتفها واتصلت بخالد تستنجد به
لينا بلهفة: الو، ايوة يا خالد الحقنا بدور مش لاقينها
هتف بهدو: حد جنبك
تعجبت من سؤاله نظرت حولها فلم تجد احدا: لاء ما فيش
خالد: ما تخافيش بدور معايا
لينا بلهفة: معاك، معاك ازاي وانتوا فين وهي اصلا خرجت ازاي واسلام ما شفهاش.

خالد: هحكيلك كل حاجة لما اجي، اهم حاجه دلوقتي، مش عايز اي حد يعرف ان بدور معايا
سألته بتعحب: ليه
خالد: هفهمك كل حاجة لما اجي، ما تنسيش يا لينا ما تقوليش لحد
لينا: حاضر، حاضر مع السلامة
خالد: سلام
اغلقت الخط تتنهد بارتياح عندما علمت ان الصغيرة مع خالد ولكنها تعجبت بشدة لما رفض أن تخبرهم بانها معه
لينا في نفسها: ، انا مش فاهمة حاجة خالص ااااه من دماغك يا ابن السويسي هتجنني، بس الحمد لله ان بدور بخير.

ظلت سعاد تصرخ وتنوح وتبكي وهي تنادي على بدور وبجانبها رحمة تواسيها وقفت لينا بعيدا تنظر لها بشفقة بصعوبة سيطرت على فمها حتى لا تخبرهم، تعرفه جيدا لا تخفي شيئا الا لأمر هام وخطير
هتفت في نفسها: يااارب ترجع على طول يا خالد
حل الليل دون جديد ودون أثر للصغيرة بدور
اتصل خالد بإسلام
خالد بقلق: أيوة يا اسلام، لقيتوا بدور، لينا اتصلت بيا وقالتلي أنها تاهت.

تنهد بتعب: لاء يا باشا لسه انا هتجنن عليها عارف هي راحت فين ولا عاملة ايه
نظر خالد لبدور الصغيرة التي تقفز وهي ممسكة بيده، تأكل المثلجات بسعادة
خالد: إن شاء الله هي كويسة ما تخافش، انا هتصل بواحد زميلي في الداخلية اخليه يساعدكوا
اسلام بلهفة: يا ريت يا باشا، هيبقي جميل في رقبتي هشيلهولك العمر كله
خالد: ما تقولش كدة يا ابني، أنت زي اخويا، وبدور زي بنتي، صحيح انت فين.

اسلام: انا بدور في المستشفيات، وابويا بيدور في الأقسام
خالد: لو عرفت اي جديد طمني
إسلام: حاضر يا باشا، مع السلامة
اغلق خالد الخط، نظر لبدور حينما قالت بنعاس: بابا خالد انا تعبت وعايزة انام
ابتسم يربط على شعرها برفق: حاضر يا حبيبتي هنروح دلوقتي
اتصل بلينا فأجابت سريعا
لينا بلهفة: ايوة يا خالد انت ما جتش لحد دلوقتي ليه وفين بدور
خالد ضاحكا: يا بنتي اخلصي من شخصية وكيل النيابة دي بقي.

هتفت بضيق: انت كمان بتهزر يا خالد، طنط سعاد هتموت من القلق على بدور
خالد: هي عندك
لينا: لاء راحت شقتها من شوية
خالد: طب انا قدامي عشر دقايق وابقي عندك افتحي باب الشقة من غير ما تنطقي ولا كلمة
هتفت سريعا: حاضر، حاضر بس ما تتأخرش
اغلقت الخط متجهه ناحية باب المنزل فتحت جزء صغير منه
لتجده يدخل في لحظات يغلق الباب خلفه سريعا، أسرعت تضم الصغيرة تهتف بعتاب: كدة يا بدور، كدة تقلقينا عليكي.

هتف بحزم: خدي بدور تنام يا لينا، هي تعبانة وعايزة تنام، وما تسأليهاش عن حاجة
هزت رأسها إيجابا، امسكت بيد الصغيرة
دخلت الي غرفتها جلست بجانبها الي ان نامت فانسحبت بهدوء وخرجت من الغرفة وجدته جالسا على الاريكة يدخن احدي سجائره وينظر امامه بشرود
لينا بهدوء: خالد
رفع نظره نظراته جامدة هادئة، ألقي السيجارة يسحقها تحت حذائه، اشار لها أن تذهب وتجلس بجانبه، فعلت ما طلب، هتف بهدوء: هفهمك كل حاجة.

نظرت له باهتمام وهو يخبرها ما قالته له بدور لتشخص عينيها بخوف وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها الفزعة من الخروج: مش معقول طنط سعاد تعمل كدة في بدور، لاء طبعا مش معقول
خالد: الست الي جاتلها هي السبب
لينا: الست دي شكلها مرعب، وكانت بتبص لوليتا بصات تخوف.

هب يهتق بحدة: وحياة امها لاندمها على اللحظة اللي بصت فيها لبنتي، الست دي نهايتها على ايدي هي الي بتزرع في دماغك الستات الافكار القذرة دي وعشان الستات الي عايشين هنا غلابة بيصدقوها
أمسكت بذراعه تهدئه: طب احنا مش هنقول لمامتها انها هنا
خالد: لاء، لما اتكلم مع اسلام وعم طه الأول
لينا: ماشي يا حبيبي، مش هتيجي تنام
خالد: روحي انتي نامي جنب بدور وأنا هنام هنا، تصبحي على خير
لينا: وأنت من اهله.

دخلت الى غرفتها، جلست بجانب بدور تمسد على شعرها بحنان، اشفقت عليها مما سمعت وحدث لصديقتها، لتجد فجاءة جسد الصغيرة يتنفض بشهقات باكية وهي نائمة: لاء، لاء الحقني يا بابا هتدبحني، هتدبحني
انتفضت لينا تهدئها سريعا: بدور حبيبتي، اهدي يا حبيبتي دا كابوس
اخذتها بين ذراعيه بحنان تمسد على شعرها، سمعت دق على باب الغرفة
خالد: لينا، ممكن ادخل
لينا: تعالا يا خالد.

فتح الباب ودخل متجها ناحيتهم فخرجت بدور من حضن لينا وارتمت بين ذراعيه
بدور باكية: بابا خالد، مش تخليهم يدبحوني
خالد: ما تخافيش يا حبيبتي، ما حدش هيقدر يلمس شعرة منك وانا موجود، ما تخافيش يا حبيبتي، ما تخافيش يا سما!
بابا مش هيخليهم ياخدوكي مني تاني
شخصت عينيها بذهول، هل يظن ان بدور هي ابنته سما المتوفية.

ظلت بدور بحضن خالد الي ان نامت فوضعها برفق على الفراش وضع عليها الغطاء وخرج من الغرفة وسط ذهول لينا وصدمتها
تأكدت لينا ان بدور نائمة فخرجت من الغرفة تبحث عنه فوجدته يقف في الشرفة يدخن السجائر، كادت ان تدخل عندما تذكرت تحذيراته الصارمة بشأن خروجها للشرفة فوقفت خارجا
لينا: احم، خالد
لف رأسه اليها، ثم عاد ونظر امامه يتفحص الشارع والبيوت حوله بعينيه ليقول
خالد: ادخلي يا لينا ما فيش حد في الشارع.

دخلت ووقفت بجانبه تنظر إلى الشارع الفارغ من المارة، وتلك الورشة المقابلة لهم وهي مغلقة، وجهت نظرها لخالد الذي يقف هادئا يدخن سيجارته
لينا: مش انت قولتي انك هتبطل السجاير
خالد: بعدين، انا مخنوق ومحتاج حاجة اخرج فيها غضبي وهنا ما فيش بوكس ( ملاكمة)
اخذت نفس عميق تستعد لما ستقول: خالد، بدور مش
خالد مقاطعا: بدور مش سما، انا لسه ما اتجننتش
تلعثمت بارتباك: اصلك انت يعني.

خالد مقاطعا: قولتلها يا سما عارف، انا ما قدرتش احمي سما يا لينا، لو كانت سما عايشة كانت بقت قد بدور دلوقتي، كان نفسي اخدها في حضني وهي عايشة كان نفسي أسمعها بتقولي بابا
فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا يهتف بحرقة: عارفة، كل ما افتكر ان الكلاب دول عروا جسم بنتي دبحوها نار بتجلد كل حتة فيا.

ربطت على كتفه بحنان: خالد، ما تحملش نفسك فوق طاقتها انت ما كنتش تعرف اصلا أن عندك بنت، الغلط مش عليك الغلط على رحاب عشان ما قالتلكش
هتف بحدة: لاء انا الغلطان، انا ما اعرفتش احميها، طفلة عندها سبع سنين اتخطفت واتدبحت وسرقوا أعضائها، انتي متخيلاها وهي بتصرخ وهي بتعيط متخيلاها وهما بيقطعوا هدومها وبيعروا جسمها، انتي عمرك ما هتحسي بالنار الي جوايا
تركها وخرج من الشرفة جلس على الأريكة يخفي وجهه بين كفيه.

ذهبت خلفه جلست على ركبتيها بجانبه ارضا هتفت برفق: فاكر يا خالد لما قولتي انتي مش بس مراتي، انتي حتة مني صدقني يا خالد انا حاسة بالنار اللي جواك، بس الي أنت بتعمله في نفسك دا مش هيرجع الي راح
سما في مكان أحسن بكتير من الدنيا دي
سما في مكان ما فيهوش خوف ولا ألم ولا حزن
رفع وجهه لها فرأت تلك الدموع الحبيسة بعينيه، مدت يدها تمسك بكف يده تقبلها.

لينا بحنان: عشان خاطري بلاش الدموع دي أنت قولت قبل كدة مش خالد السويسي الي يعيط، عشان خاطري ما تعملش في نفسك كدة
هبط امامها يلقي برأسه بين ذراعيه يضمها بشدة شعرت ان عظاهما تكاد تتفتت من عناقه الساحق ولكنها تحملت ولم تنطق
خالد بألم: اوعي تسبيني يا لينا، اوعي في يوم تفكري تسبني حتى لو انا قولتلك كدة، انتي الحاجة الوحيدة الحلوة الي في حياتي
هتفت بحنان وهي تمسد على شعره: عمري ابدا ابدا ما هسيبك يا خالد.

ارتفع أذان الفجر في الجامع القريب من البيت
لينا مبتسمة: الفجر بيأذن ايه رأيك نصلي جماعة
ابتعد قليلا عنها يقبل جبينها بامتنان: ربنا يخليكي ليا، يلا قومي اتوضي
هزت رأسها إيجابا، قامت متجهه الي المرحاض، توضأت وارتدت اسدال أزرق بلون عينيها
خرجت له وجدته انتهي من الوضوء ويقف في الغرفة يفرد سجادة الصلاة
همست بخفوت: احم، انا خلصت.

رفع عينيه ينظر لها مطولا صدقا لم يستطع أن يحيد بعينيه عن هالة البراءة التي طغت المكان وجد لسانه يتحرك يهتف بعشق
وقف البدر متفاخرا قال من يضاهيني جمالا أنا المنير في ظلام الليل لا جمال بعد جمال نورِ فلما رائكي رجع خائبا وقال هي بدر البدورِ
اخفضت عينيها خجلا وجنتيها على وشك الانفجار من الخجل همست بخجل: ممكن تبطل تكسفني بقي
هتف بحالمية: ابعدي سحر عينيكي عني وأنا أبطل اكسفك.

همست بغيظ من الخجل: يوووه بقي ما فيش فايدة فيك
خالد ضاحكا: خلاص خلاص، يلا عشان نصلي
وقف اِمامًا لها، بدأ يصلي وهي خلفه، إلي أن انتهوا
همست بسعادة: تقبل الله
ابتسم برفق: منا ومنكم، ايه رأيك لما المشكلة دي تخلص نطلع نعمل عمرة نبدأ من جديد
لينا بسعادة: بجد
هز رأسه إيجابا يؤكد كلامه: بجد يا حبيبتي ايه رايك
هتفت بسعادة: موافقة جدا جدا جدا جدا.

خالد مبتسما: تتحل المشكلة دي وترجعلي فلوسي وهنطلع نعمل عمرة على طول، يلا بقي روحي نامي شوية
لينا مبتسمة: حاضر تصبح على خير
خالد مبتسما: وأنتي من اهله
ذهبت الى غرفتها خلعت اسدالها، استلقت بجانب بدور تبتسم بسعادة اغمضت عينيها لتنام لتعاود فتحهما سريعا هبت من على الفراش متجهه ناحية حقيبتها الكبيرة واخذت ذلك المعطف الكبير، ذهبت ناحية الفراش واخذت احدي الوسادات وغطاء، حملتهم بصعوبة وخرجت له.

فوجدته ممدا على الارض يضع ذراعه تحت رأسه، كانت تعرف انه لن يستطيع النوم على الاريكة فهي صغيرة جدا عليه
لينا: احم، خالد
فتح عينيه ينظر لها باستفهام: ايه الي انتي جيباه دا
لينا: اكيد مش هسيبك تنام على الأرض خد مني الحاجة دي لو سمحت عشان تقيلة
اقام والتقط منها الغطاء والوسادة بينما اخذت المعطف وفردته على الارض
واخذت منه الوسادة ووضعتها عليه ثم وضعت الغطاء عليه
لينا مبتسمة: يلا تصبح على خير.

خالد: استني يا لينا مش دا البالطو الفرو بتاعك الي انتي بتحبيه، دا انتي ما بتخليش حد يلمسه، ازاي تفرشيه على الأرض
اقتربت منه تشب على أطراف أصابعها همس بخجل: انا بحبك أنت اكتر من اي حاجة في
الدنيا، لتقبله على خده وتفر هاربة الي غرفتها
خالد ضاحكا: بحبك يا مجنونة
في صباح اليوم التالي
استيقظت بدور، قامت تنظر حولها باستغراب فوجدت لينا نائمة بجانبها
بدور: ابلة لينا، ابلة لينا.

فتحت عينيها تبتسم بنعاس: صباح النور يا بدور
بدور مبتسمة ببراءة: صباح الخير، فين بابا خالد
نظرت لينا الي الساعة فوجدتها لا تزال الثامنة
لينا: بابا خالد، نايم برا تعالي يلا نروح نصحيه
خرجت لينا وبدور من الغرفة فوجدتا خالد نائم على الأرض تقدمت لينا منه بهدوء وجلست بجانبه وامسكت خصلة من شعرها تداعب بها انفه، كانت تظن انه نائم ولكنها وجدت نفسها فجاءة تجذب بشدة فسقطت بين ذراعيه.

فتح خالد عينيه وابتسم بمكر: تعالي بقي
اتسعت عينيها بفزع: خااالللد مممما ينفعش
اقترب منها حتى كاد ان، حينما سمع صوت يهتف بحدة من خلفه: كدة عيب يا بابا
انتفض خالد فزعا يبعد لنا عنه
خالد مبتسما بتوتر: احم، بدور حبيبتي عاملة ايه نمتي كويس
ذهبت بدور اليه وهي عاقدة ذراعيها امام صدرها تهتف بحزم: عيب يا بابا ولد يبوس بنت، ماما قالتلي كدة عيب
اخفض رأسه بندم مصطنع: أنا آسف يا بدور مش هعمل كدة تاني.

قاطعهم صوت طرقات على الباب
خالد بجد: لينا خدي بدور وخشي الاوضة
هزت رأسها إيجابا واخذت بدور ودخلت غرفتها
بينما ذهب خالد وفتح الباب ليجد اسلام يقف حالته رثة عيناه حمراء من قلة النوم تجمعت الهالات السوداء تحتها تبدو ملامحه في قمة الارهاق والتعب
اسلام بتعب: صباح الخير يا باشا انا اسف اني صحيتك بدري، انا بس كنت عايز اسأل حضرتك عن صاحبك الي قولتي عليه عرف اي معلومة عن بدور.

خالد: ادخل يا اسلام انا عارف بدور فين
وكأن الحياة عادت له بتلك الجملة نظر الي خالد بلهفة: عارف، طب هي فين، كويسة هي كويسة
خالد: هي بخير ما تقلقش المهم هات الحاج طه وتعالالي على هنا من غير ما تقول ولا كلمة لو عايز بدور ترجع
إسلام سريعا: حاضر، حاضر
دلف خالد الي المنزل وترك الباب مفتوحا دقائق ودخل طه بلهفة
طه بلهفة: خير يا ابني اسلام بيقولي ان عندك اخبار كويسة
خالد: اقعد يا حاج وهفهمك كل حاجة.

جلس طه على احد الاريكتين بجانبه إسلام وجلس خالد على الاريكة المقابلة لهم
خالد: هي الست ام اسلام عاملة ايه دلوقتي
اسلام: ما نمتش طول الليل وعمالة تعيط
خالد: ليه
كان سؤال غريب مفاجئ نظرا له بدهشة فوجداه ينظر لهما بهدوء ينتظر الإجابة
طه: عشان بنتها عارف يعني ايه بنتها ضاعت ومش عارفة هي كويسة ولا لاء عايشة ولا لاء
ام اسلام بتحب بدور أكتر من نفسها
خالد: طالما بتحبها اوي كدة ليه كانت عايزة تسلمها للموت.

طه بدهشة: موت، موت ايه الي انت بتقول دا، الكلام دا مستحيل
خالد: بص يا عم طه من غير كلام كتير، الست سعاد والدة بدور كانت عايزة تعمل عملية ختان لبدور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة