قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

خالد: بص يا عم طه من غير كلام كتير، الست سعاد والدة بدور كانت عايزة تعمل عملية ختان لبدور
جحظت عيني إسلام وطه ينظران لبعضهما بذهول، صدمة، فزع، تحدث إسلام بصدمة: مستحيل طبعا ان امي تعمل حاجة زي كدا في بدور
نظر طه لخالد يهتف بجد: الست إلى اسمها قبضة هي السبب صح
نظر إسلام لوالده بذهول: بابا انت عارف.

هز طه رأسه إيجابا بهدوء: الست دي جات ليها كام مرة قبل كدة تقنعها بالعملة السودا دي، طبعا عشان الفلوس، فامك قالتلي ساعتها انا اقسمت انها لو عملت كدة هطلقها، نظر ناحية خالد يهتف باستفهام: بس انت عرفت الكلام دا ازاي
خالد: من بدور نفسها، بدور يا بدور تعالي يا حبيبتي
تقدمت بدور بخطي مترددة من الغرفة.

ما ان وقعت عيني إسلام عليها حتى ركض ناحيتها ونزل امامها يعانقها بقوة، تنهد بألم يهتف براحة: الحمد لله، الحمد لله يا رب انك بخير، كدة يا بدور تعملي في سيمو كدة، دا انا كنت هموت من الخوف عليكي
بكت في صدره بخوف: سيمو، ماما والست الوحشة هيدبحوا بدور
هز رأسه نفيا بعنف: ابدا يا حبيبتي، سيمو مش هيخلي حد يأذي بدور ابدا
رفعت بدور رأسها عن صدره تبتسم ببراءة: بجد يا سيمو.

ابتسم يداعب خصلات شعرها بحنان: بجد يا حبيبتي، يلا روحي لبابا
فتح طه ذراعيه فارتمت بدور في صدره
طه: كدة يا بدور، انا زعلان منك
بدور باكية: بابا انا كنت خايفة اوي
طه: ما تخافيش يا حبيبتي بابا مش هيخلي حد ابدا يخوف بدور، رفع نظره لخالد
صحيح انت لاقيتها فين يا ابني
قص عليه خالد ما حدث بالأمس
سأله إسلام بتعجب: طب ليه لما اتصلت بحضرتك قولت ما تعرفش هي فين.

خالد: كنتوا عايزكوا تجربوا احساس يعني تضيع منك بنتك ومتبقاش عارف هتشوفها تاني ولا لاء، مش دا بالظبط إلى والدتك عايزة تعملوا فيها، معظم إلى بيخضعوا للعملية دي بيكون نهايتهم الموت، ارجو ان تفهم والدتك الكلام دا
اسلام: اكيد طبعا، يلا تعالي معايا يا بدور
خالد: لاء خلي بدور هنا، ويلا بينا احنا ننزل اعتقد ان لينا عايزة تتكلم مع والدتك شوية.

وافق الجميع على اقتراحه، خرج طه وإسلام وذهبا إلى منزلهم بينما، دخل خالد إلى غرفة لينا
خالد: حبيبتي انا نازل الورشة، وام اسلام هتيجلك دلوقتي انتي عارفة طبعا انتي هتقوليلها ايه
هزت رأسها إيجابا بتفهم، فقبل جبينها بدل ملابسه ونزل سريعا.

في شقة اسلام
دخل طه يصيح بغضب: سعاد انتي يا هانم
اسلام: أهدأ بس يا بابا
هرولت سعاد اليهم تهتف بلهفة باكية: ها يا طه لقيتوا بدور
نظر لها طه بقسوة ملامحه متجهمة غاضبة هتف بحدة: قبضة كانت بتعمل ايه هنا يا سعاد
بلعت ريقها بذعر تهتف بتلجلج: هاااا، مااا فيش.

قبض على مرفقها يهتف بحدة: انت ليه مصرة تضيعي بدور منك، بدور سمعتك وانتي بتتفقي مع قابضة عشان تدبحوها من ورايا عشان كدة هربت من الخوف، تفتكري بنتك هترجع تثق فيكي تاني
لطمت خديها تصيح باكية: هي السبب منها لله فضلت تزن على وداني، وتقولي كدة بتحميها وتحافظي عليها، وولاد الحرام مش هيسبوها في حالها.

رمقها بازدراء يصيح بحدة: فانتي ببساطة قررتي تدبحي براءة بنتك عشان كلام مالوش لازمة، التربية الصح هي إلى هتحافظ على بدور لما تفهميها ايه الحلال اللي ربنا هيجزيها عنه خير وايه الحرام اللي رينا هيعاقبها لو عملته، بدل ما تصاحبيها قررتي تقتليهت بدل تعرفيها امهات المؤمنين كانوا بيعملوا ايه، تحببيها في الحجاب والصلاة والقرب من ربنا لاء قررتي تضحي بيها عشان شوية افكار زبالة زرعتهم الولية اللي اسمها قبضة في دماغك.

اطرقت رأسها بخزي تنتحب ندما: انا اسفة يا طه والله ما هعمل حاجة، بس ابوس ايدك ورجلك رجعلي بنتي، رجعلي بنتي يا طه، وحياة اغلي حاجة عندك
تدخل اسلام يهتف سريعا حتى يخفف عن والدته: بدور عند خالد باشا، لولا انه شافها امبارح بالصدفة وهي خارجة من العمارة كان زمانها ضاعت
هرولت سعاد خارج شقتها تدق على باب الشقة المقابلة بلهفة.

فتحت رحمة سريعا فاندفعت سعاد للداخل تنادي على ابنتها بلهفة: بدور انتي فين يا بنتي، يا بدور، انتي فين يا قلب أمك
خرجت لينا وخلفها بدور المتشبثة بيدها، تنظر إلى والدتها بخوف
سعاد باكية: بدور يا قلب أمك تعالي يا بنتي في حضني
هزت بدور رأسها نفيا بخوف: لاء انتي هتوديني للست الشريرة إلى لابسه أسود
سعاد سريعا: لاء يا بنتي والله مش هوديكي لحد ما تخافيش.

هزت بدور رأسها نفيا مرة اخري رفعت نظرها للينا تتحدث بخوف: هو بابا خالد فين
بابا خالد اهو
التفتا لمصدر الصوت فوجودا خالد يدخل إلى المنزل
ابتسم باحراج: معلش ازعجتكوا بس اصلي نسيت الموبايل، لينا هتلاقيه على السرير
هزت لينا رأسها إيجابا ودخلت إلى الغرفة
وجه حديثه لبدور ابتسم برفق يصفق بيديه ببطئ: بدور اجري يلا على حضن ماما
ابتسمت له ببراءة لتركض تختبئ داخل صدر والدتها.

سعاد باكية: أنا آسفة يا بنتي والله مش هخلي حد يأذيكي ابدا ابدا
احضرت لينا الهاتف لخالد فأخذه ونزل وتركهم واغلق الباب خلفه
وقفت تنظر لهم بصمت بضع دقائق، قبل ان تحمحم بحرج
لينا مبتسمة: احم، حمد لله على سلامة بدور
رفعت سعاد وجهها اليها وقالت بابتسامة من بين دموعها: ربنا يخليكوا يا بنتي، انا مش عارفة اشكركوا ازاي لولا جوزك شافها بالصدفة كان زمانها ضاعت مني.

لينا مبتسمة: الحمد لله جت سليمة، ممكن نتكلم انا وحضرتك شوية، نادت بصوت عالي، دادة، يا دادة
جاءت رحمة اليها: ايوة يا بنتي
لينا مبتسمة: خدي يدور معلش تلعب مع لوليتا شوية
رحمة مبتسمة: تعالي يا ست بدور
ظلت لينا تنظر اليهم إلى ان ابتعدا للداخل فذهبت وجلست بجوار سعاد على الأريكة
لينا مبتسمة: طنط سعاد هو حضرتك عارفة انا بشتغل ايه
سعاد: لاء والله يا بنتي ما اعرف.

لينا مبتسمة: حضرتك، انا الدكتورة لينا الشريف معايا ماجيستير في الجراحة العامة
اتسعت عيني سعاد بدهشة: بسم الله ما شاء الله، يعني انتي دكتورة
لينا: ايوة يا افندم، فعشان كدة عايزة حضرتك تسمعيني
بدأت لينا تشرح لها اضرار تلك العملية، وما يتبعها بعد ذلك ان نجت الضحية من الموت من اضرار نفسية وجسدية بشعة
بعض، واخدين بالكوا من كلمة بعض، اضرار عملية الختان.

1. خلل بأحد أهم وظائف العضو التناسلى للفتاة، وهى الحماية من الميكروبات والجراثيم.
2. حجب إفرازات الغدد الدهنية والتى تعمل على حماية الجلد من ملامسته للبول والإفرازات الحمضية للمهبل.
3. حدوث نزيف للفتاة بعد عملية الختان قد يؤدى إلى وفاتهن إن لم يستطع أحد وقفه.
4. ألم شديد فى أدق منطقة حساسة بجسم الفتاة
5. حدوث تلوث وعدوى والتهابات حادة نتيجة الآلات غير المعقمة والمستخدمة فى العملية.

6. صدمة عصبية ونفسية لأن غالبية هذه العمليات تتم للفتيات وهى مستيقظة لا يستخدم فيها البنج.
7. القلق المستمر بسبب الفزع الذى تكون بداخلها وهناك فتيات يحلمن بهذا المشهد فيما بعد.
8. الخوف من الزواج نتيجة ما حدث لها أثناء العملية.
انصتت لها سعاد جيدا كانت تهز رأسها علامة على تفهما ما تقول
لطمت سعاد بيدها على صدرها بعدما انتهت لينا كلامها
سعاد بصدمة: يا نهار اسوح، معقولة كل دا بيحصل.

لينا: وأكتر من كدة كمان فياريت حضرتك تشيلي الفكرة دي خالص من دماغك لسببين الاول انا لسه شرحاه لحضرتك والتاني
أن خالد مش هيسمحلك تعملي كدة
خالد بيعتبر بدور بنته ومش هيسمحلك تأذيها ابدا
هزت رأسها نفيا سريعا: خلاص يا بنتي انا عمري ما اقصد آذي بنتي ابدا، بس الولية الحرباية دي هي السبب منها لله عارفة لو شوفتها تاني هديها بالي في رجلي
لينا: اكيد الست دي ساكنة بعيد عن المكان هنا صح.

سعاد: لاء ولا ساكنة بعيد ولا حاجة دي ساكنة على اخر الشارع قدام الجزار في بيت رقم، في الدور الارضي
ابتسمت لينا بهدوء قبل ان تتذكر كلام خالد.

Flash back
خالد: لينا، ام اسلام هتيجلك دلوقتي انتي عارفة انتي هتقوليلها ايه صح
هزت رأسها إيجابا بتفهم
خالد: صحيح عايزك تعرفي منها الست دي ساكنة فين
عقدت حاجبيها باستفهام: ليه يا خالد
خالد: هقولك بعدين، ما تنسيش اعرفي منها العنوان وابعتهولي في رسالة اول ما تعرفيه
لينا: حاضر
غمز بعبث: أحبك وأنت مطيع، بقولك ايه ما تجيبي واحدة مشبك
نظرت له بدهشة: انت عايز مشبك، هتلاقيه على الحبل دادة رحمة بتحطهم هناك.

خالد ضاحكا: ما شوفتش في هبلك انا مش عايز مشبك من دا
لينا: اومال ايه المشبك دا
خالد مبتسما بخبث: دا
بدور غاضبة: تاني يا بابا تاني، يا بابا عيب، عيب ولد يبوس بنت، عيب كل شوية اقولك عيب، عيب
هتف بدهشة: أنا آسف يا بدور، اعتبريني عيل وغلط
بدور غاضبة: بس انت مش عيل انت كبير وطويل، مامتك مش قالتلك عيب تبوس بنت
همس بصوت منخفض: البت دي جاية تربيني
خالد: لاء طبعا قالتلي ومش هعمل كدة تاني وهبقي شاطر واشرب اللبن.

اما لينا فكانت تقف تكبح ضحكاتها بصعوبة على هذا المشهد الكوميدي بين خالد وبدور
خالد: احم طب اخلع، بس لما ارجع هاخد المشبك بتاعي سلام
فاقت لينا من شرودها على صوت سعاد تنادي عليها
لينا: هااا
سعاد مبتسمة بخبث: اللي واخد عقلك
ابتسمت بارتباك: لاء ابدا ما فيش حاجة انا ثواني هعمل حاجة وجاية
اسرعت إلى غرفتها وامسكت هاتفها وكتبت العنوان في رسالة قبل ان تنساه وارسلته إلى رقم خالد الذي دونته
باسم
(حبيبي).

في الأسفل، شكر طه خالد كثيرا عليما فعل ثم تركه وذهب إلى دكانه
وبدأ خالد وإسلام عملهم إلى ان قاطعهم
محمد: سلام عليكم
خالد مبتسما: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، جاي في ميعادك مظبوط
محمد بقلق: قلقتني عليك افتكرت ان في حاجة حصلتلكوا لما قولتي تعالا ضروري، خير يا ابني انت كويس
خالد ضاحكا: ممكن تبطل دور أمي إلى انت متقمسة، شوية كدة هتقولي شاكلك خاسس
محمد ضاحكا: تصدق شكلك خاسس.

تعالت ضحكات الأخوين على سخافتهم المعتادة
محمد: والله وحشتني يا خالد
فتح خالد ذراعيه واردف بمرح: خش في لحم أخوك يا فواز
عانق الصديقان بعضهما بود، جلسا يتحدثان
محمد: خير يا خالد في ايه
خالد: هقولك
ثم بدأ يقص له كل ما حدث منذ ان رأي بدور تخرج من المنزل إلى ما حدث صباحا
محمد بصدمة: هما لسه بيفكروا بالعقلية المتخلفة دي.

خالد: أنت عارف ان احنا في حارة شعبية معظم الستات إلى فيها مش متعلمات والست دي بتلعب على نقطة الشرف إلى هو أغلي حاجة عند اي حد
محمد غاضبا: وحياة امها لوريها النجوم في عز الضهر، ما تعرفش اسمها ايه
خالد: اسمها قبضة
اتسعت عيني محمد بفزع: سلام قولا من رب رحيم دا اسم بني آدمه، طب انا هدور عليها لحد ما اعرف هي ساكنة فين
خالد: انت لسه هتدور يا اخويا العنوان معايا
محمد: طول عمرك برنس، جبته ازاي بقي.

خالد بثقة: مصادري الخاصة يا ابني، انا هبعتلك العنوان في رسالة ومش عايز اشوفها تاني تمام
محمد: ما تقلقش خالص
خالد: عايزها تخرج بزفة
محمد: ومزمار لو عايز وحياتك
خالد: كدة تمام، متشكر يا صاحبي
محمد مبتسما: على ايه يا ابني
خالد: هو لسه مسافر
محمد: آه والله العظيم يا خالد لسه، لما قولتي اتصل على سراج قلبت الدنيا عليه لحد ما عرفت أنه واخد اجازته السنوية ومسافر عند بنته في النمسا، هيجي امتي بقي مش عارف.

هز رأسه إيجابا بشرود ليستأذن محمد بعد قليل ذاهبا إلى عمله.

في الأعلي، بعدما أصبح كل شيء على ما يرام
جلسوا جميعا في منزل لينا يتناولون الإفطار
سعاد: صحيح، عارفة المستوصف إلى في آخر الشارع
هزت لينا رأسها نفيا
سعاد: ما علينا انا هبقي اوريهولك المهم يا ستي انا كنت في المستوصف دا من يومين كدة، احسن بعيد عنك ركبي نائحة عليا خالص، المهم يا ستي وانا هناك سمعت بالصدفة ان المستوصف ما فيهوش دكاترة وعايزين دكاترة يشتغلوا فيه
لينا: تمام بس انا ايه علاقتي بالموضوع دا.

سعاد: انتي مش دكتورة، روحي قدمي واكيد هيقبلوكي اهو تساعدي جوزك في المصاريف
نظرت لينا إلى رحمة لينفجرا في الضحك
حتي ادمعت عيني لينا
لينا ضاحكة: والله يا طنط حضرتك دمك خفيف خالص
سعاد بضيق: انت بتضحكي ليه، انا قولت حاجة تضحك
رحمة ضاحكة: انتي عايزة لينا، تروح تقول لخالد باشا انها عايزة تشتغل
مصت سعاد شفتيها بضيب: آه يا اختي وماله.

بصعوبة سيطرت لينا على نوبة ضحكها امسكت هاتفها وفتحت البومات الصور عليه واعطت الهاتف لوالده اسلام
لينا: شايفة المستشفى إلى قدامك دي
سعاد بدهشة: آه دي حاجة عليوي خالص
لينا: المستشفى دي بتاعتي
اتسعت عيني سعاد بصدمة: بتتاعتك بجد
لينا: آه بتاعتي، بابا لما رجعت من السفر كان بنهالي، كهدية وعشان ارجع واستقر هنا وما اسفرش تاني
سعاد: ودي بردوا اتقفلت
هزت لينا رأسها نفيا: لاء دي ملكي أنا.

سعاد: طب ما تشتغليش فيها ليه
لينا: من قبل ما ممتلكات خالد يتحجز عليها بكتير كنا على طول انت وهو بنتخانق بسبب موضوع شغلي، كان دايما رافض وبيقولي نفس الجملة، لما ما ابقاش قادر اصرف عليكي ابقي انزلي اشتغلي، فلو قولته دلوقتي اني عايزة ارجع اشتغل في المستشفى، هيحس ان انا بعيروا و لا بعجزوا فبلاش أحسن.

سعاد: طب ما المستوصف دا مالوش علاقة بالمستشفي، يعني هو لو هيضايق من شغلك في المستشفى خلاص قوليله على الشغل في المستوصف واهو جنبنا اهو، بردوا تخفي عنه حمل المصاريف شوية
عقدت حاجبيها تفكر: لما يجي من الورشة هقوله.

بعد عناء كبير في الورشة اخيرا انتهيا في العمل في مقابل القليل من المال، صعد خالد إلي شقته، ليقابل وجهها المبتسم
لينا مبتسمة: حمد لله على سلامتك يا حبيبي
خالد بابتسامة متعبة: الله يسلمك يا حبيبتي
تهاوي بجسده على الاريكة بتعب
لينا: شكلك تعبان اوي
ابتسم بارهاق: شوية
لينا: احم، انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم
خالد: قولي يا حبيبتي
لينا: بعد الغدا، يلا اكيد انت واقع من الجوع.

اخذت يده وجلسا على الطاولة، بدأت ترتب في عقلها الكلام الذي يجب ان تقوله له حتى يقتنع بفكرة نزولها للعمل، نظرت إلى رحمة لتهز الاخيرة رأسها نفيا من هذه الفكرة
انتهوا من الغدا فحملت لينا ورحمة الاطباق ووضعتها في حوض الغسيل صنعت له لخالد الشاي
وعادت فوجدته جالس يداعب الصغيرة
لينا مبتسمة: ايوة يا ست لوليتا، الدلع كله ليكي لوحدك، الشاي
خالد مبتسما: تسلم ايديكي
لينا: ممكن بقي تجيب ست لوليتا عشان تأكل.

اعطاها الصغيرة فأخذتها ودخلت إلى غرفتها واطعمتها وظلت تداعبها إلى ان نامت الصغيرة فوضعتها في مهدها، اخذت نفسا عميقا وخرجت إلى حيث يجلس خالد
خالد: لوليتا نامت
هزت رأسها إيجابا
خالد: تعالي
ذهبت وجلست بجانبه تفرك يديها بتوتر
خالد: مالك يا حبيبتي
همست بارتباك: خالد، انا أنا
خالد: انتي ايه
لينا: صحيح، انا سعيدة ان مشكلة بدور اتحلت
خالد مبتسما: وانا كمان.

لينا: عارف طنط سعاد ما كنتش تعرف ان انا دكتورة، عارف بقي لما عرفت اندهشت جدا
خالد مبتسما: وايه كمان
لينا: عارف بقي قالتلي ان في مستوصف على أخر الشارع هنا، وبالصدفة عرفت منه انه محتاج دكاترة
خالد مبتسما: طب واحنا مالنا
لينا بارتباك: بس من غير ما تزعل ولا تضايق انت يعني بتيجي من الشغل تعبان خالص بتشتغل كل يوم حتى يوم الجمعة
خالد مبتسما: التعب كله بيروح أول ما بشوف عنيكي الحلوة دي.

لينا: بس انا عارفة انك بتتعب اوي يا خالد، وانا عايزة اساعدك شوية، فايه رايك لو روحت اشتغلت في المستوصف دا
اختفت الابتسامة من على وجهه لتبلع ريقها بخوف همست بتلعثم: صدقني يا خالد أنا بس عايزة اساعدك، مش عايزة ابقي حمل عليك
مسح وجهه بكف يده حتى يتفادي نوبة الغضب التي على وشك الدخول فيها
خالد بجمود: لاء
امسكت يده برجاء: بليز يا خالد وافق
خالد بجمود: انا قولت لاء يعني لاء.

لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد كل شوية لاء لاء، كل حاجة لاء نزول الشارع لاء، بص من الشباك لاء، فتح الباب لاء، حتى الشعل لاء انا زهقت من العيشة دي، انا مش أمينة يا سي السيد
هتف بحدة: صوتك ما يعلاش والآخر مرة يا لينا ما فيش شغل فاهمة ولا لاء
لينا غاضبة: لاء مش فاهمة
ثم تركته ودخلت إلى غرفتها غاضبة واغلقت الباب خلفها
خالد: استغفر الله العظيم يا رب
جاءت رحمة اليه من الداخل.

رحمة: براحة عليها يا ابني، هي والله مش قصدها حاجة هي بس عايزة تساعدك، والي كبرت الحكاية دي في دماغها بصراحة أم إسلام
هز رأسه إيجابا يزفر بضيق ثم تركها ودخل إلى غرفته فوجدها نائمة على الفراش وتخبئ وجهها تحت الوسادة
فابتسم على تلك الحركة التي كانت تفعلها وهي صغيرة عندما تغضب منه د ذهب واستقلي بجانبها يحتضنها فبدأت تتحرك بغضب لتخلص نفسها منه
ابتسم بمشاكسة: ما تحاوليش عشان مش هتقدري.

أزاح الوسادة من على رأسها
خالد مبتسما: البني آدمين الطبيعين بيناموا والمخدة تحت رأسهم مش فوقها
لينا غاضبة: قصدك ان انا مش طبيعية
خالد مبتسما: أحلي مجنونة شوفتها في عمري
كبحت ابتسامتها تهتف بغيظ
لينا: طب اوعي بقي عشان عايزة أنام
خالد: طب ما تنامي هو انا حوشتك
لينا بضيق: اوعي بقي، انا مش عايزة انام في حضنك
خالد: ماشي يا ستي
ابتعد عنها أولاها ظهره، اغمض عينيه يبتسم بخبث وبدأ يردد مع نفسه: 1، 2، 3
لينا: خالد.

اتسعت ابتسامته الخبيثة ولكنه اخفاها سريعا وتظاهر بالنوم
فبدأت لينا تهزه برفق: خالد، يا خالد اصحي خالد
خالد بنعاس: امممم، عايزة ايه
لينا بارتباك: هاااا، عايزة انام
خالد بنعاس: طب وانا مالي ما تنامي
لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد عايزة انام في حضنك
التفت اليها يرفع حاجبه بمكر: لا يا شيخة مش انتي لسه قايلة مش عايزة انام في حضنك
اندثت بين ذراعيه وقالت ببراءة: انا قولت كدة مش فاكرة الحقيقة.

ضحك عاليا على طفلته المشاكسة
لينا: وطي صوتك لوليتا هتصحي
خالد بصوت منخفض: تصبحي على خير
لينا: وانت من اهله، خالد
خالد: امممم
لينا: ينفع انزل الشغل
خالد: لاء، يلا بقي نامي وبطلي فرك
لينا بصوت منخفض: رخم
في صباح اليوم التالي
تناول خالد افطاره ونزل إلى ورشته، ما أن نزلها حتى وجد سيارة شرطة كبيرة ( بوكس)
تقف على مدخل الحارة، نزل منها محمد ومن بعده بعض العساكر، اشار محمد بيده إلى خالد علامة التأكيد.

ثم اشار الى العساكر فصعدوا خلفه إلى الشقة المطلوبة والقوا القبض على تلك السيدة الملعونة
لينتهي كابوس الفتيات المرعب في المنطقة ولكن مع الأسف لازالت تلك الظاهرة موجودة في بعض المجتمعات حتى ولو بنسبة قليلة يذهب ضحياها العديد من الفتيات ذنبهن الوحيد انهن فتيات
رغم وجود الكثير من القوانين الصارمة التي تجرم تلك العادة الإجرامية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة