قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

جلست جوار هدي على الأريكة الخلفية بينما جلس عزام جوار خالد في الامام انطلقت السيارة بسرعة معتدلة تخترق ظلام الليل الحالك
وضعت لينا الصغيرة النائمة على قدميها، لتنظر لهدي التي تنظر للفراغ بشرود تنساب دموعها رغما عنها لتسمحها سريعا
مدت يدها تربط على كتفها بحنان، انتفضت جسد هدي بفزع، لتهمس لينا لها بحنان؛ اهدي يا هدي، انتي كويسة
هزت رأسها ايجابا بالكاد استطاعت رسم ابتسامة صغيرة شاحبة على شفتيها.

كان عزام ينظر اليها من خلال مرآه السيارة الاماميه، اغمض عينيه بألم من حالها يشعر بالاشمئزاز من نفسه على ما فعله بها، أمسكت لينا برأس هدي تضعها على كتفها تهمس بحنان: نامي يا حبيبتي لسه بدري على ما نوصل
وضع رأسها على كتف لينا تغمض عينيها لتناسب دموعها العالقة بعينيها دون توقف
تنهد خالد بحزن على حالها، ليوقف سيارته جوار ذلك المحل، نزل منها ليغيب قليلا ومن ثم عاد وهو يحمل بعض علب المثلجات ( آيس كريم).

استقل السيارة تلك المرة بجانبهم على الأريكة الخلفية، اعطي لينا احدي العلب، ليربط على شعر هدي بحنان يهمس برفق: هدي، دودو، قومي يا حبيبتي
فتحت عينيها الحمراء المنتفخة من شدة بكائها تنظر له بألم، ابتسم بحزن يجذبها برفق ناحيته وضع علبة المثلحات بين يديها حمحم بحرج: أنا ما اعرفش بتحبيها بايه فجبتلك شكولاتة زي لينا، لو مش بتحبي الشوكولاتة اغيرهالك.

هزت رأسها نفيا تنظر للعلبة في يدها بشرود تتساقط دموعها بقهر، ليجذبها لصدره يهمس برفق: هتعدي، هتعدي والله أنا عارف أنها صاعبة عليكي بس هتعدي، انتي بس اهدي
القت تلك العلبة من يدها لتسقط ارضا تقبض على قميصه تبكي بقهر، تحاول كتم صرخاتها الذبيحة، ادمعت عيني لينا حزنا عليها
همس عزام بألم: خالد، أني مستعد اطلق هدي واروح أعترف في القسم اني اغت...

رمقه بنظرات نارية مشتعلة ليبتلع باقي حديثه، ينظر لهدي بألم صرخ في حدقتيه
بعد مدة طويلة نامت هدي على صدر خالد لينظر لعزام هامسا بحدة: اقعد مكاني وسوق وأنا هقولك تمشي ازاي.

هز عزام رأسه إيجابا سريعا ليستقل مقعد القيادة يمشي حسب تعليمات خالد، كانت تنظر له طوال الوقت لم تشعر بالغضب أو الغيرة حينما احتضن تلك الفتاة صدقا شعرت بالشفقة لما حدث لها، هي أكثر من يعرف وجعها فقد ذاقت ذلك العذاب من قبل، ولكن ما ضايقها بالفعل حنانه الزائد الذي يغمر به تلك الفتاة، بينما يحرمها هي منه، فقط القليل ما اصبحت تحصل عليه ضمت صغيرتها لصدرها تبتسم بحزن، رغم ما يفعل لا يمكنها سوي أن تعشقه بكل حالاته، رغما عنها بدأت تغمض عينيها تشعر بالنعاس يزحف لعينيها ببطئ، لتستلم للنوم بعد قليل، لتشعر به يلف حلته حول كتفيها برفق حتى لا تستيقظ اي منهما.

في الصعيد جلس مندور في غرفته ينظر للفراغ بشرود، ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه حينما يتذكر تلك الصغيرة ابنه حفيده التي أسرت قلبه ببرائتها، فاق على صوت عثمان يهتف بحيرة بعد ان دخل إلى الغرفة: اني ما عارفش يا ابوي إنت ليه وافقت على سفر عزام وهدي.

تنهد مندور يهتف برزانة: اكدة احسن، هما الاتنين محتاجين البداية دي، هدي لازم تبعد عن قسوة امها اللي ما شافتش غيرها طول عمرها، وعزام لازم يبقي راجل يكسب من عرق جبينه فلوسك الكتير هي اللي فسدته
زفر عثمان بحزن يهمس بخزي: اني حاسس اني في كابوس ما ممدقش إن ولدي يعمل اكدة في بت عمته
اني اللي غلطان ما عرفتش اربي من لأول، ورسمية اني ما عرفش ازاي تفكيرها يوصل بيها لاكدة.

كاد مندور أن يتحدث حينما سمعوا صوت ارتطام قوي من الخارج خرج عثمان يركض وخلفه مندور يستند على عكازه، وجدا رسمية متسطحة ارضا أسفل السلم يبدو أن سقطت من عليه يخرج الدماء من رأسها بغزارة
صرخ عثمان بفزع، بينما ظل يقف ثابتا لم تتغير تعابيره ابدا.

بعد شروق الشمس بقليل وصلت السيارة إلى الحارة اوقف عزام السيارة أمام مدخل العمارة
همس خالد بجد: الشقة في الدور الرابع خد شنطك أنت وهدي من شنطة العربية واطلع واحنا هنحصلك
كاد أن ينزل حينما سمع صوت خالد: استني، اشار إلى الورشة المغلقة: الورشة اللي قدامك هي دي اللي هتشتغل فيها من النهاردة هتبدا شغل
هز عزام رأسه إيجابا لينزل من السيارة.

اتجه بنظره للينا حينما بدأت تتململ بنعاس، فتحت عينيها تبتسم بنعاس كالطفلة الصغيرة تهمس بصوت مبحوح من النوم؛ احنا وصلنا
هز رأسه إيجابا لتتسع عينيه بدهشة حينما هبت سريعا تهتف بلهفة؛ طب انا عايزة اشوف شمس، اصلها وحشتني اوي اوي اوي
هز رأسه إيجابا، ينظر ناحية هدي يوقظها برفق: هدي، دودو، صح النوم، قومي يا حبيبتي وصلنا.

فتحت عينيها تفركها بنعاس تنظر حولها بصدمة لتغشي الدموع حدقتيها؛ يعني ما كنش كابوس، ما كنش كابوس، ابوس يدك يا خالد، ابوس رجلك أنا ما عيزاش اعيش معاه، ما هقدرش اشوفه، دا دبحني قوي يا خالد، نظرت ناحية لينا تهتف بتوسل: احب على يدك على لينا خديني معاكوا، وانا هعيش خدامتك طول عمري.

امسك كتفيها يهتف بحزم: هدي مش عايز اسمع الهبل دا تاني، خلاص اللي حصل حصل لو العياط هيرجع اللي راح كنا عيطنا كلنا، ادي لنفسك فرصة شهر واحد، لو ما قدرتيش تعيشي معاه اوعدك اني هطلقك منه، وكلمة شرف مني انه عمره ما هيتعرضلك بسوء تاني
لينا سريعا؛ يا خالد لو هي مش...
قاطعها يهتف بحزم: مش عايز اسمع ولا كلمة، اسمعي الكلام يا هدي لو فعلا واثقة فيا وعارفة اني عايز مصلحتك اسمعي كلامي.

ماذا في يدها هزت رأسها ايجابا باستسلام لتسمعه يهتف بمرح: أنا عايزك تطلعي عينيه تخليه يقول حقه برقبتي ماشي يا حبيبتي
ابتسمت بتصنع تهز رأسها ايجابا، بينما يصرخ قلبها من ذلك الحرج النازف داخله.

نزل من السيارة ومن بعده هدي لف ذراعيه حول كتفها يصعد بها لأعلي تاركا اياها داخل السيارة تنظر في أثره بشرود، نزلت خلفهم تصعد على سلم البيت، وقفت امام تلك الشقة تدق الباب برفق لتسمع صوت تلك السيدة قادما من الداخل: ايوة حاضر ياللي بتخبط
انتظرت قليلا لتري سعاد تفتح لها الباب هتفت بسعادة حينما رأتها تعانقها بقوة هي والصغيرة: لينا يا حبيبتي يا بنتي، وحشتيني وحشتيني اوي يا حبيبتي.

أغمضت عينيها ترتسم ابتسامة هادئة على شفتيها: وانتي كمان يا طنط وحشاني أوي، عاملة ايه وبدور وشمس اخبارهم ايه
سعاد مبتسمة؛ بخير يا حبيبتي كلنا كويسين، بدور راحت المدرسة من شوية وشمس جوا بتحضر الفطار اصلنا بنفطر كلنا مع بعض، تعالي خشيلها
أعطت الصغيرة لها دخلت إلى شقة سعاد ومنها إلى ذلك المطبخ الصغير تقترب من اختها المنهكمة في تحضير الطعام بخطوات هادئة بطيئة لتصرخ بمرح وهي تعانقها: شموسة وحشتيني اوي.

شهقت شمس من الخوف؛ هاااا، لينا اخيرا جيتي انتي ما تعرفيش وحشتيني قد ايه
قرص خدها برفق: طب اتصلي بيا طالما وحشتك
ابتسمت شمس بحرج: اصلي بصراحة مش معايا رقمك، وإسلام اتكسف يقول لجوزك يجيب الرقم
ابتسمت بحنان لأختها الصغيرة: طب هاتي يا ستي موبيلك اسجلك نمرتي، ولا اقولك هاتي نمرتك انتي أسهل وأنا هتصل بيكي
املتها شمس الرقم لتدونه لينا على هاتفها باسم ( شموسه ).

وضعت يدها على رأس اختها تداعب خصلاتها القصيرة الصفراء: قوليلي بقي يا ستي عاملة ايه مع إسلام
توهجت وجنتيها بخجل تهمس: بحبه اوي يا لينا، إسلام أحن واطيب إنسان في الدنيا دي كلها وطنط سعاد بجد ربنا يسعدها بتعملني ولا كأنها امي، بجد أنا ربنا راضي عني عشان اتجوزت راجل طيب زي إسلام
هتفت بصدق سعيدة من سعادته اختها؛ ربنا يسعدك دايما يا حبيبتي
نظرت شمس لها للحظات تهتف: انتي بقي مالك عينيكي حزينة ليه كدة.

ابتسمت تهتف سريعا؛ لا لا لا ما فيش حاجة خالص أنا كويسة جدا
شمس: لينا أنا صحيح عشت معاكي مدة قليلة بس انتي عاملة بالظبط زي الكتاب المفتوح سهل الواحد يعرف مالك
تنهدت بحزن تبتسم بتصنع: صدقيني أنا كويسة، أنا بس كنت قلقانة بقالي كتير ما شوفتكيش، شمس عشان خاطري ابقي تعالي زوريني، خالد ما بيرضاش يخرجني لوحدي، وهو اليومين دول مش فاضي خالص
شمس مبتسمة: حاضر يا حبيبتي
لينا سريعا: صحيح، مامتك واخوكي فين.

ابتسم شمس بامتنان: عمو راشد جه خدهم ماما قالتلي ان وداهم شقة حلوة اوي وكبيرة، وكمان قدم لعطي في مدرسة وبيبعتلهم مبلغ كبير كل شهر، بجد ربنا يباركله ويرزقه
لينا مبتسمة: عمو راشد طيب جدا وحنين، لتندثر ابتسامتها تهمس بألم: عكس بابا خالص
ابتسمت شمس ساخرة: في دي مصدقاكي اوي، تصدقي انه حتى ما فكرش يتصل بيا او يجيلي ولا مرة زي ما اكون مش فارقة معاه.

ابتسمت لينا بمرح تلكثها في كتفها برفق: خلاص بقي مش هنقلبها نكد، وركزي مع سيمو حبيب القلب، عايزة ابقي خالتو بقي
ابتسمت شمس بخجل تبسط يدها على معدتها تهمس بخفوت: اقولك على ايه
نظرت لينا ليدها التي تبسطها على معدتها بابتسامة واسعة تهتف بسعادة؛ انتي حا
وضع شمس يدها على فم لينا سريعا؛ هشش، انا لسه ما قولتش لحد أنا لسه اصلا عارفة امبارح.

ابتسمت لينا بخبث: ايوة يا عم عايزة تعمليها مفاجأة لسي سيمو، بس بجد أنا فرحانة اوي عشانك
عانقتها بقوة تهمس بحنان: مبروك يا شموسة ربنا يسعدك كمان وكمان.

في تلك الشقة التي كان يقطنها رشدي بعد رحيله أجر خالد بعد العمال اللذين قاموا بتجديد الشقة وجعلها كالجديدة وضع بها اثاث جديد واغلقها، دخل إلى الشقة يلف ذراعيه حول كتف هدي يحثها على السير، إلى أن اجلسها على احدي
المقاعد وقف أمامها يهتف بجد: بصي يا حبيبتي هنا فيه اربع أوض نوم، اختاري الاوضة اللي تعجبك
هزت رأسها ايجابا بشرود دموعها تتساقط رغما عنها، جلس بجانبها يتنهد بتعب: طب انتي بتعيطي ليه.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها: ما بقتش فارقة، اني ما شوفتش يوم حلو من يوم ما اتولدت، ودلوقت ما بقاش عندي حاجة اخسرها، كله راح
فتح فمه ليتحدث لتقم هي تتحرك بخواء كأنها فقط آلة اتجهت ناحية حقيبة ملابسها تحملها ومن ثم اتجهت ناحيته احدي الغرف دخلت لتوصد الباب عليها بالمفتاح
مسح وجهه بعنف، ليجد عزام يقف بعيدا ينظر لباب الغرفة المغلق بألم.

قام متجها اليه يربط على كتفه بحزم اخرج مفتاح الورشة يضعه في كف يده: مش هوصيك على هدي
هز رأسه إيجابا يهمس بحزن: ادعيلي بس هي تسامحني
القي نظرة اخيرة على باب غرفتها المغلق ليتركهم ويرحل نزل إلى سيارته، فلم يجدها اتسعت عينيه بذعر حينما لم يجدها في السيارة، للحظات أصابت بروده قارصة جميع أطرافه، تذكر جملتها ( شمس وحشتني اوي)
صعد يركض إلى اعلي مرة اخري دق على باب شقته التي يسكنها إسلام حاليا، لا مجيب.

ليتجه إلى تلك الشقة المقابلة يصفع بابها بقبضته بعنف
ليأتيه صوت سعاد تهتف بسخط: طيب ياللي بتخبط أنت بترزع كدة ليه هتكسر الباب
انتظر لحظات ليجد سعاد تفتح له الباب
ليهتف سريعا بلهفة: لينا هنا
هزت رأسها ايجابا: ايوة جوا تعالا
هز رأسه نفيا بهدوء؛ متشكر، معلش نديهالي.

كانت تثرثر هي وأختها تضحك بمرح لتندثر ابتسامتها حينما سمعت دقاته القوية، دخلت سعاد بعد دقائق: على عيني والله يا بنتي انك تمشي على طول كدة، بس جوزك عايزك
ابتسمت باصطناع تهز رأسها ايجابا لتودع اختها ومن بعدها سعاد: ابقي سلميلي على البت بدور كتير اوي
سعاد مبتسمة: حاضر يا حبيبتي خلي بالك انتي من نفسك، وكلي كويس شكلك هفتان اوي
ظلت تتلو عليها وصايا الأم الخائفة على ابنتها.

إلى أن وصلت لباب الشقة كان يقف هو نظر لها بحدة ما ان رآها ليقبض على رسغ يدها يجرها خلفه إلى سيارته دون أن ينطق كلمة واحدة
اجلسها في سيارته ليجلس خلف المقود
ظل صامتا بضع لحظات ليلتفت لها يصرخ بحدة؛ انتي ازاي تخرجي من العربية من غير ما تقوليلي
ابتسمت في نفسها ساخرة، ها هو يعود من جديد هتفت بهدوء: أنا قولتلك أن شمس وحشتني، إنت ما ادتنيش فرصة اكمل كلامي، خدت هدي في حضنك وطلعت.

هتف بسخط: اوعي تكوني غيرانة من هدي كفاية اوي اللي حصلها
همست بألم؛ أكيد لاء، أنا أكتر واحدة حاسة بوجعها
مسح وجهه بكف يده بعنف، ليدير محرك السيارة انطلق بهدوء، دون ان ينطق بكلمة واحدة
تحدث بهدوء بعد صمت طويل: كان قلبي هيقف لما نزلت العربية ومالقتكيش، خوفت ليكون حصلك حاجة ولا مشيتي ومش هشوفك تاني، صدقيني أنا عايش في رعب من فكرة أنك هتمشي ومش هشوفك تاني، انتي مش هتسبيني صح.

التفت بوجهه لها يهز رأسه إيجابا برجاء: صح، اني عارف اني ساعات كتير بقسي عليكي بس دا من حبي وخوفي...
قاطعه تهمس بألم: القسوة عمرها ما كانت دليل على الحب يا خالد القسوة بتولد الخوف، والخوف بيولد الكره، وانا مش عايزة اكرهك والله
شردت عينيه في الفراغ تلك الجملة سمعها من قبل تلك الجملة قالها له عمر قديما.

في حديقة فيلا جاسم تجلس فريدة بصحبة زينب تتحدث بحزن واضح من قسمات وجهها: مش عارفة والله يا زينب اعمل ايه جاسم خلاص اتجنن مش راضي يخليني اكلم البنت وخد مني الموبايل، وقطع الخط الأرضي، ومحرج على الشغالين أن هما يساعدوني، ومش راضي يخليني اروحلها، أنا قلبي بيتقطع عليها، كويس انك جيتي.

أخرجت زينب هاتفها من حقيبتها تهتف سريعا وهي تلتفت حولها؛ خدي بسرعة كلميها وانا هاجيلك كمان يومين اجبلك معايا موبايل ابقي خبيه عشان جاسم ما يشوفوش ولما يخرج ابقي اتصلي بيها
ابتسمت بامتنان تطلب رقم ابنتها بأصابع مرتجفة متلهفة، دقائق وسمعت صوت ابنتها.

في السيارة، سمعت صوت رنين هاتفها أخرجته لتقطب جبينها باستفهام حينما رأت الرقم: دي مامتك
خالد: طب ردي ليكون في حاجة
فتحت الخط سريعا تهتف: ايوة يا طنط
فريدة باكية: لينا يا حبيبتي وحشتيني اوي يا حبيبتي، انتي عاملة ايه وصحتك بتاكلي كويس
انسابت دموعها تهتف بعتاب: كدة يا ماما، كل دا ما تسأليش عني، نستيني خلاص.

فريدة باكية: لاء والله العظيم يا بنتي ابدا ابوكي مش راضي يخليني اكلمك هفهمك كل حاجة بس المهم دلوقتي، تعالي يا لينا انتي وحشاني اوي ونفسي اشوفك
هزت رأسها ايجابا سريعا: حاضر يا ماما هجيلك، مسافة السكة
ابتسمت فريدة بسعادة: هستناكي وهعملك كل الاكل اللي بتحبيه ما تتأخريش يا حبيبتي
اغلقت مع والدتها تمسح دموعها بعنف لتسمعه يسألها؛ هي امك بتتكلم من موبايل امي ليه
هتفت ساخرة: ايه خايف على رصيد مامتك.

صفعها على رقبتها من الخلف برفق: يا غبية دا معناه ان واحدة فيهم عند التانية
عبست بضيق تدلك رقبتها برفق: مامتك هي اللي عند مامتي
صممت للحظات تفكر لتنظر له تبتسم بخبث تهتف بدلال: خالد، لودي، حبيبي
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يردد بتهكم: خالد ولودي و حبيبي في جملة واحدة، عايزة ايه يا لينا.

ضربته بقبضه يدها على ذراعه برفق تهتف بضيق به بعض الدلال: اخس عليك، انت وحش، بقي انا ما بدلعكش غير لما اكون عايزة منك حاجة
صفعها مرة اخري على رقبتها يضحك بثقة: عيب عليكي، دا اللي ربي خير من اللي اشتري
وأنا مربيكي على ايديا وعارفك اكتر من نفسك
هتفت بضيق: يا عم بقي ايدك تقيلة، أنا عايزة اروح عند ماما بقالي كتير ما شوفتهاش
هز رأسه إيجابا بهدوء: ماشي هوديكي وأنا راجع من الشغل، هاجي اخدك.

اتسعت حدقتيها بدهشة: بالسهولة دي!
ابتسم بخبث يهز رأسه نفيا: لاء طبعا ما فيش حاجة من غير مقابل
ضيقت عينيها تنظر له بضيق: انتهازي عاوز ايه
ابتسم بحنان: ما تزعليش مني وتعتبري اللي فات مات ونبدأ من جديد
ابتسمت بسعادة تهتف سريعا: بجد، يعني مش هتقسي عليا تاني
رد ببطئ ليأكد كلامه: ابدا ابدا
ابتسمت بسعادة تهتف سريعا؛ طبعا موافقة، أنا بحبك اوي اوي اوي يا خالد.

بلع لعابه يتحدث بمكر: طب اتلمي بقي، عشان احنا في العربية وأنا ما عنديش اي مانع اننا نتمسك فعل فاضخ في الطريق العام
صرخت بغيظ تضربه بحقيبة يدها: انت قليل الأدب
ضحك بمرح عازما في نفسه على البدء من جديد دون خوف او قسوة.

دق باب غرفتها ليطمئن عليها، نظر إلى صينية الطعام التي يحملها في يده، لقد ظل يبحث كثيرا إلى أن وجد محل يبيع طعام جاهز
نادها بقلق حينما طال صمتها: هدي، افتحي يا هدي، طب خدي الوكل واقفلي تاني، هدي اكدة هيجرالك حاجة من قلة الوكل، هدي وحياة اغلي حاجة عندك افتحي.

انفتح الباب فجاءة ليجدها تقف أمامها عينيها حمراء كالدم بشرتها شاحبة شفتيها ترتجفان صرخت في وجهه بانهيار: بعد عني بقي يا اخي اني ما طيقاش ابص في وشي، ما طيقاش أحس أن نفسك معايا في نفس المكان، خلاص ما بقاش عندي غالي تحلفني بيه، ابويا مات قبل ما اتولد، وامي ما شوفتش منيها غير ظلم وقهر وقسية، حتي شرفي انت خدته، انت دبحتني، ما حدش فيكوا عيحس بالنار اللي جوا قلبي، عارف يعني تقعد مع الإنسان اللي قتلك في بيت واحد، تبقي مضطر تشوف أكتر إنسان بتكرهه في حياتك، بس عشان الفضيحة، الفضيحة اللي ماليش اي ذنب فيها، بس بردوا الغلط عندي اني، انت اقذر من الحيوانات، اني بكرهك يا عزام، بكرهك وبتمني موتك، وبكره جسمي اللي خدته غصب عني، سقطت على ركبتيها ارضا تصرخ بانهيار تشد شعرها تلطم بيديها على وجهها: يااارب، ياارب خدني بقي ياااارب، ياااارب أنت الرحيم، ارحمني بقي وخدني، اني ما هستحملش العذاب دا، ياارب.

رمقته بنظرة اشمئزاز واحتقار لتعود غرفتها صافعة الباب خلفها توصده عليها بالمفتاح جيدا.

في فيلا الشريف
دق باب الفيلا فذهبت الخادمة لتفتح فوجدت
الخادمة: مين حضرتك
الرجل: جاسم باشا موجود
الخادمة: ايوة موجود اقوله مين
الرجل: چو
الخادمة: طب اتفضل حضرتك
دخل ذلك الرجل ليتبعه ذلك الشاب والفتاو
وبعد قليل جدا خرج جاسم يبتسم باتساع: چو حمد لله على سلامتك يا صاحبي مقولتليش ليه انك جاي، كنت استقبلتك في المطار.

عانق جاسم يوسف الدهشوري صديقه58 عاما مهندس كمبيوتر هاجر هو وأسرته إلى امريكا منذ أكتر من عشرون عاما توفت زوجته بعد سفرهم بخمسة اعوام
إياد الأبن الاكبر يبلغ من العمر 33 عاما طويل القامة ذو جسد رياضي ضخم، يمتاز بشعره الاصفر الداكن المائل للبني وعيونه الخضراء.

أما اخته الصغري تمارا فتاة في 27 من عمرها فتاة رقيقة مرحة ذات قامة متوسطة وبشرة خمرية وعيون سوداء واسعة كعيون المها ورثتها عن ابيها وشعر اسود طويل غجري
ابتسم جاسم لاياد بغموض ليرد اياد الابتسامة ولكن بطريقة ساخرة متجها إلى احد المقاعد يضع قدما فوق اخري ليظهر حذائه الاسود اللامع، اخرج سيجارة الثمين يشعلها ببرود ينفث دخانها بتلذذ.

في الخارج اوصلها امام باب الفيلا قبل جبينها بحنان: خلي بالك من نفسك أنا هخلص على طول واجيلك
ابتسمت تهز رأسها ايجابا نزلت من السيارة، دخلت إلى الفيلا لتجد الخادمة ترتب تلك الطاولة التي كانت تجلس والدتها عليها بصحبة زينب: اومال ماما فين
الخادمة؛ في المطبخ هي وزينب هانم
ابتسمت تهز رأسها ايجابا، لتعدل من وضعية صغيرتها على ذراعها متجهه إلى داخل.

الفيلا، تنظر حولها باستفهام لتتسع عينيها بفزع سقطت حقيبتها من يدها حينما وجدته جالسا أمامها ابتسامته الشيطانية الخبيثة تتراقص على شفتيه همست بذعر: اياد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة