قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

جلست بجانبه في السيارة ترتجف خوفا، تهتف في نفسها بخوف: استرها يا رب، يارب استرها، يارب، يارب.

دقائق مرت كساعات، تجلس جواره في السيارة كل خلية في جسدها تنتفض خوفا، تختلس النظرات ناحيته بين الحين والآخر لتجده يقبض على المقود بعنف مفاصل يده ظاهرة بيضاء من شدة الضغط عليها، بلعت لعابها بفزع حينما توقفت السيارة امام باب الفيلا، نزلت سريعا من السيارة تحمل صغيرتها متجهه للداخل حينما سمعته يهتف بصوت عالي: استني عندك.

ازدردت ريقها بخوف التفت ناحيته تكاد تبكي من الخوف لتجده يمد يده بحقيبة يده يهتف بهدوء: نسيتي دي في العربية.

مدت أصابعها المرتجفة تختطفها من يدها لتفر إلى غرفتها سريعا وضعت صغيرتها على الفراش الكبير لتجلس بجانبها تحاول إلتقاط أنفاسها الفزعة تلهث بعنف: الحمد لله، الحمد لله، نظرت لابنتها تهمس بقلق: تفتكري بابا هيعدهالي بالسهولة دي، انسابت دموعها تهتف بألم: بابا اتغير أوي يا حبيبتي، انا بقيت بخاف منه أوي.

أمسك مرفقها بعنف يصيح بحدة: ايه اللي الهانم نيلته دا، انتي ازاي تتكلمي بالطريقة الزبالة دي مع اخواتي انتي ايه يا شيخة ما لكيش كاسر
نزعت ذراعها من يده تصرخ بغضب: أنا مش غلطانة يا على بيه أنت الغلطان، مش المفروض حد يعرف مشاكلنا، المفروض مشاكلنا ما تخرجش برة باب شقتنا، عايز تفهمني أن خالد ومحمد ما عندهمش بس هما بقي ما بيدخلوش حد في مشاكلهم مش انت رايح تعملي قاعدة.

ابتسم ساخرا: يعني في الآخر أنا اللي غلطان، انا اللي ضحكت عليكي، انا اللي طلعت بستغفلك طول المدة دي مش كدة، همس بألم: أنا اللي في الآخر طلعت ما بحبكيش مش كدة
شهقت بفزع تهز رأسها نفيا سريعا: لالا لا يا على أنا والله بحبك اوي
ضحك ساخرا: بحبك عشان كدة مش عايزة اخلف منك، طب تيجي ازاي دي.

اتجهت ناحيته إلى ان وقفت امامه مباشرة كوبت وجهه بين كفيها تهمس بعشق: على صدقني أنا بحبك أوي، بس الحكاية كلها ان أنا مش عايزة أخلف دلوقتي، فيها ايه لو اجلنا الخلفة سنتين تلاتة
رفع يديه يبعد كفيها عن وجهها يهتف بحدة: كان المفروض تقوليلي من الأول نتناقش، نتكلم مش تاخدي القرار من دماغك ولا كأن في حمار، ليه حق عليكي.

نكست رأسها بخزي تهمس بألم: أنا عارفة اني غلطت عشان خبيت عليك، بس صدقني أنا مش جاهزة دلوقتي للخلفة، عشان خاطري إنت ما تعرفش أنا شوفت ايه في حياتي، أنا مش عايزة اخلف على الأقل دلوقتي ارجوك
شعرت بأصابعه ترفع وجهها برفق لتتقابل عينيها مع عينيه ليهمس مستفهما: شوفتي ايه
هزت رأسها نفيا سريعا تهمس بألم: مش عايزة اتكلم يا على ارجوك، أنا آسفة عشان خبيت عليك.

هتف بجد: لبنى معلش أنا عندي سؤال وما تفهمنيش غلط، انتي بتغيري من لينا مش كدة!
اتسعت عينيها بصدمة تهز رأسها نفيا سريعا: ايه اللي انت بتقوله دا لاء طبعا، بلعت ريقها بصعوبة تهمس بارتباك: لالا اكيد لاء
ضيق عينيه ينظر لها بشك لتتهرب بانظارها بعيدا، زفرت بضيق تهمس بأسف: ممكن اكون كنت بغير منها بس صدقني دلوقتي لاء لينا غلبانة وطيبة بهبل كدا، متعلقة أوي بخالد بطريقة مريضة، لاغية شخصيتها تماما.

بسببه، وبعدين إنت بتغير الموضوع دا ليه
هتف بجد وهو يعقد ساعديه امام صدره: ماشي يا لبنى أنا موافق أنك ترجعي شغلك
ابتسمت بسعادة لتجده يكمل بجد: بس بشرط، ما تاخديش الحبوب دي تاني
اندثرت ابتسامتها تدريجيا تنظر له بحيرة، اتجه نايحة غرفته يهتف بجد: آخر كلام عندي يا لبنى عايزة ترجعي شغلك بطلي تاخدي الحبوب دي.

راقبته وهو يدلف إلى غرفتهم يغلق الباب خلفه شردت في الفراغ امامها تهتف في نفسها: وماله اقوله حاضر والمرة دي هخبي الحبوب في مكان مستحيل مش هيلاقيه
هزت رأسها ايجابا بعزم تؤكد تلك الفكرة في رأسها، لتتجه إلى غرفته دخلت بهدوء لتجده جالسا على الفراش يعبث في هاتفه، حمحمت بارتباك لتجذب انتباهه، ابعد نظره عن الهاتف ينظر لها بهدوء: ها فكرتي
هزت رأسها ايجابا: حاضر يا على مش هاخد الحبوب دي تاني.

ابتسم باتساع ليتحرك متجها ناحيتها يعانقها بحنان: كنت عارف أنك هتعملي كدة ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
ابتسمت بتوتر تهمس بارتباك: ويخليك ليا يا حبيبي.

جالسا خلف مكتبه يفرد قدميه على سطح المكتب يجلس بارتياح على كرسيه الاسود المريح يمسك سيجارة الفاخر بين أصابع يده اليمني، يحمل كأس نبيذه المعتق بين راحة يده اليسرى ينظر للفراغ بشرود عينيه سوداء قاتمة نظراته شيطانية خبيثة ماكرة، تعلقت عينيه بتلك الصورة التي تملئ الحائط المواجه له ليمسك ذلك السهم الصغير يلقيه عليها، ليصيب موضع قلبها، ليضحك ذلك.

الجالس بشر يهتف بتوعد: سأنتقم صغيرتي، سأسحق قلبك، ستشربين كأس انتقامي كاملا، فقط انتظريني
هتف بصوت خالي حينما سمع دقات على باب الغرفة؛ ادخل
دخل الحارس ينحني بخوف: سيد اياد، أنها في انتظارك
هز رأسه إيجابا ببرود اشار بسبابته إلى باب الغرفة ليخرج الحارس سريعا، قام من مكانه يستقبل القادمة بابتسامة خبيثة فاتحا ذراعيه
أياد مبتسما بخبث: بيرلا عزيزتي اشتقت لكي فاتنتي.

استندت بيديها على صدره بجراءة تهمس باغواء: وأنا ايضا عزيزي اشتقت لك، اخبرني هل انتقمت من تلك العاهرة، اااااه
صرخت بألم حين هوي كف يده على وجهها بعنف، جذب شعرها بقوة يهمس بهسيس مستعر: اقسم بيرلا أن ذكرتيها بسوء مرة اخري سأقطع لسانك واحرقه امام عينيك
هزت رأسها ايجابا سريعا تهمس بذعر: آسفة آسفة ارجوك آسفة.

ترك شعرها متجها ناحية ذلك الحائط الزجاجي ينظر للخارج بشرود لتذهب ناحيته تضع رأسها على ظهره تلف ذراعيها حول صدره تهتف بتعجب: صدقا أياد أنا لا افهمك انت تعشقها يا رجل لما تنتقم منها
انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: تعرفين بيرلا انتي الوحيدة من أخبرتها بقصة انتقامي، تعليمن لماذا
ابتسمت بسعادة تدفن وجهها في ظهره: بالتأكيد لأنك تحبني.

اهتزت احباله الصوتية بقوة أثر ضحكاته القوية العنيفة الصاخبة تحدث من بين ضحكاته: اضحكتيني عزيزتي
التف إليها يقبض على فكها بين راحة يده اليسرى يشد عليها بعنف: أنا احبكي انتي، انتي فقط عاهرة اقضي معها وقتا لطيفا، اتحدث معها كأنها جروي اللطيف، أعرف أنه لن ينطق بحرف والا ساحرقه حيا، هل أنا مخطئ عزيزتي
هزت رأسها نفيا ليبعد قبضة يده يربط على وجهها بعنف: احسنتي.

جذب يدها متجها بها من خارج غرفة مكتبه، متجها بها إلى غرفته بالاعلي، زمت شفتيها بضيق ما أن رأت الغرفة بالكاد تستطيع رؤيه حواف الحائط، من كثرة صورها المعلقة بها، لتهتف بضيق: إن كنت تحبها لتلك الدرجة لما لم تأتي بها إلى هنا
ابتسم بشر: قريبا، انا اريدها محطمة
هتفت بارتباك: سؤال آخر، آسفة ولكن يقتلني الفضول لأعرف، لما ارسلت لهم تلك الفتاة هي لا تفعل شيئا لن تحضر لك أوراق ولا صور ولا معلومات، ما فائدتها.

ضحك بخبث: انا فقط امرح معهم قليلا، مايا تلك الحمقاء أنا اعرف أنه لا جدوي منها هي فقط تثير القليل من القلق في ذلك الرجل ولكنه الكثير في نفس صغيرتي انتي لا تعرفينها حساسة لدرجة مخيفة، ومايا ستكون كابوسها المقلق طوال فترة بقائها
بيرلا بفضول: ولكن...
صمتت حينما وضع إصبعه أمام شفتيها يهمس بخبث: هشششس، لم تأتي هنا لنتحدث.

بسط كف يده على وجهها لتسود عينيه ببريق مخيف يهمس بخبث: لوووي لو تعلمين كم اموت بدونك قريبا صغيرتي، قريبا ستكونين بين ذراعي، قريبا لن يفرقنا احد ابدا
لتسدل الستار على ليلة سوداء يفعل أصحابها كبائر الذنوب.

جلس في مكتبه من المفترض أنه يراجع تلك الاوراق التي أمامه ولكن دون فائدة تركيزه ضائع مشتت، يكرهها ويكره قلبه الأحمق وعقله الثائر اي لعنة وقع بها لما عشقها مؤلم لتلك الدرجة لما لا تسمع كلامه، لما يشعر بتلك النيران تغلي في أوردته، القي ذلك القلم من يده بعنف يشد على شعره بقوة يزفر بضيق يشعر بأن روحه تختنق، تلك الحمقاء لو تكف عن أفعالها، اراد أن يكسر رأسها على عصيانها كلامه ولكنه لازال يسمع صوت صراختها يصم أذنيه، اغمض عينيه يبتسم ساخرا رائحة عطرها تقترب، دقت باب الغرفة ودخلت حينما ظل صامتا دون رد.

ابتسمت بارتباك: مش هتنام
رفع عينيه ينظر لها ببرود: لا طبعا اكيد هنام
ابتسمت ببراءة: طب يلا احسن نعسانة خالص
ضحك ساخرا: صحيح هو أنا ما قولتكيش
قطبت جبينها باستفهام تهز رأسها نفيا؛ قولتي ايه
هتف بهدوء: أنا هبات عند مايا النهاردة
شخصت عينيها بفزع تهز رأسها نفيا ابتسمت من وقع الصدمة تهتف سريعا: أنت بتهزر صح
ابتسم ساخرا يهز رأسه نفيا.

جثت على ركبتيها ارضا تنظر له بحسرة تصرخ بألم ودموعها تنهمر دون توقف: يعني انت بتعمل كدة عشان انا ما سمعتش كلامك ليه يا خالد ليه مصر تخليني مجرد ضل ليك بتعمل اي حاجة عشان تمحيني حرررام عليك
ضحك بقوة وكأنها فقط تخبره مزحة سخيفة ليردف بتهكم: واضح ان كلام لبنى أثر عليكي شوية
صرخت بنواح: مش هي دي الحقيقة انت ليه بتعمل كدة.

قام من مكانه يتحرك بخفة فهد يستعد للانقضاض على فريسته دني بجذعه ممسكا بكتفيها جذبها، لتقف امامه نظرت له بعينيها الباكتين لتري عينيه المتسعة بجنون ابتسامته المفزعة تداعب ثغره: عايزة تعرفي انا بعمل كدة ليه، عشان انتي ملكي بتاعتي مستحيل اخلي اي حاجة مهما كانت تشغلك عني انتي مش ضلي انتي روحي
روحي إلى هفضل حابسها جوايا لحد ما اموت حتى لما اموت هخدك معايا.

شهقت بفزع من نبرته المخيفة تضع يديها على فمها تنظر له بذعر غمغمت بخوف: أنت مجنون
ضحك عاليا مرة اخري ليكوب وجهها بين راحيته يهتف بخبث: بيكي مريض بعشقك مجنون لينا، مجنون بيكي انتي ما تعرفيش أنا بتعذب ازاي بقربك، انت ما تعرفيش ايه اللي بيحصل فيا لو حد بصلك ولو حتى صدفة
انتي لعنة، مرض نفسي اخلص منه ومش عارف.

شحب وجهها من الصدمة ارتجف جسدها بفزع تهمس بخوف: طلقني صدقني دا الحل الوحيد احنا الاتنين بنأذي بعض، صدقني الحياة بينا بقت مستحيلة
ضحك بخبث: انتي هتفضلي على ذمتي لآخر نفس فيا، فاكرة لما قولتيلي أنا سيباك تتحكم فيا بمزاجي، أنا بقي عايزك تفكي خيوطك يا عروستي لو عرفتي تعملي كدا، هسيبك
دني برأسه مقبلا جبينها بحنان: يلا يا حبيبتي تصبحي على جنه يا قلبي اتغطي كويس.

نظرت له بذهول لحظة اثنتين ثلاثة لتغمض عينيها، فاقدة للوعي بين ذراعيه التي التقطها بحنان، حملها بين ذراعيه يضعها في مهدها
ظل مستيقظا طوال الليل لا يتكلم لا يتحرك لا يفكر حتى فقط ينظر لها.

يومين، يومين مروا دون جديد منذ آخر مواجهة بينهما لم يكلمها، يذهب لعمله باكرا يعود متأخرا، يذهب لحجرة تلك الصفراء ليقضي ليلته فيها، صحيح انه لم يمسسها ولم يتحدث معها حتى، ولكنها يقتل تلك الاخري تلك التي لا تعرف في الدنيا سوي عشقه، عشقه الذي يقتله ببطئ، يومين لم تنامهما تجلس طوال الليل تنظر ناحية باب الغرفة تنتظره، قلبها يخبره دائما ولكن تبا لقلبها الاحمق الغبي الذي يعشقه رغم كل ما يفعله بها، أما تلك الصفراء كانت سعيدة بما يحدث بينهما حتى وإن لم تلاقي منه حبا فيكفي ان تشهد على تدمير تلك علاقتهم السعيدة.

أتي اليوم باكرا على غير العادة دون أن ينطق بحرف اتجه إلى مكتبه قامت لينا وذهبت إلى المطبخ أعدت له فنجان من القهوة ثم ذهبت اليه
قررت مايا ايضا استغلال الفرصة وفعلت مثلها مع اضافة صغيرة انها كانت ترتدي قميص فاضح للغاية كعادتها
دقت الباب ودخلت فوجدته منكب على الاوراق امامه حمحت لتجذب انتباهه: احم خالد
لم يبدي اي رد فعل لم تتحرك عينيه حتى من على الأوراق امامه
لينا: انا عملتلك قهوة.

تحدث ببرود: حطيها واخرجي
وضعت القهوة على سطح المكتب امامه تهمس بارتباك: على فكرة انا المفروض ابقي زعلانة مش إنت
هتف ببرود: اخرجي برة
انسابت دموعها تصيح باكية: لاء مش هخرج يا خالد انا عايزة أتكلم
رفع نظره لها يطالعها ببرود: عايزة ايه
لينا باكية: عايزة خالد حبيبي
هتف ساخرا: المجنون
فتحت فمها لترد ولكن اسكتها دخول مايا إلى الغرفة تتحرك بخطي بطيئة متغنجة: القهوة يا بيبي
نظرت لينا لها بغضب كافي لاحراقها.

لاحظ خالد نظرات لينا فاراد اغاظتها
ابتسم لمايا بخبث يشير لها باصبعه لتتقدم ناحيته
فذهبت مايا تلف ذراعيها حول عنقه
لينا في نفسها بغضب؛ إلى هنا وكفي
ذهبت ناحية مايا بغضب وجذبتها من شعرها على فجاءة فسقطت ارضا فجثت لينا عليها تضربها وتشد شعرها وتعضها وتخدشها باظافرها بوجهها
افاق من صدمته وأسرع لابعاد لينا عن مايا.

صرخت غاضبة: سبني، انا هموتها خطافة الرجالة دي، يا حيوانة يا جزمة خالد دا بتاعي يا غبية، انتي ما بتفهميش قولتلك قبل كدة خالد دا بتاعي انا
صرخ غاضبا: كفاية يا لينا كفاية
بصعوبة ضم فبضتيها بيده وبحركة سريعة حملها فوق كتفه وهي تركل بقدميها وتصرخ فيه ان يتركها، إلى ان وصل لغرفتها فتركها
خالد غاضبا: انتي اتجننتي ايه إلى انتي بتعمليه دا.

جذبت خصلات شعرها تصرخ بهستيريا: بعمل نفس إلى انت بتعمله لما بتحس ان في حد بس بيبصلي ليه يا خالد بتعمل فيا كدة كل دا عشان قولت لاء
خلاص والله مش هقول لاء تاني، هقول حاضر، حاضر وبس مش دا إلى انت عايزه عايز تمحي شخصيتي ووجودي يا إما حاضر يا اما اتعاقب، صح ولا لاء
اتسعت عينيه بفزع من حالة الهيستريا التي اصابتها هتف سريعا: اهدي يا لينا، اهدي يا حبيبتي.

اقترب يضمها لتدفعه في صدره تصرخ بقوة: ما تقولش حبيبتي، انت ما بتحبش غير نفسك انا لعبتك عروستك إلى انت بتحركها بصوابعك عشان تفضل متحكم فيها على طول
امسك بذراعيها يهزها بعنف: فوقي يا ليناااا
ولكن ما حدث انها بدأت تغمض عينيها وفقدت الوعي مرة أخري
صرخ بفزع: لينا، لينا فوقي يا حبيبتي، فوقي يا لينا.

حملها بين ذراعيه يضعها على الفراش واحضر زجاجة عطره، حاول افاقتها عدة مرات ولكن دون فائدة، فامسك هاتفه واتصل باحدي الاطباء سريعا، إلى أن جاء الطبيبة بدل ملابسها إلى احد فساتينها الطويلة ذات اللون الغامق وحجاب أسود
جاء الطبيبة وبدأت بفحص لينا تحت انظار خالد الحادة والقلقة إلى ان إنتهت ليهتف بقلق: خير يا دكتورة.

الطبيبة بهدوء: صدمة عصبية، دا غير ان حالتها الصحية مش مستقرة بشكل كبير لازم تبعدها عن اي ضغط او اي زعل حالتها النفسية مهمة جدا في العلاج المشكلة عندها نفسية أكتر من كونها عضوية
هز رأسه إيجابا بتفهم يتمتم بعبارات شكر مقتضبة
حاسب الطبيبة واوصلها لباب المنزل وبينما هو عائد إلى غرفتها، قابتله مايا تصرخ بغضب: عاجبك إلى عملته مراتك فيا دا
هتف ببرود: آه عاجبني وغوري من وشي الساعة دي بدل ما اقتلك.

عاد لغرفته ليجلس جوارها على الفراشاحتضن احدي يديها بين كفيه، ينظر لها دون كلام لاحظ انها تحرك جفنيها بصعوبة تحاول فتح عينيها إلى ان فتحتهما
ابتسم برفق: حمد لله على السلامة، كدة تخضيني عليكي
ابتسمت ابتسامة متعبة في أول الأمر سرعان ما اخفتها حينمت تذكرت ما حدث قبل ان تفقد الوعي فنزعت يدها من يده بعنف تشيح بوجهها للجانب الآخر تتساقط دموع عينيها بصمت همس بحنان: لوليتا
صرخت بألم قلبها: أخرج.

خالد بحنان: حبيبتي انا اس...
قاطعته صارخة مرة اخري: بقولك أخرج، مش عايزة اشوفك، مش عايزة اسمع صوتك اخرج بقي
هتف سريعا: حاضر حاضر هخرج بس اهدي يا حبيبتي.

خرج من الغرفة وتركها لدموعها، تركها لصراعها النفسي المؤلم من هي ظل حطام لعبة هو من يحركها يقسو ثم يحنو وهي دائما تسامحه، لما عليها ان تقهر طوال حياتها والدها أولا وذلك المختل أياد ثانيا، وهو اخيرا ظنت أنها حين عادت له، إنها عادت لامانها وسعادتها اسلمت مقاليد كل شئ اسلمته روحها ليسجنها تحت مسمي عشقه، قلبها ليحطمه، عقلها ليلغيه ماذا فعل بها عشقه جعلها شخصية هشة ضعيفة طفلة كثيرة البكاء.

لاء يجب ان تنهي هذه المهزلة
قامت من على فراشها بخطئ متعبة
وخرجت من غرفتها فوجدته يتحدث في الهاتف في مكتبه يبدو سعيدا: سراج باشا يعني انت هنا أنا جاي لحضرتك حالا مسافة السكة
اغلق الخط التفت ليرحل فوجدها تقف امامه سألها بلهفة: انتي كويسة ايه إلى قومك من السرير انتي لسه تعبانة
هتفت بخواء: طلقني يا خالد
ضحك ساخرا: انتي اتجننتي ولا ايه.

هتفت بحدة: لاء يا خالد انا عقلت كفاية كدة انا ما بقتش عارفة انا مين، مش عارفه حاجة غير اني لازم أسمع كلامك واقول حاضر وبس
نظر لها بهدوء بضع لحظات ليهتف اخيرا: يعني انتي عايزة تطلقي
ردت بصوت مختنق من البكاء: ايوة.

اتجه ناحية مكتبه يفتح احد الادراج ليخرج مسدسه منه، أشهر المسدس أمام وجهها يبتسم ساخرا، لتتسع عينيها بفزع، اخفض المسدس يتفحص خزينته ليهز رأسه إيجابا برضا اتجه ناحيتها يضع المسدس في كف يدها يقبض على كف يدها بقبضته يهتف ببرود انا مستحيل اطلقك لكن لو انتي عايزة تطلقي روحك مني اقتليني وهتبقي روحك حرة.

ازاح يدها من على المسدس يقبض عليه هو وجهه إلى صدره ليمسك بيدها يهتف بهدوء: خلي ايدك فوق ايدي عشان بصماتك ما تبقاش على المسدس، اضغطي على صباعي وأنا هضغط على الزناد واخلصك مني للابد
انسابت دموعها تهز رأسها نفيا ابتعدت عنه لتسقط على ركبتيها تهمس بالم: أنت ليه بتعمل فيا كدة، انا عملتلك ايه عشان تأذيني كدة.

جلس ارضا يضع مسدسه بجانبه عانقها رغما عنها يهمس بحنان: هشششش مش عايز اسمع الهبل دا تاني، طلاق مش هطلق انا بحبك من ساعة ما فهمت يعني ايه حب وفضلت ادور عليكي 12 سنة عملت فيها جميس بوند عشان ابوكي يوافق على جوازنا شوفت الويل لما اطلقنا أول مرة وجاية تقوليلي طلقني، انتي عارفة أن الموت عندي اهون من اني اسمع منك الكلمة دي
انتحبت باكية: بس أنا تعبت خلاص والله ما بقتش قادرة استحمل.

ابعدها عن صدره يمسح دموعها يبتسم بحنان: أنا محضرلك مفاجاءة هتنسيكي اي زعل، ويا ستي لو ما عجبتكيش أوعدك هنفذلك كل اللي انتي عيزاه، ماعدا اني اطلقك طبعا
قرص خدها برفق: وعلي الله اسمع كلمة طلقني دي تاني فاهمة يا اوزعة انتي
ابتسمت بخبث رغم دموعها: حاضر يا عمو
ضحك بخبث يغمز لها بطرف عينيه: ماشي ماشي، استني لما عمو يخلص مشواره ويرجعلك.

تركته وفرت لأعلي سريعا وهي تصرخ فيه من خجلها ليبتسم بخبث، ها قد استطاع مكر آدم ان يهزم كبرياء حواء مرة اخري، ليخرج من منزله متجها إلى منزل سراج لتبدأ نهاية رفعت ومايا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة