قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والثلاثون

وقفت سيارته امام ذلك المنزل ليهبط منها بخفة، متجها إلى البوابة حياه الحرس باحترام، ليصطحبه أحدهم إلى الداخل، جلس في غرفة الصالون بضع دقائق ليجد ذلك الرجل مقبل عليه يبتسم له بود
قام احتراما له يصافحه بحرارة: سراج باشا حمد لله على السلامة
سراج مبتسما: الله يسلمك، ايه يا ابني الغيبة الطويلة دي فينك
اختفت الابتسامة من على وجهه يهتف بجد: ما هو دا اللي أنا عايزك فيه يا باشا
سراج: طب اقعد، تشرب ايه.

هز رأسه نفيا بهدوء: لا ولا حاجة، أنا عايز بس حضرتك تسمعني وتصدقني
هز سراج رأسه إيجابا بهدوء، ليبدأ خالد يقص عليه ما حدث له طوال المدة الماضية، تغيرت تعابير وجهه سراج إلى الحدة ليهتف بانفعال: ليلتك سودا يا رفعت هو فاكر نفسه مين عشان يوفقك عن العمل، هو فاكر نفسه شغال في سوق، ليهتف بذهول: أنا مش مصدق عمل كل دا عشان تتجوز بنته دا ايه الغل دا والمصيبة أنه أخو والدتك.

هتف بهدوء: أنا عارف يا باشا أنك مش هترضي بالظلم، عشان كدة جتلك
هتف سراج بحزم: ما تقلقش يا خالد دا لولا ان خدت الرصاصة عني آخر مرة يا كان زماني ميت، جه وقت اني اردلك جميلك
هتف بهدوء: ما تقولش كدة يا باشا أنا كنت بأدي واجبي
ابتسم سراج بفخر: دا المنتظر منك يا فهد، مش عايزك تقلق بكرة كل حاجة هتنتهي
ابتسم بامتنان: متشكر يا باشا.

قام وودعه وعاد إلى منزله فقط تبقي بعض البهارات وتنتهي الطبخة، قابل مايا في طريقه لغرفته ليجدها تهمس بدلال: رايح فين يا بيبي الأوضة من هنا
التفت لها مبتسما بخبث: معلش يا حبيبتي أنا النهاردة هبات عند لينا، بس أوعدك بكرة محضرلك مفاجأة حلوة اوووووي
ابتسمت بسعادة تصرخ بحماس: بجد مفاجأة ايه
ربط على وجنتها يهمس بتوعد: بكرة يا حبيبتي، بكرة.

تركها متجها إلى غرفته فتح الباب بهدوء ليجدها جالسة على الفراش تقرأ في احد الكتب، تقدم ناحيتها بهدوء يختطف الكتاب من يدها يهتف بمرح: عموو جه
بقيت تعابيرها هادئة خاوية لم تتغير، جلس بجانبها على الفراش يهمس بتعجب: انتي لسه زعلانة دا الموضوع عدي عليه ساعتين وربع يا شيخة دا انتي قلبك اسود أوي
اشاحت بوجهها بعيدا عنه تهتف ببرود: أنت ايه اللي جابك هنا
رفع كتفيه بتعجب يهتف: اومال اروح فين يعني!

ابتسمت ساخرة: روح للست مايا ما انت كنت بايت عندها اليومين اللي فاتوا
زم شفتيه بضيق يهتف ببرود: لينا انتي غلطتي و...

التفت ناحيته تقاطعه ساخرة: وكان لازم تتعاقبي، صرخت بألم: بطل بقي طريقتك دي أنا مش عيلة صغيرة كل ما اغلط تعاقبني، انا خلاص ما بقتش قادرة استحمل، انت بتموت حبك في قلبي يا خالد، أنا بقيت بخاف منك أكتر ما بحبك، تعبت يا خالد والله العظيم تعبت صدقني مش هقدر استحمل اكتر من كدة، إنت ليه بتستغل اني بحبك وما اقدرش اعيش من غيرك في انك تدوس عليا وتجرحني اكتر، انا اتعذبت كتير قبل ما ارجعلك يوم ما رجعتلك اني خلاص رجعت لاماني وسعادتي، بس كنت غلطانة أنا رجعت لألم وعذاب جديد، اخفت وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير.

وضع رأسها على صدره يغوص بيده بين ثنايا شعرها برفق يهمس بحنان؛ هششش، اهدي يا بت بقي بطلي قواق، تشبثت في قميصه بقوة تبكي بعنف تهمس بصوت مبحوح من البكاء: حرام عليك انت عارف ان ماليش في الدنيا غيرك، بابا ما بيسألش عني وعايز بس يبعدنا عن بعض، وأنا ما اقدرش اعيش من غيرك.

ابتسم بحزن يهز رأسه إيجابا بشرود همس: انتي ما تعرفيش حاجة، أنا عايش في خوف كل لحظة، الاول خوف من اني ما القكيش ولما لقيتك بقي خوف من اني ما اعرفش ارجعك لحضني، خايف من الموت ليبعدني عنك، أنا بخاف عليكي من عيون الناس يا لينا خايف لياخدكي، أنا بقوم من النوم كل يوم بدل المرة عشرة عشان اتأكد بس انك نايمة جنبي، انتي ما تعرفيش انتي بإشارة واحدة منك تقدري تعملي فيا ايه، معلش عايز اسألك سؤال، انتي عارفة أن أنا دايما خايف عليكي وعايز مصلحتك صح.

هزت رأسها ايجابا بهدوء ليكمل: ومع ذلك عندية وما بتسمعيش الكلام، والله أنا عمري ما هأذيكي لو قولتي حاضر لو سمعتي الكلام من غير عند
همست بقلق: بس إنت كدة بتحمي شخصيتي، زي ما علي عايز يعمل مع لبنى
ابتسم بمرح مقررا انهاء ذلك الموضوع: الله يحرق علي، على لبنى اهم الاتنين اتصالحوا وبقوا سمنة على عسل واحنا اللي لبسنا فيها
فكي بقي التكشيرة دي، صحيح مش عايزة تعرفي ايه اللي ورا ضهري.

هزت رأسها نفيا تهتف بكبرياء: لاء مش عايزة
ابتسم بمكر: خلاص انتي حرة هروح اديها لمايا
تحرك حركة واحدة ليجدها تجذبه من ياقة بقوة نظر لها مبتسما بخبث: انتي قد المسكة دي!
ابتسمت بتوتر تهز رأسها ايجابا: طبعا كنت بتقول ايه بقي هتروح تديها لمايا، أنا بقي هناديلك الرجالة يقوموا معاك بالواجب
قطب جبينه باستفهام: رجالة مين
مطت شفتيها تهتف تلقائيا: ما اعرفش أنا بسمعها كدة في الأفلام.

ضحك بمرح ليهتف سريعا: طب استني اندمج في الدور، ضم دفتي قميصه لصدره يهتف بذعر مصطنع: لا يا هانم احب على يدك دا أنا اهلي صعايدة يقطعوني، استري عليا ربنا يستر على شبابكوا
اتسعت عينيها تنظر له بدهشة للحظات لتنفجر في الضحك دقائق طويلة تضحك دون توقف وهو ينظر لها بعشق كعادته همس بحنان: عارفة يا لينا لما بكون السبب في ضحكتك بحس اني عملت حاجة عظيمة اوي.

ابتسمت بخجل، ليخرج ما خلف ظهره يعطيه لها صفقت بحماس: الله شوكولاتة دا أنا بحبها اوي
قطب جبينه بضيق؛ بتحبيها اكتر مني
هزت رأسها ايجابا: ايوة طبعا إنت مش شوكولاتة
هتف باشمئزاز: واطية دا أنا لو كنت ربيت كلب كان طمر فيه
ابتسمت ساخرة: دا على أساس أنك أكبر مني بعشرين سنة يا جدو دول هما يا دوب خمس سنين، وبعدين هي دي المفاجأة الفظيعة إلى هتنسيني الزعل
قرص اذنها بضيق: لا يا لمضة المفاجأة محضرهالك بكرة.

في صباح اليوم التالي كان جالسا في مكتبه حينما دق يوسف الباب يهتف سريعا: عرفت آخر الاخبار سراج باشا هنا ومعاه لجنة من الوزارة ورفعت بقي برا
ابتسم برضا يهز رأسه إيجابا: قولتله بلاش أنت مش قدي ما سمعش كلامي خليه يشرب بقي
يوسف ضاحكا: دمااااغ
انفتح الباب فجاءة بعنف ليدخل رفعت يصيح بغل: انت السبب في اللي حصل مش كدة.

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: حلفت يوم كتب كتابي على بنتك اني ادفعك أنت وبنتك التمن غالي على إلى عملتوه فيا وفي مراتي بس ايه رأيك معلم انا مش كدة، ولسه دي المفاجأة الأولي لسه اللي جاي احلي على رأي عمرو دياب، اااه صحيح مرة تانية ما تدخلش مكتبي بالطريقة دي يا سيادة اللواء سابقا، اتفضل بقي من غير مطرود عشان ورايا شغل
ابتسم رفعت بتوعد: ماشي يا خالد أنا وانت والزمن طويل...

ابتسم خالد له ابتسامة صفراء مستفزة
ليخرج رفعت من المكتب سريعا صافعا الباب خلفه بغيظ
ابتسم خالد ليوسف بخبث: بقولك ايه انا هخلع عندي مشوار ضروري جداااا ما تكلمنيش الا في الضرورة
يوسف غامزا: أيوة يا عم
خرج خالد من عمله متجها إلى سيارته ذهب اولا إلى ذلك المكان ثم ذهب إلى منزل رفعت.

فتحت الخادمة له الباب ليدخل للمنزل ترتسم ابتسامة انتصار سعيدة على شفتيه، وجد رفعت يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بحزن، حمحم باستفزاز، نظر رفعت ناحيته بغضب يصرخ: انت ايه اللي جايبك هنا، امشي اطلع برة
جلس على احد المقاعد واضعا قدما فوق اخري يبتسم بانتصار: تؤتؤتؤ، كدة يا حمايا بتطردني من بيتي، صحيح هو أنا ما قولتلكش مش مايا مراتي حبيبتي اتنزلتي عن كل فلوسها.

ضحك رفعت بخبث: العب غيرها يا ابن السويسي مايا متنزلالي عن كل حاجة وادي نسخة من العقد، أخرجها رفعت من جيبه يلقيها على خالد، فتح خالد الورقة ليضحك ساخرا: ضحكت عليك يا خالي معلش
قام خالد متجها ناحية الظابط الذي يقف خلفه، اخرج من جيبه نسخة من عقد تنازل آخر يريها للظابط: شايف تاريخ التنازل، سابق تاريخه بشهر كامل ازاي بقي اتنزلته بعد ما اتنزلتلي زي ما قولتلك يا حضرة حاولت اخرجه بالذوق بس مش راضي.

هتف الظابط: رفعت باشا يا ريت حضرتك بهدوء تفضي البيت في خلال ساعة زمن، بموجب التنازل الرسمي اللي بنتك عملته لخالد باشا، هي اتنازلته عن كل حاجة بتاريخ سابق لتاريخ التنازل بتاعك، كدة يعتبر التنازل بتاعك لاغي
صرخ رفعت بغضب: أنت بتقول ايه أنا مستحيل اخرج من هنا
الظابط: رفعت باشا ارجوك ما تضطرناش نستخدم القوة معاك، اتفضل حضرتك بهدوء.

عاد خالد يجلس على ذلك الكرسي مرة اخري، ينظر لساعة يده يهتف ببرود: بسرعة عشان مستعجل
حدقه رفعت بنظرات غاضبة مشتعلة، صعد إلى غرفته يتصل بذلك الرقم سريعا
رفعت صارخا بحدة: شوفت خالد عمل ايه يا جاسم
رد الاخير بهدوء: عمل ايه!
قص عليه رفعت ما حدث كاملا ليهتف جاسم ببرود: طب وأنت عايزني اعملك ايه يعني، أنا قولتلك مع نفسك، اللي يقع مالوش دعوة بالتاني
هتف بصدمة؛ يعني ايه يا جاسم أنت بتبعني.

جاسم ضاحكا: ببيعك يا راجل، دا انت بعت ابن اختك اللي من دمك عايزني أنا اشتريك
روح يا رفعت شوف هتتصرف ازاي في المصيبة دي وما تتصلش بيا تاني
اغلق جاسم الخط في وجهه رفعت ليتهاوي الاخير على فراشه ينظر امامه بصدمة، خسر كل شئ بغمضة عين، اتسعت عينيه حينما طرقت تلك الفكرة رأسه، ليضب ملابسه سريعا.

في الاسفل يجلس خالد يعبث في هاتفه بملل حينما نزل رفعت يجر حقيبته خلفه، ابتسم بانتصار يهتف بشماتة: معلش بقي يا خالي ما هي لو دامتلك ما كانتش جاتلي
ضحك رفعت بخبث: ما تفرحش اوي كدة، لسه انت قطعت ديل الحية يا خالد
لسه الرأس مستنياك عشان تخلص منك بنفخة واحدة
ضحك ساخرا يهتف بثقة: دمك خفيف، وماله وأنا مستنيها.

ابتسم رفعت بانتصار: ما تنساش أنك كاتب مؤخر صداق لمايا 20 مليون دولار، يعني أنا هاخد كل اللي حيلتك وأدخلك بالباقي السجن
صفع جبينه براحة يده يهتف بضيق: أنا مش عارف الواحد بقي بينسي كتير ليه كدة، اخرج تلك الورقة من جيبه يعطيها له، فتحها رفعت لتسخص عينيه بفزع همس بثقل: مستحيل، مش ممكن.

دس يديه في جيبي بنطاله مبتسما بسعادة: لاء ممكن، مايا بنوتك حبيتك برتني من المؤخر والنفقة وكل حاجة، آه صحيح بنتك طالق بالثلاثة، اقترب منه يهمس بانتصار: شايف اخرتها يا رفعت، شايف آخره قذارتك أنا عمري ما اذيتك، بس مش أنا اللي اسيب حقي وحق مراتي اللي مالهاش اي ذنب في اللي بيحصل، صدقني اللي حصلك دا ما يسعدنيش أنت مهما كنت هتفضل خالي، اللي في يوم كنت بعزه زي والدي، سلام يا خالي.

خرج من منزل رفعت متجها إلى منزله، ليبعد تلك الحية عن منزله، فوجد صغيرته مازالت في غرفتها
هتف بابتسامة سعيدة: حبيبي تعبان ولا ايه
كانت تشعر ببعض الصداع همست بابتسامة صغيرة: شوية
خالد: يا خبر، طب تعالي وانا عندي مفاجأة هتخليكي كويسة جدا
لينا مبتسمة: ايه هي
قرص انفها باصبعيه برفق: تعالي معايا وهتعرفي.

اخذ يدها وخرج من غرفتها متجها لغرفة مايا ودق الباب ودخل لتهب أمامه تصرخ بغضب: انت السبب، انت ازاي تعمل في بابا كدة
ضحك ساخرا: عشان يتعلم ما يتحداش خالد السويسي
صرخت بغيظ: انت شيطان!
خالد ضاحكا بسخرية: وانتي وابوكوا ملايكة مش كدة
ابتسمت مايا بشر تنظر للينا: عليا وعلي أعدائي صحيح يا خالد أنت ما قولتلهاش على العملية إلى اتعملتلها وهي مش عارفة
قطبت حاحبيها تسأله: عملية، عملية ايه يا خالد.

مايا بشر: عملية است...
قاطعها خالد عندما صفعها بقوة يصرخ بغضب
: اخرسي، لمي هدومك ومش عايز اشوفك هنا تاني انتي طالق بالتلاتة، خرج وجذب يد لينا لتخرج خلفه يسمعها تصرخ من خلفه بغل: هنتقم منك يا خالد، ما بقاش مايا لو ما انتقمتش منك
ادخل لينا غرفتها واوصد عليها الباب من الخارج، خائف لان تذهب لمايا وتسألها، او تذهب مايا اليها لتخبرها.

اخيرا انتهي من كابوس تلك مايا ورفعت ولكن تلك اللعينة فتحت كابوسا آخر قبل ان ترحل لن يتحمل ما سيحدث لصغيرته عند معرفتها ما حدث
ظل في مكتبه حتى انتصف الليل لا يملك الشجاعة لمواجهتها خوفا عليها
دعي ربه ان تكون قد نامت حينما يصعد، ماذا سيقول عذرا حبيبتي انتي لن...
ماذا سيقول ربي اعني على ما سيحدث
صعد إلى غرفته بخطوات بطيئة متهالكة يأخر نفسه علها تكون قد خلدت للنوم.

فتح باب غرفته بهدوء يبحث عنها بعينيه لم يجدها بالفراش
ولكنه سمع صوت المياه قادم من المرحاض ذهب ناحية فراش صغيرته
فوجدها نائمة بهدوء ملائكي
قبل جبينها ودثرها جيدا بالغطاءذهب وبدل ملابسه واستلقي على الفراش
دقائق ووجدها تخرج من المرحاض ترتدي منامة وردية اللون بنطالها يصل إلى ركبتيها وسترتها بربع كم، عليها رسومات كرتونية
ابتسم بهدوء: ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي.

جلست أمامه على الفراش: مستنياك، أنت اتأخرت ليه، وليه قفلت عليا الباب بالمفتاح
ابتسم بارتباك: عشان مايا ما تضايقكيش بكلامها السخيف
فلاحظت لاول مرة ان خالد يهرب بنظرات عينيه بعيدا عنها
سألته بكل بساطة: عملية ايه يا خالد
سؤال مباشر يريد إجابة مباشرة فقط لا غير ولكن هل يقدر على نطق تلك الإجابة
هل سيخبرها انه وافق على تلك العملية
انها لن...

هتفت بضيق: خالد، يا خالد رد عليا عملية ايه اللي مايا كانت بتقول عليها
ضحك ضحكات صغيرة متقطعة متوترة: انتي صدقتي، دي بتقول اي كلام عشان تضايقك
هزت رأسها نفيا بعنف: لاء يا خالد، عينيك إلى بتهرب من عنيا بتقول ان كلامها صح ضربك ليها بالقلم عشان ما تكملش كلامها بتقول ان كلامها صح، خالد انا من حقي اعرف ايه إلى حصلي.

لا مفر من أن يخبرها إلى متي سيأجل قد حانت تلك اللحظة التي طالما هرب منها اشار لها بيديه لتقترب منه ضمها لصدره يربت على ظهرها برفق يهمس بحنان: لوليتا قبل اي حاجة انتي بنتي وحبيبتي وروحي، انا مستحيل مهما يحصل اقدر ابعد عنك حتى لو انتي طلبتي دا
حاولت الابتعاد عنه ليشدد على عناقها يهمس بألم: خليكي مش هقدر ابص فى عنيكي
اغمض عينيه واخذ نفس عميق يهمس بتردد: لينا، انتي، انتي، انتي كنتي حامل وسقطتي.

شعر بانتفاضة جسدها بقوة بين ذراعيه ليربط على ظهرها بحنان: حبيبتي، قدر الله وما شاء فعل، الاعمار بيد الله
همست بصوت مبحوح باكي: مات، طب ليه
خالد بحنان: هشششششش، حبيبتي دا قضاء ربنا ما ينفعش نعترض صح ولا لاء
هزت رأسها إيجابا تبكي وتشهق في البكاء وهو يسرح شعرها يربط على ظهرها يهدهدها كطفلة صغيرة: الحمد لله يا حبيبتي، قولي ورايا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

همست بصوت مختنق باكي: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
خالد بحنان: شطورة يا حبيبتي، لازم تبقي عارفة ان ربنا لما بيحب حد بيبتليه ويشوفه هيصبر على الابتلاء دا ولا لاء، عشان يجازيه خير وحسنات كتير والجنة إلى مفيهاش حزن ولا دموع ولا خوف، سعادة وبس
اغمض عينيه يلتقط نفسه ليردف بصوت هادئ
خالد: بصي يا حبيبتي، انتي اغلي حاجة عندي.

وانهم لو خيروني بين روحي وبينك هختارك انتي من غير تردد، عارفة كمان ربنا رزقنا بهدية جميلة اوي، ملاك صغيرة شبهكك تكمل سعادتنا وبعدين انا مش عايز اطفال تاني كفاية لوليتا ولا ايه
همس بتعجب: ليه بتقول كدة
همس باضطراب: بصي يا لوليتا انتي كدة كدة هتعرفي، بس لازم تعرفي حاجه مهمة، ان حبي ليكي مش هيقل درجة واحدة مهما حصل
لينا بقلق: في ايه يا خالد قلقتني.

خالد: لينا، انتي جالك نزيف حاد لما وصلنا لندن فالدكاترة اضطروا انهم..
كونها طبيبة تعلم الجملة التالية
ولكنها ترجوه ان يكون غير صحيح ارجوك فالتسقط النظريات الطبية كلها لا هذا غير صحيح هتفت بصدمة: مش صح قولي أنه مش صح
همس بألم: أنا آسف، كنتي هتموتي لو ما عملوش كدة
صرخت بنحيب: وكدة انا متش
هتف بجد: لاء يا لينا، انتي دلوقتي كويسة وبعدين احنا عندنا بنت، ربنا ما حرمناش من الأطفال.

بكت بحرقة كالاطفال: ليييه انا عمري ما اذيت حد، ليه يا خالد بيحصلي كدة ليه، هو أنا وحشة اوي كدة والله أنا عمري ما اذيت ولا ظلمت حد دا أنا بحب كل الناس ما بحبش اشوف حد بيتوجع حتى لو الحد دا بيكرهني وبيتمني موتي ليه بس
خالد بحنان: احنا قولنا ايه، الحمد لله، الحمد لله على كل حال يا حبيبتي
لينا باكية: انتي مش هتسبني
خالد: عمري، الحاجة الوحيده إلى ممكن تبعدني عنك هي الموت.

ابتعدت عنه ليري نظره الانكسار وسيول الدموع المتفجرة في عينيها
قامت من على الفراش متجهه إلى باب الغرفة
خالد: رايحة فين
لينا: ارجوك يا خالد انا عايزة ابقي لوحدي شوية
تركته ونزلت إلى الحديقة جلست على ارجوحتها تفكر ورغما عنها تهبط دموعها بغزارة من عينيها
هل سيتركها، فهي اصبحت في نظر الجميع شبه انثي، ناقصة، غير كاملة، بالتأكيد سيرغب في أن ينجب مرة اخري، سيرغب في امرأة كاملة تعطيه اطفالا، ليخلد اسمه.

هزت رأسها نفيا بخوف، لا لا لا لن يتركها تعلم كم يحبها، نعم هو يعشقها ولكن ولكن...
قاطع استرسال افكارها عندما شعرت ان الارجوحة تهتز برفق لينا باكية: عايزة ابقي لوحدي
خالد بحنان: تمام، أنا هخليني معاكي وانتي لوحدك
لينا باكية: خالد لو سمحت
توقفت الارجوحة، وجدته يلف ثم جلس على ركبتيه امامها، رفع كف يدها وقبل باطنه بحنان
خالد: ايه لازمتها الدموع دي
نظرت له نظرات منكسرة حزينة
لينا باكية: أنا...

وضع إصبعه على شفتيها برفق
خالد: هششششش، انتي حبيبتي وروحي وعمري، أوعي تكوني فاكرة إلى حصل دا هيغير حاجة انا عشقي ليكي مالوش حدود، ثم بدأت بالغناء بصوت دافئ حنون
أنا عشقي ليك عشق القمر للنجمه والليل والسهر، وشوقي ليك فوق الخيال فوق إحتمال كل البشر
من يوم لقاك حلوه الحياه
بتحدى العالم كله وأنا وياك، وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك
وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك قربني ليك سيبني أعيش إحساس هواك.

أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
من يوم لقاك حلوه الحياه
خالد بصوت حنون: والله بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك، اكمل مازحا تعالي يلا بقي في حضن عمو قليل الادب
ألقت نفسها بين ذراعيه واحاطت ظهره بيديها تضم جسده لها بقوة تستمد منه الأمان بينما هو يربت على شعرها بحنان.

هتفت بصدق: بحبك اوي اوي اوي
خالد بثقة: طب ما انا عارف
لكزته بيدها في صدره: رخم، بس بردوا بحبك
حملها بين ذراعيه برفق
ابتسم بعبث: تعالي يلا عشان عمو قليل الادب، بجيب لك شكولاتة
ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها ودقات قلبها ترفرف بسعادة، فقد استطاعت كلماته ان تداوي اي خوف أو قلق في قلبها ولكن هل بالفعل داوت كلماته جرحها ام انه مجرد مسكن وسيعود الألم من جديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة