قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثلاثون

فتح باب تلك الفيلا الصغيرة، يتقدم إلى الداخل يضيئ الانوار لتستطع الاضاءة في أرجاء المكان، يهتف بهدوء: اتفضل يا بابا تعالا الفيلا دي أنا كنت اشتريتها من مدة وقفلتها هي آه صغيرة بس...
قاطعه رفعت ساخرا: بدل ما تجبني في الخرابة دي روح هات فلوسي من صاحبك.

مسح وجهه بكف يده يزفر بضيق يحاول الحفاظ على هدوئه: صاحبي دي اللي هو ابن أختك، صاحبي دا اللي حضرتك ما رعتش صلة الدم ولا القرابة ودمرتله حياته عشان خاطر فلوسك، مش عشان خاطر مايا، مايا كانت كوبري، تجوزها لخالد عشان تتنازلك عن الفلوس اللي سرقتها امها منك، الغلطة من الأول غلطتك إنت روحت اتجوزت واحدة ضحكت عليك وسرقتك، وعشان ترجع فلوسك أذيت ناس مالهمش ذنب في اي حاجة، زعلان ليه بقي كما تدين تدان.

ضحك رفعت ساخرا: والله عال يا شيخ محمد جاي تديني محاضرة في الأخلاق، اوعي تكون فاكر ان الموضوع خلص صاحبك حبايبه كتير وكلهم عايزين يخلصوا منه، وأولهم أنا، اوعي تفتكر اني هسيب فلوسي حتى لز قتلته
هز رأسه نفيا بيأس يهتف بخزي: ما فيش فايدة فيك، هيفضل الغل والغرور عامين عينيك، يت رب تفوق قبل فوات الاوان.

وضع تلك الميدلية التي بها مفتاح البيت على الطاولة التي جواره اخرج من جيبه مبلغ من المال يضعه على الطاولة يهتف بهدوء: دا مفتاح البيت، وفي واحدة هتيجي كل يوم تنضف وتشوف طلبات حضرتك، طالما حضرتك مش موافق تيجي تعيش معايا، ولو احتجت اي حاجة كلمني، آه صحيح مايا راحتلك على البيت القديم، البواب كلمني واديته عنوان البيت دا شوية وهتلاقيها جاية، عن إذنك.

تركه ورحل ليتهاوي رفعت على احد المقاعد ينظر أمامه بشرود، عينيه مظلمة من الغيظ الذي يشتعل داخله، دقايق ووجد الباب يدق، فتحه ليجد مايا تقف امامه، ليهتف ساخرا: اهلا بالهانم اللي باعت ابوها
ردت سريعا: بابا صدقني...
قاطعها يصرخ بغل: انتي تخرسي خالص أنا عملت كل دا عشان خاطرك وفي الآخر بتبعيني لابن السويسي.

ابتسمت ساخرة تهمس بألم: لا يا بابا أنت ما عملتش اي حاجة عشان خاطري إنت عملت دا عشان ارجعلك فلوسك، وانا عملت دا عشان خاطره هو عشان أنا بحبه وهو بيلعب بيا زي ما بيلعب بيك وبيلعب بالراجل اللي اسمه جاسم، كلنا لعب في ايديه
صرخ بغضب: امشي من هنا مش عايز اشوف وشك هنا تاني، خلاص مابقاش ليكي لازمة.

ابتسمت ساخرة: كنت متأكدة انك هتعمل كدة، بس كنت بحاول اكذب نفسي، أنت عارف أنا دلوقتي فعلا اتأكدت أن أنا مش بنتك، عن إذنك يا رفعت باشا
امسكت يد حقيبتها تجرها خلفها التفت تنظر له بألم نظرة أخيرة لتكمل طريقها، أخرجت هاتفها تتصل به
هتفت ساخرة: لقد انتهي كل شئ، خالد طلقني واخذ نقودي ورفعت طردني
ضحك بتهكم: كنت اعلم أنه لا جدوي منكِ
ابتسمت بألم تهمس بحزن: اريد العودة.

رد ببرود: بالطبع لا، سأصل بعد أيام واريدك بانتظاري
هتفت بأنفعال: وأين سأمكث إلى أن تأتي في الشارع
رد بهدوء: سأحاسبك على ارتفاع صوتك حينما آتي، ولكن الآن ستذهبين إلى منزلي في، خدي سيارة اجري واذهبي إلى ذلك العنوان، وسيفتح لكي حرسي بوابة القصر، تصرفي كأنه بيتك، سأغلق الآن لدي اجتماع هام
اغلقت الخط، وضعت الهاتف في حقيبتها، اوقفت سيارة اجري متجهه إلى ذلك العنوان الذي اخبرها به.

في شركة الرحاب للمقاولات، دخل إلى الشركة سريعا ما كاد ينهي عمله في الادارة حتى وجد على يتصل به مئات المرات يخبره بأن يأتي على الفور فلديه اجتماع هام
على سريعا: أخيرا جيت، يلا يا عم عندنا اجتماع مهم والناس بقالهم ساعتين مستنين
القي سترته على مكتبه يلتقط ذلك الملف يهتف سريعا: يلا بينا
ذهب خالد مع على إلى غرفة الاجتماعات وبدأوا في اجتماع طويل استمر لأكثر من خمس ساعات
في فيلا السويسي.

كانت تدور حول نفسها تفرك يديها بقلق ومئات الأفكار السيئة تعصف برأسها تحاول الاتصال به كثيرا ولكن دون فائدة هاتفه مغلق.

هتفت في نفسها بقلق: يا تري اتأخر ليه كدة مش من عادته يتأخر كدة، هو صحيح مالوش مواعيد ثابتة بس مش لدرجة 12 نص الليل، ليكون حصله حاجة لالالا بعد الشر أكيد بخير إن شاء، طب قافل موبيله ليه يمكن يكون عند واحدة، لالا مستحيل خالد ما يعملش كدة، اومال ماقليش ليه أنه هيتأخر قبل ما ينزل ولا حتى اتصل بيا يطمني عليه اكيد مع واحدة ومش عايزني أعرف، آه اكيد ويرجع يقولي انتي اغلي حاجة عندي ماشي يا خالد ماشي لما تيجي.

في شركة الرحاب
تهاوي على كرسيه بتعب: اخيرا خلصنا
مش تقولي يا حيوان ان عندنا اجتماع في الشركة بدل ما تجبني على ملا وشي
على: معلش بقي يا خالد، انا افتكرتك عارف والله
مط ذراعيه بارهاق: طب أنا ماشي عشان هموت وانام، يلا سلام
على: سلام
اتجه إلى سيارته، اخرج هاتفه من جيب سترته يتصل بها ليزفر بضيق: اوووف فصل امتي دا، مش مهم أنا كدة كدة مروح.

ادار محرك السيارة وقادها سريعا إلى منزله كان في حالة تعب يرثي لها فهو يعمل منذ الثامنة صباحا، اولا في الادارة ثم ذلك الاجتماع الذي تفاجأ به، يحتاج فقط للنوم
اخيرا وصل إلى منزله، ركن السيارة ودخل المنزل فوجده هادئ للغاية همس بتعب: أكيد نامت، أطلع انام انا كمان هلكان مش قادر
جاءه صوت الخادمة من خلفه
فتحية: احم، مساء الخير يا باشا
التفت لها يسألها: مساء النور يا فتحية ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي.

فتحية: احضر لحضرتك العشا
خالد: لاء مش جعان، روحي انتي نامي
فتحية: تصبح على خير يا باشا
خالد: وأنتي من أهله
لا يعرف لما شعر بالضيق فالخادمة هي من تنتظره لتحضر له العشاء لا زوجته.

تنهد بتعب ينفض عن رأسه اي شئ هو فقط يريد النوم، صعد إلى اعلي دخل غرفته بهدوء كالعادة وجد الاضاءة مضائة نظر ناحية الفراش ليعقد جبينه بتعجب، اين هي! بحث بعينيه عنها ليجدها تقف امام النافذة تتطلع إلى الحديقة تهز ساقيها بعصبية وتعقد ذراعيها بضيق، ارتفع جانب فمه بابتسامه ماكرة اتجه ناحيتها يمشي بهدوء إلى ان أصبح خلفها هبط برأسه يضعه على كتفها يبتسم بتعب: الجميل صاحي ليه لحد دلوقتي.

ابتعدت عنه بضيق، التفت ناحيته تنظر له بغضب صرخت بانفعال: كنت فين كل دا
اتسعت عينيه بذهول هل جنت هذه لتصرخ في وجهه
قبض على مرفقها بذراعه يصرخ بغضب: صوتك ما يعلاش انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي انتي اتجننتي
نزعت ذراعها من يده بعنف تصرخ: كنت فين يا خالد
خالد غاضبا: هكون فين يعني متنيل في الشغل
صرخت دون وعي: كدااااب
رفع يده ليصفعها وهو يصرخ بحدة: اخرسي.

ضم قبضة يده بغضب قبل أن تصل لوجهها حينما راي نظرة الرعب التي احتلت مقلتيها
انزل يده يهتف بضيق: انتي بتعملي ليه كدة
ظلت تنظر له دون أن تنطق للحظات لتنفجر في ثانية في بكاء مرير تنهد بتعب فهو بالفعل متعب، يالله متي سينتهي هذا اليوم المتعب
وكعادته اقترب منها وضمها لصدره يربط على ظهرها برفق همس بحنان: لوليتا أنا مين
ردت بصوت مبحوح باكي: خالد
ضحك بمرح: على أساس أن انا مش عارف انا مين، انا ابقي ليكي ايه.

لينا باكية: حبيبي
خالد بحنان: طب ينفع لوليتا بنوتي الصغيرة تعلي صوتها على جوزها حبيبها
هزت رأسها نفيا: أنا آسفة
شدد على عناقها يسرح شعرها بحنان: انا عارف أنت لوليتا شاطرة ومش هتعمل كدة تاني صح
هزت رأسها إيجابا فحملها متجها إلى الفراش يهدهدها كالطفلة الصغيرة إلى ان نامت فقبل جبينها ودثرها بالغطاء ونام هو الآخر.

كانت تلك الحادثة هي فقط البداية فما حدث بعد ذلك ان لينا اصبحت تشك في كل تصرفات خالد ان تأخر قليلا هذا يعني انه كان يقابل امراءة ان ابتعد وهو يتحدث بالهاتف هذا يعني انه بحادث امرأة أصبحت غيرتها وشكها لا يحتملان
أما هو فكان يسيطر بصعوبة على اعصابه مع كل اتهام تلقيه عليه.

في ذلك اليوم اضطر للتأخير في احد التدريبات الهامة ما أن دخل المنزل وجدها تقف امامه تعقد ذراعيها امام صدرها ابتسمت ساخرة: عجبتك صح
عقد حاجبيه باستفهام: هي مين دي؟
عقدت ساعديها تضحك ساخرة: اللي سيداتك كنت قاعد عندها لحد دلوقتي
نفخ بضيق يحاول السيطرة على أعصابه يهتف في نفسه: استغفر الله العظيم يا رب
ضحكت ساخرة: ايه بتفكر في كدبة تقولهالي؟

صرخ بحدة: انتي خلاص اتجنتي أنا طالع أنام ومش عايز اسمع نفس، دي بقت عيشة تقصر العمر
تركها وصعد إلى غرفته ليرتاح، حقا قد تعب من كثرة المشاحنات مع تلك الصغيرة العنيدة
في اليوم التالي كان جالسا في مكتبه في شركته شارد يفكر فيما يحدث لهم يحاول التركيز على الاوراق امامه لكن دون فائدة زفر بضيق يلقي القلم من يده، سمع صوت دقات على باب المكتب ليهتف بهدوء: ادخل
دخل إسلام مبتسما ببشاشة كعادته: خالد باشا.

ابتسم حينما رآه قام يصافحه: ازيك ياض يا أسلام اخبارك ايه، اقعد واقف ليه
جلس اسلام امامه يهتف بابتسامة واسعة: زي الفل أنا ما صدقتش نفسي لما سكرتيرة الشركة كلمتني وقالتلي أن الشغل رجع، حاولت اجي لحضرتك كام مرة بس بتبقي مشغول او مش موجود
ضغط على الزر بجانبه ليدخل السكرتير الخاص به
مراد: ايوة يا افندم
خالد: بعد كدة لما الباشمهندس إسلام يجي في اي وقت تدخلهولي على طول
مراد؛ حاضر يا افندم.

خرج السكرتير ليلتفت خالد لاسلام يبتسم بحبور: ها يا سيدي كنت عايزني في ايه.

إسلام: عشان الورشة والشقة، صحيح دا في واحد جه اشتري العمارة من مراتت رشدي، اسكت يا باشا دا القهوة بتاعت رشدي ولعت الواد بتاع الشاي نسي البراد على النار الماية لما غيلت طفت النار وطبعا عشان قهوة وفيها دخان كتير ما فيش ثواني والقهوة اتفحمت، دا غير أنه اصلا لما جه الحارة كان جاي مدغدغ، فمن يومين جه واحد واشتري العمارة من رشدي، فالزفت اللي اسمه خد مرتاته وغار من الحارة.

عاد خالد في ظهر كرسيه يهتف بجد: آه ما هو الراجل اللي راح لرشدي العمارة تبعي
اتسعت عيني إسلام بدهشة: يعني حضرتك اشتريت العمارة
هز رأسه إيجابا بهدوء: آه واشتريت الورشة كمان، يعني اعتبر الشقة اللي أنت قاعد فيها بتاعتك بكل اللي فيها ومن غير ايجار يا سيدي، صحيح الورشة اخبارها ايه
إسلام؛ أنا قفلتها المدة اللي فاتت كان ضغط شغل كتير ما اقدرتش اوفق بين الاتنين
خالد: تمام، وشمس اخبارها ايه.

ابتسم اسلام بسعادة: بخير الحمد لله، كنت قلقان لحسن يحصل مشاكل بينها وبين والدتي بس الحمد لله كل شئ تمام، أنت عارف دي سعات بتيجي عليا عشانها
خالد مبتسما: والدتك ست طيبة، هي صحيح ما بطقنيش وبعترت برستيجي خالص بس هي ست طيبة واللي في قلبها على لسانها
ابتسم اسلام بحرج: تعيش يا باشا أنا كنت جاي اسلم عليك، معلش بقي رغيت كتير.

هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: بطل هبل ياض، مكتبي مفتوحلك في اي وقت، اي حاجة تعوزها ما ترددش تجيلي
هز رأسه إيجابا بابتسامة بشوشة: تعيش يا باشا عن اذنك
رد له الابتسامة قام وصافحه، خرج إسلام من المكتب، عاد هو ليجلس على كرسيه حينما وجد الهاتف يرن التقط الهاتف ليجدها والدتها، فتح الخط ليرد ليجد هجوم حاد من والدته: خلاص يا خالد شغلك وبيتك نسوك امك واخواتك
اتسعت عينيه بدهشة يهتف سريعا: حصل ايه بس يا ست الكل.

ردت بتهكم: لاء ما حصلش حاجة خالص اختك ولدت من يومين وأنت ولا هنا وبنكلمك ما بتردش
تنهد بتعب: معلش يا امي والله ربنا اعلم باللي أنا فيه، طب هي ولدت في مستشفي ايه وأنا اروحلها دلوقتي
زينب: لاء هي رجعت بيتها النهاردة الصبح
خالد: تمام أنا ساعة زمن وهكون عندكوا.

اغلق الخط يلتقط مفاتيحه وسترته متجها إلى منزل اخته، وقف امام احد المحلات واشتري بعض الهدايا لها، مكملا طريقها إلى منزلها، وقف امام باب شقتها يدق الجرس، لتفتح له والدته نظرت له بضيق ليبتسم بتعب، دني برأسه يقبل يدها: أنا آسف والله يا ست الكل حقك عليا
ربطت على رأسه بحنان: مالك يا حبيبي شكلك تعبان ليه كدا
تنهد بتعب: الحمد لله على كل حال، قوليلي البت ياسمين فين.

ابتسمت والدته بحنان: جوا في اوضتها تعالا، تعالا دي هتفرح اوي لما تشوفك
جذبت يده خلفها متجهين إلى غرفة ياسمين، حمحم بصوت عالي ليجذب انتباههم: يا رب يا ستار، استني ليكون حد من الحريم خالع رأسه ولا حاجة
ضحكت والدته بمرح: ما فيش حد غير ياسمين وفارس
دخل إلى الغرفة يصافح زوج اخته، اتجه ناحية اخته يعانقها بحنان: حمد لله على السلامة.

ردت ياسمين بعتاب: الله يسلمك يا حبيبي، بس على فكرة بقي أنا زعلانة كل دا يا خالد ما تسألش عني
ابتسم بحنان: معلش حقك عليا، وحياة عندي ما هتحصل تاني، صحيح فين الواد الصغير
حملته زينب من مهده الصغير تعطيها لخالد قبل جبهه الصغير بحنان: بسم الله ما شاء الله، الله أكبر، قمر شبهك بالظبط يا سيما
تجهم وجه فارس بضيق: على فكرة بقي دا شبهي بالظبط، دا حتى عينيه زرقا زيي.

ياسمين بفضول: انتوا عارفين بجد أنا ايه اللي مجنني أن ماما عينيها خضرا وبابا عينيه بني، واحنا التلاتة عينيا بني ما حدش فينا خالص عينيه خضرا
تجهم وجه زينب بحزن ترقرقت الدموع فء عينيها حينما عاد بها كلام ابنتها إلى تلك الذكري القديمة الحزينة جداااااا بالنسبة لها
اخرج خالد مبلغ من جيبه يضعه جوار الصغير يقبل جبينه بحنان، ومن ثم وجه كلامه لفارس: قولي صحيح هتعملوا السبوع أمتي.

فارس: لاء هتبقي عقيقة وفي اسيوط عمك راشد مصر أنه يعمل السبوع هناك، وطبعا أنت مش محتاج عزومة
هز رأسه إيجابا بهدوء: هشوف ظروفي واكيد هحاول اجي
بعد مدة طويلة قضاها بصحبة اخته ووالدته وغيث الصغير الذي خطف قلبه، ودعهم وعاد إلى منزله فتح الباب ليجدها تقف في انتظاره
كعادتها في الأيام الأخيرة
لينا غاضبة: ات...
خالد مقاطعا: بس بس بس قبل ما تقولي كنت عند ياسمين.

لينا غاضبة: يا سلام عبيطة انا عشان اصدق انك كنت عند ياسمين
تنهد بضيق: والله عايزة تصدقي صدقي مش عايزة انتي حرة وبلاش أسلوب التحقيق دا معايا، عشان ما اقلبكش عليكي
وكالعادة بدأت في البكاء، ارتمت في صدره تبكي بحرقة هي لا تعلم لما اصبحت تشك فيه لتلك الدرجة ذلك الجرح الغائر يدمي قلبها تشعر بألم بشع بحرق ثنياها ببطئ، اتسعت عينيها بصدمة تدفعه بعيدا عنها تصرخ بغضب: أنت كنت حاضن مين يا خالد.

قطب جبينه بتعجب: نعم!
ابتسمت ساخرة: ابقي خلي بالك بعد كدة عشان
ريحة البرفيوم بتاعت الامورة لسه في قميصك
خالد غاضبا: ايه الهبل إلى انتي بتقوليه دا برفيوم ايه وامورة ايه
صرخا غاضبة: القميص بتاعك عليه برفيوم حريمي
خالد: اكيد من ياسمين لما حضنتها
لينا غاضبة: أنت كداب.

اطبق على ذراعها بعنف يزمجر من بين اسنانه: قسما بربي يا لينا لو ما اتعدلتي لعدلك، حتى لو اضطريت اني اكسر عضمك، انتي خلاص اتجنني بقالي مدة ملاحظ طريقتك وبقول عادي مصدومة، نفسيتها تعبانة عديها، بس لحد كدة وكفاية اوي طريقتك دي هي اللي هتخليني اتجوز عليكي طالما مش لاقي راحتي في بيتي يبقي ما تزعليش لو دورت عليها برة.

دفعها بعيدا ليخرج من المنزل غاضبا ركب سيارته وانطلق يجوب هائما على وجهه لا يعرف أين يذهب غاضب بشدة من تلك الصغيرة ماذا فعل لتظن به هذا الظن، شعر بالاختناق من التفكير فازاح رابطة عنقه قليلا
خالد في نفسه: يا رب أنا تعبت ما كنش ينفع اسيبها وامشي بس انا بجد تعبت
اخرج هاتفه واتصل بمحمد
خالد: ايوة يا محمد
محمد: أيوة يا خالد، مال صوتك
خالد بتعب: تعبان يا صاحبي بقولك انت فين
محمد: انا في السكة مروح البيت.

خالد: طب انا عايز اتكلم معاك شوية عارف الكافية...
محمد: آه عارفة، انا قريب منه اصلا، هسبقك على هناك
خالد: ماشي يا صاحبي، سلام
اغلق الخط وادار مقود السيارة إلى مكان المقابلة، عندما وصل وجد محمد في انتظاره
خالد: السلام عليكم
محمد: عليكم السلام و رحمة الله وبركاته مالك يا ابني شكلك عامل كدة ليه
جلس خالد على كرسي امام محمد جاء النادل اليهم
محمد: اتنين قهوة مظبوط التفت لخالد يهتف بهدوء: مالك يا ابني في ايه.

تنهد بتعب: هقولك
بدأ يقص عليه كل شيء منذ معرفة لينا بتلك العملية إلى ما حدث اليوم
خالد: أنا زهقت يا محمد، انا مش عارف هي ليه مصرة ان انا بخونها
محمد: معلش يا خالد راعي حالتها النفسية هي اكيد دلوقتي مدمرة نفسيا
خالد: والله مراعي وحاولت اقنعها اننا الحمد لله عندنا بنت وان انا مش عايز اطفال تاني ولا حياة لمن تنادي إلى في دماغها في دماغها.

محمد: بس انت برضوا لازم يبقي عندك طول بال أكتر من كده اقولك خدها وسافروا اي حتة بعيد، أنت وهي بس وهات لوليتا عندي على ما ترجعوا
خالد: هشوف يا محمد انا اصلي عندي شغل كتير اليومين دول ومش هينفع أسافر خالص
محمد: طب يا عم حضرلها مفاجأة من بتوعك وهاتلها هدية
خالد مبتسما: مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
محمد مبتسما: كنت هتعمل نفس إلى انا قولتلك ايه، وبعدين انت ليك جميل في رقبتي مش هقدر اوفيه لحد ما اموت.

خالد: بطل هبل ياض وبعدين انسي الموضوع دا بقي دا عدي عليه سنين
محمد: عمري ما انسي يا خالد لولاك كنت ضعت
خالد: هي دي الحلقة الاخيرة يا عم انا قايم ماشي قبل ما تقلبها محزنة كفاية إلى عندي في البيت
محمد: وحياة أبوك يا شيخ اهدي وحاول تتحكم في غضبك شوية
هز رأسه إيجابا: سلام
محمد: مع السلامة
ترك صديقه وذهب إلى احدي محلات الهدايا واشتري هدية كبيرة للينا ثم قاد سيارته عائدا للمنزل.

في أسيوط كانت رسمية في غرفة ابنتها تخطط لي...
رسمية بخبث: ها ايه رايك في دماغك امك
هدي بتوتر: بس يا اما لو حد عرف.

رسمية بخبث: ما حدش هيعرف ولا حاجة جدك هيتصل بكرة عشان يجيله بكرة، عشان هو تعبان وعايز يشوفه، لو جه لحاله يبقي زين هحطله منوم في اي عصير او قهوة ولما ينام تدخلي اوضته وتعملي كيف ما قولتلك قطعي هدومك واعملي نفسك كأنه ضربك وأنا هجبلك شوية دم من اي فروجة، جدك بقي لما يشوف المنظر دا هيغصب على خالد انه يتجوزك
همست هدي بقلق: بس يا اما اكدة مش عيب.

لكزتها رسمية بضيق: عيب ايه يا مزغودة انتي هو هيعملك حاجة بجد، اني ما هرتحش غير لما اجوزهولك خالد، راجل طول بعرض معاه فلوس يا اما جدك نفسه كاتبله نص الورث ليه لوحده
هدي بقلق: وافرضي مرته جت معاه
ابتسمت رسمية بخبث: ما تقلقيش اني هعرف اشغلها، المهم أن اللي في راسي هيتم يعني هيتم
هزت هدي رأسها ايجابا عينيها شاردتين بقلق من القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة