قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والأربعون

استيقظت تشعر بالاختناق شهقت بعنف تأخذ نفسا عميقا نظرت جوارها لتجد صغيرتها تنام ببراءة، ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها تشعر بقلبها يصرخ شوقا له
جلست على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها لتنساب دموعها بألم على ما حدث لها وسحقا لذلك القلب الأحمق الذي سامحه نعم سامحه قلبها بل ويجد له مبررات على ما فعل.

ولكن عقلها وقف له بالمرصاد لن يترك ذلك القلب الأحمق ينتصر مرة اخري، يعلم انه لو فعل ذلك ستعود راكضة لترمي نفسها بين ذراعيه لكن لا والف لا لاقت منه ما يكفي ويزيد عليها تلقنيه درسا قاسيا قبل ان يمحنه عقلها صك الغفران، انتبهت على صوت هاتفها الملقي جوارها يصدح بصوت رسالة نغمة مميزة لرقمه هو فقط التقطته بأصابع مرتجفة تخط اسمه على شاشته لينتفتح على صورته وهو يحمل الصغيرة يضحكان بسعادة فتحت تلك الرسالة لتجد فيها.

طفل احمق أخطأ، يطلب منك العفو والغفران
طفل احمق نادم على ما فعله وما كان
طفل احمق مشتاق ليري في عينيكي نظرة الحب والحنان، ليلقي بين ذراعيكي ما به من أحزان
طفل احمق أخطأ وندم وتاب ويطلب منك العفو والغفران، انسابت دموعها بغزارة مع كل حرف تقرأه لتجد هاتفها يضئ باسمه تحتاجه وتحتاج دفئ صوته
ارتجفت اناملها وهي تحارب رغبة عقلها الذي يرفض أن يرد عليه وتؤيد قلبها المشتاق لسماع انغام صوته.

انتبهت من صراعها عندما انقطعت المكالمة ولكنه عاد يطلبها وكأنه يلح عليها ان تجيب
تلك المرة رمت بحسابات العقل وفتحت الخط ووضعت هاتفها على اذنها بدون كلام لتسمعه يهمس بلوعة: وحشتيني
قطمت شفتيها لتظل صامتة دون أن تنطق بحرف فقط تستمع له لتسمعه يهمس بندم: حتى لو مش عايزة تردي عليا كفاية عليا اني أسمع صوت نفسك لوليتا كفاية عياط.

أنا مستعد لأي عقاب بس تسامحيني آخر مرة والله آخر مرة عمري ما هزعلك تاني وحشتيني وحشتيني اوي اوي سامحيني وحياة لوليتا عندك سامحيني افتكريلي اي حاجة حلوة بينا يا ريت ايدي كانت اتقطعت قبل ما أمدها عليكي
وبسجيتها البريئة العفوية هتفت سريعا: بعد الشر عليك
لتسمعه يبكي بعنف: أنا آسف، آسف والله آسف والله آخر مرة، قسما بربي عمري ما هزعلك تاني، سامحيني يا لوليتا، سامحيني يا قلب خالد.

يكفي كلمة أخري وستترجاه ان يأتي اليها مسرعا اغلقت الخط سريعا واحتضنت الهاتف تبكي لتجد باب غرفتها يفتح بعنف دخل جاسم لتتسع عينيه بفزع حينما وجدها في تلك الحالة
صرخ بقلق: مالك فيكي ايه.

هزت رأسها نفيا بهدوء تمسح دموعها بعنف لتجده يجلس بجانبها بهدوء وبدون سابق انذار مد يده يمزق كم بلوزتها القطنية لتشهق بفزع بينما اتسعت عيني جاسم من الصدمة امسك مرفقها ينظر لتلك العلامات التي تغطي جسدها صاح بحدة؛ هو اللي عمل فيكي كدة
هزت رأسها نفيا بعنف تهتف ببرود: لاء مش هو
اشتعلت عينيه غضبا ليصرخ بانفعال: أنا هبلغ عنه البوليس وهوديه في ستين داهية.

ابعدت يده عن ذراعها تهتف بهدوء: ساعتها هقول أنه بلاغ كاذب خالد مستحيل يعمل فيا كدة
قبض على ذراعها يهزها بعنف يصرخ بغضب: انتي ايه يا شيخة، اعمل ايه تاني عشان اخليكي تكرهيه
اتسعت عينيها بصدمة تهمس بذهول: يعني ايه تعمل ايه تاني عشان اخليكي تكرهيه انت عملت ايه اولاني يا بابا.

صرخ بحدة: عملت كتير، دفعت ملايين عشان اخلي مايا ترجع هنا، هددت رفعت بشيكات بملايين عشان يدخل معانا اللعبة ويخلي خالد يتنزله عن املاكه عقد التنازل أنا اللي كتبه بايدي، قولت مش هتقدر تعيش في اقل من المستوي اللي كانت عايشة فيه وهتسيبه وتجيلي، بردوا فضلتي معاه، قولت لما اتجوز عليها مش هتقدر تعيش مع ضرة وهتطلب الطلاق، لكن بردوا لاء ضربك وكسر دراعك وبردوا مش هسيب خالد، اياد المجنون دا ما كنتش هسلمك ليه أنا بس كنت عايزه يخلصك منه وساعتها كنت هاخدك ونسافر بعيد عن الدنيا كلها أنا وانتي ولوليتا وفريدة، انا عرفت ان اياد خطفك والحيوان التاني افتكرك بتخونيه وبعد كل البهدلة اللي حصلتلك بسببه بردوا بتحميه لسه عيزاه.

وقفت امامه تنظر له بذهول لا تصدق والدها هو من كان يسعي لتدمير حياتها طوال تلك المدة
همست بألم: ليه يا بابا ليه استكترت عليا الفرحة ليه، ليه دايما عايزني تعيسة وحزينة ليه في الاول بعدتني عن خالد وانت عارف أنا بحبه قد ايه ولما رجعتله اخيرا دمرت حياتنا ليه.

صرخ بجنون: عشان انتي بنتي أنا مش بنته هو انتي اغلي حاجة عندي، اغلي عندي حتى من حياتي أنا إن كنت بشتغل ليل ونهار فدا عشانك انتي عشانك انتي عشان اشتريلك كل اللي بتحلمي عشان ما يبقاش نفسك في حاجة وانا ما اقدرش اجيبها كنت بعمل كل دا عشانك كنت برجع من السفر كل مرة وأنا بعشم نفسي أن المرة دي اول ما تشوفيني هتجرحي تترمي في حضني وتقوليلي وحشتني يا بابا زي ما كنتي بتعملي معاه لما كان بيخرج ولو ساعة واحدة، كنت بشتريلك اللعب وأنا بتخيلك فرحانة بيهم، بس ما كنتيش حتى بتلعبي وهو لو جبلك حتى عروسة صغيرة ما كنتيش بتسبيها من ايدك، لما كبرتي ومنعتك تنامي في حضنه كنتي بتخليه ينام جنبك على الارض ويفضل ماسك ايدك، كان نفسي في مرة تيجي لحضني بليل تقوليلي بابا انا خايفة خدني في حضنك، زي ما كنتي بتصحيه في عز الليل.

عارفة اسوء اصعب احساس ايه انك تتسول حب بنتك ولا ابنك ليك اللي هو من حقك اصلا.

قاطعته تصرخ بألم: ما كنتش عايزة دا ما كنتش عايزة فلوس ولا لعب كتير كنت عيزاك أنت، كنت عايزة احس أنك موجود ما بشوفكش غير مرة واحدة كل شهرين ولا تلاتة جايب معاك لعب كتير، إنت عارف واحنا صغيرين لما ياسمين كانت بتحب تضايقني كانت بتقولي أنا بابا بيحبني عشان كدة بيفضل معايا لكن انتي باباكي بيكرهك عشان كدة بيسيبك ويسافر، انت اللي ادتله مكانك كان الحضن الوحيد اللي بيطبطب عليا، الضهر اللي كنت اني لما اخاف هستخبي وراه لما ابهدل الدنيا هلاقيه يصلح مكاني، حتي لما خدتني بعيد عنه كان هدفك الوحيد انك تكرهني فيه بأي طريقة ما فكرتش تحببني فيك لاء انت بس كنت عايزني اكرهه ما فكرتش مرة واحدة تاخدني في حضنك وتقولي أنا بابا يا حبيبتي ما تخافيش وأنا معاكي، زي ما هو كان دايما بيقولي، وبعد ما اخيرا رجعتله كملت كرهك ليا مش ليه لأنك لو بتحبني فعلا كنت هتبقي عايزني مبسوطة انت ايه يا اخي شيطان تتفق مع واحد عشان تدمر بنتك تدفع ملايين بس عشان تشوفها تعيسة انت عارف اياد اللي روحت اتفقت معاه كان عايز يغتصبني لما كنا مخطوبين أنا ما رضتش اقولك عشان ما تقطعش علاقتك بعمو يوسف أنا بكرهك، بكرهك اوي، احتضنت نفسها بذراعيها تبتسم بألم: كلكوا عليا، كلكوا هدفكوا الوحيد انكوا تدمروني، نظرت له تهمس بألم: هو أنا وحشة اوي كدة.

نظر لها بألم تجسد في حدقتيه صغيرته تعاني بسببه أحمق كان يظن انه سيفوز بحبها حينما يجعلها تكره ذلك الرجل لم يعرف ان عليه جعلها تحبه فقط
شعر فجاءة بنيران تشتعل في قلبها الم بشع يعصف به ثقلت أنفاسها ليشهق بعنف يحاول التنفس، صرخت بفزع تهرول ناحيته حينما وجدته يتهاوي ارضا تصرخ باسمه بفزع: بااااااباااااااا.

هرولت فريدة بفزع ناحيتهم لم تشئ التدخل في البداية حتى يخرج كل ما في قلبه حتى تعلم ابنتها أنه لم يحب احد بقدرها لينخلع قلبها حينما سمعت صوت لينا تصرخ باسمه بفزع دخلت إلى الغرفة لتجد جاسم ملقي ارضا يتنفس بصعوبة جسده كالثلج
جثت بجانبه سريعا تهز جسده بعنف
فريدة صارخة: جاااااسم قوم يا جاااااسم، نظرت لابنتها تصرخ بخوف: اتصلي بالاسعاف بسرعة
هزت رأسها ايجابا تبحث عن هاتفها تطلب الإسعاف سريعا.

بعد ساعة تقريبا كانت تحمل صغيرتها تقف جوار والدتها امام غرفة العناية المركزة يرقد فيها والدها بجانبه العديد من الأطباء، دموعها تتساقط بصمت انتبهت علس خروج احد الأطباء من الغرفة لتهرول له تهتف بقلق: بابا، بابا حالته ايه ارجوك طمني
هتف الطبيب بهدوء: حقيقة الحالة مش مستقرة ابدا هو عنده ذبحة صدريه حادة ولازم يفضل في العناية المركزة لحد ما الحالة تستقر
انسابت دموعها بألم تهمس بمرارة: أنا عايزة اشوفه.

هز الطبيب رأسه نفيا يهتف بجد: لاء طبعا ممنوع دخول العناية المركزة
صاحت بحدة: أنا هشوفه يعني هشوفه، اعطت الصغيرة لوالدتها لتدفع ذلك الطبيب بعيدا حاول الحاق بها ليجد ذلك المقبض يقبض على كتفه بقوة يمنعه من التقدم.

دفعت الباب برفق تدخل إلى الغرفة تتحرك بهدوء تنظر لجسد والدها الموصل بالكثير من الاجهزة الطبية بألم جلست بجانب فراشه تمسك كف يدن المغروس فيها تلك الابرة الطبية الموصلة بالمحلول الطبي تهمس ببكاء: بابا، أنا آسفة يا بابا، أنا مش عارفة ازاي قولتلك كدة، بابا عشان خاطري ما تسبنيش ابوس ايدك، قبلت كف يده لتشعر بأصابع يده تشد على يدها بضعف، نظرت ناحيته سريعا لتجده يحاول فتح عينيه يهمس باسمها بضعف.

لتهتف سريعا: أنا هنا يا بابا
ادار وجهه ناحيتها يبتسم بشحوب يهمس بضعف: سامحيني يا بنتي، مش عايز اموت وانتي زعلانة مني، أنا والله بحبك أوي، بس ما اعبرلك عن حبي، السكينة كانت سرقاني وكنت فاكر ان الطريقة دي هي اللي هترجعك ليا...
قاطعتها تهتف سريعا: مش هسامحك، لو سبتني مش هسامحك، عايزني اسامحك افضل معايا، أنا خلاص هطلق أنا وخالد وهرجع اعيش في حضنك على طول
همس بضعف: وتفتكري خالد هيرضي يطلقك.

ابتسمت بألم تهتف: مش انت كنت دايما بتقولي، قرري انتي بس تسبيه وأنا اخلعك منه في عشر دقايق ابوكي محامي كبير وشاطر
بلع ريقه بتعب يبتسم بارهاق: ابوكي محامي فاشل، كسب كل قضياه وخسر بنته
هزت رأسها نفيا سريعا: ما تقولش كدة يا بابا أنت عمرك ما هتخسرني
ابتسم بشحوب يربط على يدها برفق لتقم من مكانها قبلت جبينه برفق تهمس: هسيبك ترتاح لو بتحبني بجد خف بسرعة.

خرجت من الغرفة تغلق الباب خلفها برفق لتسألها فريدة بلهفة: جاسم كويس
هزت رأسها ايجابا تقطب جبينها بتعجب: لوليتا فين
اشارت لها لتجده يقف بعيدا يحمل الصغيرة النائمة على ذراعه يربط على ظهرها برفق، نظرت له بضيق لتجده ينظر لها بندم يفيض من عينيه اشاحت بوجهها بعيدا تجلس جوار والدتها لتجد ذلك الطبيب يقترب منها يهتف بخوف: أنا آسف والله يا هانم ما كنتش اعرف انك مرات خالد باشا.

زفرت بضيق تهز رأسها ايجابا تبتسم باصفرار رحل الطبيب لتجد والدتها تربط على كتفها برفق تهمس بهدوء: لوليتا روحي يا حبيبتي عشان خاطر البنت الصغيرة حتى وكمان انتي تعبانة ومحتاجة ترتاحي وكمان انتي بلبس البيت وكم البيجامة بتاعك مقطوع وحالتك حالة روحي وابقي تعالي الصبح وأنا هفضل جنبه.

تنهدت بتعب تهز رأسها ايجابا، اتجهت ناحيته تختطف الصغيرة من بين ذراعيه دون أن تنظر له خرجت من باب المستشفى تنظر حولها بحيرة فقد جاءت في سيارة الإسعاف من الجيد انها تحمل بعض النقود في جيبيها ستأخذ سيارة اجري تحركت لتوقف سيارة اجري لتجده يقف أمامها يهتف بجد: تعالي يلا عشان اوصلك.

لم تعره انتباها حاولت تجاوزه لتجده يقبض على رسغها برفق يهتف بحزم: ما فيهاش عند دي، انا مش هسيبك تركبي تاكسي الساعة 2 بليل وفي حالتك دي
نزعت يدها من يده تصرخ بحدة: وأنت مالك مالكش دعوة بيا
زفر بضيق يحاول تهدئه نفسه ليهتف بهدوء ظاهري: طب مش انتي كنتي هتركبي تاكسي اعتبري عربيتي تاكسي، هوصلك لحد بيت جاسم ومش هتشوفي وشي تاني.

لوت شفتيها بامتعاض لتتجه ناحيه سيارته حاولت ان تفتح الباب الخلفي لكنه مغلق لتجده يهتف ببراءة: لاء الباب دا مش شغال العربية عايزة تروح الصيانة
نفخت بغيظ لتفتح الباب الامامي تركب بجانبه ليستقل مقعد القيادة ينطلق بهدوء ينظر لها بين الحين والآخر تنهد بضيق يهمس بندم: أنا آسف لوليتا أنا...

قاطعته حينما مدت يدها تجاه مشغل الصوت في سيارته ترفع الصوت لتنظر له بألم حينما صدحت تلك الأغنية التي عبرت وبشدة عن حالتها
أنا نسيتك على فكره
وحياتي هعيشها من بكره
محيت عمري اللي عشته معاك
مسبتش حاجة للذكرى
جراحي داويتها ميه مره
وحبك اترمى بره
ولو فيا حاجات فاكراك
تاخدها معاك بالمره
مفيش اسف مفيش اعذار
مفيش ولا شئ ينسيني
لا تتأثر ولا تنهار
كفاية سقط من عيني
مفيش اسف مفيش اعذار
مفيش ولا شئ ينسيني.

لا تتأثر ولا تنهار
كفاية سقط من عيني
فريحني ومترجعليش
عايز ترجعلي تأذيني
يا واخد من حياتي كتير
ماعادلك شئ خلاص تأثير
أفكر في الرجوع ده كلام
في حد في ألمه عاد تفكير
أنا استحملت للاخر
واديني بقيت على الاخر
ده اللي فيا عملته حرام
مايعملهوش واحد كافر
مافيش آسف مافيش أعذار
مافيش ولا شئ ينسيني
لا تتأثر ولا تنهار
كفايه سقطت من عيني
مافيش آسف مافيش أعذار
مافيش ولا شئ ينسيني
لا تتأثر ولا تنهار
كفايه سقطت من عيني.

فريحني وماترجعليش
عايز ترجعلي تأذيني
انسابت دموعها بألم ليكور كف يده يقبض عليه بشدة، وقفت السيارة امام فيلا جاسم لتنزل سريعا هرول خلفها ينادي عليها: لينا، استني يا لينا
لم تستمع له دخلت سريعا إلى المنزل تغلق الباب خلفها بعنف وقفت خلف الباب لم تبكي تلك المرة يكفي ملت من تلك الشخصية الضعيفة الهشة التي تملكتها يجب أن تعود يجب ان تكون لا ظل لعاشقة بائسة.

في صباح اليوم التالي استيقظت بنشاط ستبدأ من جديد بدلت ملابسها لتبدل للصغيرة ملابسها اخذت مفاتيح سيارتها من مكتب ابيها متجهه إلى تلك المستشفي وجدت والدها نائم بينما والدتها تجلس بجانبه تنظر له بحب دخلت تمشي برفق همست بصوت خفيض: بابا عامل ايه دلوقتي يا ماما
همست فريدة: كويس يا حبيبتي الدكتور لسه كان هنا وقال ان حالته بدأت، انتي عارفة طول ما هو نايم عمال ينادي عليكي ويقول سامحيني يا لوليتا.

ابتسمت بحزن تهز رأسها ايجابا: أنا رايحة شغلي، معلش هسيب لوليتا معاكي هتلاقي في الشنطة بتاعتها كل حاجة هتحتجيها
هزت فريدة رأسها ايجابا تبتسم برفق: ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
قبلت صغيرتها لتعطيها لوالدتها خرجت من الغرفة ومن المستشفى كلها متجهه إلى ذلك المكان
وقفت بسيارتها امام المستشفى الخاصة بها تنظر لها بشوق وابتسامة صغيرة على شفتيها.

نزلت من سيارتها دخلت إلى المستشفي بخطي بطيئة مترددة تسمع تهامسات الممرضات فيما بينهم
( الحقوا دي الدكتورة لينا هنا
هي لبست الحجاب امتي
مش كانوا بيقولوا انها ماتت في حادثة
لاء يا اختي دول كانوا بيقولوا أن جوزها رافض شغلها
هي اتطلقت ولا ايه
علمي علمك يا اختي
يلا على شغلنا قبل ما تاخد بالها )
ابتسمت ساخرة على حالها لتتوجه إلى مكتب مدير المستشفى، دقت الباب فسمعت الاذن بالدخول
عصام وهو ينظر في الاوراق امامه.

عصام: خير يا افندم
ابتسمت تهتف بمرح: لو سمحت يا دكتور انا عايزة مكتبي
رفع نظره لها يبتسم بسعادة: دكتورة لينا دي المستشفي نورت اخيرا قررتي تيجي تخفي عني الحمل شوية طب كنتي تعالي شوفي انا بعمل ايه مش يمكن بسرقك
ابتسمت تهمس بهدوء: أنا واثقة فيك يا عصام، صحيح اخبار سمية ايه
عصام: الحمل تاعبها اوي فأنا طبعا استغليت منصبي كمدير المستشفى واديتها اجازة.

ضحكت بهدوء: ماشي يا حضرة مدير المستشفى و اخبار عزة ووليد ايه
عصام ضاحكا: زي ما هما توم وجيري دا انا بندم على اليوم إلى سكنت فيه تحتهم طول النهار والليل صريخ ومقالب لما جننوني
لينا ضاحكة: ربنا يخليهم لبعض
عصام مبتسما: أخبار خالد باشا إيه
اندثرت ابتسامتها تهمس بهدوء: كويس
عصام: طب اسيبك بقي وهجبلك تقريرات عن العمليات إلى اتعلمت والي هتتعمل النهاردة انتي معانا طبعا فيها
لينا: آه، بس هساعدك بس.

هتف مستفهما: ليه
لينا: خايفة أكون نسيت ودي حياة ناس
عصام: تمام، بس انا واثق انك لسه فاكرة ليهتف مازحا: انشفي كدة النهاردة عندنا شغل كتير
لينا مبتسمة: ما تقلقش معاكوا للصبح
ذهب عصام، فذهبت وجلست على كرسيها
شعرت في تلك اللحظة بأن الحياة دبت في اوصالها من جديد بأنها تعود من جديد اخيرا تعرف من هي تشعر بكيانها دقائق وجاء عصام واعطاها التقرير الطبي.

عصام: اقري التقرير واجهزي في اوضة التعقيم، اول عملية بعد ربع ساعة
هزت رأسها إيجابا بحماس فتركها عصام ورحل فتحت الملف تلتهم عينيها الكلام بشوق فكم تعشق ذلك المجال
قرأت التقرير بعناية ثم ذهبت إلى غرفة التعقيم ومن بعدها إلى غرفة العمليات.

وقف بسيارته امام المستشفى فمنذ ان خرجت من بيتها وهو خلفها
خرج من سيارته متوجها إلى المستشفي ومنه إلى مكتبها، دق الباب فلم يسمع شيء ففتح الباب ودخل فوجد المكتب فارغا
خرج من مكتبها واوقف احدي الممرضات يسألها
خالد: هي دكتورة لينا فين
نظرت له بسهتنه تهتف بهيام: دكتورة لينا في اوضة العمليات يا افندم
هز رأسه إيجابا ليتركها ودخل إلى المكتب جبس احد الكراسي في الغرفة.

بعد مرور نصف ساعة خرجت لينا من الغرفة مع عصام
عصام: معاكي 15 دقيقة راحة وهنبدا العملية التانية
رفعت لينا يدها تؤدي التحية تهتف بمرح: تمام يا افندم
تركته متجهه إلى غرفتها فتحتها لتتجمد مكانها من الصدمة نظرت له بشوق وغضب وعتاب ارادت الصراخ والغضب والبكاء
ارادت ان ترتمي على صدره تعانقه بقوة وبدلا من كل هذا تحركت بهدوء تام كأنه غير موجود، وذهبت ناحية مكتبها وجلست عليه تطالع تقرير العملية القادمة بصمت.

اما هو فجلس يراقب انفعالتها المكتومة، يراها وهي تحاول اختلاس النظرات اليه يشعر بها وهي تهز قدميها بعصبية، اشفق على شفتيها التي تكاد تدميها من العض عليها بتوتر
القت القلم الذي في يدها على المكتب بحدة: نعم، عاوز ايه
ابتسم يهتف ببراءة: جاي اقطع كشف
لينا برسمية: حضرتك دا جناح الجراحة العامة، لو عايز تقطع كشف انزل الدور التاني
خالد: بس انا عايز اكشف جراحة، اصلي حاسس ان في نغز جامد في قلبي.

رأي اهتزاز مقلتيها بقلق فاندمج في الدور وضع يده على صدره وتأوه بصوت منخفض، قاومت قلبها الذي يصرخ قلقا تهتف ببرود: قولت لحضرتك دا قسم الجراحة العامة، جراحة القلب في الدور الأول
اكمل التمثيل ببراعة يهتف بألم: ااااه يا لينا الحقيني مش قادر
القت ما في يدها تهرول ناحيته جثت على ركبتيها تبعد يديه عن صدره تهتق بقلق: مالك يا خالد انت تعبان بجد ولا ايه
همس بألم: أنا هموت، من شوقي ليكي
جذبها ناحيته يريد أن...

دخل عصام إلى الغرفة يهتف سريعا: دكتورة لينا، صمت باحراج حينما رآهم
لتدفعه لينا بغضب
عصام باحراج: أنا آسف احم فاضل خمس دقايق على العملية
هزت رأسها إيجابا باحراج وتوتر
خالد غاضبا: ابقي خبط على الباب بعد كدة يا دكتور يا محترم
عصام باحراج: آه طبعا اكيد، أنا اسف، عن اذنكوا
ثم تركهم وخرج
لينا بحدة: أنت ازاي تعمل كدة
خالد ببرود: عملت ايه، انتي مراتي.

نظرت له بغضب لتتركه توجهت ناحية باب الغرفة لتخرج فكان هو الاسرع حين جذب يدها واغلق الباب مرة اخري
هتفت بحدة: ابعد عني يا خالد
مسد على وجنتها بحنان يهمس بصوت هادئ رخيم: ما اقدرش يا لوليتا، ما اقدرش ابعد عنك انتي روحي، في حد يقدر يعيش من غير روحه
هزت رأسها نفيا بعنف لتبعد تأثير كلماته الحانية على قلبها
لينا بحدة وهي تقاوم دموع عينيها: ابعد عني بقي، والا والله هندهلك أمن المستشفى يرموك برة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة