قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والأربعون

اشتعلت عينيه غضبا تلك الحمقاء ستكون السبب في قتله لها نظر لها ليري اهتزاز حدقتيها بقلق من ملامحه الغاضبة، رفع يده لتغلق عينيها بخوف تهتف سريعا: ما تضربينش والنبي
فتحت عينيها بدهشة حينما شعرت بأصابعه تتحرك على جبينها برفق يدخل خصلاتها الثائرة أسفل حجابها برفق يهمس بخبث قرب أذنيها: ما تنادي الامن يلا ناديله بس صحيح قبل ما تناديهم ابقي فضيلهم اوض في المستشفى يا دكتورة.

بلعت لعابها بارتباك تنظر له بقلق تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها برفق دفعته في صدره بقوة تهتف بغيظ: بكرهك
لتفر من امامه هاربة إلى غرفة العمليات، ابتسم بيأس يمرر يده في خصلات شعره.
خرج من المستشفي عازما على انتظارها بالخارج لن يتركها حتى تسامحه، لكن رن هاتفه برقم محمد، فتح الخط يجيب بهدوء: ايوة يا محمد
محمد بحدة: أنت فين يا إبني
زفر بضيق: أنت مالك
محمد: اللوا سراج عايزك.

ضحك ساخرا: هو انا اخلص من اللوا رفعت عايزك البس في اللوا سراج عايزك
محمد ضاحكا: حظك بقي انجز بقي عشان هو عايزك ضروري
خالد: طب انا جاي أهو
اغلق الخط نظر لتلك المستشفي يتنهد بتعب: هتسامحيني يا حبيبتي حتى لو دفعت عمري عشان دا
ادار سيارته وانطلق إلى عمله ومنه إلى مكتب اللواء سراج
دق الباب ودخل بعد أن سمع الأذن بالدخول
خالد وهو يؤدي التحية: صباح الخير يا افندم.

سراج مبتسما: صباح النور يا خالد، استرح يا سيادة العقيد
جلس على الكرسي الذي امامه يهتف بهدوء: خير يا افندم
سراج: خير ان شاء الله، انا عايزك تطلع وحدة التدريب تدرب الأشبال الجداد
هتف بجد: تمام يا افندم
سراج: هتطلع أنت ويوسف ومحمد هتقسموا الفريق بينكوا بس طبعا أنت هتكون القائد على المجموعة
هز رأسه إيجابا بتفهم، فاكمل سراج: بس في مشكلة
خالد: وهي.

سراج: العنصر الطبي، لسه عايزين عنصر طبي لأن إلى بيتدرب تحت ايدك، بيبقي عايز عمرة بعد ما يخلص
خالد ضاحكا: هما إلى عيال توتو شغلنا صعب وعايز رجالة قده، ولو هما مش قده يبقي ما يدخلهوش من الاساس
سراج: عندك حق على العموم انا هشوف العنصر الطبي المناسب وابلغك بميعاد التدريب
وقف يؤدي التحية يهتف بجد: تمام يا افندم.

خرج من الغرفة متجها لمكتبه ليجد محمد يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بشرود، حمحم بصوت عالي ليتنبه له لف رأسه ينظر لها بحزن
ليقطب خالد جبينه بقلق: مالك ياض فيك ايه
همس بحزن: رانيا سابتلي البيت وراحت عند
اتسعت عينيه بدهشة يهتف سريعا: ليه يا بومة نيلت ايه
زفر بضيق يتمتم: قولتلها على الحادثة لللي حصلت زمان
عض على شفتيه بغيظ يهتف بحدة: انت يا ابني برأسين ايه اللي خلاك تقولها ما حدش في العيلة كلها يعرف.

نفخ بغيظ يقطب جبنيه بغضب: اهو اللي حصل بها وبعدين هي نرقزتني فضربتها بالقلم صحيت تاني اليوم الصبح لقيتها خدت البنت وراحت عند ابوها
ربط على كتف صديقه بقوة يهتف ساخرا: لا اخوات فعلا خيبة عليك وعليا، خلينا قاعدين في وش بعض زي خيبتها.

في منزل على، ايام من الهدوء النسبي تسيطر على علاقتهم كان يراقبها في البداية حتى يتأكد انها لن تتناول تلك الاقراص من جديد، ليطمئن قلبه حينما رآها خلسة تلقي بالعلبة في سلة المهملات، وقف أمام دولاب ملابسه يبحث بين إدراجه بضيق ليصيح بصوت عالي: لبنى ما شوفتيش الساعة الكلاسيك السودا
سمع صوتها تهتف من المطبخ: البس اي ساعة تانية يا على.

نفخ بضيق: يا ستي أنا عايز البس الساعة دي ماشية مع البدلة، خلصي يا لبنى عندي اجتم...
قطب جبينه باستفهام يبتبر حروفه ينظر للرف الخشبي الذي يفصل بين الملابس في الدولاب شق صغير محفور داخل الرف الخشبي نفسه مد يده يفتح ذلك الشق بعنف ليجد شريط من تلك الاقراص به قرصين فقط، اشتعلت عينيه غضبا تهدجت انفاسه بعنف، ليجد لبنى تقف عند باب الغرفة تهتف سريعا؛ الساعة اهي يا على كانت جنب التلفزيون.

رفع الشريط بين أصابعه يهتف بهدوء: ليه؟
بلعت ريقها بارتباك تهمس بتلعثم: لييه ايه؟
القي الشريط تحت قدميها يصيح بحدة: رجعتي تاخدي حبوب منع الحمل تاني ليه
نقلت انظارها المضطربة بين ذلك الشريط الملقي ارضا وبين ملامحه التي تصرخ غضبا تحاول إيجاد مبرر ليتقدم منها قبض على مرفقها يصرخ بغضب: ما تنطقي، مش عايزة تخلفي مني للدرجة دي مش طيقاني.

هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بهدوء: الموضوع مش زي ما انت فاهم يا على أنا مش عايزة اخلف
صاح بحدة: ليه اديني سبب واحد منطقي، غير انك ما بتحبنيش
نزعت يدها من يده تهتف ببرود: الموضوع مالوش علاقة بالحب يا على أنا مش عايزة اخلف
قبض على ذراعيها يصيح بحدة: أنا بقي عايز اخلف، قسما بالله يا لبنى لو عرفت أنك بتاخدي الحبوب دي تاني لهوريكي النجوم في عز الضهر.

نفضت يديه بعنف تهتف بحدة: هاخدها يا على ومش هخلف منك لو انطبقت السما على الارض.

شعر بسكين مسموم يخترق قلبه، حبها فقط كذبة ثارت رجولته المهانة تطالب بثأرها لينظر لها بتوعد هاتفا بشر: وحقي بردوا اني أخلف حتى لو غصب عنك، أنا الغلطان أنا اللي سيبتك تتفرعني، أنا اللي دلعتك زيادة عن اللزوم، كنت بحاول اكفر عن غلطتي يوم ما اتهمتك انك غلطي معايا، بس واضح أن المعاملة الطيبة ما تنفعش معاكي، لما تقولي لجوزك لو انطبقت على السما على الارض مش هخلف منك، سهل عندك تجرحي رجولته وكرامته وأنا اللي ما كنش بيهون عليا زعلك، دلوقتي بقي أنا اللي هزعلك.

دفعها لداخل الغرفة ليغلق بابها بالمفتاح عاد اليها ينزع قميصه بعنف يلقيه بعيدا.

في الحارة، شعر بارهاق يجتاح جسده بعنف يشعر بدوار طفيف حرارة مشتعلة تخرج من وجهه حلقه جاف قرر اغلاق الورشة اتجه بخطي مترنحة بطيئة متجها لشقته فتح الباب بمفتاحه الخاص ليجدها ترتدي فستان منزلي بسيط تتحرك هنا وهناك بخفة تنظف المنزل من الغبار أمعن النظر لقسمات وجهها ليجدها مظلمة حزينة شاردة بريق عينيها منطفي تنهد بتعب حمحم بصوت عالي ليلفت انتباهه، نظرت له بجانب عينيها ببرود لتعاود ما كانت تفعل.

همس بتعب: السلام عليكم
لم ترد عليه بل حملت المكنسة وبدأت تنظف الغبار بعنف، ليهتف بخزي: طب ردي السلام دا السلام لله
ابتسمت بسخرية: وهو اللي زيك عيعرف ربنا
ابتسم بحزن يهز رأسه إيجابا ليتجه ناحية غرفته القي بجسده على الفراش يتنفس بثقل يبدو أنه يعاني من دور حمي شرس يهاجم جسده بلا رحمة، دقائق وبدأ يغيب عن الوعي.

في الخارج وقفت أمام الموقد تعد الطعام بشرود كلمات تلك السيدة الحنون ترن في اذنيها ( يا بنتي اللي انتي عملاه في نفسك دا لا يسر عدو ولا حبيب هتفضلي لحد امتي حابسة نفسك كدة، خلاص يا بنتي اللي حصل حصل اللي بتعمليه في نفسك دا هيدمرك، والله يا بنتي لو تشوفي نظرة الندم اللي في عينين جوزك يصعب عليكي، انا عارفة انه غلط بس مين فينا ما بيغلطش، انتي نفسك كنت هتغلطي وغلطة ابشع انتي مش حكتيلي كل حاجة، يعني لما تتهمي واحد برئ انه اغتصبك وتهدي بيته وتقهري مراته دا مش غلط، ربنا يسامحها امك على اللي كانت بتعمله، عيشي يا بنتي وانسي وابدأي صفحة جديدة، طب والله الواد حليوة وزي القمر.

فاقت من شرودها تتنهد بحيرة، اطفئت المقود بعدما نضج الطعام اعددت الطاولة نظرت لبابا غرفته المغلق تبلع لعابها بارتباك اخذت نفسا عميقا تتجه ناحية غرفته دقت الباب مرة بعد مرة دون مجيب زفرت بضيق لتنادي عليه: عزام، يا عزام الوكل يا عزام.

دقت الباب بعنف، صمت لم يرد لم يفتح، ادارت المقبض تفتحه ببطئ لتجد الغرفة مضاءة، رأته ممدا على الفراش جسده يرتجف بعنف، تقدمت ناحيته بخطي بطيئة مترددة بسطت يدها على جبينه لتبعدها سريعا تهتف بفزع: يا نهار ابيض دا مولع.

كانت تعمل بجد كانت بالفعل متعطشة لعملها، وقف عصام امامها يهتف بجد: كفاية كدة انتي تعبتي اوي النهاردة
هتفت بارهاق: عندك حق أنا فعلا تعبت جدا يلا تصبح على خير
ابتسم بهدوء: وانتي من اهله
ذهبت وبدلت ملابسه خرجت لتركب سيارتها لتجد سيارة سوداء تعرفها جيدا تسد عليها الطريق، نزل من سيارته يتجه لها جذبها قبل أن تركب سيارتها يهتف بحدة: بتعملي ايه في المستشفى كل دا الساعة داخلة على عشرة يا هانم.

نظرت له ببرود تبتسم ساخرة لن يتغير ابدا نفضت يده تنظر له بغضب استدارت لتركب سيارتها
ولكن بمجرد ان فتحت الباب اغلقه هو يقبض على رسغ يدها
خالد: انتي راحة فين
هتفت ساخرة: هعوم جوة العربية شوية لتصيح بحدة، سيب ايدي.

مسد على وجنتها برفق يهمس بحنو: كفاية يا لوليتا انا مش قادر أعيش من غيرك عقبيني بالطريقة اللي تعجبك بس وانتي في حضني قدام عينيا وانا حاسس بنبض قلبك جنب قلبي وانا شامم عطر نفسك وأنا متخبي في دفا حضنك أنا عارف ان أنا غلطت وان ندمي مش هيفيد، صدقيني أنا مقروف اوي من نفسي انا دايما بفتخر بانك تربيتي وأنا من اول من شك فيكي سامحني، لينا ارجوكي انا مش قادر اعيش من غيرك أنا بموت في الدقيقة ميت مرة عشان خاطري سامحيني.

غامت زرقة عينيها بسحابات الدموع لعبت كلامته على اوتار قلبها فعزفت لحن الحب والاسف والشوق
رفع قلبها الراية البيضا وسلم لغزو فرسان حبه الصادق
بينما أعد عقلها أشد فرسانه ليتصدي لتلك الحملة الضارية
وبالفعل كان مشهدها وهي يجرها من يدها وهي بالملائة على سلالم البيت وامام الخدم كفيل باشغال نار الحرب من جديد.

رفعت نظرها له عندما شعرت بحرارة انفاسه على وجهها فعلي حين غرة دفعته بيديها بعنف تصفعه بقوة تصرخ بألم: أنا عمري ما هسامحك أنا بكرهك
ركبت سيارتها تقودها سريعا تحت صدمته ودهشته وضع يده على وجنته عينيه متسعتين بذهول.

ظلت تذرف الدموع بعنف طوال الطريق تكرهه وتحبه تعبت لقد استنزف حبها كله بغيرته وتملكه وشكه الذي لا حدود ل، كيف له أن يصدق انها تفعل ذلك لقد ركضت مثل المجنونة حافية القدمين بملابس المنزل فقط لتحميه لتطمئن انه بخير
وكان جزائه اهانته وضربه المبرح بحزامه الجلدي، ولقب عاهرة.

ااااااه صرخة ذبيحة اطلقتها وهي تقف بسيارتها على جانب الطريق انسابت دموعها بعنف صرخت بألم تضرب قلبها بيديها بعنف: اسكت بقي اسكت بطل تحبه حبه عذاب وقربه عذاب وبعده عذاب ارحمني بقي ارحمني
انتحبت بعنف تلعن حظها العثر وقبلها الأحمق وعقلها المتمرد
قاطعها صوت رنين هاتفها
وجدت والدتها هي من تتصل فمسحت دموعها وفتحت الخط ترد بصوت حاولت كونه متنزن
لينا: ايوة يا ماما
فريدة: انتي فين يا لينا
لينا: أنا جاية أهو.

فريدة: طب يا حبيبتي ما تتأخريش
لينا: حاضر يا ماما، صحيح بابا عامل ايه
فريدة: كويس يا حبيبتي الدكتوى قال إن حالته اتحسنت كتبر وخرج من العناية المركزة وعمك سراج عنده، ما تتأخريش هااا
لينا: حاضر يا ماما مسافة السكة
اغلقت الخط شردت عينيها بألم
اعادت تشغيل السيارة وانطلقت إلى المستشفى التي يقطن فيها والدها.

في شقة عصام
وصل عصام متأخرا بعد يوم عمل شاق فتح باب المنزل متجها إلى غرفته ليجد زوجته جالسة على الفراش تمد قدميها المتورمتين من اثار الحمل أمامها بطنها منتفخة فهي في شهرها التاسع
ابتسمت بعذوبة ما أن رأته: حمد لله على السلامة يا حبيبي
قبل جبينها يهمس بتعب: الله يسلمك يا حبيبتي
سمية: اتأخرت ليه كدا
تهاوي على الفراش بجانبها يتنهد بتعب: اسكتي يا سمية اتهلكت كان في عمليات كتير اوي النهاردة.

ربطت على شعره برفق تهمس بحزن: ربنا يقويك يا حبيبي لولا تعبي كنت جيت ساعدتك
ربط على يدها يبتسم بهدوء: لاء ما هو لينا كانت بتساعديني
اندثرت ابتسامتها تهتف بقلق: لينا، هي لينا رجعت المستشفى، هو مش جوزها كان مانعها من الشغل
رفع كتفيه بلامبلاة: يمكن وافق، بس بصراحة جاتلي نجدة من السما شالت معايا كتير النهاردة
انقبض قلبها بخوف فهي لم تنسي انها كانت حبيبته الاولي
عصام: ايه يا بنتي سرحتي في ايه.

هزت رأسها نفيا تحاول الابتسام: ما فيش يا حبيبي، هقوم احضرلك العشا
هتف سريعا: لاء تقومي فين أنا هقوم اشوفلي حاجة سريعة اكلها وأنام
قام يقبل جبينها اغتسل وبدل ملابسه متجها إلى المطبخ، تركها في قلقها وشكها المتزايد الذي كانت قد نسته منذ ان تركت لينا العمل زفرت بقلق عادت من جديد، هل ستحي حبها في قلبه من جديد والآن وقد عادت، هل سيعود حبها لقلب عصام
تكره ذلك البيت الشعري ويشعرها بالقلق كلما قرأته ولو صدفة.

( نقل فؤادك حيث شئت من الهوي
ما الحب الا للحبيب الاول )
فاقت من شرودها على قبلة عصام التي طبعت على جبينها
عصام بحنان: شيلي الافكار دي من دماغك، أنا والله بحبك، حبي للينا كان مجرد إعجاب، ماشي يا سمية قلبي
ابتسمت ابتسامة واسعة من السعادة
سمية مبتسمة: ربنا يخليك ليا
عصام مبتسما بحنان: ويخليكي ليا يا سمية قلبي.

وقفت بسيارتها امام المستشفي ترجلت منها متجهه لداخل المستشفى سألت على رقم غرفة والدها، لتتجه إليها سريعا دقت الباب ودخلت لتجد والدها مسطحا على الفراش والدتها تجلس على الاريكة تطعم صغيرتها بزجاجة الحليب ورجل تعرفه رأته من قبل و لكن لا تستطيع تذكره
ابتسمت تلقي السلام: السلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام
هتف جاسم بصوت ضعيف: تعالي يا لوليتا سلمي على عمو سراج.

اقتربت من ذلك الرجل تسلم عليه بابتسامة: إزي حضرتك يا عمو
سراج مبتسما: أنا بخير يا ستي بس ايه الحلاوة دي، آخر مرة شوفتك كنتي زقردة كدة في اولي ثانوي
نفخت خديها بغيظ ليضحك على شكلها الغاضب بمرح تهتف بغرور: على فكرة بقي أنا دكتورة لينا جاسم الشريف ماجستير جراحة
سراج ضاحكا: تصدقي ان انا كنت ناسي انك دكتورة
لينا بضيق طفولي: متشكرة يا عمو.

سراج ضاحكا: خلاص، خلاص ما تزعليش دكتورة وست الدكاترة كمان، تصدقي انتي جتيلي من السما
لينا: لا انا جاية من الباب عادي
سراج ضاحكا: مش قصدي يا ستي، بصي انا طالب منك مساعدة
لينا: اتفضل يا عمو
سراج: في مجموعة ظباط هيطلعوا تدريب وطبعا ما ينفعش يطلعوا من غير عنصر طبي معاهم، فايه رأيك تطلعي معاهم
نظرت لينا لجاسم: إيه رأيك يا بابا
ابتسم بشحوب: إلى تشوفيه يا حبيبتي.

حمحم سراج يهتف بجد: ما تخافش عليها يا جاسم هي هتبقي مع جوزها ما هو اصل خالد هو قائد المجموعة اللي طالعة
شردت عينيها في الفراغ لتبتسم بتوعد
سراج: ها يا حبيبتي قولتي ايه
ابتسمت بخبث: موافقة يا عمو بس عندي طلبين
سراج: ايه هما
لينا: خالد مش هيوافق اطلع معاكوا فأنا عايزة حضرتك، تقنعه
سراج: سهلة دي سييها عليا والتاني
لينا: ما يبقاش لخالد سلطة عليا في الفريق وتقوله كده
سراج: بس كدة سهلة، حاجة تانية.

هزت لينا رأسها نفيا: لاء، شكرا يا عمو
سراج مبتسما: على ايه يا حبيبتي، شكرا ليكي انتي
ابتسمت بهدوء عقلها ينسج الكثير من الخطط لتلقنيه درسا قاسيا.

وقف بسيارته امام منزل والده نزل منها يدخل إلى المنزل دون كلمة واحدة اتجه إلى غرفتها يلقي بجسده على الفراش يتنهد بضيق صغيرته عنيدة جدا خلع جاكيته يبحث عن ملابس له ليتذكر انها غرفتها هي، ملابسه في غرفته، زفر بضيق يتجه لغرفته دخل إلى الغرفة متجها ناحية دولابه ياخذ بعض ملابسه ليمسع صوته يهتف من خلفه بسخرية: طب خبط على الباب حتى افرض ان انا قالع.

التفت له يضحك ساخرا: دا على اساس انك قادر تنزل رجلك من على السرير، ما تنساش انك قاعد في اوضتي على سريري بتلبس من هدومي يا اخويا
ابتسم بخبث يهتف بتهكم: آه عشان كدة لينا كانت بترتاح في حضني لما كانت معايا برة
اشتعلت عينيه بغضب عارم انقض عليه يقبض على عنقه يصرخ بغضب: انت ايه شيطان، انا اقدر افعصك تحت رجلي بس اللي مانعني عنك أن امك هتزعل لو جرالك حاجة.

لفظه من يده بعنف اتجه إلى صالة التدريبات يبدل ملابسه، وقف أمام ذلك الجوال يلكمه بعنف ظل يلاكم هذا الجوال بعنف إلى ان دق هاتفه
خالد: سراج باشا، خير يا باشا
سراج: العنصر الطبي جاهز، والتدريب بعد بكرة
خالد: تمام يا افندم
سراج: مع السلامة
خالد: سلام يا افندم
واخيرا مر هذا اليوم، بما فيه من أحداث
في صباح اليوم التالي
في مستشفي الحياة
لينا: عندنا كام عملية النهاردة
عصام: مش كتير حوالي 6 عمليات.

لينا: الله المستعان، هنبدا امتي
عصام: دكتور التخدير قدامه عشر دقايق ويوصل
بعد مدة قصيرة، سمعا صوت دق على مكتب لينا
عصام: دا اكيد دكتور التخدير
لينا: ادخل
انفتح الباب ودخل الطارق
عصام بدهشة: سمية انتي ايه إلى جابك هنا
لينا مبتسمة: ازيك يا سمية عاملة ايه
سمية بابتسامة صفراء: كويسة
عصام بحدة: ردي عليا ايه إلى جابك هنا، ازاي اصلا تخرجي انتي ناسية انك على وش ولادة
سمية بارتباك: اصلك وحشتني، جيت اطمن عليك.

عصام بحدة: وحشتك بردوا، ماشي يا سمية حسابنا لما نرجع البيت، يلا قدامي
ثم نظر لينا، عن اذنك يا دكتورة
لينا: اتفضل
تحركت سمية خطوة واحدة، قبل أن تشعر بألم شديد يهاجمها
سمية بصراخ: اااااااه، الحقني يا عصام
عصام بذعر: سمية مالك يا سمية
سمية صارخة: هيكون مالي يعني، اااااااه الحقني بولد
لينا سريعا: بسرعة يا عصام خدها على اوضة العمليات
حمل عصام سمية التي ظلت تصرخ من الوجع.

سمية صارخة: منك لله يا عصام، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، يا رب اشوف فيك يوم
كان ينظر له المرضي بشك واستنكار
عصام بصوت عالي: ايه يا جماعة في ايه والله العظيم مراتي
وضعها على الترولي المتجه لغرفة العمليات
واستدعت لينا احدي طبيبات النسا والتوليد
دخلت سمية غرفة العمليات ومن بعدها الطبيبة
لينا: انت مش هتدخل معاها يا عصام
عصام بقلق: لا لا مش هقدر أشوفها وهي بتتوجع، ادخلي انتي ارجوكي وخليكي معاها.

لينا: حاضر، ما تقلقش وادعيها
عصام برجاء: يا رب، يا رب
دخلت لينا إلى غرفة العمليات ظلت سمية تصرخ وتسب عصام تارة وتدعي عليه تارة اخرة، إلي أن قطع صرخاتها، صرخات صغيرة تقول ها أنا قد وصلت
سجد عصام شاكرا لله، بعد قليل خرجت لينا وهي تحمل طفل صغير بين ذراعيه ملفوف ببطانية صغيرة
لينا مبتسمة: مبروك يا عصام، ولد زي القمر
اخذه عصام من بين ذراعيها برفق.

عصام مبتسما: حمد لله على السلامة، بقالي 8 شهور و 18 يوم مستنيك يا يزن
لينا مبتسمة: الف مبروك يا أبو يزن يتربي في عزك
عصام مبتسما: الله يبارك فيكي عقبال ما تخاوي لوليتا
اختفت الابتسامة من على شفتيها تدريجيا ابتسمت باصطناع: طب عن إذنك عشان اكمل شغلي سمية الحمد لله بخير، هيودوها على اوضتها من الباب التاني.

هز عصام رأسه إيجابا بابتسامة واسعة، تركته لينا وذهبت إلى مكتبها واغلقت الباب بالمفتاح عليها من الداخل
رغما عنها بدأت دموعها تسيل من عينيها
وجدت باب المكتب يدق
لينا بصوت حاولت جعله متزن: مين
لم تتلقي رد عاد الباب يدق من جديد مسحت دموع عينيها سريعا وفتحت الباب فوجدته امامها يهمس بحنان: ازيك يا لوليتا
كانت تحتاجه وبشدة بدون وعي منها القت رأسها في صدره وبدأت في البكاء والنحيب.

خالد بقلق: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، لينا مالك يا لينا
هزت رأسها نفيا ظلت تبكي حتى افرغت نوبة حزنها كلها، فابتعدت عنه بجمود
خالد بقلق: مالك يا لوليتا
لينا بجمود: وأنت مالك، أنت ايه إلى جابك هنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة