قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والأربعون

فتح عينيه بصعوبة يشعر بتحسن كبير نظر حولها ليجد نفسه وحيدا كالعادة، شغر بثقل خفيف فوق رأسه مد يده يزيح ذلك الشئ ليجده قطعه قماش مبتلة، عقد جبينه بتعجب، مستحيل أن تكون هي من فعلت ذلك، انتصف في جلسته بصعوبة ينظر حوله ليجد إناء ماء به ماء بارد وقطع ثلج وقطع من تلك الاقمشة، التفت ناحية الباب حينما وجدها تدخل تحمل صينية طعام صغيرة وضعتها امامه على الفراش بصمت، لينظر له بدهشة حينما بسطت كف يدها فوق جبينه تتحسس حرارته.

هتفت بلا وعي: الحمد لله الحرارة راحت دا أنت وقعت قلبي يا أخي
شخصت عينيه بذهول لا يصدق أن تلك الكلمات خرجت منها هي، ليهتف بتعجب؛ هدى انتي زينة.

هزت رأسها ايجابا بهدوء، اشاحت بوجهها بعيدا حتى تخفي دموعها التي بدأت تغرق عينيها ليزيح تلك الصينية وضعها جانبا امسك يدها برفق لتلتف له سريعا تنظر له نظراتها غريبة مزيج من الخوف والعتاب، جذبها برفق يجلسها بجانبه شعر بارتجاف جسدها بخوف، مد يده يسرح على شعرها همس بندم: ما عاوزكيش تخافي مني يا هدى اني عارف إني اذيتك قوي بس والله أنا ما كنتش في وعيي، هدى إني مستعد اطلقك لو عايزة اكدة وما هوركيش وشي تاني.

اغمضت عينيها تنساب دموعها بألم: ما قدراش اسامحك ولا اسامح حالي اني كنت هتهم خالد ان هو اغتصبني عشان اخليه يتجوزني
يهتف بشرود؛ واني كنت بخطط اني اوقع بنته حلوة اصغر منيكي عشان اقضي معاها ليلة، احنا الاتنين عقاب بعض.

التفت لها بجسدها يهتف بجد: احنا الاتنين شبه بعض جوي اني امي ماتت وهي بتولدني وما شوفتهم حنانها واصل وانتي ابوكي مات وانتي صغيرة قوي مالحقتيش تعرفيه حتى وامك الله يسامحها طول عمرها عتاملك بقسوة، صدقيني يا هدى احنا الاتنين عنكمل بعض، تعرفي أنا عمر ما حد اهتم بيا دايما حاسس اني لحالي مقضيها بالطول والعرض، عارفة لما صحيت ولقيت القماشة دي فوق رأسي فرحت قوي اني لقيت حد يهتم بيا اخيرا، احنا محتاجين فرصة واحدة هااا يا بت عمتي قولتي ايه.

أغمضت عينيها تأخذ نفسا عميقا تزفره على مهل لتهز رأسها ايجابا لتتسع ابتسامة عزام مال برأسه يقبل جبينها بحنان لتنتفض بعيدا عنه تهتف بتعلثم: الوكل انت لساتك تعبان
وضعت صينية الطعام على قدميه نظر لطبق الحساء لتمتعض ملامحه بضيق طفولي: اني ما عحبش شوربة الخضار
هتفت بحزم: واااه هتعمل كيف العيال، يلا كل
ابتسم ببراءة: هاكل لحالي هاتي معلقة وتعالي كلي معايا.

هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بحرج: اني ما عحبش شوربة الخضار
ضحك عاليا لتعقد ذراعيها بضيق تنظر له بحنق
لتحمل المعلقة تملئها في طبق الحساء لتضعها في فمه تبتسم بانتصار، نظر له بغيظ طفولي للحظات ليبتسم بمكر يهتف بإعجاب: إني ما كنتش اعرف أن الشوربة طعمها هيبقي كيف السكر من يدك.

اتسعت عينيها بخجل تخضبت وجنتيها بالدماء لتجده يزيح وسادة الفراش يخرج الكثير من قطع (العسلية ) يهمس بارتباك: اني عارف انك كنتي بتحبيها، يعني كنت بجيب معايا كل يوم واني طالع كنت ببقي عاوز اديهالك
ابتسمت بحزن تحتضن تلك القطع لتسمعه يهتف بطفولة: على فكرة اني واقع من الجوع
قطبت جبينها بتعجب: طب ما تأكل
ابتسم ببراءة: وكليني
هزت رأسها نفيا تبتسم بيأس، هو يتصرف كطفل صغير يسعي لنيل رضا والدته.

اتسعت عينيه بدهشة من تحولها المفاجئ يهتف بتعجب: انتي اتجننتي يا بنتي انتي مش كنتي لسه بتعيطي في حضني من دقيقة واحدة
مسحت دموعها بعنف تهتف ببرود: ما كنتش قصداك إنت
اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على رسغ يدها يزمجر بحدة: لينا اتظبطي في كلامك، أنا عارف انك بتقولي كدة عشان تغظيني، بس كل حاجة ليها حدود.

نزعت يدها من يده توليه ظهرها عقدت ذراعيها امام صدرها تهتف ببرود: إنت جاي ليه اصلا، هو أنا مش قولتلك مش عايزة اشوفك
التفت يقف امامها يهتف بهدوء: أنا جاي اودعك أنا طالع بكرة معسكر تدريب لمدة أسبوعين
ابتسمت باصفرار: يكون أحسن بردوا أنا اصلا مش عايزة أشوفك
بسط كف يده على وجنتها يغرق في بحر زرقتيها يهمس بحنان: بصي في عينيا وقولي أن انا مش هوحشك.

بلعت لعابها بارتباك، لتبتسم بخبث داخل نفسها فهي بالفعل لن تشتاق له، لأنها ستكون معه، مسكين يا هذا ثبتت عينيها في عينيه تهتف ببرود: مش هتوحشني
شخصت عينيه بذهول ألتلك الدرجة أصبحت تكرهه احتلت الصدمة قسمات وجهه يهتف بألم: مش هوحشك للدرجة دي يا لينا بقيتي بتكرهيني
ابتعدت عنه توليه ظهرها حتى لا تفضحها عينيها التي تهيم به عشقا تهتف ببرود: لو سمحت اتفضل عشان عندي شغل.

نظر لها بندم يتنهد بألم ليتركها ويخرج من الغرفة لتبتسم بخبث: ولسه يا ابن السويسي دوق شوية من اللي كنت بتعمله فيا
ذهبت ناحية مرحاض الغرفة وغسلت وجهها وعدلت من وضعية حجابها خرجت من الغرفة متجهه إلى غرفة سمية
دقت الباب فسمعت الأذن بالدخول
فتحت الباب ودخلت
ابتسمت بود: حمد لله على السلامة يا سمية
سمية: الله يسلمك
لينا: مبروك عليكي يزن يا أم يزن
ضيقت عينيها بشك تسألها: وانتي عرفتي منين أننا هنسميه زين.

ابتسمت بهدوء: عصام لسه قايلي برة
عصام مبتسما: الله يبارك فيكي يا دكتورة
مبروك يا عصام
نظرت خلفها فوجدته يقف بطلته المهيبة امام باب الغرفة من الخارج
عصام مبتسما: الله يبارك فيك يا باشا، اتفضل ادخل
دخل يقف خلفها مباشرة مد ذراعه يحيط خصرها يجذبها تقف بجانبه، لينظر ناحية سمية يبتسم باقتضاب: مبروك يا مدام
سمية: الله يبارك في حضرتك.

مال ناحية سرير الصغير يقبل جبينه ووضع يده في جيبه وأخرج حفنة من النقود يضعها بجانب الصغير
عصام: ايه كل دا يا باشا
خالد: أنا والله لسه عارف دلوقتي لو اعرف قبل كدة كنت جبت هدية
عصام: يا باشا دا كتير اوي
ابتسم برزانة: ولا كتير ولا حاجة نستأذن احنا بقي، ومبروك مرة تانية
عصام مبتسما: الله يبارك فيك يا باشا
خرج من الغرفة يجذبها معه لتنزع يده بعنف تصرخ بغيظ: اياك تلمسني تاني.

تركته لتذهب فقط خطوتين لتجد يدها أسيرة يده لتنظر له بغيظ تهتف بحدة: سيب إيدي
جذبها ناحيته بقوة شهقت بقوة حينما اصطدمت بصدره كادت ان تصرخ فيه وضع إصبعه على شفتيه: هشششش
اشار باصبعه إلى لافته بيضاء كبيرة خط عليها جمل
( يرجي التزام الهدوء حرصا على سلامة المرضي )
ضيقت عينيها بغيظ تهمس: سبني بقولك، انا في طرقة المستشفي الممرضات والدكاترة يقولوا عليا ايه.

لاعب حاجبيها بعبث يبتسم بخبث: هيقولوا واحد وبيصالح مراته، أنا هوحشك مش كدة يا لوليتا
ابتسم باصفرار تهتف ببرود: لاء
همس بقلق: يعني انتي خلاص بقيتي بتكرهيني
تهربت بعينيها حتى لا تنظر في عينيه لتلوح ابتسامة صغيرة مطمئة على شفتيه همس بحنان: آسف
هتفت ببرود: مش مسحاك وعمري ما هسامحك
دفعته بعيدا عنها تفر هاربة إلى مكتبها ليتنهد بتعب، مقررا العودة إلى عمله.

ليلا في منزل على، تتحرك ذهابا وايابا تفرك يديها بتوتر آخر جملة قالتها له ( لو لمستني غصب يا على هموت نفسي )
ليتركها ويخرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله ولم يعد حتى الآن، تعرف أنها مخطئة ولكنه لن يفهم أبدا، هي لن تنجب ابدا لن تجعل اطفالها يرون ما رأت
انتبهت على صوت فتح الباب لتتجه بانظارها سريعا لتجد على يدخل المنزل يصفر باندماج
لتبتسم بتوتر تهتف سريعا: كنت فين يا على قلقتني عليك وموبيلك مقفول ليه.

رفع حاجيبه ساخرا يهتف بتهكم: هششش أنا جاي مزاجي حلو مش عايز عكننة
اتجه ناحية غرفة النوم لتهرول خلفه تصيح بحدة: كنت فين يا على بقالك يومين مختفي
القي بجسده على الفراش يبتسم ساخرا: افرق معاكي اوي يا استاذة
بلعت لعابها بتوتر تهمس بقلق: أنا بس كنت قلقانة عليك
هتف ساخرا: لاء شكرا مش عايزك تقلقي عليا، مش عايز منك حاجة خالص، آه صحيح أنا هتجوز
اتسعت عينيها بذعر تهدر سريعا: هتتجوز يعني ايه هتتجوز.

ضحك عاليا يكمل بسخرية: هروح اجيب علبة جاتوه وطبق حلويات وأدخل الباب من بيته
تخصرت تهتف بحنق: وهتتجوز مين بقي إن شاء الله
رفع كتفيه يهتف بلامبلاة: اي واحدة البنات على قفا من يشيل، واحدة يبقى اهتمامها الأول جوزها وبيتها مش حطاهم في آخر قايمتها واحدة ما تقولش لجوزها أنا مش هخلف منك لو انطقبت السما على الارض، واحدة ما تقولش لجوزها هموت نفسي لو قربت مني
قاطعته تهتف بأسف: على أنا آسفة أنا...

قاطعها يهتف بحدة: انتي انانية ما بتحبيش غير نفسك، غلطتي اني حبيت واحدة ما بتحبش غير نفسها، أنا هتجوز يا لبنى ومش هطلقك هسيبك كدة زي البيت الوقف
انقبض قلبها بألم لتهتف سريعا: خلاص يا على والله مش هاخد الحبوب دي تاني
ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: فات الميعاد يا روحي خلاص، يلا بقي اطلعي برة عشان عاوز انام
وضع رأسه على الوسادة يغمض عينيه يهتف بهدوء: اه على فكرة ما فيش شغل وما فيش خروج من البيت.

كادت ان تعترض ليحمل الوسادة يضعها فوق رأسه ينام بهدوء.

في فيلا محمود السويسي
جلست زينب جواره تطعمه بيدها، وهو يتأفف بضيق: لو سمحتي أنا بعرف آكل لوحدي.

زينب مبتسمة بحنان: بس أنا عايزة آكلك بايدي عايزة افضل بصالك دا أنا فضلت كتير محرومة منك، صدقيني يا ابني أنا وابوك ما بطلناش تدوير عليك بالليل وبالنهار، رفعت رسغ يدها امامه تريه جرح قديم حفر على معصمها: لما ابوك قاللي انك بعد الشر مت، كنت عايزة اموت نفسي انا كمان عشان ابقي معاك بس ابوك لحقني ووداني المستشفي
وفضلت شهور عندي انهيار عصبي.

نظر لها بشفقة ليسمعها تهتف برجاء: عشان خاطري يا ابني لو ليا خاطر عندك، قولي يا ماما نفسي اسمعها منك أوي.

اغمض عينيه بألم يهتف بحدة: أنا عايز امشي من هنا، أنا مش عايز اعيش معاكوا عايزاني اقولك يا ماما، كنتي فين يا ماما وأنا بعيط كل ليلة من الجوع وأنا في الملجأ لما كانوا بيعاملوني معاملة زبالة دايما بسمع أنت ابن حرام اهلك لو كانوا عايزينك ما كنوش رموك في ملجأ، لما سيلين اتبنتي وبقي ليا أم اخيرا ما لحقتش اشبع منها لأنها ماتت على طول.

جذبت رأسه ليرتمي في صدرها يبكي بعنف كطفل صغير: ليه يا ماما، أنا غلطت كتير اوي، أذيت ناس اكتر، أنا تعبان اوي
ربطت على شعره برفق: بعد الشر عليك يا ابني من اي تعب
سمعا صوته يهتف من خلفه بتهكم: تعبان دا أنت تعبان يا اخي
رفع وجهه ينظر لاخيه بتحدي ليبتسم خالد ساخرا؛ أنا كنت جاي اسلم على أمي اصلي مسافر بكرة بس واضح أن وجودي من عدمه مش فارق
هتفت زينب سريعا: ما تقولش كدة إنت...

قاطعها يهتف ببرود: أنا مش هاجي هنا تاني، مش هدخله ابدا لحد ما تخرجوا الزبالة اللي فيه.

تركهم ورحل لتنظر زينب في اثره بحزن، عاوجت النظر لولدها بعتاب: انت دبحت اخوك يا حمزة، انت عارف وانتوا صغيرين كان دايما بيدافع كان اطول منك بكام شبر، لما كنت بتعيط كان بيعيط معاك، اول ما اشيلك يسكت لو غلطت وشيلته هو يفضل يعيط لحد ما اسيبه واشيلك عشان تسكت، صدقني يا ابني خالد طيب اوي، بس مريض بعشق لينا من وهو صغير، لما جاسم بعده هنا فضل ايام بتصرف على أنها موجودة كان بيصحيها ويسرحلها شعرها نلقيه قاعد على السفرة ورافع المعلقة في الهوا ويفضل يقولها كلي يا لوليتا عشان تكبري.

حملت ذلك الدفتر الاسود تضعه على قدميه تهتف بهدوء: اقراه يا ابني وانت هتعرف هو بيحبها قد ايه
خرجت من الغرفة ليسمك ذلك الدفتر يتنهد بألم يشعر بضميره يصحو يصرخ بندم بعد كلمات والدته.

في صباح اليوم التالي استيقظت بنشاط والدها عاد من المستشفى امس، اوصت والدتها على الصغيرة جيدا لتأخذ حقيبة ملابسها متجهه لهم
في مكتب اللوا سراج
دخل خالد ومعه محمد ويوسف
سراج: جاهزين يا رجالة
رد ثلاثتهم معا: جاهزين يا افندم
سراج: تمام دقايق ويوصل العنصر الطبي
مر بعض الوقت إلى ان سمعوا دق على الباب
سراج: ادخل.

رائحة عطر هادئ يعرفها جيدا هز رأسه نافيا الفكرة يستحيل وجودها هنا ليسمع صوتها تهتف بهدوء: احم، أسفة يا افندم على التأخير
شخصت عينيه بذهول التفت خلفه سريعا يهدر بصدمة: أنتي ايه إلى جابك هنا
سراج: دكتورة لينا الشريف العنصر الطبي
صاح غاضبا: نعمممممممممممم
سراج بحدة: انتباه يا سيادة العقيد
انتصب في وقفته في لحظة نظرت له تبتسم ببلاهة يبدو وسيما حتى وهو يعمل.

قاطع سراج شرودها بقوله: دكتورة لينا هتطلع معاكوا التدريب
هتف بحدة: على جثتي مش هيحصل
اندفع محمد يلكزه في كتفه يهمس: اهدي الله يخربيتك دا سيادة اللوا هتودينا في ستين داهية
محمد لسراج: سراج باشا خالد ما يقصدش هو بس قصده أن العنصر الطبي مفروض يكون راجل عشان يستحمل معانا
خالد غاضبا: بالظبط كدة، دي بيغمي عليها لو الدنيا حررت شوية
اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحدة: خالد باشا ما اسمحلكش تتكلم عني بالطريقة دي.

خالد غاضبا: خالد باشا دا جوزك يا ست هانم
هتف سراج بحدة: بس ولا كلمة آخر ما عندي، لينا هتطلع معاكوا التدريب وطبعا مش محتاج اقولك أن ما ينفعش حد يعرف انها مراتك
دا اولا
ثانيا انت سلطتك على الفريق كله ماعدا هي هي خارج ادارتك، فاهم ولا لاء
همس محمد بقلق: بالله عليك يا شيخ ما تقتله عديها يا خالد
تنفس بعمق حتى يهدئ قليلا يهتف بثبات: تمام اوامر معاليك يا افندم
سراج: اتفضلوا ومش عايز مشاكل.

هتف ببرود: تمام يا افندم ليميل على إذن لينا يهمس بتوعد: انتي إلى جبتيه لنفسك
تركهم وخرج من الغرفة ليلحقوا به كان آخرهم محمد الذي ابتسم لسراج بخبث وغمز له بطرف عينيه فبادله سراج الابتسامة الخبيثة
سراج ضاحكا: صدق خالد لما سماك الثعلب الهادئ
في الأتوبيس صعد الجميع إلى الاتوبيس
صعدت لينا تنظر حولها بحيرة لتجد.

خالد يقف في مقدمة الأتوبيس ما ان رآها حتى اشار لها على الكرسي الذي ستجلس عليه تجاهلته وتقدمت للداخل فامسك يدها واعادها إلى الكرسي ونظر له باعين سوداء من الغضب تحمل رسالة ( اقعدي هنا احسنلك ) ثم عاد يقف مرة اخري يصيح بصوت عالي: صباح الخير يا رجالة طبعا انتوا دلوقتي عارفين اننا طالعين عشان نتدرب كويس بس لازم تبقوا عارفين حاجة مهمة التدريب معايا أنا عايز رجالة.

رجالة هيحموا بلدهم ويحافظوا عليها وتبقي أرواحهم اول حاجة تتقدم عشانها
اللي شايف نفسه فيكوا مش قد التدريب يتفضل من دلوقتي
وقف ينظر لهم بصمت دقيقتين تقريبا
ليصيح بصوت عالي: تمام، طالما انتوا شايفين انكوا قد المهمة يبقي نتوكل على الله
اطلع يا عم ابراهيم
أدار السائق الأتوبيس وانطلق
وقف يوسف ومحمد بإشارة من خالد يشير اليهم
دا الرائد محمد محفوظ، ودا الرائد يوسف الخياط
واشار بيده ناحية كرسي لينا.

خالد: ودي الدكتورة لينا الشريف مش هسمح بوجود اي تجاوز من اي نوع معاها هي بالذات مفهوم
الجميع: مفهوم يا افندم
جلس خالد على الكرسي بجوار لينا وعاد محمد ويوسف إلى أماكنهم
لم تبدي لينا اي اهتمام به بالعكس اشاحت بوجهها بعيدا ليقترب منها يهمس بتوعد: بتتحديني يا لينا.

التفت له تنظر له بخواء تهمس ببرود: وأنت مين اصلا عشان اتحداك، لتشيح بوجهها مرة اخري بينما قبض هو على يده يحاول السيطرة على غبضبه سيدق عنق تلك الحمقاء ما ان يختلي بها
مر بعض الوقت لتجد الشاب الجالس على الكرسي امامهم يلتفت لها يبتسم بأدب
ريان: اتفضلي
مد يده لها بعلبة عصير وبعض الشطائر
ابتسمت بحرج تهز رأسها نفيا: متشكرة، مش جعانة
ريان: طب خليهم معاكي يمكن تجوعي لسه الطريق طويل
لينا بإحراج: بس اصل...

ريان مقاطعا: ما تتكسفيش خديهم
ليهتف هو بحدة: أنا حاسس ان انا شفاف وسطكوا
هتفت بتحدي: والله دي مشكلة حضرتك مش مشكلتنا، توجهت لريان قائلة بابتسامة
متشكرة يا...
ابتسم بهدوء: ريان
لينا مبتسمة: شكرا يا ريان، اخذت منه العصير والطعام
همس بتوعد: اخرتها وحشة يا لينا
لتهمس حزين: ما بقاش عندي حاجة اخسرها.

وضعت الطعام جانبا واستندت برأسها على ظهر الكرسي تغمض عينيها تقاوم دموع عينيها، ولكن رغما عنها سالت خيوط ماسية على وجنتيها
نظر لها بحزن تمني لو استطاع محو دموعها من حياتها للأبد ولكنه لم يستطع حتى ان يمد يده ليمسح تلك الدمعات من على وجنتيها
وبينما هي بين ذكرياتها ودموعها التي خانتها وفرت تتحرر من أسر عينيها
سمعت صوته يقول مرة اخري
ريان: حضرتك كويسة
فتحت عينيها وهزت راسها ايجابا مع ابتسامة صغيرة: اه.

ليهتف بمرح: اوعي تكوني بتعيطي عشان انا ادتلك سندوتشات الجبنة وكلت سندوتشات اللانشون كلها
مزحة سخيفة ولكنها كانت تحتاجها بشدة ارادت الضحك فاطلقت لضحكتها العنان
وفي وسط ضحكاتها تذكرت جملته
( عارفة يا لينا لما بكون السبب في ضحكتك بحس ان انا عملت حاجة عظيمة اوي )
اختطفت نظرة سريعة له فوجدت وجهه قد اصطبغ باللون الأحمر من شدة غضبه يكور قبضته بغضب ويضعط عليها بشدة
مد ريان يده بمنديل لها
ريان: اتفضلي.

ثم اكمل مازحا بس ما تنفيش فيه عشان بقرف
لينا ضاحكة: مقرف
ريان مازحا: شكرا، شكرا، لا داعي للتصفيق ودعوني اقرفكم في صمت
لم تسطع منع ضحكاتها ايضا تلك المرة، ولكنها سكتت تماما كالموتي عندما صدح صوته غاضبا
زمجر غاضبا: ما خلاص بقي، مش اتوبيس رحلة هو
هتف سريعا: أنا آسف يا فهد باشا
عقدت حاجبيها باستفهام تتسال في نفسها: فهد مين، ليه ريان بيقول لخالد. يا فهد.

هتف بحدة: انا قولت مش هسمح بأي تجاوز معاها، عقابك لما نوصل
لينا بضيق: بس استاذ ريان ما تجوزش حدوده معايا
خالد غاضبا: انتي تخرسي خالص و إلى اقوله يتنفذ بالحرف كفاية اوي اني لابس في واحدة ست
لينا غاضبة: أنت عديم الذوق
هرع محمد اليهم قبل ان تحتد تلك المشاحنة
محمد سريعا: صلوا على النبي يا جماعة مش كدة
خالد غاضبا: انت مش شايف قلة ادبها
صرخت بغيظ: ما اسمحلكش سراج باشا قال ان سلطتك على الفريق كله الا أنا.

محمد: ممكن تهدوا أنا آسف يا دكتورة نيابة عن خالد وأنا آسف يا خالد نيابة عن الدكتورة
لينا: ايوة بس...
محمد مقاطعا: خلاص بقي، نوصل الاول وبعدين اتخانقوا
صمتت على مضض تشيح بوجهها بعيدا تتوعد له بالاسوء عند وصولهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة