قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني والعشرون

في صباح اليوم التالي، في شقة خالد
قضي ليلة غير مريحة إطلاقا بسبب نومه على الارض، قام يدلك ظهره ملامحه ممتعضة من الالم ليجدها تهتف من خلفه بلهفة ممتزجة بقلق: مال ظهرك يا خالد
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه: ما فيش يا حبيبتي صحيح قولتي لشمس على إلى قولتلك عليه
لينا: آه يا حبيبي، وسيباها بتلبس
خالد: طب مش تفطر الأول
زمت شفتيها بضيق: أكيد يعني فطرت وادتها الدوا
رفع حاجبه بمكر: مالك.

اشاحت بوجهها بعيدا تعقد ساعديها بضيق: ما فيش
بسط أصابعه أسفل ذقنها يدير وجهها ناحيته يهمس بابتسامة حانية: على لودي بردوا
مطت شفتيها بضيق: مش ملاحظ انك بتسأل عليها كتير ولا انا بيتهيألي
ضحك بخبث: بجد، اصلها بصراحة حلوة اوي شعرها أصفر وعينيا لونها غريب كدة
اشتعلت نيران الغيرة تلتهب في عينيها بدأت تتقدم ناحيته بغضب وهو يتراجع إلى الخلف يكبت ضحكاته بصعوبة إلى ان ارتطم ظهره بباب الشقة المغلق.

التقطت سكين صغير للفاكهة تشهره امام عنقه تهمس بحنق: كنت بتقول ايه بقي يا أستاذ خالد
ابتسم باتساع يهتف ببراءة: أنا! ابدا كنت بقول أنك قمر
هتفت من بين أسنانها بغيظ: والله يعني ما كنتش بتعاكس في شمس
هز رأسه نفيا يبتسم ببراءة لتشهر السكين امام عنقه مباشرة تهتف بتوعد: عارف يا خالد لو شوفتك بتعاكس اي واحدة تاني هدبحك بالسكينة دي
ضحك بمكر: يا حبيبتي دي كبيرها تقشرلك تفاحية.

ليتبدل الوضع في لحظة لتصبح مكانه وهو يشرف عليها بطوله المهيب يبتسم بخبث وهو يبقبض على يدها التي تقبض على السكين يتجه بهما ناحية عنقها ابتسم بشر: كنتي بتقولي ايه بقي يا حبيبتي
ابتسمت ببلاهة: مين اللي بتقول أنا ما بعرفش اتكلم اساسا
ضحك عاليا بخبث: ناس ما تجيش غير بالعين الحمرا صحيح
سمعا صوت شمس ينادي من الداخل: يا لينا تعالي لوليتا بتعيط
صاحت بصوت عالي وهي تدفعه بعيدا: جاية يا حبيبتي.

فرت إلى غرفتها تضحك بمرح على غيظه، وجد الباب يدق فتح ليجده إسلام: ادخل يا إسلام
دخل إسلام ينتظر شمس إلى أن تنتهي من ارتداء ملابسها
في غرفة لينا
ارتدت شمس احد فساتين لينا، كان فستان ابيض اللون عليه ورود وردية اللون وحجاب يجمع بين اللونين
ابتسمت بود: ايه القمر
شمس مبتسمة بتوتر: بجد شكلي حلو
لينا مبتسمة: قمر والله، يلا عشان إسلام مستنيكي
انكمشت ملامحها بخوف: أنا خايفة اوي.

ربطت لينا على كتفها برفق: ما تخافيش يا حبيبتي إلى انتوا بتعملوا دا عشان تخلصي من سجن رشدي
همست بارتجاف: خايفة ما نكسبش القضية وخايفة لما يطلع ويعرف، مش هيرحمني
لينا مبتسمة: ما تقلقيش إن شاء الله هتكبسوا القضية ولو على رشدي ما اعتقدش انه هيطلع دلوقتي خالص، يلا بقي عشان ما تتأخروش
خرجت شمس من الغرفة لتتعلق انظار اسلام بها ظل يحملق في جمالها البرئ حتى وكزه خالد في ذراعه يهمس بضيق: اتلم.

حمحم بحرج لينظر لشمس مرة اخري: احم جاهزة
هزت رأسها إيجابا بخجل فاكمل: طب يلا بينا
ذهب خالد وشمس وإسلام إلى احدي العيادات الطبية وقابل خالد الطبيبة وشرح لها تفاصيل القضية
الطبيبة: تمام اتفضلي معانا
امسكت شمس بيد إسلام تهمس بخوف: أنا خايفة
ابتسم بحنان: ما تخافيش يا شمس، ثم نظر ناحية الممرضةما ينفعش ادخل معاها
خالد بضيق: تدخل فين يا حمار أنت هي اختك بس يالا.

نظر ناحية شمس هاتفا بجد: ما تخافيش يا بنتي إلى احنا بنعمله دا عشان مصلحتك وأكيد مش هنعمل حاجة تأذيكي
هزت رأسها إيجابا، تركت يد إسلام ودخلت إلى غرفة الكشف
دقائق كاد أن يحترق فيها من القلق يجوب الممر أمام الغرفة ذهبا وايابا
خالد بضيق: ما تتهد بقي يا اسلام روشتني
إسلام بقلق: مش قادر هما اتأخروا ليه كدة
خالد بضيق: يا ابي هما كملوا عشر دقايق اهدي شوية مش كدة
مر حوالي نصف ساعة إلى أن خرجت شمس من الغرفة.

اسرع اسلام ناحيتها اراد أن يحتضنها ليجد سد منيع يقف امامه يهتف بحدة: اتلم يا اسلام والا والله العظيم هلمك بطريقتي ساعتها مش هيبقي فيك تقوم من مكانك
طأطأ رأسه بحرج ليجد خالد يهتف بجد: روح هاتلها عصير أو اي حاجة تشربها وانا داخل للدكتورة
دخل خالد إلى غرفة الطبيبة لينظر اسلام لشمسه هاتفا بقلق: انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا عينيها جاحظتين بصدمة مما قالته لها الطبيبة بالداخل
في غرفة الطبيبة.

خالد: خير يا دكتور
الطبيبة: أنا عملت تقارير طبي بالجروح واثار التعذيب إلى على جسمها، دا غير التقرير دا
امسك التقرير الطبي يقرءه بعينيه ليقطب جبينه بدهشة همس بتعجب: عذراء.

هزت رأسه إيجابا ليسألها بشك: حضرتك متأكدة
الطبيبة: طبعا متأكدة
خالد: متشكر يا دكتورة
الطبيبة: على ايه يا افندم دا شغلي
خرج من الغرفة معه ذلك التقرير ليجد أسلام يجلس بعيدا قليلا عن شمس التي تحتسي علبه عصير ينظر لها بعشق ينير في نظراته
ليبتسم داخله اتجه ناحيتهم ليجد اسلام يسأله بلهفة: جبت التقارير
هز خالد رأسه إيجابا ليهتف إسلام سريعا: طب أنا هروح اوديهم للمحامي
خالد: تمام وأنا هاخد شمس ونروح.

سبقهم اسلام مهرولا سريعا اخذ سيارة تاكسي متجها إلى مكتب المحامي، ليأخذ خالد شمس ويتجها إلى البيت
هتف بجد وهو يمشي بجانبها: اجبلك عصير
هزت رأسها نفيا تهمس بخجل: شكرا إسلام جابلي
ابتسم بخبث: ابن حلال اسلام وطيب ويعرف ربنا، كفاية وقفته معاكي ولا ايه
هزت رأسها ايجابا تهمس بقلق: وتفتكر أن في حد بيعمل حاجة لوجه الله.

هتف بغموض: هو صحيح كل اللي بيدي بيبقي مستني ياخد بس صدقيني واحد زي اسلام مش عايز غير راحتك وسعادتك.

في مكتب المحامي
المحامي: اتفضل يا استاذ إسلام
اسلام: أنا جبت لحضرتك التقرير الطبي إلى حضرتك طلبته
اخذ المحامي الاوراق من اسلام يتفحصها بدقة ليهتف بابتسامة واثقة: كدة تمام اوي التقارير إلى معانا هتضمن أننا نكسب القضية من أول جلسة
عقد جبينه باستفهام: اشمعني يعني
ناوله المحامي تلك الورقة لتتسع عينيه بدهشة ممتزجة بفرحة ليهتف بلهفة: طب هو حضرتك هترفع القضية أمتي.

المحامي: النهاردة وفي خلال يومين هيحددوا جلسة وإن شاء الله هنكسب القضية
هز إسلام رأسه إيجابا وشكر المحامي ورحل
بعد مرور يومين تم عقد جلسة في المحكمة وحصلت شمس اخيرا على حريتها من رشدي
اسلام بسعادة: مبروك يا شمس
ابتسمت بارتباك: متشكرة اوي يا أستاذ إسلام
هتف سريعا: لاء أستاذ ايه بقي، شمس انتي اكيد عارفة ان انا بحبك وعايز اتجوزك، وانتي دلوقتي حرة بعد ما كسبتي قضية الخلع وكمان مالكيش عدة.

فركا يديها بتوتر: أنا مش عايزة اتجوز تاني كفاية إلى حصلي في جوزاتي الاولنية
هتف بحنو: شمس أنا بحبك ومستحيل آذيكي
شمس: ارجوك يا استاذ إسلام افهمني، كفاية إلى حصلي أنا مش عايزة أتجوز تاني مش عايزة، انا متشكرة جدا على مساعدة حضرتك، بس صدقني أنا ما انفعش حضرتك أنا جربت حظي مرة وخلاص
هتف بحزم: مش هسيبك يا شمس، انا بحبك وهتجوزك، قدامي يلا عشان نروح.

هزت رأسها ايجابا سريعا تمشي أمامه ليبتسم بثقة يهتف في نفسه: هبلة دي ولا ايه فكراني هسيبها.

في فيلا الشريف كان جالسا في مكتبه حينما رن هاتفه بذلك الرقم، التقطه سريعا يرد
ليسمع الطرف الآخر يهتف ببرود: لقد طال الوقت ولم تفعل شيء
رد سريعا بتوتر: ماذا أفعل هي عنيدة لا تريد تركه، وهو مصر على موقفه لا يريد التراجع ماذا افعل.

، هتف ساخرا: كنت أظنك اذكي من ذلك جاسم انت بالطبع لا تريد أن يكون مصيرك مثل عز ووالده، أنا اريدها عليك أن تجعلها تكره ذلك الرجل اريد قلبها محطم حتى اعيد تجميعه من جديد بطريقتي، اقسم جاسم أن جئت أنا لن يجعبك فعلي
هتف سريعا: حسنا حسنا سأفعل ما بوسعي
هتف ذلك الرجل بخبث: جيد أنت بالطبع لا تريد تدمير اقتصادك باكمله
بلع ريقه بتوتر: لا لالا، سأفعل ما تريد اقسم سأحاول تفريقهم امهلني فقط بعض الوقت.

هتف الرجل ببرود: سنري ما ستفعل وداعا عمي
اغلق جاسم الخط ينظر امامه بشرود ليلتقط هاتفه يتصل بأخيه يهتف
راشد بسعادة: عمرك أطول من عمري كنت لسه هتصل بيك يا اخوي اعزمك على سبوع وعقيقة ماهر ولد فرح
جاسم مبتسما بارتباك: مبروك يا راشد، ليهتف بقلق: راشد أنا في مصيبة
هتف راشد سريعا بقلق: خير يا اخوي كفا الله الشر.

هتف جاسم بحزن مصطنع: بنتي يا راشد لينا هتضيع، جوزها عمل مصيبة في شغله واترفد وضيع فلوسه مش عارف تقريبا في صفقة خسرانه وخدها وراح يقعد في منطقة زبالة المصيبة ان بقي على طول بيضربها لحد ما يعني بيغمي عليها من الضرب آخر مرة كسرلها دراعها، المشكلة انها لما بيغمي عليها بتنسي اللي حصل أنت عارف، فهو بيفهما ان أنا الشرير اللي عايز افرق ما بينهم أنا مش قادر عليه ومش عارف اعمل ايه.

هتف راشد بحدة: هو اتجن دا ولا ايه بيمد يده على واحدة من بنات عيلة الشريف، أنا بكرة هكون عندك وإن شاء تبقي حرب دم بين العيلتين
اتسعت ابتسامة جاسم الماكرة ليهتف سريعا بمسكنة مصطنعة: متشكر يا اخوي متشكر اوي
اغلق الخط ينظر امامه يبتسم بخبث يهتف بتوعد: هانت يا خالد.

عودة للحارة، عاد اسلام بصحبة شمس لتصعد شمس سريعا إلى شقة لينا، ويذهب أسلام إلى الورشة
كان خالد يقف أمام احدي السيارات يصلح ذلك الموتور سأله باهتمام وهي يفك ذلك الموتور: ها عملت ايه
تنهد بحزن: كسبنا القضية
هتف بحماس: طب كدة تمام أوي ها هتكتب أمتي
عقد اسلام ساعديه يتنهد بيأس: ما هي دي المشكلة شمس مش موافقة، بتقول كفاية عليها تجربة واحدة
هتف بجد: ناولني المفتاح اللي جنبك.

التقطه متجها ناحيته أخذه خالد منه يحكم به ربط ذلك البرغي يهتف بجد: هتلاقيك خضتها البت لسه خلعه جوزها من عشر دقايق تروح قايلها أنا عايز اتجوزك كدة خبطت لزق
تنهد بضيق: اعمل ايه يعني أنا بحبها اوي
نظر خالد مبتسما بثقة: واللي يخليها توافق
نظر له اسلام بلهفة هاتفا بسعادة: اديله عمري كله.

امسك تلك المنشفة الصفراء يمسح يده من الشحم يهتف بجد: لاء تديله وعد انك هتحافظ عليها وتعاملها بما يرضي الله البنت دي اتبهدلت كتير اوي في حياتها
هتف سريعا بلهفة: وعد طبعا
ابتسم بثقة يهز رأسه إيجابا.

في شقة خالد مساءا
جلس على الأريكة ينادي عليها: لينا
ردت من الداخل: ثواني يا خالد بغير للوليتا
رد بهدوء: طب تعالي لما تخلصي وهاتي معاكي شمس
انتظرهم قليلا ليجد لينا تخرج بعد قليل تحمل الصغيرة وخلفها شمس
جلستا على الأريكة المقابلة له لتشب الصغيرة ناحية والدها تزقزق بسعادة ليضحك بمرح قام يلتقطها من لينا ليعود جالسا على الأريكة يضعها على قدمه
لينا: خير يا خالد.

خالد: خير ان شاء الله، بصي يا آنسة شمس دلوقتي احنا الحمد لله، كسبنا القضية وخلصتي من رشدي، بس أنتي ما سألتيش نفسك ياتري هيكون ايه رد فعله لما يطلع من السجن ويعرف انك اتطلقتي منه غصب عنه
ارتعدت اوصالها حينما مر امام عينيها بعض المشاهد المتتالية مما فعله بها لتهمس بارتجاف: هو ممكن يعملي حاجة
خالد: دا أكيد وخصوصا أن والدتك ست كبيرة وتعبانة واخوكي صغير مش هيقدر يحميكي.

قبضت على يد لينا تهمس بخوف: طب والعمل
ابتسم بثقة: إسلام، انتي لو اتجوزتي اسلام رشدي مش هيقدر يعملك حاجة لأنك هتبقي في عصمة إسلام
وهو إلى هيتصرف مع رشدي لو فكر يضايقك ولا يعملك حاجة
وبعيد عن دا كله إسلام بجد بيحبك وهيحميكي حتى من نفسه
ربت لينا على يدها بحنان: والله بيحبك انتي ما بتشوفيش اللهفة إلى في عنيه وهو بيتكلم معاكي
هتف بتوعد: وانتي بتشوفيها بقي يا ست لينا.

ابتسمت ببلاهة تهتف سريعا: مين بيشوف ايه أنا ما بشوفش اساسا
ضحكت شمس بخفوت على مزاحهم ليهتف بجد: ها يا شمس موافقة مش كدة
هزت رأسها إيجابا بخجل لتعانقها لينا بسعادة: مبروك يا شموسة والله لو بعرف ازغرط لزغرطلك الصبح
أرسل خالد رسالة إلى رقم اسلام ( وافقت يا حمار )
استقبل إسلام الرسالة، يصرخ بسعادة: يا ماما، يا بابا، بت يا بدور
سعاد: مالك ياض يا إسلام انت اتجننت
اسلام صارخا بسعادة: شمس وافقت، شمس وافقت.

مصت سعاد شفتيها بتهكم: وهي المحروسة كمان ما كنتش موافقة
طه: سيبك من أمك يا إبني، قولي هتكتبوا الكتاب أمتي
إسلام: بكرة أن شاء الله، أنا لو عليا أروح أجيب المأذون دلوقتي
سعاد بتهكم: وهتقعدوا فين بقي يا فالح
طه: هيقعدوا في اوضته وبدور هتيجي تبات معانا
إسلام: متشكر أوي يا بابا، أنا بجد مش عارف اشكرك ازاي
طه: بس ياض يا عبيط تشكرني على ايه دا انا ابوك.

جلس اسلام جوار والدته وضع رأسها على قدمها يهتف بحنو: مش أنا سيمو حبيبك
ابتسمت سعاد رغما عنها تربط على شعره بحنان: وحتة من قلبي كمان.

همس بحزن: أنا بحبها اوي يا امي، انتي ما تعرفيش أنا حسيت بايه يوم ما عرفت أن رشدي، كنت حاسس أن روحي هتخرج ون جسمي قلبي كان بيصرخ من الوجع وبذات وأنا سامعها كل ليلة بتصرخ وأنا مش قادر اعملها حاجة، عشان خاطري يا أمي ارضي عن الجوازة، صدقيني شمس غلبانة اوي يا امي الدنيا كلها جت عليها، وبعدين رشدي اصلا ما لمسهاش
ربطت والدته على شعره تهتف بحنو: ربنا يهينك يا ابني أنا اهم حاجة عندي سعادتك.

هب اسلام يعانق والدته بسعادة يتنهد براحة: ربنا يخليكي لينا يا ست وما يحرمنا منك ابدا.

في صباح اليوم التالي في فيلا جاسم الشريف
جلس راشد مع جاسم في مكتب الاخير
جاسم بألم: كويس انك ما اتأخرتش يا راشد لينا هتضيع أنا حاسس اني متكتف بنتي عايشة مع واحد مجنون كل يوم يضربها بنتي هتموت يا راشد لينا اصلا ضعيفة جسمها مش هيستحمل، إنت عارف أنا قايل لفريدة انهم مسافرين بتفسحوا عشان ما تعرفوش الوكسة السودا اللي بنتها فيها دي ممكن يجرلها حاجة.

راشد بحدة: قسما بالله لهدفعه التمن غالي هو وعيلته كليتها
ابتسم جاسم بمكر ليخفي ابتسامته سريعا يهتف بمسكنة: أنا عندي حل كويس عشان اخلص بنتي، احنا نروحله بليل كأنك ما تعرفش حاجة ورايح تعزمه على سبوع ماهر ونخدهم ونسافر ولما نوصل هاخد بنتي وحفيدتي ورجالة العيلة يمنعوه من الدخول، اول ما الوضع يهدي اخد مراتي بنتي وحفيدتي ونسافر برة البلد خالص، عشان المسكينة تعرف تعيش حياتها عن المجنون دا.

هز راشد رأسه إيجابا بحزن على حال اخيه: بليل هنكون عنديهم.

في شقة خالد
كان في طريقه للمرحاض عندما سمع صوت أحدهم يتأوه بألم من الداخل ارهف السمع لتشخص عينيه بذعر حينما تأكد أنها هي
دق الباب بلهفة يهتف بقلق: لينا افتحي يا لينا
فتحت باب المرحاض لتطل عليه ببشرة صفراء شاحبة وجه مرهق وعيون ذابلة وضعت يدها على فمها ما أن استنشقت رائحته لتسرع إلى المرحاض مرة اخري تتقئ بألم.

دخل خلفها سريعا يغسل وجهها ويبعد خصلاتها المتمردة عن وجهها يهتف بقلق: مالك يا حبيبتي ايه إلى تعبك
ابتسمت بشحوب: ما فيش يا حبيبي، أنا كويسة، الظاهر إني اخدت برد في معدتي
هتف سريعا: طب يلا البسي هنروح للدكتور
هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء: والله أنا كويسة ما تقلقش
خالد: طب ادخلي ارتاحي وما تعمليش اي حاجة بس لو فضلتي تعبانة لحد بليل هنروح للدكتور مفهوم
ابتسمت بمرح: تمام يا افندم، ممكن تبطل قلق شوية بقي.

ابتسم بحنان: لو انا ما قلقتش عليكي انتي هقلق على مين يعني
وضعت رأسها على صدره: بحبك يا لودي
هتق بثقة: طب ما أنا عارف، لتلكزه في صدره بضيق: يا رخم اوعي بقي خليني أروح لشمس
خالد: تفضلي مولاتي
افسح لها المجال لتتركته، ذهبت إلى غرفة شمس
لينا مبتسمة: ايه القمر دا
كانت شمس ترتدي فستان بنفسجي غامق بحزام ابيض عند منطقة الخصر وطرحة من نفس اللون
شمس بخجل: بجد شكلي حلو
لينا مبتسمة: مزة المزز.

شمس ضاحكة: أنا مش عارفة اشكرك ازاي لولاكي كنت انتحرت وخلصت
لينا: بس يا بت بطلي هبل قوليلي بقي البس ايه
ظلت تنتقي من بين فستانيها إلى ان وقع اختارت فستان ستان ابيض اللون ابتسمت بحنين حينما امسكته هو نفس الفستان الذي كانت ترتديه يوم أن كتبت على اسمه صحيح أنه لم يكن يوم جيد حينها ولكنها ذكري سعيدة الآن
ارتدته واخذت عليه حجاب بلون السكر (وبندة) بنية اللون
لينا مبتسمة: ايه رأيك.

شمس: وبتقولي عليا أنا قمر اومال انتي ايه المجرة بحالها
لينا مبتسمة: بجد شكلي حلو
شمس: حلو دي كلمة قليلة، شكلك تحفة
في الخارج
ارتدي خالد قميص رمادي غامق وبنطال أسود
تركت لينا شمس تكمل ارتداء ملابسها وخرجت تعد مع رحمة المشروبات التي ستقدم للضيوف
فلمحها خالد، وقرر كالعادة مشاكستها
خالد: بس، بس، بس يا آنسة ما تيجي ونجيب مليجي، دا البيت فاضي وبابا راضي
التفت لينا له وقد اتسعت عينيها بدهشة مما يقول.

ليهتف بصدمة مصطنعة: ايه دا لينا
هتفت بدهشة: يا سلام، بتخوني يا خالد وعمال تعاكس في أي واحدة معدية
خالد ضاحكا: واحدة مين يا هبلة هو فيه في البيت غيرك انتي وشمس وبعدين يعني أنا مش هعرف القمر لما اشوفه
توردت وجنتيها بخجل: بردوا زعلانة منك
خالد بخبث: انتي عارفة ان انا ما بصدق تزعلي عشان اصالحك وعندما اقترب
رن جرس الباب مرة اخري
عض على شفتيه بغيظ: أنا هولع في جرس الباب وفي الباب وفي إلى بيخبط.

ذهب ناحية الباب ليجد وروحية والدة شمس التي دخلت إلى ابنتها ظلت تبكي وتعتذر لها
ومن بعدها جاء اسلام وطه وسعاد وبدور ومعهم المأذون
خالد مرحبا: اتفضلوا، اتفضلوا
دلفوا جميعا إلى المنزل
خالد: مبروك يا إسلام
اسلام مبتسما: الله يبارك فيك يا باشا، اومال فين شمس
خالد ضاحكا: يا ابني أصبر بتلبس وجاية
خرجت لينا وسلمت على الجميع
سعاد مبتسمة: ايه الجمال دا زي القمر يا حبيبتي
لينا مبتسمة: متشكرة يا طنط، ازيك يا بدور.

بدور: ابلة لينا، انتي حلوة أوي
لينا ضاحكة: متشكرة يا بدور
جلس الجميع يتحدثون وبدأت لينا ورحمة يقدمون المشروبات إلى أن خرجت شمس
فاطلقت رحمة وروحية الزغاريد العالية
خالد: أهي العروسة يلا بقي نكتب الكتاب
همست بخفوت: بس في مشكلة
اسلام: مشكلة ايه
شمس: انا لسه ما تمتش سن الرشد يعني ما ينفعش اجوز نفسي لازم يبقالي وكيل
خالد مبتسما: بس كدة
اخرج خالد بطاقته ووضعها أمام المأذون: خالد السويسي وكيل العروسة.

المأذون: بطايق العريس والعروسة لو سمحتوا
اخرج إسلام بطاقته الشخصية يضعها أمام المأذون
لتهمس لينا لشمس: هاتي يا حبيبتي البطاقة
اعطتها شمس البطاقة لتاخذها لينا متجهه ناحية خالد لتصدم بها بدور وهي تركض فوقعت البطاقة من يدها
هتفت بعتاب: كدة يا بدور
انحنت تلتقط البطاقة لتشخص عينيها بصدمة وقفت تنظر للاسم الذي أمامها بذهول عينيها متسعين بدهشة لتهتف بصدمة: شمس جاسم عبد الله الشريف، انتي اختي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة