قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والعشرون

كانت لازالت تقف تقبض على تلك البطاقة بين يديها تنظر للاسم بأعين شاخصة مذهولة شعرت أن الأرض تميد من تحتها كادت أن تسقط حين التقطها سريعا بين ذراعيه يسند رأسها على صدره يهتف بلوعه؛ لينا، مالك يا حبيبتي
كانت تردد بذهول صوتها بالكاد يخرج من بين شفتيها: اختي، انتي اختي، ازززاي
شدد على احتضان جسدها بين ذراعيه حتى لا تسقط يهتف سريعا: يا حبيبتي ممكن يكون تشابه أسماء.

قبضت بأظافرها على كف يده تهز رأسها نفيا تنظر ناحية شمس التي تنظر لها بدهشة، نظرات ضائعة حائرة، لتترك يد خالد تمشي بخطي مترنحة ناحية تلك السيدة تهتف باكية: ازاي، انتي تعرفي بابا، اتجوزك، طب ازاي، نظرت لها تلك السيدة بأسي كادت أن تتكلم حينما سمعوا صوتا يهتف بصدمة: روحية.

التفتت خلفها سريعا لتجد جاسم يقف جوار راشد ينظر لتلك السيدة بذهول لتجلس ارضا على ركبتيها تنظر لأبيها عينيها متسعتين بصدمة، لتجد تلك السيدة تتحدث بسخرية: جاسم باشا عاش من شافك يا باشا لسه فاكر روحية، البنت الغلبانة اللي جيت قولتلها أنك حبيتها ومش قادر تعيش من غيرها، وكتبت عليها في السر، وطلقتها غيابي من غير ما تشوفها لتتجه ناحية شمس تربط على كتفها تهتف بحرقة: سبتني أنا وحامل في شهرين، فاكر يا باشا طلقتني غيابي في المحكمة واختفيت وسيبت الدنيا تلطش في ست غلبانة حامل كل اللي معاها ورقة جواز وورقة طلاق وكام الف رمتهم ليها.

ربطت على كتف شمس مرة اخري تهتف بحرقة: بنتك يا باشا بنتك اللي شافت الويل والذل بنتك اللي لسه ما كملتش 20 سنة واتجوزت واتطلقت وشافت ذل وتعذيب يهد جبال، منك لله يا جاسم أنت شيطان مستعد يدوس على اي حد عشان خاطر مصلحته
صدح صوت راشد يهتف بحدة: اللي هتقوله الست دي صُح يا جاسم.

نكس رأسه يجز على أسنانه بغيظ عليه إيجاد حل مناسب ليخرج من تلك الورطة، رفع وجهه يهز رأسه إيجابا بخزي: صح يا راشد، كنت لسه في أول حياتي وعلي طول كنت مسافر شغل، شغل، شغل، روحية كانت بنت الساعي وكانت بتساعده في تنضيف المكتب، وعشان ما افتحش بابي للشيطان اتجوزتها على سنة الله ورسوله والله يا راشد على سنه الله ورسوله، طبعا في السر عشان فريدة ما تزعلش، إنت عارف أنا بحب فريدة قد ايه، وبعد كدة حصلي لغبطة كتير في شغلي وعشان ما تفضلش متعلقة طلقتها وسيبتلها مبلغ تبدأ بيه حياتها، ما كنتش اعرف أنها حامل والله ما كنت اعرف، هتف جملته الاخيرة بنحيب برع في تمثيله.

ساد الصمت ينظر الجميع لبعضهم بصمت وكأن على رؤوسهم الطير، لتقم لينا تتجه ناحية والدته تمشي بخطي مترنحة قبضت على تلابيب سترته تصيح وتبكي: لييييه ماما عملتلك ايه عشان تتجوز عليها، الست الغلبانة دي ذنبها ايه، وشمس انت ما تعرفش هي شافت ضرب وتعذيب من واحد حيوان، حاول أن يتهجم عليا أنا كمان، خالد كان عنده حق لما قالي ابوكي ما يهموش غير مصلحته وبس، شيطان ايه اللي بتتكلم عنه ما فيش شيطان هنا غيرك.

هتف بحدة: اخرسي، رفع يده ليضربها ليجد ذلك المقبض يسحق كف يده زمجر من بين اسنانه بحدة: لا عاش ولا كان اللي يمد ايده على مراتي حتى لو كنت إنت يا جاسم أبوها اسما.

جذب جاسم يده من يد خالد يهتف بمسكنة برع في تمثيلها: خلاص بقيت أنا شرير الحكاية وأنت الطيب، بتلوموا عليا عشان اتجوزت وما سلمتش وداني للشيطان عشان ما رضتش اعمل حاجة حرام ما رضتش اغضب ربنا، أنا عارف اني غلطت لما طلقتها غيابي بس والله ما كنت اعرف انها حامل، اكمل بحدة: وبعدين الاستاذ اللي بيتكلم ما إنت متجوز بدل المرة اتنين قبل بنتي وما حدش اتكلم وبنتك ما هي ماتت بسبب اهمالك والكل ساعتها بقي بيواسي فيك، انما دلوقتي كلكوا نصبين ليا المحكمة كلكوا جايبين الغلط عليا، نظر ناحية لينا يهتف بحزن ليستعطفها: حتى انتي يا لوليتا انتي مش عارفة بابا بيحبك قد ايه، وبيحب ماما قد ايه، كنت لسه شاب طايش كنت بسافر بعيد عنكوا بالشهور كنت عايز احس ان في ونس في حياتي، وطبعا ما كنش ينفع اخدكوا معايت لأنك ما كنتيش بترضي تبعدي عن خالد.

وطبعا فريدة ما كنتش بتبعد عنك، امسك صدره من ناحية اليسار يصيح بألم: اااااااه، اااااااه
لتصرخ لينا بفزع: بابا، بابا انت كويس اسنده راشد وخالد إلى تلك الأريكة يجلس عليها لتجلس لينا بجانبه، وضعت رأسها على صدره تنتحب بحرقة: بابا، انا آسفة، سامحني
ربط على شعرها يهتف بصوت ضعيف منخفض: ما تعيطيش يا حبيبتي، انتي عارفة دموعك دي غالية عليا أوي.

وضع يديه في جيبي بنطاله ينظر لحماه العزيز يثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف في نفسه: اوسكار يا جاسم ممثل درجة أولي
نظر جاسم ناحية روحية يهمس بحزن: روحية أنا آسف، أنا عارف إن آسفي مش هيغير حاجة، بس انا مستعد اعوضك انتي وبنتي.

هنا تحدثت شمس كانت نبرتها ساخرة مريرة: تعوضني، تعوضني عن ايه ولا ايه، عن الأيام اللي كنت بنام فيها من غير أكل وأنت نايم في قصرك، وعلي المدرسة اللي ما عرفتش أدخلها زيي زي اي بنت في سني عشان ما عناش فلوس حتى نشتري قلم وانت باعت بنتك تتعلم في امريكا، تعوضني على ايه على إني اتجوزت وأنا عندي 18 سنة لواحد أكبر منك انت، كان بيهري جسمي كل ليلة من الضرب شوفت ذل وعذاب وقهر عشان تيجي أنت بعد كل السنين دي تقولي هعوضك.

لاء يا جاسم باشا أنا شمس حامد عبد النبي بنت الراجل الغلبان اللي كان بيشقي طول النهار في فرن العيش عشان يرجعلنا آخر الليل برغفين ناكلهم حاف فلوسك ما تلزمنيش مش هتعوضني على اللي راح، اتجهت ناحية خالد تقف بجانبه: أنا ما حستش بحنان الاب غير معاه قعدت عنده أسبوع كان بيعملني كأني بنته، بينام على الأرض عشان أنا أنام على سريره جنب مراته اللي طلعت اختي، نظرت ناحية لينا تبكي بألم: رغم كل اللي حصل انا مبسوطة اوي أنك اختي، انا والله حبيتك أوي وكنت بتمني نبقي اخوات، يا ريت ما اتمنيت الامنية دي.

هب لينا تهرول ناحيتها تعانقها بحنان ليشتركان في وصلة بكاء ثنائية رائعة
جلس راشد على احد المقاعد يشاهد ما يحدث بصمت، يفكر داخله تلك الفتاة لا تعرف خالد ومع ذلك تشهد بأخلاقه وموقفه النبيل معها، بالإضافة من أنه منع جاسم من ان يضرب لينا هنا بدأ راشد يشك في كلام أخيه، قرر الآتي سيأخذهم معه بالفعل ولكنه لن يبعده عنها بل سيتحدث معه بعيدا عن جاسم والجميع ليتأكد من صحة كلام جاسم.

ضرب بعصاه الخشبية أرض المنزل بحدة يهتف برزانة: بكفياكوا بكا عاد، اللي حصل حصل، نظر ناحية روحية: انتي يا ست، توافقي ان جاسم يردك
هزت رأسها نفيا بقوة تهتف بحزم: لا يا حج مش بعد كل السنين دي أنا اللي يبعني ما اشتريهوش
سألها مرة اخري: متوكدة
هزت رأسها ايجابا بحزم ليكمل راشد بجد: يبقي خلاص ليكي عليا انك تخرجي من المكان دا وتقعدي في شقة كبيرة في حتة زينة ومبلغ كل شهر يكفيكوا وزيادة
هتفت سريعا: لا يا حج...

قاطعها بحزم: أنا ما عيزش حد يقاطعني واصل، نظر ناحية شمس يهتف بحنو: اني عارف إن اللي عمله ابوكي واعر قوي في حقك واني مستعد اعملك كل اللي انتي عيزاه
هزت رأسها نفيا تهتف ببرود: أنا مش عايزة منكوا حاجة سيبوني في حالي، انا هعيش مع جوزي أن شاء الله في اوضة واحدة
هتف جاسم بدهشة: جوزك مين
حمحم اسلام بحرج: أنا يا افندم
طفقه جاسم بنظرات متفحصة: وأنت بتشتغل ايه.

رد خالد بهدوء: بشمهندس إسلام كان بيتشغل عندي في الشركة
رد جاسم بحدة: يعني انت عاطل ما هي الشركة اتقفلت.

وهنا هبت سعاد تدافع عن والدها كأي أم مصرية اصيلة: هو مين دا يا استاذ انت اللي عاطل أنا ابني الحمد لله بيشتعل وكسيب ويقدر يفتح بيت ويصرف عليه دا غير أدبه وأخلاقه دي الحتة كلها بتحلف بأخلاقه، لاء بقولك ايه، احنا اللي مقعدنا هنا أن بناتك الاتنين اطيب من بعض، صحيح يا بت يا شمس أنا ما كنتش طيقاكي في الاول بس يا حبة عين امك قطعتي قلبي على اللي حصلك، انتي من الساعة دي بنتي مش مرات ابني بس وأن ما شلتكيش الأرض اشيلك جوا حباب عينيا.

بينما كان جاسم ينظر لها بصدمة فاهه منسدل بذهول من تلك السيدة، ليجدوا ذلك الرجل المأذون يهتف بهدوء: يا جماعة لو مش هكتب الكتاب اقوم اروح
إسلام سريعا: هو مين دا اللي مش هيكتب دا أنا اصورلكوا قتيل هنا، يلا يا سيدنا الشيخ ابدا
المأذون: طب ممكن وكيل العروسة يتفضل، ليقم جاسم متجها اليهم وبالمثل فعل خالد
هتف جاسم ساخرا: اعتقد دي بنتي أنا.

افسح له خالد المجال، ليجد شمس تهتف سريعا: أنا عايز خالد هو اللي يبقي وكيلي
اتجه جاسم ناحية لينا وشمس اللتان تجلسان على الأرض متجاورتين يصيح بحدة: يا ادي خالد، خالد هو ايه ساحرلكوا
نظر ناحيته بأعين مشتعلة يتأجج الكره فيهما يتوعد له في نفسه ليذهب ناحية راشد يجلس بجانبه.

جلس خالد جوار المأذون وضع يده في يده إسلام، لتبدأ إجراءات عقد القرآن التي انتهت بجملة المأذون؛ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
هب إسلام يعانق خالد بسعادة: أنا مش عارف اشكرك ازاي بجد شكرا
ضحك خالد بمرح، ليدفعه بعيدا عنه: اوعي يا عم أنت جاي تحضني أنا ليه، روح احضن مراتك
اتجه إسلام ناحية شمس بلهفة ليجد لينا تعانقها بحنان، حمحم باحراج: ممكن مراتي
هتفت لينا بحزم: لاء، مالكش دعوة باختي.

ضحكت شمس بسعادة تختبئ بين ذراعي لينا كأنها طفلة صغيرة بين أحضان والدتها
نظر إسلام ناحية خالد يهتف بضيق: مش راضية تديهالي
ضحك بمرح ليتجه ناحيتهم: لوليتا سيبي شمس يلا عشان إسلام هياخدها ويخرجوا
نظرت ناحية إسلام تهتف بحزم: ما تتأخروش وخلي بالك منها
هز رأسه إيجابا بطاعة: حاضر يا حماتي
اخذ إسلام يد شمس يهتف بمرح: يلا يا بنتي نهرب بسرعة
اخذ يدها متجها إلى باب الشقة ليجد جاسم يهتف من خلفهم بهدوء: شمس.

التفت تنظر له ببرود، لتجده يمد يده لها بحفنة كبيرة من المال يهتف بهدوء: خلي دول معاكي وأن كان على إسلام أنا مستعد اشوفله شغل في شركة هندسة كبيرة بمرتب كبير
كادت أن ترد حينما سبقها إسلام: متشكرين أوي يا جاسم باشا مراتي ما حدش يصرف عليها غيري وأن كان على شغلي فقريب اوي الراجل دي ربنا هيرجعله حقه، عن اذنك عرسان بقي وعايزين نحتفل.

اخذ إسلام ذهب ورحل، لينظر راشد لجاسم بغموض نظرات فهمها جيدا فهتف في نفسه: كدة كل حاجة باظت وراشد بقي متأكد اني كنت بضحك عليه، اوووووف كل ما اعدلها تتعقد، اعمل ايه بس
استئذن الجميع ورحلوا واحدا تلو الاخري ليبقي خالد ولينا وجاسم وراشد
لينا بحزن: على الرغم من اني سعيدة اني سعيدة من أن شمس طلعت اختي، بس أنا زعلانة منك اوي يا بابا، تتجوز على ماما.

جلس بجانبها بربط على شعرها يهتف بحزن: أنا آسف يا لوليتا، غلطة وكل الناس بتغلط، بس عشان خاطري ما تجبيش سيرة لماما، انتي عارفة أنا بحبها قد ايه مش هتسحمل اخسرها دا أنا اموت فيها
هتفت سريعا بخوف: بعد الشر عليك، حاضر مش هقولها حاجة
ابتسم راشد بحنان: ايه يا ست لوليتا ما اتوحكيش عمك ولا ايه
هبت واقفة تهرول ناحيته تهتف بسعادة: ازاي بقي حضرتك وحشتني قوي قوي قوي
ضحك راشد عاليا: واااه عتتكلمي صعيدي.

هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة: خالد علمني شوية كلمات
عانقها راشد بحنان: اتوحشتك قوي يا قلب عمك
حمحم بضيق: احم احم نحن هنا
لينا بمرح: أنت مين
خالد: خالد محمود السويسي، 33 سنة، أعزب
لينا غاضبة: أ، ايه يا اخويا
خالد سريعا: أعول يا افندم، متزوج واعول
لينا بضيق: بحسب
راشد ضاحكا: ما هتبطلوش نقار ابدا
لينا ضاحكة: ابدا، ابدا
راشد: طب يلا اجهزوا عشان عتيجوا معايا بكرة أسيوط
هتفت مستفهمة: ليه يا عمي.

راشد: سبوع ماهر واد فرح وسامح قولت لازم يتعمل في بيت العيلة في أسيوط
خالد: ألف مبروك يا عمي أنا هبقي اكلم سامح اباركله بس سامحني مش هنقدر نسافر دلوقتي
راشد بضيق: اكدة يا خالد، يعني أنا قاطع المسافر من اسيوط لحد اهنه عشان تقولي ما هينفعش
خالد: يا عمي اسمعني...
راشد مقاطعا: ما هسمعش، لهتيجوا معايا، أما وعهد الله ما هتكلم معاكوا تاني واصل
لينا سريعا: ايه إلى أنت بتقوله دا يا عمي.

راشد: هو دا إلى عندي يا بت يا اخوي، قولت ايه يا ولدي
خالد: حاضر يا عمي اللي تشوفه
راشد: اكدة زين، هعدي عليكوا الصبح تيجوا معايا
خالد: معلش يا عمي أنا وافقت اننا نسافر أسيوط، بس أنا هسافر بفلوسي
هتف جاسم بحدة: هتسافر مواصلات، لينا ولوليتا هيتسحملوا اربع ولا خمس ساعات في المواصلات
هتف ببرود يدس يديه في جيبي بنطاله: والله دول مراتي وبنتي وانا ادري واحد بمصلحتهم.

جاسم بضيق: فريدة نفسها تشوف لينا لوليتا بتسأل عليهم في اليوم عشر مرات، انا قولتلها انكوا مسافرين بس هي مش مقتنعة ان سفركوا مطول أوي كدة
لينا: طب أنا عندي حل احسن، بابا يأخذ لوليتا ودادة رحمة وأنا وأنت نسافر مواصلات
راشد: ما تيجوا معانا كلكوا يا بتي
لينا: أنت عارف خالد ودماغه الناشفة مش هيوافق
خالد: انتي بتتكلمي عليا قدامي على فكرة
لينا ضاحكة: اومال يعني اتكلم عليك من وراك وأخد ذنوب
خالد ضاحكا: لاء ازاي.

جاسم: يعني آخر ما عندكوا ايه
لينا: زي ما قولت لحضرتك، حضرتك هتاخد لوليتا ودادة رحمة وأنا وخالد هنيجي مع بعض
راشد: ماشي يا بتي
جاسم: هعدي عليكوا الصبح أخد لوليتا واتمني انكوا تغيروا رايكوا على ما أجي وتيجوا كلكوا معايا
ودع خالد ولينا راشد وجاسم على لقاء غدا
وذهبت لينا إلى رحمة تخبرها ما حدث حتى تستعد ومن ثم ذهبت إلى غرفتها وبدأت تضب الحقائب.

عند إسلام وشمس أخذها إسلام إلى مطعم صغير وطلب لهما طعاما
هتف برفق: ساكتة ليه
همست بخجل: هقول ايه
اسلام: اي حاجة سمعيني صوتك اكديلي أن أنا مش بحلم، انتي عارفة أنا كنت عايز اقوم اصرخ من الفرحة لما قولتي لابوكي أنا هعيش مع جوزي أن شاء في اوضة، أنا لحد دلوقتي مش مصدق انك بقيتي مراتي أنا عايز اقوم اصرخ واقول اخيرا بقت مراتي يا ناااااس نفسي تعرفي انا بحبك قد ايه.

ادمعت عيني شمس بسعادة: كان نفسي اقولك ان أنا كمان بحبك اوي، بس إلى حصلي...
إسلام مقاطعا: انسي يا شمس، اوعدك اني هعمل كل إلى اقدر عليه عشان اسعدك، عشان تنسي كل إلى حصل، عشان تديني قلبك
ابتسمت بسعادة تهمس بخجل: أنا متشكرة اوي يا اسلام بجد مش عارفة اقولك ايه
تنهد بحرارة مبتسما بعشق: ما تقوليش حاجة كفاية اني شايفك قدام دا عندي بالدنيا وما فيها.

انتهيا من طعامها فأخذها إسلام وتمشيا قليلا واشتري لها غزل البنات والآيس كريم يعاملها بحنان كأنها ابنته لا زوجته
إسلام مبتسما بحنان: مبسوطة
شمس بسعادة: أوي اوي أوي ربنا يخليك يا رب
اسلام مبتسما: ربنا يخليكي ليا واشوف دايما ضحكتك منورة وشك
عادا إلى البيت في ساعة متأخرة، ، ما ان صعدا إلى العمارة توجهت شمس إلى شقة خالد
إسلام: انتي رايحة فين
هتفت بتلقائية: هروح أنام عند لينا.

اسلام ضاحكا: ازاي يعني، مش كفايه منيمين الراجل أسبوع بحاله على الأرض كفاية كده
ابتسمت ببلاهة: اومال هبات فين
إسلام: عندي طبعا، انتي مش مراتي يبقي تباتي معايا
ارتجف جسدها فزعا مر ببالها يوم زفافها من رشدي وكم الضرب الذي ضربه لها لتفقد الوعي وحينما استفاقت في اليوم التالي لتجد فستانها ممزقا واثار اعتداءات وحشية على جسدها.

أمسك إسلام يدها وجذبها خلفه برفق إلى ان دخل إلى شقته، بهدوء ومن ثم إلى غرفته وجد فراش بدور فارغ، كما وجد عشاء فاخر في انتظارهم
إسلام مبتسما: ست الكل حضرلتنا العشا، يلا عشان تاكلي
شمس: شكرا مش جعانة
إسلام: ولا أنا احنا اكلنا كتير اوي برة، ذ احنا ننام أحسن
همست بخوف وهي تشير إلى فراش بدور: هو أنا ينفع أنام هنا.

هز إسلام رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة هاتفا برفق: طبعا ينفع، ما تخافيش يا شمس، أنا عمري ما هغصبك على حاجة
ابتسمت بامتنان: أنا متشكرة أوي يا إسلام
إسلام مبتسما بسعادة: أنا اللي متشكر، متشكر انك في حياتي يا شمس
ابتسمت بخجل فاكمل اسلام: أنا جبتلك يعني حاجات بسيطة كدة لحد ما ربنا يفرجها وهجبلك كل إلى نفسك فيه، هتلاقي الهدوم في الدولاب، أنا هروح أغير في الحمام، خدي راحتك.

اخذ ملابسه وذهب إلى الحمام. وبدل ملابسه، ثم عاد إلى الغرفة ليجدها نائمة على الفراش تتدثر بالغطاء حتى وجهها ذهب ناحيتها ورفع الغطاء عن وجهها مقبلا جبينها بحنان: تصبحي على جنة يا شمسي
نظرت له بحب وابتسمت بخجل: وأنت من أهلها
ذهب ناحية فراشه وتمدد عليه ينظر إلى وجهها وهي نائمة حتى غلبه النوم، وصورتها مطبوعة أمام عينيه
في شقة خالد
تمدد على الفراش يهتف بألم: ااااه يا ضهري الواحد ضهره اتكسر من نومه الأرض.

لينا بحزن: بس تصدق شمس هتوحشني اوي كنا بنفضل أنا وهي نتكلم كتير لحد ما ننام
خالد بضيق: أروح اناديهالك
هتفت بحماس: يا ريت
خالد ضاحكا: عشان إسلام يولع فيا أنا وانتي النهاردة فرحه يا أختي، صحيح فاكرة ليلة فرحنا
لينا: أنهي واحدة فيهم
خالد: التانية أكيد
لينا بضيق: لاء مش فاكرة ومش عايزة افتكر
خالد مستفهما: مالك اتضايقتي ليه.

هتفت بضيق: يعني مش عارف كفاية انك طلقتني وكمان رايح تخطب واحدة تانية وكمان ضحكت عليا وقولتلي أنك هتتجوزها هي
همس بصوت منخفض: مسلسل النكد الحلقة الأولي
خالد: مش انتي إلى طلبتي
هتفت بحدة: يا سلام وأنا رخيصة عندك اوي كدة، أول ما اقولك طلقني تطلقني، طب طلقني يا خالد
رفع حاجبيه بدهشة: مالك يا لينا، لا حول ولا قوة الا بالله، في ايه يا بنتي
لينا بضيق: أنت شايفني مجنونة قدامك، ما انت خلاص ما بقتش بتحبني.

فغر فاهه بدهشة: مالك يا لوليتا أنتي اتجننتي وايه حكاية ما بتحبنيش دي، اومال هحب مين يعني
لينا غاضبة: شوف أنت بقي
بسط راحة يده فوق جبينها يتحسس درجة حرارتها: مش سخنة الحمد لله
رمقته بضيق ثم اولته ظهرها تتمدد على الفراش، ظل ينظر لها باستفهام من تحولها المفاجئ، تذكر آخر مرة رآها في تلك الحالة عندما كانت تحمل في لوليتا لتتع عينيه بقلق
خالد: لينا، لينا ملحقتيش تنامي قومي
جلست على الفراش تهتف بضيق: نعم.

خالد: انتي بتاخدي علاجك بانتظام
لينا: علاج ايه
خالد: بتاع منع الحمل
بلعت ريقها بتوتر فذلك الدواء قد نفذ من مدة ولم ترد إخباره حتى لا تحمله عبئا آخر فهي تعرف ذلك الدواء غالي للغاية هتفت سريعا: اه باخده
رفع حاجبه بشك: متأكدة
لينا بضيق: هو انت إلى بتاخده ولا أنا، ما قولت أه بخده
هتف بحدة: طب اتظبطي لاظبطك.

نظرت له بحزن تلمع الدموع في عينيها لتتسطح على الفراش توليه ظهرها ليتنهد بقلق يهتف في نفسه بخوف: استرها يا رب وما يطلعش اللي في بالي صح دي تبقي مصيبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة