قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

انتفضت فزعة حينما سمعت صوته يصيح باسمها بتلك الطريقة هرولت ناحية مكتبه تنقل انظارها بينه وبين مايا التي تبتسم بخبث، بلعت ريقها بخوف تسأله بارتباك: في ايه يا خالد
عقد ساعديه يتحدث بجد: انتي قولتي لمايا أن أنا لوحدي في المكتب
شخصت عينيها بصدمة تهز رأسها نفيا تهتف سريعا: ابدا والله أنا قولتلها أنه معاك ناس جوا وما تخشش بالمنظر دا
صاحت مايا بحدة: كدابة، انتي قولتيلي أنه لوحده في المكتب وادخليله عادي.

هزت رأسها نفيا بفزع: والله العظيم ابدا يا خالد
قاطعهم يصرخ بحدة: بس ولا كلمة مش عايز ولا كلمة من واحدة منكوا
اقترب ناحيتهم عينيه لا تبشر بالخير ابدا، اغمضت لينا عينيها بخوف، لتسمع صوت صفعة مدوية ولكنها لم تشعر بشئ فتحت عينيها لتجد مايا ساقطة ارضا تضع يدها على وجنتها تبكي بعنف
سمعته يصرخ بحدة: انجري على أوضتك
فرت مايا هاربة إلى غرفتها لا تبكي ولكن تتأكل غيظا.

زفرت بارتياح لأنه صدق كلامها تحدتث سريعا: والله العظيم يا خالد...
قاطعها يبتسم برفق: أنا مصدقك من غير حلفان، دا انتي تربية ايديا يا بت، واعرف من عينيكي إن كنتي كدابة ولا صادقة
تنهد عمر بحرارة: هييييييح، يا عم في ناس نفسها تتجوز هنا
خالد ضاحكا: بس يا هايف
ابتسمت بخجل لتنظر لصغيرتها وجدتها تفرك عينيها تتأثب بنعاس اتجهت ناحيتها تحملها من على الطاولة: لوليتا بتنام، هطلع احطها في سريرها.

ابتسم برفق: طب يا حبيبتي
وأخذت الصغيرة وصعدت لغرفتهم تضعها في مهدها الصغير ودثرتها جيدا بالغطاء قبلت جبينها جلست على فراشها تشاهد التلفاز، بضع الوقت مدت يدها لتأخذ زجاجة المياه لتجدها فارغة، لتزفر بضيق: اووووف لسه هنزل اجيب ماية
خرجت من غرفتها متجهه لأسفل لتجد باب غرفة مايا يفتح وقفت مايا أمامها تنظر لها بشر وبدون سابق إنذار هوت يد مايا على وجه لينا، صفعة قوية دوي صداها في ارجاء الممر.

لتبتسم مايا بتشفي.

وضعت لينا يدها على وجهها تنظر لها بذهول عينيها متسعتين من الصدمة والألم، ولحظ لينا الجيد كان خالد في طريقة لأعلي ليحضر احدي الملفات من خزنة غرفته سمع صدي تلك الصفعة، ورأي لينا وهي بتلك الحالة ذهب ووقف بجانبها يدس يديه في جيبي بنطاله ينظر لهما بهدوء، وبدون سابق إنذار صرخت لينا ومايا معا، صرخت لينا من المفاجأة وصرخت مايا من كم الصفعات التي تلقتها كانت يديه تهوي على وجنتيها بعنف غضب، صرخت لينا بخوف لتهرول ناحيتهم تحاول أبعادها عنها تصرخ: كفاية يا خالد هتموتها خلاص كفاية عشان خاطري سيبها.

دفع لينا بعيدا ليجذب مايا من خصلات شعرها يجرها لغرفتها بعنف اغلق الباب خلفه بالمفتاح ليتلفت اليها يجذب خصلات شعرها، لتصرخ وتبكي: شععع، ررري يا خالد
صرخ بغضب: قسما بالله يا بنت رفعت لو ايدك اترفعت على مراتي تاني هقطعهالك
حاضر حاضر قالتها وهي تصرخ دموعها لا تتوقف.

بينما كانت لينا تطرق على باب الغرفة تصرخ وترجوه: افتح يا خالد، عشان خاطري سيبها، افتح يا خالد، كفاية يا خالد عشان خاطر لوليتا سيبها مش تعملها حاجة
في الداخل غرز أصابعه في خصلات شعرها يجذبها بعنف: سامعة، ضربتيها وبردوا بتدافع عنك، هانت يا مايا وهدفعكوا التمن غالي
ألقاها على الفراش بعنف ليتجه ناحية الباب ما أن فتحه حتى دخلت لينا مسرعة تهتف بلهفة؛ مايا انتي كويسة.

هز رأسه نفيا بيأس من افعالها ليقبض على معصمها برفق اخذها إلى غرفتهم يقف بها أمام المراءة يهتف بضيق: بصي، شوفي صوابعها معلمة على خدك وانتي بتدافعي عنها
نظرت لخدها الذي اصطبغ بالون الاحمر اثار اصابع يدها واضحه عليه ولكنها مع ذلك همست بحزن: بس حرام يا خالد أنت ضربتها جامد اوي
اتسعت عينيه بدهشة ضرب كف فوق اخر يهتف بتعجب: انتي اغرب واحدة شوفتها في حياتي صعبان عليها ضرتها لا وكمان بتدافع عنها.

أمسكت يده تهتف برجاء: عشان خاطري ما تتضربهاش تاني
نزع يده من يدها يهتف بضيق وهو يخرج من الغرفة: أنا هنزل احسن ما اضربك انتي.

في غرفة مايا أمسكت هاتفها تتصل بوالدها
مايا باكية: الحقني يا بابا
تحدث رفعت بلهفة: في ايه يا حبيبتي
مايا باكية: خالد، خالد ضربني
قطب جبينه بضيق يهتف بحدة: ليلة ابوه سودا ازاي يمد ايده عليكي.

تعالت شهقاتها وهي تكمل: ومن ساعة ما جيت وهو مش راضي يدخل اوضتي خالص ولازق جنب الست لينا وضربني بسببها، تخيل كانت عايزة تدخل مكتبه بقميص النوم وهو كان معاه ناس جوا، لما قولتها عيب ما يصحش، ما سمعتس كلامي وبردوا دخلت وقالت لخالد ان انا قولتلها أنه لوحده جوا، طبعي خالد ما صدقنيش وضربني
رفعت: طب اهدي يا حبيبتي وأنا هطينلك عيشته وخليه يجي يصالحك ورجله فوق رقبته، بس ما تيعطيش انتي.

ابتسمت بسعادة: بجد يا بابي إنت احلي بابى في الدنيا
رفعت: وانتي املي مايا في الدنيا، يلا سلام يا حبيبتي.

نزل إلى أسفل ليجد عمر وعلي يسآله بلهفة
على: في ايه يا خالد ايه صوت الصريخ
حمحم عمر بحرج: احنا ما رضناش نطلع ليكون حد من الستات خالع رأسه ولا حاجة
هز رأسه نفيا بشرود: ما فيش حاجة يلا نكمل شغل
انشغلوا كثيرا في تلك الاوراق امامهم إلى أن رفع أذان المغرب
خالد: قوموا يلا نصلي
عمر: استني بس نخلص الصفقة اللي في ايدينا.

هتف بحزم: لاء يلا قوموا، الصفقة تستني بس الموت لما يجي مش هيستني لما نخلص الصفقة وهيبقي عذر وحش لما نقول ربنا ما صلناش عشان كنا بنخلص الصفقة
ابتسم على بهدوء؛ اتغيرت يا خالد
هز رأسه إيجابا بشرود: لو بصينا كويس لكل ابتلاء بيحصل لينا هنلقيه خير وخير جدا مش شر زي ما كنا فاكرين، يلا قوموا نصلي
توضأ ثلاثتهم وأدوا فرضهم ليعدوا لعملهم مرة اخري، لاحظ خالد شرود على معظم الوقت لكزه بمرفقه في ذراعه: مالك يا على.

زفر بضيق يمسح وجهه بكفي يده: مخنوووووق
قطب جبينه يسأله باهتمام: من ايه يا ابني
زفر بضيق: لبنى، في حاجة غلط أنا واثق من كدة
هتف بحدة: ما تتكلم على طول حاجة ايه اللي غلط.

لاعب أصابعه على سطح الطاولة يهتف بشرود: بتتهرب من موضوع الخلفة، حطتها قدام الأمر الواقع وخدتها نكشف، بس الدكتورة قالت انها تمام المسألة مسألة وقت، من كان يوم شوفتها بتاخد حباية من علاج ولما سألتها عنه اتهربت وقالت أنها كانت مصدعة وبتاخد اسبرين
همهم خالد بتفهم: هممم، انت شاكك يعني انها بتاخد حبوب منع الحمل.

هز رأسه إيجابا بشرود: آه المشكلة أن أنا قلبت الدنيا على الشريط اللي كانت بتاخد منه مالهوش أثر، تفتكر اعمل ايه
هتف خالد بجد: مش عايز اقولك راقب تصرفتها بس حاول تسألها تتكلم معاها، بس بردوا خد بالك من تصرفتها
هز رأسه إيجابا بشرود: دا اللي أنا هعمله
نظر لعمر يهتف بتهكم: ها يا استاذ في حاجة مضيقاك أنت كمان.

هز رأسه نفيا يبتسم بمرح: لاء أنا زي الفل من البيت للشركة ومن الشركة للبيت وكل خميس باخد البت تالا افسحها
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: طب ابقي سلملي عليها
نفخ عمر بضيق: بقولك ايه يا خالد، تالا كانت خطيبتك دلوقتي هي خطيبتي أنا وقريب هتبقي مراتي.

هتف خالد بحدة: عمر، انت اتجننت! ما هي قدامي وأنت عارف كويس أنا خطبتها ليه، يا حمار دي اختي الصغيرة زيها زي ياسمين بالظبط، نتلم بقي احسن هتلاقي ايدي معلمة على وشك
هز عمر رأسه إيجابا مبتسما باصفرار ليتنهد هو بتعب: كفاية كدة انا تعبت
على: على رأيك يلا بينا يا عمر
خالد: اترزعوا نتعشي سوا
ابتسم عمر ببلاهة: لا يا عم النهاردة الخميس هاخد البت تالا ونروح نتعشي برة
على: وأنا ماليش نفس أنا هروح أنام.

نظر لها بقرف يهتف باشمئزاز: كاتكوا الارف عيال تسد النفس غور ياض أنت وهو من هنا.

في صباح اليوم التالي
بينما يتولي خالد تحقيق احدي القضايا دخل عليه يوسف المكتب يهتف بمرحه المعتاد: صباح الفل يا باشا
رفع نظره من على الاوراق يبتسم بهدوء: صباح الخير يا سيدي
يوسف: خلصت ولا لسه
خالد: يعني بقفل أهو
يوسف: اصل اللوا رفعت عايزك، سيب أنت القضية وانا هكملها
نفخ بضيق: مش هنخلص بقي، اللوا رفعت عايزك، اللوا رفعت عايزك، اكيد الحرباية بنته اتصلت بيه
يوسف: ليه انت عملتلها ايه.

التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: ضربتها
رفع يوسف حاجبيه بدهشة: من أولها كدة، ليه هي عملت ايه
ضحك ساخرا: لاء حاجات بسيطة خالص، نزلت بقميص النوم المكتب وانا شغال مع على وعمر جوة
شخصت عينيي يوسف بذهول ليهتف بذهول: يا بنت المجنونة، احم سوري
أكمل بتهكم: ولا بتقولي ان لينا قالتلها ان انا لوحدي جوة وادخلي عادي
حمحم يوسف بحرج: طب ما يمكن لينا قالتلها كدة فعلا، احم غيرة ضراير بقي وكدة.

هز رأسه نفيا بثقة: لينا حلفت، انها ما قالتلهاش حاجة بالعكس دي حذرتها تدخل كدة عشان معايا ناس، فالست معايا اتغاظت من لينا وراحت ضربها بالقلم
هتف بذهول نهار ابوها أسود ضربتها بالقلم طب وأنت عملت ايه
ضحك بخبث: ضربتها من 15 ل 25 قلم
يوسف ضاحكا: يا نهار ابيض دا انت شلفتها خالص
خالد: فهي اكيد اتصلت بابوها قالتله
يوسف ضاحكا: استلقي وعدك من حماك العزيز
خالد ضاحكا: ماشي يا سخيف.

خرج من مكتبه متوجها إلى مكتب رفعت دق الباب ودخل
رفعت بحدة: ساعة عشان تيجي
ابتسم خالد باصفرار: اديني جيت، خير
رفعت غاضبا: أنت ازاي تمد ايدك على بنتي
عقد ساعديه امام صدره يتحدث بلامبلاة: والله انا حر، دي مراتي واعمل فيها إلى انا عايزة
مش هي كانت تموت وتتجوزني خليها تشرب بقي
رفعت غاضبا: بس انت كدة ما بتعدلش
ما بينهم، انت بتعامل لينا كويسة جدا، والعكس مايا.

ضحك بتهكم: انت بتقارن مين بمين، بتقارن لينا، اكمل باحتقار بمايا
رفعت غاضبا: انت كدة بتخالف شرع ربنا
ما ان انتهي رفعت جملته حتى انفجر خالد في الضحك حتى ادمعت عينيه: والله يا حمايا انت دمك خفيف اووووي
رفعت غاضبا: انت كمان بتضحك، اقدر اعرف سيادتك ما دخلتش اوضة بنتي خالص ليه
خالد ساخرا: ليه هي بتخاف تنام لوحدها
رفعت غاضبا: ممكن تبطل طريقتك دي، بنتي ليها حق عليك زي لينا.

رفع حاحبيه ببراءة مصطنعة: حق ايه لمؤخذة يعني
رفعت بحدة: حقها الشرعي أنت ناسي انها مراتك هي كمان
هتف باشمئزاز: انا ما شوفتش في وقاحتكوا بجد حاجة مقرفة
ابتسم رفعت بخبث: ماشي يا خالد، ما تبقاش تزعل بقي بما ترجع البيت وتلاقي لوليتا حبيبة القلب، عارفة كل حاجة
صرخ غاضبا: اوعاك يا رفعت انت فاهم، لينا لسه تعبانة ومش حمل خبر زي دا
ابتسم بشماتة: يبقي تسمع الكلام وتعدل بينهم.

تهدجت أنفاسه بغضب يصرخ بحدة: انت ايه يا اخي شيطان
تركه وخرج من الغرفة غاضبا صافعا الباب الباب خلفه
ركب سيارته وهو يكاد يحترق من الغضب
اخرج هاتفه واتصل برقم ما
خالد: سراج باشا، وحشتنا يا باشا والله
سراج: وأنت كمان يا خالد وحشتني جدا، ايه يا ابني فينك مختفي ليه
خالد: ما هو دا إلى انا عايزك فيه يا باشا حضرتك رجعت و لا لسه
سراج: لسه يا خالد كمان أسبوع، عشر ايام بالكثير.

خالد: تيجي بالسلامة يا باشا، خلاص اول ما حضرتك ترجع هاجي لحضرتك
سراج: تمام وانا هستناك
خالد: مع السلامة يا باشا
سراج: سلام يا خالد
اغلق خالد الخط وقال بتوعد: نهايتك قربت يا رفعت
ادار سيارته لذلك المكان ليتلقي بذلك الرجل نزل منها متجها إلى مكتبه: جبت الورق
اعطاه ذلك الرجل ظرف اصفر كبير يهتف بخبث: جاهز يا باشا.

ابتسم بانتصار ليخرج دفتر الشيكات من جيبه، خط عليه مبلغ 150 الف جنية ليعيطه لذلك الرجل، الذي ابتسم بخبث: مظبوط يا باشا
اخذ الورق يخرج من المكان بأكمله عائدا إلى منزله.

رأته من شرفة غرفتها وهو يركن سيارته مجرد ان نزل منها خلع سترة حلته واتجه بخطوات غاضبة ناحية صالة التدريبات
نزلت خلفه فوجدته يلاكم جوال الملاكمة بغضب عارم مخيف بلعت لعابها تتحدث بتردد: خالد
رفع عينيه الحمراء من شدة غضبه ليرتجف بدنها بخوف: مالك يا خالد، ايه إلى حصل
كور قبضته يضرب بها عرض الحائط يصرخ بغضب: رفعت، رفعت حصل، قسما بربي لهدفعه التمن
لينا: فهمني يا خالد عشان مش فاهمه حاجه.

ضحك ساخرا: عايزني اعدل بينكوا، قال ايه انا بخالف شرع ربنا عشان ما بعدلش بينكوا
هزت رأسها نفيا: لاء طبعا مستحيل دا يحصل، طلقها يا خالد
اغمض عينيه يهمس بقهر: يا رتني اقدر
بكت بخوف: لا يا خالد، مش هتسبني، عشان خاطري
احتضنها بقوة، لا يعرف أهي بالفعل من تحتاج إليه أم هو من يريد الاختباء بين أحضانها همس بحزن: غصب عني يا لوليتا والله غصب عني
أبعدها عنه برفق يمسح دموعها بيديه.

خالد: عشان خاطري بطلي عياط، انا ممكن استحمل اي حاجة في الدنيا الا دموعك
سألته بارتباك: هتعمل ايه
خالد: مش عارف، تعالي يلا نروح نتغدي انا واقع من الجوع
تناولا الطعام كالعادة جلس خالد يلاعب صغيرته، ثم دخل مكتبه وانتهي بعض الأوراق
نزلت لينا اليه عندما تأخر
لينا: كفاية يا خالد، عشان ما تتعبش
اشار لها بيديه يهتف بهدوء؛ تعالي يا لينا.

هزت رأسها ايجابا بخفة تتحرك ناحيته جذبها لتجلس بجانبه، وضع قلمه الفضي بين أصابعها يهتف بهدوء: انتي عارفة أنا بحبك ومستحيل أعمل حاجة تأذيكي
هزت رأسها ايجابا دون تردد، فتح درج مكتبه يضع ورقتين أمامها: أمضي من غير ما تسألي
رفعت كتفيها بلامبلاة، لتخط اسمها على الورقتين
اخذ منها الاوراق يبتسم بغموض: كدة احنا في السليم.

عقد حاجبيها بحيرة: والله أنا ما فاهمة منك حاجة بس يلا بقي عشان أنا نعسانة خالص وعايزة أنام
تنهد بتعب ليقم معها متجهين إلى الغرفة وقف أمامها يبتسم بارتباك: ليه أنا، أنا، مش
ابتسمت بتعجب: مالك يا خالد، أنا ومش، مش ايه
زفر باختناق: أنا هبات عند مايا النهاردة
شهقت بذعر تضع يدها على فمها عينيها متسعتين من أثر صدمة كلماته: انت بتتتهزر صح، قولي أنك بتهزر
اخفض رأسه يهمس بضيق: غصب عني.

صرخت باجتياح: غصب عنك، من امتي وخالد السويسي بيعمل حاجة غصب عنه
خالد: لو الحاجة دي ليها علاقه بيكي فأنا لازم اعملها حتى لو غصب عني
دفعته في صدره بقوة تصرخ من ألم قلبها:
وانا ايه علاقتي بمايا، ماتتكلم، لا يا خالد قول انك حبيتها وانها عجباك، صح.

امسك كتفيها يحاول السيطرة على حركاتها الهائجة: غلط والله العظيم غلط، انا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك، انتي عارفة انا بحبك ازاي ومستعد اعمل اي حاجة عشان خاطرك، صح ولا لاء
ضحكت ساخرة: وعشان خاطري، رايح تنام في حضن ضرتي صح، عبيطة انا عشان اصدق الكدبة الهبلة دي
يدرك ان هناك نصل مسموم يخترق قلبها لذلك لم يجادلها لم يغضب، حاول امتصاص غضبها قدر المستطاع ولكن دون فائدة.

كاد أن يرد حينما قاطعة طرقات على باب الغرفة، فتح الباب ليجد مايا تقف امامه ترتدي قميص نوم اصابه باشمئزاز تهتف بدلال: ايه يا لودي اتأخرت ليه
هتف بحدة: غوري وانا جاي وراكي.

ومال لم يكن في حسبانه تلك القطة الوديعة التي تحولت إلى نمرة شرسة بعد سماعها تلك الجملة وجدها فجاءة تزيحه من امام الباب وتنقض على مايا بضرب مبرح جذبت شعرها لتسقطها ارضا جثت فوقها تضربها بغل وهي تصرخ: يا حيوانة يا غبية يا متخلفة، خالد دا بتاعي لوحدي مش من حقك تتكلمي معاه ولا حتى تدلعيه يا حيوانة يا خطافة الرجالة.

وقف مذهولا عينيه متسعتين على اخرهما امام ما يحدث ولينا تنشب اظفارها لتدافع عن حقها فيه، لاحت ابتسامة طفيفة على شفتيه اختفت عندما لاحظ ان مايا ستهم بضرب لينا ذهب ناحيتهم وحمل لينا من خصرها لتصرخ بعنف وتركل بقدميها في الهواء: سبني انا هموتها
خالد: اتهدي بقي، نظر إلى مايا يصرخ بحدة وانتي غوري على اوضتك.

فرت مايا هاربة إلى غرفتها، بينما وضع خالد لينا على الفراش يحاول تثبيتها وهي تصرخ بغضب ضحك رغما عنه: اهدي بقي، خلاص شوهتي البت
صرخت بغيظ: خايف عليها اوي سعادتك
خالد مبتسما: ما كنتش اعرف انك بتغيري اوي كدة
قبضت على ذراعه تهمس برجاء: ما تسبنيش يا خالد عشان خاطري ما ترحلهاش
ابتسم بحزن: غصب عني يا لوليتا، تصبحي على خير يا حبيبتي.

قبل جبينها وخرج من الغرفة سريعا ولكن قبل ان يخرج فتح درج المكتب الصغير والتقط منه شئ وخرج
تكورت على الفراش تبكي بقهر تشعر بألم حارق في قلبها وضعت يدها على فمها تكتم صرخاتها الذبيحة فقد ذهب حبيبها إلى أحضان أخري وعليها الا تعترض فهي أيضا زوجته
شعرت بالاختناق بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها خرجت تقف في الشرفة تنظر إلى الحديقة تجلس جوار سواها ارضا تحتضن ركبتيها تبكي بقهر.

ذهب خالد بقلب مكلوم جريح يعلم انها الان تبكي كم يكره دموعها اخذ نفسا عميقا ليمد يده يفتح باب تلك الغرفة دخل ليجدها مزينة بالورود والشموع وعشاء فاخر وعصير ومايا تقق في انتظاره
مايا غاضبة: شايف المتوحشة دي عملت فيا ايه
رفع سبابته يهتف بحدة: اوعي تشتميها فاهمة والا والله هوريكي ايام اسود من سواد الليل كله الا لينا، انا مستحمل الوضع المقرف دا عشانها
مطت شفتيها بدلال: كده يا لودي بقي انا وضع مقرف.

خالد: روحي اعمليلي قهوة
هتفت بسخط: دلوقتي
خالد: اه دلوقتي، هتروحي ولا امشي
مايا: لا لا خلاص هروح اهو
خالد: البسي حاجة عليكي
ابتسمت بسعادة: بتغير عليا يا لودي
نفخ بضيق: اخلصي وبطلي رغي
خرجت مايا من الغرفة
فذهب ناحية الطعام تحديدا العصير ووضع احد الحبوب في احد الاكواب.

شعر بالاختناق يحرق خلاياه من تواجده في تلك الغرفة فخرج إلى شرفة الغرفة ينظر إلى شرفة غرفتها لمح جسدها الصغير مكتوم في احد اركان الشرفة، اراد أن ينادي عليها ولكن عجز لسانه عن النطق باسمها، بينما صرخ دقات قلبه باسمها، سمع قلبها نداء قلبه رفعت وجهها تنظر ناحيته، رأت نظراته الحزينة المتألمة وهو ينظر لوجهها الشاحب دموعها الغزيرة، مد يده في الهواء كأنه يمسح دموعها لترفع يدها بلا وعي تمسح دموعها بقوة رسم علامة ابتسامة صغيرة على شفتيه لتفعل المثل وكأنه هو من يحرك حتى مشاعرها، اختفت ابتسامتها حينما دخلت مايا إلى الشرفة وضعت رأسها على ظهر خالد تلف ذراعيها حول صدره كالحيه تبتسم للينا بانتصار.

لم تعد تستطع التحمل دخلت إلى غرفتها مسرعة تبكي، اما هو دفع مايا بعنف بعيدا عنه إلى داخل الغرفة ليدخل خلفها، لتتغير نظرة عينيه إلى نظرة اخري خبيثة ماكرة
التقط كوب العصير متجها ناحيتها يبتسم بخبث: اشربي يا حبيبتي
اسبلت عينيها بسعادة: حبيبتك، بجد، طب ليه بتتعامل معايا بالطريقة دي.

زفر بضيق: عشان لينا ماسكاني من ايدي اللي بتوجعني، لو مشيت هتاخد البنت معاها وأنا ما اقدرش استغني عن بنتي، سيبك انتي من الهري دا كله اشربي يلا، احنا لسه قدامنا كلام كتير
ابتسمت باغواء لتأخذ كوب العصير تشربه بسرعة وضعته جانبا لتضع رأسها على صدره تحتضنه بتملك: مش قولتلك هتبقي بتاعي، شايف نتيجة عندك، وبردوا بقيت ليا
جز على أسنانه بغيظ يحاول التحكم في غضبه ليشعر بها تتحرك بتوهان بين ذراعيه.

مايا: اااه دماغي وجعاني اوي
ابتسم بخبث ليخرج ورقتين من جيبه اسند جسدها بأحد ذراعيه يبتسم بخبث: لالالا ركزي معايا
اجلسها ارضا يجلس بجانبها يضع الاوراق على الطاولة الصغيرة يبتسم بحنان زائف: أمضي يا حبيبتي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة