قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث

مر عام علي تلك الاحداث عام اختلف عن سابقه، تم زفاف كل من علي ولبني وفارس وياسمين التي تحمل الآن في شهرها الرابع
اما عمر وتالا فرفضت تالا تماما الزواج قبل الإنتهاء من دراستها
مسد علي خصلات شعرها الناعم برفق يهزها برفق هاتفا بصوت خفيض: لينا، لوليتا اصحي يا حبيبتي
تململت في نومها بانزعاج فتحت عينيها ببطئ لتقابل وجهه المبتسم
خالد مبتسما: صباح الخير.

ابتسمت بتعب: صباح النور، ايه دا أنت لبست معلش يا خالد والله ما قدرتش اقوم احضرلك هدومك لوليتا ما نامتش غير الفجر
خالد برفق: ولا يهمك يا حبيبتي أنا نازل مش عايزة حاجة وأنا جاي
هبت سريعا من علي الفراش تهتف سريعا: لاء استني احضرلك الفطار ما ينفعش تنزل من غير ما تاكل عشان علاجك
كاد أن يتحدث عندما قاطعهم صوت بكاء الصغيرة هرولت لينا ناحية تختها الصغير تحملها برفق تهتف بسعادة: حبيبة ماما صحيت اهي.

حملت الصغيرة بين ذراعيها ذاهبة بها الي خالد
لينا مبتسمة: بابي اهو
اتسعت ابتسامته وهو يأخذ الصغيرة منها قبلها علي جبينها هي ولينا
خالد مبتسما بسعادة: صباح الفل علي احلي حوريتين في الدنيا
لينا سريعا: خلي بالك منها علي ما احضر الفطار
نزلت لينا الي اسفل بينما اخذ صغيرته يداعبها.

في مكان اخر تحديدا في احدي مدن لندن الشهيرة، تقف تلك الفتاة ذات العينين السوداء الواسعة والشعر الأصفر القصير والملامح الأنثوية الخالصة، تضب حقيبتها وهي تتحدث في الهاتف
مايا: هاي داد
المتصل: وصلتي المطار ولا لسه
مايا: نص ساعة دادي وهكون في المطار
المتصل: ما تتأخريش يا حبيبتي انتي وحشتيني اوي
مايا بضيق: بليز دادي استوب، هي انا الي بتسوق الطيارة
المتصل: خلاص يا حبيبتي أنا آسف ما تزعليش نفسك.

مايا: اوكي دادي، أنا هقفل دلوقتي باي دادي
المتصل: مع السلامة يا حبيبتي
انتهت تلك المتعجرفة الحسناء من ضب حقائبها ثم اخذتها واستقلت سيارة اجري متجهه الي المطار.

عودة إلى فيلا خالد السويسي
أعدت لينا الافطار سريعا وصعدت لأعلي مرة اخري
فوجدت خالد مازال يداعب الصغيرة وهي تضحك وهو يضحك ايضا علي ضحكاتها البريئة
وضعت يديها علي خصرها واردفت وقد عبست ملامحها بغيرة طفولية
لينا بغيظ طفولي: الله الله يا سي خالد، الدلع كله لوليتا الصغيرة ولينا الكبيرة لاء
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه وهو ينظر إلى طفلته الأخرى.

ذهب ناحيتها وهو يحمل طفلته على ذراعه واحاط كتفها بذراعه الاخر
خالد مبتسما بحنان: انا كلي للينا الكبيرة
ثم قبل جبينها وجبين ابنته
خالد: ربنا يخليكوا ليا يا رب، امشي انا بقي عشان ما اتأخرش على الشغل
لينا بحزم: لاء طبعا هتفطر الاول عشان العلاج يلا قدامي
هز رأسه إيجابا كأنه فقط طفل صغير نزل معها الي أسفل تناول بعض اللقيمات سريعا ليتجه لعمله مسرعا حتى لا يتأخر.

في الادارة ( في مكتب اللواء رفعت )
دق محمد الباب ودخل
محمد وهو يؤدي التحية العسكرية: صباح الخير يا افندم
رفعت مبتسما: ايه يا ابني الرسمية دي أنت ناسي اني انا ابوك ولا ايه
محمد برسمية: لاء طبعا يا افندم مش ناسي بس احنا هنا في مكان شغل، يعني كل شيء لازم يتم رسمي
رفعت: بس المهمة الي انا عايزك فيها مالهاش علاقة بالشغل يا محمد
ضيق محمد عينيه باستفهام: وهي
رفعت مبتسما: عايزك تروح تجيب اختك من المطار.

محمد بحدة: اختي مين انا ما عنديش اخوات، واحدة باعت جوزها الي كان بيعشق التراب الي كانت بتمشي عليه وراحت اتجوزت بعد ما مات، ولا قصدك البرنسيسه التانية الي اتجوزت أمها على أمي، خليت امي ماتت بحسرتها
رفعت بهدوء: مايا اختك جاية النهاردة من لندن وانا عايزك تروح تستقبلها في المطار
محمد غاضبا: علي جثتي يا رفعت
ثم خرج من المكتب غاضبا وصفع الباب خلفه.

في فيلا محمود السويسي
علي طاولة الطعام يجلس محمود وزوجته زينب
محمود: اومال الواد عمر فين
زينب: لسه نايم
محمود: صحيه يا زينب الساعة بقت 10ونص كدة اتأخر أوي علي الشركة
زينب: حاضر
صعدت زينب لأعلي لتوقظ عمر
في غرفة عمر، بعد ما انهي عمله ليلة أمس اصطحب تالا خطيبته الي العشاء وعندما رجع الي المنزل ظل يحدثها في الهاتف معها الي أن أوشكت الشمس علي السطوع
دخلت زينب غرفة عمر وفتحت الستائر.

زينب: عمر، يا عمر قوم يا إبني
تململ عمر في نومته بضيق وشد الغطاء ليحجب وجهه عن ضوء الشمس
زينب بصيق: عمر قوم يا إبني هتتأخر علي الشغل
رن هاتف عمر برقم خالد فامسكته زينب واجابت
خالد غاضبا: أنت لسه نايم يا زفت
زينب مبتسمة: أنا ماما يا حبيبي
خالد مبتسما: صباح الفل يا ست الكل معلش جت فيكي
زينب مبتسمة: صباح النور يا حبيبي اخبارك واخبار لينا ولوليتا
خالد مبتسما: زي الفل بيبوسوا ايديكي قوليلي البيه طبعا لسه نايم.

زينب: آه مش راضي يقوم
خالد: طب قوليله خالد علي التليفون
زينب: عمر، يا عمر، يا عمر قوم خالد علي التليفون
هب عمر من علي الفراش بسرعة فنظرت له زينب بتعحب التقط الهاتف سريعا من والدته
عمر سريعا: ايوة يا خالد
خالد غاضبا: ليلتك سودا أنت لسه نايم يا بيه
عمر سريعا: مين الي نايم دا انا صاحي من بدري حتى اسأل ماما.

خالد بحزم: مخصوملك يومين عشان تبقي تروح في ميعادك، وعشان تبقي تمشي في نص اليوم عشان تروح تفسح خطيبتك عندك اجازات فسح فيها زي ما أنت عايز حياتك الشخصية ما تجيش على الشغل
عمر: حاضر يا خالد حاجة تانية
خالد: لاء، يلا سلام
عمر: مع السلامة
اغلق عمر الخط ينظر لهاتفه بغيظ
زينب ضاحكة: قومت في ثانية يا عيني يا ابني.

عمر بغيظ: ابنك مربي الرعب للشركة كلها، دا اليوم الي بيجي فيه الشركة بتلاقي الموظفين بتلف حوالين نفسها
زينب بحزم: الشدة حلوة عشان ما يكسلوش في شغلهم
عمر بضيق: حاميلوا يا اختي حاميلوا
زينب: مش هتفطر
عمر: عشان يخصملي شهر لاء انا يدوب الحق اروح
قام عمر سريعا واغتسل وبدل ملابسه وخرج سريعا الي عمله.

في هذه الاثناء وصل خالد الي عمله لينكب علي تلك القضايا التي لا تنتهي
في مكتب رفعت محفوظ
رفع سماعة هاتفه يحادث الطرف الآخر بجد: لاء محمد ما رضيش، أنا كنت متأكد أنه مش هيرضي، آه هقوله، تفتكر هننجح، خلاص عرفت مش لازم كل شوية تفكرني، خلاص اقفل عشان اقوله، طيب سلام
اغلق الخط ليخبر احد العساكر بأن يستدعي له خالد.

في مكتبه عاد في ظهر مقعده يمط ذراعيه بتعب يوم شاق متعب طويل لا يصدق أنه اخيرا انتهي وسيذهب الي بيته، كاد أن يقوم حينما وجد احدهم يدق علي باب مكتبه
خالد بجد: ادخل
دخل العسكري يهتف باحترام: خالد باشا رفعت باشا عايزك في مكتبه
حرك رأسه إيجابا بهدوء: طب روح وأنا رايحله
خرج العسكري ليلتقط سترة حلته يرتديها ومن ثم اتجه الي مكتب رفعت
وقف امام مكتب رفعت ودق الباب فسمع الأذن بالدخول، فأدار مقبض الباب ودخل.

خالد وهو يؤدي التحية: مساءالخير يا افندم
رفعت مبتسما: مساء النور يا سيادة العقيد، خلصت شغلك
هز رأسه إيجابا باقتضاب: ايوة يا افندم وكنت مروح لما العسكري قالي أنك عايزني، خير يا افندم في حاجة
رفعت: انا طالب منك يا خدمة كخالك مش كاللوا بتاعك
قطب حاجبيه باستفهام: خير يا خالي.

رفعت: بنتي مايا اخيرا هترجع من لندن بعد غياب عشرين سنة وحشتني اوي يا خالد لما قولت لمحمد يروح يستقبلها من المطار رفض فممكن بعد اذنك تروح تجبهالي من المطار
هز رأسه إيجابا بأدب: حاضر يا خالي
رفعت مبتسما: متشكر اوي يا خالد
خالد مبتسما: العفو يا خالي لا شكر علي واجب هي الطيارة هتوصل أمتي
رفعت: بعد ساعة
خالد: طب استئذان أنا يا خالي عشان الحق أوصل للمطار
رفعت مبتسما: اتفضل يا خالد ومتشكر مرة تانية.

خرج من مكتب اللواء رفعت ومن الادارة كلها واستقل سيارته متوجها إلى المطار.

في الطريق اتصل بلينا ليخبرها أنه سيتأخر في العودة وما أن فتحت الخط
خالد: بحبك وحشتيني بحبك وانتي نور عيني ولو أنتي مطلعة عيني بحبك موت
لينا بدلال: كدة بردوا يا لودي بقي انا مطلعة عينيك
ضحك باستمتاع: يعني أنتي سبتي بحبك وحشتيني وبحبك وانتي نور عيني ومسكتي في الجملة دي المهم حبيبي عامل ايه
لينا: بخير يا حبيبي
خالد: ولوليتا
لينا: بخير يا حبيبي وبتقولك وحشتني يا بابي هتيجي امتي.

خالد بخبث: بقي دي لوليتا بردوا
لينا ضاحكة: اومال يعني أنا وبكذب عليك
خالد ضاحكا: لاء خالص انتي تكذبي بردوا علي فكرة انا هتأخر شوية النهاردة
لينا بقلق: ليه يا حبيبي أنت كويس أوعي تكون طالع عملية
خالد: ما تقلقيش انا بس رايح اجيب بنت خالي من المطار
لينا: طب يا حبيبي خلي بالك من نفسك عشان خاطري أنا ولوليتا
خالد مبتسما: حاضر، يلا سلام يا حبيبتي
لينا: مع السلامة.

أغلق الخط، ويقود بتركيز الي ان وصل الي المطار وقف في ساحة الانتظار ممسكا بلافتة سوداء مكتوب عليها (مايا رفعت محفوظ ) باللغتين العربية والإنجليزية
دقائق من الملل يقف متأففا ينظر الي ساعته بين الحين والآخر.

نزلت تلك الفتاة من الطائرة ما ان أنهت إجراءات الوصول، خرجت لساحة الانتظار
تبحث عن من ينتظرها الي ان وقعت عينيها عليه رجل شرقي بكل ما تحمله الكلمة من معني طويل القامة مفتول العضلات ذو لحية خفيفة يرتدي قميص ازرق غامق وبنطال من خامة الجينز أسود
يحمل في يده تلك اللافتة التي كتب عليها اسمها
مايا في نفسها: معقولة دا محمد أخويا، he is very handsome
تقدمت منه الي ان وقفت امامه مباشرة ومدت يدها لتصافحه.

مايا مبتسمة: هاي، أنا مايا
نظر الي يدها الممدودة وتذكر العهد الذي قطعه علي نفسه الا تمس يده يد امرأة أخري غير يد صغيرته
خالد مبتسما: أنا آسف يا مايا بس انا ما بسلمش
مايا باستفهام: Why ,you are my brother
هز رأسه نفيا باقتضاب: لاء انتي فاهمة غلط أنا مش محمد، أنا خالد ابن عمتك
مايا مبتسمة باتساع: اووووه، Really nice to meet you Khalid
خالد: شكرا، اتفضلي معايا، عشان اوصلك لوالدك.

اخذ خالد حقائبها وخرجا من المطار فوضع الحقائب في حقيبة سيارته واستقل مقعد القيادة وهي بجانبه وانطلق الي الادارة
ظلت تنظر من نافذة السيارة الي الشوارع والبيوت وتختطف النظرات اليه لتجده منهمك في القيادة
مايا مبتسمة Egypt ,it is very beautiful country
خالد مبتسما: مصر أجمل بلاد الدنيا دي يا مايا، هنا الاصالة والعراقة والحضارة والتاريخ، هنا أجدع وأطيب ناس ممكن تقابليهم في حياتك.

مايا مبتسمة بإعجاب: واضح أنك بتحب مصر كتير خالد
خالد مبتسما: طبعا دي بلدي، وأنا مستعد اضحي بحياتي عشانها
رن هاتف خالد فالتقطه وابتسم ما رأي اسمها يضئ الشاشة، فتح الخط
خالد مبتسما: السلام عليكم
لينا: وعليكم السلام يا حبيبي
خالد مبتسما: خير يا حبيبتي
لينا: خالد البامبرز بتاع لوليتا خلص
خالد: حاضر يا حبيبتي هجبلك غيره وانا جاي
لينا سريعا؛ صحيح هتيجي امتي
خالد: ساعتين بالكتير وابقي قدامك.

زمت شفتيها بضيق: لسه ساعتين طب يا حبيبي ما تتأخرش
خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي يلا سلام
لينا: مع السلامة
اغلق الخط ليجدها تسأله بضيق
مايا: دي صاحبتك
هز رأسه نفيا يتحدث بهدوء: لاء دي مراتي
لا تعرف لما شعرت بالضيق من فكرة كونه متزوجا
مايا بضيق: أنت متجوز؟!
خالد: آه من سنتين
مايا مبتسمة باصفرار: واضح أنك بتحبها أوي
خالد مبتسما: فوق ما تتخيلي لينا دي اغلي حاجة عندي.

نظرت له بغيظ امتلئت حدقتيها حدقا من حبه الجارف لزوجته
مايا بدلال: I am hungry
هز رأسه إيجابا باقتضاب: تمام
كلمة واحدة فقط بعدها ادار مقود السيارة وانطلق الي احد المطاعم الفاخرةصف السيارة امام المطعم
خالد بجد: وصلنا اتفضلي انزلي
نزلا من السيارة ودخلا المطعم متجهين الي احد الطاولات، جاء النادل واعطاهم قوائم الطعام ورحل
مايا مبتسمة بحماس: هتاخد إيه.

ابتسم بأدب: لاء معلش يا مايا انا هتغدي في البيت اصل لينا ما بترضاش تاكل من غيري شوفي انتي حابة تاكلي ايه
مايا بدلال: بليز خالد، كل معايا انا مش بحب آكل لوحدي
خالد: معلش اصل...
مايا مقاطعة بإلحاح: بلييييز، بلييييز
تنهد بضيق: أمري لله، حاضر
مايا بسعادة: yes، شكرا يا خالد
طلبا الغداء جاء النادل ووضع الطعام امامهم بدأت مايا في الاكل وهي تختلس النظرات له لتراه يأكل القليل فقط.

مايا في نفسها بغيظ: يا بختك الي اسمك لينا انتي
مر شاب بجوار مايا
الشاب بوقاحة: صاااااروخ
سمعه خالد فهب غاضبا وامسك ذلك الشاب من تلابيب ملابسه وبدأ يكيل له باللكمات حتى تجمع رواد المطعم وابعدوه عن ذلك الشاب قبل ان يقتله
بينما تقف هي تنظر له بهيام شديد رسمت احلاما وردية عن قصة حب بينهما فهو قد قام ليدافع عنها، معني ذلك من وجهه نظرها انه معجب بها
استفاقت من شرودها علي يده وهو يلوح أمام وجهها.

خالد باهتمام: انتي كويسة!
ويالها من فرصة ذهبية استغلتها مايا حين قامت برمي نفسها داخل صدره تتصنع البكاء
مايا ببكاء مصطنع؛ نو مش كويسة انا خايفة اوي يا خالد
شخصت عينيه بصدمة بلع لعابه بضيق حمحم بضيق: احم احم مايا
ابعدها عن حضنه بأعجوبة
مايا ببكاء مصطنع: انا أسفة يا خالد، بس انا كنت خايفة اوي
ابتسم باصفرار يخفي ضيقه مما فعل: خلاص ما فيش حاجة، يلا عشان اوصلك لوالدك.

ركبت بجانبه السيارة تلك المرة كانت تنظر له بهيام شديد تنسج أحلاما وردية عن قصة حب ملحمية تجمعهما معا
وصل أخيرا الي الادارة فاخدها الي مكتب
وقف رفعت سريعا عندما رأي ابنته وذهب ناحيتها واحتضنها بشوق
لينسحب خالد بهدوء تاركا لهم مساحة كافية من الخصوصية وخرج من الغرفة
رفعت مبتسما بسعادة: وحشتيني اوي يا حبيبتي
مايا مبتسمة: وأنت كمان دادي.

رفعت باشتياق: ياااه يا مايا اخيرا رجعتيلي عشرين سنة وانتي بعيدة عنيبس خلاص مش هتبعدي تاني ابدا، اوعدك يا حبيبتي اني هعملك كل واي حاجة تطلبيه مهما كانت
نظرت مايا حولها فلم تجد خالد
مايا بدهشة: ايه دا خالد راح فين
رفعت: أكيد روح دا ما بيصدق يخلص شغله ويرجع جري علي البيت عشان يشوف مراته اصله بيحبها اوي
قلبت عينيها بضيق: اااه عرفت، دادي هي مراته دي حلوة.

نظر رفعت لها بغموض، فيبدو أن خطة ذلك الرجل تسير كما خطط
رفعت: بتسألي ليه
مايا بارتباك: هااا it just question
رفعت بخبث: ااه يا مايا حلوة، اصلا مامتها لبنانية من اصول تركية، فهي واخدة الجمال اللبناني والتركي مع بعض
مايا بضيق: دادي انا أحلي منها
رفعت مبتسما: طبعا يا حبيبتي انتي أحلي واحدة في الدنيا، يلا بينا بقي نروح عشان تستريحي
خرجا من مكتب رفعت وفي الطريق قابلا محمد
رفعت: مش هتسلم علي أختك يا محمد.

نظر لها محمد بجمود وأردف قائلا باقتضاب
محمد: أهلا
ثم تركهم ورحل
رفعت: معلش يا حبيبتي ما تزعليش، يلا نروح
وصلا امام سيارة رفعت فخبطت مايا جبينها براحة يدها
مايا: اووووه شنطتي في عربية خالد
رفعت: ما فيش مشكلة يا حبيبتي، عدي عليه واحنا مروحين وناخد منه الشنطة
مايا بسعادة: بجد هنروحله
رفعت: أيوة يا حبيبتي، يلا بينا
استقلت السيارة بجانبه وانطلق السائق الي فيلا خالد السويسي.

عاد الي منزله بعدما انتهي من تلك المهمة السخيفة يكفي ما فعلته مايا في المطعم ليزداد ضيقا منها
دخل مكتبه لمراجعة بعض الاوراق المهمة للشركة وهو قاطب حاجبيه بضيق مما حدث ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته عندما دخلت لينا وهي تحمل الصغيرة
لينا مبتسمة: اهو بابي الي أتأخر وقلقنا عليه
خالد ضاحكا: آسف مولاتي
لينا بدلال: عشان اصالحك وارضي عليك حاجات كتير لازم تعملها.

خالد ضاحكا: وايه هي الحاجات الكتير دي يا بهاء سلطان
لينا؛ خلي لوليتا معاك علي ما اعمل حاجة في المطبخ
خالد: انا مش عارف انتي بتتعبي نفسك ليه ما في خدامين في الفيلا
لينا بدلال: كدة يا لودي مش عايز تاكل من ايدي
خالد بخبث: انا عايز اكلك انتي
لينا بغيظ: قليل الادب
خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش هاتي ست لوليتا
اخذ الصغيرة واجلسها علي قدميه وخرجت لينا من الغرفة
فبدأت الصغيرة تصدر اصوات طفوليه.

بوووووووف، فوووووووو، تتتتلااالاااااا
خالد ضاحكا: مش عارف ليه حاسس انك بتشميني
رفعها امام وجهه فبدأت تلمس لحيته بيديها الصغيرتين تنظر له بدهشة
خالد مبتسما: امور مش كدة
لينا الصغيرة: ب. ا ب ا
جحظت عينيه بفرحة كبيرة
خالد بسعادة: قولتي بابا يا لوليتا صح
لينا الصغيرة: ب. ا. ب ا
احتضن صغيرته بحنان وهو مبتسم بسعادة
خالد بلهفة: لينا، يا لينا، تعالي بسرعة
دخلت الغرفة سريعا عندما سمعته ينادي عليها
لينا: خير يا خالد.

خالد بسعادة: لينا قالت بابا
لينا مبتسمة: بجد
خالد: اه والله
مطت شفتيها بحزن طفولي: اشمعنا ما قلتش ماما، انا زعلانة منك يا لوليتا
خالد ضاحكا: شوفتي انا الي كسبت الرهان، مش انا قولتلك انها هتقول بابا الاول
لينا بغيظ: بقي كدة، ماشي يا خالد أنت وست لوليتا بتاعتك هاتها بقي عشان عايزة اعمل حاجة وهات الكاميرا وتعالا ورايا
ناولها الصغيرة، وذهب إلى مكتبه واخذ الكاميرا وخرج وراءها.

فوجد لينا الصغيرة تجلس علي طاولة السفرة ولينا تقف بجوارها وامامهم إناء كبير من الشوكولاتة الذائبة
وضعت الصغيرة يدها في الاناء تنظر لها باستغراب فجعلتها لينا تتذوق الشيكولاتة فاتسعت عيني الصغيرة بسعادة من ذلك الطعم اللذيذ
وخالد يقف يضحك ويصورهم
وضعت الصغيرة يديها الاثنين في الاناء ثم اخذتهم ووضعتهم في فمها فلطخت وجهها بالشكولاتة
لينا ضاحكة: واضح انها عجبتها اوي.

وضعت لينا يدها في الإناء فنظرت لها الصغيرة بغضب
لينا بدهشة: الحق يا خالد هي بتبصلي كدة ليه
خالد ضاحكا: بتاكلي حاجتها ليه، بس لتيجي تضربك
لينا الصغيرة: ب. ا. ب. ا
خالد مبتسما: نعم يا قلب بابا
رفعت الصغيرة يدها الملطخة بالشكولاتة ناحيته
فوضع خالد الكاميرا في موضع مناسب حتى تصورهم وذهب اليهم
خالد: اطلعي.

صعدت لينا علي الطاولة بجانب لوليتا امسك خالد يدها يساعدها على الصعود فنظرت له الصغيرة بغيظ ومدت يدها ناحية يده فتجعله يمسكها
خالد ضاحكا: الحقي بنتك بتغير
مطت لينا شفتيها بحزن: كدة يا لوليتا خلاص انا زعلانة منك
اغمضت عينيها وتظاهرت انها نائمة
فنظرت الصغيرة اليها ثم زحفت ناحيتها وصعدت علي بطنها وخالد يقف يضحك بانهيار نامت الصغيرة علي صدر لينا، ففتحت لينا عينيها وضمت الصغيرة بين ذراعيها بحنان.

خالد بغيظ طفولي: لا دي خيانة على فكرة
اخرجت لينا طرف لسانها لخالد ففعلت الصغيرة مثلها
خالد بتوعد: بتطلعولي لسانكوا يا اوزعة انتي وهي طب تعالوا بقي
نزلت لينا وهي تحمل لينا الصغيرة من علي الطاولة سريعا وبدأت تركض وهي تحملها والصغيرة تضحك وخالد يجري خلفهم وهو يضحك
لينا ضاحكة: بسرعة بسرعة بابا هيمسكنا
وصل خالد اليهم وحاوطهم بذراعيه خالد ضاحكا: مسكتكوا تعالوا هنا هتروحوا من بابا فين.

ثم بدأ يدغدغهم وهم يضحكون وهو يضحك علي ضحكاتهم السعيدة.

لم يفارق طيفه خيالها طوال الطريق ظلت شاردة فيه ضحكته وابتسامته ووسامته كيف دافع عنها صدره الدافئ اشعرها بالأمان حينما ارتمت عليه تحتضنه وصلت السيارة الي فيلا خالد السويسي.

ولأن اللواء رفعت معروف لدي الحرس انفتحت البوابة الحديدية الضخمة ودخلت سيارة رفعت نزلت مايا من السيارة فقطبت حاجبيها بغضب تجز علي أسنانها بغيظ عندما وجدته يجري خلف تلك الفتاة وهو يضحك بسعادة الي ان وصل إليها فحاوطها بذراعيه وبدأ يدغدغها
رفعت: واضح ان احنا جيينا في وقت مش مناسب
ذهب خالد اليه وصافحه
خالد مبتسما: اهلا و سهلا يا رفعت باشا
رفعت: معلش احنا جيينا من غير استئذان بس مايا نسيت شنطتها في عربيتك.

خالد: صح، معلش يا مايا نسيت ان شنطتك في العربية، ثواني اجبهالك
اشار الي احد الحرس الذي جاء مسرعا
الحارس: اؤمر يا باشا
ناوله خالد المفتاح
خالد بحزم: الجراش العربية الجيب السودا افتح شنطتها هتلاقي فيها شنطة سفر هاتها
الحارس سريعا: حاضر يا باشا
ذهب الحارس مسرعا لإحضار الحقيبة
خالد: اتفضلوا استريحوا واقفين ليه.

في هذه الاثناء جاءت لينا التي كانت دخلت سريعا لترتدي حجابها خرجت ومعها الصغيرة وخلفها الخادمة تحمل المشروبات الباردة
لينا مبتسمة: اهلا و سهلا نورتوا
احاط كتفيها بذراعه وأكمل مبتسما
خالد: حبيبتي، دي مايا بنت خالي، مايا دي لينا مراتي
لينا مبتسمة بود: Hi maia nice to meet you
مايا بابتسامة صفراء: Thank you
جاء الحارس سريعا يحمل الحقيبة
الحارس: الشنطة يا باشا
خالد: حطها في عربية رفعت باشا
الحارس: حاضر يا باشا.

ذهب الحارس وهو يحمل الحقيبة وفتح شنطة سيارة رفعت ووضع بها الحقيبة ثم اغلقها وعاد لمكانه عند البوابة
رفعت: طب نستئذان احنا بقي
خالد: لسه بدري يا افندم
رفعت: لا معلش، اصل مايا تعبانة من السفر وعايزة تستريح
خالد: علي راحتكوا، شرفتوا
رحل رفعت ومايا التي ظلت مرتكزة ببصرها علي خالد حتى تحركت السيارة مبتعدة عن القصر
خالد للينا: خمس دقايق وجاي
عقدت حاجبيها باستفهام، وهزت راسها ايجابا.

رأته يذهب ناحية البوابة وينادي بصوت غاضب
خالد غاضبا: يا سيد أنت يا زفت
جاء اليه رئيس الحرس مسرعا
سيد: اؤمر يا باشا
خالد غاضبا: أنت ازاي يا حيوان تفتح البوابة من غير ما تاخد إذني
سيد بارتباك: هااا، اصل ااا يعني اححنا عرفينوا دا رفعت باشا
خالد غاضبا: وحياة امك عارفينوا، اتفضل أنت والحيوانات الي برة مخصملكوا شهر، عشان عارفينوا، وحسك عينك بعد كدة تفتح البوابة من غير اذني، هخلع راسك من علي جسمك مفهوووووم.

سيد بخوف: مفهوم يا باشا
رمقه بنظرات مشتعلة ليتركه ويعود اليها
لينا بعتاب: ليه يا خالد حرام عليك هما عملوا ايه عشان تخصملهم شهر بحاله
صاح بغضب حتى برزت عروق يديه ورقبته: عشان بهايم ازاي يفتحوا البوابة من غير إذني، ارفضي رفعت كان شافك بشعرك
شخصت عينيها بصدمة: أنت عملت كل دا عشان فتحوا البوابة لرفعت وانا من غير حجاب
هتف بحدة: آه طبعا، انا لحمي مش رخيص يا لينا، واي حد هيفكر بس يبصلك اي كان مين هقتله.

اتسعت عينيها بخوف: خالد انا بدأت أخاف منك
ارتخت معالم وجهه يهتف بابتسامة مرحة: كنا بنقول ايه بقي
ثم عاود دغدغة الاثنتين من جديد
لينا ضاحكة: كفاية بقي يا خالد، يلا عشان لوليتا لازم تاخد شاور
صعدوا الي اعلي متجهين الي المرحاض جهزت لينا المياة الدافئة، خلعت للصغيرة ملابسها ووضعتها داخل حوض الاستحمام الصغير
تحممها برفق وخالد يقف بجانبها يلعب معها بالعابها الصغيرة.

لينا بجد: خالد انا عايزة اتكلم معاك في موضوع بس من غير ما تتخانق
نظر لها بلامبلاة للحظات ليعاود النظر الي صغيرته يلاعبها: لاء، مش موافق للمرة المليون
لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد دا شغلي وانت عارف انا بحب شغلي قد ايه
خالد بلامبلاة: بردوا لاء يا لينا لما ابقي مش قادر اصرف عليكي ابقي انزلي اشتغلي.

لينا بضيق: انا ما بشتغلش عشان الفلوس يا خالد انا بشتغل عشان احقق ذاتي ويبقي ليا كيان مستقل مش مجرد مرات العقيد خالد السويسي
خالد بضيق: هنبتدي بقي محاضرة حقوق المرأة الي مالهاش اي ستين لازمة
لينا بضيق: تقصد بقي المحاضرة ولا حقوق المرأة
خالد بابتسامة صفراء: الاتنين مالهمش لازمة عشان انا رايي مش هيتغير ما فيش شغل الست اتخلقت عشان تخلي بالها من بيتها وعيالها وجوزها.

لينا غاضبة: يا سلام ليه متجوز أمينة يا سي السيد
خالد غاضبا: صوتك يوطي وانتي بتتكلمي معايا ولاخر مرة يا لينا ما فيش شغل وما تفتحيش الموضوع دا تاني انتي فاهمة
صاحت بحدة: علي فكرة بقي أنت اناني
هب واقفا ينظر لها بتوعد كاد ان يتكلم حينما سمعها تصرخ بفزع: الحق يا خالد
نظر بفزع الي ما تشير ليجد جسد ابنته الصغيرة ينزلق تحت الماء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة